العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > واحة الزهـرة

واحة الزهـرة زهرة الشرق - غرائب من العالم - حوارات ساخنة - نقاشات هادفة - معلومات مفيدة - حكم - آراء - مواضيع عامة - أخبار وأحداث يومية من العـالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-06-10, 02:03 PM   #1
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


قراءة جديدة لأشهر رسالة دكتوراه عن «بنى إسرائيل» (الحلقة الأولى) شيخ الأزهر الراحل يرصد جذور القتل والعدوان فى التاريخ اليهودى

كتب أحمد رجب ظ،ظ*/ ظ¦/ ظ¢ظ*ظ،ظ*


طنطاوى
للوهلة الأولى، بدا كما لو أن العالم مصدوم من الجريمة الإسرائيلية الأخيرة، التى ارتكبتها بحق أسطول الحرية، ومبعث الصدمة هنا أن الغرب نفسه هو الذى ظل طوال ما يزيد على ظ¦ظ* سنة يروج لديمقراطية الدولة اليهودية، ويدفع ثمن صورتها كدولة مظلومة مضطهدة من جانب جيرانها العرب. تلك الصورة المغلوطة، فندها الدكتور سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الإمام الأكبر الراحل، إذ خصص رسالته للدكتوراة، فى عام ظ،ظ©ظ¦ظ©، لكشف ما يمكن تسميته جذور العنف فى التاريخ اليهودى، منذ دخولهم مصر، وخروجهم منها وتأسيس دولتهم، بعد أن أبادوا شعوباً بكاملها فى سبيل ذلك.
«المصرى اليوم» تعيد قراءة تلك الرسالة البحثية شديدة الأهمية، بعد أن فرضت الظروف الأخيرة، ضرورة البحث والتقصى عن ثقافة العدوان فى التاريخ اليهودى.
وتنقسم الدراسة إلى سبعة فصول، الأول عن تاريخ بنى إسرائيل وأحوالهم منذ هجرتهم إلى مصر، ثم ينتقل فى فصله الثانى إلى منهاج القرآن فى دعوة أهل الكتاب، وفى الثالث يصف «الإمام الراحل» مسالك اليهود لكيد المسلمين ووسائلهم «الخبيثة» التى اتبعوها فى ذلك.
وفى الفصل الرابع يبحث «طنطاوى» فيما حدث فى الغزوات بين المسلمين واليهود، ثم ينتقل ليبحث، فى فصله الخامس، نعم الله على بنى إسرائيل، قبل أن يبحث رذائل اليهود فى الفصل السادس للدراسة، والتى يختتمها بتفنيد «دعاواهم الباطلة» كما حكاها القرآن عنهم .
«المصرى اليوم» تقدم قراءة جديدة فى علم الراحل، احتفاء به من ناحية، ولضرورة كتبها هو نفسه فى مقدمة دراسته، حينما قال «كان مقصدى الأول أن أكشف للشباب المسلم بصفة خاصة وللعقلاء والمنصفين بصفة عامة عن أحوال بنى إسرائيل وتاريخهم وأخلاقهم وأكاذيبهم وقبائحهم معتمدا فى بيان ذلك على ما جاء فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية المطهرة وفى التاريخ الصحيح.



يبدأ الإمام الراحل دراسته بدراسة تاريخ بنى إسرائيل وأحوالهم فى جزيرة العرب، بنظرة مجملة فى تاريخهم منذ نزوحهم إلى مصر بقيادة يعقوب، عليه السلام، إلى خراب «أورشليم» الثانى على يد «تيطس» الرومانى، وهجرتهم إلى جزيرة العرب، وبيان أحوالهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية.
يستهل «طنطاوى» الدراسة ببحث فى أشهر أسماء بنى إسرائيل، وهى أسماء «العبريون»، و«إسرائيل»، و«اليهود»، فيعود باسم «عبريون» إلى لقب «إبراهيم العبرانى» الذى منحه «سفر التكوين» للنبى إبراهيم، عليه السلام، بعد عبوره نهر الفرات، مستندا إلى رأى الأب «إسحاق ساكا» الذى نشره فى دراسته «معنى التسميات للشعوب السامية الثلاثة الكبرى» ويقول فيه «رجح العلماء الثقات، ومنهم السريانيان ابن الصليبى وابن العبرى، أن التسمية ناتجة عن عبور إبراهيم، عليه السلام، نهر الفرات وأيد ابن العبرى قوله بالترجمة اليونانية لكلمة «عبرى»، «أكوبلا»، والتى تعنى «المجتاز» أو «العابر»، وما يؤكد الرأى ما جاء فى سفر يشوع «هكذا قال الرب إله إسرائيل فى عبر النهر سكن آباؤكم منذ الدهر، تارح أبو إبراهيم وأبوناحور، وعبدوا آلهة أخرى، فأخذت أباكم إبراهيم عبر النهر، وسيرته فى جميع أرض كنعان». وهو الرأى الذى فضله طنطاوى على الآراء الأخرى التى تقول إنهم سموا العبريين نسبة إلى «عبِر» وهو الجد الخامس لإبراهيم عليه السلام، أو لأنهم كانوا أهل بدو وترحال وكثيرا ما رحلوا من مكان لآخر.
ويعود الإمام بكلمة يهود إلى الأصل «هادا» ويقول: قيل إنهم سموا بذلك الاسم حين تابوا عن عبادة العجل، وقالوا «إنا هدنا إليك»، أى تبنا ورجعنا، أما كلمة «بنى إسرائيل» فتعود بها الدراسة إلى أبيهم إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام.
وبعد بيان أصل الأسماء، تبحث الدراسة فى قسمها الثانى «تاريخ بنى إسرائيل» فتقسمه إلى ظ¥ أجزاء، الأول يبدأ بهجرة يعقوب عليه السلام، بأهله، من فلسطين إلى مصر حوالى القرن التاسع عشر قبل الميلاد «على إثر ما حاق بفلسطين من مجاعة وما أصاب مراعيها من جدب وقحط وجفاف، وعندها كان أبناء يعقوب يترددون على مصر للتجارة وطلب القوت، فتعرفوا إلى أخيهم يوسف، عليه السلام، الذى كان فى ذلك الوقت أمينا على خزائن مصر، فأكرمهم وطلب أن يحضروا جميعا، ومعهم أبوهم يعقوب، إلى أرض مصر، ليعيشوا فيها ويهجروا فلسطين.. واستجاب يعقوب لطلب يوسف، عليه السلام، فحضروا إلى مصر وكان عددهم ظ¦ظ¦ نفسا سوى نسوة أولاده، حسب سفر التكوين الإصحاح السادس والأربعين، وقد أكرم يوسف، عليه السلام، مثوى أبيه وإخوته، ورقق عليهم قلب ملك مصر فى ذلك الوقت، وطلب بنو إسرائيل من ملك مصر أن يسكنهم فى أرض جاسان - يقال إن مكانها الآن صفط الحنة بمحافظة الشرقية - فاستجاب لهم وقال ليوسف كما جاء فى سفر التكوين «أبوك وإخوتك جاءوا إليك أرض مصر، ففى أفضل أرضها أسكن أباك وأخوتك ليكونوا فى أرض جاسان».
ولكن من الذى كان يحكم مصر عندما وصل يعقوب إليها وبنوه؟ تتساءل الدراسة، قبل أن تجيب «يقول المؤرخون أن الذى كان يحكم مصر عندما هاجر إليها يعقوب وذريته، هم الهكسوس، وقد نعم بنو إسرائيل بحياة آمنة رخية طوال حكم الهكسوس الغرباء عن أرض مصر، فلما تمكن أحمس من الانتصار، وطردهم من مصر، وأسس الأسرة الثامنة عشرة، بدأت المخاوف تراود بنى إسرائيل من نظام الحكم الجديد، ولما قامت الأسرة التاسعة عشرة التى من ملوكها رمسيس الثانى، جاهر المصريون بعداوتهم لبنى إسرائيل، وهو ما يقول فيه محمد عزة، صاحب كتاب «تاريخ بنى إسرائيل من أسفارهم»: الراجح أن حالة إسرائيل تبدلت بعد تقويض حكم الهكسوس، ويستدل من أوراق البردى المذكورة، أن تسخيرهم بلغ الذروة فى عهد رمسيس الثانى.
ويصف الدكتور أحمد بدوى علاقة المصريين ببنى إسرائيل فى تلك الفترة فيقول: «من الثابت فى تاريخ مصر بناء على ما جاء فى كتب السماء من ناحية، وما شهدت به آثار الفراعنة من ناحية أخرى، أن العبرانيين، عرفوا مصر منذ أيام الدولة الوسطى على الأقل، يجيئونها أول الأمر لاجئين، يطلبون الرزق فى أرضها، ويلتمسون فيها وسائل العيش الناعم والحياة السهلة الرضية بين أهلها الكرام.
ثم يجيئونها أسارى فى ركاب فرعون كلما عاد من حروبه فى أقاليم الشرق ظافرا منصورا، فينزلهم من حول دور العبادة، يخدمون فى أعمال البناء، ويعبدون أربابهم أحرارا، لم يكرههم أحد على قبول مذهب أو اعتناق دين، وتطيب لهم الإقامة فى مصر، وتستقيم لهم فيها أمور الحياة ثم تنزل بالمصريين بعض الشدائد وتحل بديارهم بعض المحن والنوائب، فيتنكر لهم بنو إسرائيل ويتربصون بهم الدوائر، ويعملون على إفقارهم، وإضعاف الروح المعنوية بين طبقات الشعب، ابتغاء السيطرة على وسائل العيش فى هذا القطر، ليفرضوا عليه سلطانهم، تارة عن طريق الضغط الاقتصادى، وأخرى عن طريق الدين والعقيدة».
وخلال تلك البلايا والمصائب التى كانت تنزل ببنى إسرائيل من فرعون وجنده، أراد الله أن يمن عليهم وأن ينقذهم مما هم فيه من بلاء، فأرسل لإنقاذهم وهدايتهم رسوله، موسى عليه السلام. وحكى لنا القرآن الكريم فى آيات كثيرة أن موسى، عليه السلام، طلب من فرعون أن يقلع عن إيذاء بنى إسرائيل، وأن يترك الكفر والغرور ويعبد الله وحده لا شريك له، ثم حكى القرآن الكريم بعد ذلك أن أشراف قوم فرعون طلبوا منه أن يزيد فى إيذاء بنى إسرائيل، وأن يحملهم على عبادة آلهته.
وتنقل الدراسة عن بعض المؤرخين أن بنى إسرائيل خرجوا من مصر بقيادة موسى، عليه السلام، فى عهد منفتاح بن رمسيس الثانى، بعد أن طالبه موسى، عليه السلام، أكثر من مرة بأن يرسل معه بنى إسرائيل، ليخرجوا إلى أرض الشام، وفى سفر الإصحاح الأول «أن موسى أحصى بنى إسرائيل عند الخروج من مصر فوجد حملة السلاح منهم، أى: الذكور ابتداء من سن العشرين، يبلغون حوالى ظ¦ظ*ظ* ألف نسمة «ومعنى هذا أن تعدادهم العام يزيد على المليون.
ويعلق محمد عزة فى كتاب «تاريخ بنى إسرائيل» على قصة استلاب بنى إسرائيل حلى المصريين عند خروجهم من مصر، ويلفت النظر خاصة إلى ما جاء فى التوراة من سلب رجال ونساء بنى إسرائيل أمتعة جيرانهم الذهبية والفضية بحيلة الاستعارة ونسبة ذلك إلى الله تعالى ومهما كان فإن تسجيل هذا الخبر بهذا الأسلوب، يدل على ما كان وظل يتحكم فى نفوس بنى إسرائيل من فكرة استحلال أموال الغير وسلبها بأى وسيلة، ولو لم تكن حالة حرب أو دفاع عن النفس. كما أنه كان ذا أثر شديد فى رسوخ هذا الخلق العجيب فى ذراريهم ثم من دخل فى دينهم من غير جنسهم». وتتابع الدراسة قصة خروج بنى إسرائيل المعروفة وعبورهم البحر ومطاردة فرعون لهم حتى غرقه.

غدا


التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 09-12-21 الساعة 11:08 PM
okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:05 PM   #2
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


ينتقل «الإمام الراحل» إلى دراسة المرحلة الثانية من قصة بنى إسرائيل ويبحث فيها الفترة من وقت خروجهم من مصر إلى تأسيس مملكتهم، فيروى قصة خروجهم وخلافاتهم ومماطلتهم موسى، عليه السلام، التى ذكرها القرآن الكريم، ثم عبادتهم العجل عندما رحل ليلقى وعد ربه، وأخيرا محاولته إقناعهم بمحاربة الكنعانيين، وهروبهم بقوله «اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون» وجزاء الله لهم نتيجة جبنهم وعصيانهم بالتيه ٤٠ عاما، وهى الفترة التى توفى فيها موسى وهارون، وتولى بعدهما «يوشع بن نون» رئاسة بنى إسرائيل، وتحكى التوراة أن «يوشع عبر ببنى إسرائيل نهر الأردن إلى الأرض المقدسة وأن أول مدينة استطاع «يوشع» ومن معه أن يدخلوها هى أريحا، ثم زحف على مدينة «العى» - بين نابلس والقدس الشرقية - وبعد أن دخلوا هاتين المدينتين قتلوا معظم سكانهما ثم صلبوا ملك «العى» على باب المدينة،
وتحكى التوراة بعد ذلك قصة انتصار «يوشع» ومن معه من بنى إسرائيل على الكنعانيين، الذين كانوا يسكنون فلسطين وقتها، وكيف كانوا يقتلون رجال ونساء وأطفال المدينة التى تقع فى أيديهم بأمر الرب كما ينص الإصحاح العاشر من سفر التكوين «أن يوشع ضرب جميع أرض الجبل والجنوب والسهل والسفوح وجميع ملوكها وأسبل (أهلك) كل نسمة كما أمر الرب، ولم يبق باقية منهم فضربهم من قادش إلى غزة وانتصر عليهم لأن الرب كان يحارب مع إسرائيل»، ويصف كتاب «قصة الحضارة» ما فعله بنو إسرائيل بالكنعانيين فيقول: كانت هزيمة العبرانيين للكنعانيين مثلا واضحا لانقضاض جموع جياع على جماعة مستقرين آمنين، وقد قتل العبرانيين من الكنعانيين أكثر من استطاعوا قتلهم منهم».
وبعد النصر قسم يوشع الأرض التى استولى عليها بين الأسباط واحتوت الإصحاحات من الثالث إلى التاسع عشر من سفر يوشع أسماء وحدود الأراضى التى كانت من نصيب كل سبط. ويصف على عبد الواحد وافى فى كتابه «الأسفار المقدسة» كيف دخل بنو إسرائيل فلسطين بقيادة يوشع وكيف عاشوا فيها، قائلاً: «حوالى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، أغار بنو إسرائيل بقيادة «يوشع» على بلاد كنعان، وما إليها، وهى الأرض المقدسة التى وعدهم الله بها، واحتلوها واستولوا على ما فيها من خيرات وثروات، بعد أن أبادوا معظم أهلها، فانتهت لديهم بذلك حياة الخشونة والبداوة والتنقل، وافتتحوا عهد الدعة والحضارة والاستقرار حيث أعقب موت يوشع عهد عرف بعهد «القضاة» لأن الزعماء والقواد الذين تزعموا، أو قادوا بنى إسرائيل بعد ذلك سموا القضاة،
وعهدهم امتد إلى أن قامت مملكة بنى إسرائيل على يد طالوت المعروف فى التوراة باسم «شاول»، وسطر «سفر القضاة» سيرتهم وأحوالهم، يستخلص منه «الإمام طنطاوى» أن عهد القضاة «أسوأ عهود بنى إسرائيل ففيه انتشرت شتى الرذائل والمنكرات، إذ عبدوا الأصنام وقتلوا المصلحين وفشا فيهم الزنى، وترتب على ذلك أن تعرضوا خلال عهد حكم القضاة لنكبات وغارات عليهم من غيرهم من دول الجوار.. وكان آخر قضاة بنى إسرائيل فى هذه الفترة هو صموئيل الذى كثرت فى عهده الفوضى والمفاسد، فقام بنو إسرائيل بثورة ضده وضد أبنائه، انتهت بزوال عهد القضاة وحلول عهد الملوك.
تنتقل الدراسة إلى المرحلة الثالثة من رحلة بنى إسرائيل، وهى المرحلة التى تبدأ بتأسيس المملكة وحتى أنقسامها، وتبدأ بطالوت وداود وسليمان عليهم السلام، وهى السيرة التى يذكر «طنطاوى» أنها مذكورة فى سفر الملوك، وفيها أن أول ملوك المملكة اليهودية كان «طالوت» الذى حكم بنى إسرائيل بشجاعة، وقادهم إلى كثير من المعارك التى دارت بينهم والأمم الأخرى، فقد زحف بهم على الهمونيين الذين كانوا يسكنون فى شرق الأردن وانتصر عليهم، ومن أشهر المعارك التى دارت بين بنى إسرائيل بقيادته وبين الفلسطينيين بقيادة جليات «الذى يسميه القرآن جالوت»، وهى المعركة التى اشترك فيها داوود عليه السلام، وتولى بنفسه قتل جالوت.
تذكر الدراسة أن داوود، عليه السلام، بعد أن قتل جالوت ملأ أعين الناس وأذهانهم وقلوبهم، وأخذوا يتقربون منه، وأن طالوت زوجه ابنته وجعله قائدا لرجال الحرب، حتى تولى ملك بنى إسرائيل بعد موت طالوت ودام ملكاً عليها حوالى ٤٠ عاما، وفى عهد داوود قامت حروب كثيرة مع اليبوسيين الذين كانوا يسكنون مدينة القدس، وطردهم منها داوود وجعلها عاصمة لملكه.وتولى سليمان عليه السلام الملك بعده ودام زهاء ٤٠ عاما وكان عهده يمتاز بالرخاء والاستقرار.
رغم أن بعض أسفار التوراة، تلصق بسليمان، عليه السلام، كثيرا من الأعمال التى ننزهه عنها، حسب «طنطاوى»، مثل «أن سليمان افتتح حكمه بقتل أخيه بحجة طلبه الزواج من سرية أبيه، ثم قتل رئيس جيش أبيه، وعزل الكاهن الأكبر لتحزبهما». وبعد موت سليمان فى ٥٨٦ قبل الميلاد يأتى الدور على «رحبعام» ابن سليمان والذى امتنع عن مبايعته ١٠ أسباط، واختاروا آخر، وهكذا انقسمت مملكة بنى إسرائيل إلى قسمين: مملكة يهوذا بالجنوب وعاصمتها أورشليم والتى انتهت على يد بختنصر البابلى، ومملكة الشمال وعاصمتها «شكيم» والتى انتهت على يد سرجون ملك آشور.
وبشكل دقيق يناقش «طنطاوى» العلاقة بين البلدين الوليدين، فيقول ساءت العلاقة بين الدولتين منذ انقسامهما ويذكر سفر الملوك «أن الحروب كانت مستمرة بينهما، وقد وصلت القطيعة بين الدولتين إلى حد أن يربعام ملك دولة إسرائيل صنع عجلين من ذهب وقال لشعبه، هذه آلهتكم التى أصعدتكم من مصر فاذبحوها، وأقيموا أعيادكم عندها ولا تصعدوا أورشليم».
واستمرت الحروب والمنازعات بين المملكتين حتى وصل الحال إلى أن كل واحدة تستعين بدولة أو بدول أخرى. ويرجع «الكتاب» هجرة اليهود إلى جزيرة العرب بعد غزو الرومان لها: أما ما ورد فى روايات أهل الأخبار عن هجرة اليهود إلى أطراف يثرب وأعالى الحجاز على إثر دخول الروم بلاد الشام وفتكهما بالعبرانيين وتنكيلهم ما اضطر بعضهم إلى الفرار إلى تلك الأنحاء البعيدة عن مجالات الروم، ويستند إلى أساس تاريخى صحيح، فلا يستبعد أن يكون يهود الحجاز من نسل أولئك المهاجرين، ومن هؤلاء مهاجرو بنى قريظة، وبنى النضير، وبنى بهدلو وهم الذين ساروا إلى الجنوب،
فلما بلغوا موضع الغابة وجدوه رديئا فكرهوا الإقامة فيه «وهو ما يؤكد أن معظم يهود جزيرة العرب حلوا فيها بعد أن دمر تيطس الرومانى أورشليم ويرى بعض الكاتبين أن يهود الحجاز من قبائل عربية تهودت وليسوا من بنى إسرائيل وهو ما يرد عليه «طنطاوى» قائلا: القرآن الكريم وجه خطاباً إلى اليهود فى كثير من آياته بعبارة يابنى إسرائيل وذكرهم فى عبارات عدة وهو ما يجلعنا نجزم بأن اليهود الذى كانوا يسكنون المدينة وضواحيها هم بنو إسرائيل.
وفى فلسطين كان الأمر مختلفاً، حيث خلت تقريبا من اليهود بعد سقوط أورشليم «٥٨٦» قبل الميلاد، فى يد «بختنصر» وعاشوا أسارى فى بابل زهاء ٥٠ سنة، قلدوا فيها عادات البابليين وأخذوا عنهم الكثير من شعائرهم وآدابهم واشتركوا فى وظائف وأعمال الدولة تحت رقابة البابليين. وخلال تلك الفترة،
كما تروى الدراسة، نقلا عن الأسفار، ظهر فى بنى إسرائيل بعض الأنبياء وكثير من الوعاظ والمرشدين، وفى سنة ٥٣٨ قبل الميلاد، استولى قورش، ملك الفرس، على بلاد بابل، فعامل اليهود معاملة حسنة، وأصدر نداء سمح فيه لليهود بأن يعودوا إلى أورشليم، وأن يعيدوا بناء هيكلهم، وساعدهم على ذلك بالأموال والرجال، ولكن أكثر اليهود كانوا قد ألفوا الحياة فى بابل وامتدت بها أعراقهم وذاقوا خصب العيش والأرض والتجارة المربحة، ومن ثم ترددوا كثيرا فى العودة إلى أورشليم ومعظم الذين عادوا، كانوا من سبطى: يهوذا وبنيامين.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:10 PM   #3
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى



فى الحلقة الثانية «مكائد اليهود للمسلمين فى الجزيرة العربية»
قراءة جديدة لأشهر رسالة دكتوراه عن «بنى إسرائيل» (الحلقة الثانية) د. سيد طنطاوى يكشف محاولات اليهود للنيل من الإسلام وتحالفهم مع المنافقين والمشركين للقضاء عليه

كتب أحمد رجب ١١/ ٦/ ٢٠١٠



طنطاوى
للوهلة الأولى، بدا كما لو أن العالم مصدوم من الجريمة الإسرائيلية الأخيرة، التى ارتكبتها بحق أسطول الحرية، ومبعث الصدمة هنا أن الغرب نفسه هو الذى ظل طوال ما يزيد على ٦٠ سنة يروج لديمقراطية الدولة اليهودية، ويدفع ثمن صورتها كدولة مظلومة مضطهدة من جانب جيرانها العرب.
تلك الصورة المغلوطة، فندها الدكتور سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الإمام الأكبر الراحل، إذ خصص رسالته للدكتوراه، فى عام ١٩٦٩، لكشف ما يمكن تسميته جذور العنف فى التاريخ اليهودى، منذ دخولهم مصر، وخروجهم منها وتأسيس دولتهم، بعد أن أبادوا شعوباً بكاملها فى سبيل ذلك.
«المصرى اليوم» تقدم قراءة جديدة فى علم الراحل، احتفاء به من ناحية، ولضرورة كتبها هو نفسه فى مقدمة دراسته، حينما قال «كان مقصدى الأول أن أكشف للشباب المسلم بصفة خاصة وللعقلاء والمنصفين بصفة عامة عن أحوال بنى إسرائيل وتاريخهم وأخلاقهم وأكاذيبهم وقبائحهم معتمدا فى بيان ذلك على ما جاء فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية المطهرة وفى التاريخ الصحيح.
يستهل «الإمام الراحل» الفصل الثانى فى دراسته ببيان أهم الوسائل التى اتبعها القرآن الكريم لحمل اليهود على الدخول فى الإسلام، والإيمان بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وبيان أهم مظاهر الإنصاف والتسامح التى عامل بها الإسلام أهل الكتاب، مثل إقامة الدليل لهم ولغيرهم على صدق النبى محمد، وإرشادهم إلى أن ما دعاهم إليه محمد يوافق ما دعا إليه الأنبياء السابقون، وترغبيهم فى اتباعه بالأسلوب الليّن الحكيم، وإنذارهم بالعقوبة إذا لم يتبعوه، وإرشادهم إلى أن اختلافهم فى الدين سببه البغى والحسد، وإخبارهم بأن القرآن الكريم يقص عليهم الحق فيما اختلفوا فيه.
ثم تنتقل الدراسة فى فصلها الثالث إلى شرح مسالك اليهود «الخبيثة» لكيد الإسلام والمسلمين، فيذكر الكاتب كيف أحسن الرسول معاملتهم، وعقد معهم معاهدة عادلة أمّنهم فيها على أنفسهم وأموالهم وعقائدهم واشترط عليهم، وشرط لهم. وتنقل الدراسة نص المعاهدة، حسب رواية ابن كثير، عن محمد بن إسحاق، جاء فيها بخصوص اليهود: «وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين: لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ (يهلك) إلا نفسه وأهل بيته، وأن ليهود بنى النجار ما ليهود بنى عوف، وأن ليهود بنى الحارث ما ليهود بنى عوف، وأن ليهود بنى ساعدة ما ليهود بنى عوف،
وأن ليهود بنى جشم ما ليهود بنى عوف، وأن ليهود بنى الأوس ما ليهود بنى عوف، وأن ليهود بنى ثعلبة ما ليهود بنى عوف، وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم نصراً على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة». وهى المعاهدة التى قال عنها الأستاذ عبدالرحمن عزام فى كتابه «الرسالة الخالدة»: «هذه المعاهدة من أنفس العقود الدولية، وأمتعها، وأحقها بالنظر والتقدير، من الناس كافة، وما أولاها بأن تكون نبراسا» للمسلمين فى أصول العلاقات الدولية، بينهم وبين مخالفيهم من أهل الأديان الأخرى».
وبعد أن يعدد «طنطاوى» الأسباب التى جعلت اليهود يسالمون الدعوة الإسلامية فى الشهور الأولى، يبدأ فى شرح المخاوف التى أصابتهم بسبب انتشار الدعوة، وكيف بدأ القلق يقض مضاجعهم، وحز فى نفوسهم ما شعروا به من أن عظمتهم المادية والسياسية المبنية على تفرق العرب، وتمزق وحدتهم، قد بدأت تتلاشى وتنهار، بعد أن دخل الأوس والخزرج فى الإسلام، ولأنهم بطبيعتهم أحرص الناس على حياة، وأجشعهم فى جمع المال، شعروا بأن حركة التجارة التى يحتكرونها فى المدينة منذ مئات السنين، ويستغلونها للكسب الحرام مهددة، وهو ما دفعهم لسلوك بعض المسالك الكيدية، التى تقسمها الدراسة إلى ثمانية أساليب رئيسية.
أول هذه الأساليب، كان مسلك المجادلات الدينية والمخاصمات الكلامية، وهى أول طريقة اتبعها اليهود لإيذاء الرسول وإثارة الفتنة بين صفوف المسلمين، وهى الإكثار من المجادلات الدينية، والمخاصمات الكلامية، فإن الإسرائيلى من طبعه

يتبع


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:11 PM   #4
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


الجدل والمماراة فى قبول الحق، و«قصة أمرهم بذبح بقرة، وقصة الملأ من بنى إسرائيل، الذين قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملكا نقاتل فى سبيل الله، وغيرهما مما جاء فى القرآن الكريم فى شأن لجاجهم، خير دليل على ما نقول، ومن بعض الأمور التى جادل اليهود فى شأنها الرسول مسألة نبوته، وملة إبراهيم، ونبوة عيسى، ومسألة النسخ، وما أحله الله وحرمه من الأطعمة».
ومن مسالكهم الخبيثة للطعن فى نبوة محمد إنكارهم نزول الوحى عليه من السماء، وغرضهم بذلك اتهامه بأن ما يقوله ليس من عند الله ولكن من عند نفسه، حيث أخرج ابن أبى حاتم، عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من اليهود يقال له: مالك بن الصيف فخاصم النبى، فقال له النبى: «أنشدك بالذى أنزل التوراة على موسى، هل تجد فى التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟» وكان حبرا سمينا، فغضب وقال: «ما قدروا الله حق قدره»، فقال له أصحابه: ويحك ولا على موسى، فأنزل الله « مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَر قَدْرِهِ».
وقال النيسابورى، قال محمد بن كعب القرظى: أمر الله محمد أن يسأل أهل الكتاب عن أمره، وكيف يجدونه فى كتبهم، فحملهم الحسد لمحمد أن كفروا بكتاب الله وكفروا برسوله، وقالوا: ما أنزل الله على بشر من شىء، فأنزل الله هذه الآية.
وهذه هى بعض الصور الجدلية، التى اتبعها اليهود للطعن فى نبوة النبى، التى هى أقرب ما تكون لحرب الأعصاب، أو ما يسمى بـ«الحرب الباردة» فى عصرنا الحاضر، فتعقب مزاعم اليهود وفنّدها، ورد عليها بما يدحضها، ويثبت صدق النبى، وهو يشبه ما حدث فى إنكارهم نبوة عيسى، حيث يرون أنه قد أتى عن طريق غير شريف،
وأن أمه كانت امرأة بغياً، حيث أخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضى الله عنهما، قال: «أتى رسول الله نفر من اليهود ياسر أبو أخطب، ورافع بن أبى رافع، وأزار بن أزار، وأشيع فسألوه عمن يؤمن به من الرسل؟
قال: أؤمن بالله وما أنزل إلينا، وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى، وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون. فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا: لا نؤمن بمن آمن به ولا نعلم بأهل دين أقل حظا فى الدنيا والآخرة منكم، ولا دينا أشرَّ دينا من دينكم، فأنزل الله «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْـزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْـزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُون».
وتوضح الدراسة أن أهم الشبهات والمجادلات التى أثارها اليهود كانت بعد تحول المسلمين فى صلاتهم إلى المسجد الحرام، فتذكر: «قلنا إن الرسول بعد هجرته إلى المدينة استقبل فى صلاته بيت المقدس بأمر الله تعالى، تأليفا لقلوب اليهود، لأن بيت المقدس قبلتهم ورمز وحدتهم، وقد فرحوا لصلاة الرسول والمسلمين إليه، وكان أمل النبى أن يلبوا دعوته، وأن يسارعوا إلى الدخول فى الإسلام، ولكنهم عموا وصموا، وأخذوا يشيعون بين الناس أن النبى اتبع قبلتهم وعما قريب سيتبع ملتهم، واعتبروا اتجاه المسلمين فى صلاتهم إلى بيت المقدس نوعا من اقتباس الهدى منهم، فتأثر الرسول من موقفهم الجحودى، وانبثقت فى نفسه أمنية التحول إلى الكعبة، وأكثر من التضرع والابتهال إلى الله، كى يوجهه إلى قبلة أبيه إبراهيم.
وقد أجاب الله تعالى رجاء نبيه فولاه القبلة التى يرضاها، أما اليهود ومن على شاكلتهم ممن فى قلوبهم مرض، فقد استقبلوه بالاستهزاء والجحود، وإثارة الشبهات، لبلبلة الأفكار، وتشكيك المسلمين فى عقيدتهم، ومما قاله اليهود، الذين تولوا أكثر التشكيك فى صحة التوجه إلى البيت الحرام، إن القبلة الأولى، وهى بيت المقدس، إن كانت على حق فقد تركتم أيها المسلمون الحق، وإن كانت على باطل فعبادتكم السابقة باطلة، ولو كان محمد نبيا حقا ما ترك قبلة الأنبياء قبله وتحول إلى غيرها، وما فعل اليوم شيئا وخالفه غدا، ومقصدهم الأول من وراء هذه المقالات المرذولة، الطعن فى شريعة الإسلام، وفى نبوة النبى عليه الصلاة والسلام، إلا أن ما قالوه من شبهات حول تحويل القبلة، لم يجد آذانا صاغية من المؤمنين، لأن الله تعالى قد مهد للتحويل، بما يطمئن النفوس ولقن نبيه الجواب على شبهاتهم قبل أن ينطقوا بها».
وتكمل الدراسة استعراضها لمحاولات اليهود الكيد للمسلمين بأسلوب جديد وهو تعنتهم فى الأسئلة بقصد إحراج الرسول، فتقول: حين وجدوا أن هذه المجادلات قد فشلت وخرجوا منها بخيبة وخسران، لجأوا لأسلوب آخر لتشكيك المسلمين فى عقيدتهم، ألا وهو توجيه الأسئلة المتعنتة إلى الرسول بقصد إحراجه وإظهاره بمظهر العاجز عن إجابة مطالبهم.
وتستشهد الدراسة بحديث بن جرير حيث قال: عن محمد بن كعب القرظى قال: جاء أناس من اليهود إلى رسول الله فقالوا: يا محمد، إن موسى جاء بالألواح من عند الله، فأتنا أنت بالألواح من عند الله، حتى نصدقك فأنزل الله «يَسْئَلُكَ أَهْلُ الكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ» وتفسيره: يسألك اليهود يا محمد، على سبيل التعنت والعناد، أن تنزل عليهم كتابا من السماء مكتوبا جملة، كما جاء موسى لآبائهم بالتوراة، مكتوبة فى الألواح جملة، أو يسألونك أن تنزل على رجال منهم بأعيانهم كتبا من السماء، تأمرهم بتصديقك، واعلم يا محمد أنهم لو أجيبوا إلى ما طلبوا ما آمنوا بك، لأن الذى حملهم على سؤالهم هو: التعنت والجحود، والمتعنت والجاحد لا يقنعه دليل، أو برهان، ولو كانوا يريدون الإيمان حقا، لما سألوك ذلك، لأن الأدلة القاطعة قد قامت على صدقك.
وينتقل الإمام الراحل فى دراسته إلى ثالث أساليب اليهود، وهو محاولة الوقيعة والدس وإثارة الفتنة بين المؤمنين، وأخرج بن جرير فى سبب نزول الآيات «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ. وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ. وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»، عن زيد بن أسلم قال: مر شاس بن قيس- وكان شيخا قد عسا (كبر) فى الجاهلية عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم- على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج فى مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذى كان بينهم من العداوة فى الجاهلية،
فقال: قد اجتمع ملأ بنى قيلة- يعنى الأنصار الأوس والخزرج- بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتى شابا من يهود وكان معه فقال له: اعمد إليهم فاجلس معهم فذكرهم يوم بعاث وما كان قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا، وقال بعضهم لبعض: إن شئتم رددناها الآن جذعة، وغضب الفريقان وقالوا: قد فعلنا، السلاح السلاح، موعدكم الحرة فخرجوا إليها وتحاوز الناس على دعواهم التى كانت فى الجاهلية،
يتبع


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:11 PM   #5
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه حتى جاءهم فقال: يا معشر المسلمين، الله الله.. أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به وقطع عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفاراً؟ فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم، فألقوا السلاح وبكوا وعانق بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس.
وتنتقل الدراسة لعرض رابع أساليب، وهو محاولة اليهود رد المسلمين عن دينهم بطريق الخداع والتلبيس، وذلك عن طريق إظهارهم الإيمان لفترة من الوقت، ثم رجوعهم عنه بعد ذلك إلى الكفر، وقد حكى القرآن عنهم هذا اللون الخبيث من المخادعة فى كثير من آياته، ومن ذلك استشهدت الدراسة بقوله تعالى «وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِى أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون».
وهو لون الخداع الذى قال عنه المرحوم الشيخ محمد عبده: «هذا النوع الذى تحكيه الآيات من صد اليهود عن الإسلام، مبنى على قاعدة طبيعية فى البشر، وهى أن من علامة الحق ألا يرجع عنه من يعرفه، وقد فقه هذا «هرقل» ملك الروم، فكان مما سأل عنه أبا سفيان من شؤون النبى عندما دعاه للإسلام، هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل الإسلام، فقال أبوسفيان: لا. وقد أرادت هذه الطائفة أن تغش الناس من هذه الناحية ليقولوا: لولا أن ظهر لهؤلاء بطلان الإسلام لما رجعوا عنه بعد أن دخلوا فيه، واطلعوا على بواطنه وخوافيه».
خامس الأساليب التى تعرضها الدراسة هو تلاعب اليهود بأحكام الله تعالى، ومحاولتهم فتنة الرسول عند تقاضيهم أمامه، فيروى مسلم، عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال: مرّ على الرسول يهودى محمماً (أى مسوداً بالفحم) مجلوداً فدعاهم الرسول فقال: أهكذا تجدون حد الزانى فى كتابكم؟ قالوا: نعم، فدعا رجلاً من علمائهم فقال: أنشدك بالله الذى أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزانى فى كتابكم؟
قال: لا، ولولا أنك نشدتنى بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر فى أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا تعالوا فلنجتمع على شىء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنى أول من أحيا أمرك إذا أماتوه»، فأمر به فرجم، فأنزل الله عز وجل «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى الْكُفْرِ» وكانت اليهود تقول: ائتوا محمدا فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه، وأن أفتاكم بالرجم فاحذروا.
وتعرض الدراسة لسادس أساليب الكيد للمسلمين، وهو تحالف اليهود مع المنافقين ضد الإسلام، ومظاهرتهم لكل مناوئ لها بصفة عامة، ومحالفتهم للمنافقين فى سبيل القضاء بصفة خاصة، وقد بلغت المودة، حسب الدراسة، بين اليهود والمنافقين، فى المدينة مبلغا كبيرا، بدليل أن عبدالله بن أبى، زعيم المنافقين، لما حضرته الوفاة أحاط اليهود بسريره، وأخذوا يبكون وينتحبون، فغضب لذلك أحد أبناء «عبدالله بن أبى» وأراد أن يطردهم، فمنعه أبوه، وقال له: دعهم فإن قربهم منى يشفى قلبى وصدرى، فقال له اليهود: يا عبدالله نود أن نفديك بدمائنا وأموالنا،
ولما مات أرادوا أن يقوموا على دفنه، فمُنعوا من ذلك، وبعد دفنه أخذ اليهود ينثرون التراب على رؤوسهم من شدة الحزن والألم لوفاة زعيم المنافقين. وينهى «طنطاوى» هذا الجزء قائلا: إن وجود اليهود فى المدينة من الأسباب القوية، التى علمت بعضاً من أهلها النفاق، وذلك لأن العربى صريح بطبعه، وحركة النفاق ما ظهرت فى العهد المكى، لأن القرشيين صرحاء فى حربهم للإسلام والمسلمين.ولهذا نرى فى المدينة أن اليهود كانوا من وراء المنافقين يشجعونهم، ويمدونهم بالمال وبالأفكار الخبيثة لحرب المسلمين، وبضعف اليهود ضعف معهم شأن المنافقين.
وسابع أساليب اليهود للكيد تضعه الدراسة تحت عنوان «تحالفهم مع المشركين.. وشهادتهم لهم بأنهم أهدى من الذى آمنوا سبيلا»، وتستشهد بتوبيخ القرآن الكريم لليهود لمناصرتهم المشركين فى قوله تعالى: «أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا» وتفسيرها أن اليهود لا حظ لهم، ولا نصيب من الملك المستقر الدائم بسبب ظلمهم وطغيانهم، وعصبيتهم الجامحة، فلو كان لهم نصيب منه، لما أعطوا غيرهم أى قدر من حقوقهم عليهم، ولو كان ضئيلا بالغا أقصى حدود الضآلة، ذلك لأن اليهود قوم لا ينظرون إلا لمصلحتهم الذاتية، ويتوهمون أنهم صنف ممتاز فى الخليقة، وأنهم أبناء الله وأحباؤه،
وأثبتت الأيام صدق ما أخبر به القرآن الكريم عنهم، فإنهم بعد أن دخلوا بعض البلاد الإسلامية فى فلسطين بمساعدة الاستعمار، طردوا أهلها الشرعيين منها، واستولوا على كل ما فيها من خيرات.. وأقرب مثال لذلك أنهم عندما احتلوا، عن طريق الغدر، قرى دير ياسين، وقبية، وكفر قاسم، واللد والرملة، وغيرها من البلدان الفلسطينية، قاموا بذبح النساء والأطفال والشيوخ، ومن نجا من الذبح والقتل استلبوا منه جميع ما يملكه.
واستشهدت الدراسة بشهادة الدكتور اليهودى إسرائيل ولفنسون، أستاذ اللغات السامية بكلية دار العلوم، الذى كتب فى كتابه «تاريخ اليهود فى جزيرة العرب»: كان من واجب هؤلاء اليهود ألا يتورطوا فى مثل هذا الخطأ الفاحش، وألا يصرحوا أمام زعماء قريش بأن عبادة الأصنام أفضل من التوحيد الإسلامى، ولو أدى بهم الأمر إلى عدم إجابة مطلبهم، لأن بنى إسرائيل الذين كانوا لعدة قرون حاملى راية التوحيد فى العالم بين الأمم الوثنية، باسم الآباء الأقدمين، والذين نكبوا بنكبات لا تحصى، بسبب إيمانهم بإله واحد..
كان واجبهم أن يضحوا بحياتهم فى سبيل أن يخذلوا المشركين، فضلا عن التجائهم إلى عبادة الأوثان وهم إنما كانوا يحاربون أنفسهم، ويناقضون تعاليم التوراة، التى توصيهم بالنفور من أصحاب الأصنام». ويختتم «الإمام الراحل» فصله الثالث من الدراسة بذكر محاولات اليهود المتعددة لقتل رسول الله، وإيذائه بالقول القبيح والخطاب السيئ، وكيف رد الإسلام على خطابهم بالنهى عن موالاتهم ومصافاتهم، والتحذير من أن ينهج المؤمنون نهجهم.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:13 PM   #6
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى



قراءة جديدة لأشهر رسالة دكتوراه عن «بنى إسرائيل» طنطاوى: القرآن وصف اليهود بـ«الجحود والأنانية والغرور» .. الحلقة الثالثة

كتب أحمد رجب ١٢/ ٦/ ٢٠١٠
للوهلة الأولى، بدا كما لو أن العالم مصدوم من الجريمة الإسرائيلية الأخيرة، التى ارتكبتها بحق أسطول الحرية، ومبعث الصدمة هنا أن الغرب نفسه هو الذى ظل طوال ما يزيد على ٦٠ سنة يروج لديمقراطية الدولة اليهودية، ويدفع ثمن صورتها كدولة مظلومة مضطهدة من جانب جيرانها العرب. تلك الصورة المغلوطة، فندها الدكتور سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الإمام الأكبر الراحل، إذ خصص رسالته للدكتوراه، فى عام ١٩٦٩، لكشف ما يمكن تسميته جذور العنف فى التاريخ اليهودى، منذ دخولهم مصر، وخروجهم منها وتأسيس دولتهم، بعد أن أبادوا شعوباً بكاملها فى سبيل ذلك.
«المصرى اليوم» تقدم قراءة جديدة فى علم الراحل، احتفاء به من ناحية، ولضرورة كتبها هو نفسه فى مقدمة دراسته، حينما قال «كان مقصدى الأول أن أكشف للشباب المسلم بصفة خاصة وللعقلاء والمنصفين بصفة عامة عن أحوال بنى إسرائيل وتاريخهم وأخلاقهم وأكاذيبهم وقبائحهم معتمدا فى بيان ذلك على ما جاء فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية المطهرة وفى التاريخ الصحيح».
بأسلوب بليغ ينتقل الإمام الراحل، خلال دراسته المهمة، فيعرض فى فصلها الرابع لـ«تأديب اليهود»، ويشرح بالتفصيل كيف أن «اليهود لم يقابلوا الجميل بالجميل، بل قابلوا حلم رسول الله بالإمعان فى التمرد، والغدر والإساءة، فقد انتقلوا من نطاق جحود النبوة، وتشكيك المسلمين فى صحة دين الإسلام إلى نطاق الغدر، ونقض العهود والمجاهرة بالكراهية والاستنكار»..
ويشرح كيف شكك اليهود فى صحة انتصار الرسول فى غزوة بدر، فاستقبلوا عودة «زيد بن حارثة» و«عبدالله بن رواحة» إلى المدينة للتبشير بالنصر، بالصياح «أيها الناس إن محمداً قد قتل، وأصحابه قد هزموا وهذه ناقته نعرفها جميعاً، ولو أنه انتصر لبقيت عنده، وإنما يقول هذان ما يقولان هذيانا من الفزع والرعب، ولئن كان ما يقولانه حقا لبطن الأرض خير من ظهرها»، وهكذا كشف اليهود، حسب الدراسة، عن حقدهم الدفين وعداوتهم الصريحة للمسلمين، بعد أن انتصر المسلمون فى بدر، وظهر أمر الله وهم كارهون.
وتنتقل الدراسة طوال الفصل الرابع لسرد تفصيلى لغزوات النبى، وحروبه ضد اليهود، فى بنى النضير ويهود بنى قينقاع، وما ورد فى الكتاب والسنة، عن هذه الحروب، قبل أن ينتقل فى فصله الخامس إلى عرض نعم الله تعالى على بنى إسرائيل وموقفهم منها، بداية من تفضيلهم على العالمين، وإنجائهم من عدوهم، وكثرة الأنبياء فيهم، إلى غير ذلك من وجوه النعم،
وذلك ليحملهم على أن يقوموا بواجب الشكر لخالقهم، وتلاحظ الدراسة، أن الله، عز وجل، وهو يتحدث عن مظاهر النعم على بنى إسرائيل قد عقبها بموقفهم الجحودى منها، وبما ترتب على موقفهم هذا من قصاص عادل، ليتناسب مع ما اقترفوه من آثام فكأنه سبحانه، يصورهم وهم يمرون بحالات ثلاث «حالة المن والعطاء، وحالة الجحود والإباء، وحالة الانتقام والجزاء»،
وتستشهد الدراسة بحديث أخرجه أبوجرير عن ابن شهاب الزهرى يقول «لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسهم برزوا ومعهم موسى فاضطربوا بالسيوف وتطاعنوا بالخناجر وموسى رافع يديه حتى إذا فتر بعضهم قالوا يا نبى الله أدع الله لنا وأخذوا بعضديه يسندون يديه فلم يزل أمرهم على ذلك حتى إذا قبل الله توبتهم قبض أيديهم بعضهم عن بعض فألقوا السلاح وحزن موسى وبنو إسرائيل للذى كان من القتل فيهم فأوحى الله جل ثناؤه إلى موسى ما يحزنك أما من قتل منهم فحى عندى يرزقون وأما من بقى فقد قبلت توبته فسُر بذلك موسى وبنو إسرائيل».
وتعرض الدراسة فى فصله السادس لـ«رذائل اليهود كما يصورها القرآن الكريم»، حيث يوضح الإمام أن القرآن سجل على بنى إسرائيل كثيراً من الأخلاق السيئة، والطباع القبيحة، والمسالك الخبيثة.. فقد وصفهم بالكفر والحجود والأنانية والغرور، والجبن والكذب، واللجاج والمخادعة، والعصيان والتعدى، وقسوة القلب، وانحراف الطبع، والمسارعة فى الإثم والعدوان، وأكل أموال الناس بالباطل، إلى غير ذلك من الرذائل التى سجلها القرآن الكريم عليهم، واستحقوا بسببها الطرد من رحمة الله، وضرب الذلة والمسكنة عليهم، وإن هذه القبائح التى سجلها القرآن يراها الإنسان واضحة جلية فيهم على مر العصور،
واختلاف الأمكنة، ولم تزدهم الأيام إلا رسوخا فيها وتمكناً منهاً وتعلقاً بها، وتشرح الدراسة بالتفصيل بعض هذه الرذائل وأهمها «نقضهم العهود والمواثيق، سوء أدبهم مع الله تعالى، جحودهم الحق وكراهتهم الخير لغيرهم بدافع الحسد، تحايلهم على استحلال محارم الله تعالى، نبذهم لكتاب الله، تحريفهم للكلم عن مواضعه، وحرصهم على الحياة وجبنهم عن الجهاد، وطلبهم من نبيهم موسى أن يجعل لهم إلهاً كما لغيرهم آلهة، وعكوفهم على عبادة العجل، وتنطعهم فى الدين، وإلحافهم فى المسألة».


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:13 PM   #7
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


وعن نقضهم للعهود تقول الدراسة، صفة نقض العهود من الصفات التى دمغ القرآن بها اليهود فى كثير من آياته، والمتتبع لتاريخهم قديماً وحديثا يرى أن هذه الرذيلة تكاد تكون طبيعة فيهم، فقد أخذ الله عليهم كثيراً من المواثيق، على لسان أنبيائه ورسله، ولكنهم نقضوها، وعاهدهم النبى غير مرة، فكانوا ينقضون عهدهم فى كل مرة..
وتشرح الدراسة كيف نقض اليهود المنتظر، حين جاءهم هذا الرسول، طرح فريق كبير من اليهود تعاليم التوراة التى فيها البشارة بالنبى (صلى الله عليه وسلم) وراء ظهورهم، وأعرضوا عنها إعراضاً تاماً، حتى لكأنهم لا يعلمون منها شيئاً.
قال الإمام ابن جرير: «ومعنى قوله تعالى: (كأنهم لا يعلمون) كأن هؤلاء الذين نبذوا كتاب الله من علماء اليهود فنقضوا عهد الله، بتركهم العمل بما واثقوا الله على أنفسهم العمل بما فيه، لا يعلمون ما فى التوراة من الأمر باتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) وتصديقه، وهذا من الله- تعالى- إخبار عنهم بأنهم جحدوا الحق على علم منهم به ومعرفة، وأنهم عاندوا أمر الله فخالفوا على علم منهم بوجوبه عليهم».
فالآية الكريمة صريحة فى أن اليهود نقضوا العهود، التى أخذت عليهم فى كتبهم، بأن يؤمنوا بالنبى محمد (صلى الله عليه وسلم) ويصدقوه عند ظهوره، فيما يخبر به عن الله- تعالى.
هذه آيات ثلاث أوردناها كدليل على نكث اليهود لعهودهم التى أخذها الله عليهم فى توراتهم، وعلى ألسنة أنبيائهم بأن يؤمنوا بمحمد (صلى الله عليه وسلم)، وقد أقروا بها ولكنهم نقضوها وخالفوها.
ومن ألوان نقض اليهود لعهودهم التى تذكرها الدراسة: بعد أن هاجر النبى (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة، عقد مع اليهود الذين كانوا يسكنونها معاهدة ضمن لهم فيها الحرية والاستقرار، وكان من أهم نصوص هذه المعاهدة «أنه إذا حصل اعتداء على المدينة فعلى اليهود أن يدافعوا مع المسلمين عنها، وأن على اليهود أن يتفقوا مع المسلمين ما داموا محاربين».
لكن اليهود بطوائفهم المختلفة، نقضوا عهودهم مع الرسول، فبنو قينقاع الذين كانوا يقيمون داخل المدينة، وبيوتهم تلاصق بيوت المسلمين، لم يكتفوا بالامتناع عن مد يد العون، والمساعدة للمسلمين فى غزوة بدر، بل ساءهم أن ينتصروا على قريش، وصرحوا بحزنهم لهزيمة أهل مكة، وأخذوا يتحرشون بالمسلمين.
وفى خلال ذلك، نزل جبريل على النبى (صلى الله عليه وسلم) بقوله تعالى: ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِين) فلما فرغ جبريل- عليه السلام- من قراءتها، قال النبى (صلى الله عليه وسلم): «إنى أخاف من بنى قينقاع، ثم سار إليهم فى سوقهم» فقال لهم: «يا معشر اليهود: احذروا من الله- تعالى- مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا، فإنكم قد عرفتم أنى نبى مرسل، تجدون ذلك فى كتابكم، وفى عهد الله إليكم، فقالوا: مدلين بقوتهم- يا محمد إنك ترى أنا كقومك، لا يغرنك أنك لقيت قوماً لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، إنا والله لو حاربتنا لتعلمن أننا نحن الناس..».
ولما وجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) منهم تصميماً على نقضهم لعهودهم، ومحاربة مستمرة للدعوة الإسلامية، ومآزرة لكل معارض لها، طردهم من المدينة، إلى أذرعات جزاء غدرهم وخيانتهم.
وأما بنو النضير: فكانوا فى نقضهم لعهودهم مع المسلمين أفحش من سابقيهم، فإنهم لم يكتفوا بمنع يد المعونة عن المسلمين فى بدر، بل آووا الأعداء الذين جاءوا للإفساد فى المدينة بعد ذلك، فقد حصل منهم فى غزوة السويق التى تتلخص أحداثها: فى أن أبا سفيان بن حرب، حاول بعد هزيمته فى بدر أن ينتقم من المسلمين،
فسار مع رجال له إلى المدينة فوصلها ليلاً، فطرق باب (سلام بن مشكم)- أخو بنى النضير- فاستقبله استقبالاً حسناً وعرفه أخبار المسلمين، فخرج أبوسفيان من عنده وهجم برجاله على ناحية يقال لها: (العريض).. وعلم المسلمون بذلك، فتعقبوا أبا سفيان ومن معه، ولكنهم نجوا بعد أن ألقوا ما معهم من سويق.
وبنو النضير- أيضاً- هم الذين حاولوا اغتيال الرسول (صلى الله عليه وسلم) حين جاءهم إلى بيوتهم، ليطلب منهم المعونة فى دفع دية قتيل قتل خطأ.
وكانت عقوبتهم جزاء خياناتهم ونقضهم لعهودهم أن طردهم المسلمون من المدينة كسابقيهم.
وأما بنو قريظة فقد كانوا فى نقضهم لعهودهم مع المسلمين، ونكثهم مواثيقهم، أشد من جميع طوائف اليهود، لأنهم لم ينقضوا عهودهم فى وقت السلم، بل تحللوا منها فى وقت الشدة والعسر، وإحاطة أحزاب الكفر بالمدينة.
وذلك أن المشركين بعد أن جمعوا جموعهم فى غزوة الأحزاب بقيادة أبى سفيان، وبتحريض حيى بن أخطب اليهودى، بلغ المسلمين فى ذلك الوقت أن يهود بنى قريظة قد نقضوا عهودهم، وانضموا إلى جيش الكفر وأرسل الرسول (صلى الله عليه وسلم) إليهم من يحذرهم من مغبة خياناتهم، ولكنهم أصروا عليها، وكذّبوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) وذكروه بسوء.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:16 PM   #8
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


وبعد أن رد الله الذين كفروا- عن المدينة- دون أن ينالوا خيراً منها، تفرغ الرسول (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون لتأديب بنى قريظة، الذين نقضوا عهودهم فى ساعة العسرة، وكان حكم الله فيهم القتل جزاء غدرهم وخياناتهم.
هذا وفى ختام هذا البحث نستطيع أن نقول: إن الآيات التى وصفت اليهود بنقض العهود، والتى يؤيدها واقعهم التاريخى كثيرة متعددة، ومن هذه الآيات ما فيه تصريح بأن هذه الرذيلة تكاد تكون طبيعة فيهم، وصفة لازمة من صفاتهم، قال تعالى: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُون).
قال صاحب الكشاف عند تفسيره للآية الكريمة: «واليهود موسومون بالغدر ونقض العهود، وكم أخذ الله- تعالى- الميثاق منهم ومن آبائهم فنقضوا، وكم عاهدهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يفوا: (الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُون).
وقال بن جرير: «لم يكن فى الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه، يعاهدون اليوم وينقضون غداً».
ثانى رذائل اليهود التى تذكرها الرسالة، هى سوء أدبهم مع الله تعالى، وعداوتهم لملائكته وقتلهم الأنبياء، حيث يروى القرآن كثيراً من رذائل اليهود ومقابحهم، ومن بين ما حكاه عنهم من رذائل، سوء أدبهم مع الخالق، ووصفهم له، سبحانه وتعالى، بما لا يليق به،
كذلك من بين ما تعرضه الدراسة، من رذائل «مجاهرتهم بالعداوة لأمين الوحى جبريل، عليه السلام، وقتلهم الأنبياء الكرام»، الذين جاءوهم بالهدى ودين الحق، وتعديهم على من يأمرونهم بالقسط بين الناس، وفى كراهتهم لجبريل يقول الشيخ محمد الطاهر بن عاشور «ومن عجيب تهافت اعتقادهم أنهم يثبتون أنه ملك مرسل من الله ويبغضونه وهذا من أحط دركات الانحطاط فى العقل والعقيدة، ولا شك أن اضطراب العقيدة من أكبر مظاهر انحطاط الأمة، لأنه ينبئ عن تظافر آرائهم على الخطأ والأوهام».
وينتقل الإمام طنطاوى، لعرض ثالث الرذائل، وهى استحلال محارم الله، وهى الرذيلة التى يقول عنها «وقعوا نتيجة جهلهم وفسوقهم وجشعهم وضعف إرادتهم فى رذيلة التحايل على هدم الشرائع، ليصلوا إلى مطامعهم وشهواتهم، ظانين لجهلهم وعدم فقههم أنهم عن طريق ذلك التحايل المحرم سيفلتون من المؤاخذة والعقوبة، وقصة أصحاب السبت، أكبر دليل على تلاعبهم بالدين وتهالكهم على الدنيا، وهى القصة التى ورد ذكرها فى القرآن الكريم،
فى قوله تعالى «وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِى السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذالِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوء وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ»،
ويفسر «طنطاوى» الآيات ويقول : تفصيل هذا الاعتداء الذى حصل منهم يوم السبت، أنهم قد حفروا حياضا إلى جانب البحر، التى كانت فيه الأسماك فى هذا اليوم، فكانت المياه تنساب إلى تلك الحياض فى يوم السبت، مع ما تحمله من الأسماك الكثيرة، ثم إذا أرادت الرجوع إلى البحر لا تستطيع، لضآلة الماء الذى بالحياض، فتبقى فيها إلى أن يصطادوها بعد يوم السبت، وصنيعهم هذا ظاهره امتثال لأمر الله، تعالى، فإنهم لم يصطادوا فى يوم السبت، وحقيقة أنه مجاوزة لما حرم الله عليهم من الصيد، فإن حجزها فى الحياض صيد لها فى المعنى.
وتنتقل بعد ذلك الدراسة لتتحدث عن عقاب الله لليهود بالتيه أربعين عاما فتقول:
وبذلك نرى أن قوله تعالى: (كتب الله لكم) يصور لنا بدليل السياق والسباق نفسية بنى إسرائيل الخوارة، وكيف أنهم أمعنوا فى معصية نبيهم، وأبوا دخول الأرض المقدسة رغم كل ما ساقه لهم من بشارات، وما توعدهم به من عقوبات.
الخلاصة أن الكتابة فى قوله تعالى (كتب الله لكم) إما أن تكون كتابة تكليفية على معنى: كتب عليكم، وفرض أن تدخلوها مجاهدين مطيعين لنبيكم.
وإما أن تكون كتابة قدرية، أى: قضى وقدر الله- تعالى- أن تكون لكم، وهى فى هذه الحالة مشروطة بالإيمان، وامتثال الأوامر، وقيامهم بواجب الجهاد والطاعة لنبيهم، وبنو إسرائيل لم يتحقق فيهم هذا الشرط، بل الذى تحقق أنهم كفروا بالله، وعصوا أنبياءهم، وجبنوا عن الجهاد فى سبيل الله.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:16 PM   #9
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


وحتى بعد أن فتح الله لهم باب رحمته، وقال لهم (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَـزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)، لم يقابلوا هذه النعمة الجليلة بالطاعة والشكر، وإنما قابلوها بالجحود والبطر، فكانت عاقبة أمرهم أن أنزل الله عليهم عذاباً من السماء بسبب فسوقهم وظلمهم.
وبذلك نرى أن دعوى اليهود أن: الأرض المقدسة ملك لهم بدليل قوله تعالى (كتب الله لكم) لا أساس لها من الصحة، ولا يشهد لها عقل أو نقل.
وللإجابة على الأمر الثانى وهو كون عقابهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض تقول الدراسة: «اقتضت حكمة الله- تعالى- أن يجعل عقوبته لقوم مناسبة لما اقترفوا من ذنوب وآثام، وبنو إسرائيل لطول ما ألفوا من ذل واستعباد، على أيدى فرعون وقومه، هانت عليهم نعمة الحرية، وضعف عندهم الشعور بالعزة، وماتت فيهم صفة الإحساس بالكرامة الإنسانية، وأصبحت حياة الذلة والعبودية والاسترقاق مع القعود أحب إليهم من حياة العزة والكرامة مع الجهاد.. ولهذا عندما دعاهم نبيهم- عليه السلام- لدخول الأرض المقدسة ليعيشوا فيها عيشة طيبة عزيزة، اعتذروا إليه بشتى ألوان المعازير، وأكدوا له عدم اقترابهم منها طول حياتهم مادام الجبارون فيها».
فاقتضت حكمة الله- تعالى- أن يحرمهم منها جزاء جبنهم وعصيانهم، وأن يحكم عليهم بالتيهان فى الأرض حيارى، لا يعرفون لهم مقراً، حتى ينشأ منهم جيل آخر، يقدر لنعمة الحرية قدرها.
وعن ذلك يقول بن خلدون فى مقدمته: «ويظهر من مساق الآية الكريمة ومفهومها: أن حكمة ذلك التيه مقصودة، وهى فناء الجيل الذين خرجوا من قبضة الذل والقهر والقوة وتخلقوا به، وأفسدوا من عصبيتهم، حتى نشأ فى التيه جيل آخر عزيز لا يعرف الاستعباد والقهر، ولا يسأم المذلة والخسف، فنشأت لهم بذلك عصبية أخرى، اقتدروا بها على المطالبة والتغلب، ويظهر لك من ذلك أن الأربعين سنة، أقل ما يأتى فيها فناء جيل ونشأة جيل آخر، سبحان الحكيم العليم».
ولصاحب المنار كلام حسن فى حكمة هذه العقوبة، نرى من المناسب إثباته هنا، فقد قال فى ختام تفسيره لهذه الآيات الكريمة: «إن الشعوب التى تنشأ فى مهد الاستبداد، وتساس بالظلم والاضطهاد، تفسد أخلاقها وتذل نفوسها، ويذهب بأسها، وتضرب عليها الذلة والمسكنة، وتألف الخضوع، وتأنس بالمهانة والخنوع، وإذا طال عليها أمد الظلم تصير هذه الأخلاق موروثة ومكتسبة، حتى تكون كالغرائز الفطرية والطبائع الخلقية، إذا أخرجت صاحبها من بيئتها، ورفعت عن رقبته نيرها، وألفيته ينزع بطبعه إليها، ويتفلت منك ليتقحم فيها، وهذا شأن البشر فى كل ما يألفونه، ويجرون عليه من خير وشر، وإيمان وكفر».
وقد ضرب النبى (صلى الله عليه وسلم) مثلاً لهدايته، وضلال الراسخين فى الكفر فقال: «مثلى ومثلكم كرجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التى تقع فى النار يقعن فيها، ويجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها».
أفسد ظلم الفراعنة فطرة بنى إسرائيل فى مصر، وطبع عليها بطابع المهانة والذل، وقد أراهم الله- تعالى- ما لم ير أحداً من الآيات الدالة على وحدانيته وقدرته، وصدق رسوله موسى- عليه السلام-
وبين لهم أنه أخرجهم من مصر لينقذهم من الذل والعبودية والعذاب، إلى الحرية والاستقلال والعز والنعيم، وكانوا مع هذا كله، إذا أصابهم نصب أو جوع، أو كلفوا أمراً يشق عليهم، يتطيرون بموسى ويتململون منه، ويذكرون مصر، ويحنون إلى العودة إليها، ولما غاب عنهم أياما لمناجاة ربه اتخذوا إلههم عجلاً من حليهم وعبدوه.
وكان الله- تعالى- يعلم أنهم لا تطيعهم نفوسهم المهينة على دخول أرض الجبارين، وأن وعده- تعالى- لأجدادهم إنما يتم على وفق سنته فى طبيعة الاجتماع البشرى، إذا هلك ذلك الجيل الذى نشأ فى الوثنية والعبودية، ونشأ بعده جيل جديد فيه حرية البداوة، وعدل الشريعة، ونور الآيات الإلهية، وما كان الله ليهلك قوماً بذنوبهم، حتى يبين لهم حجته عليهم، ليعلموا أنه لم يظلمهم وإنما يظلمون أنفسهم.
وعلى هذه السنة العادلة أمر الله - تعالى - بنى إسرائيل بدخول الأرض المقدسة، بعد أن أراهم عجائب تأييده لرسوله إليهم، فأبوا واستكبروا فأخذهم الله ـ تعالى - بذنوبهم وأنشأ من بعدهم قوماً آخرين، جعلهم هم الأئمة الوارثين، جعلهم كذلك بهممهم وأعمالهم الموافقة لسنته وشريعته المنزلة عليهم، فهذا بيان حكمة عصيانهم لموسى بعد ما جاءهم بالبينات، وحكمة حرمان الله - تعالى - لذلك الجيل منهم من الأرض المقدسة.
فعلينا أن نعتبر بهذه الأمثال التى بينها الله تعالى لنا، ونعلم أن إصلاح الأمم بعد فسادها بالظلم والاستبداد، إنما يكون بإنشاء جيل جديد يجمع بين حرية البداوة واستقلالها وعزتها، وبين معرفة الشريعة والفضائل والعمل بها،
وقد كان يقوم بهذا فى العصور السالفة الأنبياء، وإنما يقوم بها بعد ختم النبوة ورثة الأنبياء، الجامعون بين العلم بسنن الله فى الاجتماع، وبين البصيرة والصدق والإخلاص فى حب الإصلاح، وإيثاره على جميع الأهواء والشهوات، ومن يضلل الله فما له من هاد.

غداً الحلقة الرابعة:
حكاية فطيرة الدم اليهودية وبرتوكولات حكماء صهيون




okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:18 PM   #10
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى





قراءة جديدة لأشهر رسالة دكتوراه عن «بنى إسرائيل» (الحلقة الرابعة)طنطاوى يرصد أشهر عمليات الاغتيال التى نفذوها: قصة مقتل الأب «توما» لاستخدام دمه فى فطيرة عيد الفصح

كتب أحمد رجب ١٣/ ٦/ ٢٠١٠



طنطاوى
للوهلة الأولى، بدا كما لو أن العالم مصدوم من الجريمة الإسرائيلية الأخيرة، التى ارتكبتها بحق أسطول الحرية، ومبعث الصدمة هنا أن الغرب نفسه هو الذى ظل طوال ما يزيد على ٦٠ سنة يروج لديمقراطية الدولة اليهودية، ويدفع ثمن صورتها كدولة مظلومة مضطهدة من جانب جيرانها العرب.
تلك الصورة المغلوطة، فندها الدكتور سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الإمام الأكبر الراحل، إذ خصص رسالته للدكتوراه، فى عام ١٩٦٩، لكشف ما يمكن تسميته جذور العنف فى التاريخ اليهودى، منذ دخولهم مصر، وخروجهم منها وتأسيس دولتهم، بعد أن أبادوا شعوباً بكاملها فى سبيل ذلك.
«المصرى اليوم» تواصل تقديم قراءة جديدة للدراسة.
يكمل الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر السابق، دراسته للمجتمع اليهودى، وجذوره وأخباره المذكورة فى القرآن والسنة، ويعرض فى فصله السابع دعاوى اليهود الباطلة، وكيف رد عليها القرآن الكريم، مثل قولهم «لن تمسنا النار» وأن الجنة لن يدخلها إلا يهودى.. وأنهم أبناء الله وأحباؤه، قبل أن تنتقل الدراسة فى نهاية الفصل لما سماه الإمام وقفة مع قوله تعالى «ويسعون فى الأرض فساداً» ويبدأ فى شرح مظاهر الفساد.
تبدأ الدراسة بأول هذه المظاهر، وهو «القتل والاغتيال» حيث سجل القرآن على اليهود فى كثير من آياته قتلهم الأنبياء والذين يأمرونهم بالقسط من الناس، وقد قتل اليهود من أنبياء الله تعالى زكريا ويحيى عليهما السلام، وحاولوا قتل عيسى عليه السلام، واتخذوا جميع السبل لذلك، إلا أن الله تعالى عصمه منهم لأسباب خارجة عن إرادتهم، وحاولوا أيضاً قتل النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) ولكنهم لم يفلحوا لأن الله تعالى نجاه من شرورهم ومكرهم، والذى يتتبع التاريخ فى جميع مراحله يجد أن القتل والاغتيال طبيعة فى اليهود، فى كل عصورهم.
وتعرض الدراسة مجموعة من جرائم الاغتيال والقتل التى وضعها المؤرخ «كساسيوس» فى كتابه رقم ٧٨، أهمها «عمد اليهود فى القرن الثانى للميلاد، إلى ذبح الرومان واليونان، وأكلوا من لحومهم وسلخوا جلودهم، وقطعوا أجسام كثيرين منهم إلى نصفين، من الرأس فنازلاً، وألقوا بكثيرين منهم إلى الحيوانات المفترسة حتى بلغ القتلى ٢٢٠ ألفاً»،
ويذكر نفس المصدر، أنه «من الطقوس الدينية المحترمة عند اليهود استنزافهم دم غير اليهودى ومزجهم هذا الدم بالعجين، الذى يصنع فطير عيد الفصح عندهم، وقد جرى بحث هذا الموضوع الإجرامى، وثبتت حقيقته، وممارسة اليهود له فى مختلف مراحل التاريخ، وكان ثبوت هذه الجريمة عليهم من أهم الأسباب، التى حملت غيرهم على اضطهادهم، والتنكيل بهم، ولقد جمع بعض المؤرخين جرائم اليهود فى هذا الشأن فبلغت أكثر من «٢٠٠» جريمة.
وتذكر الدراسة أن أشهر هذه الجرائم ما حدث فى سنة ١٨٤٠م إذ ثبت عليهم أنهم قتلوا الأب «توما» وخادمه. وملخص هذه الجريمة أن أحد حاخامات اليهود طلب الحصول على دم بشرى غير يهودى، لاستعماله فى فطير عيد الفصح فتكفل بذلك بعض اليهود، واستدرجوا الأب توما وخادمه ثم ذبحوهما واستنزفوا دماءهما وقد ثبتت التهمة على القتلة جميعاً، فحكم عليهم بالإعدام إلا أن يهود أوروبا اهتموا بهذا الحادث، فأرسلوا عدداً من أغنيائهم إلى «محمد على باشا» حاكم مصر وسوريا حينذاك، وقدموا إليه أموالاً طائلة، وهدايا ثمينة، فأصدر أمراً بالعفو عن المجرمين الذين كانوا قد ارتكبوا جريمتهم فى دمشق.
وقد نشرت تحقيقات ومحاكمات هذه الجريمة، فى عدة كتب أوروبية، ومذكورة بالتفصيل فى كثير من الكتب الحديثة.
وتذكر الدراسة التى وضعها الإمام الراحل عام ١٩٦٩، عدداً من الجرائم التى نفذها الإسرائيليون فى فلسطين، مثل اعتدائهم على قرية «المجورة» وقتلهم ٦٠ شاباً أمام عيون أهاليهم، ووضع القنابل داخل قرية «شرفات» مما تسبب فى قتل عدد كبير من الرجال والنساء، وانقضاضهم على قرية «قبية» ونسفهم منازلها بالمدافع وقتلهم النساء والأطفال والشيوخ، وتشرح الدراسة: «بلغ عدد القرى العربية التى دمرت تدميراً كاملاً منذ سنة ١٩٤٨ إلى سنة ١٩٥٥ «١٨٧» وبلغ عدد القرى التى دمرت تدميراً جزئياً «١٥» قرية، وقد حولت هذه القرى العربية جميعها إلى مستعمرات يهودية، بعد أن قتل الكثير من سكانها، وأجبر من بقى حيا على الرحيل عنها».
وكان عدد السكان العرب سنة ١٩٤٧م داخل المنطقة التى احتلها اليهود من فلسطين «٣٠٠» ألف نسمة، أما فى سنة ١٩٦٤م فقد صار عددهم «٢٢٠» ألف نسمة، أى أنهم نقصوا «٨٠» ألف نسمة، بسبب العدوان الصهيونى».
واستعمل اليهود فى القضاء على خصومهم أخس أنواع الغدر والنذالة، فهم لا يواجهون أعداءهم فى وضح النهار، وإنما يرتكبون جرائمهم عن طريق الخيانة والخديعة، من ذلك أنهم فى مارس سنة ١٩٦٣م أرسلوا طرداً من المتفجرات إلى ٦ من الخبراء الألمان فى القاهرة، فقتلوا جميعاً.
وتحت عنوان «التستر خلف الأديان» تعرض الدراسة لواحد من «أهم أساليب ومظاهر الفساد» فتقول «دخل اليهود جميع الأديان نفاقاً لخدمة يهوديتهم، ودخلوا البوذية والمسيحية والإسلام» وتبدأ الدراسة فى عرض بعض الشواهد والاقتباسات.
فى سبب دخولهم البوذية يقول الدكتور أحمد شلبى: «أبرزت لى تجاربى الخاصة أن عدداً ممن يعتنقونها من رجال الشرق الأقصى يعملون لصالح إسرائيل بنفس الإخلاص والحماسة، التى يعمل بها أى يهودى، وقد راعنى فى مبدأ حياتى بالشرق الأقصى أن وجدت بعض سفارات هذه البلاد بإندونيسيا تخدم قضية إسرائيل بنشاط بالغ الحد، حتى لقد نقول: إنه ليس لهذه البلاد فى هذا المبنى سوى اللوحة المثبتة على الباب،
أما أكثر النشاط المنبعث من داخل المبنى فيخدم قضية إسرائيل، وقد نقص عجبنا عندما عرفنا أن من بين موظفى هذه السفارة، بل من بين كبار حكومة هذه البلاد بوذيين من أصل يهودى، أو بوذيين اتخذوا زوجات يهوديات، أو زوجات بوذيات تجرى فى عروقهن الدماء اليهودية، وقد استطاع كثير من هؤلاء البوذيين أن يصلوا إلى أرقى المناصب الدينية والمدنية، حتى أوشكت الكهانة أن تكون وقفاً عليهم.
وإذا تركنا البوذية، وانتقلنا إلى المسيحية وجدنا عدداً كبيراً من اليهود قد أعلن دخوله فى المسيحية ليأمن على نفسه من الاضطهاد، أو ليستطيع أن ينشر فساده دون أن تثار حوله الشبهات.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:19 PM   #11
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


ومن أبرز الرجال الذين تظاهروا باعتناق المسيحية ليخدم يهوديته «دزرائيلى» هذا الرجل الذى ولد فى مطلع القرن التاسع من أب يهودى، وأم يهودية، ثم دخل فى المسيحية وهو فى العشرين من عمره، وأخذ يتقلب فى الميدان السياسى والاجتماعى حتى وصل إلى منصب رئيس الوزراء فى بريطانيا سنة ١٨٧٤م.
وهذا الرجل هو الذى سرق حصة مصر فى أسهم قناة السويس إذ اشتراها بمبلغ أربعة ملايين جنيه، من الخديو إسماعيل، وفاء للديون التى برقبته، وكانت تلك الأسهم تساوى أضعاف هذا الثمن، ثم قدمها هدية إلى الحكومة البريطانية التى ربحت من ورائها ملايين الجنيهات.
وكان هدف «دزرائيلى» الأول من وراء هذه الصفقة أن يثبت أقدام إنجلترا فى مصر، لتحرس الوطن اليهودى، الذى عمل بكل وسيلة على إنشائه للصهيونية بفلسطين، وقد ساعد «دزرائيلى» اليهود الذين دخلوا فى المسيحية على شراء بعض المستعمرات فى فلسطين فخط بذلك الخط الأول لإقامة دولة لليهود فى فلسطين، ولم يكتف بنفوذه للعمل على إنشاء وطن قومى لليهود بالأراضى المقدسة، بل أرسل القصائد والأشعار التى يدعو فيها لذلك فهو فى إحدى رواياته يقول: «تسأليننى عن أعز أمنية عندى وجوابى: هى أرض الميعاد وتسأليننى عما يداعب أحلامى فأقول «أورشليم» وتسأليننى عما يستهوى فؤادى فأقول إنه «الكنيس».
واعترف اليهود بأن «دزرائيلى» أدى لهم أكبر الخدمات عن طريق تستره بالمسيحية وهذه نبذة عما قاله أحد الكتاب اليهود فى شأنه:
«فإذا أراد الإنسان سبراً لعواطف «دزرائيلى».. فعليه بمطالعته لتاريخ حياته فالحوادث التى تخللت حياته أبانت لنا أن روح هذا الرجل كانت تحوم دائماً حول اليهود، وتفيض بالعطف عليهم، وكان يرقب حركاتهم وسكناتهم فى غدوه ورواحه».
هذا وليس دزرائيلى وحده هو الذى تستر بالمسيحية خدمة لليهودية، وإنما هناك عشرات من أمثاله فعلوا ما فعل، الذى يقرأ كتب اليهود يرى أحبارهم يوصونهم بدخول الأديان الأخرى نفاقاً، ليتمكنوا من خدمة مصالحهم، ونشر مفاسدهم.
ولنقرأ هذه الوصايا الصادرة من كبير حاخامات يهود فرنسا فى سنة ١٤٨٩م فقد كتب يهود فرنسا إلى كبيرهم رسالة يقولون له فيها:
«إن الفرنسيين «بمرسيلى» يتهددون معابدنا فماذا نعمل؟ فجاء رده كما يلى: «أيها الإخوة الأعزاء تلقينا كتابكم، وفيه تطلعوننا على ما تقاسونه من الهموم، وإليكم رأى الحكام والربانيين: بمقتضى قولكم: إن ملك فرنسا يجبركم على اعتناق المسيحية فاعتنقوها، غير أنه يجب عليكم أن تبقوا شريعة موسى راسخة فى قلوبكم، وبمقتضى قولكم إنهم يهدمون معابدكم فاجعلوا أولادكم كهنة، ليهدموا كنائسهم.. سيروا بمقتضى أمرنا، وستعلمون أنكم ستتوصلون إلى ذروة القوة والعظمة».
وتعرض الدراسة لأشهر الجماعات التى تسترت بالإسلام، وهى جماعة «الدونما» فى تركيا، حيث يصف الإمام الراحل أفرادها باليهود «لحماً ودماً» ولكنهم تظاهروا بالإسلام، حتى قضوا على الدولة العثمانية، وتقول الدراسة يتبع هؤلاء المتظاهرون بالإسلام فى عقائدهم زعيمهم اليهودى «شبتاى بن مردخاى» الذى ادعى سنة ١٦٤٨م أنه المسيح المنتظر، ثم رحل إلى فلسطين ومنها إلى مصر، ثم عاد إلى أزمير سنة ١٦٦٥م فأخذ ينشر إلحاده وزيغه، وفى سنة ١٦٦٦م رحل إلى القسطنطينية، ثم حكم عليه بالإعدام، وقبل أن ينفذ الحكم عليه أعلن إسلامه، فعفا عنه السلطان محمد الرابع.
وبعد أن خرج من السجن أخذ نشر إلحاده سراً بين سكان «أزمير وسلانيك» وأوعز إلى جميع اليهود الساكنين فى هاتين البلدتين بأن يتظاهروا بالإسلام، وأن يخفوا اليهودية حتى يصلوا إلى أهدافهم».
وتشرح الدراسة: «يحافظ أفراد هذه الطائفة على أداء الشعائر اليهودية سراً، وللرجال منهم اسمان: اسم يهودى يحتفظ به فى سرية تامة، واسم آخر يعرف به فى حياته ومعاملاته مع غيره ممن ليسوا من أفراد طائفته، وهم لا يرتبطون بغيرهم من الأتراك إلا فى المعاملات المالية، وأهم أعيادهم هو يوم ٩ أغسطس، الذى ولد فيه زعيمهم اليهودى (شبتاى)».
ولما انتشر نفوذ هذه الطائفة فى العهد السابق على عهد السلطان عبدالحميد، حاول الحد من نشاطهم، وحرم عليهم دخول مركز الخلافة، ولكنهم استطاعوا بمساعدة صنائعهم أن يتغلبوا عليه، وكان من بين الثلاثة الذين سلموه قرار العزل «قره صو» اليهودى نائب سلانيك، وهو النائب اليهودى الذى سبق له أن أوفده اليهود مع زعيمهم «هرتزل» سنة ١٩٠١م لمقابلة السلطان عبدالحميد ليرجوه وليرشوه، أما الرجاء فكان من أجل السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين، وأما الرشوة فكانت عبارة عن ٥٠ مليوناً من الجنيهات الذهبية لخزينة الدولة، و٥ ملايين جنيه لخزينة السلطان الخاصة، ولكن السلطان عبدالحميد رفض الأمرين الرجاء والهدية».
وتعتبر الدراسة جماعة الدونما «من أسباب هزيمة تركيا فى الحرب العالمية الأولى، فقد كادت بريطانيا تعقد صلحاً مع تركيا أثناء الحرب، ولكن اليهود هم الذين حالوا دون ذلك، حتى تضمحل تركيا، وتنحل خلافتها، وتزداد حاجة بريطانيا إلى الاقتراض من اليهود، وفعلاً تم لهم ما أرادوا، فقد خسرت تركيا الحرب، وتلى ذلك سقوط الخلافة، التى كان سقوطها هدفاً من أهداف اليهود ليتسنى لهم التدفق إلى فلسطين.
وتشير الدراسة إلى الحاخام «حاييم ناحوم» ووجوده فى تركيا وقت قيام أتاتورك بثورته، حيث تمكن ناحوم بعد نجاحها من فتح باب الهجرة لليهود إلى تركيا ليكونوا بالقرب من فلسطين، ثم صار بعد ذلك الوسيط الذى أشرف على تنظيم اتفاقية الحلفاء مع تركيا، ثم عين سفيرا لتركيا فى أمريكا، ولكن ناحوم رفض هذا المنصب الخطير وفضل عليه أن يكون حاخاماً أكبر لليهود فى مصر، وقد استمر فى هذا المنصب حتى توفى منذ سنوات.
ويصف الكاتب اليهودى «إيلى ليفى أبوعسل» الحاخام ناحوم فى كتاب «يقظة العالم اليهودى» فيقول: «ومن غريب الاتفاق أن انتخاب ناحوم أفندى كان حدوثه فى وقت هبوب العاصفة العنيفة، التى اضطرب لها شعب تركيا وهزت أركان النظم، التى كانت سائدة فيها هزا، أفضى إلى خلع السلطان عبدالحميد، وإنزاله عن عرشه، وكان فى طلائع أعمال ناحوم أفندى أنه جاهد جهاد الأبطال- بمساعدة سفير أمريكا- فى القضاء على الجواز الأحمر، الذى وضع خصيصاً لتحديد هجرة اليهود إلى تركيا، وقد ارتفعت مكانته فى عين مصطفى كمال، وأخذت جميع أعماله تكلل بالنجاح، ومنها الحصول على الترخيص بإتمام مبانى المهندس خانة الإسرائيلية بمدينة حيفا، ورفع القيود التى كانت عقبة فى سبيل مصالح اليهود».
ثم تنقتل الدراسة لتحلل بعض محتوى «كتب ومقررات اليهود» التى تقول إن «الأرض وما فيها لبنى إسرائيل وحدهم، وأن سواهم من البشر خدم وعبيد لهم، وأن كل شريعة سوى الشريعة اليهودية هى فاسدة، وأن كل شعب غير شعبهم هو مغتصب للسلطة منهم، وعليهم أن يسلبوها منه، وأن الرب حرم عليهم استعمال الشفقة والرحمة مع من ليس يهودياً وقد تكلمنا فى الفصل الأول عن الأسفار المقدسة عند اليهود، وأقمنا الأدلة على تحريفها، وسقنا نماذج منها.
وعرضت الدراسة أهم وأشهر هذه المقررات وهى «بروتوكولات حكماء صهيون» والتى قام عدد من الكتاب بترجمتها إلى اللغة العربية وهذه لمحة عن قصة البروتوكولات.
«عقد زعماء اليهود ٢٣ مؤتمراً منذ سنة ١٨٩٧م حتى سنة ١٩٥١م وكان آخرها المؤتمر الذى عقد بالقدس لأول مرة فى ١٤ من أغسطس فى هذه السنة ليبحث فى الظاهر مسألة الهجرة اليهودية إلى إسرائيل وحدودها، وكان أول مؤتمراتهم فى مدينة «بال» بسويسرا سنة ١٩٩٧ بقيادة «هرتزل» وحضره نحو «٣٠٠» من أعتى اليهود، وكانوا يمثلون ٥٠ جمعية يهودية، وفيه قرروا خطتهم السرية، لاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داود عليه السلام، واستطاعت امرأة فرنسية أن تختلس هذه المقررات من أحد زعماء اليهود فى فرنسا، وعندما رأت ما فيها من شرور سلمتها إلى أحد وجهاء روسيا، وقد سلمها هذا الوجيه بدوره إلى العالم الروسى «نيلوس» الذى قام بطبع نسخ قليلة منها سنة ١٩٠٢م
وبعد انتشار هذه البروتوكولات افتضحت نيات اليهود الإجرامية، وعمت المذابح ضدهم بروسيا، حتى لقد قتل منهم فى إحداها نحو ١٠ آلاف نسمة، فقام زعيمهم «هيرتزل» يلطم ويصرخ لهذه الفضيحة، وأصدر عدة نشرات يعلن فيها: أنه قد سرقت من «قدس الأقداس» بعض الوثائق السرية، التى قصد إخفاؤها عن غير أصحابها، ولو كانوا من أعظم اليهود، وهب اليهود فى كل مكان يعلنون براءتهم من هذه المقررات، ولكن العقلاء لم يصدقوا مزاعمهم.
وتكرر طبع البروتوكولات بعد ذلك، ولكن اليهود كانوا لها بالمرصاد، فما تكاد تظهر الطبعة فى السوق حتى يجمعوها بكل الوسائل ويحرقوها، وقد استطاع بعض الكتاب الإنجليز أن ينشروا هذه البروتوكولات عدة مرات، كان آخرها سنة ١٩٢١م، وهذه الطبعة التى تمت سنة ١٩٢١م قام بعض الكتاب بترجمتها إلى اللغة العربية.
وتنقل الدراسة نص هذه البروتوكولات مثل البروتوكول الأول الذى ينص على «إن السياسة لا تتفق مع الأخلاق فى شىء، والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسى بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه، إن حقنا يكمن فى القوة، وكلمة «الحق» فكرة مجردة قائمة على غير أساس، فهى كلمة لا تدل على أكثر من «أعطنى ما أريد، لتمكننى من أن أبرهن لك بهذا على أنى أقوى منك. إن الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا- ونحن نضع خططنا- ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقى بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضرورى ومفيد، يجب أن يكون شعارنا: «كل وسائل العنف والخديعة».


ويقول البروتوكول الثانى «إن الصحافة هى القوة العظيمة، التى نستطيع بها توجيه الناس، فالصحافة تبين المطالب الحيوية للجمهور، وتعلن شكاوى الشاكين، وتولد الضجر أحياناً بين الغوغاء، وبفضل الصحافة، كدسنا الذهب، دون أن نظهر للعيان». ويقول البروتوكول الثالث: «نحن نحكم الطوائف باستغلال مشاعر الحسد، والبغضاء فيها، وهذه المشاعر هى وسائلنا، التى نكتسح بها كل من يقف فى طريقنا، وحينما يأتى أوان تتويج حاكمنا العالمى، سنتمسك بهذه الوسائل، أى: نستغل الغوغاء، كى نحطم كل شىء أمامنا. تذكروا الثورة الفرنسية التى نسميها «الكبرى» إن أسرار تنظيمها معروفة لنا جيداً لأنها من صنع أيدينا، ونحن من ذلك الحين نقود الأمم قدماً من خيبة إلى خيبة.
والبروتوكول الحادى عشر: «من رحمة الله أن شعبه المختار مشتت، وهذا التشتت الذى يبدو ضعفاً فينا أمام العالم قد ثبت أنه كل قوتنا، التى وصلت بنا إلى عتبة السلطة العالمية». والبروتوكول السابع عشر: «سنحط من كرامة رجال الدين، لننجح فى الإضرار برسالتهم، ولن يطول الوقت إلا سنوات قليلة حتى تنهار المسيحية انهياراً تاماً، وستتبعها فى الانهيار باقى الأديان ويصير ملك إسرائيل (بابا) على العالم».
وتختتم الدراسة هذا الجزء بقولها «هذه مقتطفات من مقررات حكماء صهيون، ومنها يتجلى ما يضمره اليهود للعالم، من شرور وأحقاد ومن تدمير له، واستعباد لأفراده وجماعاته وشعوبه، كما يتجلى منها معرفتهم الواسعة بالوسائل التى يمكن عن طريقها استغلال جوانب الضعف فى النفوس، لخدمة أغراضهم ومطامعهم، وأنهم يسعون لهدم الحكومات فى كل الأقطار، والاستعاضة عنها بحكومات خاضعة للنفوذ اليهودى، وأنهم لا ينفكون عن إلقاء بذور الشقاق وإثارة الفتن فى كل الدول، بواسطة الجمعيات السرية السياسية، والدينية، والاقتصادية، والأندية على اختلاف ألوانها».
الحلقة الخامسة غدا
كيف أسس اليهود الجمعيات لتحقيق أغراضهم الماسونية




okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:21 PM   #12
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى






قراءة جديدة لأشهر رسالة دكتوراه عن «بنى إسرائيل» (الحلقة الخامسة) اليهود يسيطرون على الإعلام لإشاعة الرذيلة والانحلال الأخلاقى

كتب أحمد رجب ١٤/ ٦/ ٢٠١٠



طنطاوى
للوهلة الأولى، بدا كما لو أن العالم مصدوم من الجريمة الإسرائيلية الأخيرة، التى ارتكبتها بحق أسطول الحرية، ومبعث الصدمة هنا أن الغرب نفسه هو الذى ظل طوال ما يزيد على ٦٠ سنة يروج لديمقراطية الدولة اليهودية، ويدفع ثمن صورتها كدولة مظلومة مضطهدة من جانب جيرانها العرب.
تلك الصورة المغلوطة، فندها الدكتور سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الإمام الأكبر الراحل، إذ خصص رسالته للدكتوراه، فى عام ١٩٦٩، لكشف ما يمكن تسميته جذور العنف فى التاريخ اليهودى، منذ دخولهم مصر، وخروجهم منها وتأسيس دولتهم، بعد أن أبادوا شعوباً بكاملها فى سبيل ذلك.
«المصرى اليوم» تواصل تقديم قراءة جديدة للدراسة.
يواصل الإمام الراحل سيد طنطاوى كشف مظاهر الفساد فى المجتمع اليهودى، ويبدأ فى نهاية فصل الدراسة السابع شرحاً تفصيليا لكيفية استخدام اليهود للجمعيات السرية بشكل عام والماسونية بشكل خاص، والمرأة، والإعلام، من أجل «بلوغ غاياتهم، ونشر مفاسدهم على الجمعيات السرية».
ترجع الدراسة وقوف اليهود وراء «كل الجمعيات ذات الأسرار والمخاطر» سواء بـ«بإنشائها أو يوعزون بإنشائها، أو يجدونها قائمة فيندسون فيها» من أجل «الوصول لمآربهم وينفثون فيها سمومهم، ويوجهون أتباعها الوجهة التى يريدونها».
وتشرح الدراسة كيف كان اليهود خلف عشرات الجمعيات التى نشأت منذ قرون فى أوروبا، لهدم المسيحية كجمعية «فرسان المعبد»، وجمعية «القداس الأسود»، وجمعية «الصليب الوردى»، وجمعية «البناء الحر» التى تسمى بالماسونية.. وغير ذلك من الجمعيات السرية، أو العالمية التى أنشئت لخدمة اليهود، وإلحاق الضرر بغيرهم»، وتستشهد الدراسة بما قاله الاستاذ محمد عبدالله عنان عن أثر اليهود فى الجمعيات السرية فى كتابه «الجمعيات السرية والحركات الهدامة» فيقول «إن الدور الذى قام به اليهود فى بث روح الثورة، وإنشاء الجمعيات السرية، وإثارة الحركات الهدامة عظيم جدا، وإن كان من الصعب أن نعنيه بالتحقيق فمنذ أقدم العصور نرى أن التعاليم اليهودية الفلسفية ظاهرا فى معظم الحكات الثورية والسرية».
وينتقل «طنطاوى» بعدها لشرح فلسفة «الكلابا» اليهودية، فيبدأ بشرح أصل كلمة «كالابا» والتى تعنى بالعبرى «التقاليد» ويقول، والكلابا: «هى مزيج من الفلسفة والتعاليم الروحية والشعوذة والسحر ومتعارف عليها عند اليهود من أقدم العصور، والواقع أن الدور الذى لعبه اليهود - عن طريق الجمعيات السرية- فى الثورات الحديثة ظاهر لا سبيل إلى إنكاره، وبالبحث والاستعراض نرى أنه دور مزدوج، فهو يستند إلى المال والخفاء معا،
ذلك أن اليهود منذ العصور الوسطى امتلكوا ناصية الشؤون المالية، فى معظم الجمعيات الأوروبية وسلطوا عليها فى نفس الوقت سيلا من ضروب السحر والخفاء، وكانوا حيث هبت ريح الثورة الاجتماعية، أو السياسية يجتمعون من وراء ستار، ويميلون إلى الجانب الظافر، ليأخذوا نصيبهم من الأسلاب والغنيمة، وإذا كان اليهود فى معظم هذه الثورات لا يضرمون النار ولا يثيرون العاصفة فقد عرفوا دائما كيف يجعلونها تسير حسب فائدتهم، وإذا عرفنا أن هذه الجمعيات والحركات الهدامة ترمى إلى سحق نظم المجتمع الحاضر من دينية وسياسية وأخلاقية، ذكرنا فى نفس الوقت أن هذه هى الغاية الأساسية التى تعمل لها اليهودية العالمية منذ عصور».
يذكر بعدها الإمام الراحل لذكر أشهر الجمعيات التى أقامتها اليهودية العالمية لخدمتها وشرح عملها فيقول «الماسونية جمعية سرية يهودية يرجع تاريخها إلى أيام اليهود الأولى، وأهدافها فى الظاهر تختلف اختلافاً كبيراً عن أهدافها الحقيقية الخفية، فهى فى الظاهرة جمعية خيرية، قامت لخدمة الإنسانية، ونشر الإخاء والمحبة بين الأعضاء بصرف النظر عن أديانهم وعقائدهم وأجناسهم، أما فى الباطن فهى كما يقول الحاخام إسحاق ويز- حسب كتاب- «الماسونية منشئة ملك إسرائيل» لمحمد على الزغبى «هى مؤسسة يهودية، وليس تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وشروحها إلا أفكاراً يهودية من البداية إلى النهاية».
وقد تغلغل نفوذ الماسونية، ونشاطها فى معظم أنحاء العالم، منذ القرن الثامن عشر حتى وقتنا هذا، وقد أسسوا محفلهم الأعظم فى بريطانيا سنة ١٧١٧م وأطلقوا على أنفسهم اسم (البنائين الأحرار)، وبعد تأسيس هذا المحفل كشفوا عن بعض نواياهم فجعلوا من أهداف الماسونية «المحافظة على اليهودية، ومحاربة الأديان بصورة عامة، وبث روح الإلحاد والإباحية بين الشعوب».
يكمل «طنطاوى»: ومن بريطانيا سرى سم الماسونية إلى الأقطار الأخرى، فأقيمت عشرات المحافل لها فى كل من باريس وألمانيا وهولندا وسويسرا وروسيا والسويد والهند.. وزاد عدد محافلها فى أمريكا سنة ١٩٠٧ على خمسين محفلا تضم ما يقرب من مليون أمريكى، لا تفتح صدورها لكل الناس، وإنما تختار منهم من تتوافر فيه صفات معينة، منها: أن يكون ذا منصب كبير أو متوسط، وذا ثقافة لا تخضع لتعاليم الأديان، وأن يكون من بيئة معروفة بغناها ولو نسبيا، وعندما يصبح الشخص مقبولا فى الجمعية الماسونية يقسم اليمين الآتية:
«أقسم بمهندس الكون الأعظم، ألا أخون عهد الجمعية، وأسرارها وعلاماتها وأقوالها وتعاليمها وعاداتها، وأن أصونها مكتومة فى صدرى إلى الأبد. أقسم بمهندس الكون الأعظم ألا أفشى أسرار الماسونية، لا بالإشارة ولا بالكلام ولا بالحروف، ولا أكتب شيئا منها، ولا أنشر لا بالطبع ولا بالحفر ولا بالتصوير، وأرضى- إن حنثت فى يمينى- أن تحرق شفتاى وأن أقتل».
قسَّم «طنطاوى» فى دراسته الماسونية إلى ثلاث مراتب هى:
الماسونية الرمزية: ويندرج فيها أتباع الديانات المختلفة، من مسلمين ومسيحيين، وغيرهم، وأصحاب هذه المرتبة لا حول لهم ولا طول، فى شؤون الماسونية الداخلية، وإنما يكتفى منهم بترديد شعارات الحرية والإخاء والمساواة، والقيام ببعض الأعمال الشكلية نظير حصلوهم على وظيفة أو أمر يطلبونه. وهذه المرتبة أقسام، ودرجاتها ثلاث وثلاثون، يظل الشخص يتدرج فيها حتى ينال أعلاها، وفى الغالب لا ينال هذه الدرجة إلا من يثبت أنه قد تم انسلاخه عن دينه ووطنه.
الماسونية الملوكية: وأكثر أعضائها من اليهود، ويطلق عليهم الرفقاء، ولا يسمح لغير هؤلاء اليهود بدخول هذه المرتبة إلا إذا كان قد وصل إلى أعلى الدرجات فى خدمة الماسونية.
الماسونية الكونية: وهى أرقى مراتب الماسونية، وأعضاؤها من اليهود الخلص الذين قضوا معظم حياتهم فيها، ويطلق على أعضاء الماسونية الكونية الحكماء، وعلى رئيسهم الحاكم الأعظم وهو مصدر السلطات لجميع المحافل الماسونية ولا يعرف أحد أعضاء هذه المرتبة، ولا مركز نشاطها.
وعن وجود الماسونية فى الوطن العربى يقول طنطاوى تغلغلت الماسونية فى البلاد العربية والإسلامية، تغلغلا كبيراً، ومنذ عشرين سنة كان يعتبر الانضمام إلى محافلها فى مصر مفخرة من المفاخر، وكان المشتركون فيها من الأغنياء والوجهاء وأصحاب المناصب الكبيرة، وفى أبريل سنة ١٩٦٤م أصدرت حكومة الجمهورية العربية المتحدة قرارا بإلغاء هذه الجمعية ومحافلها، فى جميع أنحاء البلاد، ومصادرة أملاكها وأموالها لصالح معونة الشتاء».
تنتقل الدراسة بعد شرح الماسونية وطريقة عملها، لتحليل سيطرتهم على وسائل الإعلام المختلفة، مثل الصحافة والإذاعة ودور النشر والسينما والمسرح، وتستشهد الدراسة بما جاء فى نشرة شهرية أصدرتها جمعية النشر المسيحية عام ١٨٤٦، ونشرها كتاب «الحكومة السرية فى بريطانيا» والتى جاء فيها «أن الصحافة اليومية فى أوروبا واقعة إلى حد كبير تحت سيطرة اليهود،
وإذا حاول أديب أو كاتب أن يجازف، ويسعى للوقوف فى طريقهم، فإنهم يقضون عليه» ويرصد طنطاوى خلال دراسته أهم ملامح هذه السيطرة فيقول: أنشأ اليهود فى بريطانيا «جريدة التايمز سنة ١٧٨٨» ومازالت حتى الآن تحت سيطرتهم وتعتبر هذه الجريدة أوسع الصحف انتشاراً، ولليهود بجانبها عشرات الصحف والمجلات فى بريطانيا، وبلغ عدد الصحف والمجلات اليهودية فى فرنسا «٣٦» صحيفة،
أما فى أمريكا فيحتكر اليهود معظم الوسائل الإعلامية فيها إذ يبلغ عدد الصحف والمجلات التى تخضع لهم فى أمريكا «٢٢٠» صحيفة ومجلة، والإحصاءات الرسمية أثبتت أن اليهود يصدرون «٨١٩» صحيفة ومجلة بمختلف اللغات، وفى مختلف الأقطار وهو عدد يمثل أغلبية صحف العالم ومجلاته، ونفوذ اليهود فى المجالات الأخرى من وسائل الإعلام كالإذاعة والمسرح لا يقل عن نفوذهم فى الصحافة، وهم يستغلون كل هذه الأجهزة لإشاعة الرذيلة والانحلال الخلقى بين الأفراد والجماعات والأمم.
ويرى «طنطاوى» فى دراسته أن «اليهود أبرع الناس فى الترويج للمبادئ والمذاهب والفلسفات والنظريات، التى تنفعهم وتضر غيرهم، وما من مذهب يوصل إلى خير لهم إلا ونشروه ورفعوا صاحبه إلى مرتبة العظماء ولو كان من أحقر الناس، لقد رفعوا «نيتشه» إلى القمة لأنه سخر من الأخلاق الفاضلة، كالرحمة والشفقة، ونادى بأخلاق العنف والاستخفاف بالقيم، التى تتفق مع الروح اليهودية الشريرة، وتاريخها الأسود، ورفعوا «داروين» صاحب نظرية النشوء والارتقاء إلى مرتبة العظماء، وروجوا لمذهبه واستخدموه لمصلحتهم فى التهوين من شأن الأديان والأخلاق، لأنه مادام كل شىء يبدأ ناقصاً مشوها ثم يتطور، -كما يرى داروين- فلا قداسة لدين أو لخلق ولا لعرف متبع


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:21 PM   #13
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


ويستشهد الإمام لتأكيد ما وصلت إليه الدراسة بحديث عباس محمود العقاد فى كتابه «الصهيونية العالمية» يقول فيه: «ولن تفهم المدارس الحديثة فى أوروبا ما لم تفهم هذه الحقيقة، وهى: أن إصبعاً من الأصابع اليهودية كامناً وراء كل دعوة، أو فكرة تستخف بالقيم الأخلاقية وتهدف إلى هدم القواعد التى يقوم عليها مجتمع الإنسان فى جميع الأزمان. فاليهودى (كارل ماركس) وراء الشيوعية التى تهدم قواعد الأخلاق والأديان. واليهودى (دوكيم) وراء علم الاجتماع الذى يلحق نظام الأسرة بالأوضاع المصطنعة، ويحاول أن يبطل آثارها فى تطور الفضائل والآداب.
واليهودى (سارتر) وراء الوجودية، التى نشأت معززة كرامة الفرد فجنح بها إلى حيوانية تصيب الفرد والجماعة، ومن الخير أن تدرس المذاهب الفكرية بل الأزياء الفكرية، كلما شاع منها فى أوروبا مذهب جديد ولكن من الشر أن تدرس عناوينها ومظاهرها دون ما وراءها من عوامل المصادفة العارضة والتدبير المقصود. وقل مثل ذلك فى اليهودى (فرويد) الذى يرجع كل الميول والآداب الدينية والخلقية والفنية إلى الغريزة الجنسية، وبهذا تنحط فى نظره صلة الفرد بمجتمعه وبأسرته، وبالكون وما وراءه.
وفى فصل جديد يحمل عنوان «وعيد الله وعقوباته لبنى إسرائيل» يرصد الإمام الراحل أهم «العقوبات التى عاقب الله بها بنى إسرائيل بسبب جحودهم لنعمه، وكفرهم بآياته، وتعديهم لحدوده، ومخالفتهم لأمره» وهى العقوبات التى تنوعت بين «قضاء الله فيهم بسبب إفسادهم فى الأرض مرتين، وتحريم بعض الطيبات عليهم، وعقوبة المسخ، وسخط الله عليهم ولعنته إياهم، وضربهم بالذلة والمسكنة، ويرصد خلال هذا الفصل الشيخ «طنطاوى» مجموعة العقوبات التى أنزلها الله تعالى على بنى إسرائيل على مدار التاريخ، بداية من وفاة سليمان، عليه السلام، عندما انقسمت مملكته إلى قسمين:
مملكة الشمال، واسمها إسرائيل ومقرها السامرة وتتكون من الأسباط العشرة، ومملكة الجنوب واسمها «يهوذا» ومقرها أورشليم، وتتكون من سبطى يهوذا وبنيامين، وقد استمرت المنازعات بين المملكتين مدة طويلة، انتهت بانقضاض سرجون ملك آشور على مملكة إسرائيل سنة ٧٢١ قبل الميلاد، فقتل الآلاف من رجالها، وأسر البقية الباقية منهم، فرحلهم إلى ما وراء نهر الفرات، وقضى على هذه المملكة قضاء لم تقم لها بعده قائمة.
تكمل الدراسة «أما مملكة الجنوب أورشليم، فقد حاولت أن تتشبث بالبقاء ولكن معاول الهدم غزتها من الشرق ومن الجنوب، سنة ٦٧٧ قبل الميلاد، عندما غزاها الآشوريون، وقتلوا من أبنائها عدداً كبيراً، واقتادوا ملكها «منسى» أسيراً إلى بابل، وبعد أن دبت الحياة مرة أخرى فى أنفاس مملكة يهوذا زحف عليها الملك «نخو» فرعون مصر سنة ٦١٠ قبل الميلاد فاحتلها، وقتل ملكها يوشيا، وطرد الآشوريين منها، وفى سنة ٦٠٦ قبل الميلاد، زحف بختنصر ملك بابل عليها، فطرد فرعون مصر منها واحتل أورشليم وتوابعها، وأذل أهلها إذلالاً شديداً، ولكن اليهود ثاروا عليه بعد فترة من احتلاله لهم، فرأى أن يؤدبهم بصورة أشد، فانقض عليهم مرة أخرى سنة ٥٩٩ قبل الميلاد فقتل الآلاف منهم، وساق من أعيانهم وسراتهم آلاف الأسرى إلى بابل، وأخذ معه كنوز الهيكل وتحفه.
وللمرة الثالثة شق عصا الطاعة عليه «صدقيا بن يواقيم» ملك يهوذا، فأعاد بختنصر عليهم الكرة سنة ٥٨٦ قبل الميلاد، فحاصر أورشليم، وبعد أن دخلها قتل ملكها «صدقيا» ثم أعمل السيف فى بقية أهلها، ونهب ما فيها وهدم أسوارها، وأحرق الهيكل وساق من بقى من سكانها أسرى إلى بابل، وبذلك تم القضاء على مملكة يهوذا، وأصبحت أرضها تابعة للدولة البابلية.
وهو ما صوّره أحد الكتاب الغربيين تحت عنوان قصة «النكبات التى أدت إلى زوال مملكة يهوذا وإسرائيل» فيقول: «هى قصة نكبات، وقصة تحررات لا تعود عليهم إلا بإرجاء النكبة القاضية، وهى قصة ملوك همج يحكمون شعباً من الهمج، حتى إذا وافت سنة ٧٢١ قبل الميلاد، محت يد الأسر الأشورى مملكة إسرائيل من الوجود، وزال شعبها من التاريخ زوالاً تاماً، وظلت مملكة يهوذا تكافح حتى أسقطها البابليون سنة ٥٨٦ قبل الميلاد».
بعد وقوعهم تحت حكم الفرس من سنة ٥٣٦ إلى سنة ٢٣٢ قبل الميلاد، عادوا إلى فلسطين، ووقعوا تحت سيطرة الإسكندر المقدونى سنة ٣٣٠ قبل الميلاد، وبعد مرور ١٠ سنوات، سار إليهم بطليموس خليفة الإسكندر، فهدم القدس ودك أسوارها، وأرسل منهم مائة ألف أسير إلى مصر، لأنهم ثاروا عليه.
فى سنة ٢٠٠ قبل الميلاد تقريباً، وقع اليهود تحت سيطرة السلوقيين السوريين بعد انتصارهم على البطالسة، ورأى بعض الحكام السلوقيين من اليهود تمرداً وعصياناً، فأنزلوا بهم أشد العقوبات فى عدة مواقع، وكان من أبرز المنكلين باليهود أنطوخيوس ما بين سنة ١٧٠، وسنة ١٦٨ قبل الميلاد فقد هاجم أورشليم وهدم أسوارها وهيكلها، ونهب ما فيها من أموال وقتل من أهلها أربعين ألفاً فى ثلاثة أيام، وباع مثل ذلك العدد عبيداً منهم، ولم يفلت من يده إلا اليهود الذين هربوا إلى الجبال، وقد أقام أنطوخيوس قلعة على أحد الجبال ليشاهد منها كل من يقترب من اليهود إلى أورشليم ليقتله، وقد وصل به الحال أنه أكره عدداً كبيراً منهم على ترك الديانة اليهودية، وجعل هيكلهم فى أورشليم معبداً لإلهه.
وفى سنة ٦٣ قبل الميلاد، أغار الرومان بقيادة «بامبيوس» على أورشليم فاحتلوها واستمر احتلالهم لها حتى سنة ٦١٤ وخلال احتلال الرومان لفلسطين قام اليهود بعدة ثورات باءت كلها بالفشل، ولقوا بسبب تمردهم وعصيانهم من الرومان ألواناً من القتل والسبى والتشريد، فى سنة ٦٣ قبل الميلاد، وبعد أن دخل بامبيوس الرومانى أورشليم، فتك بالكثيرين من سكانها، وأذل أهلها إذلالاً شديداً، واستخدم المنجنيقات فى هدم أسوارها، وتدمير مبانيها، وفى سنة ٥٧ قبل الميلاد: قام اليهود بثورة ضد الرومان فانقض عليهم القائد غابينوس من قبل الرومان فقتل الآلاف منهم، وألغى النظم التى كانوا يسيرون عليها، وأحل محلها نظماً أخرى جردت اليهود من كل تدخل فى شؤون الدولة،
وفى سنة ٣٧ قبل الميلاد: كلف الرومان القائد «هيرودس» بتأديب اليهود لإشعالهم نار الفتن، فحاصر هيرودس أورشليم بضعة أشهر، ثم دخلها وقتل من قتل من أهلها، وسلب ما سلب من أموالها، ثم ساق أميرها اليهودى انتغنس مقيداً فى الأغلال إلى أنطونيوس الحاكم الرومانى فقتله شر قتلة، وبقتله انقرضت أسرة المكابيين، وأصبح هيرودس هو الوالى على فلسطين من قبل الرومان، وفى سنة وفاته ولد المسيح عليه السلام.
وفى سنة ٧٠م، عاود اليهود عصيانهم وتمردهم على الدولة الرومانية، فسار إليهم القائد الرومانى فسبسيان فحاصر أورشليم ثم عاد إلى روما تاركاً وراءه ابنه تيطس، ليقوم بمهمة إخضاع اليهود، فقام تيطس بمهمته خير قيام، فقد استطاع بعد فترة من الوقت أن يقتحم أورشليم، وبعد أن دخلها دمرها تدميراً واستباحها عدة أيام، وقتل الآلاف من اليهود، وأحرق الهيكل، وأخذ من بقى منهم أسرى إلى روما،
وفى عهد الإمبراطور الرومانى تراجان سنة ١٠٦م، عاد بعض اليهود إلى القدس أورشليم، وأخذوا فى الإعداد للثورة وأعمال الشغب من جديد، فلما تولى أدريانوس عرش الرومان سنة ١١٧م حول المدينة إلى مستعمرة رومانية، وحظر على اليهود الاختتان وقراءة التوراة، واحترام السبت، وثار اليهود بقيادة الكاهن باركوخبا سنة ١٣٥م وأرسلت روما والياً حازماً هو يوليوس سيفيروس فاحتل المدينة، وقهر اليهود، وقتل باركوخبا، وذبح من اليهود فى تلك الموقعة ٥٨٠ ألف نسمة، وتشتت الأحياء من اليهود تحت كل كوكب،
ولكى ينسى اليهود أورشليم دمرها أدريانوس وأنشأ مكانها مدينة جديدة سماها إيليل، ونتيجة لهذه العقوبات الرادعة التى أنزلها الرومان باليهود، فر من استطاع منهم الفرار إلى جنوب الجزيرة العربية، وإلى مصر وشمال أفريقيا، وإسبانيا وأوروبا وغيرها من فجاج الأرض، وفى كل بلدة حلوا بها تعرضوا لنقمة سكانها، بسبب أنانيتهم وعزلتهم، وتعصبهم لموروثاتهم، وإشاعتهم للفتن والرذائل فى كل مكان يحلون به.
تنقل الدراسة وصف خراب أورشليم كما كتبه المؤرخ «شاهين مكاريوس»: إلى هنا ينتهى تاريخ الإسرائيليين كأمة، فإنهم بعد خراب أورشليم كما تقدم تفرقوا فى جميع بلاد الله، وتاريخهم فيما بقى من العصور ملحق بتاريخ المماليك التى توطنوها، وأنزلوا فيها وقد قاسوا فى غربتهم هذه صنوف العذاب والبلاء، فإن الرومانيين حظروا عليهم دخول أورشليم، إلى أن تبوأ القياصرة المسيحيون تخت المملكة الرومانية فأعاد قسطنطين الكبير لأورشليم اسمها بعد أن استبدل بغيره، واهتمت أمه الإمبراطورة هيلانة بتنظيفها، وظلت البلاد فى حوزة الرومان إلى سنة ٦١٤م، ثم استولى عليها الفرس بقيادة كسرى الثانى، وفى سنة ٦٣٧م دخلت فى طاعة العرب المسلمين فى خلافة الإمام عمر بن الخطاب.
غدا
كيف عاقب العالم اليهود على إجرامهم وإثارتهم للفتن؟


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:22 PM   #14
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى




قراءة جديدة لأشهر رسالة دكتوراه عن «بنى إسرائيل»(الحلقة الأخيرة).. شعوب العالم اتفقت على كراهية «اليهود»

كتب أحمد رجب ١٧/ ٦/ ٢٠١٠



طنطاوى
للوهلة الأولى، بدا كما لو أن العالم مصدوم من الجريمة الإسرائيلية الأخيرة، التى ارتكبتها بحق أسطول الحرية، ومبعث الصدمة هنا أن الغرب نفسه هو الذى ظل طوال ما يزيد على ٦٠ سنة يروج لديمقراطية الدولة اليهودية، ويدفع ثمن صورتها كدولة مظلومة مضطهدة من جانب جيرانها العرب.
تلك الصورة المغلوطة، فندها الدكتور سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الإمام الأكبر الراحل، إذ خصص رسالته للدكتوراه، فى عام ١٩٦٩، لكشف ما يمكن تسميته جذور العنف فى التاريخ اليهودى، منذ دخولهم مصر، وخروجهم منها وتأسيس دولتهم، بعد أن أبادوا شعوباً بكاملها فى سبيل ذلك.
«المصرى اليوم» تواصل تقديم قراءة جديدة للدراسة.
يختتم الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى الفصل الثامن والأخير من دراسته القيمة برصدٍ لأهم «ما حل بهم على أيدى بعض الدول الأوروبية، جزاء إجرامهم وإثارتهم للفتن» على حد قوله، ويقسم هذا جغرافيا، طبقاً لأماكن ما حل بهم، فيبدأ بإنجلترا والتى تقول الدراسة إن الملك الإنجليزى يوحنا أصدر أمراً بحبسهم فى جميع أنحاء مملكته، وإن الملك هنرى الثالث أمر بتعذيب اليهود وحبسهم، لأنه اكتشف أنهم ينزعون جزءا من ذهب النقود الرسمية وفضتها بعد أن يقبضوها ثم يدفعوها إلى التجار، وقد أدى عملهم هذا إلى النقص فى عملة البلاد الرسمية، ولم يكتف هذا الملك الإنجليزى بتعذيب اليهود وحبسهم، بل أصدر أمرا سنة ١٢٣٠م مؤداه أن على اليهود أن يدفعوا إلى الخزانة البريطانية ثلث أموالهم المنقولة.
وتكمل الدراسة: «عندما تولى إدوارد الأول عرش بريطانيا سنة ١٢٧٣م أصدر أمرا يحرم فيه على اليهود التعامل بالربا ورهن الأرض، بعد أن تبين له أن أموال الدولة توشك أن تذهب إلى جيوب اليهود وحدهم، ولكن اليهود لم يتقيدوا بهذا الأمر، بل سرقوا جزءا كبيرا من ذهب العملة البريطانية، وقد حكم على مائتى يهودى بالإعدام سنة ١٢٨١م بعد أن ثبتت عليهم هذه الجريمة، وفى سنة ١٢٩٨م جأر الشعب البريطانى بالشكوى من اليهود، فأصدر الملك إدوارد الأول أيضا أمرا بطرد اليهود من جميع البلاد البريطانية فى غضون ثلاثة أشهر، إلا أن الشعب البريطانى لم يصبر على اليهود حتى تنقضى تلك المدة، بل أخذ يقتل منهم العشرات والمئات، وفى قلعة بورك التى احتمى بها عدد كبير من اليهود، أحرق الإنجليز أكثر من خمسمائة يهودى، وقد اضطر الملك إلى ترحيلهم قبل انقضاء المدة، لئلا يفتك الشعب بهم جميعا فى كل مكان، وظلت بريطانيا خالية من اليهود طوال ثلاثة قرون تقريبا.
ولكن عادوا إليها سنة ١٦٥٦م فى عهد الطاغية كرومويل، الذى اغتصب الملك من شارل الأول بعد أن قدم له اليهود الأموال الطائلة فى سبيل بلوغ أغراضه.
وتنتقل الدراسة لرصد ما حل باليهود فى فرنسا، حيث تعرض اليهود فى أزمنة مختلفة لنقمة الشعب الفرنسى وغضبه، لأنهم دمروا اقتصاده الوطنى، وخنقوه بالربا الفاحش والمعاملات السيئة، ففى عهد لويس التاسع تدهورت الحالة الاقتصادية فى فرنسا، فأصدر أمرا بإلغاء ثلث ما لليهود على الفرنسيين من ديون، ثم أصدر أمراً آخر بإحراق جميع كتبهم المقدسة، خاصة التلمود.
«وقد قال أحد المؤرخين: إنهم أحرقوا فى باريس وحدها محمول أربع وعشرين مركبة من نسخ التلمود وغيرها»، وخلال تولى فيليت الجميل حكم فرنسا أنزل الفرنسيون باليهود صنوفا من القتل والنهب والتشريد، ثم طردوا من فرنسا نهائيا، ولكنهم عادوا إليها بعد أن دفعوا لفيليب ثلثى الديون، التى لهم فى فرنسا، وفى سنة ١٣٢١م هاجمهم الشعب الفرنسى وذبح عددا كبيرا منهم، ونكل بهم تنكيلا شديدا، ثم طردوا من فرنسا بعد أن نهبت أموالهم ولم يستطيعوا العودة إليها إلا فى أواسط القرن السادس عشر، وفى أوائل القرن التاسع عشر حاول نابليون أن يستغلهم لبلوغ مطامعه ولكنهم خانوه، فاحتقرهم، وبطش بعدد منهم، وقال عنهم إنهم حثالات البشر وجراثيمه. ولم ينج اليهود من بطش الشعب الفرنسى إلا فى القرنين التاسع عشر والعشرين.
وفى إيطاليا تقول الدراسة «حاربهم البابوات حربا شعواء وأطلقوا عليهم اسم (الشعب المكروه) وأغروا الشعب الإيطالى بهم فأعمل فيهم القتل والتشريد، وقد أصدر البابوات مراسيم عديدة لتكفير اليهود وتسفيه ديانتهم القائمة على التلمود، وفى سنة ١٢٤٢م أعلن البابا جريجورى التاسع اتهامات صريحة ضد التلمود، الذى يطعن فى المسيح والمسيحية، وأصدر أوامره بإحراقه فأحرقت جميع نسخة، وفى سنة ١٥٤٠م ثار الشعب الإيطالى على اليهود ثورة عارمة قتل فيها الآلاف منهم، وطرد من بقى حيا خارج إيطاليا.
وفى إسبانيا «ذاق اليهود من الشعب الإسبانى وملوكه صنوف الذل وألوان الهوان، ولم يظفروا بالراحة إلا فى أيام الحكم الإسلامى لإسبانيا ولنكتف بذكر عقوبة واحدة من العقوبات المتعددة، التى نزلت بهم فى تلك البلاد، وفى عهد الملك (فرديناند) وزوجته (إيزابيلا)، وصلت موجة السخط على اليهود أقصاها، لتغلغلهم فى الحياة الإسبانية، واستيلائهم على اقتصادها وإشعالهم نار الخلافات الدينية بين الطوائف.. فرأى الملك وزوجته أن خير وسيلة لوقاية البلاد من شرورهم هى طردهم من إسبانيا طردا نهائيا.
وفى ٣١ من مارس سنة ١٤٩٢ صدر المرسوم التالى عن الملك (فرديناند): «يعيش فى مملكتنا عدد غير قليل من اليهود، ولقد أنشأنا محاكم التفتيش منذ اثنتى عشرة سنة، وهى تعمل دائما على توقيع العقوبة على المدنيين، وبناء على التقارير التى رفعتها لنا محاكم التفتيش، ثبت بأن الصدام الذى يقع بين المسيحيين واليهود يؤدى إلى ضرر عظيم، ويؤدى بالتالى إلى القضاء على المذهب الكاثوليكى، ولذا قررنا نفى اليهود ذكورا وإناثا خارج حدود مملكتنا وإلى الأبد، وعلى اليهود جميعا الذين يعيشون فى بلادنا وممتلكاتنا ومن غير تمييز فى الجنس أو الأعمار أن يغادروا البلاد فى غضون فترة أقصاها نهاية يوليومن نفس العام، وعليهم ألا يحاولوا العودة تحت أى ظرف أو سبب».
وبمقتضى هذا القرار طرد اليهود شر طردة من إسبانيا بعد أن أرغموا على ترك ذهبهم ونقودهم، وبعد أن نفثوا سمومهم فى إسبانيا زهاء سبعة قرون، وكان عددهم عندما خرجوا منها مطرودين يبلغ نصف مليون نسمة، ويعتبر بعض اليهود هذا القرار وما تلاه عن طرد وتشريد أسوأ من خراب أورشليم.
أما فى روسيا التى عاش فيها نصف يهود العالم تقريبا خلال القرن التاسع عشر و«استعملوا طوال مدة إقامتهم فى روسيا كل وسائلهم الخبيثة للتدمير والتخريب، ففتحوا الحانات، وتاجروا فى الخمور، وأقرضوا بالربا الفاحش، واستولوا على الكثير من أموال الدولة بالطرق المحرمة، وقتلوا الكثير من أبناء الشعب الروسى، عندما مكنتهم الظروف من ذلك وكونوا الجمعيات السرية، التى عملت على هدم نظام الحكم القيصرى واستمرت فى نشاطهم حتى أزالته بواسطة الثورة الشيوعية فى سنة ١٩١٧م. هذه الثورة التى كان معظم قوادها من اليهود، ولم ينس الروس لليهود، ما قاموا به نحوهم من عدوان واستغلال، فانقضوا عليهم عدة مرات للتخلص منهم وأعملوا فيهم الذبح والقتل بلا رحمة، وكان من أبرز المذابح التى أوقعها الروس باليهود مذبحة سنة ١٨٨١م ومذبحة سنة ١٨٨٢م، فقد حاول الفلاحون الروس أن يدمروا اليهود تدميرا فى هاتين السنتين.
وفى ألمانيا «انتشر اليهود فى كثير من مدنها منذ القرن الثامن الميلادى، وسكنوا على ضفاف نهر الراين، واستغلوا الشعب الألمانى أسوأ استغلال، حتى كادوا يستولون على أمواله عن طريق الربا الفاحش واستخدام الوسائل المختلفة لجمع المال الحرام، ولقد هاج الشعب الألمانى ضدهم فى أوقات مختلفة، واستعمل معهم كل وسائل القتل والسلب والطرد. .....
.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 02:23 PM   #15
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


ويقول صاحب كتاب (تاريخ الإسرائيليين): «وظل القتل والذبح منتشرا فى اليهود إلى أن صدرت الأوامر بطردهم من أنحاء ألمانيا فى أزمنة متتابعة، وذلك ما بين القرنين الثانى عشر والرابع عشر، حتى لم يكد يبقى منهم واحد فيها». وكان آخر ما لاقوه من عذاب وتقتيل وتشريد على يد (هتلر)، ابتداء من توليه حكم ألمانيا سنة ١٩٣٣ إلى أن سقط حكمه سنة ١٩٤٥م.
وتشرح الدراسة أسباب ما نزل على اليهود «من نقمة» طوال تاريخهم، فتستشهد بما كتبه كارل ماركس عن اليهود فى كتابه «المسألة اليهودية» والذى يقول فيه «المال هو إله إسرائيل المطاع، وأمامه لا ينبغى لأى إله أن يعيش، لأن المال يخفض جميع آلهة الشر ويحولها إلى سلعة، المال هو القيمة العامة والمكونة فى ذاتها لجميع الأشياء، لقد أصبح إله اليهود إلها دنيويا، هذا هو الإله الحقيقى لليهود»، ويكمل فى موقع آخر «ما هو الأساس الدنيوى لليهودية؟ المصلحة العملية والمنفعة الشخصية، إذن فالعهد الحاضر بتحرره من المتاجرة والمال بالتالى من اليهودية الواقعية والعملية، إنما يحرر نفسه أيضا».
وبنفس الطريقة يكمل «طنطاوى» استشهاده بعدد من كتابات السياسيين الأجانب فينقل من خطاب الرئيس الأمريكى السابق «بنيامين فرانكلين» عام ١٧٨٩ قوله: «هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة، وذلك الخطر هو اليهود، أيها السادة، حيثما استقر اليهود، نجدهم يوهنون من عزيمة الشعب، ويزعزعون الخلق التجارى الشريف، إنهم لا يندمجون بالشعب، لقد كونوا حكومة داخل الحكومة، وحينما يجدون معارضة من أحد فإنهم يعملون على خنق الأمة مالياً، كما حدث للبرتغال وإسبانيا..
إذا لم يمنع اليهود من الهجرة بموجب الدستور، ففى أقل من مائة سنة سوف يتدفقون على هذه البلاد، بأعداد ضخمة تجعلهم يحكموننا ويدمروننا ويغيرون شكل الحكومة التى ضحينا وبذلنا لإقامتها دماءنا وحياتنا وأموالنا وحريتنا.
إذا لم يستثن اليهود من الهجرة فإنه لن يمضى أكثر من مائتى سنة ليصبح أبناؤنا عمالاً فى الحقول لتأمين الغذاء لليهود.. إنى أحذركم أيها السادة إذا لم تستثنوا اليهود من الهجرة إلى الأبد فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم فى قبوركم. إن عقليتهم تختلف عنا حتى لو عاشوا بيننا عشرة أجيال، والنمر لا يستطيع تغيير لونه.. اليهود خطر على هذه البلاد، وإذا دخلوها فسوف يخربونها ويفسدونها».
ويرى «طنطاوى» أن أهم أسباب ما «حل باليهود من نقمة» هو غرورهم ويشرح: يعتبر اليهود أنفسهم أبناء الله وأحباءه، وشعبه المختار، ومن قديم الزمن وهم يقسمون العالم إلى قسمين متقابلين: قسم إسرائيل وهم: صفوة الخلق، وأصحاب الحظوة عند الله، وقسم آخر يسمونه: الأمم أو«الجوييم» أى: غير اليهود، ومعنى «جوييم» عندهم: وثنيون وكفرة وبهائم وأنجاس.
وقد أدى هذا الغرور والتعالى باليهود إلى إهدار كل حق لغيرهم عليهم، وأن من حق اليهود أن يسرقوا من ليس يهوديا وأن يغشوه ويكذبوا عليه، ويقتلوه إذا أمنوا اكتشاف جرائمهم، وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك الرذيلة، التى تمكنت من اليهود بقوله «ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً ذلك بأنهم قالوا ليس علينا فى الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون».
ويستشهد «طنطاوى» بتحليل الدكتور (وايزمان) أول رئيس لإسرائيل لطابع العزلة فى اليهود بقوله: «وكان اليهود فى موتول (مسقط رأسه) بروسيا، يعيشون كما يعيش اليهود فى مئات المدن الصغيرة والكبيرة، منعزلين منكمشين، وفى عالم غير عالم الناس الذين يعيشون معهم»، ولعل أدق صورة للتحريض على العزلة والتمسك بها، ما ذكره (سلامون شختر) فى خطابه بمدرسة اللاهوت اليهودية العليا، حيث قال: «إن معنى الاندماج فى الأمم هو فقدان الذاتية، وهذا النوع من الاندماج مع ما يترتب عليه من النتائج، هو ما أخشاه أكثر مما أخشى المذابح والاضطهادات».
أو ما تقوله جولدا مائير، وزيرة خارجية إسرائيل سابقاً: إن اليهود المقيمين خارج إسرائيل طوائف مشتتة، تعيش فى المنفى، وإنهم مواطنون إسرائيليون قبل كل شىء، ويتحتم عليهم الولاء المطلق لهذه الدولة الجديدة، مهما تكن جنسيتهم الرسمية التى يسبغونها على أنفسهم، وإن اليهودى الإنجليزى الذى ينشد بحكم إنجليزيته نشيد (حفظ الله الملكة) لا يمكن أن يكون فى نفس الوقت صهيونياً».
ويختم «طنطاوى» الفصل الأخير من الدراسة بما كتبه المؤرخ البريطانى «أرنولد توينبى» فى كتابه دراسة التاريخ: «لو أن بشاعة الخطيئة قيست بدرجة الجرم، الذى يقترفه المذنب فى حق ما منحه الله من قدرة على التمييز، لكان اليهود أقل عذراً فيما اقترفوه عام ١٩٤٨، ولكن اليهود يعلمون بما اقترفوه، وهكذا تتلخص مأساتهم الضخمة فى أن الدرس الذى تعلموه بمصادماتهم مع الألمان النازيين لم يجعلهم يحيدون عن أعمال النازى الشريرة ضد اليهود، بل دفعهم إلى مواصلة تلك الأعمال، وأن هذه الأعمال الشريرة التى ارتكبها اليهود ضد الفلسطينيين العرب اشتملت على تقتيل النساء والأطفال والرجال، وأدت إلى هروبهم من بلادهم


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للشيخ , اسرائيل , دكتوارة , رسالة , طنطاوى

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسلسل تركي يزيد توتر العلاقات مع اسرائيل هيام1 أوراق ثقافية 12 19-11-09 01:37 AM


الساعة الآن 03:19 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)