عابرون في زمان مقيم

بسم الله الرحمن الرحيم


زماننا: أدعو لمحمود درويش بالشفاء مع الداعين، وأعتذر لشعريته؛ نحن عابرون نعم، لكن ليس في زمان عابر؛ كما يرى أو يأمل الشاعر. زماننا مقيم، وثقيل كهواء مدننا الملوثة.

لقد وصلني الخبر على شكل صاعقة أوقفت الكلمة في حلقي.
ـ هل عرفت ما حدث في مصر اليوم؟ لقد حصل ممدوح إسماعيل مالك عبّارة السلام على البراءة! براءة ممدوح إسماعيل لم ينطق بها قاض في لحظة، ولم يفبركها محامون محترفو فهلوة. هي عمل دؤوب منذ تباطؤ مجلس الشورى في رفع الحصانة عنه، وفتح الحدود لتهريبه، وشراء الضمائر لترتيب الأوراق والانتهاء بالنتيجة المبهرة.
الرجل الذي شن حرباً على المصريين، بعبّارة واحدة أوقع من الضحايا عدداً فاق عدد شهداء العدوان الثلاثي عام 1956. وقد خرج من القضية سليماً؛ بينما لم تسلم الدول الثلاث من آثار العدوان الذي وضع المسمار الأخير في عرش الامبراطوريتين القديمتين ونبه إلى الطبيعة العدوانية للدولة العبرية. وهذا يعني أن الفساد أقوى من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل مجتمعة.

أزمة منتصف العمر: تعرف أزمة منتصف العمر في الحب والزواج والعمل، مع الأربعين يكتشف الرجال والنساء تدهور قدراتهم الجسدية، ويكتشف العامل من الجنسين أن الوظيفة التي أمضى بها نصف عمره لم تكن ما يحلم به، وهناك مؤلفات رائجة لعلماء نفس واجتماع وكتاب أحجبه يصفون للمأزومين طرقاً جديدة للتعايش، وأساليب جديدة للتعبير عن الحب وإشباع الرغبات والتواؤم مع الوظيفة، كالاكتفاء باللمس بديلاً عن الجنس، والرضا بمنغصات العمل من خلال وسائل الإرضاء والتدجين.
لكن أحداً من حكماء إعادة التوازن لأبناء منتصف العمر لم يخبرنا ماذا نفعل عندما نكتشف بعد أن نخوض في عقدنا الخامس أن الوطن الذي نسكن ليس المكان الذي حلمنا به! وليت الأمر يتوقف عند حدود الحلم، فالأوطان التي تصارحنا بأنها ليست لنا لا تفعل ذلك بعد فوات الأوان فحسب؛ بل بعد أن تنهكنا وتأخذ نور عيوننا وبريق أرواحنا، في محاولات تقويم جدرانها المائلة، التي تواصل الميل فوق رؤسنا، مهددة بدفننا أحياء تحت ركامها.
لا أوطان بديلة تقبل الكهول. ولا الإحساس بالخيبة والإنهاك يفارق من يتخطون منتصف العمر بهذا الشقاق مع مكان محاصر من كل الجهات. وما من ضمانة تحول دون أن يتحول المحزون إلى ضحية في عبّارة أو قطار، وما من أمل في قصاص يريح عظامه بعد الموت.

بقلم عزت القنحاوي

مقال يحتوى اكثر من زاوية

بين الموت الطبيعى
والموت فى عبارة ممدوح اسماعيل
وازمة منتصف العمر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي احمد على تفضلك بالتعليق ويبدو ان بقية الاعضاء لا تعجبهم مثل هذه المواضيع
أخوك

على العكس اخي

مواضيع جميله وتفتح باب النقاش

لكن في بعض الاحيان الموضوع يكون بعيد عن قناعات البعض او لا يسير مع فكره

فيبتعد عن الدخول

دائما بانتظار جديدك

كن بخير دائما

ربما لم يقبل اغلب الاعضاء على الموضوع لسببين

بالنسبة للخبر الاول هو انه يتسم بالمحليه ويخص المصرين فقط

وبالنسبه للخبر الثانى فكل الاعضاء من الشباب الذى لم يلغ ازمة منتصف العمر
ومن وصل الى ازمة منتصف العرم لايرغب فى الكتابه عنها حتى لايتهم انه عجوز
فهو يشعر بشباب القلب دائما
لك تحياتى

[align=center]
الحبيب الغالي
ابو الطيب
شكرا لطرحك الراقي
عن الشاعر الكبير
محمود درويش
انا لله وانا اليه راتجعون[/align]