العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > واحة الزهـرة

واحة الزهـرة زهرة الشرق - غرائب من العالم - حوارات ساخنة - نقاشات هادفة - معلومات مفيدة - حكم - آراء - مواضيع عامة - أخبار وأحداث يومية من العـالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28-01-05, 12:03 PM   #1

هيفاء
سفيرة زهـرة الشرق

رقم العضوية : 1615
تاريخ التسجيل : Apr 2004
عدد المشاركات : 4,285
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيفاء
الشورى


من القيم الإنسانية والاجتماعية التي جاء بها الإسلام : الشوري .
ومعنى الشورى : ألا ينفرد الإنسان بالرأي وحده في الأمور التي تحتاج إلى مشاركة عقل آخر أو أكثر، فرأى الاثنين أو الجماعة أدنى إلى إدراك الصواب من رأى الواحد .

كما أن التشاور في الأمر يفتح مغاليقه، ويتيح النظر إليه من مختلف زواياه، بمقتضى اختلاف اهتمامات الأفراد، واختلاف مداركهم وثقافتهم، وبهذا يكون الحكم على الأمر مبنياً على تصور شامل، ودراسة مستوعبة.
فالإنسان بالشورى يضيف إلى عقله عقول الآخرين وإلى علمه علوم الآخرين، وفى هذا يقول الشاعر العربي :

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن برأي نصيح أو نصيحة حازم
ولا تحسب الشورى عليك غضاضة فإن الخوافي قوة للقوادم

وقد دعا الإسلام إلى الشورى في حياة الفرد، وفى حياة الأسرة، وفى حياة المجتمع والدولة .
الشورى في حياة الفرد:
ففي حياة الفرد يربى الإسلام المسلم إذا أراد أن يقدم على أمر من الأمور المهمة، التي تختلف فيها الوجهات، وتتعارض الآراء والرغبات، ويتردد فيها المرء بين الإقدام والإحجام، أن يستعين بأمرين يساندانه على اتخاذ القرار الأصوب .
أحد هذين الأمرين : رباني، وهو استخارة الله تعالى، وهى صلاة ركعتين يعقبها دعاء مضمونه أن يختار الله له خير الأمرين في دينه ودنياه، ومعاشه ومعاده .

والثاني: إنساني، وهو استشارة من يثق برأيه وخبرته ونصحه وإخلاصه. وبهذا يجمع بين استخارة الخالق، واستشارة الخلق. وقد حفظ المسلمون من تراثهم : ( لا خاب من استخار، ولا ندم من استشار) . وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يستشيرون النبي (صلى الله عليه وسلم) في كثير من أمورهم الخاصة، فيشير عليهم بما يراه صوابا أو أصوب أو أفضل. كما رأينا حين استشارته فاطمة بنت قيس في أمر زواجها، وقد أبدى الرغبة فيها رجلان : معاوية وأبو جهم. فقال لها : ( أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه) ! أي يضرب النساء. واقترح عليها أن تتزوج أسامة بن زيد . وكان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يستشير بعض أصحابه في أموره الخاصة كذلك . فقد رأيناه في أزمة (حديث الإفك) يستشير على بن أبى طالب، ويسأل أسامة بن زيد .

الشورى في حياة الأسرة::

وفى حياة الأسرة يدعو الإسلام إلى أن تقوم الحياة الأسرية على أساس من التشاور والتراضي. وذلك منذ بداية تكوين الأسرة . ولهذا رفضت نصوص الشريعة أن يستبد الأب بتزويج ابنته - ولو كانت بكرا - دون أن يأخذ رأيها. وأوجب التوجيه النبوي أن تستأذن البكر، وان كانت تستحيى، فجعل إذنها صماتها. فإن سكوتها عند عرض الأمر عليها دليل على الرضا والقبول .

وقد رد النبي (صلى الله عليه وسلم) بعض عقود الزواج التي تمت بغير إرادة البنت، لأن الشرع لم يجز لأحد أن يتصرف في مالها وملكها بغير إذنها، فكيف بمصيرها ومستقبل حياتها ؟! بل رغبت السنة آباء البنات أن يشاوروا أمهات بناتهن في أمر زواجهن، أي يشاور الرجل زوجته عند ترويج ابنتهما، وفى هذا جاء الحديث الذي رواه الإمام أحمد : ( آمروا النساء في بناتهن ). وذلك أن الأم أعلم بابنتها من الأب، فهي باعتبارها أنثى تعرف اتجاهها وعواطفها، والبنت تبوح لأمها عن أسرارها بما لا تجرؤ أن تبوح به لوالدها.

وبعد بناء الأسرة ينبغي للزوجين أن يتفاهما ويتشاورا فيما يهم الحياة المشتركة بينهما، وفيما يهم كل واحد منهما على حدة، وفيما يهم حياة ذريتهما ومستقبلها . ولا يجوز أن يستهان برأي المرأة هنا، كما يشيع عند بعض الناس، فكم من امرأة كان رأيها خيراً وبركة على أهلها وقومها. وما كان أحصف رأي خديجة وموقفها في أول ساعات الوحي، ودورها في تثبيت فؤاد النبي، والذهاب معه إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، ليطمئنه ويبشره. وكذلك رأي أم سلمة يوم الحديبية.

ومن الروائع القرآنية :التنبيه على ضرورة التشاور والتراضي بين الزوجين فيما يتصل برضاع الأولاد وفطامهم، ولو بعد الانفصال بينهما. يقول تعالى:( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين، لمن أراد أن يتم الرضاعة، وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف . . . )، إلى أن قال :( فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما ) .


توقيع : هيفاء


يا عندليب ما تخافش من غنوتك
قول شكوتك واحكي على بلوتك
الغنوة مش ح تموتك انما
كتم الغنا هو اللى ح يموتك

عجبي





زهرة الشرق
zahrah.com

هيفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-05, 12:05 PM   #2

هيفاء
سفيرة زهـرة الشرق

رقم العضوية : 1615
تاريخ التسجيل : Apr 2004
عدد المشاركات : 4,285
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيفاء

الشورى في حياة المجتمع والدولة:
أما الشورى في حياة المجتمع والدولة المسلمة، فقد جعلها القرآن من المكونات المهمة للجماعة المسلمة، وذلك في القرآن المكي الذي برسي القواعد، ويضع الأسس للحياة الإسلامية. فقد ذكر الشورى في أوصاف المؤمنين، مقرونة بمجموعة من الصفات الأساسية التي لا يتم إسلام ولا إيمان إلا بها. وهى: الاستجابة لله تعالى، وإقام الصلاة، والإنفاق مما رزق الله، وهذا ما ذكر في السورة التي تحمل اسم (الشورى) يقول تعالى ( وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)، إلى أن قال : ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون). والمراد بقوله (وأمرهم): الأمر العام الذي يهم جماعتهم، ويؤثر في حياتهم المشتركة . وهو (الأمر) الذي أمر الله تعالى رسوله بالمشاورة فيه. فقد قال تعالى في سورة آل عمران من القرآن المدني : ( وشاورهم في الأمر ) .

وقد جاء هذا الأمر من الله ورسوله بعد غزوة ( أحد)، التي شاور النبي فيها أصحابه، ونزل عن رأيه إلى رأى أكثريتهم، وكانت النتيجة ما أصاب المسلمين من قرح، وما اتخذه الله من شهدا ء: سبعين من خيار الصحابة، منهم حمزة ومصعب وسعد بن الربيع وغيرهم . ومع هذا أمر الله رسوله بالمشاورة لهم، ومعناه : استمر على مشاورتهم , ففيها خير وبركة، وإن جاءت النتيجة في إحدى المرات على غير ما تحب، فالعبرة بالعاقبة. وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) أكثر الناس مشاورة لأصحابه: شاورهم في غزوة ( بدر)، قبل القتال، وفى أثنائه، وبعده. ولم يدخل المعركة إلا بعد أن اطمأن إلى رضا جمهورهم . وشاورهم في (أحد)، فنزل عن رأيه إلى رأى الأكثرية التي رأت الخروج إلى القوم، لا القتال داخل المدينة. وشاورهم في (الخندق)، وهم أن يصالح (غطفان) على شئ من ثمار المدينة، ليعزلهم عن قريش، وأبى ممثلو الأنصار ذلك، فوقف عند رأيهم. وفى ( الحديبية ) شاور أم سلمة في امتناع أصحابه عن التحلل من إحرامهم بعد الصلح، فقد عز عليهم ذلك بعد نية العمرة. فأشارت عليه أم سلمة أن يخرج إليهم، ويتحلل من إحرامه أمامهم دون أن يتكلم، فما أن رأوه فعل ذلك، حتى بادروا إلى الاقتداء به .

والإسلام كما يأمر الحاكم أن يستشير، يأمر الأمة أن تنصح له، كما جاء في الحديث الصحيح : (الدين النصيحة . . . . . . . . لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ). وفريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة عامة، تشمل الحكام والمحكومين كافة، كذلك فريضة التواصي بالحق، والتواصي بالصبر، التي لا نجاة للإنسان من خسران الدنيا والآخرة إلا بها . فليس في المسلمين أحد أكبر من أن يوصى وينصح، ويؤمر وينهى. وليس فيهم أحد أصغر من أن يوصى وينصح ويأمر وينهى . وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يشار عليه بالرأي مخالفاً لرأيه فيأخذ به، ويدع رأيه الشخصي .

وقد بعث أبا هريرة يبشر الناس بأن : ( من قال - لا إله إلا الله - دخل الجنة ) فخشي عمر أن يفهمها الناس فهما مغلوطا، ويفصلوا الكلمة عن العمل، ولذا أوقف أبا هريرة، وبين للرسول خوفه من أن يتكل الناس على ذلك قائلاً : فخلهم يعملون، فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) :( فخلهم يعملون). وقال أبو بكر في خطابه السياسي الأول بعد توليه الخلافة، يبين منهجه في الحكم : ( إن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددونى. أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة إلى عليكم ) . وقال عمر : أيها الناس، من رأى منكم في اعوجاجاً فليقومني.
فقال له أحدهم : لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بحد سيوفنا !
فقال عمر : الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقوّم عمر بحد سيفه !

وقال له بعضهم يوماً : اتق الله يا عمر ا فأنكر عليه بعض من عنده أن يقول ذلك لأمير المؤمنين فقال عمر : دعه. لا خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نسمعها .
بل إن الرسول يشرع المعارضة المسلحة للأمير الفاجر بشرطين :
الأول: الانحراف البين عن منهج الإسلام في عقيدته أو شريعته، وهو ما أطلق عليه الحديث النبوي : ( الكفر البواح ). فقد أوصى الرسول (صلى الله عليه وسلم) من بايعه من أصحابه أن يصبروا على أمرائهم وإان استأثروا، بعض المكاسب الدنيوية دونهم، قال : ( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان).

والثاني: أن تكون هناك قدرة على إزالة المنكر، دون أن يترتب على إزالته منكر أكبر منه. وإلا وجب تحمل المنكر الأدنى مخافة وقوع المنكر الأعلى. بنا ء على قاعدة ارتكاب أخف الضررين، وأهون الشرين.

وعند هذا الخوف تنتقل المعارضة من القتال باليد، إلى السياسة باللسان والقلم، ثم إلى الإنكار بالقلب، وذلك أضعف الإيمان. وفى هذا جاء حديث ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وسلم): ( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها يخلف من بعدهم خلوف, يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ). والقرآن الكريم ينقل لنا صورة طيبة عن الحكم الذي يقوم على الشورى، ممثلاً في ملكة سبأ التي فاجأها كتاب سليمان عليه السلام يحمله الهدهد، فجمعت قومها وقالت: ( يا أيها الملأ افتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون، قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ، قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون، وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون … ) الآيات.

وقد انتهى هذا السلوك الشورى الحكيم بالملكة الرشيدة إلى أن أسلمت مع سليمان لله رب العالمين . فنجت ونجا معها قومها من حرب خاسرة، وكسبت بذلك الدنيا والآخرة.
وينقل القرآن صورة أخرى مظلمة عن الحكم الذي يقوم على التأله والتسلط، مثل حكم فرعون الذي قال للناس : ( أنا ربكم الأعلى )، (ما علمت لكم من إله غيري)، والذي لا يستشير في الأمور الهامة إلا بطانته الخاصة، كما رأينا ذلك في قصة فرعون مع موسى، حين حاور فرعون فأفحمه، فهدده بالسجن، فقال موسى: ( أو لو جئتك بشيء مبين ، قال فأت به إن كنت من الصادقين، فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين، قال للملا حوله إن هذا لساحر عليم، يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون ) . فهذه ليست استشارة حقيقية، لأنها تخص ( الملأ حوله) فقط، ثم هي استشارة موجهه، فهو لا يأخذ رأيهم في شأن موسى وماذا تكون رسالته، وما حقيقة أمره؟ بل حكم عليه قبل أن يسألهم الرأي: ( إن هذا لساحر عليم، يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره).

وقد بين القرآن حقيقة حكم فرعون، وموقفه من رعيته حين قال: ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم، إنه كان من المفسدين) . فهذا ( العلو) في الأرض هو ما نعبر عنه في لغة السياسة المعاصرة بكلمة (الطغيان). وقد كرر القرآن ذلك في وصف فرعون:( إنه كان عالياً من المسرفين ). ولم يكن علو فرعون وطغيانه على بنى إسرائيل وحدهم، بل على المصريين أيضاً، إذا خطر لأحدهم أو لفئة منهم أن يخرجوا عن خطة، ويتمردوا على ربوبيته. وهذا ما تجلى واضحا في موقفه من السحرة الذين جلبهم من كل صوب لينصروه على موسى،بعد أن تبين لهم، حين آمنوا برب هارون وموسى، بعد أن تبين لهم الحق من الباطل. ( قال آمنتم له قبل أن آذن لكم، إنه لكبيركم الذي علمكم السحر، فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى) .

وانظر إلى قوله: ( آمنتم له قبل أن آذن لكم ) إنه يريد أن يحجر على عقول الناس وقلوبهم، فلا يجوز لعقل أن يقتنع بشيء ولا لقلب أن يؤمن بأمر، إلا بإذنه وبعد تصريح منه !! لقد ذم القرآن فرعون، وذم القوى الدنسة المتحالفة معه، مثل ( قارون) الذي يمثل الرأسمالية البشعة الجشعة، التي لا ترى لأحد عليها حقا فيما يملك من مال. كما جسدها قارون بقوله: ( إنما أوتيته على علم عندي ). ومثل هامان الذي يمثل السياسيين النفعيين الذين يضعون قدراتهم الذهنية والتنفيذية في خدمة الطاغية الأكبر. فهو عقله المفكر، وساعده المنفذ !

كما شمل القرآن بالذم أموال الطغاة من الجنود الذين يعتبرون أدوات في أيديهم، يستقدمونها لجلد الشعوب وقهرها، ولهذا قال القرآن: ( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين). ويقول عن فرعون: ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم، فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) . وكلمة ( الجنود) تشمل كل أعوان الطاغية من عسكريين ومدنيين .

والقرآن يحارب الطغيان والاستبداد من عدة نواح:
من ناحية الحملة على الطغاة والمتجبرين في الأرض: ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) .
ومن ناحية الحملة على الأعوان المباشرين من الكبار مثل هامان وقارون أو الصغار مثل جنود فرعون. ومن ناحية ثالثة: الحملة على الشعوب التي تسلم قيادها للطغاة، دون أن تسألهم يوماً: لم ؟ أو كيف؟ بله أن تقول : لا، بملء فيها !.

لقد ذم القرآن قوم نوح على لسانه بقوله : ( رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً ) . وذم عاداً قوم هود بقوله : ( واتبعوا أمر كل جبار عنيد، وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة). وذم قوم فرعون بقوله : ( فاستخف قومه فأطاعوه، إنهم كانوا قوماً فاسقين). وعرض القرآن لنا صوراً جمة من مشاهد الآخرة، وفيها يتلاوم السادة الكبراء المضلون، وأتباعهم المضللون، ويتبرأ بعضهم من بعض، ويلعن بعضهم بعضاً، ويحاول كل فريق أن يلقى بالتبعة على الآخر.

ولكن الله يحكم على الجميع بأنهم من أهل النار. ( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً ). ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم، وما هم بخارجين من النار ).

إن أساس قبول القيادة السياسية للأمة في الإسلام هو: الرضا والبيعة الاختيارية. فمن رضيه المسلمون إماماً إي أميراً ورئيساً لهم، وبايعوه على ذلك، فهو الولي الشرعي الذي تجب طاعته في المعروف. وتجب المناصحة له بالحق، والمعاونة له على كل خير. والإسلام لا يحب أن يؤم رجل الناس في صلاة الجماعة وهم له كارهون، فكيف يقبل أن يقود رجل الأمة كلها في شئونها العامة، وهى له كارهة، وبه ضائقة، وعليه ساخطة؟ جاء في الحديث الشريف : ( ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً : رجل أم قوم وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان ).


هيفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-05, 10:03 AM   #3
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,779
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة

الاخت هيفاء

من القيم الإنسانية والاجتماعية التي جاء بها الإسلام : الشوري .
ومعنى الشورى : ألا ينفرد الإنسان بالرأي وحده في الأمور التي تحتاج إلى مشاركة عقل آخر أو أكثر، فرأى الاثنين أو الجماعة أدنى إلى إدراك الصواب من رأى الواحد .

ما أروعه من كلام لو طبق كثير من الولاة لهم بطانة خاصة والكل منهم يبحث عما ينفعه ضاربين بعرض الحائط ما ينفع الأمة وكل ما ينتج عنهم يصب بمصلحتهم 0

ما احوجنا للمشورة والرأى فحبذا لو نشر الأمر لأخذ الرأى من العامة فهناك من يجهله الكثير فتجديدن له رأى سديد 0 يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( شاوروهم فزوجوهم ) أنها حياتها مستقبلها فحبذا لو أخذ رأيها قبل تحطيم حياتها بمهدها 0

ما اروعها من حياة حين يكون الجميع مشارك بها أنها الشورة التى أصبحنا نفتقدها

شاكر لك طرحك ولك منى خالص التحية


حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-05, 10:20 AM   #4

هيفاء
سفيرة زهـرة الشرق

رقم العضوية : 1615
تاريخ التسجيل : Apr 2004
عدد المشاركات : 4,285
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيفاء

نعم عزيزي
لكن سياتي يوم ونعود كما كنا ان شاء الله
اشكر مرورك الذي يشرفني دائما
تحيه لك
محبتي


توقيع : هيفاء


يا عندليب ما تخافش من غنوتك
قول شكوتك واحكي على بلوتك
الغنوة مش ح تموتك انما
كتم الغنا هو اللى ح يموتك

عجبي





زهرة الشرق
zahrah.com

هيفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-05, 12:58 PM   #5

المهندس
العضوية الذهبية

رقم العضوية : 611
تاريخ التسجيل : Jan 2003
عدد المشاركات : 1,144
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ المهندس

استمتعت كثيراً اختي هيفاء بما عرضتي لنا من شرح واف للشورى في الاسلام

وسوف يزيد بهاء لو استطعتي ان تربطيها في واقعنا الحالي الذي لا يوجد به حكم على الشريعة الاسلامية عدى في المملكة العربية السعودية وكيفية تقريب الامر او الحل الاخر لتعويض الشورى كما كانت في السابق بالنظم الحالية واقصد النظم الوضية كمجالس واحزاب .


وتقبلي تحيتي واحترامي


توقيع : المهندس

المهندس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-05, 05:56 PM   #6

هيفاء
سفيرة زهـرة الشرق

رقم العضوية : 1615
تاريخ التسجيل : Apr 2004
عدد المشاركات : 4,285
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيفاء

عزيزي المهندس
كثير من القوانين التي نص عليها الدين تطبق في بعض الدول العربيه
الا شيء واحد الشورى التي لا تطبق في اي مكان في وطننا الحبيب
فلو كانت تطبق لما كان هذا حالنا
اما تطبيقها فهو اسهل مما تتصور
الانتخابات النزيهه اولا
والاهم هو وعي الشعوب وقدرتها على التفريق بين المرشحين من ينفع لرفع الامه ومن ياتي فقط لنفع شخصي له
الف شكر لمرورك
والباب مفتوح دائما للنقاش
تحيه لك
محبتي


توقيع : هيفاء


يا عندليب ما تخافش من غنوتك
قول شكوتك واحكي على بلوتك
الغنوة مش ح تموتك انما
كتم الغنا هو اللى ح يموتك

عجبي





زهرة الشرق
zahrah.com

هيفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:34 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)