هؤلاء هم أطفال فلسطين

هؤلاء هم أطفال فلسطين

--------------------------------------------------------------------------------

هؤلاء هم اطفال فلسطين

أو: كيف لا يصبح الطفل رجلاً عندما يحرمه الاحتلال من طفولته؟

بقلم: المحامي فتحي شبيطة
05/03/2004

في صباح يوم الثلاثاء الموافق 2/3/2004 كنت وبعض زملائي المحامين في ساحة المحكمة العسكرية الاسرائيلية في سالم، قرب مدينة جنين، شاهدنا اربعة جنود يقتادون ثلاثة اطفال من السجن المجاور الى قاعة المحكمة. كان الاطفال مقيدين بأيديهم وأرجلهم. لاحظنا من بعيد مشادة كلامية بين الاطفال والجنود وتحولت الى شبه اشتباك بالأيدي حيث رفع كبير الاطفال حجرًا بيديه المقيدتين وضرب به رأس الجندي المرافق وهو يصيح "ليش تدفش الولد؟ قدك هو؟".
أسرعت وبعض الزملاء الى قاعة المحكمة لكي نعرف حقيقة ما يجري. جلست بين الاطفال أتأمل وجوههم البريئة وأوجه لهم بعض الاسئلة. من أين انتم ولماذا جلبتم الى هنا وكم اعماركم وما الذي حدث بينكم وبين الجنود؟ ولدى سماع اجوبتهم انتابني شعور الحزن والاستغراب والحيرة. قال كبيرهم: "انا عمري خمسة عشر عاما في الصف التاسع وزميلي ثلاثة عشر عاما في الصف السابع وجميعنا من طوباس. حبسونا يومين بالجوع والعطش مش قادرين نمشي لاننا مربّطين والجنود يلا يلا ارمح ارمح وواحد منهم دفش صاحبنا برجله اشو اسكت له - فشخته - بستاهلش؟؟؟".
الحقيقة انني لم اسمع وافهم الاجوبة من شدة الانفعال وانشغالي بتأمل وجوههم وحركاتهم وعيونهم التي تتقادح. انهم ليسوا اطفالاً، بل رجالا بملابس اطفال، براءتهم ممزوجة بارداة الرجال وتصميم الرجال وكأن تحرير فلسطين مطلوب من اعناقهم. ولماذا أنتم هنا؟ سألت.
كنا في الطريق للقيام بعملية والقوا القبض علينا على الحدود قرب الجلمة - قال كبيرهم.
"عملية إيش" سألته.
أجابني بغضب وبنبرة الرجال:
عملية قتل او اختطاف
"ماذا كان بحوزتكم".
"بارودتان صناعة يدوية تحت ملابسنا وبعض الرصاص سرقناه من الجنود الاسرائيليين".
تأملت اصابع وأيدي صغيرهم ابن الثالثة عشرة وسألته: "هل تحسن استعمال بارودتك،" فأجابني والحياء يغمر وجهه: "نعم، جربتها في حمار الجيران في الكروم وعملت فيه عمايلها".
ولماذا قررت ذلك، وعرضت نفسك لخطر الموت والاعتقال والسجن فاجاب: "مظلش اولاد كبار في بلدنا كلهم في السجون واستشهدوا وتهربوا من البلد، قتلوا خالي طخ وخالي الثاني في السجن مؤبد".
وجهت نفس السؤال للطفل الثاني فأجاب: ان اخاه الذي يكبره بسنتين في السجن واخاه الثاني مطلوب و"الجيش مش عارف يمسكه" اما كبيرهم فقال: "على الاقل لما انحكم بروح على السجن وبشوف واحد من اخوتي الثلاثة المسجونين ومنذ ثلاثة سنوات لم ارهم".
ها هم اطفال فلسطين، فكيف يمكن ان يكونوا غير ذلك"؟

[ALIGN=CENTER]


لؤي(عاشق لبنان)

لقد أنولدوا وكل طفولتهم بظل الأستعمار ومابين قتل وانفجار وحرمان وقطع أوصال

فكيف مثلهم يبالي والكل يعلم بمصيره لا فرق بين كبير او صغير الكل سواء عن المستعمر

كان الله بعونهم وثبتهم ونصرهم وهذا دعائنا لهم شكر لسرد هذه القصة وان كانت محزنة


وتقبل خالص تحيتى [/ALIGN]