الفسيفساء : الحجر يروي سيرة اللون

[align=center]
الفسيفساء : الحجر يروي سيرة اللون




رسمي الجراح - عندما اهتدى السومرين الى رصف وتزيين ارضيات الغرف والقصور والقلاع لم يكن يعلمون ان ذلك الانجاز الذي بدا بسيطا سيكون صناعة ابداعية وفنا وحاجة لا يمكن الاستغناء عنها بحسب موقع سيرافي ارت وبعد ان ترك الانسان الاول الكهف وانتقل الى المبنى الذي شيده قاده البحث الى التخلص من الاسطح الترابية و الجدران العفنه ليكون ذلك انجازا بشريا .
أشاع بعد السومرين الرومانيون في القرن الأول قبل الميلاد استعمال الفسيفساء باللونين الأبيض والأسود فبرعوا بتصوير حياة البحر والسفن والأسماك والحيوانات بهذين اللونين و دخل فن الفسيفساء عصره الذهبي في العصر البيزنطي فاستعملوه في الكنائس والقصور والبيوت وادخلوا إليه الألوان المختلفة والزجاج والمعادن.
هي أحد أقدم الفنون التصويرية ويتم تشكيل اللوحة الفسيفسائية عادة من انتظام عدد كبير من القطع الصغيرة وعادة ما تكون ملونة التي تكون بمجملها صورة تمثل مناظر طبيعية أو أشكال هندسية أو لوحات بشرية أو حيوانية او نباتات او مشاهد دينية او حربية.
استخدمت الفسيفساء بشكل كبير في القرن الثالث والرابع الميلادي استخدمه القتبانيين العرب في القرن الاول قبل الميلاد الذين صنعوا اشكالا هندسية والفسيفساء الإسلامية كما بالجامع الاموي بدمشق وقبة الصخرة في القدس ، وقد مر تطور الفسيفساء بمراحل عديدة حتى بلغ قمته في العصر الإسلامي التي تعطينا خلفية واضحة عن تجليات الحضارة الإسلامية في عصورها المزدهرة.
اهتم الفن بتغير شكل الجدران و الارضيات بتفاصيل الأشياء والخوض في تلافيف أعماقها، نافذاً من خلال المواد الجامدة إلى معنى الحياة، إنه فن التلاحم والتشابك الذي عبر في دلالاته عن أحوال أمة ذات حضارة قادت العالم إلى آفاق غير مسبوقة من العلم والمعرفة.
استطاع الفنان المسلم بأدواته الخلاقة أن يترجم فلسفة هذه الحضارة في ألوان متعددة من الفنون الجمالية الراقية، التي يقف الفسيفساء في قمة هـرمها متربعاً على عرش الصورة الفنية المتكاملة، عبر قطع مكعبة الشكل لا يتعدى حجمها سنتيمترات من الرخام أو الزجاج أو القرميد أو البلور أو الصدف، وهو حجر ناطق يروي حكايات الماضي العتيق.
وتسرد المشاهد حكايات صاغتها أيدي الصناع المهرة على الجدار والقباب والأرضيات وغيرها فروت ماضيهم وكيف أن إبداعهم تجاوز حدوده وانطق الحجر فجمل المساجد والقصور والقلاع و الكنائس. الفسيفساء هو فن العصور الإسلامية بامتياز وقد أبدع فيها المسلمون فطوروا هذا الفن و تفننوا به و صنعوا منه أشكالاً رائعة جداً في المساجد من خلال المآذن و القباب وفي القصور و النوافير و الأحواض المائية عاد هذا الفن للظهور من جديد بصورة حديثة تواكب العصر .
و لعل أبرز ما دفع الناس حتى مع تطورنا و تقدمنا نحب بل نجبر أحياناً للعودة إليها فظهر فن الفسيفساء في المنازل و القصور و الأسواق الحديثة في أحواض السباحة في الحمامات وفي أشكال رائعة من اللوحات الجدارية الضخمة وحتى الشواري التي تسير عليها السيارات كان لها نصيب من ذلك الفن .
وانتقل الفن الذي بدا بقطع صغيرة ليكون قطعا كبيرة وليظل وجه الجدران الجديدة والارض التي ندب عليها في البيوت و القصور و المجمعات ، فقد انتقلت المصانع باكتشافها المواد المختلفة بالجدار و الارض الى ماهو اجمل من سطوح صماء كئيبه .
ومن اشهر الجداريات في الاردن لوحة فلسطين في مدينة مادبا الاردن وفي سوريا متحف فسفساء طيبة الامام في مدينةحماة والذى يحتوى على أكبر لوحة فسفساء تزيد مساحتها على 600 متر مربع و لوحة آلة الكرمة( ديونزيوس) في مدينة شهبا ، ولوحة الفصول الاربعة - ولوحة افروديت ربة الحب والجمال المدينة ذاتها ولوحة العشاء الاخير قلعة المرقب ولوحة الامزونات ولوحة الموسيقار الاسطوري مدينة شهبا ولوحة تالاسا ومتحف الفسيفساء في مدينة افاميا الاثرية ، وتضم الكثير من دول العالم لوحات في غاية الاهمية .



منقول[/align]

لميس
اشكرك لمجهودك الدائم
لاثراء صفحات المنتدى
بكل ماهو جميل وجديد

أشكرك جزيل الشكر أخي أحمد
الحمد لله رب العالمين هذا من فضل ربي
أسعدني جدا مرورك
لك مني كل الحب والتقدير