غدير: قتلها الاحتلال على مقعد الدراسة

غدير: قتلها الاحتلال على مقعد الدراسة


الدماء تسيل في قاع الفصل ..والطالبات الصغيرات يتخذن من المقاعد حاجزا علّها تكون واق من رصاص لا يتوقف..والصراخ يعلو في المكان ولا أحد يستطيع الاقتراب أو الحركة فجنود الاحتلال لا زالوا يطلقون النار باتجاه المدرسة..

لكن المعلمة تختطف لحظات الهدوء المحدود وتلتقط غدير من على الأرض إلى الخارج محاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من دمائها التي لونت قاع الفصل بالأحمر.

هذه المشاهد لم ترد في فيلم سينمائي بل هي قصة حقيقية وقعت احداثها الثلاثاء 12-10-2004 داخل الفصل الثاني بمدرسة بنات خان يونس الابتدائية للاجئين بمخيم خان يونس الغربي حيث سقطت الطفلة الفلسطينية غدير جبر مخيم ( 10 أعوام ) على الأرض بعد أن اخترقت رصاصة صهيونية النافذة الجنوبية للفصل قبل أن تصل صدرها وتمزق جسمها النحيل، لتدخل بعدها العناية المركزة، و تستشهد صباح الاربعاء 13-10-2004.

حقيقة أم كابوس..

ما ان نقلت الطفلة الشهيدة بسيارة مدنية إلى مستشفى ناصر القريب حتى بدأت معلمتها حنان اعلاوي تستفيق مما اعتقدته كابوسا قبل أن تتأكد أنها تعيش واقع شاهدته بأم عينها وعايشته مع طالباتها الأطفال اللاتي يدرسن في الصف الخامس ولم تتجاوز أعمار أكبرهن السنين العشر.

وبأنفاس متقطعة أخذت المعلمة اعلاوي تروي لمراسلنا لحظات الموت التي عاشتها في الفصل قائلة :كنت أشرح في درس اللغة العربية وبشكل عادي حتى فوجئنا بصوت قصف على المدرسة، لكننا اعتقدنا أنها أصوات رصاص كالذي اعتدنا عليه بصورة يومية حتى اقترب أزيز الرصاص من نوافذ الفصل.

وتستدرك: سرعان ما انبطح جميع الطالبات على الأرض دون أن يطلب منهم ذلك، لكن ما مشاهد الرصاص أمام أعينهن كانت لا تنتظر فتحركوا بدافع داخلي من شدة الخوف والرعب الذي عاشوه في تلك اللحظات.

صراخ دون توقف

وقبل أن تكمل اعلاوي روايتها للجريمة الصهيونية تتوقف قليلا تاركة لدموعها مكان وسط زحام الأحداث المتلاحقة ثم تعاود الحديث من جديد ومشهد الدماء لا زال ماثلا أمام ناظريها:وانبطحت أنا كطالباتي لكن سرعان ما شاهدت غدير تسقط على الأرض من على مقعدها والدماء تسيل من صدرها، وبدأ الفصل يعج بصراخ الطالبات التي لم تتمكن أي منهن من السكوت حتى للحظات لنتمكن من فهم ما يدور حولنا.

وتضيف:ليتوقف الرصاص قليلا واستجمع أنا بعض قواي التي انهارت مما شاهدت عيناي وأنقل الطالبة إلى الخارج بمساعدة المشرف التربوي في المدرسة، ثم ننقلها بسيارة إحدى المواطنين إلى مستشفى ناصر القريب من المخيم.

كانت داخل فصلها

و وصف الاطباء حالة الشهيدة غدير بعد وصولها لمستشفى ناصر بالخطيرة جدا و أجريت لها عملية جراحية استمرت لأكثر من ساعتين، حيث أصابت الرصاصة الصدر والكبد والأوعية وأدت إلى تهتك في المعدة ومعظم الأحشاء الداخلية.. قبل ان ترتقى شهيدة صباح اليوم الاربعاء .

وفي مشفى ناصر حيث ترقد الطفلة الشهيدة غدير ممددة على سريرها بعد أن كانت قبل ساعات تملئ الدنيا حركة وصراخ ..تجلس أمها على مقعد لا تستطيع الكلام ولا ينطق فمها إلا بكلمات الدعاء لله عز وجل لطفلتها بالرحمة.

وبتساؤلاتها اختصرت الأم المصدومة الحكاية، و قالت لمراسلنا : ما ذنب ابنتي ؟ هل حملت السلاح لتقاتل هؤلاء اليهود؟ أم أنها كانت تطلق عليهم الصواريخ ؟ وإلى متى سنظل نبكى أطفالنا شهداء ومصابين؟ أليس من حق أطفالنا التعلم في مدارسهم بأمان ودون موت؟

لكنها تستدرك تساؤلاتها قائلة:فقط كانت غدير جالسة على مقعدها وداخل مدرستها، ولا يبدو لي أن هذه جريمة عقابها الرصاص، إنا لله وإنا إليه راجعون.. قدر الله وما شاء فعل.

والسؤال:هل ننتظر؟

وفي المدرسة التي تقع على بعد نحو مائتي متر من إحدى الأبراج العسكرية المشرفة على مستوطنة ( نفيه دكاليم ) اليهودية غرب مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة تسيطر حالة من الخوف والهلع على نحو خمسمائة طالبة يدرسن في الصفوف الابتدائية بعدما تجمعوا حول بقع الدماء التي سالت من الشهيدة غدير قبل أن يتم تنظيف المكان بالماء.

وفي وجوه هؤلاء المرتعبة تقرأ جيدا تفاصيل خوف ليس له نهاية، لكن أكثر ما لفت انتباه الجميع هي تلك الطالبة التي ظلت متسمرة في المكان دون حركة أو بكاء أو أي تعبير في وجهها يدل على حزن أو حتى فرح..

اقتربنا منها لتبدأ هي الحديث بسرعة كبيرة معرفة نفسها بعبير مخيمر أخت الشهيدة غدير الصغرى، وأثناء حديثها الذي لم نفهم منه إلا القليل نتيجة حالة الخوف التي بدأت تظهر عليها شيئا فشيئا انطلق الرصاص من جديد ليحاول الجميع الاختباء لكن دون جدوى ما اضطرنا إلى المغادرة على الفور تاركين خلفنا مئات الطلبة لا نعرف كيف يعيشون ثلث يومهم مع الرصاص والموت وسؤال، هل ننتظر بينهم شهداء جدد؟

[ALIGN=CENTER]
الأخ لؤي(عاشق لبنان)

اليوم غدير: قتلها الاحتلال على مقعد الدراسة وبالأمس من هدمت منازلهم على رؤوسهم وغدا علمه عند الله

وهكذا هى حياة أخوتنا الفلسطينيين لكل يوم شهداء جدد ويبقى السؤال الى متى؟ و من ثم ماذا فعلت رؤساء الدول

العربية حيال هذا الموضوع ؟ فسبحان الله كأن الشىء لايعنيهم وحين الشعوب العربية تغتاض وتثورتجد العسكر

التى تشل حركتها وتمنعها حتى من التعبير عن ما فى داخلها 0 رحم الله الشهيدة غدير واسكنها فسيح جناته كل

الشكر على الطرح وأن كان مؤلم بحق وتقبل خالص تحيتى [/ALIGN]

لا حول ولا قوة الا بالله

حسبنا الله ونعم الوكيل

شكرا لك أخي


أخوك