المناره الحدباء في الموصل

[align=center]

الموصل : المنارة الحدباء في الموصل ذاع صيتها لمديات بعيدة جدا؛ اذ جاوزت المحيط المحلي والاقليمي، فهذه المنارة التي شيدها الأيوبيون حين قدموا الى الموصل كانت في الأصل مسجدا للمدينة يجتمع فيه عامة الناس وخاصتهم من أجل إقامة الصلاة وحضور المناسبات الدينية والاجتماعية، وسرعان ما أصبحت هذه المنارة سببا لشهرة الموصل المدينة فلا يذكر اسم مدينة الموصل الا ذكر اسم المنارة أو تخيل السامع منظر المنارة المحدبة وهي تتجلى أمامه حاملة معها ارثها الحضاري ورونقها البنائي الذي يدلل على تمكن الفنان الموصلي والعراقي بشكل عام على تقديم ما يستحق التأمل ويشد الناظر على مدار حركة التأريخ.
توأم الموصل
ذكرت المصادر التأريخية أن منارة الحدباء التي يبلغ ارتفاعها(45،49 متراً) لصق اسمها بمدينة الموصل بل اننا أحيانا نكتفي بلفظ (الحدباء) للدلالة على (الموصل) لأنها من معالمها التراثية وشواهدها التاريخية التي تؤكد عراقتها ويرجع المؤرخون تاريخها الى القرن السادس الهجري 1172م اذ انشئت بأمر من السلطان (نور الدين محمود عماد الدين زنكي) وبتكلفة تقدر بنحو ستين الف دينار من الذهب. ان سبب الإطالة بالوقوف عند هذه المنارة التي اكتسبت تسمية (الحدباء) هو ميلان فيها يشبه ميلان برج بيتزا الشهير بايطاليا، وصار هذا الميلان سمة من سماتها بل انها اكتسبت اسمها منه مثلما ظلت هذه المنارة الشاهقة تشكل مركز جذب للسياح الذين تعج بهم هذه المدينة التي تشتهر بعراقتها وجمال طبيعتها وهوائها النقي وكونها مهبط العديد من الأنبياء والرسل كالنبي يونس والنبي شيت عليهما السلام. وبرغم ميل (الحدباء) الشديد الا انها ظلت متماسكة على مدى قرون تتحدى الزمن وتقلباته، مزهوة بقامتها الممتدة الى الأعالي برغم شيخوختها التي وهبتها انحناء الوقار.
طوارئ
ويقول غير واحد من متخصصي الآثار في نينوى ان منارة الحدباء التاريخية تعيش في أزمة غير مسبوقة، فيقول الدكتور حسين ظاهر من قسم الآثار بجامعة الموصل / كلية الآداب: ان أبرز مشكلة تواجهها المنارة الحدباء في الجامع النوري بالموصل هي طوفانها على بركة عظيمة من المياه الجوفية التي استطاعت أن تنفذ داخل عمقها وتتركز أسفل كرسيها بسبب تسرب المياه من مجاري المدينة التي تهرأت، وكذلك بسبب محاذاتها لنهر دجلة، كما أن السنوات الأخيرة لم تشهد أي نوع من الصيانة ما يجعل وضع المنارة ينبئ بالخطر القادم الذي قد يصل إلى تهديدها بالسقوط ـ لا قدر الله ـ . فعليه يتطلب الأمر وقفة سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وحسنا فعلت جامعة الموصل حين أفردت ندوة خاصة من أجل الحفاظ على موروثها التأريخي، وحسنا فعل مجلس المحافظة حين قرر وضع موضوع إنقاذ منارة الموصل الحدباء ضمن أولويات خطة الإعمار في الموصل.

سلام العبيدي[/align]

شكراً على هذا الموضوع
ولاول مرة اسمع بهذه المناره[IMG]

[align=center]الاخ العزيز تيسير

شكرا لمرورك الرائع والجميل الذي
انار متصفحي المتواضع

اجمل تحيه واعطر سلام

سلام العبيدي[/align]