العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > نفحات إيمانية

نفحات إيمانية أذكار المسلم - السيرة النبوية - علوم الأحاديث - فتاوي إسلامية - أدعية وأذكار الصباح والمساء - توعية وإرشادات - علـوم قرآنية - تفسير آيات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-03-11, 02:21 AM   #1
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


محمدعبدالوهاب



إن أول ما أصاب الأمة الإسلامية في تاريخها هو التفريط في قاعدة الشورى، وتحول "الخلافة الراشدة "إلى مُلك عضوض" سماه بعض الصحابة "كسروية" أو "قيصرية" وما أصاب الإسلام وأمته ودعوته في العصر الحديث إلا من جراء الحكم الاستبدادي المتسلط على الناس بسيف المعز وذهبه، وما عطلت الشريعة، ولا فرضت العلمانية، وألزم الناس بالتغريب إلا بالقهر والجبروت، واستخدام الحديد والنار، ولم تضرب الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية، ولم ينكل بدعاتها وأبنائها، ويشرد بهم كل مشرد، إلا تحت وطأة الحكم الاستبدادي السافر حينا، والمقنع أحيانًا بأغلفة من دعاوى الديمقراطية الزائفة، الذي تأمره القوى المعادية للإسلام جهرًا، أو توجهه من وراء ستار،فالحرية السياسية أول ما نحتاج إليه،لم ينتعش الإسلام،ولم تنتشر دعوته،ولم تبرز صحوته،وتعل صيحته، إلا من خلال ما يتاح له من حرية محدودة، يجد فيها الفرصة ليتجاوب مع فطر الناس التي تترقبه، وليُسمِعَ الآذان التي طال شوقها إليه، وليقنعَ العقول التي تهفو إليه لذا كانت صيحة النبيصلى الله عليه وسلم(أن خلو بيني وبين الناس)


وقد شهدت أمتنا أحداثا عظيمة وتغييرات كبيرة وطرد للطغاة وقمع للاستبداد نتيجة إيجابية الشعوب وخروجها لمواجهة الظلم والطغيان في مسيرات ومظاهرات شعبية سلمية بلا تخريب ولا تدمير ولكن السلطة الغاشمة قابلت سلمية التظاهرات بالبلطجة والعنف وسقط من المتظاهرين المسالمين ضحايا كثر ومئات الجرحى وخرج زبانية الظالم ونعال السلطة يجرمون المتظاهرين ،ومع أن الموضوع بدهي وفطري وشرعي من أول وهلة، إلا أن هناك من حرمها وجرمها ووصف من يقومون بها بالخوارج، وهؤلاء لا يقلون خطرا على الأمة من أعدائها الظاهرين؛ لأنهم يسيرون في خط تجريم كل ما فيه حركة أوعمل أو كلمة تتصدى لأعداء الأمة،أو تفضح الأنظمة الفاسدة العميلة،بل يبررون لها أفعالها ومواقفها المخذلة،ورأينا خلطا واضحا ينم عن جهل فاضح لأنصار السلطة الظالمة الذين يتمسحون زورا وبهتانا بالدين والسلف وهما منهم براء،فلا يفرق الجهول بين المظاهرة التي هي تعبير عن الرأي والحرية التي كفلها الإسلام وبين الخارجين علي الإمامالحق وبين الخوارج الذين هم طائفة ضالة لهم مبادئ معروفة ويكفرون سائر الأمة،فنجد الجهلاء يرمون المتظاهرين بالخروج ويصفونهم بالخوارج(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) فإنَّ من أعظـم ما ابتُليت بهم الأمــّة هذه الأيام،إنتشار الظلم،ومصادرة الحقوق،وتسويغ ذلك بإسم الدين،وأحكام الشريعـة،على يـد شيوخ جهلاء،وعلماء المباحث،الذين اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا،وجعلوا الفتوى الشرعيـّة سوقـاً تباع فيها النصوص بعد تحريفها ، والفتاوى بعد تصريفها


حقيقة المظاهرات وبيان حكمها:


أولاً : تعريف المظاهرات


في اللغة:المُظَاهَرةُ المعاونة و التَّظاهُرُ التعاون و اسْتَظْهَرَ به استعان به
المظاهرات في الاصطلاح:قال الخطابي معنى المظاهرة المعاونة إذا استنفروا وجب عليهم النفير وإذا استنجدوا أنجدوا ولم يتخلفوا ولم يتخاذلوا.،وما تعارف عليه الناس في هذا العصر من مفهوم المظاهرة والات والمسيرات والإعتصامات وهي:إعلاء لمشاعر المسلمين وإظهار لقوتهم وإنكار الظلم وأمر بالمعروف ونهي على المنكر.


والمظاهرة هي وسيلة لغاية ليس لها حكم شرعي منفرد إنما حكمها من حكم غايتها،فتأخذ الأحكام التكليفية الخمسة فقد تكون المظاهرة واجبة إذا كانت لرد الحقوق ودفع الظلم،وقد تكون مندوبة إذا دعت لفضيلة،وقد تكون مباحة إذا نادت بأمر مباح، وقد تكون مكروهة إذا أعلنت أمر مكروه شرعا،وقد تكون محرمة إذا تظاهرت لأمر محرم(كتظاهر الشواذ الذي حدث في مصر من قبل) نخلص من ذلك أن التظاهر له أحكام مختلفة فمن الجهل أن نمنع التظاهر كله.


وقد رأينا ديننا يحرض المسلم على مقاومة الفساد في الداخل ويعتبره أفضل من مقاومة الغزو من الخارج، فيقولصلى الله عليه وسلم حين سئل عن أفضل الجهاد : " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " وذلك لأن فساد الداخل هو الذي يمهد السبيل لعدوان الخارج.ويعتبر الشهادة هنا من أعلى أنواع الشهادة في سبيل الله : " سيد الشهداء حمزة، ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله "،ويغرس في نفس المسلم رفض الظلم، والتمرد على الظالمين حتى إنه ليقول في دعاء القنوت المروي عن ابن مسعود،:" نشكرك الله ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك "،ويصب جام غضبه، وشديد إنكاره على الذين يقبلون الضيم، ويرضون بالإقامة في أرض يهانون فيها ويظلمون، ولديهم القدرة على الهجرة منها والفرار إلى أرض سواها، فيقول : (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا.. إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً.. فأولئك عسى الله أن يعفوا عنهم وكان الله عفوًا غفورًا).(النساء 97 ـ 99).حتى هؤلاء العجزة والضعفاء قال القرآن في شأنهم ( عسى الله أن يعفوا عنهم) فجعل ذلك في مظنة الرجاء من الله تعالى، زجرًا عن الرضا بالذل والظلم ما وجد المسلم إلى رفضه سبيلاً. وحديث القرآن المتكرر عن المتجبرين في الأرض من أمثال فرعون، وهامان، وقارون وأعوانهم وجنودهم، حديث يملأ قلب المسلم بالنقمة عليهم، والإنكار لسيرتهم، والبغض لطغيانهم، والانتصار ـ فكريًا وشعوريًا ـ لضحاياهم من المظلومين والمستضعفين.


وحديث القرآن والسنة عن السكوت على المنكر، والوقوف موقف السلب من مقترفيه ـ حكامًا أو محكومين ـ حديث يزلزل كل من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.
يقول القرآن : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون). (المائدة : 78، 79). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان "(رواه مسلم). ومن الخطأ الظن بأن المنكر ينحصر في الزنى، وشرب الخمر، وما في معناهما. إن الاستهانة بكرامة الشعب منكر أي منكر، وتزوير الانتخابات منكر أي منكر والقعود عن الإدلاء بالشهادة في الانتخابات منكر أي منكر، لأنه كتمان للشهادة، وتوسيد الأمر إلى غير أهله منكر أي منكر، وسرقة المال العام منكر أي منكر، واحتكار السلع التي يحتاج إليها الناس لصالح فرد أو فئة منكر أي منكر، واعتقال الناس بغير جريمة حكم بها القضاء العادل منكر أي منكر، وتعذيب الناس داخل السجون والمعتقلات منكر أي منكر، ودفع الرشوة وقبولها والتوسط فيها منكر أي منكر، وتملق الحكام بالباطل وإحراق البخور بين أيديهم منكر أي منكر، وموالاة أعداء الله وأعداء الأمة من دون المؤمنين منكر أي منكر. وهكذا نجد دائرة المنكرات تتسع وتتسع لتشمل كثيرًا مما يعده الناس في صلب السياسة.


فهل يسع المسلم الشحيح بدينه،الحريص على مرضاة ربه، أن يقف صامتًا ؟ أو ينسحب من الميدان هاربًا، أمام هذه المنكرات وغيرها ... خوفًا أو طمعًا، أو إيثارًا للسلامة ؟
إن مثل هذه الروح إن شاعت في الأمة فقد انتهت رسالتها، وحكم عليها بالفناء، لأنها غدت أمة أخرى، غير الأمة التي وصفها الله بقوله : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). (آل عمران 110).
ولا عجب أن نسمع هذا النذير النبوي للأمة في هذا الموقف إذ يقول : " إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم : يا ظالم فقد تودع منهم ". (رواه أحمد في مسنده).أي فقدوا أهلية الحياة، وفي بعض الروايات : " وبطن الأرض خير لهم من ظهرها ".


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-11, 02:22 AM   #2
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


إن المسلم مطالب ـ بمقتضى إيمانه ـ ألا يقف موقف المتفرج من المنكر، أيًا كان نوعه : سياسيًا كان أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو ثقافيًا، بل عليه أن يقاومه ويعمل على تغييره باليد، إن استطاع وإلا فباللسان والبيان، فإن عجز عن التغيير باللسان انتقل إلى آخر المراحل وأدناها، وهي التغيير بالقلب، وهي التي جعلها الحديث :" أضعف الإيمان "،وإنما سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- تغييرًا بالقلب، لأنه تعبئة نفسية وشعورية ضد المنكر وأهله وحماته، وهذه التعبئة ليست أمرًا سلبيًا محضًا، كما يتوهم، ولو كانت كذلك ما سماها الحديث " تغييرًا ".


وهذا التعبئة المستمرة للأنفس، والمشاعر، والضمائر لابد لها أن تتنفس يومًا ما، في عمل إيجابي، قد يكون ثورة عارمة أو انفجارًا لا يبقى ولا يذر، فإن توالى الضغط لابد أن يولد الانفجار، سنة الله في خلقه. وإذا كان هذا الحديث سمي هذا الموقف " تغييرًا بالقلب " فإن حديثًا نبويًا آخر سماه " جهاد القلب " وهي آخر درجات الجهاد، كما أنها آخر درجات الإيمان وأضعفها، فقد روى مسلم عن ابن مسعود ـ مرفوعًا ـ : " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس ذلك من الإيمان حبة خردل "وقد يعجز الفرد وحده عن مقاومة المنكر وخصوصًا إذا انتشر شراره واشتد أواره، وقوي فاعلوه، أو كان المنكر من قبل الأمراء الذين يفترض فيهم أن يكونوا هم أول المحاربين له،لا أصحابه وحراسه،وهنا يكون الأمر كما قال المثل : حاميها حراميها، أو كما قال الشاعر :
وراعي الشاة يحمي الذئب عنها فكيف إذا الرعاة لها ذئاب ؟!


وهنا يكون التعاون على تغيير المنكر واجبًا لا ريب فيه، لأنه تعاون على البر والتقوى، ويكون العمل الجماعي فريضة أوجبها الدين، كما أنه ضرورة يحتمها الواقع.فالمسلم مطالب بمقتضى إيمانه ألا يعيش لنفسه وحدها، دون اهتمام بمشكلات الآخرين وهمومهم،والمسلم مطالب بمقاومة كل ظلم أيًا كان اسمه ونوعه.. والسكوت عن الظلم والتهاون فيه، يوجب العذاب على الأمة كلها : الظالم والساكت عنه كما قال تعالى : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة). (الأنفال : 25). وقد ذم القرآن الأقوام الذين أطاعوا الجبابرة الطغاة وساروا في ركابهم كقوله عن قوم نوح : ( واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارًا).(نوح:21).وعن قوم هودواتبعوا أمر كل جبار عنيد) (هود:59).وعن قوم فرعون : (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين. (الزخرف : 54) ،بل جعل القرآن مجرد الركون والميل النفسي إلى الظالمين موجبًا لعذاب الله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون). (هود : 113). و لقد أثمر هذا الثراء من الأدلة للحقوق أن صارت كلها دينا يتعبد به، وشريعة يدافع عنها، وأصول يحتج بها ؛على اختلاف منازلها من اجتماعية،او شخصية،أو طبيعية أو مكتسبة،فإن قصَّرت حكومة بمقتضى تلك الآيات في واجباتها نحوها فقدت شرعية بقائها .


سأل عمر ابن الخطاب : أبا موسى الأشعري حين وجهه إلى العراق قائلا:" ماذا تفعل إن جاءك سارق؟" قال أبو موسى "قطعت يده" ،فقال عمر بن الخطاب"وأنا إن جاءني من عندك جائع أو عار قطعت يدك،إن الله استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم،ونستر عورتهم،ونوفر لهم حرفتهم، فإذا أعطيناهم هذه استوجبناهم شكرها" وعوراتهم التي استأمنهم الله عليها هي أكثر مما يظن الظانون من كونها عورات البدن فقط، إنما تضاف إليها عورات الطعام، وعورات اللباس، وعورات الأثاث،وعورات المشاعر والحالات النفسية، تلك العورات التي يرعاها الإسلام بما يفرضه من أدب رفيع في فريضة الاستئذان التي هي أولى ما يصرعه قانون الطواريء الذي هو من بقايا الحملات الصليبية الغابرة،التي أتت معه على معالم العز والشرف في أمتنا فلم تدع لنا منها إلا القليل ،والقليل محاصر. فما ذا بقي من معالم الشرف بتلك القوانين لم تنتهك؟


أما عن مشروعية المظاهرات السلمية فهي وسيلة واجبة على من استطاع من المسلمين في التصدي للظلم والعدوان والمطالبة بالحقوق، إن لم توجد وسيلة أخرى أقوى وأشد تأثيرا.
وتفصيل ذلك في أمور:


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-11, 02:23 AM   #3
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


الأمر الأول:
أن الإسلام كفل حرية التعبير عن الرأي، والمطالبة بالحقوق، الدينية والدنيوية، مما يحقق مصالح الناس، ويلبي احتياجاتهم؛ بل التعبير عن الرأي يعد من فروض الكفاية التي إن قام بها البعض سقطت عن الباقين، وهذا داخل لا محالة في فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما تحمله من ضوابط وقيود شرعية تؤدي إلى أفضل النتائج دون إحداث ضرر بمصالح المجتمع، أو تَعَدِّ على حدود الشرع، أو تساهل وتفريط فيها.كما أن هذا من النصيحة الواجبة لقوله صلى الله عليه وسلم:"الدين النصيحة" قلنا:لمن؟ قال:"لله،ولرسوله،ولأئمة المسلمين،وعامتهم"صحيح رواه أبو داود


الأمر الثاني:
أن الله سبحانه وتعالى أمرنا برفع الظلم وإحقاق الحق وسمى ذلك نصرا " والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ".
وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلمأمرنا بنصرة إخواننا المظلومين فقالr: " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " قيل: يا رسول الله! هذا ننصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما!؟ قال: " تكفه عن الظلم "رواه البخاري.


الأمر الثالث:
نحن مأمورون شرعا بالتغيير إلى الأفضل، وعدم الرضا أو السكوت على الفساد والمعاصي والظلم؛ فقد جاء في التنزيل: " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون " وقال تعالى: " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأعلموا أن الله شديد العقاب "، لذا قال صلى الله عليه وسلم: " إن الناس إذا رأوا منكرا فلم يغيروه، يوشك أن يعمهم الله بعقابه "، وفي رواية لأبي داود: " إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب " وقال صلى الله عليه وسلم: " ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يُغَيِّروا عليهم ولا يغيروا، إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا "صحيح رواه أحمد
وعن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم لتدعنَّه ولا يستجاب لكم "رواه الترمذي


الأمر الرابع:
التغيير الجماعي:أن الأصل في الدعوة والتغيير إنما يكون بالعمل الجماعي لا بالمجهود الفردي، وهذا معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون "، وفي حديث السفينة قال صلى الله عليه وسلم: " فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجُّوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم "رواه البخاري.


الأمر الخامس:
الوسائل متجددة غير جامدة:لا تتحقق النصيحة أو النصرة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتغيير إلى الأفضل إلا بوسائل، والوسائل من قبيل العادات، تختلف من زمان لآخر، ومن مكان لآخر، وللوسائل حكم المقاصد، ولم ينص الشرع على وسائل بعينها في كل الأمور، ولا حرم سواها من الوسائل المستحدثة.ما دامت فرضتها الحاجة ولم تخرج عن مقاصد الشريعة.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-11, 02:24 AM   #4
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


من هو ولي الأمر:


والعجب ممن يجعل كل متولٍ على المسلمين بأي شريعة يحكمهم ولي أمر شرعي،أفلا يتدبر هذا القائل- إن لم يؤت الفقه في الدين – اللفظ الظاهر على أقل تقدير،فأي(أمر) تولاه الحاكم بغير ما أنزل الله تعالى ، حتى يستحق هذا الاسم ، أهو أمر ( دين الإسلام ) أمر الله ورسوله،أم أمر المناهج الوضعية والنظم الاستبدادية،ويا للعجب فبأي شريعة يصـح أن يكون المستبد الظالم حاكماً بين العباد من دون الله تعالى،ويصبح الظالم الذي لا يخش خالقا ولا يرحم مخلوقا ولي أمر المسلمين، وأي أمر للمسلمين غير دينهم الذي قال الله تعالى عنه مُمتناً عليهمالْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ اْلإِسْلاَمَ دِينًا ) وقال : ( وَتَّمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً)،أي تمت كلمته الشرعية التي تضمنها كتابه المفصل الحاكم بين العابد، صدقاً في الأخبار،وعدلاً في الأحكام . إن الحاكم في نظر الإسلام وكيل عن الأمة أو أجير عندها، ومن حق الأصيل أن يحاسب الوكيل أو يسحب منه الوكالة إن شاء، وخصوصًا إذا أخل بموجباتها.فليس الحاكم في الإسلام سلطة معصومة بل هو بشر يصيب ويخطئ، ويعدل ويجور، ومن حق عامة المسلمين أن يسددوه إذا أخطأ ويقوموه إذا اعوج.قال ابن عبدالبر في كتابه الاستذكار[ج9 / ص 39] تحت شرح حديث عبادة بن الصامت في السمع والطاعة(دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض،قلنا: أصلحك الله،حدث بحديث ينفعك الله به ، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال : دعانا النبي صلى الله عليه وسلمفبايعناه ، فقال فيما أخذ علينا : أن بايعنا على السمع والطاعة،في منشطنا ومكرهنا،وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا،وأن لا ننازع الأمر أهله،إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان.ما نصه :" وأما قوله:ألا ننازع الأمر أهله،فقد اختلف الناس في ذلك، فقال القائلون منهم:أهله أهل العدل والإحسان والفضل والدين:مع القوة على القيام ذلك،فهؤلاء لا ينازعون؛ لأنهم أهله، وأما أهل الجور والفسق والظلم ، فليسوا بأهل له.


مهمة الحاكم في الإسلام حفظ الدين ،وسياسة الدنيا،بحيث يسعد الناس في دنياهم ويفوزوا في آخرتهم وقال إمام الحرمين الجويني –رحمه الله- فإذا لم يحفظ الدين وجب خلعه،وإذا لم يسوس الدنيا وجب خلعه لأنه أخل بمقصود ولايته.يقول أبوبكر الباقلانى في–التمهيد-صـ3 (إن الإمام إنما يُنصب لإقامة الأحكام، وهو في جميع ما يتولاه وكيل الأمة ونائب عنها، وهي من ورائه في تسديده وتقويمه وإذكاره وتنبيهه وأخذ الحق منه إذا وجب عليه،وخلعه والاستبدال به متى اقترف ما يوجب خلعه)وليس فقط في حالة(إلا أن ترى كفر بواحا) حيث قال العلماء: وأظهرت كفرا بواحا وهو المعصية الظاهرة كما في بعض الروايات(فتح الباري ١٣/8،قال النوويالمراد بالكفر هنا المعاصي) شرح مسلم ١٢/229.وكما يقول المثل (من يأكل عيش الظالم يحارب بسيفه) وفي كتاب الإمام القرافي – الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام-تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة-صـ125(وظلم الولاة واستئثارهم،وكذلك منعهم الحقوق عن أصحابها أليست معاصي تحرم عليهم كما تحرم علي الرعية الطاعة فيها وإذا جاء من يدعو إلي طاعة من يمنع الحقوق فيجب أن نقول له إن هذا يعارض أمر الله للولاة أن يؤدوا الأمانات إلي أهلها { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها}فأداء الولاة للأمانات وهي حقوق الرعية فرض واجب والتخلف عنها ظلم محرم ومعصية صريحة وإثم كامل الأركان.ولقوله صلى الله عليه وسلم:« ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً ، لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور»رواه الإمام أحمد في المسند وقال الهيثمي : إسناده جيد ورجاله رجال لصحيح
ما رواه البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ، ما أقام فيكم كتاب الله » فهذا الحديث قيد الطاعة للإمام الذي يقود بكتاب الله.
ما رواه الإمام أحمد بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفؤون السنة ويحدثون البدعة ، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها » ، قال ابن مسعود : كيف بي إذا أدركتهم ؟ قال : « ليس - يا ابن أم عبد - طاعة لمن عصى الله » . قالها ثلاث مرات سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/139)
ما رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : « سيليكم أمراء بعدي ، يعرفونكم ما تنكرون ، وينكرون عليكم ما تعرفون ، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله سلسلة الأحاديث الصحيحة ح590 (2/138)روي الإمام مسلم ( من رأي من أميره شيئا يكرهه فليصبر، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية)المطلوب هنا هو الصبر علي أمر يكرهه الإنسان وليس علي أمر يخالف منطوق الشريعة أو روحها أو مقاصدها ، فقد يستدعي الإمام طائفة من الناس للقتال أو يلزم طائفة من الناس بإخراج بعض أموالهم في سبيل الله أو ينزع بعض الممتلكات للمصلحة العامة،وقد يكره البعض مايطلبه الأمير،فالصبر علي ذلك هو المراد في الحديث لأن عدم تحمل المكاره فيه مفارقة للجماعة فالأمير هنا مع الجماعة يعمل مافيه مصلحتها ويرعي الحق وليس الأمير الظالم،فالمكروه هنا من نوع ماتحدثت عنه الآية{كتب عليكم القتال وهو كُره لكم} وليس المكروه شريعة فضلا عن أن يكون الحرام.وحديث أبي ذر الذي يقول فيه(إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان-أى الأمير-عبدا مُجدّع الأطراف ) فالأمير هنا مطلق قيدته روايات أخرى مثل( لو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا)
فالسمع والطاعة مقيدان بكون هذا الأمير-ولو كان عبدا- يقود الرعية بكتاب الله ويحكمها بشريعة الإسلام وليست طاعة لظالم ولا سمعا لمستبد ومواقف أبو ذر-رواى الحديث-دليلا علي ذلك، ومارواه مسلم (من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع) .فصفقة يده أى بايعه بيده علامة علي نصرته،وثمرة قلبه دليل علي الإقتناع والرضا القلبي،فالبيعة لم تكن شكلا فقط لاإكراه فيها ولا غلبة إنما صحب صفقة اليد اقتناع القلب.
وفي سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد (يارسول الله أيكون بعد الخير الذي أعطينا شر كما كان قبله،قال:نعم ،قال:فبمن نعتصم؟قال:بالسيف.روي مسلم قول النبي (من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصي الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعصي الأمير فقد عصاني) فهل المراد طاعة كل (أمير) برا كان أو فاجرا،عادلا كان أو ظالما؟بل هناك حديث لذات الراوي وهو أبو هريرة يروي نفس الحديث مع فرق في بعض الألفاظ يقيد الإطلاق في (الأمير) حيث يقول (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصي أميري فقد عصاني)رواه مسلم
والإمام مسلم يورد الحديث الأول مرتين من طريقين عن أبي هريرة، علي حين يورد الحديث الثاني خمس مرات من خمس طرق عن أبى هريرة، فسياق الحديث –عند مسلم- يرشح اختصاص الأمير بأمير الجيش حيث عينه النبي -قائدا لإحدى سرايا الغزو حيث روي عن ابن عباس أن آية طاعة الأمراء{ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}قد نزلت في عبد الله بن حذافة بعثه النبي في سرية ،رواه مسلم.وبدهي أن تكون لأمير الجيش وقائده طاعة متميزة تماما عن طاعة أمراء السلم فضلا عن أنه قائد مختار ومعين من قبل الرسول.ويشهد لذلك حديث (إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برىء ومن أنكر فقد سلم،ولكن من رضي وتابع)رواه مسلم فالرضا والسمع والطاعة منهي عنهم حتي في حالة العجز عن الإنكار القلبي(بايعنا رسول الله علي السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلي إثرة علينا وعلي ألا ننازع الأمر أهله وعلي أن نقول الحق-وفي رواية وعلي أن نقوم بالحق-أينما كنا ولانخاف في الله لومة لائم)رواه مسلم،فيحرم صد الأمة عن النهوض بالفرائض الواجبة والضرورات الشرعية بإثارة الشبهات وحث الناس علي الخنوع والخضوع للظلم.وجُمّاع الرسالة النبوية (ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم)(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون)(أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين)(لست عليهم بمصيطر)(نحن أعلم بما يقولون وماأنت عليهم بجبار)،عن أبي أمامة t أن رجلاً قال : يا رسول الله ! أي الجهاد أفضل ؟ ورسول الله يرمي الجمرة الأولى فأعرض عنه ، ثم قال له عند الجمرة الوسطى فأعرض عنه ، فلما رمى جمرة العقبة ووضع رجله في الغرز قال : أين السائل ؟ قال : أنا ذا يا رسول الله . قال : « أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر » السلسلة الصحيحة (1/62) حديث رقم (491)
-
منقووووووووووووول


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-11, 02:24 AM   #5
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


وعن جابر بن عبداللهt عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « خير الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى رجل فأمره ونهاه في ذات الله فقتله على ذلك » رواه أحمد في مسنده وقال أحمد شاكر : صحيح الإسناد (10/30)،السلسلة الصحيحة ح74،


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-11, 02:25 AM   #6
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


أن تضخم أجهزة الدولة في العصر الحديثوتشعبها إلى مختلف أنشطة الحياة وتملكها إلى جانب استعمال أدوات العنف ( الشرطة ،الأمن ، الجيش ، أجهزة الاستخبارات . . إلخ )، أدوات تمكنها من تشكيل العقولوصياغتها وخداعها( الإعلام،التعليم . . إلخ ) وأدوات التحكم في الإنتاجوالاقتصاد ومستوى حياة الأفراد المعيشيــة وقدرتها على زيادة هامش التحكم فيالمجتمع وزيادة توسيع صلاحياته المركزة وإخضاعه من فوقه بشتى أنواع الإخضاع ، كلهذا يقتضي بالضرورة العقلية والواقعية عدم ترك السلطة التي هذا شأنها بلا قيود ،لأن سوء استعمال السلطة والحالة هذه يؤدي إلى كوارث شاملة ماحقة قد تصل إلى تقويضالمجتمع وزواله ، أو تغير جذري في تاريخه ، وكم من أمم ودول زالت وصارت تاريخاً ،بسبب الاستبداد وترك السلطة بلا قيود .ومعلوم أنالإسلام قد جاء بتحصيل المنافع والمصالح، وإلغاء وتفويت المضار والمفاسد في الدين والدنيا بحسب الاستطاعة ،وتنظيم أحوالالرعية لذا ندرك ما أوتيه صحابة النبي صلى الله عليه وسلممن الفقه العميق ، والنظر الدقيق ، وبيانه أن علماؤنا يسمون ولاية المسلمين بالإمامة الكبرى والإمامة فيالصلاة بالإمامة الصغري وهي فرع منها،فيعلمنا صلى الله عليه وسلم أن إمام الصلاة يليه أولو الأحلام والنهى كما قد صح في الحديث،وهم بإزاء أهل الحلوالعقد في النظام السياسي وعلى المأمومون أن يختاروا لإمامتهم أقومهمبأمر الصلاة كما صح في الأحاديث، وكذلك الأمة تختار للإمامة العظمى أقومها بهابصيرة في الدين وقوة في سياسة الدنيا به،كما قال تعالى(أُوْلِى الأَيْدِيوَالأَبْصَار )ثم الإمام مقيد بأداء الصلاة كما في الشرع ، ليس له أنيتجاوز ذلك ، وكذلك الإمام في النظام السياسي مقيد بممارسة مهامه وفق الشريعة ليسله أن يتجاوز ذلك ، فإذا بدر من الإمام خطأ في الصلاة نُبِّه على ذلك – علناً لاسراً – ممن يليه وهو مقصود اختيارهم لهذا الموضع ، وذلك لأن الخطأ هنا يتعدى لغيرهوليس قاصراً على نفسه حتى يسر إليه بالنصيحة ، وكذلك في النظام السياسي ، يوضع أهلالحل والعقد وراء الإمام لينبهوه إذا أخطأ ، فإن فعل ما يقتضي بطلان الصلاة عامداًفارقه المصلون إذ قد بطلت صلاته،وكذلك في النظام السياسي إن أبطل الشريعة(دستورالدولة الإسلامية ) ويخبرناصلى الله عليه وسلم بأنه ممن لاترفع لهم صلاتهم من أم قوم وهم له كارهون،فكيف بمن حكم شعب وهم له كارهون فهذا بإزاء هذا ، وذاك بإزاء ذلك ،( ولو كان من عندغير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )، فتدير عظمة هذا الدين،ولهذا وجدنا في الأحاديثأعلى درجات الحض على العمل بهذا المبدأ، وذلك أن النبي rجعلأفضل المسلمين عملاً من ينتقد السلطة إذا جارت كما روى النسائي أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الجهادأفضل؟ قال : (كلمة حق عند سلطان جائر )،وعن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيد الشهداء حمزة،ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)رواهالحاكم والضياء في المختارة،ومعلوم أن الجهاد أفضل متطوع به، وفي هذاالحديث أن أفضله هو كلمة الحق الناقدة لجور الحاكم.وليس في هذا ما يقتضيإسراراً لكلمة النقد ، بل هو إلى الحض على إعلانها أقرب ، لأن ما جعلت أفضل الجهادإلا من أجل أن في الإعلان التعرض لبطش الظالم وفي ذلك أعظم البذل للجهد وارتكابالمشقة في سبيل الله تعالى ، وإما الإسرار فليس فيه في الغالب بذل النفس لأنه ليسمظنة القتل غالباً ، ولأن في ذلك تخويف الحاكم الجائر من تشجيع المجاهر بالإنكارلغيره على الإنكار أيضاً مما يؤدي إلى ارتداعه عن الظلم،فالحاكم في نظر الإسلام وكيل عن الأمة أو أجير عندها، ومن حق الأصيل أن يحاسب الوكيل أو يسحب منه الوكالة إن شاء، وخصوصًا إذا أخل بموجباتها. فليس الحاكم في الإسلام سلطة معصومة بل هو بشر يصيب ويخطئ، ويعدل ويجور، ومن حق عامة المسلمين أن يسددوه إذا أخطأ ويقوموه إذا اعوج. وهذا ما أعلنه أعظم حكام المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الخليفة الأول أبو بكر في أول خطبة له: " أيها الناس، إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني .. أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته، فلا طاعة لي عليكم. وعقد البيعة كسائر العقود، يشترط فيه ما يشترط فيها من حيث الجملة، وهو أشبه العقود بعقد الوكالة، حيث الأمة هي الأصيل، ومن تختاره إماما لها هو الوكيل عنها في القيام بما أوجب الله على المسلمين القيام به، من إقامة العدل والحقوق والحدود والمصالح التي يقوم بها الإمام نيابة عن الأمة بموجب عقد البيعة، ويؤكد ذلك أن الحق فيها هو للأمة تعقدها لمن تشاء وتصرفها عمن تشاء، لا ينازعها في ذلك أحد كما قال الماوردي: (فإن تنازعاها – أي الإمامة – وادعى كل واحد منهما أنه الأسبق، لم تسمع دعواه،ولم يحلف عليها، لأنه لا يختص بالحق فيها، وإنما هو حق المسلمين جميعا، فلا حكم ليمينه ولا نكوله عنه، ولو أقر أحدهما للآخر بالتقدم خرج منها المقر ولم تستقر للآخر؛ لأنه مقر في حق المسلمين) وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية(لما انحصر الترشيح بين عثمان وعلي t: (نهض عبد الرحمن بن عوف tيستشير الناس فيهما، ويجمع رأي المسلمين، برأي رءوس الناس جميعا وأشتاتا، مثنى وفرادى، سرا وجهرا، حتى خلص إلى النساء في خدورهن، وحتى سأل الولدان في المكاتب، وحتى سأل من يرد من الركبان والأعراب إلى المدينة، وفي مدة ثلاثة أيام بلياليهن)
وقال عمر: (لن يعجز الناس أن يولوا رجلاً منهم فإن استقام اتبعوه، وإن جنف [أي مال] قتلوه، فقال طلحة: وما عليك لو قلت: إن تعوج عزلوه؟ فقال عمر: لا، القتل أنكل لمن بعده)( ابن جرير الطبري 2/57٢)وقد جاء الأشعث ومعه جماعة من أهل الكوفة إلى عمر يطلبون منه عزل سعد بن أبي وقاص، أمير الكوفة، وبطل القادسية، وخال رسول الله، فعزله عمر نزولا عند رغبتهم، مع ثقته بسعد، ثم سألهم عمر فقال: (إذا كان الإمام عليكم فجارومنعكم حقكم وأساء صحبتكم ما تصنعون به؟ قالوا: إن رأينا جورا صبرنا. فقال عمر: لا والله الذي لا إله إلا هو، لا تكونون شهداء في الأرض حتى تأخذوهم كأخذهم إياكم، وتضربوهم في الحق كضربهم إياكم، وإلاّ فلا)( ابن شبة ٣/ ٨١٦ بإسناد جيد على شرط البخاري،وقال الإمام عبدالرحمن بنأبي بكر الحنبلي في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص201: (والمقصود أنه كانمن عادة السلف الإنكار على الأمراء والسلاطين والصدع بالحق وقلة المبالاة بسطوتهمإيثاراً لإقامة حق الله سبحانه على بقائهم واختيارهم لإعزاز الشرع على حفظ مُهَجهمواستسلاماً للشهادة إن حصلت لهم ) وقال : ( يجوز للآمر بالمعروف والناهي عن المنكرأن يعرض نفسه للضرب والقتل إذا كان لأمره ونهيه تأثير في رفع المنكر أو كسر جاهالفاسق أو تقوية قلوب أهل الدين ). قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى في بيان هذا الموضوع: (السلطان يؤاخذ على ما يفعله من العدوان ويفرط فيه من الحقوق مع التمكن (فأما إذا تواصل منه العصيان، وفشا منه العدوان، وظهر الفساد، وتعطلت الحقوق والحدود، وارتفعت الصيانة، ووضحت الخيانة، واستجرأ الظلمة، ولم يجد المظلوم منتصفا ممن ظلمه، وتداعى الخلل إلى عظائم الأمور، وتعطيل الثغور، فلابد من استدراك هذا الأمر المتفاقم، وذلك أن الإمامة إنما تعنى لنقيض هذه الحالة، فإذا أفضى الأمر إلى خلاف ما تقتضيه الزعامة والإيالة(السياسة) فيجب استدراكه لا محالة، وترك الناس سدى ملتطمين لا جامع لهم على الحق والباطل أجدى لهم من تقريرهم على اتباع ونصب من هو عون الظالمين، وملاذ الغاشمين، ومعتصم المارقين) لقد أجمع الصحابة – رضي الله عنهم – على أن الإمامة إنما تكون بعقد البيعة بعد الشورى والرضا من الأمة دون إكراه.كما أجمعوا على أنه لا يسوغ فيها التوارث ولا الأخذ لها بالقوة والقهر، وأن ذلك من الظلم المحرم شرعا.غير أن الأمر الواقع بدأ يفرض نفسه، وصار بعض الفقهاء - بحكم الضرورة -يتأولون النصوص لإضفاء الشرعية على توريثها وأخذها بالقوة؛ لتصبح هاتان الصورتان بعد مرور الزمن هما الأصل الذي يمارس على أرض الواقع، وما عداهما نظريات لاحظ لها من التطبيق العملي؟!


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-11, 02:26 AM   #7
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


وأصبحت سنة هرقل وقيصر بديلا عن سنة أبي بكر وعمر؟!وقد عبر عن هذا التراجع سديف بن ميمون الأديب والخطيب الثائر على بني أمية في قوله: (اللهم صار فيئنا دولة بعد القسمة، وإمارتنا غلبة بعد المشورة، وعهدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة…) وقد شاع مفهوم أنه لا يأتي زمان إلا والذي شر منه بين العامة والخاصة، فأدى ذلك إلى شيوع روح اليأس من الإصلاح، والخوف من المستقبل،والركون إلى الحاضر، وعدم الرغبة في التغيير كما حث على ذلك القرآن في قوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد: ١١ ] كما حالت هذه الروح دون الاستبشار بالمستقبل مع وجود الأحاديث الصحيحة التي تبشر بعودة الخلافة الراشدة على ج النبوة، وبظهور هذا الدين من جديد حتى يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا… إلخ.
كما أدى فهم أحاديث الاعتزال من الفتنة كحديث: ((إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة))وغيرها من الأحاديث في هذا الباب - إلى شيوع الروح الفردية،يقول الإمام الثوري: من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله ،وهنا يؤكد الإمام الجويني أن وجوب نصب الإمام حكم شرعي معلل بقصد حماية الدولة والقيام بمصالح الأمة بحراسة الدين وسياسة الدنيا، فإذا كان وجود الإمام يفضي إلى خلاف هذا القصد بحيث يؤدي إلى ضياع الدولة وحقوق الأمة ومصالحها،وجب شرعا خلعه، ونصب إمام قادر على القيام بما وكل إليه؛ إذ ترك الناس بلا إمام خير لهم من إمام يقطع طريقهم، ويسفك دماءهم، ويستحل محارمهم؛ إذ الإمامة إنما وجبت لغير هذا القصد، وقد نص كثير من علماء السلف على مهمة الإمام التي هي أقل ما يجب عليه القيام ;410;ا لتجب عليهم ;410;ا الطاعة، له كما قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه -: (حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله، وأن يؤدي الأمانة، فإن فعل ذلك كان حقا على المسلمين أن يسمعوا وأن يطيعوا ويجيبوا إذا دعوا)،وشاع مفهوماسمع وأطع وإن ُأخذ مالك وضرب ظهرك) ، وحمل هذا اللفظ مالا يحتمل،بل صار بعد ذلك أصلا من أصول الاعتقاد، بل هو السنة والإجماع ومن خالفه رمي بالابتداع؟! مع أن الحديث يمكن أن يحمل على وجوب الطاعة للإمام حتى لو أقام الإمام الحد على المسلم، أو قضى عليه لخصمه من ماله بالحق، ولا يكون ذلك ذريعة للخروج عليه، أو ترك طاعته فيما فيه طاعة لله ورسوله، وفتح الطريق على مصراعيه للاستبداد السياسي، والظلم، وتعطيل الحدود والحقوق، وهذا الحديث جزء من حديث حذيفة بن اليمان في الفتن، وقد رواه مسلم عنه ليس فيه هذا اللفظ وقد استدركه عليه / إلا في رواية أبي سلام الحبشي في صحيح مسلم، ح رقم ( ١٨٤٧الدارقطني في الإلزامات والتتبع ح رقم ( ٥٣ ) وقال: (هذا عندي مرسل، أبو سلام لم يسمع من حذيفة). وقال المحقق في الحاشية: (فهذه الزيادة ضعيفة لأنها من هذه الطريقة المنقطعة) وكذلك جاءت هذه الزيادة في رواية سبيع بن خالد أو خالد بن خالد اليشكري كما عند أبي داود، ح رقم ( ٤٢٤٤ ) إلا أن سبيعا هذا قال عنه الحافظ: (مقبول) فلا يقبل منه مثل هذا التفرد في حديث مشهور عن حذيفة.كما أن الراوي عنه مجهول، وقد قال الألباني عن هذه الراوية إسناد ضعيف)/ في السلسلة الصحيحة وهنا يكمن الفرق الجلي بين نصوص الشارع التي جاءت لكل زمان ومكان،وأقوال الأئمة التي هي فهم لهذه النصوص، ومراعاة لكيفية تطبيقها على الوجه الصحيح في عصرهم، فلا يمكن لأقوالهم مهما اجتهدوا أن تكون كنصوص الشارع التي هي وحي جاء لكل أهل عصر، فلم يقل الشارع (كونوا مع من غلب) لقد كان المنع من الخروج حكما معللا، وهو أن يأمن الناس، وتقام الحقوق والحدود والجهاد… إلخ، فإذا فاتت هذه المقاصد فلا معنى للمنع من إسقاط السلطة –إذا استطاعت الأمة – ولهذا فالتحقيق هو الجمع بين النصوص وعدم ضرب بعضها ببعض، بل العمل بها كلها حسب الإمكان، مع مراعاة المصالح الكلية والمقاصد الشرعية كما قال العلامة المعلمي: (كان أبو حنيفة يستحب أو يوجب الخروج على خلفاء بني العباس؛لما ظهر منهم من الظلم، ويرى قتالهم خيرا من قتال الكفار)إلا أن هذا كله لم يحل دون انحلال الدولة، وسقوط الأمة، وضياع دار الإسلام على يد الاستعمار الذي جاء فوجد شعوبا قد تم تغييبها عن واقعها، تنتظر السلطان يدفع عنها، بعد أن تنازلت له عن حقوقها قرونا طويلة باسم الدين وباسم السنة،ليعبث العابثون ويسخر منها الساخرون؟! وعلماء الزور يروجون لمشروعية الاستبداد وعدم وجوب الشورى، وجواز توارث الحكم،وحرمة الخروج على السلطة مهما بلغ انحرافها وفسادها،ومهما سفكت من الدماء،ومن هنا نعلم أن التظاهر ليس خروجا بحال من الأحوال لأن علماؤنا يعرفون الخروج الذي يأخذ معنى البغي هو :الخروج علي الإمام الحق بغير حق،فلو خرجوا علي الإمام الحق-وهو الذى اختارته الأمة عن طواعية وقام بحفظ الدين وسياسة الدنيا- بحق لا يعدوا بغاة،فهل الظالم المتحكم في مقدرات الأمة والذي والي أعداؤها ونهب ثرواتها وأجرم في حق أبناؤها إمام حق سبحانك هذا بهتان عظيم فالواقع أن الحاكم هو الذى خرج علي إجماع شعبه وخرج علي منهج ربه وخرج عن مقتضيات وظيفته التي حددها الشرع ،فضلا عن أن هناك شروط للخارجين حتي نصمهم بذلك أنه لابد لهم من شوكه أى أنهم يحملون السلاح ولهم رئيس مطاع يقود تمردهم ضد الحاكم الشرعي فهل المتظاهرون كذلك؟ أم هو التشويه المتعمد لإيجابية الشعب هذا أمر والأمر الآخر هل الخروج على ظلم الحاكم ممنوع شرعا ؟ نورد الأدلة والقارئ يحكم بعدها فالقاعدة أن القول بحجته وليست بجلالة قائلة.


حكم الخروج


يقول ابن حجر (وقولهم كان يرى السيف يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور وهذا مذهب للسلف قديم لكن استقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه ففي وقعة الحرة ووقعة ابن الاشعث وغيرهما عظة لمن تدبر وبمثل هذا الرأي لا يقدح في رجل قد ثبتت عدالته واشتهر بالحفظ والاتقان والورع التام.......وهذا النص الجلى من ابن حجر يوضح لك ان الخروج على ولاة الجور كان مذهب ثابت للسلف من قديم ، وان عدم الخروج لم يكن عقيدة ثابتة عندهم كما يدعى جمهرة من المتأخرين ، بل الخروج على الجائر هو الاصل وان قولهم بعدم الخروج بعد ذلك انما هو فتوى لدفع أعظم المفسدتين ،لهذا نرى أبا حنيفة tمن أجود الناس رأيا في هذه المسألة كعهدنا به من فقيه لا يجاريه احد من الأئمة كما صرح بذلك الشافعي tفقد كان أبو حنيفة tيرى الخروج ، وهذا ثابت عنه كما في أحكام القران للجصاص ج1 وقد ساعد أبو حنيفة زيدا في خروجه وأمده بالمال وكان ينصح الناس ويأمرهم بالوقوف إلى جانبه وفى هذا الوقت الدقيق كان أبو حنيفة يجهر بأفكاره في قوة وثبات فالمشهور من مذهبه جواز قتال حكام الجور والظلمة، والقول بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسيف. وننقل ما ذكر الإمام الجصاص – رحمه الله – عن أبي حنيفة في هذا المسألة، وقد رد الإمام الجصاص وأغلظ القول على من أنكر على أبي حنيفة مذهبه في الخروج على أئمة الجور وقولهم بأن أبى حنيفة يرى إمامة الفاسق فقال: "وهذا إنما أنكره عليه أغمار أصحاب الحديث الذين بهم فُقِد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تَغلب الظالمون على أمور الإسلام، فمن كان هذا مذهبه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كيف يرى إمامة الفاسق". ولقد أيد الإمام أبو حنيفة وساعد كل من خرج على أئمة الجور في عصره، ورأي أبو حنيفة واضح جلي أنّ الجهاد لتخليص الناس والمجتمع المسلم من سطوة الحاكم الجائر المبتدع أفضل من قتال الكفار الأصليين. وكذلك ذكر الجصاص أن كبار التابعين قد نابذوا الحجاج بالسيف، وقد ذكر أبن أبي يعلى في ذيل طبقات الحنابلة عن الإمام أحمد في رواية : " من دعا منهم إلى بدعة فلا تجيبوه ولا كرامــة ، وإن قدرتم على خلعه فافعلوا ".والمشهور من مذهب الإمام أحمد ، تحريم خلع الإمام الجائر ، غير أنه يمكن التوفيق بأن قوله بالتحريم يحمل على عدم القدرة لأنه حينئذ فتترجح المفسدة ويبقى الظلم بل قد يزداد .ومن علماء الحنابلة الذين ذهبوا إلى القول بخلع الجائر ، ابن رزين ، وابن عقيل ، وابن الجوزي ، رحمهم الله .وقد نقل العلامة محمد بن إبراهيم الوزير اليماني - رحمه الله - في هذه المسألة كلاماً نفيساً لأئمة السلف في كتابه العواصم والقواصم : " قال القاضي عياض : ( لو طَرَأَ عليه كفرٌ،أو تغييرٌ للشرع،أو بدعةٌ،خرج عن حكم الولاية،وسقطت طاعته،ووجب على المسلمين القيام عليه،ونصب إمام عادل إِن أمكنهم ذلك،فإن تحققوا العجز ، لَم يجب القيام (صحيح مسلم شرح النووي 12\229).انتهى فإذا عرفت هذا ، تبيّن لك أنهم لا يعيبون على مَن خرج على الظلمة،لأن جوازه منصوص عليه في كتب فقههم،ولو كان محرماً عندهم قطعاً،لم يختلفوا فيه،


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-11, 02:27 AM   #8
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


قال ابن حزمٍ في(الإجماع ):ورأيت لبعض من نصب نفسه للإمامة والكلام في الدين ، فصولاً ، ذكر فيها الإجماع ، فأتى فيها بكلام ، لو سكت عنه ، لكان أسلمَ له في أخراه ، بل الخرس كانَ أسلمَ له ، وهو ابن مجاهد البصري المتكلم الطائي، فإنه ادعى فيه الإجماعَ أنهم أجمعوا على أنه لا يُخرج على أئمة الجور ، فاستعظمت ذلك ، ولعمري إنه لعظيم أن يكون قد علمَ أن مخالف الإجماع كافر ، فيلقي هذا إلى الناس ، وقد علمَ أن أفاضل الصحابة وبقية السلف يومَ الحرَّةِ خرجوا على يزيد بن معاوية ، وأن ابن الزبير ومن تابعه من خيار الناس خرجوا عليه ، وأن الحسينَ بن عليٍّ ومن تابعه من خيار المسلمين خرجوا عليه أيضاً ، رضي الله عن الخارجين عليه ، ولعن قَتَلَتَهم ، وأن الحسن البصري وأكابر التابعين خرجوا على الحجاج بسيوفهم انتهى وممن أنكر على ابنِ المجاهدِ دعوى الإجماع في هذه المسألة : القاضي عياض المالكي

وكما هو واضح جلي كلام العلامة محمد بن إبراهيم الوزير اليماني - رحمه الله – أن الخروج على الظلمة من أقوال أهل السنة لأنه منصوص عليه في كتب الفقه وقال به كبار الأئمة والفقهاء من المذاهب الأربعة. فالعجب كل العجب من كهنة حكام عصرنا أن يشنعوا على من يقول بالخروج على أولياء نعمتهم المبدلين للشرع ويصنفونه في خانة الخوارج والبغاة، وها هم أئمة السلف يقولون بالخروج على الحاكم المسلم الجائر. فما أصعب قول الحق والاستقامة عليه. وينقل إلينا أبو محمد بن حزم وهو ثقة ثبت إن مالك والشافعي كانا على ذلك ، وينقل أن طائفة واسعة جدا من السلف كانوا على هذا الرأي بل وينسب هذا الرأي لبعض الصحابة رضوان الله عليهم مثل على بن أبى طالب وطلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة ، والنعمان بن بشير وغيرهم .. وانظر الفصل في الملل والأهواء والنحل ج3ص89 قال أبو محمد‏:‏ احتجت الطائفة المذكورة أولاً بأحاديث منها: أنقاتلهم يا رسول الله؟ قال: "لا ما صلوا". وفي بعضها: " إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان". وفي بعضها وجوب الضرب وإن ضرب ظهر أحدنا وأخذ ماله... وكل هذا لا حجة لهم فيه ،أما أمره صلى الله عليه وسلمبالصبر على أخذ المال وضرب الظهر، فإنما ذلك بلا شك إذا تولى الإمام ذلك بحق، وهذا ما لا شك فيه أنه فرض علينا الصبر له. فإن امتنع من ذلك بل من ضرب رقبته إن وجب عليه فهو فاسق عاص لله عز وجل، وإما إن كان ذلك بباطل فمعاذ الله أن يأمر رسول الله rبالصبر على ذلك، فإذا كان هذا كذلك فبيقين لا شك فيه يدري كل مسلم أن من أخذ مال مسلم أو ذمي بغير حق وضرب ظهره بغير حق إثم وعدوان وحرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم".فإذ لا شك في هذا ولا اختلاف من أحد من المسلمين فالمسلم ماله للأخذ ظلماً، وظهره للضرب ظلماً، وهو يقدر على الامتناع من ذلك بأي وجه أمكنه معاون لظالمه على الإثم والعدوان، وهذا حرام بنص القرآن.وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلمأن سائلاً سأله عمن من طلب ماله بغير حق فقال r: "لا تعطه" قال: فإن قاتلني؟ قال: " قاتله" قال: فإن قتلته، قال: "إلى النار" قال: فإن قتلني؟ قال: "فأنت في الجنة". أو كلاماً هذا معناه.وصح عنه صلى الله عليه وسلم: " أنه قال المسلم أخو المسلم، لا يسلمه، ولا يظلمه". وقد صح أنه صلى الله عليه وسلمقال في الزكاة: " من سألها على وجهها فليعطها، ومن سألها على غير وجهها فلا يعطها". وهذا خبر ثابت رويناه عن طريق الثقات عن أنس بن مالك، عن أبي بكر الصديق، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يبطل تأويل من تأول أحاديث القتال عن المال على اللصوص، لأن اللصوص لا يطلبون الزكاة، وإنما يطلبها السلطان، فافترض صلى الله عليه وسلم منعها إذا سئلها على غير ما أمر به صلى الله عليه وسلم، ولو اجتمع أهل الحق ما قاومهم أهل الباطل،‏ونسألهم عمن قصد سلطانه الجائر الفاجر زوجته، وابنته، وابنه، ليفسق بهم، أو ليفسق به بنفسه، أهو في سعة من إسلام نفسه، وامرأته، وولده، وابنته، للفاحشة، والواضح الجلي من كلام ابن حزم جواز الخروج على الحاكم الجائر وقتاله



منقول


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-11, 02:28 AM   #9
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


حملة السنة على الأمراء الظلمة :


السنة النبوية حملت كذلك على الأمراء الظلمة والجبابرة، الذين يسوقون الشعوب بالعصي الغليظة، وإذا تكلموا لا يرد أحد عليهم قولاً فهم الذين يتهافتون في النار تهافت الفراش.كما حملت على الذين يمشون في ركابهم، ويحرقون البخور بين أيديهم، من أعوان الظلمة. ونددت السنة بالأمة التي ينتشر فيها الخوف، حتى لا تقدر أن تقول للظالم : يا ظالم.فقالr : " إن في جهنم واديًا وفي الوادي بئر يقال له هبهب، حق على الله أن يسكنه كل جبار عنيد ". (رواه الطبراني بإسناد حسن ووافقه الذهبي 4 /332).
وعن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلمقال " ستكون أئمة من بعدي يقولون فلا يرد عليهم قولهم، يفاحمون في النار كما تفاحم القردة ". (رواه أبو يعلي والطبراني، وذكره في : صحيح الجامع الصغير، برقم 3615).
وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلمقال لكعب ابن عجرة : " أعاذك الله من إمارة السفهاء يا كعب ".قال : وما إمارة السفهاء ؟ قال : " أمراء يكونون بعدي، لا يهدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردون على حوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني، وأنا منهم، وسيردون على حوضي ". (رواه أحمد والبزار، ورجالهما رجال الصحيح، كما في : الترغيب للمنذري، والزوائد للهيثمي 5/247). وعن عبد الله ابن عمرو مرفوعًا : " إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم : يا ظالم فقد تودع منهم ". (رواه أحمد في : المسند، وصحح شاكر إسناده (6521) والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 4/96).
وقولهr : كلا والله لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، ولتأخذن على يد الظالم ، ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو نقسرنه على الحق قسرا) وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال إنكم لتقرؤون هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه يوشك أن يعمهم الله بعقاب. و(إن الناس إذا رأوا الظالم، فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه) السيوطي:الجامع الصغير(إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك ظالم ، فقد تودع) منهم السيوطي - الجامع الصغير وقوله صلى الله عليه وسلم: كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من شديدها حقه و هو غير متعتع) رواه الطبراني ورواته ثقات،وعن عقبة بن مالك tمن رهطه قال:بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فسلمت رجلاً منهم سيفًا فلما رجع قال:لو رأيت ما لامنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : « أعجزتم إذا بعثت رجلاً فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري»رواه أبو داود وهو حسن.وهذا الحديث يدل على أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإمام إذا لم يمض على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحاد عنها،فإنه يعزل ويجعل مكانه من يتبع السنة ويسير على منهاجها .وعن ابن عمر tقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون . فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منى ولست منه ولن يرد على الحوض» رواه أحمد وهو صحيح،وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث تحذر من الأئمة المضلين،وأنهم خطر كبير على الأمة وعلى دينها،لذلك يجب السعي إلى إبعاد خطرهم عن هذه الأمة،وعن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ... » رواه الترمذي وقال : حسن صحيح قال عمر لكعب : أني أسألك عن أمر فلا تكتمني قال : والله لا أكتمك شيئًا أعلمه قال : أخوف شيء تخوفه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال:« أئمة مضلين » قال عمر : صدقت ، قد أسر ذلك إليّ وأعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) حسن رواه أحمد.وروى أبو شامة بسنده إلى زياد بن حدير قال : ( قال لي عمر : هل تعرف ما يهدم الإسلام ؟ قلت : لا ، قال : يهدمه زلة عالم وجدال منافق بالكتاب،وحكم الأئمة المضلين).فإذا كانت هذه خطورتهم فمجاهدتهم واجبة تمليه المصلحة الشرعية،لأن مقاصد الشريعة تدور حول حفظ الضروريات الخمس: حفظ الدين، والعقل، والنسل، والمال، والنفس. فكيف يقر الإسلام بقاء حاكم ينقض هذه الضروريات نقضاً بل يجتثها من الوجود.فهذه الشريعة المطهرة أنزلها العزيز الحكيم على قلب محمد الأمين لتكون رحمة للعالمين، ولبسط العدل، وإزالة الظلم، وإرجاع الحقوق لإهلها. والذين يحرمون خلع الحاكم الجائر، يكونون من أسباب بقاء الظلم الذي أمر الله بإزالته وكتب التعجيل بعقوبته، إجابة لدعاء المظلوم. وتكون صكوكهم المقرة بسلطة الحاكم عوناً له على جوره، ليطول آجله ويشتد عوده ويزداد ظلمه ويجعل الظلم أشكالاً وألواناً. فبالله عليكم، أي قيمة لشريعة، لا تزيل الظلم ولا ترسخ العدل، ولا تحفظ النفوس. منقوووووووووووول


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-11, 02:28 AM   #10
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


والله، إن هذا لصد عن سبيل الله، وتنفير الناس من الدخول في الإسلام، لإن معظم شعوب العالم تثور على الطغاة وتدعو لترسيخ العدل والحرية، ويأبى بعض كهنة وسدنة الحكام الظلمة إلا أن يدعون للخنوع والذل وترسيخ الظلم فانظر أخي المسلم كيف تم تفريغ الإسلام من مضمونه، فصار الدعاة إليه اليوم يدعون الناس إلى دين لا قيمة فيه للإنسان وحريته وكرامته وحقوقه، إلى دين لا يدعو إلى العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية، بل يرفض تغيير الواقع ويدعو إلى ترسيخه بدعوى طاعة ولي الأمر؟!!
بالله عليكم كيف ندعو شعوب العالم الحر الذي تساوى فيها الحاكم والمحكوم حيث الشعب يحاسب رؤساءه، وينتقدهم علانية ويعزلهم بطرح الثقة فيهم،إلى دين يدعو أتباعه اليوم إلى الخضوع للحاكم وعدم نقده علانية، وعدم التصدي لجوره، والصبر على ذلك مهما بلغ فسادهوظلمه؛ إذ طاعته من طاعة الله ورسوله؟! كما يحرم على هذه الشعوب الحرة أن تقيم الأحزاب السياسية أو تتداول السلطة فيما بينها لو دخلت في الدين الجديد؟!!
لقد أصبح الناس يدعون اليوم إلى دين إن لم يكن ممسوخا مشوها فهو مختزل ناقص، لا تصلح عليه أمة ولا تستقيم عليه ملة، بل هو أغلال وآصار؛ الإسلام الحق منها براء، أدى إلى هذا الواقع الذي يعيشه العالم الإسلامي اليوم: من تخلف،وانحطاط، وشيوع للظلم والفساد

الفتنة


أراد أنصار السلطة الظالمة أن يصدوا الأمة عن وقوفها ضد الحاكم الظالم وجبروته فأشاعوا الشبهات عن قصد،و بعضهم عن جهل تقليدا لشيوخهم ليصرفوا الشعب عن واجبه ،فلما لم ينطل علي الناس بدعتهم وقولهم أن المظاهرات خروج علي ولي الأمر،فألقي شيطانهم ببدعة أخري ألا وهي أن ما نحن فيه فتنة يجب علينا أن نتوقاها ونبتعد عنها،ولكن خابت ظنونهم وطاشت سهام كبرائهم، فالفتنة هي حالة تكون عند عدم معرفة المحق من المبطل، أو التردد في اتخاذ موقف لمساندة فريق ضد آخر في القتال، أو كون الفريقين ظالم،فهل المظاهرات التي خرجت مطالة بالحرية والكرامة ورفع الظلم من هذا القبيل،ولووا أعناق النصوص ليخدم تقاعسهم وعمالتهم وأسيادهم الظالمين،
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، من تشرف لها تستشرفه ، ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به » متفق عليه، قال الطبريوالصواب أن يقال : إن الفتنة أصلها الابتلاء ، وإنكار المنكر واجب على كل من قدر عليه ، فمن أعان المحق أصاب ، ومن أعان المخطئ أخطأ ، وإن أشكل الأمر فهي الحالة التي ورد النهي عن القتال فيها ) فتح الباري (13/31)، فالصحابة الذين عاصروا الفتنة التي وقعت بين علي وأصحاب الجمل رضي الله عنهم أجمعين لم يكونوا يرون أن المبرر الوحيد للخروج هو الكفر فأما علي ومن معه فلو أنهم يعلمون أنه لا يصح الخروج إلا في حالة الكفر لكان هذا وحده كافيًا في الاحتياج على من خالفهم، ولا اشتهر ذلك عنهم ، وأفحموا خصومهم ، ولا سيما أصحاب الجمل، ولم ينقل عن علي وأصحابه أنهم احتجوا عليهم بأن عليًا لم يكفر فلا يجوز لكم الخروج بل كل ما احتجوا به أنهم خرجوا عن الطاعة دون سبب وجيه،ولم يذكر أحدًا منهم احتج بأنه لا يجوز الخروج على الإمام إلا أن يكفر ، فدل على أنهم لا يرون ذلك.أما الذين توقفوا، وأشهرهم عبد الله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص،وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة ، وأبو موسى ، فهؤلاء لم ينقل عنهم أن سبب توقفهم هو أن أحدًا من الفئتين لم يكفر فلا يجوز الخروج عليه ، بل الثابت أن توقفهم كان عن اجتهاد ووجهة نظر إذ رأوا أنها فتنة لم يتبين لهم الأمر فيها وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القتال في الفتنة أما عبد الله بن عمر فقد كان يرى الكف ، عملاً بأحاديث النهي عن القتال في الفتنة ، ومثله سعد ، ومحمد بن مسلمة ، إلا أن ابن عمر وسعدًا نقل عنهما الندم على أنهما لم يقاتلا الفئة الباغية التي قتلت عمارًا . فقد روي عن عبد الله بن عمر أنه قالمن هي الفئة الباغية ؟ ولو علمنا ما سبقتني أنت ولا غيرك على قتالها ) وروي عنه أنه قال : ( ما أجد في نفسي شيئًا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب ) سير أعلام النبلاء (3/232) أما سعد فقد روي عنه أنه قال : ( ندمت على تركي قتال الفئة الباغية )وهذا حذيفة رضي الله عنه - الذي اشتهر بروايته لأحاديث الفتن ، لأنه كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر ليجتنبه - يقوليا أيها الناس ألا تسألوني ؟ فإن الناس كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر،أفلا تسألون عن ميت الأحياء؟فقال:إن الله تعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى،ومن الكفر إلى الإيمان،فاستجاب من استجاب،فحي بالحق من كان ميتًا،ومات بالباطل من كان حيًا،ثم ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة،ثم يكون ملكًا عضوضًا،فمن الناس من ينكر بقلبه،ويده،ولسانه،والحق استكمل،ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه، كافًا يده وشُعْبَةً من الحق ترك،ومنهم من ينكر بقلبه كافًا يده ولسانه،وشعبتين من الحق ترك ، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه فذلك ميت الأحياء ) حلية الأولياء لأبي نعيم مسندًا (1/274 ، 275)من كل ما سبق نستطيع أن نقول : إن أكثر الصحابة رضوان الله عليهم يرون جواز الخروج والمقاتلة فيما دون الكفر , وهو ما يسمى بالخروج لتصحيح الأوضاع - أي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ومستندهم آية الحجرات : @831; فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ َ @830; حيث أمر الشارع بقتال الفئة الباغية مع وصفها بالإيمان ، وقد تكون طائفة الإمام هي الباغية وذلك إذا تجاوزت حدود الشرع ، ولذلك قال العلماء : ( إن حكمة الله تعالى في حرب الصحابة التعريف منهم لأحكام قتال أهل التأويل ، إذ كان أحكام قتال أهل الشرك قد عرفت على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله )أما من جاء بعد الصحابة رضوان عليهم من أهل القرون المفضلة وغيرهم من السلف ، فقد كان يرى كثير منم الخروج على الأئمة الفسقة الظلمة ، وقد قام بعضهم فعلاً على بعض الأمراء الظلمة، فمن الصحابة الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، ومن معهم رضي الله عن جميعهم . وقام جمع عظيم من التابعين والصدر الأول على الحجاج بن يوسف الثقفي مع ابن الأشعث .


حكم من قتل في المظاهرات


واجه النظام الغادر المظاهرات السلمية بالعنف والرصاص الحي والبلطجة وقتل فيها الكثير، وبدلا من أن نلوم القاتل علي إجرامه خرج المجرمون ونعالهم يصفون القتلى بأنهم غير شهداء مع أنه قد صح في الحديث(من قتل دون مظلمته فهو شهيد) فما بالكم بمن قتل دون مظلمة أمته وشعبه فهم شهداء بإذن الله تعالي كما وصفهم نبيناr ولكنهم يغسلون ويكفنون ويصلي عليهم.
أما المجرمون القتلة سواء من دبر القتل أو أمر به أو باشره من السلطة الغاشمة أو الشرطة الفاسدة أو البلطجية المأجورة فالقاتل والمقتول منهم في النار لقوله تعالي{...أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً...}وقوله{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93
هذا ماأردت بيانه في هذه القضية ألتي كثر حولها الصخب ممن لا فقه عندهم بل أكثر الظن-وليس كل الظن إثم- أن منهم من جعل نفسه نعلا في قدم الطغاة والمباحث وجعل همته في خدمتهم عله يستفيد من دنياهم وأتذكر سؤال الإمام ربيعة لتلميذه الإمام مالك :أتدري من السفلة؟قال من باع دينه بدنياه،قال:أتدري من سفلة السفلة ؟قال : من باع دينه بدنيا غيره؟


اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



منقوووووووول


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-11, 10:26 PM   #11

صمت الجروح
عضوية جديدة

رقم العضوية : 15437
تاريخ التسجيل : Mar 2011
عدد المشاركات : 19
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ صمت الجروح
رد: الثورة بين دعات الحق وعلماء السلطة


مشششششششششششششششششششششكور
يا اخي


صمت الجروح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الثورة , الحق , السلطة , دعات , وعملاء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المصريون بعد الثورة... 'قوائم شرف' و'قوائم عار' و'محاكم تفتيش' Sosta واحة الزهـرة 1 18-02-11 10:11 PM
السلطة توجه دعوة مفتوحة لأهل فلسطين عقر دار الخلافة زهرة المدائن 1 02-10-10 06:16 PM
أيران الثورة والبطيخ حسين الحمداني حدائق بابل 0 24-06-09 01:36 AM
ملف الفساد لرجال السلطة هيام1 زهرة المدائن 3 12-04-09 02:19 PM
نبي الإنسانية صلى الله عليه وسلم.. وعلماء الأمة!! المنادي نفحات إيمانية 8 14-04-07 12:59 AM


الساعة الآن 05:50 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)