مصر على مائدة اللئام

مصر على مائدة اللئام
قامت الثورة المصرية وابهرت العالم بسلميتها وسارع من سارع بتأيدها ورفضها من رفضها وترريث البعض حتى يحدد موقفه منها
قامت الثورة من اجل ثلاثة مبادئ اساسية ( عيش .. حرية عدالة .. اجتماعية ) فى ضوء ماتنتهى اليه تلك الثورة سواء بالفشل او النجاح .
قامت الثورة للتخلص من تلك العصابة التى حكمت تحّكمت فى مصر وفى مقدرات اهلها ونهبت ثروتها حتى النخاخ وتركتها خاوية على عروشيها
كالبقرة العجفاء التى لالبن لها ولا لحم يكسوها .... أرادت مصر ان تستيقظ من سباتها وتنفض الغبار من على ظهرها .. أرادت تلك الثورة
ان تنقل مصر من ذلك الماضى الاليم لتستشرف المستقبل المشرق وتنهى حلم التوريث الذى سعى اليه مبارك وعصابته التى كانت تلتف من حوله
ولكن – للأسف- وقعت مصر على مائدة اللئام الداخلية والخارجية .. سواء أكان الخارجى هذا عربى شقيق – للاسف - او غربى امريكى ...

وهيا بنا نستعرض مواقف اصحاب المائدة :






أصحاب المائدة الداخلية : وهم جماعة المنتفعين السابقين التى اضرت الثورة بمصالحهم فحاولوا هدم تلك الثورة بكل السبل المتاحة
المشروعة الغير مشروعة من ذرع الفتنة بين المسلمين والمسحين .. باعمال البلطجة والسرقة وقطع الطريق ... بالتراخى الامنى
حتى يضج الناس وتكفر بالثورة والثوار ... ووصل بهم الحال الى احداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء
وحرق المجمع العلمى بما يحتويه من وثائق وكتب , والصاق كل هذا بالثورة والثوار وتصويرهم على انهم بلطجية
ولصوص ....ثم اختراع الطرف الثالث واللهو الخفى الذى – دائما – مايظهر فى ميدان التحرير لافساد الثورة وتشويه
سمعتها وصورتها بينما هذا اللهو الخفى لايظهر بتاتا فى مظاهرات العباسية والتى تؤيد المجلس العسكرى والتى يتزعمها
رجل لديه قناة فضائية الله اعلم بنواياها وتوجهاتها . .. قوى تحاول ان تفهمنا ان الثورة قامت من اجل القضاء على مبارك وبطانته
وكأن معركة الثورة كانت من اجل خلع ((على بابا وعصابة الاربعين حرامى )) ولم تكن من اجل اسقاط نظام كامل وفاسد وبناء نظام جديد
وبدأنا نسمع عن اموال تاتى من الخارج لتمويل جماعات وجمعيات تهدف لنشر الفوضى فى مصر والقضاء على الدولة واجانب يتم القاء
القبض عليهم بتهم متنوعة ومختلفة .. ويتم التحقيق معهم وتقديمهم للمحاكمات , وكأن هؤلاء يحاولون تنفيذ مخطت لهدم مصر


أصحاب المائدة العربية : وهم للاسف الاخوه فى العروبة والجوار والدين .. وعلى مايبدوا انهم كفروا بتلك الثورة ويردون معاقبة الشعب المصرى تركيعه
لانه قام بثورته وثار على الظلم والجور والنهب والمنظم لثروته ... إن هؤلاء يخشون من تلك الثورة ويخشون ان تنتقل الى
بلادهم وتثور شعوبهم عليهم وتتزلزل عروشهم وتنكشف كروشهم التى نهبت تلك البلاد وتركت الفتات لتلك الشعوب ..

و ربما هذه الثورة تذكرهم بايام ثور1952 عندما كان عبد الناصر يساعد الدول العربية والافريقية لتتحرر من الاستعمار وتنال استقلالها
على مايبدو أن شبح عبد الناصر مازال ماثلا امام هؤلاء ويخشون من ان يصير مصيرهم الى مصير مبارك وباقى الظلمة من حكام الدول العربية الاخرى

لقد اعلنوا فى العلن على مساعدتهم لمصر ماليا ولكنهم ضنوا بذلك فى الخفاء ورفضوا المساعدة .. لقد نسى هؤلاء مافعلته مصر من اجل هؤلاء
لانريد ان نمن على احد او نعاير احد ولكن لابد ان يحفظ العرب الجميل لمصر ولا يتنكروا له فقد ساهمت مصر فى نهضة تلك الدول عندما كانت تتعثر فى ظلمات الجهل
لقد حملت لهم مصر مشعل الحضارة والنهضه سواء فى مجال التعليم عن طريق مدرسيها واساتذة الجامعات .. وفى بناء النظم الحديثة لتلك الدول سواء كانت ادارية او مالية او تنظيمية

لقد انهمرت عوائد ثروات البترول على تلك الدول بفضل حرب 1973 التى قامت على جثث المصرين ودمائهم التى سالت وروت ارض سيناء ..
للأسف لقد مات من كان يحفظ الجميل ويعلم لاصحاب الفضل فضلهم ويعلم قدر مصر ورحم الله (( الملك فيصل والشيخ زايد)) رحمة واسعة

ان تلك الدول تتبع تعليمات امريكا ولاتخالف لها طلبا وقد طالبت امريكا تلك الدول عدم مد يد المعونة لمصر بحجة ان الرؤية غير واضحة وموقف الاقتصاد
غير مشجع وان الدولة لم تتخذ خطوات ديمقراطية .. وطبعا لابد لهذه الدول ان تستجيب للسيد القابع فى البيت الابيض والا هناك ايران يمكن ان تتطلقها امريكا
على هذه الدول فتحدث بها الانقلابات ويضيع هؤلاء الملوك والامراء والمشايخ ويصبحوا مشردين ... وايضا يمكن تصدير الثورات لتلك الدول
واقول لهؤلاء :: إن العزة والذل من الله وليس من امريكا .... وكما يقول المثل فى مصر :: المتغطى بامريكا عريان وانظروا ماذا فعلت بالشاة وكيف تخلت عنه



امريكا والغرب : إن المتفحص للموقف الامريكى وتاريخها تجاة الثورات يصل الى نتيجة مفادها إن الموقف الامريكى يعادى الثورة , فامريكا لايهمها سوى أمرين لاثالث لهما
أولاً مصالحها الخاصة فى مصر وفى الشرق الاوسط , وبما ان مصر تمثل ثقلا فى الشرق الاوسط فان امريكا تولى مايحدث اهتماما بالغا
والامر الثانى الذى يهم امريكا هو امن اسرائيل وعلاقة مصر بها ... وقد كان المخلوع خادما مطيعا لاوامر امريكا ومنفذا لــطلباتها وبالتالى كانت آمنه على مصالحها
فى ظل وجوده رغم ديكتاتوريته وحكمه السئ للبلاد ... ولكن قيام الثورة المصرية يهدد تلك المصالح الامريكية فى مصر وفى الشرق الاوسط لقد عاد القرار الى الشعب
ولم يعد فى يد فرد واحد تستطيع ان تتلاعب به كما تشاء وتتغاضى عن تنكيله بشعبه ونهبه لثروات الوطن الذى أؤتمن عليها . ..
ايضا آمن اسرائيل وعلاقتها بمصر اصبح مهددا الان .. وبدات البشاير باقتحام السفارة الاسرائيلية والحديث عن اعادة النظر فى اتفاقية السلام المهينة مع اسرائيل
وايضا اتفاقية الغاز التى بموجبها تحصل اسرائيل على الغاز المصرى بثمن بخث .
كل تلك الامور جعلت امريكا تعادى الثورة او الشعب المصرى وتحاول تركيعه حتى تزهق روحه ويكفر البسطاء بتلك الثورة ويتمنون عودة النظام القديم الذى لن يرجع ابدا
لقد تحرر الانسان المصرى ولن يعود مرة اخرى الى قيود العبودية ...

إن مايحدث ياسادة هو ماحدث فى الماضى عندما خشيت الدول الاوربية من نفوذ وقوة محمد على فتآمرت عليه لكسره والقضاء على نهضته التى كان يرغب فى صناعتها
وقد تم تحطيم اسطوله الحربى فى احدى المعارك الحربية وفرضت عليه اتفاقية تحدد عدد قواته وتحد من طموحه

لقد قامت امريكا بالضغط على الدول العربية لتمنع تلك الدول من تقيدم اى مساعدات لمصر وكذلك تضغط على البنك الدولى من اجل ذلك حتى لايقدم قرضا لمصر مقدارة 2.5 مليار دولار
وذلك عن طريق وضع شروط تعجيزية لمنح تلك القرض .. وايضا يقال انها عقوبة لمصر على رفضها تعين الدكتور محمد البردعى كـ رئيس للوزاء فى تلك الفترة الانتقالية , فما كان
من المجلس العسكرى الا وان قام بالرد على ذلك بالهجوم على منظمات المجتمع المدنى وتفتيشه متزرعا بان تلك المنظمات حصلت على تمويل خارجى ( والله اعلم بالحقيقة )

هكذا ايها السادة الكرام نجد مصر على مائدة اللئام ولكن الله سوف يخيب ظن الجميع وستقف مصر مرة اخرى ولن تُكسر ولابد ان نعتمد على النفسنا كما قال رئيس وزراء مصر
فى تصريح له فى الاعلام

لا شك ان انتصار اي ثورة عربية لن تسر اميركا او اوروبا

كون مصالحهم تكون قد تلاشت ومتى ما انتصرت الثورة في سوريا

هنا سينقلب الميزان كون لم يعد للصهاينة أعوان وحراس للحدود

وهذا ما يغيض الامريكان والصهاينة معا .

ايران تسعى لزعزعة أمن الخليج بترسانتها والخلايا النائمة المنتظرة

والعمل بوصية الخميني تصدير الثورة للخارج .

عالمنا يعيش أوضاع غير مستقرة لايجب لوم فلان وعلان كون الجميع

في حالة استنفار لا يدري ما تحمله الايام القادمة فالكل يعيش في دوامة .

تحيتي لك اخي احمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله مهما فعل هؤلاء سوف تنتصر الثورة التي أشعلها الشباب ضد حكم الطاغية
وسوف يفضح التاريخ كل المواقف الخائنة للبلد وللعروبة وسوف ينتصر الحق وينتصر دم الشباب الشهداء
ألف شكر لك أخي على الموضوع والله يعطيك ألف عافية