(التراشق ) يجسد الإحباط

[align=center](التراشق) يجسد الاحباط




كريمان الكيالي - نسعد بحبات المطر.. تطرق نوافذنا وابوابنا ..تلامس وجوهنا ...
معاطفنا وحقائبنا في حنو جميل ..ثم تتساقط من جديد ..تكتسح الارصفة والشوارع ..تروي ظمأ الارض والبشر..تجسد حالة من الخيروالحب..تمنح الحياة والبقاء والجمال والدفء ...
والى جانب المطر..يأتي الشتاء مزدحما بالكثير؛ مدافىء..مواقد حطب ..اكواب من الشاي الساخن..ملابس من الصوف..احذية طويلة..نزلات برد مزعجة تتنافس فيها وصفات الامهات والجدات الى جانب الادوية ..بيات شتوي اضطراري تجنبا لمخاطر الطرق او بحسب ماينصح الاطباء..
ويعد السير في اجواء ماطرة احد طقوس الشتاء الممتعة، والجميلة، رغم الشعور بالبرد..و لايفسدها سوى ''تراشق'' مقصود يقوم به بعض السائقين، فيقذف بالمياه المحملة بالاتربة ومخلفات الشوارع المارة او من هم على قارعة الطريق لتستقر على ملابسهم، و تضعهم في مواقف حرجة تستفزهم امام هذا الاستهتار والتعالي على الاخرين .
تستعيد ايمان ،45عاما، يوم زفافها بغصة '' مازلت اتذكر ذلك اليوم البعيد..كان ماطرا جدا..كنت اهم بالنزول من السيارة باتجاه احد صالونات التجميل حين فاجأتني سيارة مسرعة اقتربت مني، اغرقت وجهي وملابسي بمياه الامطار، حتى وصلت اطراف ثوب الزفاف الذي كنت احمله في كيس طويل ، فيما كان السائق يضحك، ربما كان معه اخرون، تملكني الغيظ ، هممت بالصراخ والبكاء، خلال لحظات توارت السيارة عن الانظار، مع كل ذكرى ليوم زواجنا استرجع ما حدث، كثيرا ما حدثت ابنائي عن ذلك الموقف الذي تعرضت له ذات يوم، فيضحكون وكأنني اروي لهم طرفة يتسلون بسماعها ...تعرضت وما ازال للكثير من هذه المواقف من بعض السائقين ، لكن ما حدث يوم الزفاف يبقى مختلفا..لن استطيع نسيانه برغم مرور السنين''.
وتقول آرام ، 20 عاما '' احب المطر لكنه اصبح مصدر ازعاج لي منذ التحقت بالجامعة، فكثيرا ما دخلت المحاضرات وملابسي مبلله بالطين، بشكل يثير الضحك والسخرية، بسبب تصرفات بعض السائقين. . زميلات لي يتعرضن لما اتعرض له من رشق بمياه الامطار من سائقي تاكسيات وباصات وزملاء معنا في نفس الجامعة.ومنهم يملك سيارات فارهة...ولاادري ما الذي يدفع لمثل هذه التصرفات الطائشه، أهي رغبة في التباهي ام لفت الانظار ام العجرفة على من ينتظر وسائط النقل العام؟ من يفعل ذلك يجب ان يعاقب بشدة ..
وتتفاوت ردود فعل الفتيات فهناك من تطلق الشتائم وهناك من تبتسم، فيما تتظاهر بعضهن بتسجيل رقم السيارة لتبليغ الجهات المعنية ..لكن هذا لايعني شيئا ..فالسائق ينطلق بسرعة كبيرة.
ويوضح سائق تاكسي ،35 عاما، ان ''السواقة لاتتطلب المهارة في قيادة السيارة فحسب، بل التحلي بالذوق والاخلاق في التعامل مع الاخرين، سواء كانوا ركابا ام مارة، ولايبيح جلوس الانسان خلف المقود الاساءة للغير ورشقهم بمياه المطر، ففي ذلك خروج عن التقاليد والاعراف قبل اي شيء اخر، لكن تضطرنا بعض المطبات التي لانتنبه لها احيانا أو ارتفاع في منسوب المياه بسبب عدم فتح بعض العبارات لرشق المارة دونما قصد..
وبينما يخالف كل مواطن يتجاوز اشارة حمراء، او حدود السرعة المسموح بها، اوالالتفاف في شارع عام، لايعاقب من يرتكب مثل هذه الاساءات بحق الاخرين..، ولعل تفعيل عقوبة (من يسيء التصرف مع مستخدمي الطريق) والتي يتضمنها قانون السير بالتعاون مع المخاتير او المتصرفين او رؤساء البلديات تسهم في وضع حد لاستهتار البعض وتعمدهم استفزاز الاخرين.
اما '' التراشق بالكلام '' فهو سلاح ذو حدين يتسع للكثير من مفردات القبول والرفض والمواجهة والتحدي والتنافس وتبادل الاتهامات بين العديد من الجهات، ويعتبر الاكثر تداولا في الساحة السياسية، في محاولة لكسب التأييد واضعاف موقف الخصوم ،.وفي الحملات الانتخابية يستخدم للتأثيرعلى شعبية المنافس ومصداقيته وتأييد الناخبين له .فيما تتحول العديد من برامج المناظرات الى استعراض لقدرات المتحاورين في ''التراشق '' وكيل التهم وكأنهم في مبارزة تبث على الهواء مباشرة .
هو محاولة لتحقيق الذات من خلال الاساءة للاخرين ، لاتجد لها تفسيرا سوى سلوك عدواني يقوم به البعض يعبر عن الاحباط والانانية وعدم احترام الاخر.وهو شائع .لانه اقل خطورة من غيره اذ يخلو من المواجهة والتبعات الاخرى والعقاب ..اما ذلك المرتبط بالكلام فهو اسلوب غير حضاري نراه في المنابر السياسية والمناظرات في بعض البرامج التي تعرضها الفضائيات والتي تكون اقرب ل''صراع الديكة'' ..فيما المطلوب انفعال حماسي في حوار تتجلى فيه لغة العقل والمنطق وفق ما يبين استاذ الاجتماع بالجامعة الاهلية ''د.عزمي منصور''.
لا احد يعلم متى وكيف ينتهي ''التراشق '' في حياتنا ،ونامل ان تكون خسائره بسيطة، كما حدث ذات يوم مع الفنان الشهير''عبد الحليم حافظ'' في بداية مشواره الفني حيث رشقه الجمهور بحبات البندوره عندما رفض اداء اغاني غيره من المطربين المعروفين في ذلك الوقت واصر على اغانيه فقط.


منقول[/align]

[align=center]عزيزتي لميس صلاح

هذه تصرفت لبعض السائقين فمنهم من يكون متعمدا
ومنهم يكون غير قاصد هذا الشي بس والله ببعض
الاحيان يكون عملا مضحكا عندما يكون مقلب باحد
الاصدقاء

شكرا لمواضيعك المميزه

العطره


سلام العبيدي[/align]

[align=center]لاهنا ننتقد المتعمد في رشق الماء
لما يسببه من إزعاج
الحقيقة صارت معي وكانت قوية
أشكرك جزيلا أخي العزيزسلام العبيدي
وأشكر مرورك
الحارة لك[/align]