مدينة سامراء عاصمة الخلافة العباسية

[align=center]


تنقل الخليفة العباسى المعتصم بالله ثامن خلفاء بني العباس من بغداد حتى وصل إلى سامراء باحثاً عن موضع لبناء عاصمته الجديدة (1) ، وهناك وجد موضع أعجبه يبعد عن بغداد 118 كم كان فيه ديرا للمسيحيين، فأقام فيه ثلاثة أيام ليتأكد له ملائمة المحل ، فاستحسنه واستطاب هوائه ، فإشترى أرض الدير بأربعة آلاف دينار، وأخذ في سنة 221 هـ بتخطيط مدينته وقد أطلق عليها أسم (سر من رأى)، وبني الخليفة العباسى مدينة سامراء لتصبح عاصمة الامبراطورية العباسية هناك وقد ظلت هذه المدينة حوالى نصف قرن عاصمة لهذه الخلافة . وبدأ فى بنائها سنة ( 221 هـ ) وتم تعميرها في أواخر السنة التالية ، وعندما أكتمل بناؤها انتقل مع قواده وعسكره اليه فأطلق عليها أحياناً أسم العسكر والنسبة إليه عسكري لأن الجيش العباسى رابط فيها منذ ذلك الوقت وشيد المعتصم بها ثكنات عسكرية لسكن (250) ألف جندي واصطبلات تستوعب (160) ألف حصان ، ولم يمض إلا زمن قليل حتى قصدها الناس وشيدوا فيها مباني شاهقة ، ولكن أسم سامراء إلتصق بها وهي كلمة أدمغت من (سر من رأى) يوم كانت المدينة عامرة ومزدهرة، وعندما تهدمت وتقوضت عمارتها أطلق الناس عليها (ساء من رأى)

وكانت منطقة ما بين النهرين موطناً للآشوريين والبابليين سومورم sumurim وعرفت أيضاً بــ سورمارتا ربما كان هو أسم الدير الذى أشتراه المعتصم وبنى على أرضه مدينته , ويذكر انستاس الكرملي أن أسم المدينة يرجع إلى الحقبة الرومانية فقد ذكره المؤرخ الروماني اميانوس مرسيلينوس الشهير الذي ولد سنة 320 م وتوفي سنة 390 م ذكر الموضع بأسم سومرا - sumera , أما زوسميس المؤرخ اليوناني من أبناء المائة الخامسة للمسيح صاحب التاريخ الروماني ذكره بأسم سوما , وفى قول آخر أن اسم سامراء يعود إلى الأسماء الآرامية التى تطلق عليها بعض الأماكن فى العراق مثل كربلاء وغيرها .
ومدينة سامراء تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة وتبعد نحو 118 كم إلى الشمال من العاصمة بغداد . تقع على خط طول 43 درجة و45 دقيقة، وعلى خط عرض 34 درجة و35 دقيقة. يحدها من الشمال تكريت، من الجنوب بغداد ، من الغرب الرمادي، من الشمال الغربي الموصل، ومن الجنوب الشرقي ديالى.
وحصن الخلفاء مدينة سامراء بسور مضلع يميل إلى الاستدارة يبلغ طول محيطه 2 كم، ولايتجاوز قطره 680 م، مبني بالجص والآجر يصل ارتفاعه إلى 7 م، وكان على السور 19 برجا وأربعة ابواب لحماية المدينة 1 - هي باب القاطول 2 - باب الناصرية 3 - باب الملطوش، 4 - باب بغداد، وقد ذكر المؤرخون أنهم رأوا سور المدينة حتى سنة 1356 هـ/1936 م.

وسامراء شهدت أحداث جسام فى تاريخ أعتلاء العباسيين حكم الخلافة الإسلامية الدولة العربية بلغت اوج قوتها حينما هدد المعتصم بالله في سنة ( 223 هـ ) مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية بعد ان اجتاح قواعد الروم وحصونهم وافتتح عمورية اهم مدنهم ، كما قضت الدولة العربية في هذا العهد على خطرين تعرضت لهما هما حركة بابك الخرمي وفتنة الزنج .

وعاصرها العظماء من أهل الفكر أمثال الامام احمد بن حنبل الشيباني ، وامام الحديث محمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن حجاج القشيري والمؤرخ الفقيه العالم محمد بن جرير الطبري وقد اقم بها وسكنها الامام المحدث الكبير ابن معين وتوفي ودفن فيها ، والمؤرخ البلداني احمد بن اسحاق اليعقوبي واما اللغة والنحو المبرد وثعلبة وعميد ادباء عصره الجاحظ

وقد قال بعض المؤرخين أن الخليفة المعتصم أراد أن يبعد الأتراك من مماليكه في أماكن خاصة من المدينة وأمر أن لا يختلطوا بعناصر قد تفسد طاعتهم له وتوفى المعتصم سنة 227هـ وتولى الخلافة ولده هارون الواثق الذي توفى سنة 232هـ فارتقى الخلافة المتوكل بن المعتصم وكان هذا قد أمر سنة 236هـ بهدم قبر الإمام الحسين بن علي علیه السلام في كربلاء وهدم ما يحيطه من منازل وأبنية ومنع الناس من الشيعة من زيارته
وهناك آثار بالمدينة ولكن ما يهمنا من آثارها هو : جامع سامراء الكبير الذي شيده المعتصم عند بداية بناء المدينة سنة 221 هـ - ويعتبر جامع أبي دلف وملويته والذي يبعد نحو 15 كم عن شمال المدينة من الآثار العباسية المهمة في المدينة - · المئذنة الملوية ( الصورة الجانبية )- النافورة - قصر بلكوارا {شيده المعتز سنة 247 هـ} - قصر العاشق والمعشوق {شيده المعتمد العباسي سنة 264 هـ} - قصر المعتصم {الجوسق الخاقاني} - القبة الصليبية - · وسور سامراء
ويظهر أن المدينة كانت تعانى من نقص فى المياه وهذا الذى دفع الخليفة العباسى هارون الرشيد بحفر أول نهر في المدينة وشيد قصراً له سمي باسمه وأراد أن يبني مدينة في منطقة القاطول لكنه لم يتمها.

وكالة الأخبار العالمية بى بى سى الخميس 28 يونيو 2007 م الصورة الجانبية القصر العباسي في سامراء من المواقع التراثية المهمة التى اضافتها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو الى قائمة المواقع التراثية المهمة في العالم , وأضافت معها المئذنة الملوية


سلام العبيدي

من عدة مصادر[/align]