مقومات العصر لبني صهيون

قرأت كتابا للباحثة الدكتورة صفاء محمود عبدالعال اسمه (التعليم العلمي والتكنولوجي في إسرائيل) وهو كتابا صادر في عام 2002 وفيه رصد لمقارنات بأرقام وحقائق بين إسرائيل والعرب.

فحينما نقول إسرائيل تتغلب عسكريا علينا فان الكثير لا يمعنون في وراء هذا التغلب سوى دعم أمريكا والغرب وأجوبة مشتتة للقوة العسكرية اليهودية دون الأخذ بالكيان المدني لهم, على الرغم من اعتماد صناعة السلاح على العلم والمعرفة. فسوف اعرض بعض الأمثلة للتطور المدني لإسرائيل كما بينتها الكاتبة.

- زادت صادرات إسرائيل من المنتجات الإلكترونية من نحو مليار دولار في عام 1986 إلى 6 مليارات دولار في عام 1999.
- طوّرت إسرائيل استخدام الطاقة الشمسية ووسعت في استخدامها في تدفئة المنازل والأغراض المختلفة حتى وصلت إلى توظيف مليون وحدة طاقة شمسية في الفنادق والمصانع مما أدى إلى توفير مليار وثلاثة أرباع المليار دولار كل عام , إضافة إلى تصدير هذه الطاقة ومنتجاتها إلى الخارج.
- أحرزت إسرائيل مستوى عالميا في المجال الطبي وبخاصة في البيوطبية والهندسة الوراثية وأجهزة الاتصالات والكيماويات فائقة المستوى وآلات الموارد الطبيعية البديلة مثل مصادر المياه الضئيلة, وتطوير أجهزة الحاسب ومنتجات البيومعلمات(البيولوجيا والمعلومات) والصناعات الكثيفة العلوم ذات الأبعاد الإستراتيجية.
- تهتم إسرائيل الآن بصناعة النانوتكنولوجيا وهي التكنولوجيا الفائقة الدقة والتي تقوم على دقة المنتج وصغر حجمه وتوفير الطاقة الاستهلاكية له, ويعتبر الألماس هو انسب اختيار لتصنيع هذه الأجهزة. ولقد تجاوزت صناعة الألماس في إسرائيل الأربعة مليار دولار في عام 1995 حيث أنتجت 80% من الإنتاج العالمي (ويبدو أن أغلب قطع الماسات وخواتم نساء العرب الأثرياء مصدره هذا الإنتاج).
- في فترة الثمانينيات استطاعت إسرائيل أن تنتج حاسبة متقدمة أسميت بـ الياك 2000 اعتبرها الخبراء خطوة إلى الأمام على مستوى الإنتاج العالمي للحاسبات وتطورها ومازالت تطور وتصنع هذا المنتج من احدث إلى احدث.
- نظمت وزارة العلوم والتكنولوجيا بها مشروعاً مرتبطاً بشبكة عالمية لصناعة الفضاء تجارية وذات إمكانية فائقة وتبلغ تكلفتها السنوية بليون دولار.

هذه بعض الأمثلة , ولكن كيف فعلت ذلك وهو:

أن اليهود انتبهوا للعلم والتكنولوجيا قبل إنشاء دولتهم لإيمانهم بأنها مصدر القوة وهي الجالبة للقوة العسكرية والمدنية سواء.
ففي عام 1819 سعى القائمون على الحركة الصهيونية أن تكون كل مؤسساتهم ذات طابع علمي وتمثل نشاطاتهم, بداية في تأسيس جمعية الثقافة والعلم التي تقوم على إعداد برامج البحث والتطوير في العلوم التطبيقية الأساسية ووفي عام 1913 في المؤتمر الصهيوني الحادي عشر نشطت فكرة إنشاء مؤسسة للتعليم العالي لتكون مركزاً علمياً وثقافياً , فكانت الجامعة العبرية في عام 1918 وفي عام 1924 افتتح معهد (التقنيون) للهندسة التطبيقية في حيفا, والمعهد الزراعي القومي(1920) ومحطة بحوث الزراعة في تل أبيب(1921) ومركز الصحة العبري(1924) والمعهد الميكروبيلوجي(1924) ومعهد وايزمان(1934) والمعهد البيطري(1925).
فجميع هذه الخطوات سبقت قيام دولتهم (لعنها الله وشتتها ) فهي وضعت البنية التحتية لدولتهم لتقوم على العلم والتكنولوجيا وأخذت تتطور إلى أن وضعتهم في مصاف الدول العظمى في التطور العلمي.


طبعاً هذه البنية التحتية لم تقم لولا إرساء قواعد العلم والتفكير ومنهج تعليم العلم والتكنولوجيا ومتابعته بإصرار بمنطق الاستثمار العلمي ذو مردود أكيد على مستوى الأمن القومي والاقتصاد والربح. فبعد قيام دولتهم (1948) بدأ تنظيم مشروع( أورت 2005) للتعليم المهني بهدف ربط التعليم بسوق العمل ومشروع (تمدا 1998) الذي اعتمدته حكومتهم في منتصف الخمسينيات لإدخال التعليم المهني لكل المؤسسات التربوية ودمجها في العصر العلمي الحديث.

فقد اخذ باب التطوير العلمي 2.4 % من ميزانية الدولة وتعتبر من أعلى النسب في العالم بينما لم تكمل الواحد لدى الدول العربية, وبلغت تكلفة الفرد في سن التعليم لديهم (2500 دولار) بينما لم تتجاوز (350 دولار) كمتوسط في الدول العربية, وطبعاً ساهم منهج الابتكار لديهم وتبادل المعلومات العالمية والزيارات العلمية في جميع أقطار العالم ونسج العلاقات العلمية الوثيقة بأبرز العلماء العالميين والمعاهد إلى تطور ملحوظ , ولعل البحث والنشر العلمي للعلماء الإسرائيليين وصل إلى 1% من إجمالي البحوث العالمية المنشورة حيث بلغ 10206 بحث بينما إجمالي المنشور للعلماء العرب هو 6625 بحث, أما في مجال نشر الكتب فقد باعت إسرائيل في عام 1997 ما قيمته (12) مليون كتاب أي بمتوسط ثلاثة كتب لكل شخص وبلغت الكتب المترجمة في العام ذاته (1.2) مليون كتاب لكل مليون نسمة في العالم العربي, بينما بلغت (100) كتاب لكل مليون نسمة في إسرائيل.
وبالمناسبة فإن اي عالم يهودي في العالم يعتبر إسرائيلي ويمنحونة الجنسية الإسرائيلية, وأيضا لكل عالم يجد فرصة عمل بدولة ما فانهم يعتبرونة إعارة ويساعدونه في بحوثه لكي يزودهم بعلمه ونظرياته ولا يرمونه كالعرب عندما تنفي علمائها وعقولها.

هذه بعض المقارنات وكيف كانت مقومات إسرائيل أما نحن فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وانشالله لي وقفات مع مقوماتنا العربية وكيفية هدرها بداية في الفقر والبطالة والجهل

ولكم

[gl]على الموضوع الاكثر من رائع [/gl]

طبعاً هذه البنية التحتية لم تقم لولا إرساء قواعد العلم والتفكير ومنهج تعليم العلم والتكنولوجيا

مرحبا اخي المهندس اختيار موفق

للاسف العرب لانعرف ماهي هي البنيه التحتيه التي اسس لها طول هذه الفتره من النكسات ..!

اخى المهندس لك كل تحية واحترام على هذه المعلومات الجيدة
واضيف والخافى اعظم وللعلم فأن اسرائيل تصدر تكنلوجيا وطائرات ومعدات حربية لحلفائها
ونحن العرب مكانك راوح -اكل ونوم واشباع غرائز وكأن ما يحدث حولنا لا يعنينا
كثير ماأسأل نفسى حين اضع رأسى على الوسادة ماذا سيحدث غدا ؟ ان مايحدث من استعمار بالبلدان العربية ليس ببعيد عنا خاصة واننا لم نقدم لهم شىء
فمتى تفيق العرب الى حالها؟ ومنا الى الجامعة العربية