باب الواشي من طوق الحمامة

[ALIGN=CENTER]باب الواشي[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][ALIGN=CENTER]ومن آفات الحب الوشي
وهو على ضربين[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER] أحدهما [/ALIGN][ALIGN=CENTER][ALIGN=CENTER]واش يريد القطع بين المتحابين فقط[/ALIGN]. [ALIGN=CENTER]وأكثر ما يكون الوشي فإلى المحبوب
وأما الحب فهيهات،
حال الجريض دون القريض.
ومنع الحرب من الطرب
شغله بما هو مانع له من استماع الواشي
وقد علم الوشاة ذلك
وإنما يقصون إلى الخلي البال
المتعتب عند أقل سبب.
وإن للوشاة ضروباً من التنقيل
فمنها أن يذكر للمحبوب عمن يحب أنه غير كاتم للسر
وهذا مكان صعب المعاناة، بطيء البرء
وهذا أمر يوجب النفار
فلو شاهدت مقام المحب في اعتذاره لعلمت أن الهوى
سلطان مطاع
وبناء مشدود الأواخي
وسنان نافذ
وربما ذكر الواشي أن ما يظهر المحب من المحبة ليست بصحيحة
وأن مذهبه في ذلك شفاء نفسه وبلوغ وطره
وهذا فصل وإن كان شديداً في النقل
فهو أيسر معاناة مما قبله
فحالة المحب غير حالة المتلذذ
وربما نقل الواشي أن هوى العاشق مشترك
وهذه النار المحرقة
والوجع الفاشي في الأعضاء
وإذا وافق الناقل لهذه المقالة
أن يكون المحب فتى حسن الوجه
حلو الحركات
مرغوباً فيه
مائلاً إلى اللذات
دنياوي الطبع
والمحبوب امرأة جليلة القدر سرية المنصب
فأقرب الأشياء سعيها في إهلاكه
وتصديها لحتفه
فكم صريع على هذا السبب،
وكم من سقى السم فقطع أمعاءه لهذا الوجه
وهذه كانت ميتة مروان بن أحمد بن حدير،
وموسى وعبد الرحمن، المعروفين بابني لبنى، من قبل قطر الندى
وفي ذلك أقول محذراً لبعض أخواتي قطعة، منها[/ALIGN]:[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
وهل يأمن النسوان غير مغفل = جهول لأسباب الردى متأرض
وكم واردٍ حوضاً من الموت أسود = ترشفه من طيب الطعم أبيض[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
والثاني واش يسعى للقطع بين المحبين لينفرد بالمحبوب ويستأثر به [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
وهذا أشد شيء وأقطعه
وأجزم لاجتهاد الواشي واستفادة جهده.
ومن الوشاة جنس ثالث
وهو واش يسعى بهما جميعاً
ويكشف سرهما
وهذا لا يلتفت إليه إذا كان المحب مساعداً
وفي ذلك أقول:[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]
عجبت لواش ظل يكشف أمرنا = ومابسوي أخبارنا يتنفس
وماذا عليه من عنائي ولوعتي = أنا آكل الرمان والولد تضرس[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][ALIGN=CENTER]ومن الوشاة النمامون
وإن النميمة لطبع يدل على نتن الأصل ورداءة الفرع
وفساد الطبع وخبث النشأة
ولا بد لصاحبه من الكذب
والنميمة فرع من فروع الكذب ونوع من أنواعه،
وكل نمام كذاب
وما أحببت كذاباً قط
وإني لأسامح في إخاء كل ذي عيب وإن كان عظيماً
وأكل أمره إلى خالقه عز وجل، وآخذ ما ظهر من أخلاقه
حاشى من أعلمه يكذب فهو عندي ماح لكل محاسنه
ومعف على جميع خصاله، ومذهب كل ما فيه
فما أرجو عنده خيراً أصلاً
وذلك لأن كل ذنب فهو يتوب عنه صاحبه
وكل ذام فقد يمكن الاستتار به والتوبة منه
حاشى الكذب فلا سبيل إلى الرجعة عنه ولا إلى كتمانه
و قال بعض الحكماء: آخ من شئت واجتنب ثلاثة:
الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك
والملول فشأنه أوثق ما تكون به لطول الصحب وتأكدها يخذلك
والكذاب فإنه يجني عليك

وقد استفاض ابن حزمفي ذم الكذب
والزجر عنه
وساق في ذلك أحاديث وآيات
ثم قال مخاطباً عبيد الله بن يحيى الجزيري
وكان طبع الكذب قد استولى عليه [/ALIGN][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
بدا كل ما كتمته بين مخبر = وحال أرتني قبح عقدك بينا
وكم حالة صارت بيانناً بحالة = كما تثبت الأحكام بالحبل الزنا[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]وفيه أقول قطعة منها:[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
أنم من المرآة في كل ما درى = وأقطع بين الناس من قصب الهند
أظن المنايا والزمان تعلما = تحليله بالقطع بين ذوي الود[/ALIGN][ALIGN=CENTER]وفيه أيضاً أقول من قصيدة طويلة:[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
وأكذب من حسن الظنون حديثه = وأقبح من دين وفقر ملازم
أوامر رب العرش أضيع عنده = وأهون من شكوى إلى غير راحم
تجمع فيه كل خزي وفضحة = فلم يبق شتماً في المقال أشاتم
وأثقل من عذل على غير قابل = وأبرد برداً من مدينة سالم
وكم حالة صارت بيانناً بحالة = كما تثبت الأحكام بالحبل الزنا[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
وفيه أقول قطعة منها:[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]أنم من المرآة في كل ما درى = وأقطع بين الناس من قصب الهند
أظن المنايا والزمان تعلما = تحليله بالقطع بين ذوي الود[/ALIGN][ALIGN=CENTER][SIZE=5][COLOR=blue

معاذ

هؤلاء الوشاة اشخاص يملا الحقد قلبهم
ربنا يعافينا من الصنفين

شكرا معاذ لامتاعنا فما زلنا نتابع معك رحلتك من خلال تلخيص طوق الحمامة

باقة ورد من نهى

الاخ الكبير

باب ممتع وشيق

يعطيك الف عافيه

[ALIGN=CENTER]الأخت العزيزة
تقـــــــى
لا شك أن الوشاة أناس ملأ الحقد قوبهم
فهم يوقعون بين الناس البغضاء
والشحناء
ولقد كتبت في قسم شخصيات وحكايات موضوع عن الوشاة
وسوف أكتب موضوعا آخر عن الوشاة أيضا
فانتظريه
دمت بود
[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]الأخ الحبيب
نجم الليل
تسرني متابعتك
ويسعدني تواجدك بصفحتي
تابع معي الرحلة في كتاب طوق الحمامة
دمت بود
[/ALIGN]

اخي معاذ

جميل جدا مانتابعه معك

دمت بخير

الأخت العزيزة
حيـــــاة
شكرا لحسن متابعتك
وأعتذر عن التأخر في الرد
دمت بود
تحياتي

أحي معاذ إختيار جميل وموفق وعلى العموم كتاب طوق الحما مة كتاب جميل وأنا شخصياً قرأته لك مني كل الود

الأخ العزيز
أنـــــــس
سامحني على التأخير
مع خالص مودتي

لاشك فى ان الوشاية من الصفات الزميمة
التى تقدح فى صاحبها
فالواشى
قد يكون حاقدا مستكثرا انعم الله على غيرة

او انة يستقل مااعطاة الله ويظن بأنة يستحق مالى غيرة

وكلاهما عدم التسليم بالقضاء والقدر
ومايسوقة الله من رزق لعبادة

الأخ الحبيب
أحمد المصري
شكرا لحسن متابعتك
وهذا منتظر منك
فأنت صاحب الإقتراح
بتلخيص هذا الكتاب
دمت بود

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الكريم معاذ على هذا الشرح الوافي والراقي
أحييك على روعة ما تقدمت به من فائدة للقارئ
أخيك في الله