العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > أوراق ثقافية

أوراق ثقافية دروس اللغة العربية - نصوص أدبية - مقالات أدبية - حكم عالمية [أنا البحر في أحشاءه الدر كامن - فهل سألوا الغواص عن صدفاتي]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-01-10, 11:06 AM   #1
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
عزازيل ورواية الدكتور يوسف زيدان


يوسف زيدان باحث ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه. له عديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي. وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة، كما أن له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية. عمل مستشاراً لعدد من المنظمات الدولية الكبرى مثل: منظمة اليونسكو، منظمة الإسكوا، جامعة الدول العربية، وغيرها من المنظمات. ويعمل منذ عام 2001 مديرا مركز ومتحف المخطوطات في مكتبة الإسكندرية.وقد ساهم وأشرف على مشاريع ميدانية كثيرة تهدف إلى رسم خارطة للتراث العربي المخطوط المشتت بين أرجاء العالم المختلفة
[عدل] موضوع الرواية
تتحدث الرواية عن ترجمة لمجموعة لفائف مكتوبة باللغة السريانية، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب/سوريا. كُتبت في القرن الخامس الميلادي وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة ،وتم نقلها من اللغة السريانية إلي العربية.
الرقوق الثلاثين عبارة عن سيرة ذاتية للراهب المسيحي المصري هيبا ،والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي في أوائل القرن الخامس الميلادي و التي تلتها إنقسامات هائلة بين الكنائس الكبري وذلك علي خلفية الخلاف حول طبيعة المسيح.
كتب الراهب هيبا رقوقة مدفوعا بطلب من عزازيل أي "الشيطان" حيث كان يقول له:" أكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب، اكتب كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله…." وأيضاً " يقول في رده على استفسار هيبا:" نعم يا هيبا، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك".
وتتناول كتب الراهب هيبا ما حدث له منذ خرج من أخميم في صعيد مصر قاصدا مدينة الأسكندرية لكي يتبحر في الطب و اللاهوت. و هناك تعرض لإغواء أمرأة سكندرية وثنية (أوكتافيا) أحبته ثم طردته لما عرفت أنه راهب مسيحي. ثم خروجة هاربا من الأسكندرية بعد ثلاث سنوات بعد أن شهد بشاعة مقتل العالمة هيباتيا الوثنية علي يد الغوغاء من مسيحي الأسكندرية بتحريض من بابا الأسكندرية. ثم خروجه إلي فلسطين للبحث عن أصول الديانة واستقراره في أورشاليم (القدس) ولقائه بالقس نسطور الذي أحبه كثيرا وأرسله إلي دير هادئ بالقرب من أنطاكية. وفي ذلك الدير يزداد الصراع النفسي داخل نفس الراهب وشكوكه حول العقيدة، ويصاحب ذلك وقوعة في الحب مع امرأة تدعي (مارتا)، و ينهي الرواية بقرار أن يرحل من الدير وأن يتحرر من مخاوفه بدون أن يوضح إلي أين.
الرواية تمتاز بلغتها العربية الفصيحة وتناولها فترة زمنية غير مطروقة في الأدب العربي برغم أهميتها.
[عدل] الجدل حول الرواية
أثارت جدلا واسعا؛ نظرا لأنها تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي أضحت فيها المسيحية ديانة الأغلبية المصرية. وقد أصدر الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس في مصر بيانا اتهم فيه مؤلف الرواية بالاساءة إلى المسيحية، مشيرا إلى أنه أخذ فيها منحى المؤلف "دان براون" في روايته شفرة دافنشي [1] وقد كانت الرواية تكشف التناقضات التي كانت تجول في رأس الراهب هيبا بين المنطق والفلسفة وبين الدين واللذان من الصعب ان يلتقيان وهذا هو سبب الذي ادى الى مقتل هيباتيا التي كانت تتعاطى الفلسفة من قبل أسقف الكنيسة ورجالها اللذين امعنو في التمثيل في جثتها بإسم الرب كما وضحت الرواية . وهذا ما دفعه لترك السكندرية متجها نحو القدس للبحث عن أصول الدي وحقيقته . كما وضحت التناقضات الكثيرة حول ماهية السيد المسيح والتي عظمت هذه التناقضات بعدها بفترة وتحولت الى طوائف وانقسامات كبيرة في الدين المسيحي . كما بينت طبيعة الغرائز البشرية بحبه للفتاة الوثنية أوكتافيا التي قتلت وهي تدافع عن عقيدتها الوثنية وعن هيباتيا وبينت كيفيةاستغلال الدين للوصول الى السلطة
[عدل] جوائز
فازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية كأفضل رواية عربية لعام 2009م. كما نالت الرواية إستحسانا كبيرا من قبل النقاد والقراء العرب و شهدت أسواق الكتب بمصر إقبالا شديدا علي نسخ الرواية.
***************************
يتبع


التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 10-12-21 الساعة 04:05 PM
okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-10, 11:07 AM   #2
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: عزازيل ورواية الدكتور يوسف زيدان


بعض ما قالوه عن عزازيل
د. يوسف زيدان:
" كتبتُ رواية عن الإنسان المختفي وراء الأسوار العقائدية والتاريخية ونظم التقاليد والأعراق السائدة التي وصلت من التفاهة بحيث حجبت الإنسان، فكل ما في الأمر هو أنني حاولتُ أن أمس وأفهم هذا الجوهر الإنساني، وكل ما عدا الجانب الإنساني للراهب هيبا كالمعرفة باللاهوت، بالتاريخ، حياة الأديرة، اللغة، الحيلة الفنية، الإيهام، الصور فكلها أدوات فالغرض الأول هو اكتشاف الإنسان الذي يُسعى حالياً لإجهاضه".
" الرواية كُتبتْ لتحرير ملايين الأقباط، والذي يحزنني بأن الأقباط جزء مني وأنا منهم، فأنا لا أستطيع الكتابة إلا أمام تمثال السيدة العذراء( نسخة عن تمثال مايكل أنجلو في روما)، وأكثر آيات القرآن الكريم تأثيراً بي هي " سورة مريم" ".
" أنا لم أستطع فهم الفلسفة الإسلامية والتراث الإسلامي التي أدرسهما إلا بعد التعمق في مرحلة القرنين ما قبل الإسلام، مما دفعني إلى التعمق بها فدرستها بعد أن جمعتُ المخطوطات المسيحية من كل أنحاء العالم وقرأتها".
" بعد مقتل عالمة الرياضيات الوثنية هيباتيا في الإسكندرية عام 415 للميلاد، لم نسمع عن أي عالم أو علم جديد، إلا بعد خمسمائة عام كجابر بن حيان، وأبو بكر الرازي وابن سينا ومن تلاهم".
"أرفض أن تكون عزازيل مشابهةً ل "شيفرة دافنشي"، فحين ينشغل رجال الدين بالأدب…فمن حقنا إصدار الفتوى؟"
" كنتُ أظن بأن العيب في جهلنا بنا، والآن أظن أن الخطر في إصرارنا على الجهل بنا".
الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس في مصر:
" الصديق السابق أخذ منحى دون براون في روايته " شيفرة دافنشي" ونتعجب من تدخله السافر بهذه الصورة في أمور داخلية تخص العقيدة المسيحية".
"وإذا كان يوسف زيدان يتخذ من أحد المخطوطات السريانية سنداً لروايته مع مزجها بخياله الروائي؛ فإن لدينا من المخطوطات أيضاً ما يسقط الدعاوى الواردة في هذه الرواية.
(ويرد د. يوسف زيدان تعقيباً على تعليق للكاتب في ندوة حلب حول "مصطلح الصديق السابق" فيقول: " قبل عام من إصدار الرواية كنتُ أول رجل أدخل إلى دير القديسة دميانة في البراري، الذي لا يدخله الرجال، لألقي محاضرة أمام الراهبات لمدة ثلاث ساعات، وهذا لم يحدث أبداً لا من أسقف قبطي ولا من عالم أجبني أو عربي، وحينها قدمني لهن الأنبا بيشوي مخاطباً إياهن: أقدم لكم معجزة إلهية اسمها يوسف زيدان، لأنني لم أر شخصاً يعرف التاريخ مثله، ولم أر شخصاً قادراً على استدعاء النصوص من أمهات الكتب كما يفعل يوسف زيدان".
المطران يوحنا إبراهيم:
" أنا من أوائل من قرؤوا الرواية وقلتُ حينها للدكتور يوسف: الله يعينك على المستقبل القادم، انتظر أن تقوم عليك قائمة قبطية غير عادية".
" الرواية مزيج ما بين بحث لاهوتي وبحث تاريخي أكثر ما تكون من رواية"
"يوسف زيدان اخترق جدران الأديرة ودخل إلى حياة الرهبان فكتب عنها وهذا ما أزعج البعض، وقد تجاوز الخطوط الحمراء لأن شخصيات الرواية هي بمصاف القديسين لدى بعض الكنائس( البابا القديس كيرُلس عامود الدين بطريرك الإسكندرية الرابع والعشرين لدى الأقباط).
"يوسف زيدان أول إنسان مسلم يكتب عن التاريخ المسيحي بأسلوب روائي ويعطي حلولاً لتلك المشاكل التي حصلت، وهو إنسان مسلم يكتب عن اللاهوت المسيحي كأي مسيحي وكأنه خريج معهد لاهوت، فهو يعرف المصطلحات الكنسية بحسب خبراته".
"أتمنى أن نرى ندوات نقدية للرواية في مدينتي الإسكندرية أو القاهرة وليس في حلب فقط".
الباحث محمد قجة:
" خلال عشرة أشهر صارت الرواية في ثلاث طبعات وهذا أمر غير مألوف والطبعة الرابعة قريبة"
الروائي نبيل سليمان:
" عزازيل نص عالمي بامتياز، وهو عمل مغاير ومعقد وأتوقع ترجمتها إلى لغات عالمية، وفيها اشتغال على المعرفة".
الدكتورة شهلا العجيلي:
الرواية مثل لعبة الاستغماية ( الغميضة) من حيث العمار والعلاقات الداخلية، ففيها أقبية ومفاتيح ضائعة، فيها من الحب والحرية، وفيها من أسطع السماوات عن طريق تبلات راهب"
و أخيراً عزازيل ضمن 16 رواية مرشحة لجائزة البوكر العالمية لدكتورة
قبل أيام (13/11/2008) نشرت الصحف العربية والمواقع الالكترونية ومنها جريدة الحياة اللندنية خبراً ملخصه الآتي:
"16 روائياً في التصفيات الأولى لجائزة بوكر للرواية العربية 2009" ترشحت من أصل 121 رواية، ومن بين تلك الروايات المختارة رواية "عزازيل" يوســف زيدان الصادرة عن دار الشروق، وتولّت اختيار اللائحة الطويلة لجنة تحكيم مؤلفة من خمسة أعضاء من العالم العربي وأوروبا. وسوف تُعلن أسماء أعضاء لجنة التحكيم عند إعلان اللائحة القصيرة، في العاشر من كانون الأول 2008(ديسمبر)، مثلما تقتضي شروط الجائزة.
وتهدف «الجائزة العالمية للرواية العربية»، إلى مكافأة التميّز في الكتابة الروائية العربية المعاصرة، والجائزة مخصصة حصراً للرواية المكتوبة باللغة العربية، وينال كل روائي يصل إلى اللائحة القصيرة مبلغاً قدره عشرة آلاف دولار، ناهيك بخمسين ألف دولار إضافية للفائز



اهتزت الجموع مهتاجة تردد: "بعون السماء سوف نطهر أرض الرب من الوثنيين"، واندفع الجميع في حالة هياج مجنون إلى خارج الكنيسة يقصدون "الكافرة" هيباتيا، يقودهم من يسمى بطرس، ولحقوا بها في عربتها، والتفوا حولها وهم يصرخون بهتافهم متوعدين "الكافرة"، أطلت هيباتيا برأسها الملكي من شباك العربة.. كانت عينها فزعة مما تراه حولها، تعقد حاجباها، وكادت تقول شيئًا لولا أن بطرس زعق فيها: "جئناك يا عاهرة يا عدوة الرب"، وجذبها بطرس وألقاها على الأرض قائلا: "باسم الرب سوف نطهر أرض الرب".
كان ذلك مشهدا من رواية "عزازيل" التي قام بكتابتها الدكتور "يوسف زيدان" الخبير في المخطوطات والفلسفة، والتي أثارت جدلا واسعا؛ نظرا لأنها تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي أضحت فيها المسيحية ديانة الأغلبية المصرية.
شفرة دافنشي العربية
عندما تقرأ الرواية تلاحظ أنها تقترب من "التابوهات" وتحللها وتكشف عن فترة من التاريخ القبطي المبهم والغامض للكثيرين، وتكشف عن مجموعة من الرؤى والأفكار الصادمة للبعض، والمستفزة للبعض الآخر.

يتبع


التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 10-12-21 الساعة 04:05 PM
okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-10, 11:08 AM   #3
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: عزازيل ورواية الدكتور يوسف زيدان


الدكتور يوسف زيدان
"عزازيل" لم تمر مرور الكرام، فقد قوبلت بعاصفة من التصريحات الغاضبة من بعض رجال الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية، حيث اتهم القمص "عبد المسيح بسيط" -أستاذ اللاهوت الدفاعي بالكلية الإكليريكية- الرواية بأنها تنتصر لمن تسميهم الكنيسة بالهراطقة، وتوجه هجوما شديدا للكنيسة ورمزها القديس مرقص.
وبدأ بعض المحامين الأقباط في التفكير في تحريك دعاوى ضد الرواية لمنع ترويجها ومصادرتها، ومن بينهم المحامي نجيب جبرائيل -رئيس مركز حقوق الكلمة- الذي اعتبر الرواية مسيئة، تطعن في العقيدة المسيحية، حيث تقول ببشرية المسيح وليس بألوهيته، معتمدة في ذلك على آراء "نسطور" المطرود والمحروم من الكنيسة الذي فصل بين الطبيعتين البشرية واللاهوتية للمسيح.
ويشير جبرائيل إلى أن زيدان عبر في تلك الرواية عن آرائه بهجومه الشديد واللاذع على الكنيسة القبطية، واعتبر جبرائيل الرواية حافلة بالكثير من الانتهاكات للعقيدة المسيحية، ونالت من الثوابت العقيدية، وأضاف أنه سوف يقوم بصفته -المستشار القانوني للبابا- برفع دعوى عاجلة لمنع تداول الرواية.
وعندما سألناه عن التناقض بين موقفه هذا من رواية "عزازيل" وموقفه من مجمع البحوث الإسلامية، والذي وصفه بأنه "محكمة تفتيش لا يختلف عن محاكم التفتيش العصور الوسطى"، وذلك بعد مصادرة كتابه "الازدراء بأحد الأديان السماوية" الذي جمع فيه كل كتابات أشهر رجال الدين الإٍسلامي التي أساءت للعقيدة المسيحية من وجهة نظره، رد جبرائيل بأن كتابه من صميم عمله كحقوقي يعمل في منظمات "حقوق الإنسان" يرصد كل الإساءات التي توجه للأديان أيا كانت هذه الديانة، وأرجع قيام الأزهر بمصادرة كتابه إلى أنه طالب فقط فيه بإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على الشريعة باعتبارها المصدر الأساسي للتشريع؛ لأنها تتناقض مع مفهوم الدولة المدنية، واعتبر المادة الثانية عقبة كئودا، -على حد وصفه- أمام الدولة المدنية، وأضاف أنه عاكف حاليا على إعداد كتاب يجمع فيه كل الكتابات التي ازدرت الدين الإسلامي.
وعندما أردنا الحديث مع الدكتور "يوسف زيدان" على روايته "عزازيل" وعلى اتهامات بسيط وجبرائيل، رفض الحديث (وكانت نبرته في الحديث تحمل قدرا من القلق والاضطراب)، وعلق بجملة واحدة: "أنا لن أتحدث بأي كلام يؤخذ علي كقرينة في المحكمة، والتصريحات التي قيلت على لساني بالصحف لم أقلها".


الكنيسة.. والإبداع

الباحث والصحفي القبطي سامح فوزي
فيلما "بحب السيما" و"شفرة دافنشي"، ومسلسل "أوان الورد" وأخيرا رواية "عزازيل"، كلها أعمال أثارت لغطا حول حق الكنيسة في طلب المصادرة أو منع النشر والترويج، لذا يبقى التساؤل: هل للكنيسة -وهي جهة غير مختصة إبداعيا- الحق في تقييم عمل فني وأدبي من عدمه؟
يرى القمص "صليب متى ساويرس" -وكيل المجلس الملي وكاهن كنيسة الجيوشى- أن الكنيسة مثلها مثل المؤسسة الأزهرية لها الحق في أن تطالب بمصادرة أي كتاب يهدم في الأسس الدينية، أو يتطاول على الأديان. كما يعطي نجيب جبرائيل الحق للكنيسة في أن تطالب بمصادرة أي عمل إبداعي أو رواية تعدت على القيم المجتمعية والدينية أو الموروث الثقافي.
بينما يخالفهما "سامح فوزي" -الصحفي والباحث القبطي- حيث يقول إنه ضد فكرة مصادرة أي عمل إبداعي مشاهدا أو مكتوبا على المطلق، لعدة أسباب أهمها: أنك تعطي مشروعية وانتشارا للعمل الذي تحاول مصادرته، وأن حدود النشر ومساحات الحرية لنقل الأفكار هي من الاتساع بمكان بحيث صار من الصعوبة على أي جهة رقابية أن تصادر أي عمل بشكل كامل في وجود فضاء إنترنتي، وانتشار هائل للفضائيات.
والسؤال من وجهة نظر فوزي هو: هل نخشى على عقيدة أو إيمان الجمهور الموجه إليه الرسالة؟ ونعتقد أن هذا العمل الإبداعي من الممكن أن يهز أديانا عميقة الجذور أتباعها بالمليارات؟ وهل تمارس المؤسسة الدينية نوعا من الوصاية، بحيث تعتقد أن أتباعها من الهشاشة وغير المحصنين فتقف لتحاصر وتصادر؟
ويشير فوزي إلى أنه في فترة ظهور الأديان الأولى -حيث كان أتباع الأديان حينها في حالة عالية من الرخاوة- لم تكن هناك مصادرة أو قمع للآخر، بل كان هناك المجادلة والمقارعات الفكرية بين أتباع الدين وبين غير المؤمنين وكانت تنتهي دائما بتعزيز الإيمان داخل المؤمنين بالدين، وهزيمة المنطق الضعيف وتلاشيه.
ويضيف: إن جمهور الديانة الذي سيتأثر إيمانه بعمل إبداعي ليس أهلا لأن يعتنق هذه الديانة، وإيمانه بها محل شك.
ويرى فوزي أن الحاكم الوحيد على العمل الإبداعي هو قواعد العمل الإبداعي فقط لا غير، واعتبر أنه من الخطأ تقييم الأشياء والحكم عليها بوجهة نظر غير القواعد الفنية التي ينتمي إليها العمل أيا كان لونه أدبي، مسرحي، درامي.. إلخ.
الدكتور "صفوت البياضي" رئيس الكنيسة الإنجيلية يؤكد أنه ضد فكرة المصادرة بوجه عام، وأن مصادرة الفكر ليست الحل والعلاج، ولكن العلاج الحقيقي لفكر شاذ أو متطرف هو بطرح فكر آخر جيد في عمل إبداعي آخر يهدم الفكر السيئ الموجود بالعمل الذي تريد مصادرته، فالفكر أيا كان لونه إذا صودر تحول صاحبه لشهيد رأي.
والمصادرة من وجهة نظر البياضي هي "نوع من أنواع الرعاية" بمعنى آخر نستطيع القول إنك لو أردت أن تنشر عملا اعمل على مصادرته، لكن بمناقشة العمل أو الفيلم بهدوء ستسقط الرواية أو الفيلم الرخيص حال كشفت سوءاته، وليس بمصادرته.
اعتبر "هاني جرجس فوزي" -المنتج السينمائي- أنه لا يجوز لأحد أيا كان مصادرة أي عمل إبداعي، وأشار إلى أنه من حق أي إنسان أن يقوم بإنتاج أي عمل فكري أو إبداعي، ومن حق الرافضين لعمله أن يقوموا بإصدار عمل فكري مضاد، أو يقوموا بدورهم الأساسي، وهو تربية وعي جيد لدى الناس، وتنبيههم بأن هذه الأعمال غير جيدة أو هشة.
وأشار هاني جرجس إلى أن المشكلة في الكنيسة أو في المؤسسة الدينية على وجه العموم أنها غير قادرة على تربية وعي لدى الجمهور، واعتبر أن الخوف من الرد على العمل الإبداعي يظهر أنه هناك أشياء لدى المؤسسة الدينية تفضل إخفاءها وتخشى من ظهورها للعيان.
حالة تلصص

القمص عبدالمسيح بسيط
العاصفة التي قوبل بها فيلم "بحب السيما" وموقف الأنبا موسى -أسقف الشباب وعضو المجمع المقدس- معروف حينما وقف ليقول: "لو عرض هذا الفيلم ربما يتسبب في أزمات ومشاكل"، قيل بعدها إنه ليس رأي الكنيسة، والقضايا التي رفعت على مسلسل "أوان الورد" أيضا كانت من محامين حشروا لقب "مستشارين للبابا" أثناء الدعوى، ومن ثم يحدث الالتباس، فالبعض يقول إن الكنيسة تمارس معاركها بيد غيرها، والبعض الآخر يقول إن المتلصصين والواقفين للإبداع رموز كنسية، أو محامون أقباط (مستشارون للبابا سابقا) ومواقفهم أو تصريحاتهم هي مواقف شخصية لا تعبر بالمرة عن رأي الكنيسة.
يقول القمص ساويرس إن البابا شنودة هو الممثل الوحيد للكنيسة باعتباره رئيس الكنيسة، ورئيس المجمع المقدس، واعتبر كل الرموز الكنسية التي تخرج تعبر فقط عن رأيها الشخصي، وأن كل المحامين المذكورين لا يمثلون إلا أنفسهم، فيما اعتبرهم هاني جرجس لا يمثلون الكنيسة ولا البابا ولا المجمع المقدس ولا المجمع الملي، وأنهم -على حد وصفه- مجموعة تجري وراء "فرقعة إعلامية" حيث تتم استضافتهم في الفضائيات أو تظهر أسماؤهم على صفحات الجرائد.
ووصف سامح فوزي ما تقوم به بعض المجموعات "المهيجة" من كلا الطرفين بأنه لا يخدمالحوار الإسلامي-المسيحي، وأن هناك بالفعل مصالح مشتركة بين رجال دين إسلامي "كيوسف البدري" ورجال مسيحيين "كزكريا بطرس" ونجيب جبرائيل لزيادة جرعة الانفعال في الشارع.
علاقات متشابكة


المؤسسة الدينية الملتزمة المحافظة تقلق على أبنائها من أي عمل فكري، أو بعض الاجتهادات المحتوية على قفزات كبيرة على المستوى الديني، أو أعمال إبداعية تقترب من مجالها الخاص، ومن ثم تصبح عندها فك العلاقة بين الإبداع والمقدس صعبة في ظل تخوف الوعاظ إلى حد إدانة الأول .أو تحريمه أو تقليص حدوده لحساب الثاني
وعن الخطوط الفاصلة بين المقدس والإبداع، يقول الدكتور "البياضي": "إن المقدس هو النصوص القطعية السماوية غير القابلة للتأويل، لكنها قابلة للتفسير، ولا يوجد نص لا يخضع للتفسير، كل المتون والنصوص يجب أن تفسر، فالنص حمال أوجه"، واعتبر البياضي أن النص لابد أن يتفق مع العصر، وأن أهم ميزات النصوص الإلهية أنها صالحة دائما لكل الأزمنة.
ويرى الروائي روبير الفارس أن الرواية ناقشت جزءا من التاريخ، والتاريخ غير مقدس، والإنسان هو الذي يصنع التاريخ والخير والشر، فالمسيحية بالذات تقول إنه ليس هناك أحد من البشر مقدسا سوى المسيح فقط، حتى بقية الأنبياء لديهم أخطاء، ولا يستطيع أحد أن يأتي ليقول إن البابا "كليروس" المذكور في الرواية لم يرتكب أخطاء.
ويرى المنتج هاني جرجس فوزي أن الأمر نسبي، فهو يختلف على سبيل المثال بين الملحد والمؤمن، فالملحد ليس لديه خطوط حمراء يخشاها، بينما المؤمن مثلا لديه ذات إلهية يؤمن بها، ومن الصعب أن يعيب فيها أو ينتهكها أو على الأقل سيفكر قليلا أو سيصبح لديه تحفظات عند الكتابة.
بينما اعتبر القمص ساويرس أنه من حق أي إنسان أن يبدع ما دام لا يقترب من القيم الدينية والمجتمعية والثقافية والموروث الثقافي، واعتبر أن هناك دائما خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها

تعليقى على الموضوع

هذا بعض ماكتب عن رواية الدكتور يوسف زيدان
[U]
وربما يكون الهجوم الذى تتعرض له الرواية وكاتبها - من وجهة نظرى - مرجعة الى عدة امور

1- ان القصة تلقى الضوء على المذابح التى قام بها المسيحين ضد غيرهم بحجة الهرطقة ووصل الامر
الى القتل والحرق بابشع الطرق وكذلك هدم المعابد الخاصة بغير المسيحين وقد قام هذا كله .. تحت اشراف قساوسة الكنيسة المصرية بل كانوا هم المحرضين عليه


2- رفض الرواية لانها تظهر ان قساوسة مصر كانوا متشددين وهم من ابتدعوا الرهبة .

3- يفيد نفى الرواية حتى يتم ضحض رأى القس نسطور فى طبيعة المسيح حيث يرى قساوسة مصر

ان المسيح هو الله ذاته ( تعالى الله عما يقولون ) بينما يرى قساوسة البلاد الاخرى ان المسيح هو بشر ولكن الله تجسد فيه ..

4- الابتعاد عن شبهة ان المجمع الــ فى نيقى هو من وضع قانون الايمان .. والامر بحرق كل الاناجيل الاخرى بخلاف الاناجيل الاربع المعتمدة عندهم .

همسة
لقد قرات الروية واستمتعت بها جدا وهى تقع فى حوالى 380 ورقة من القطع المتوسط


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الدكتور , يوسف , زيدان , عزازيل , ورواية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية عزازيل- للدكتور, يوسف زيدان حسين الحمداني أوراق ثقافية 5 25-03-10 01:39 AM
سلسلة هذا خلق الله 1 بهجه فراج نفحات إيمانية 44 10-02-10 09:17 PM
دواء قرآني من سورة يوسف حسين الحمداني نفحات إيمانية 8 19-05-09 06:26 PM
تحذير من أقصاء الشريعة في مصر العربية ؟؟ حسين الحمداني واحة الزهـرة 11 27-04-09 12:11 AM
رواية “عزازيل” للدكتور يوسف زيدان حسين الحمداني واحة الزهـرة 6 04-12-08 02:22 AM


الساعة الآن 09:13 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)