العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الأسرية }{}< > حواء وآدم

حواء وآدم الحياة الزوجية - العلاقات الرومانسية للمتزوجين - فن الحب في العلاقات الزوجية - نصائح للسعادة بين المتزوجين - نصائح للمقبلين على الزواج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-05-05, 03:13 PM   #1

ملاك
عضوية متميزة

رقم العضوية : 1842
تاريخ التسجيل : Jul 2004
عدد المشاركات : 252
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ ملاك
ثقافة الجسد!! / د. نورة خالد السعد



الرياض / ما تصدره النظرية النسوية التي استخدمت حركات تحرير المرأة في الغرب والحركة النسوية المعاصرة، من قضايا خاصة بالمرأة ابتداءً من المطالبة بإلغاء دور الوالدين في اختيار شريك الحياة لأبنائهما وليس انتهاءً بإلغاء الأماكن المخصصة للرجال وأخرى للنساء. بل جعلتها عامة للاثنين دون تمييز بينهما، أي إلغاء النوادي الرجالية والنوادي النسوية، أو محلات لممارسة الأنشطة النسوية وأخرى لممارسة الأنشطة الرجالية.. وإلغاء نظام تقسيم العمل القائم على الاختلافات النوعية - الجنسية.

وهذا يعني إلغاء تخصيص أعمال خاصة بالرجال وأخرى بالنساء وأن المرأة يمكنها القيام بأعمال يقوم بها الرجل وفي المقابل تحويل الرجل من العمل الذي كان يعمل فيه إلى عمل كان مخصصاً للمرأة.. ومن يتابع ما يعلن من توصيات في نهاية المؤتمرات العالمية للمرأة أو للطفولة وحتى للسكان والبيئة سيجد تمريراً لبعض بنود اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وأخص منها البنود التي تلغي شكل الأسرة وتمثل انتهاكاً لشرعيتها وللدور الأمومي للمرأة وإلغاءً لمفهوم (العفة) ليس في نسقنا الإسلامي فقط ولكن في معظم المجتمعات المحافظة.

.. والمطالبة بمنع التمييز ضد المرأة واجهت رواجاً وترحيباً من قبل الأمريكيين مثلاً في بداية ظهورها كشعار ومواثيق عالمية وخصوصاً عندما قارنت التنظيمات والحركة النسوية الأمريكية هذا التمييز بالتمييز العنصري السائد في المجتمع الأمريكي وذلك من خلال الاختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة وبين الأبيض والزنجي أو الملونين (الأصفر والأسمر والأحمر) التي ولدت بينهم مسافات نفسية واجتماعية أدت إلى تمايز مماثل في موقع وأدوار كل منهم أي بين الأبيض والأسود وبين الأبيض والأصفر أو الأسمر.. وجميعنا يعرف كيف كانت لوحات التنبيه التي توضع عند المطاعم أو بعض النوادي والمحلات الأمريكية والتي تؤكد على (ممنوع دخول السود والكلاب)!! ورغم اختفاء هذه اللوحات من المجتمع ولكنها لم تختف تماماً من ذهنية معظم الأمريكيين .. ومن يتابع الأفلام أو الدراسات يجد أنها لا تزال تمثل عائقاً عنصرياً بينهم وبين من يختلف عنهم (لوناً أو حتى عقيدة)!!

وما يعيشه المجتمع الأمريكي الآن من تغييرات نفسية وإجراءات قانونية بعضها يحبس حرية ليس الأجنبي أي غير الأمريكي، بل حتى للأمريكي نفسه.. رغم وجود المؤسسات المدنية والقانونية المتجذرة في بنية المجتمع ديموقراطياً.

.. هذا الاهتمام بإلغاء التمايز بين الرجل والمرأة امتد إلى مفاهيم الجسد في النسق الثقافي في المجتمع.. فقد أصبح (الجسد) في جميع حقول الحياة الاجتماعية مركز بعض الاهتمامات التكنولوجية والأيديولوجية على نطاق متزايد، وأصبح الجسد في حضارة الغرب موضوع بحث واختبار واستثمار سواء كان في الإنتاج أو الاستهلاك أو أوقات الفراغ أو في التمثيليات وأفلام السينما والإعلام بشكل عام.. وكما يذكر د. معن خليل عمر في دراسته عن علم اجتماع الجسد.. ونشوئه في الغرب حالياً.. أن الحضارة عادت إلى تكريم الجسد بعد أن كانت ترتكز على كبته وأن الثقافة التي شيدت بفضل التخلي عن الجسد والتخلي عن الغرائز لا سيما الجنسية منها - كما كانت في النسق الكنسي - قد تحولت إلى ثقافة جسد وإلى التمجيد الخفي للغرائز وإعلائها عن طريق الجسد.. وأن (علم اجتماع الجسد) ينظر إلى الجسد كمرآة اجتماعية لا كجسم بشري، ليدرسه من خلال صوره الاجتماعية المعبرة عن انطباعات واستجابات لإيقاعات الحياة الاجتماعية العصرية وليس من خلال تشريح أعضائه..

(الجسد) كان مركزاً لاستقطاب القادة العسكريين في بناء الأجسام القوية المحاربة.. وبالطبع هو محور للاستهلاك والإنتاج السلعي.. بل هو مهم لمن يستثمره في استقطاب المؤسسات التجارية والرياضية والذوقية العصرية المتخصصة في المأكل والمشرب والملبس.. والتعامل مع (الجسد) هنا وفي ثقافة الغرب الحديث يلغى تماماً. ماذا تعني الأخلاقيات في التعامل مع (جسد الإنسان) وليس (الجسد) فقط!! ومن خلال (ثقافة الجسد) اسقطت جميع إن لم يكن أغلب المحرمات في التعامل مع جسد الإناث.. فالثقافة الاستهلاكية السائدة والعارمة تتسم بأنها تركز على الجسد خاصة جسد المرأة الجميلة وتحويله إلى رمز أساسي تجرى الاستفادة التجارية منه كما تجرى التجارب على الفئران في المختبرات.. وعن طريق استغلاله إلى الحد الأقصى كمادة للثقافة الاستهلاكية المباشرة وإثارة الغرائز الجنسية وللترويج ليس لأنواع معينة من السلع الاستهلاكية فحسب بل ما يلاحظ أخيراً في معظم أنواع السلع والخدمات.. بل أصبح جسد المرأة مثار استقطاب لجمهور متابعة الأخبار!! فلم يعد استخدام مذيعات التلفاز والقنوات الفضائية لقراءة الأخبار فقط.. بل وفي بعض القنوات الفضائية في بعض الدول الأوروبية مذيعات للأخبار يتخلصن من ملابسهن قطعة قطعة مع كل خبر يقرأنه!! فهل هذا الانحدار بجسد المرأة هو مكسب تسعى رائدات حركات تحرير المرأة إليه..؟ ما نُشر منذ أيام عن قنوات التلفزيون الايطالي واستثمار الحسناوات الايطاليات في برامجه بمختلف أنواع الاستقطاب!!

ونظراً لهذا الانحدار قال رئيس الجمهورية الايطالي كارلو ازيليو تشامبي: إن التلفزيون الايطالي أصبح يتسم بالإسفاف.. رغم أن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني استخدم جمال المرأة كي يجذب المستثمرين لايطاليا وقوله لهم مازحاً في اجتماعات قمة الدول الصناعية: إن المستثمرين سيجدون كافة التسهيلات في ايطاليا بما في ذلك الفتيات الجميلات!!

.. رجل الغابة لم يجد ما يستر جسده فاكتفى بستر سوأته بينما إنسان الحضارة حالياً تخلص مما يستر جسده برغبته ويشحذ الهمم لتعرية جسد المرأة تحت شعار عدم التمييز ضدها!! أو إغرائها بتاج الجمال!!


ملاك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:21 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)