العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > زهرة المدائن

زهرة المدائن مدن فلسطينية - تاريخ القدس - تراث فلسطين - شهداء فلسطين - الفلكلور الفلسطيني - أغاني فلسطينية - أخبار العالم - أخبار السياسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22-05-07, 08:00 PM   #1

المهاجر
عضوية متميزة

رقم العضوية : 119
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 305
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ المهاجر
من «سلام الشجعان» إلى اقتتال الضعفاء


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أعترف بأني مدين بحياتي لعرفات. لولا ميليشياه لأجهزت ميليشيا حافظ الأسد الفلسطينية (الصاعقة) على كل محرري الصحيفة التي كنت أعمل فيها في بيروت (1975).

كانت تنظيمات المقاومة الفلسطينية قد تحولت آنذاك الى ميليشيات مسلحة تقتتل، وتؤجل مقاتلة العدو لتقاتل الميليشيات اللبنانية في الحرب الأهلية. كان عرفات نظاما عربيا سلطويا قائما بذاته. والسلطة في السياسة العربية علاقة قوة مع الآخرين.

غير أن القوة وحدها لم تكن كافية لبقاء الأسد وعرفات طافيين على سطح السياسة والسلطة أكثر من أربعين سنة. وظف الأول حنكته في حبك شبكة علاقات "منظمة" مع الآخرين، يحلها ثم يعيد حياكتها حسبما تقتضي مصلحة نظامه. ووظف الثاني مهارته السياسية في نسج علاقة «فوضى منظمة» مع الآخرين.

الفارق بين الاثنين أن الأسد رجل قوة «منظم» تعرف بالضبط متى يكون معك، ومتى يكون ضدك. عرفات رجل الفوضى كان مستحيلا عليك أن تعرف أهو معك أو عليك. في هذه الفوضى العجيبة التي أحدثها عرفات في السياسة، تمكن من التعايش مع فوضى التنظيمات الفلسطينية على اليمين واليسار، وأن تبقى ميليشياه أقوى منها كلها مجتمعة.

الأهم من ذلك أن عرفات بدهاء فوضاه حافظ على استقلالية «فتح» عن النظام العربي. استقلالية عرفات كانت بمثابة مصداقيته الوحيدة لدى العرب والعالم، فيما اضطرت التنظيمات المنشقة عنه وتنظيمات الآيديولوجيا الى موالاة هذا النظام أو ذاك. لكن عرفات أخفق في منع النظام العربي من أن تكون لديه أيضا ميليشياه الفلسطينية.

كانت هذه الميليشيات الصورية «الرسمية» كارثة على النضال الفلسطيني، بتمزيقها وتحزيبها له، بل سببا من أسباب الاقتتال بين فصائله. مصر والسعودية كانتا أعقل العرب. لم تتورطا في تشكيل ذراع فلسطينية مسلحة لهما. لذلك احتفظتا الى الآن بعلاقة مع الفلسطينيين ذات مصداقية وتأثير كبيرين.

بعد عشرين عاما (1968 / 1988) من الاشتباك المسلح مع النظام العربي والنظام الاستيطاني الاسرائيلي، اقتنع عرفات بأن الحاضر العربي والفلسطيني غير قادر على إزالة اسرائيل. رفع عرفات شعار «سلام الشجعان»، و«خطف رجله» من حرارة مدريد إلى صقيع أوسلو ليعقد صفقة «العودة». الطريف أن الأسد في انطفاء توقّد ذهنه في أواخر أيامه، استعار من عرفات الشعار، لكنه آثر أن يغيب قبل أن يعقد «سلام الشجعان»، وترك ابنه ووريثه يتخبّط في حل «عقدة» الحرب والسلام.

لا حدود لقدرة هذا الرجل، عرفات، على فرض فوضاه حتى على الإسرائيليين، عاد عرفات (1994) إلى الضفة وغزة حاملا معه فوضاه وميليشياه وفساد بيروقراطيته. أقنع عرفات الإسرائيليين بأن فرض الأمن على 3.5 مليون فلسطيني في الضفة و1.5 مليون فلسطيني في غزة يحتاج إلى أحد عشر جهاز أمن وشرطة تضم أربعين ألف مخابراتي وشرطي. كلها تدين بالولاء له، وتتنافس على تزويده بـ "المعلومات" عن ولاء الفلسطينيين.

فرض عرفات على شعبه المحتل أعلى نسبة «أمنية» في العالم: رجل أمن لكل 125 فلسطينيا! كان ذلك إرهاقا شديد الوطأة على شعب فقير مناضل، شعب يتحمّل وطأة الاحتلال وأجهزته الأمنية والعسكرية. بعد نحو عشر سنوات من «سلام الشجعان»، وفي ظل الشكوك المتبادلة، حلّ شارون لغز عرفات بمحاصرته و«تمويته» ببطء. يشاء القدر أن يعيش شارون بعد عرفات لا هو حي فيُرجى، ولا هو ميت فيُنعى.

كان «الزعل» بين عرفات وإسرائيل فرصة مؤاتية لتقشر «حماس» جلدها الليّن المهادن للاحتلال وعرفات، ولتركب موجة المد الديني المتسيّس. ارتكب الحزب الديني أخطاء «انتحارية» فادحة أوصلت اليمين الإسرائيلي إلى الحكم. ثم غرز الحزب في شدقه أسنانا أمنية حادة لـ«عض» فتح التي أنزل بها غياب عرفات وتعب «المادة» ضعفا ظاهرا في نسيجها وقيادتها.

كان انحسار الاحتلال الإسرائيلي عن غزة نتيجة النضال الرائع للغزّيين فرصة مؤاتية لإعمار وتنمية أكثر بقاع العالم كثافة سكانية، ومن أشدها فقرا وبؤسا. كانت الفرصة أمام «حماس» سانحة لاستثمار أموال العرب في تقديم غزة إلى العرب والعالم مثالا للازدهار الاقتصادي.

بدلا من ذلك، دخلت «حماس» في سباق أمني مع «فتح». أنشأت «حماس» ميليشيا إضافية لحكومتها (القوة التنفيذية). تقاتلت الميليشيات وصولا إلى حرب دموية لا ترحم. مشهد مفجع في ذكرى النكبة (1948). تحول «سلام الشجعان» إلى اقتتال الضعفاء داخل قفص الاحتلال!

بات الولاء للتنظيم يسبق الولاء للمقاومة والوطن. تسييس الدين لا يمنع الحزب الديني أمام الله من التكاذب مع فتح: نقتل رفاقنا في حماس خطأ، ثم ننسب قتلهم إلى فتح أو للإسرائيليين. غابت قيادة عرفات القادرة على التحريض أو التهدئة. دخلت أميركا وإيران على خط غزة. في هجمتها المضادة في المنطقة، تسلح أميركا وتدرب وتمول ميليشيا عباس الرئاسية، وتحاول مع إسرائيل لَيّ ذراع حماس العسكرية، وحرّكت الدعوى في مجلس الأمن لملاحقة قتلَة الحريري، فيما تتأهب لمفاوضة إيران على اقتسام النفوذ في العراق.

انتهى سلام الشجعان إلى اليأس والخيبة. خلف اقتتال الضعفاء في أسبوع واحد أكثر من خمسين قتيلاً. كان تفوق حماس واضحاً. احتلت قواتها شمال غزة ووسطها، وقسماً كبيراً من مدينة غزة، وضربت مراكز العصب القيادية لفتح وقوات عباس. حتى صواريخ «قسام» باتت أكثر عددا ودقة وفاعلية.

لكن لا أمل لحماس في استكمال نصرها الأولي في غزة. لا «فتح» ستسكت. لا إسرائيل ستسمح. لا النظام العربي يقبل بـ «ميني» دولة اخوانية في غزة والضفة. الأردن يعود إلى الساحة الفلسطينية بقوة نادما على انسحابه الإداري والقانوني من الضفة في الثمانينات. يقترح الأردن فيدرالية قبل الدولة. عباس مُصر على الدولة قبل الفيدرالية. حماس تطالب بقوات عربية.

هل تلتقط مصر النداء؟ هل تعود مصر إلى غزة ؟ ربما، لأن مصر مبارك التي ترفض الترخيص لحزب إخواني في مصر, غير مهيأة للقبول بدولة اخوانية في غزة. هل تقبل إسرائيل بغزة مصرية، وبالضفة أردنية؟ قد تقبل لإبعاد شبح دولة فلسطينية لا تجد في عباس مفاوضا قادرا على المشاركة في تحديد حدودها وسكانها، ورئيسا حازما في مواجهة المد الاخواني والاختراق الايراني.

كسر الاقتتال الفلسطيني الحاجز النفسي الذي كان حائلا دون سفك دم الإخوة والرفاق. اتفاقات التهدئة لن تمنع تجدد القتل بعدما بات حمل السلاح هدفاً لا أداة للمقاومة. الحل الوحيد أمام الفلسطينيين هو العودة الى اتفاق مكة، وتمكين عباس وحكومة الوحدة الوطنية من فرض الأمن على «زعران» الشارع.

لا أمن لسلطة فلسطينية تفرضه أجهزة متخمة برجال "فتح"، أو ممتلئة برجال «حماس». أمن الدولة، أية دولة، يجب ان يكون مستقلا ومحايداً وعادلاً. لا استقلال لشعب أو مجتمع غير آمن. الأمن يتقدم على السيادة، لأن الحياة أغلى من التراب. حياة الإنسان المدني أغلى من التنظيم والحزب. إذا كان هناك شك، فلنسأل إخوتنا المدنيين الفلسطينيين في غزة الذين يقصفهم العدو من الجو، ويقتلهم رصاص «زعران» النضال والجهاد على الأرض، ويقنصهم من أعلى المباني.

لا أخشى على الضفة وغزة من حرب أهلية. لا حرب أهلية فلسطينية. ليست هناك مذهبية تخنق وتخطف وتقتل، ثم ترفع أذرعها ضارعة أمام أضرحة الموتى. ليست هناك طائفية تقتتل باسم الوطن أو الدين. هناك حزب يغيِّب الأمن باسم الدين، وأجهزة أمن تغتال الأمن.

- غسان الإمام


توقيع : المهاجر
العين بعد فراقها الوطن
............ لا ساكنا ألفت ولا سكنا


" لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم،
لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم"


كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفع ... ترمى بحجر فتعطي أحسن الثمر

المهاجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-07, 07:49 AM   #2
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: من «سلام الشجعان» إلى اقتتال الضعفاء




نسأل الله أن يهدي الجميع لما به صالح لوطنهم ومستقبل أبنائهم

فهزيمة الأوطان من تفرقة الأخوان بوركت لهذا الشرح الوافي

أخي الغائب الحاضر المهاجر . تحيتي لشخصك الكريم


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-07, 09:10 AM   #3
 
الصورة الرمزية جارة القمر

جارة القمر
جيل الرواد

رقم العضوية : 2617
تاريخ التسجيل : Mar 2005
عدد المشاركات : 4,783
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ جارة القمر
غير سعيد رد: من «سلام الشجعان» إلى اقتتال الضعفاء


ماذا إستفاد الشعب الفلسطيني من هذه السلطة والحكومة الا القتل والدمار والفوضى والفقر

يا ريت لو تنحل السلطة والحكومة الفلسطينية برمتها وبكفينا كذب وخداع وتمويه

أصبحنا أضحوكة للعالم وأكثرها طبعا إسرائبل وحليفتها أمريكيا

وآآآآآآآه يا وطن

تحيتي يالمهاجر.....


توقيع : جارة القمر
[align=center][/align]


زهرة الشرق
zahrah.com

جارة القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-07, 09:20 AM   #4
 
الصورة الرمزية حــــر

حــــر
محرر في زهرة الشرق

رقم العضوية : 2410
تاريخ التسجيل : Nov 2004
عدد المشاركات : 2,204
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حــــر
رد: من «سلام الشجعان» إلى اقتتال الضعفاء


بات الولاء للتنظيم يسبق الولاء للمقاومة والوطن. تسييس الدين لا يمنع الحزب الديني أمام الله من التكاذب مع فتح: نقتل رفاقنا في حماس خطأ، ثم ننسب قتلهم إلى فتح أو للإسرائيليين. غابت قيادة عرفات القادرة على التحريض أو التهدئة. دخلت أميركا وإيران على خط غزة. في هجمتها المضادة في المنطقة، تسلح أميركا وتدرب وتمول ميليشيا عباس الرئاسية، وتحاول مع إسرائيل لَيّ ذراع حماس العسكرية، وحرّكت الدعوى في مجلس الأمن لملاحقة قتلَة الحريري، فيما تتأهب لمفاوضة إيران على اقتسام النفوذ في العراق.

لفت انتباهي هذا الجزء من المقال .. فهذا باختصار مايحصل الان .. الولاء للتنظيم انسانا علم بلادنا

وباختصار .. الشعارات للاسلام .. والحقيقه الجميع يبحث عن المناصب والكراسي ..

والشعب ماكل "هوا"

يعطيك العافيه اخوي المهاجر ..


توقيع : حــــر
بكيت وهل بكــاء القلب يجدي فراق أحبـــتي وحنيـــــن وجدي
فما معنى الحيـــاة إذا افترقنـا وهل يجدي النحيب فلست ادري
فلا التذكار يرحمني فأنســى ولا الاشواق تتركنــي لنــومــي
فراق أحبتي كم هــز وجدي وحتى لقائهم سأضــــل أبكــــي

أبي وأمي .. رحمكم الله وجعل مثواكم الجنان .. اللهم ءامين


زهرة الشرق

حــــر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:07 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)