لماذا شبه الله الدنيا بالماء

لماذا شبه الله الدنيا بالماء ؟

فائدة جليلة وجميلة للإمام القرطبي - رحمه الله-
حين قال : “لماذا شبّه الله تعالى - الدّنيا بالماء”
عند قوله تعالى : “واضرب لهم مثَلَ الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السّماء ” .سورة الكهف اية(٤٥)

قال الحكماء : شبّه الله تعالى - الدُّنيا بالماء :

١/ ﻷنّ الماء ﻻ يستقرّ في موضع،
كذلك الدُّنيا ﻻ تبقى على حالٍ واحدة .

٢/ وﻷنّ الماء يذهب وﻻ يبقى،
فكذلك الدنيا تفنى ولاتبقى.

٣/ وﻷنّ الماء ﻻ يستطيع أحدٌ أن يدخلَه وﻻ يبتلّ ،
وكذلك الدُّنيا ﻻ يسلم أحدٌ من فتنتها وآفتها .

٤/ وﻷنّ الماء إذا كان بقدرٍ كان نافعًا مُنبتًا، وإذا جاوز المقدار كان ضاراًّ مُهلكًا،
وكذلك الدُّنيا الكفافُ منها ينفع، وفضولُها يضرّ “.

الجامع ﻷحكام القرآن للقرطبي وقد ثبت ان رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( يارسول الله إنى أريد ان أكون من الفائزين. قال. ذر الدنيا وخذ منها كالماء الراكد.فإن القليل منها يكفى والكثير منها يطغى) فإن الدنيا تبين مواقف الناس منها ..بين منكب عليها. وبين لاهث وراء شهواتها وملذاتها .وبين منصرف عنها زاهد فيها .لا يقيم لها وزنا ولا يلقى لها بالا. وهى عنده لا تعدل جناح بعوضة. وبين مقتصد فيها يأخذ منها بقدر ضئيل يعينه على أمر دنياه واخراه فيجب على كل انسان ان يحدد هدفه فى الدنيا حتى يعيش فيها بحسب ما قدر الله له البقاء فيها حتى يسلم من أذاها ويصل الى بر الأمان وهو اليوم الذى يلقى فيه ربه تعالى ويقف امامه ليحاسب فإما فائز وإما خاسر ..!!

لا إله إلا الله .. جزيتي بهذا النقل غاليتي ودمتي ممن يرفق بهم الرحمن برحمته ورضائه.