العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > نفحات إيمانية

نفحات إيمانية أذكار المسلم - السيرة النبوية - علوم الأحاديث - فتاوي إسلامية - أدعية وأذكار الصباح والمساء - توعية وإرشادات - علـوم قرآنية - تفسير آيات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-11-02, 01:17 PM   #1

المنادي
سفير المحبة والوفاء

رقم العضوية : 103
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 1,024
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ المنادي
المرآة والأندية الرياضية للشيخ الهبدان


بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوةُ الأكارم : تواجه المرأةُ المسلمة في هذه البلاد حرباً ضروساً للقضاء على عفافها ، و الفتكِ بحجابها ، وتحطيم حياءِها ، وقد استمات الأعداءُ في تحقيق مطلبهم ، وتنفيذ طلبتهم ، حتى أصبحوا يسابقون الزمن ، ويستعجلون الأحداث لتنفيذها ..وانهال الأعداء بسهامهم المسمومة ... لبث شبهاتهم ..ودس مكائدِهم لمخادعةِ بنات الطهر والعفاف ..لجرهن في مستنقع الرذيلة ..من خلال وسائل الإعلام المختلفة ..ونسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم ..ومن هذه الوسائل التي كانوا يطالبون بها منذ زمنٍ إنشاءُ نوادٍ رياضية نسائية ..ولم يكن يخطر على البال أن يتكلم متكلم أو ينادي مناد من أبناء هذا البلد بالمطالبةِ بمثل هذا النمط الغربي في مجتمعٍ كمجتمعنا ..تشاركُ الفتاةُ فيه بالنوادي الرياضية ..نوادي كرة القدم ..وكرة الطائرة ..وكرة السلة ..وبلباس الرياضة طبعاً ..بل بلباس الشورت أحيانا ..ولقد صدق القائل :

ما كنتُ احسبُ أن أعيشَ لكي أرى ،،،،،،،،، بنتَ الجزيرةِ بالمبادئِ تلـعـبُ

إن هذه الدعوةَ تُخفي وراءها أسوأ الأهداف فاليوم تُنشأُ النوادي الرياضية وغداً المبارياتُ وبعد ذلك عقدُ دوراتٍ مع البلدان الأخرى حتى تُصبح المسلمةُ سِلعةً في أيدي النخاسين ، وألعوبةً يتسلى بها المجرمون ..وهذه سياسة ما يسمى بتكسير الموجة التي ينتهجُها بعضُ الذين خمدت غيرتُهم ولم ترضَ نفوسهم لهذه البلاد أن تظلَ في لباسِ الطهرِ والعفافِ ، والسترِ والحياءِ .

أيها المسلمون : إن في إنشاء هذه النوادي من المفاسدِ ما الله به عليم ..فإن من البَدهي أن المرأةَ ستنـزعُ من ثيابها ما يُمكّنُها من أداءِ الحركات الرياضية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى " رواه أبو داود .وإذا نظرت إلى واقع التجمعات النسائية المصغرة والتي تمارس فيها بعض أنواع الرياضة فإنك تجد فيها ما يخدش الحياء ويذهبه ، تأتي المرأة وقد لبست البنطال الذي يصف تقاطيع بدنها وعورتها وتأتي الأخرى بسروال قصير !! فأي حياء سيبقى في ظل هذه الأجواء العفنة ؟ ومن يضمن عدم تكشف العورات في مثل هذه الأماكن ، لا سيما والحقل الصناعي اليوم يوفر وسائل متطورة وحديثة للتجسس والرصد من بعيد فحسبنا الله ونعم الوكيل .

ثم أيها الناس إن هذه النوادي ستأدي إلى كثرة خروج المرأة من بيتها ، مع أن المرأة مأمورة أن تؤدي أعظم فرائض الدين بعد الشهادتين في بيتها وهي الصلاة ولا تخرج فكيف بهذه الأعمال الرياضية !! وقد أُعفيت عن الجهاد وعن النفقة ، كل ذلك من أجل أن تقر المرأة في بيتها ، فكيف نقول لها الآن اخرجي لمزاولة الأعمال الرياضية في الأندية النسائية ؟!!

ولو طبقت المرأة ما يريده منها بنو علمان لأصبح بيتها كالفندق تستخدمه للنوم فقط .. لأن الذين يطالبون بخروج المرأة ..يطالبون لها بالعمل والنادي والقيادة والأسواق والملاهي والحدائق و المطاعم العائلية ..فلو حسبنا الوقت حسابا عقليا كم تحتاج المرأة لتزاول ذلك كله ؛ العمل سبع ساعات ، والنادي أربع ساعات على الأقل ، وقيادة السيارة والازدحام في الطرق ساعتان ، والعشاء في مطعم ساعتان مع الطريق ذهابا وإياباً ..غير ما تبقى من المطالب المشبوهة ، يصبح مجموع الساعات خمس عشرة ساعة !!

وهذا يستدعي بقاء المرأة خارج منـزلها إلى ما بعد العشاء ـ فما أن تعود إلا والأولاد قد ناموا ليتأهبوا لدراستهم الصباحية المبكرة ، وهي كذلك معذبة مرهقة لا تريد إلا النوم ، فما هو نصيب أولادها منها خلال ذلك اليوم ؟ وما نصيب زوجها منها ؟ وما نصيب أعمالها المنـزلية ؟ وما نصيب أقاربها وأرحامها ؟ بل وما نصيبها هي من الراحة النفسية الآمنة داخل عش الزوجة ؟ بل أكبر من ذلك كله ما هو نصيبها من طاعة ربها حيث قال :[ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ] .

ويحق لنا أن نتساءل ..ألا يوجد ما هو أهم من هذه النوادي ؟ ألسنا بحاجة ماسة إلى مدارس للبنين والبنات ؟ ألسنا بحاجة إلى تغيير المدارس المستأجرة المتهالكة ؟ ألسنا بحاجة إلى مزيد من المستشفيات والمستوصفات ؟ كم من الضروريات نريدها ونحن إليها أحوج بكثير من هذه النوادي ..فهل من الحكمة أن نبدأ بهذه النوادي ونترك ما هو أهم وأنفع للعباد عامة وللمرأة خاصة ؟!!

أيها المسلمون : يجب أن نفرق بين هذه النوادي وبين أن من حق المرأة المسلمة أن تمارس من الرياضة ما يتناسب مع طبيعتها ولا يستدعي خروجها من بيتها ، وخصوصا وقد أضحت معروضات كثير من المكتبات زاخرة بكتيبات تتضمن برامج رياضية للنساء عموما ، فبوسع كل امرأة مهما كان مستواها الثقافي أن تستوعبها فهما وتحاكيها شكلا .

أيها المسلمون : لقد تكاثرت شبهات القوم في أهمية النواد النسائية والمطالبة بها فمن شبههم :

قالوا : ( المرأة قديما مما توفر لنا من معلومات في التاريخ الإسلامي كانت تشارك في المعارك لنشر الإسلام والدفاع عنه ولم يمنعها الدين فهي الفارسة التي دافعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرحت وطعنت لإعلاء كلمة الله )

والجواب : لقد حرص نساء الصحابة أن يتقلدن دور الجهاد الذي أنيط بكاهل الرجل ؛ فجاء التوجيه النبوي لهن كما يلي : تقول عائشة رضي الله عنها: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال : جهادكن الحج " رواه البخاري ، وعن عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَخْرُجُ فَنُجَاهِدَ مَعَكَ فَإِنِّي لَا أَرَى عَمَلًا فِي الْقُرْآنِ أَفْضَلَ مِنْ الْجِهَادِ ، قَالَ : " لَا وَلَكُنَّ أَحْسَنُ الْجِهَادِ وَأَجْمَلُهُ حَجُّ الْبَيْتِ حَجٌّ مَبْرُورٌ " رواه النسائي .قال ابن بطال : ( دل حديث عائشة رضي الله عنها على أن الجهاد غير واجب على النساء ، ولكن ليس في قوله :" جهادكن الحج " أنه ليس لهن أن يتطوعن بالجهاد ، وإنما لم يكن عليهن واجبا ؛ لما فيه من مغايرة المطلوب منهن من الستر و مجانبة الرجال ، فلذلك كان الحج أفضل لهن من الجهاد ) ، بل إن بقائها في بيتها وحفظها لعفافها تدرك بهذا فضل المجاهدين في سبيل الله تعالى كما أخرج البزار عن أنس رضي الله عنه قال : جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله تعالى فهل لنا عملٌ ندرك به فضل المجاهدين في سبيل الله تعالى ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " من قعد منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله تعالى " .وما ورد من قتال بعضهن إنما كان على سبيل الضرورة والدفاع عن النفس أو الدفاع عن رسول الله r كما جاء عن أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا فَكَانَ مَعَهَا فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذَا الْخِنْجَرُ قَالَتْ اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ .." رواه مسلم .والضرورة كما هو معلوم تقدر بقدرها .ثم أين الجهاد الذي يُحتج بمشاركة المرأة فيه في هذا الزمان والله المستعان ، ولو ارتفعت راية الجهاد لولى هؤلاء الكتابُ ومن ظاهرهم الأدبارَ ، كما قال الله تعالى عن أسلافهم : [ ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون ]



ومن شبهاتهم قالوا ( لقد وجه رسولنا عليه الصلاة والسلام تعليم أولاد المسلمين السباحةَ والرمايةَ وركوبَ الخيل )

والجواب : من خلال استعراض هذه الآثار تبين أنها ضعيفة ، ولم يصح منها شيء كما قال العلامة الألباني رحمه الله ، وقد ثبت موقوفاً عن عمر رضي الله عنه حيث قال : علموا صبيانكم العوم ، ومقاتِلَتَكم الرميَ .." الحديث رواه ابن حبان وصححه .

ولو سلمنا جدلاً بصحة الأحاديث فإننا لا نسلم صحة الاستدلال بها لأن كلام النبي r موجه إلى الأبناء دون البنات فقال : " علموا أبناءكم " والابن يراد به الذكر ومما يؤكد ذلك قوله في عقب الحديث : " ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل " .

و الشرع لا يمانع أن يتولى تعليم السباحة والرماية ونحوها ولي المرأة من آباء وأمهات ؛ لأن كلام عمر رضي الله عنه ـ المتقدم ـ كان موجّها لهم ..إذن فما الداعي لإيجاد هذه النوادي ؟ ويزداد خوفك والله إذا علمت عن الفساد العريض ، والشر المستطير الذي يحدث في المسابح والنوادي الغربية والعربية ، فنسأل الله تعالى أن يكفي المسلمين شرها .

ومما قالوه أيضا قولهم : (ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسابقته فسبقته ويمكننا على هذا أن نقيس أن المسابقة في الجري وهو لا شك نوع من الرياضة لم يمنعه أو يحرمه الإسلام للمرأة )

والجواب : نعم لم يحرمه الإسلام وهذا باتفاق العلماء إذا كان بلا عوض ، وقبل الخوض في التفاصيل لابد أن نعرف حديث عائشة الذي استدلوا به: فروى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة قالت : خرجت مع النبي r في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس : تقدموا فتقدموا ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك " ومن خلال الحديث تتضح الحقائق التالية :

أولاً : أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم تسابق إلا زوجها صلى الله عليه وسلم ولم يثبت أنها سابقت غيره .

ثانياً : أنه صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يتقدموا حتى لا تقع أبصارهم عليهما .ولم يكن هذا الأمر عارضاً إنما كرره صلى الله عليه وسلم مرة أخرى عندما سابقها ثانية مما يدل على أهمية هذا الأمر ولزومه .

ثالثاً : ليس القصد من هذا السباق هو الرياضة لذاتها ، إنما القصد هو التودد والتحبب بين الزوجين ويدل على ذلك المقصد تكرار الرسول صلى الله عليه وسلم للسباق مع عائشة عندما حملت اللحم .

رابعاً : لو كان السباق مشروعا عند الرجال الأجانب لما خُص الرجل بالرَمل في الطواف ،والسعي بقوة في بطن الوادي بين الصفا والمروة ومنعت منه المرأة إبقاء لحشمتها وحفاظا على حجابها ، وانعدام الفائدة منه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

الخطبة الثانية

ومما قالوه أيضاً من شبهاتهم قولهم ( جميعنا يعرف أن العقل السليم في الجسم السليم ..والتي لا تقتصر على الرجال فقط .. )


المنادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-02, 01:18 PM   #2

المنادي
سفير المحبة والوفاء

رقم العضوية : 103
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 1,024
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ المنادي

وهذه المقولة يرددها الكثير ،ولكن لو تأملها ذوو العقل السليم لعرفوا أنها مغالطة للحقيقة ، وليست قاعدة ثابتة ، فكم من أناس أجسامهم هزيلة ، وأبدانهم عليلة ومع ذلك عقولهم تزن أمة ؟ وماذا نفعت الأجسام وصحة الأبدان أولئك المجانين الذين امتلأت المشافي بهم ؟ لو أن أحدهم وكزك بيده لقضى عليك ؟ ولو استنطقنا التاريخ ليحدثنا عن أناس استطاعوا ـ بفضل الله ـ أن يحولوا عجزهم قدرة ، ونقصهم عطاء فأصبحوا يعدون قمما سامقة ، ومنارات عالية لحدثنا عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود فقد كان رضي الله عنه قصير القامة ، كانت قامته طول الرجل أثناء قعوده ، وكان الصحابة يعجبون من دقة ساقيه ، فهل عاش بدون عقل !! نظرا لقصر قامته وخفة وزنه ، عجبا لمن يهرف بما لا يعرف !!وحدثنا عن الإمام عطاء بن أبي رباح ـ رحمه الله ـ التابعي الجليل فقد كان ـ رحمه الله ـ أعور ، أشل ، أفطس ، أعرج ، أسود ،ثم عمي وقطعت يده مع عبدالله بن الزبير ..هكذا قال عنه مترجموه ولكن ماذا قالوا عن علمه وجلالته يقول أبو جعفر : ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء .وكم من العلماء في قديم الدهر وحديثه من فقد بصره وعمي في صغره وما ضره ذلك فإذا هو العالم الذي يشار إليه بالبنان ،كالشيخ الإمام محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ مفتي الديار السعودية سابقاً ، والشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ وغيرهم كثير .. وترى منهم الخطيب المصقع الذي يزمجر على أعواد المنابر فتصل كلماته إلى سويداء القلوب كأمثال الشيخ عبد الحميد كشك ـ رحمه الله ـ فعجبا لمن يتكلم بما لا يعلم ، ويهذي بما لا يدري !! يقول الشاعر :

فرب ضرير قاد جيلا إلى العـلا ،،،،،،، وقائده في السير عود من الشجر ْ وكم من كفيف في الزمان مُشَهّرٌ ،،،،،،، ليالـيهِ أوضـاح وأيامه غـررْ

ومن الأمثلة أيضاً التي تدل على ضعف هذه القاعدة ما نراه من أحمد ياسين منظم حركة حماس فهو رجل مشلول شللا كليا ومع ذلك هو يدير أمة ويحرك شعبا !!

وهذا غيض من فيض ، فهل بعد هذا يستطيع أصحاء الأجسام أن يدعو أنهم الأكثر اقتدارا وملكة وموهبة وإبداعاً ..؟وهل بعد هذا نقول : العقل السليم في الجسم السليم ؟!!

ومما قالوه أخيراً ( عند بدء تعليم المرأة في هذه البلاد واجه معارضة حادة من قبل الناس وعندما عرفوا قيمته تسابقوا إليه وسارعوا بتسجيل بناتهم ، وهكذا الأندية الرياضية النسائية )

والجواب :

أولاً : هناك فرق شاسع ،وبون واسع بين الأمرين فمعارضة الناس في ذلك الوقت للتعليم ليس لذات التعليم وإنما لأنه لم يكن يوجد في العالم الإسلامي آنذاك تعليم سالم من المخالفات الشرعية حتى يجعل قاعدة يقاس عليها ..فحصلت المعارضة بسبب ذلك ، وعندما اكتشف الجميع أن التعليم سيكون بصورة شرعية سارع الجميع لتعليم بناتهم لعلمهم بمدى أهمية العلم ومكانته .

ثانياً :أن معارضة الناس في ذلك الوقت كان له ثمرة عظيمة ، ومنفعة جليلة ..وهي ما تنعم به هذه البلاد من تعليم نفاخر به العالم.. ففي أي دولة في العالم يوجد تعليم لا اختلاط فيه من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية ؟!! فاعتراضهم جعلنا ننعم بهذه النعمة التي نحمد الله تعالى عليها ونسأله أن تستمر على ذلك .

ثالثا : أن أفعال الناس ليست بحجة في شرع الله تعالى فكون الناس فعلوا أو تركوا لا يعني ذلك حكماً شرعياً بالحلال أو الحرام ، فالحق ما وافق الكتاب والسنة ،والباطل ما خالفهما ولو اجتمع عليه الناس فإبراهيم عليه السلام سماه الله أمة في قوله تعالى : [ إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ] مع أنه وحده عليه السلام لأنه على الحق وقومه على الباطل ، ولو أصبحنا ننظر فيما صنع الناس لنصنع مثلهم لظللنا وانحرفنا ، فكم من الناس من يرتكب المعاصي والذنوب ؟ كم الذين لا يشهدون الصلاة جماعة ؟ كم الذين يأكلون الربا ؟ كم الذين يسمعون الغناء ؟ يقول الله تبارك وتعالى : [ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ] وقال :[ وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ] . ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على أن لا يكون الرجل منهم إمعة يقول صلى الله عليه وسلم :" لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن اساءوا فلا تظلموا" رواه الترمذي

ثالثاً : إن أضرار النوادي قد بدت لكل حاضر وباد ؛ حيث إن البلاد المجاورة قد سبقتنا إلى هذا البلاء ، وظهر أثر تلك النوادي على أخلاق وسلوكيات النساء مما يجعلنا في غنى عن الدخول في هذا النفق المظلم وكما قيل السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ غيره به .

رابعاً : أن أهل العلم في هذه البلاد المباركة قد بينوا حرمة هذه النوادي وعلى رأسهم الإمام عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ فقد أفتى بتحريم تلك النوادي كما في مجموع الفتاوى ، المجلد التاسع منها .

وختاماً ..هذه بعض المقترحات التي يمكن أن تعملها المرأة المسلمة لتحافظ على صحتها وتستغني بها عن هذه الأندية ، فمن تلك المقترحات :

1 ـ القيام بالأعمال الرياضية داخل المنـزل والمكتبات الإسلامية تزخر بالكتب التي يمكن الاستفادة منها في بعض التمارين الرياضية المهمة للمرأة .

وقد ( أكد فريق من الباحثين الأمريكيين أن الأعمال العادية التي يقوم بها الشخص يوميا في منـزلة كالكنس والغسيل والعمل بالحديقة والمشي ..لها فوائد التمارين الرياضية ، فهي تقي من انسداد الشرايين والإصابة بأمراض القلب .)

بل إن ممارسة التمرينات الرياضية في المنزل أكثر فائدة منها بالأندية ، وقد ( أظهرت دراسة أن ممارسة التمارين الرياضية في المنزل قد يكون أكثر فائدة من التمرين في ناد رياضي . وقد اكتشف الباحثون أن النساء اللواتي يمارسن الرياضة في المنزل يفقدن وزنا أكثر ويصبح شَكلهنّ أحسن من النساء اللواتي يمارسن التمارين في النوادي الخاصة .

وقد جاء في الدراسة التي نشرت في مجلة ( الاستشارات ) التي تصدر عن الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن النساء السمينات الخاملات بوسعهن مباشرة وتنفيذ برنامج للتمارين الأيروبية في المنزل . وقال الباحث موئيل سيرز : ( لقد أظهر البحث أن النساء اللواتي يبدأن ممارسة التمارين الرياضية في أجوائهن المنزلية أكثر احتمالا للاستمرار ببرنامج التمارين والمحافظة على خفة الوزن ، من اللواتي يتجهن إلى الأندية الرياضية )

وقال الخبير الفيزيولوجي ريتشارد كوتن الناطق باسم ( مجلس الأمريكي للتمارين ) إن المغزى القوي للدراسة هو أن ممارسة التمارين في المنزل لها قيمتها فعلا ، وأن الذهاب إلى النادي الرياضي يجده كثيرون غير مناسب ) وقد ( أكد استفتاء أمريكي أجري في ست ولايات أن 34 % من الفتيات والنساء لا يفضلن ممارسة الرياضة بشكل منتظم اعتقاداً منهن أنها تؤثر على أنوثتهن ، وتؤكد التقارير الصحية أن أعمال المنـزل العادية أفضل أنواع الرياضة التي تناسب تكوين المرأة )

2 ـ إذا كانت المرأة ترغب في رياضية المشي فيوجد الآن في الأسواق الآت للمشي عليها يمكن للمرأة الاستفادة منها ووضعها في المنـزل فتحقق بذلك رغبتها وهي في قعر بيتها بدون مضايقات المعاكسين ولا أضرار الشمس ولا غير ذلك وهي في أثناء ذلك يمكن لها أن تستمع إلى شريط هادف فتجمع بذلك بين مصلحتين التربية البدنية والتربية العقلية والنفسية .

3ـ الاستغناء عن الخادمات والقيام بالأعمال المنـزلية ومزاولتها لما لها من الأثر الفعال على جسم المرأة كما تقدم إثبات ذلك من خلال الدراسات التي أجريت .

4 ـ الاعتدال في الطعام والشراب فتصيب منهما ما تقيم به صلبها ، ويحفظ عليها صحتها ونشاطها ولياقة جسمها ، مستهدية بقول الله تعالى : [ وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ] [ الأعراف :31]

5 ـ لمزاولة رياضة المشي يمكن أن تزاولها في منـزلها ـ إن كان واسعاً ـ فإن لم يكن كذلك فيمكن مزاولتها في المنتزهات البرية البعيدة عن المدينة ، والبعيدة عن مضايقة الفضوليين .

6 ـ المواظبة على صيام النوافل إذا كانت بلا زوج ، وإذا كانت ذات زوج فلا تصوم وهو شاهد إلا بإذنه . أيها المسلمون : إنكم تواجهون حربا شرسة لإفساد محارمكم والعبث بهن ، فقوموا على أمشاط أقدامكم ، واتركوا الكسل والتقاعس ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تستفحل الشرور ، فتندموا في ساعة لا ينفع فيها الندم . ولا تثنيكم تلك التصريحات التي تنفي وجود نواد رياضية ، فإن ما نشر قبل أيام يدل دلالة واضحة على أن الأمر مقضيٌ بليل ، ومفروغ منه منذ زمن ، لذا كان لزاماً على المصلحين الإستيقاظ لما يراد بهم وعدم الغفلة عمّا يساقون إليه ، ومواصلة التحري حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .



المنادي


المنادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:14 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)