الجزىء الثاني .. من حوارية الحب بين آدم وحواء

[align=center]قالت : بعودتك زادت لهفتي
وأطلقت العنان لخيالي وذاكرتي
لأكون معك
لن أتأخر عليك
كلّما طلبتني ستجدني أمامك
أحاورك … أرافقك …أباريك
أكون لك ظلّك وخيالك
أريد أن أكون هواك الذي تتنفّسه
أن أدخل إلى أعماقك
وأشغل جل تفكيرك
لا أريد أن يشاركني به أحد
قل ما شئت عنّي
قل أنني أنانيّة
قل أنني دكتاتوريّة
لا ضير في ذلك
طالما أنّ حبك ملك قلبي
لا أريد أن أخسرك
بعدما استردّيت قلبك
نعم أريدك
أريد أن تأخذني إلى عالمك
لم يعد لدينا وقت نضيّعه
لم يعد لدينا وقت نهدره
كفانا لوما وعتابا
كفانا لوعة واغترابا
باستطاعتنا أن نفتح صفحة جديدة
أن نعيش لحظات الغرام
أن نجعل أيّامنا كلها سعيدة
انتظرتك حتّى ملّ الانتظار منّي
وصبرت على بعدك
حتّى اشتكى الصبر منّي
يا من ملكت عواطفي
وخواطري والقصيدة
أمنيتي أن أعيش أيامي المتبقّية بقربك
أن أكحل ناظري برؤياك
أن أهزم كلّ الظروف العنيدة
أن أشعر بدفئك وحنانك
أن أقتل هذا البرد في قلبي ووريده
سيّد حرفي أنت
معك عشت هذا البوح الجميل
هي خاطرة كتبتها من وحي الخيال
كانت جوفاء صامتة
تحمل هموم قلب بات عليل
إلى أن أتيت وحركت المشاعر لدي
يا من ملكت روحي وعقلي وناظري
بدأت أنا بالخاطرة
وأنت وحدك من سينهي المحاورة
أنتظرك سيّدي
لك صفحتي عبّر بها .. واهمس لنبضاتها
وتأكّد قلمي سيرافق قلمك
وسيبحث عنك
حتى لو أصررت على الرحيل
قلت : أتراني أوقف قافلة الشوق وأرحل
أم أتجمّل بالصبر
مسافات تفرقنا
وعيون تحسدنا
لكنّي أؤمن أنّي فارس أحلامك
أأغالي في هذا !!!
أجيبيني أأغالي !!!
أحببتك… أحببتك …أحببتك
وحدّثني قلبي عن هذا الحب
عن مدن لا تبقى فوق الشط
لا يحضنها مد أو جزر
ويمتهن الليل نهارا
وتتحرّك أشواقي مرارا
وهذا الحبّ المتنامي في أعماقي
لا يحفل إلا بمحصّلة النصر
هذه مشاعري سيّدتي ترصدني
تحرّكني نحوك بالأمر
وهذا القلب المتعب لا أستبقيه
خذيه فقد ذهب إليك بلا عذر
صدقاً أتباهى بهذا الحب
لكنّي يا سيّدتي لا أغترّ
أواصل معركتي والصبر
وأخفي بين ضلوعي
حباً أبديّا
حباً أزليّا
فهل يمكن أن يتلاشى
هذا الإحساس أو يفتر ؟
لا … لا يمكن أبدا
حبّنا نقيّ طاهر
لا تهزمه عراقيل الدنيا
لن تكبو مشاعر صادقة
أو تتعثّر
حبّنا يا سيّدتي تغلغل في الأعماق
فلن يخسر
أحببتك في الماضي والحاضر
وغدا سأحبّك أكثر
يعتذر آدم عن التأخير
قالت: يكفي ... حرام
تشعل نيران قلبي الكايدة
حرام ... جف المداد
وحروف كلماتي طويتها
في ملفات آلامي المريرة
يكفي ... أخاف
يا حبيبي تحرمني
من جنّة احلامي الصغيرة
وتتغيّر نظرتي فيك
مثل ما انت في اعيوني الأمير
اجعلني بعيونك أميرة
لا تقول انّي انسحبت
ولا اتظن اني انهزمت
لكن يا الغلا اعترفلك
عجزت أجاري أحرفك
إنت بوحك من قلب عاشق
وأنا بوحي من وحي الخيال استعيره
وأفكاري شتّتتها
عثرات القدر وهمومي الكبيرة
قلت : ملهمتي ....
لم أكن أعلم أن حرفي
له وقع شديد
وأن الأماني التي أهملتها
ستولد من جديد
فكيف في نظم له إيقاع
تغريد الطيور !!
وله مزايا أنجم تتلألأ
في صمت السطور
فأي حبيبة أنت .....
يا نبض الوريد !!
من أين جئت ؟؟
وكيف ملكت أحرفي ومن أشار ?
أبلحظة غيث مستباح من السماء ?
أمطرت عشقا ومودّة وهوى ونار
يا من ملكت مشاعري وضح النهار
وأسرت وجداني في عذب الحوار
أعدل أن نتوقف ولا نكمل المشوار ?
أعذريني ليس من حقك أخذ القرار
وأنا الذي أتمنّى أن تجودي
من حلات البوح سحر وانبهار
قالت : إلى متى تحاصرني بغرورك ؟
لأشكو دوما ضيقة البال
إبتعد وارحم شعوري وشعورك
واترك عنك عقيم الجدال
أتظنّ بأنّي رهينة سطورك ?
وأنّ احتوائي سهل المنال
قد لا يعنيني عبق ورودك
فطبعي يرنو لطيب الخصال
ظروفي سيّدي تخالف ظروفك
فيها تفاوت بنهج المحال
فإذا استمال فضولي سكونك
وفكري تخطّى وحي الخيال
فلن أقبل منك جحودك
إذا ما كان الجحود سجال
هبني ملكت كلّ شؤونك
فكيف السبيل لحبل الوصال
همومي سيّدي داء همومك
همومي ضاقت منها الجبال
وحتّى دروبي تخالف دروبك
فلا تمتحنّي كفاني اعتلال
قلت : مغرور أنا لكنّنني
مسالم إذا ضمّتني عيونك
فكيف تزهوبحوري وسطوري ؟
إذا تناقض شعوري وشعورك
وكيف أهدم صروح الحواجز ؟
إذا خانتني معالم غموضك
بلحظة غدوت إلهامي ووحيي
فجودي عليّ بفيض مزونك
ظننت بالبعد تقرّين عينا
وروحك تهدأ وتغفو جفونك
مليكة حبّي أسرني ودادك
فلا تخدشي هوانا بظنونك
لا تسلبيني سعادة قلبي
وتكوي وريدي بنار صدودك
أراني اسير لرقّة همسك
فهلّا شرحت إليّ ظروفك
حوّاء عودي وأحيي التواصل
لو كنت حقّا تبرّي بوعودك
وعدتك أن لا يجفّ مدادي
وأن أبقى دوما أناجي حروفك
سعيد أكون إذا عانقت
عيوني جمال وروعة حضورك
فالقي بخوفك وسط ضلوعي
وهزّي جدار وصمت عزوفك
قالت : إليك أعود وإليك أهمس
بخالص ودّي وصدق نقائي
فلو تعارض حسّ المشاعر
تبقى رجائي وأمل شفائي
فاحتمل عبث وصمت العواذل
وخلّصني من ظلمات انطوائي
لو كنت أتعبت إحساس قلبي
فشوقك مسح حرّ بكائي
أو كنت للحبّ مصدر ألم
فدعه يصافح بقايا فنائي
حوارك عزف جميل وعذب
خدّر همسي ونال رضائي
فصل أوتار سيمفونيتي بودادك
واجعل وصالنا مهر بهائي
بدونك أعيش برودة قاتله
فخذني بدفئك وبدّد شتائي
ركود وملل وحزن ووهم
أراها تثير لديّ استيائي
سألقي بخوفي وسط ضلوعك
ليبقى حبّك كوكب فضائي
وأشبع جوعي وأروي عطشي
وأعلن أنّي نلت ارتوائي
اهمس وعبّر ولا تتوقف
ودعني أشتّت خوفي بدعائي
قلت : لأجل حوّاء أبوح بشعري
وأعصر فكري وأنقش ذكائي
فأنت العزيزة وأنت الحبيبة
وأنت الحظّ وأمل رجائي
يعزّ علي أن تهجريني
وريح العواطف تفرّق هبائي
لو كان بعدك فيه شفاء
لما طلب البعد سوائي
بصرت بما لا يخفى عليك
وأنت بصرت بكلّ خفائي
لأجلك تحدّيت كل البشر
وأيقنت أني لروحك فدائي
فإذا داهمك الخوف اطلبيني
لأعلن بين يديك انحنائي
حوّاء أنت بهجة عمري
وعطر لروحي ومسك ردائي
أعترف أنّك سكنت صمتي
وملكت حبّي ونلت ولائي
يا صبر إنّي أسير هواها
فارحم ولا تطيل شقائي
قالت :- حبيبي تعال ننسى جرح الزمان
وننسى معه كلّ صولات العذاب
تعال نفتّش في الدفاتر القديمة
يوم كنّا نسعى للعشق طلاّب
وخذ بيدي وابعد عنّي كلّ
أسباب الغمّ والشكّ والإرتياب
عاشقة أنا ومعالم الحب واضحة
بقلبي محفورة مثل نقش الخضاب
عاشقة أنا وآمالي دوما أبنيها
من خيوط الشمس ومزون السحاب
أوتظنّ بأنني بالغت حبيبي
وأنّ هذا الشعورمجرّد إعجاب ؟
أحاسيسي من رحم اليقين أستقيها
لا من وحي الخيال ولا السراب
أم تظنّ أنّ غيابك سهل عليّ
وأنني أقوى على هذا الإغتراب
كلّما غبت عنّي أشعر أنّ
آمالي بعودتك قد لا تجاب
فابقى بجواري وامنحني من حنانك
علّك تعيد لروحي نبض الشباب
قلت :- سأبقى بجوارك حبيبتي
وسأمسح عن عيونك
دموع الحزن وآثار اليأس والإكتئاب
سأبقى في جوارك وسأعمل جاهدا
على تذليل كلّ العقبات والصّعاب
لن أرضى بديلا عن حبّي لك
ولن أقبل بقوانين وأحكام الغاب
سأجعل حبّي يمطر الأشواق لك
يأتيك سحاب من خلف سحاب
ما ضاع انتظارك لي سدى
لا ولا رجاؤك بعد عمري خاب
سيكون لنا في الحياة شأن
وسنجني من دنيا الحظوظ نصاب
وسأجعل لك أيام عمري مروجا
تزخر بالورود ومذاقات الشهد والعنّاب
أوتظنّي أنني بعد اليوم أوافق
أن أراك من خلف حجاب ؟
إن كان هذا ظنّك فكيف
نطفىء الأشواق في حرّ الرضاب ؟
أو كان هذا رأيك فاعلمي
أنّك لم تحسبي للأشواق أي ّحساب
قالت :- القلب في الهوى اشتعل
والدمع ذاب في المقل
هيّا حبيبي لا تسل
أسقي الهوى واحيي الغزل
ماذا جنينا من الجدل ؟
غير العناء والملل
زمن البعاد قد أفل
والحزن من روحي رحل
إنّي أحبّك لا تسل
ولا تقول ما العمل ؟
صلنا حبيبي على عجل
يا أنقى وأنبل من وصل
قلت :- عنك ما أرضى بدل
فالموت أرحم لو حصل
الزّهر من دونك ذبل
والشعر من غيرك خذل
سبحان من أعطى وعدل
وأحيا في قلبي الأمل
هذا ودادي لك شمل
ما فيه إفك أو زلل
إنّي أراه كما الظلل
عشقا وشوقا قد هطل
الحبّ نهر من عسل
والحب منه ما قتل
إنّي أحبك ولم أزل
وفيض حبي قد اكتمل
قلنا :- ربّاه حقّق رجاءنا
وتمّم بالرضا وصالنا
واجمع بالمحبّة قلوبنا
واجعل كتابك رفيقنا
وبارك لنا أعمارنا
وابعد عنّا يأسنا
وشتّت شمل حسّادنا
وفرّج عنّا همّنا
وخفّف عنّا أوزارنا
وأعد إلينا صفائنا
وقرّب بين مسافاتنا
وسدّد خطا قدرنا
وزن بالصالحات أعمالنا
وبلّعنا غاية مرادنا


مع لكم
أسعد القصراوي[/align]

لى عودة بعد الفطار