الشوق الذي أرقني

[ALIGN=CENTER]الشوق الذي أرقني[/ALIGN]وضعت رأسي لأنام,فنهضت على التو هامة أشواقي,وأغلقت عيني لأنام فتفتحت عينا قلبي,فصرت النائم اليقظان.
ترسّمتُ الكتاب وعشقي الطلب.وطفقت ساعة أتململ في فراشي تململ مسحور,وأتقلب تقلب ملدوغ.أشرق خيالي فجأة في دلجة أرقي .تحركت نفسي وانبعثت خواطري انبعاث البراكين من مضاجعها.فجد ّنشاطي وشدّت حيويتي.صرت لاأدري كيف أصف لكم شوقي للكتاب وحبي له وهيامي به وتدليلي إياه.والله أحبتي مافتحت يوما كتابي إلا وانفتحت معه أبواب الجنان وإن كنت في قفر,وأشرقت فوق رأسي الشمس وإن كنت في غياهب الظلام.وأمطرتني السماء وإن كنت في أشهر الحرمان.وتمثلت لي الطبيعة الغنّاء,بحللها الخضراء..فتنة وسحرا.وما قلبت ورقة منه إلا وشنفت أذني حفيف الأشجار وروائع الأنغام.وطرّبت قلبي نسائم البحار وأسارير الظبا.أرأيتم أحبتي كتابا صامتا في مكانه الذي هوفيه كجثة هامدة.إن ناديته لايرد,وإن ضربته لايتوجع.فإذا تناولته أناملك ,وقلبت أوراقه عيناك,اهتز وارتج.وأرغى وأزبد,وقام وقعد,وغنى وأطرب,وأذكى وأشجى,وخطب وأشعر,وأخذ يعرض لك التاريخ,ويطوف بك الدنيا,فما تمر ساعة إلا والمكان من حولك غير المكان,وجدانك غير الوجدان.فإذا أنت سكران متعة ونشوة ومعرفة.أما وقفت على جدول مرة ورأيت ماحوله من حياة؟أما انتفض ساعتها بين جنبيك شيئا؟أما شدا قلبك؟وترنمت روحك؟ورفرفت خواطرك؟عجبا عجبا:كيف يقاوم قلب ضعيف كل مافي الطبيعة من فتنة وجمال وسحر؟! كم أنا مدين لك أيها الخليل الوفي؟والصاحب الذكي؟في زمن قل فيه الأوفياء,وعزّفيه الأتقياء.وصرت أناجيك كما ناجى المجنون ليلاه:
أحبك حب لو تحبين مثله
أصابك من وجد عليّ جنونُ.
ليت شعري ماأنت ؟لاتمل الصحبة ,ولاتضل الرفقة,ولا تشري الود بثمن بخس,وتضجر من طول الدرس.قلبك كبير,وأملك عظيم,وطبعك كريم,وغايتك شريفة.لاثكلتك نفسي ولا عدمتك عيني.
فآخرشيئ أنت في كل هجعتي
وأول شيء أنت عند هبوبي

مكرر