الفستان.. قطعة 2006 روعة بلا منازع

لندن: جميلة حلفيشي
قد تكون ميوتشا برادا، المصممة الأكثر تأثيرا على توجهات الموضة، قد خاصمت أناقة الأنوثة في تشكيلتها الأخيرة، لكن على ما يبدو لم يصغ لها أي أحد هذه المرة، بدليل ان الفستان الذي يضفي على المرأة أنوثة بالتركيز على جمالياتها وإخفاء عيوبها ما زال الخيار الأول حسب ارقام المبيعات، وبالتالي فالمرأة التي كانت، أو ما زالت، تفكر أنه فقط للمناسبات الخاصة جدا، لا بد ان تكون قد غيرت رأيها في الآونة الأخيرة وسلمت بأنها مخطئة. فهو كما ردد العديد من مجلات الموضة العالمية «قطعة 2006 بلا منازع»، وبالتالي قطعة اساسية للصيف هذه السنة، بل يمكن أن ينقلك من الصيف إلى الخريف والشتاء بسهولة كبيرة، بمجرد إضافة اكسسوارات وقطع تضفي عليه قليلا من الدفء. من أهم ميزاته انه يتمتع بوجوه عدة ومن شأنه ان يجدد إطلالتك مع بنطلون ضيق تحته، ثم ما عليك إلا ان تسألي نفسك كم قطعة يمكنك ارتداؤها في المكتب والتسوق وعند زيارة صديقاتك في البيت أو في مقهى لتناول فنجان شاي، وفي الوقت ذاته يمكنك ارتداؤها في المناسبات المهمة؟. ستجدين الجواب واحدا كل مرة، لكن انتبهي نحن لا نتكلم عن الفستان الناعم الأسود القصير الذي أبدعته الآنسة كوكو شانيل، واشتهرت به النجمة الراحلة اودري هيبورن فقط، بل كل التصاميم التي اصبحت تخاطب كل الاشكال والأذواق، بدءا من تصميم الإمباير، الذي يكون ضيقا عند الصدر ويتسع مباشرة من تحته، إلى الفستان القميص، الذي يعقد بأزرار من الأمام مرورا بالفستان الشاب الذي يستدعي تصاميم الطفولة، الذي يعرف في لغة الموضة بفستان الدمى Baby doll أو فستان «الراب» الذي يلف حول الخصر ويخفي العيوب وهلم جرا.

المهم ان أرقام المبيعات تشير إلى ان نساء عديدات وقعن تحت سحره، فالإقبال زاد عليه في الآونة الأخيرة، وسجل ارباحا تقدر بـ 878 مليون دولار في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2005، أي ارتفاعا بنسبة 1.3% عما كان عليه في بداية العام، حسب دراسة قامت بها مجموعة إن. بي. دي للأبحاث، المتخصصة في مجال صناعة الملابس بالتحديد. تقول زوي دراكيولي، من دار «لويفي» الإسبانية «ان السبب يعود إلى ان المرأة بدأت تقدر ما أتاحه لها المصممون من تنوع يمكنها من الاختيار حسب متطلباتها الحياتية والاجتماعية ومقاساتها الجسدية أيضا»، فهي لم تعد مقيدة بتصميم أو تصميمين يتيمين فقط، كما كان عليه الأمر في السابق حين كان عليها ان تختار بين فستان ناعم يعانق الجسد ويجعلها تبدو في غاية الانوثة، لكن المشكلة هنا انها إذا لم تكن تتمتع برشاقة الغزلان، فإن شكلها فيه يبدو مثيرا للشفقة، وبين فستان واسع بشكل مبالغ فيه، على اساس منحها حرية الحركة وإخفاء عيوب جسمها، مما كان يسلط الضوء أكثر على ما تريد إخفاءه.

والنتيجة ان هذه التصميمات كانت تناسب أولا وأخيرا كل صبية في مقتبل العمر أو امرأة تتمتع برشاقة العارضات، وتضيف زوي دراكيولي: «أشعر انه في السنوات الأخيرة بدأت المرأة تبحث عن أزياء مريحة وانيقة في الوقت ذاته، وهذا ما وجدته في الفستان الذي تم طرحه بترجمات عديدة، فمنه ما يخاطب الجانب العملي والناضج بداخلها، ومنه ما يخاطب الجانب الأنثوي او الطفولي، هذا عدا ان اقمشته صارت متنوعة بشكل كبير وجد متطور بفضل التكنولوجيا الحديثة. فقد اكتسبت بعض الأقمشة التي ارتبطت بحقبة ما، أي بموضة الجدات، مثل الدانتيل، واشرطة الساتان التي تصاحبها كاكسسوار للتزيين، بل وحتى ذات النقوشات المنقطة حداثة وعصرية تجعل أي واحدة تفخر بالتباهي بها في كل المناسبات بعد ان كانت تتخوف من إيحاءاتها الستينية». الحديث عن الفستان العصري يجرنا إلى فستان «الراب» Wrap dress، أي الذي يلف حول الجسم عند منطقة الخصر، والذي ابتكرته المصممة دايان فون فورتنسبورغ، وتلقفته المرأة الناضجة في السبعينات من القرن الماضي بلهفة شديدة. فقد جاء بمثابة المنقذ الذي انتظرته طويلا بعد سنوات من الفساتين الواسعة والبنطلونات الضيقة، لا سيما انه يخفي بروز الكرش من جهة، كما يخفي عيوبا أخرى تعرفها المرأة الاربعينية جيدا من جهة ثانية. ويكون أجمل عندما يكون مصنوعا من قماش الشيفون أو الجيرسيه، لأنهما أكثر رحمة بالمرأة ذات المقاييس العادية. ولا حاجة لنا إلى القول ان ابتكار ديانا فورتنسبورغ هذا، كان ضربة معلم، فقد حقق لها ارباحا طائلة وأطلقها إلى العالمية، وما زالت إلى الآن تحقق من ورائه الملايين، خاصة بعد ان احتضنته نجمات من عيار مادونا وغيرها في مناسبات عدة، الأمر الذي جعله جذابا في عيون الشابات والرشيقات أيضا.

فقد دخل منذ البداية إلى قاموس الموضة كقطعة كلاسيكية مثل فستان الآنسة كوكو شانيل الأسود الناعم تماما.لكن لا عمليته ورحمته بتضاريس الجسم المختلفة، ولا اناقة الفستان الأسود الناعم تلغي تصميمات أخرى لا تقل جمالية وإن لم تدخل إلى خانة الكلاسيكيات بعد. فمثلا لا بد أن كل أنيقة تتذكر فستان «غالاكسي» Galaxy للمصمم رولان موريه الضيق الذي يتبع تضاريس الجسم بحميمية شديدة، ورأينا معظم نجمات هوليوود يتخايلن به في مناسبات عدة، بدءا من الأربعينية ديمي مور، إلى العشرينية كيرا نايتلي، مرورا بالثلاثينية فيكتوريا بيكهام.. وهلم جرا. الجميل فيه انه يظهر رشاقة المرأة بجمالية فنية، لكن المشكلة فيه انه يحتاج فعلا إلى جسم منحوت لكي يبدو في أبهى صورته، لذا إذا كنت تعانين من كرش بارز، فإن الخيار الأفضل فستان بتصميم «الإمباير»، وهو الذي يكون ضيقا عند الصدر ويتسع مباشرة بعده مغطيا منطقة الخصر والأوراك بسخاء. إلى جانب عمليته يتمتع أيضا برومانسية تستدعي براءة بطلات روايات جاين اوستن، خصوصا عندما تكون باللون الأبيض أو من الدانتيل. ويمكن القول ان الفضل في إنعاشه وصبغ بعض الإثارة عليه كان على يد المصممة ماري كوانت في الستينات، التي طرحته قصيرا فوق الركبة، لكنه سرعان ما توارى إلى الوراء بعد ان اصبح مرتبطا بالحوامل، لكن تغير الثقافة الاجتماعية وظهور نجمات حوامل أمثال غوينيث بالترو وغوين ستيفاني، والعارضة كايت موس فيه، جعله مشهيا حتى بالنسبة لغير الحوامل، وشجع المصممين على طرحه في الأسواق بغزارة، وبطريقة لا تجعل كل من تلبسه تبدو منتفخة. فقد تم تحديده من الجوانب أكثر وتباين الخط الذي يقف عنده الصدر، كما أضيفت إليه احزمة من الساتان تجعله يبدو رائعا، سواء على المرأة الناعمة والنحيفة عند الصدر، أو على تلك التي تعاني من انتفاخ في البطن أو من اوراك عريضة، أي ذات الشكل الكمثري.

لا يمكنك إلا ان تتفقي معي ان الفستان يسهل الكثير في حياتنا اليومية ويخلصنا من الحيرة التي تصيبنا عندما تضيق بنا السبل ولا نعرف ماذا نلبس، لكن الوقوع في الاستسهال ايضا مشكلة، لذلك إليك بعض هذه النصائح وكيف تتعاملين مع بعض تصميماته بأناقة:

* تصميم الإمباير: لا تبالغي في اللعب على مظهر شبابي. إذا كنت قد تعديت سنوات الصبا، اختاري فستانا لا يبدأ فيه الخصر مباشرة من تحت الصدر، بل يكون الخط الفاصل تحته بعدة سنتيمترات، وان يكون من الشيفون أو القطن او الجرسيه. إذا كان قصيرا لا بأس من تنسيقه مع بنطلون قصير يصل إلى نصف الساق أو يلامس الكاحل بالكاد لمظهر شاب.

أنسب اكسسوار معه صندل مفتوح مرصع ببعض الأحجار. إذا كان لا بد من كعب عال، فيجب ان يكون على شكل «ويدج» وليس كعبا رفيعا ومدببا.

* تصميم «الراب»: أو الفستان الملفوف على الخصر ابتكرته ديان فون فورتنسبورغ منذ اكثر من ثلاثين عاما، ويبدو رائعا على كل الأجسام، ويفضل اختياره من الجيرسيه لأنه يتماشى مع مناسبات النهار والمساء على حد سواء، كما انه يساعد على إخفاء الكثير من العيوب ويمكن ارتداؤه مع صندل مفتوح بكعب متوسط أو عال أو «ويدج» في الصيف، ومع حذاء عالي الساق «بوت» في الشتاء.

* الفستان الناعم: ليس هناك امرأة لا تمتلك فستانا اسود ناعما، فهو القطعة الاساسية لكل انيقة مهما تغيرت الموضة وصرعاتها. رغم بساطة تصميمه وكلاسيكيته، يسهل جدا حقنه بجرعات من التجديد والجمال من خلال الاكسسوارات الحديثة، لكن يفضل دائما التخفيف من أي مبالغات، والاقتداء بمثيلات جاكلين كينيدي واوناسيس وأودري هيبورن اكثر من أتقنتا ارتداء هذا الفستان. البسيه مع حذاء من دون كعب، او مع كعب عال، فهو يتماشى مع الاثنين.

* الفستان القميص: أي الذي يقفل بأزرار من الأمام ويستقي اسمه من شكله المأخوذ من القميص الأبيض. بعض من يميلون إلى الكلاسيكية يفضلون إضافة حزام عليه لتحديد الخصر، وهو المظهر الذي يجب تجنبه إذا كنت تعانين من عرض في منطقة الورك والأفخاذ. من الأفضل في هذه الحالة اختياره بتصميم مفصل على الجسم، لكن ليس ضيقا، حتى لا تحتاجين إلى حزام.

* تصميم الإمباير: ليس جديدا، فبدايته تعود إلى بداية القرن التاسع عشر، حيث عرف انتشارا كبيرا على يد جوزفين بونابارت، زوجة نابليون. وبالتالي يمكن القول إنها هي التي حررت المرأة من الكورسيهات الضيقة ومنحتهن الراحة وحرية الحركة. في الستينات من القرن الماضي، عرف هذا التصميم نقلة نوعية على يد المصممة البريطانية ماري كوانت التي جعلته اكثر شعبية وأكثر إثارة لأنه جاء قصيرا.

* فستان «الراب»: الذي يلف حول الخصر، ارتبط باسم المصممة البلجيكية الأصل دايان فون فورتنسبورغ، التي ابتكرته في عام 1978، وما زالت اكثر من يتقنه رغم تقليد الكثيرين له.

[ALIGN=CENTER]

شكر لك عزيزتي على المعلومات القيمة عن الموضة


[/ALIGN]