العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > أشعار وقصائد

أشعار وقصائد زهرة القصائد ونظم الأشعار - شعر شعبي - شعر فصيح - شعر نبطي - إبداع الشعراء - إبداع الشعر - دواوين شعر وقصائد مختارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30-03-10, 01:59 PM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
أمرأة أستثنائيه -نزار قباني




أكثر ما يعذبني في حبكِ..
أنني لا أستطيع أن أحبك أكثرْ
وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس
أنها .. بقيت خمس لا أكثرْ
إن امرأة استثنائية مثلك
تحتاج إلى أحاسيس استثنائيهْ..
وأشواق استثنائيهْ..
وديانة رابعهْ..
لها تعاليمها ،وطقوسها، وجنتها،ونارها ..
إنّ امرأةً استثنائية مثلكْ..
تحتاج إلى كتبٍ تُكتبُ لها وحدها..
وحزنٍ خاص بها وحدها..
وموت خاص بها وحدها
وزمن بملايين الغرفْ..
تسكن به وحدها..
لكنني وأأسفاه..
لا أستطيع أن أعجن الثواني
على شكل خواتم أضعها في أصابعكْ..
فالسنة محكومة بشهورها..
والشهور محكومة بأسابيعها..
والأسابيع محكومة بأيامها..
وأيامي محكومة بتعاقب الليل والنهار ..
في عينيكِ البنفسجيتينْ..
أكثر ما يعذبني في اللغة..أنها لا تكفيكِ
وأكثر ما يضايقني في الكتابة .. أنّها لا تكتبكِ
أنت امرأة صعبهْ..
أنت امرأة لا تُكتبْ..
كلماتي تلهثُ كالخيولِ على مرتفعاتكْ..
ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافتك الضوئيهْ..
معك لا توجد مشكلهْ..
إنّ مشكلتي هي مع الأبجديهْ..
مع ثمان وعشرين حرفاً ، لا تكفي لتغطية بوصهْ..
واحدة من مساحات أنوثتك..
ولا تكفيني لإقامة صلاة شكر واحدة لوجهك ..
الجميل..
إن ما يحزنني في علاقتي معكِ ..
أنك امرأة متعدده..
واللـغـة واحدة..
فماذا تقترحين أن أفعلْ..؟
كي أتصالح مع لغتي ..
وأزيل هذه الغربهْ..
بين الخزف وبين الأصابع..
بين سطوحك المصقولهْ..
وعرباتي المدفونة في الثلجْ..
بين محيط خصركِ..
وطموح مراكبي ..
لاكتشاف كروية الأرض..

ربما كنت راضية عني ..
لأنني جعلتك كالأميرات في كتب الأطفال..
ورسمتك كالملائكة في سقوف الكنائسْ..
ولكني لست راضياً إلى نفسي ..
فقد كان بإمكاني أن أرسمكِ بشكلٍ أفضل..
وأوزع الورد والذهب حول إليتكِ ..بشكل أفضلْ..
لكنّ الوقت فاجأني..
وأنا معلق بين النحاس..والحليب..
بين النعاس وبين البحر..
بين أظافر الشهوة.. ولحم المرايا.ز
بين الخطوط المنحنية..والخطوط المستقيمهْ..
ربما تكوني قانعةً، مثل كل النساء ،
بأية قصيدة حبٍّ..تقال لكِ ..
أما أنا فغير قانع بقناعاتكْ..
فهناك مئات من الكلمات تطلبْ مقابلتي ..
ولا أقابلهــا..
وهناك مئات من القصائد ..
تجلس ساعات في غرفة الانتظار..
فأعتذر لها..
إنني لا أبحث عن قصيدة ما ..
لامرأة مــا ..ولكنني أبحثُ عن "قصيدتكِ" أنت…

إنني عاتبٌ على جسدي ..
لأنه لم يستطع ارتدائك بشكلٍ أفضلْ..
وعاتب على مسامات جلدي ..
لأنها لم تستطع أن تمتصك بشكلٍ أفضلْ..
وعاتبٌ على فمي ..
لأنه لم يلتقط حبات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد
شواطئك بشكلٍ أفضلْ..
وعاتبٌ على خيالي ..
لأنه لم يتخيل كيف يمكن أن تنفجر البروق،
وأقواس قزح..
بين نهدين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامن عشرْ..
ولكن ماذا ينفع العتب الآن ..
بعد أن أصبحت علاقتنا كبرتقالة شاحبة،
سقطت في البحرْ..
لقد كان جسدك مليئاً باحتمالات المطرْ..
وكان ميزان الزلازلْ ..
تحت سرتكِ المستديرة كفم طفلْ
يتنبأ باهتزاز الأرضْ..
ويعطي علامات يوم القيامهْ..
ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفايهْ..
لألتقط إشاراتكْ..
ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفايهْ..
لأقرأ أفكار الموج والزبد..
وأسمع إيقاعات دورتك الدمويهْ…
……………………………………………………..
أكثر ما يعذبني في تاريخي معك ..
أنني عاملتك على طريقة بيدبا الفيلسوفْ..
ولم أعاملك على طريقة رامبو وزوربا..
وفان كوخ..وديك الجن..وسائر المجانينْ..
عاملتك كأستاذ جامعيْ..
يخاف أن يحب طالبته الجميلهْ..
حتى لا يخسر شرفه الأكاديمي..
لهذا أشعر برغبة طاغية في الاعتذار إليك..
عن جميع أشعار التصوف التي أسمعتك إياها ..
يوم كنت تأتين إليَّ ..
مليئة كالسنبلهْ..وطازجة كالسمكة الخارجة من البحرْ ..
………………………………………………………
أعتذر إليكِ …
بالنيابة عن ابن الفارض وجلال الدين الروميّ..
ومحي الدين بن عربي ..
عن كل التنظيرات..والتهويمات …والرموز..
والأقنعة التي أضعها عل وجهي ، في ،
غرفة الحبْ..
يوم كان مطلوباً مني ..
أن أكون قاطعاً كالشفرة..
وهجومياً كفهدٍ إفريقي ..
أشعرْ برغبةٍ في الاعتذار إليك ..
عن غبائي الذي لا مثيل له ..
وجبني الذي لامثيل له..
وعن كل الحكم المأثورهْ..
التي كنت أحفظها عن ظهر قلبْ..
وتلوتهما على نهديك الصغيرينْ..
فبكيا كطفلين معاقبين..وناما دون عشاء..

أعترفُ لكِ يا سيدتي ..
أنكِ كنت امرأة استثنائيهْ..
وأنّ غبائي كان استثنائياً..
فاسمحي لي أن أتلو أمامك فعل الندامهْ..
عن كلّ مواقف الحكمة التي صدرت عني ..
فقد تأكد لي بعد أن لي ..
بعد ما خسرت السباق ..
وخسرت نقودي ..
وخيولي..
أن الحكمة هي أسوأ طبق نقدمّه..
لامرأةٍ نحبّهـــا..


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
-نزار , أمرأة , أستثنائيه , قباني

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ياتلاميذ غزة -نزار قباني حسين الحمداني أشعار وقصائد 5 07-04-11 09:37 PM
منشورات فدائية على جدران اسرائيل ( نزار قباني ) الحياة أشعار وقصائد 4 09-12-09 02:12 AM
من قصيدة أحلى خبر لـ نزار قباني لميس صلاح أشعار وقصائد 4 29-06-08 09:47 AM
من قصيدة أصبح عندي الآن بندقية -نزار قباني لميس صلاح أشعار وقصائد 8 17-06-08 02:28 PM
غازي القصيبي يرد على نزار قباني samer أشعار وقصائد 2 31-01-03 05:32 PM


الساعة الآن 05:33 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)