شيء من اللغة ..ظنُ

[align=center]شيء من اللغــة .. ظــــــنَّ




د. كامل جميل


ظنَّ فعل عربي يغلب عليه معنى الشك، والاية القرآنية اكدت هذا المعنى فقال سبحانه في سورة ا لحجرات: ''يا ايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم'' لماذا كان اثما؟ لانه شكوك في الناس تشك ان فلانا من الناس مخطىء، وما هو بمخطىء، تظن فيه الشر وانه فعل الشر والامر ليس كذلك، واليك الوصف الدقيق لهذه الكلمة أي كلمة (ظن)، قال سبحانه: ''ان يتبعون الا الظن، وان الظن لا يغني من الحق شيئا، هنا حضٌ على ترك الظن. ولكني أفاجأ بان هذا الفعل في بعض استعمالاته ليس كما غلب عليه في الاستعمال بين الناسو فهو يعني اليقين، قال المؤمن وهو يدخل الجنة كما يصور الموقف سبحانه وتعالى بكلماته الخالدة ''إني ظننت اني ملاقٍ حسابيه'' لقد ظن انه سيبعث ويخرج من الحدث ويوفض الى نصب أو كأنه نصب، فدخل بظنه الجنة، ولذلك عرف اهل اللغة ان كلمة (ظن) لفظ يشترك في معنين، مرة لليقين والاثبات، ومرة للشك والتوقع، ولذلك سميت (ظن) التي تضم النوهين من المعاني: ظن واخواتها أي هي الرأس. واذا درسنا الفعل من ناحية نحوية وجدناه ينصب مفعولية كما تنصب افعال العلم واليقين مفعولين مثل: ظننته صادقا ولكنه خيب ظني، احذف كلمة ظننته وضع بدلها (علمته صادقا ولكنه خيب ظني) اذن تنوب عن افعل العلم وواليقين، تنوب عن (علم) وعن (درى) وعن (ألفى) وعن وجد ورأى المتعلقين بالقلب الفؤاد، فقوله تعالى ''يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم'' هنا يرى للقلب والفؤاد، وتنوب ظن من رأى القلبية، كما نابت عن اخواتها: علم والفى ووجد، وتقوم ظن ايضا بعمل للشك، فهي تنوب عن حَسِبَ وخال وامثالهما، اذا يقع هذا الفعل على رأس طائفة من الافعال ايجابية وسلبية، أي منها ما يفيد الشك ومنها ما يفيد اليقين. وتجد في النحو ان الفعل (ظنّ) يأتي بعده (أَنْ) ويأتي بعده (أنّ)، ومعروف ان الحرف (أَنّ) للتوطيد، ولذلك اذا جاء بعد (ظنّ) الحرف المؤكد (أنّ) فان ظن تعني لليقين كأنها علم وورى الفى ووجد، ولكن ا ن جاء بعدها (أنْ) بدون تشديد، فانها عندئذ تفيد الشك، قارن بين: (م) قوله تعالى ''وظنَّ أنه الفراق'' وقوله تعالى: ''وحسبوا الا تكون فتنة'' اين الشك واين اليقين؟ انها اسرار من لغتنا الفذة وعساكم من الفخورين بها.


منقول[/align]