العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-05-03, 02:36 PM   #1

Kadi
خطوات واثقة

رقم العضوية : 563
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 94
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ Kadi
نايف سليم وقصيدة المقاومة


يعتبر الشاعر الفلسطيني نايف سليم واحداً من الجيل الذي سجل حضور وفاعلية القصيدة المقاومة في الوطن المحتل، ومنهم محمود درويش، سميح القاسم، سالم جبران، فوزي عبد الله، إدمون شحادة، منيب مخول، فهد أبو خضرة، شفيق حبيب. وقد ولد نايف سليم في قرية البقيعة / قضاء عكا عام 1935 ولم يتيسر له كثير علم نظراً لظروف عائلته، وصدرت له في الوطن المحتل الدواوين التالية:

“من أغاني الفقراء” عكا عام 1971 “وفاء” عكا عام 1975 “جليليات” الناصرة عام 1978، “ريح الشمال” عام 1979 “على أسوار عكا” 1981.. “صور” 1983 “أشعار طبقية” 1984.. “صدى الانتفاضة” عام 1988 “قصائد حب لشهداء الانتفاضة” عام 1989، وهو ينشر بشكل دائم في صحف ومجلات لوطن. فماذا تقول قصيدته؟؟.

طبيعي أن تسير قصيدة نايف سليم على الطريق الذي رسمته ورسخته قصيدة المقاومة في الوطن المحتل كون الشاعر واحداً من الذين كان لهم تأثيرهم في هذا المجال. يقول في قصيدته “إلى مطلقي الرصاص في الهواء”:

أطلق رصاصك في الهواء / واقتل ملائكة السماء / لكنَّ شعبي ها هنا / أبقى يظل من البقاء / وبلحمه وبعظمه / يحمي ثرى وطن الإباء / ويظل كالطود المكين / عال ويشمخ للعلاء / وترى قريباً – رغم أنفك - / حقنا عالي اللواء / صارت حصاة الطفل / ترعبكم كقنبلة الفدائي..” الأبيات السابقة تسجل بصمتها الظاهرة في التأكيد على الكثير من محاور الشعر الفلسطيني المقاوم كما عرفناه على مدار السنوات الماضية، نرى ذلك في التأكيد على الثبات والبقاء في فلسطين مهما كانت الصعوبات والممارسات الصهيونية.. فالشعب الفلسطيني، أبقى من البقاء في هذا المكان الذي ولد وعاش فيه. ونرى ذلك أيضاً في تثبيت كل محاور الحدي والصمود والمقاومة من خلال رسم ملامح الفعل المتحرك دائماً في مواجهة الاحتلال من خلال التحريض على المقاومة. وطبيعي أن تكون حرارة التلاحم بين الأرض وإنسانها شديدة البروز فيما يعني تأكيداً على الفعل المقاوم في كل الحالات الممكنة والمتاحة. وحين يقول الشاعر بأن الإنسان الفلسطيني يحمي ثرى وطنه باللحم والعظم، فهو ينقل حالة طبيعية معاشة.. ثم نرى إلى عقد مقارنة سريعة بين صاحب الحق وصاحب الباطل. وإن كانت صورة الإنسان الفلسطيني مليئة بالإصرار على الثبات والمقاومة رغم كل الممارسات، فإن صورة النقيض / العدو الصهيوني تبرز لتقول بأن صاحب الباطل مليء بالخوف والخشية رغم كل السلاح المتوفر بين يديه، مما يجعله شديد الخوف من حصاة الطفل..

في قصيدته “تعليقات طبقية على الفاشية” نقرأ ثلاثة أصوات يأخذ كل واحد منها لوناً يختلف عن الآخر، وإن التقت كلها في مجرى واحد. الصوت الأول يأخذ عنوان “حتمية” لنكون أمام الصورة القائلة “يا أشجار بلادي لا ترتعدي / - هلعاً – مهما صار / فالغد يورق في أيدينا / والمستقبل للثوار..” والصوت الثاني يأخذ عنوان “ثورة” لنكون أمام الصورة القائلة: “يا أمطار بلادي رخّي: / حمأً مسنون / يلفع يحصب يقلب خلق المحتلين” والصوت الثالث يأخذ عنوان “إشعاع” لنكون أمام الصورة القائلة: “يا أقمار بلادي شعي وجِّي / من قلب جراحي الثرة / من جمرة قلبي / فجّي / عتمة ليل المغتصب..”..

في هذه الأصوات جمالية خاصة تشعرنا بقربها من النفس في كل حين، وأول ما يستوقفنا فيها ينبع من هذه البساطة والشفافية وقرب المفردة إلى حدّ بعيد، إلى جانب ذلك هناك ذات الشاعر التي تطل من بين السطور، لتقول بآلية عشقه وحبه لأرض وطنه، وطبيعي أن تأسرنا الشحنة التي لا تخفى من الوميض والتسارع.

في الصوت الأول “حتمية” تقرير سريع يعطينا صورة عن الحاضر والمستقبل، من خلال الحث على المقاومة والثبات، ومن خلال التطلع بعين التفاؤل إلى الغد. في الصوت الثاني “ثورة” يمكن أن نسمع متابعة للصوت الأول، ويمكن أن نقف على صوت له خصوصيته وتفرده. هنا تبرز الطبيعة في حالة المواجهة والتحدي والعنفوان، وخطاب الشاعر للأمطار، وهي أمطار خاصة بفلسطين، لا يكون إلا مع التحريض والدفع والشحن، وهذا ما يجعل الأمطار ناراً وحمماً وقاراً وحمأً مسنوناً في وجه الاحتلال.. والصوت الثالث “إشعاع” ينتقل إلى الضوء يشكل زخمه الأقمار والقلب والجراح والاحتراق، ليملك قدرة كبيرة على سحق عتمة ليل الاحتلال.

هذه الأصوات كما رأينا تنتقل عبر ثلاث مراحل تبدأ مع الشجر / الثبات – وتنتقل إلى الأمطار / المقاومة، وتصل إلى الأقمار / الأمل، لتكون في كل الحالات ذات تطور متلاحق وقادر على البناء والرفد. وإذا كنا نقسم هذه المقطوعات القصيرة ونعطيها اسم “الأصوات” فلاعتقادنا أنها تمثل سيمفونية صغيرة تقول الفعل المقاوم وتصوره.

بعد التعرف على شيء من عالم الشاعر نايف سليم، من خلال قراءة قصيدته في خطوطها المتنوعة، لا بد من الوقوف عند شعره الذي قيل في الانتفاضة وحولها، إذ يفترض أن تكون القصيدة هنا متداخلة مع الحدث المقاوم ومترابطة مع كل جزئياته لأن الشاعر الذي كتب وغنى وتلاحم مع الفعل المقاوم خلال السنوات الطويلة الماضية، يصل في قصيدة الانتفاضة وفي فعلها المعاش، إلى توافق تام مع ما قدمت له قصيدة المقاومة من قبل، ومع ما تطلعت إليه بشكل دائم، فالانتفاضة كانت مزروعة في قصيدة المقاومة، وبقيت على مدار الأيام تنتظر لتكون في مثل هذا الخصب الفاعل. فماذا قال الشاعر في ذلك؟؟.

في قصيدته: “وظل يخفق العلم” تقول الصورة: الريح حيت استيقظتْ / رأت أمامها العلم / فابتهجت، وبعد رقصة الصباح / رتّلت: أنشودة العلم / فانفعل الجنديُّ هستر الجنديُّ / واعتلى على العامود، ينزل العلم / فانصعق الجندي / والأفق الغربي / والعامود حوله ابتسمْ / وظل يخفق العلمْ ”. لنتوقف أمام نبض رائع من المقاومة الممتدة في الانتفاضة. وطبيعي أن مثل هذه الصورة لا تعني بأي حال صورة استثنائية، أو خروجاً عن المألوف. ولكنها في المقابل لا تعني تواصلاً مع حالة الرتابة والتكرار.

العلم يرتفع هنا ليقول بارتفاع فعل الانتفاضة وسموه، ليكون عصياً على الزوال أو الانكسار. في الحالة المباشرة، نقف أمام العلم لنرى إلى ارتفاعه مع الصباح، وكيف حار الجندي الصهيوني وضيع رشده وفقد أعصابه وتسلق العامود لينزل علم فلسطين، وكانت النتيجة سخرية العامود وابتسامته، وبقاء العلم على حاله من الارتفاع والشموخ والتحدي. في الحالة الأقل مباشرة، ننظر إلى صورة الانتفاضة في صورة العلم. الانتفاضة هنا ترتفع وتعلو وتخفق، وطبيعي أنّ الصباح ينشد أنشودة الانتفاضة والأمل والاستمرارية. امتداد الصورة يقول إن الاحتلال الذي يحاول إنهاء الانتفاضة يصطدم دائماً بالمستحيل فالانتفاضة رسمت طريقها الشامخ لتبقى وتستمر حتى تحقيق النصر. ولا يستطيع أحد أن يوقف تدفقها وتسارع خطواتها نحو الصباح.

مثل هذه الصورة نجدها في قصيدة “حرارة” حيث: كان الشتاء لافحاً وقارسْ / حمّوا الشتاء أغلقوا المدارسْ / ولاحقوا الأطفال / حتى أصبح الأطفالْ / رجالْ..” فالقضاء على الانتفاضة مستحيل، رغم كل المحاولات الصهيونية الهادفة إلى تغيير وتزوير الحقائق.. واضح هنا لون التهكم والسخرية في مواجهة الاحتلال. فالشاعر ينظر إلى محاولة جنود الاحتلال وهم يريدون تغيير الفصول مما يدفعهم إلى تحمية الشتاء ليكون صيفاً، وبعدها يكون إغلاق المدارس، وملاحقة الأطفال.. ولكن إلى أين يصل بهم كل ذلك ؟؟ نرى أن النتيجة تقول إن هؤلاء الأطفال صاروا رجالاً، مما يعني أن جنود الاحتلال قد فشلوا، وأنّ الانتفاضة قد نجحت في إعطاء دروسها لهؤلاء الأطفال.

في التواصل مع صورة الانتفاضة نقرأ “غيم الصيف” حيث: الشيخ عبد الله من جنينْ / دبّوه / عن سطح داره على حجارة الطريق / فانكسرت جمجمته / وانسمعت تمتمته – قبل الوفاة ْ- / يقول للطغاةْ : / نحن هنا نظل مزروعين / فداء هذا الوطن المحتل / وأنتم سترحلون / سترحلون مثل غيم الصيف / أو أذلْ..”. لنكون أمام قصة متكاملة في خطوطها وألوانها وفصولها، قصة تقول حكاية عبد الله، وحكاية الانتفاضة، وحكاية الوطن. وجميع الخطوط تلتقي لتصبّ في حكاية هذا الشموخ المقاوم والذي يسير بخطوات واسعة نحو الخلاص من الاحتلال.

الدخول في حكاية الشخصية يضعنا أمام حالة خاصة لا تخرج بداية عن خطوط الشيخ عبد الله من جنين، ولكن دفعه من فوق سطح داره ليقع على حجارة الطريق، يعني أكثر من حالة خاصة، هنا ننتقل إلى احتلال يمارس أعماله الوحشية ضد واحد من الأهل في الوطن المحتل، لتلغى مباشرة الخصوصية. وطبيعي أن يكون موت الشيخ عبد الله إصراراً على الحياة، من هنا تحوله من الشعور بالموت إلى الشعور بالإصرار على حياة الوطن ورفعته، فكانت تمتمته ترسيخاً لمعنى الثبات والوقوف والتماسك والتلاحم مع الأرض الفلسطينية، وترسيخاً للمبدأ القائل بأن الاحتلال إلى زوال.

كذلك تأتي قصيدة “مقاومة” حيث: “هدم البيوت، خلِّ هذه البيوت / حجارة البيوت والحديد / تقاوم المحتل / تصارع اللظى المبيد / ولا تطيق الذل..” لتصب في هذا الاتجاه من بناء الصورة الفاعلة في مقاومة الاحتلال والاستمرار في طريق الانتفاضة. ولا تبتعد هذه القصيدة عن سابقاتها في التأكيد على فاعلية موجودات الطبيعة الفلسطينية في نسق المقاومة. وإذا كانت البيوت تهدم وتنسف، فإنّ الوجه الآخر يستطيع أن يبتعد عن الحالة المأساوية، ليأخذ الوجه المشرق في المقاومة والتحدي والشموخ، حيث تكون حجارة البيت سلاحاً في مواجهة الاحتلال والصمود حتى النصر.

أخيراً يمكننا القول إن الشاعر نايف سليم واحد من هؤلاء الشعراء الذين تعاملوا بدراية مع القصيدة المقاومة، لتصل إلى ما وصلت إليه. وكثير من قصائده تستطيع أن تشكل لوحات متميزة وذات خصوصية في الحديث عن الانتفاضة والمقاومة، مما يعطيه القدرة على التفرد في رسم ملامح قصيدته.


مع الشكر للجميع


توقيع : Kadi


مساء الورد والفل والكادي

Kadi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-03, 07:33 PM   #2
 
الصورة الرمزية حياة

حياة
المراقبة العامة

رقم العضوية : 540
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 16,580
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حياة

الشاعر نايف سليم واحد من هؤلاء الشعراء الذين تعاملوا بدراية مع القصيدة المقاومة، لتصل إلى ما وصلت إليه. وكثير من قصائده تستطيع أن تشكل لوحات متميزة وذات خصوصية في الحديث عن الانتفاضة والمقاومة، مما يعطيه القدرة على التفرد في رسم ملامح قصيدته.

انا استمتعت وان اقرا عن هذا الشاعر
لاني لاول مره اقرا عنه

شكرا لك على هذه المعلومات

لك


حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-03, 11:03 PM   #3

فدك
|| ريم اللواتي ||

رقم العضوية : 165
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 5,974
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ فدك

جميل هذا الموضوع
شكرا لكم..

فدك


توقيع : فدك
زهرة الشرق
zahrah.com

فدك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-03, 07:50 PM   #4

أحزان ليل
العضوية البرونزية

رقم العضوية : 629
تاريخ التسجيل : Jan 2003
عدد المشاركات : 451
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أحزان ليل

شكرا لك أخي kadi على الموضوع الغني بالثقافة والمعرفة


لك كل المنى


توقيع : أحزان ليل





أحزان ليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)