لماذا افغانستان (( بقلم د. انور عبد الملك ))

جريدة الاهرام القاهرية



44640 ‏السنة 133-العدد 2009 فبراير 24 ‏29 من صفر 1430 هـ الثلاثاء





حروب العصر الجديد‏(3):‏ لماذا أفغانستان؟
بقلم : د‏.‏ أنور عبد الملك


أفغانستان‏..‏ لماذا أفغانستان؟ لماذا الحرب في أفغانستان؟ الي متي الحرب في أفغانستان؟ الي متي‏,‏ ولماذا‏,‏ التعتيم والغموض؟ تعالي بنا نتقدم معا خطوة خطوة‏,‏ علنا نستهدي‏:‏

أولا‏:‏ لعبة الشطرنج الكبري‏:‏ هكذا كانت تسمية صراع الدول الكبري في القرن التاسع عشر‏,‏ أي بريطانيا وروسيا‏,‏ للتحكم في آسيا الوسطي‏,‏ هدف بريطانيا كان آنذاك‏:‏ إيجاد همزة الوصل بين الدائرتين الرئيسيتين لامبراطوريتها الاستعمارية‏,‏ أي الهند والشرق الأوسط‏,‏ وكان طبيعيا أن تحرص روسيا علي سيادتها في المنطقة الجنوبية من قطاعها الآسيوي الواصل بين آسيا الوسطي وسيبيريا‏,‏ انتهت هذه المرحلة الأولي من الصراع الي استمرار النظام الملكي الاقطاعي الأفغاني‏.‏

ثانيا‏:‏ كان طبيعيا أن يزداد نفوذ الاتحاد السوفيتي عبر تنفيذ برامج السنوات الخمسة للتصنيع حتي نهاية النظام الملكي‏(1973)‏ ثم إعلان الدستور الجديد عام‏1977,‏ ومن بعده سلسلة الانقلابات التي مكنت الحزب الشيوعي الأفغاني من السلطة منذ‏1978,‏ في مواجهة قوات متصاعدة من المعارضات اليمينية والأصولية‏,‏ ثم استمرت الصراعات حتي تم انتصار إحدي الجماعات بفضل الدعم العسكري والمخابراتي للولايات المتحدة والغرب‏,‏ وأعلنت اسمها طالبان‏,‏ تهدف الي تطبيق الشريعة الإسلامية‏,‏ حتي استطاعت أن تحتل العاصمة كابول وأعدمت الرئيس نجيب الله آنذاك‏,‏ كل هذا تحت شعار اقصاء نفوذ الاتحاد السوفيتي ومحاربة الحكم الوطني الشعبي باسم القضاء علي الشيوعية‏,‏ ثم قامت عدة محاولات لتوسيع جبهة الحكم‏,‏ خاصة مع منظمة تحالف الشمال المدعومة روسيا وأوروبيا‏,‏ وبعد اغتيال زعيمها أحمد شاه مسعود جاءت الولايات المتحدة بحامد كرزاي رئيسا لمرحلة الاحتلال والتبعية‏.‏

ثالثا‏:‏ بدأت فترة من تجربة أرادت لها الولايات المتحدة والغرب أن تكون رمزا لنظام حكم يعلن انتماءه الي الاسلام المعتدل‏,‏ ويشارك في الصف الأول من المعركة ضد الإرهاب‏,‏ وذلك في جو إعلان الرئيس بوش حربا ضد مفهوم معنوي أطلق عليه الإرهاب دون تحديد شخصيته السياسية والدول المعنية‏(‏ اللهم إلا محور الشر إياه‏,‏ أي العراق وإيران وكوريا الشمالية‏),‏ وقد أدرك العالم أن هذه الحرب ضد مجهول كان هدفها الحقيقي هو تبرير بسط الهيمنة الأمريكية علي العالم‏,‏ انتهت المرحلة الأولي المعلنة لهذا المشروع بنهاية الرئاسة الثانية لبوش وإبعاد كبار زعمائها‏,‏ وانتشر وهم يقدر أن أجهزة الكادر رفيعة التكوين شديدة الترابط والمتحكمة في جميع أبعاد الحكم في الدولة العظمي تبخرت بين ليلة وضحاها‏,‏ بمجرد أنه قيل إنها لم تعد تحكم‏.‏

التجربة استمرت الآن عدة سنوات معظمها تحت حكم الرئيس بوش ونائبه تشيني‏,‏ العقل المدبر والمسئول الحركي الأول‏,‏ والحرب بين كرزاي وطالبان تترعرع بصورة كانت غير مفهومة منذ سنوات‏,‏ بل ان نطاق نفوذ كرزاي لم يتعد العاصمة كابول باعترافه هو‏,‏ هذا بينما تولت الولايات المتحدة ثم حلف شمال الأطلنطي‏(‏ الناتو‏)‏ الدور الرئيسي ضد طالبان‏.‏ حرب تتزايد فيها خسائر الأرواح وإهدار الميزانيات‏,‏ ويرتفع مستوي العداء بين قومية الباشتون التي تبلغ نحو أربعين مليونا المتمركزين أساسيا في أفغانستان والممتدين الي باكستان عبر الحدود‏,‏ وهم الذين يرون في القوات الغربية قوة حربية معتدية علي السيادة الأفغانية الوطنية‏,‏ ومن هنا جاءت نقطة التلاقي بين الشعور الوطني الأفغاني‏,‏ أي البشتوني‏,‏ والأجواء العامة لتحرك طالبان‏,‏ وان اختلفت المناهج والمفاهيم‏,‏ أي ان رؤية قومية الباشتون الافغان هي‏:‏ ان لشعب أفغانستان وحده‏,‏ علي تنوع أحزابه وتوجهاته أن يحكم وطنه دون أي تدخل حربي أمريكي‏.‏

رابعا‏:‏ وفجأة‏,‏ وفي الأجواء الباسمة التي صاحبت حملة باراك أوباما الانتخابية‏,‏ رحب العالم بمفهوم التغيير‏,‏ وضرورة تحسين صورة الولايات المتحدة ـ وهو توجه محمود بلاشك‏,‏ خاصة انه اقترن بتأكيد الرئيس الجديد بعد انتخابه بوعده في أثناء الحملة الانتخابية بإنهاء الحرب في العراق والدعوة التي أكدها المرة تلو المرة الي التركيز العسكري الاستراتيجي علي الحرب في أفغانستان‏.‏ ثم ارسل الرئيس أوباما ريتشارد هول بروك مبعوثا خاصا له الي أفغانستان وباكستان‏.‏

هول بروك‏,‏ والحق يقال‏,‏ هو الذي نشر مقالا مدويا في جريدة واشنطن بوست منذ عام أعلن فيه ان كسر دولة المخدرات في أفغانستان أمر رئيسي وإلا سيفشل كل شيء‏,‏ ثم أضاف منتقدا سياسة الرئيس بوش آنذاك لاستئصال دولة المخدرات‏:‏ إن هذا البرنامج الذي يكلفنا نحو بليون دولار سنويا ربما هو أكثر البرامج عديمة المفعول في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية‏,‏ انه ليس فقط تبذيرا للأموال‏,‏ بل انه في الواقع يدعم طالبان والقاعدة بوصفها عناصر اجرامية داخل أفغانستان‏.‏

خامسا‏:‏ مادام ان هذا هو كشف الحساب لما تم في الماضي‏,‏ فكيف إذن يكون العمل الذي يريده الرئيس الجديد أوباما؟ بدأت المشاورات وزادت الحيرة‏:‏

الرئيس الجديد للاستخبارات الوطنية الأمريكية‏,‏ أمير البحار دينيس بلير المعروف بالعمق وسعة الخبرة‏,‏ أعلن الحقائق في تقريره يوم‏12‏ فبراير الحالي‏,‏ الي لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ‏,‏ حكومة كرزاي المدعومة أمريكيا ارتفع شأنها في انعدام الفاعلية وكذا الشعبية ثم أكد بلير‏:‏ لا سبيل لتحسين الأمور في أفغانستان إلا لو اتيح لباكستان من جديد التحكم علي منطقة حدودها‏(‏ مع أفغانستان‏)‏ بعد أن ضعفت سيطرة باكستان علي أراضيها تحت وطأة ضربات الطيران الأمريكية في هذه المنطقة الحدودية مع أفغانستان‏,‏ وكذا أكدت مؤسسة الاستخبارات الأمريكية من ناحيتها‏,‏ ان حملة الضربات الجوية لا تكفي‏,‏ بل لابد من سياسة باكستانية جديدة لتنمية المناطق الحدودية‏.‏

ولعل الأهم في تقرير بلير أنه‏,‏ ولأول مرة منذ أحداث‏11‏ سبتمبر‏2001,‏ حدد أن الخطر المباشر الأول الذي يواجه الولايات المتحدة لا يتمثل في تنظيم القاعدة وانما في تأثيرات الأزمة الاقتصادية التي ضاعفت من التساؤل حول قدرة الزعامة الأمريكية للاقتصاد العالمي وهيكل المالية العالمي‏,‏ مما يشير لاحتمالية اصابة المصالح الاستراتيجية الأمريكية بالضرر البالغ‏,‏ والملفت هنا أن الرئيس أوباما هو الذي قرر أن ينفرد دينيس بلير وحده بتقديم هذا التقرير السياسي الرئيسي الي مجلس الشيوخ دون مشاركة رؤساء أجهزة الاستخبارات الأمريكية كالمعتاد‏.‏ وقد جاءت هذه الشهادة بالغة الأهمية لتؤكد جوهر حديث وزير الدفاع روبرت جيتس الي لجنة القوات المسلحة بنفس المجلس في نهاية يناير الماضي حيث حدد ان افغانستان تمثل اكبر تحد عسكري الآن‏,‏ مضيفا إلا أنه لايمكن إيجاد حل عسكري صرف لها‏,‏ حتي بإرسال ما قرره الرئيس أوباما من ارسال‏30‏ ألفا من القوات الإضافية الي أفغانستان خلال سنة ونصف‏,‏ وبرغم تواكب رأي كبار الخبراء‏,‏ قرر أوباما تنفيذ رؤيته بإرسال‏17‏ ألفا من القوات الأمريكية فورا منذ الآن‏.‏

وعند هذا الحد يتساءل العقلاء‏,‏ وفي مقدمتهم وليم بفاف المحلل الصحفي المرموق‏:‏ هل نحن هناك لإعادة توجيه أنماط السلوك الديني الي الليبرالية؟ أو لتأكيد السيطرة التامة‏(‏ علي أفغانستان أو باكستان‏)‏؟ أو إقامة قاعدة دائمة لحلف شمال الأطلنطي‏(‏ الناتو‏)‏ أم أننا نبحث عن اسامة بن لادن وشركائه؟‏..‏ أم أننا نقوم بكل هذه العمليات في آن واحد؟

ولكن‏:‏ لماذا؟‏..‏ انه لواجب جوهري علي ادارة أوباما الجديدة أن تقدم اجابة صريحة من الواضح أننا لا نريد بن لادن‏,‏ لكنه من الواضح أيضا‏(‏ علي أساس تجربتنا الحالية هناك وكذا في العراق‏)‏ ان اضافة‏40‏ ألف جندي الي الأربعين ألفا الموجودين هناك‏,‏ هذا بالإضافة لقوات حلف الناتو هناك لن تضمن أي نجاح في القبض علي رئيس تنظيم القاعدة‏.‏

الي أن يضيف الكاتب النافذ العبارة النافذة‏:‏ اتساءل‏:‏ هل ما نريده هو اقامة قواعد دائمة في أفغانستان؟ إن كان الأمر كذلك‏,‏ فإن الشعب الأمريكي من حقه أن يحصل علي تفسير‏:‏ لماذا الأمر كذلك؟‏..‏ هيرالد تريبيون‏2009/2/19.‏

قال صاحبي‏:‏ الشعب الأمريكي عايز يفهم‏,‏ وكمان شعوب العالم يا أخي‏,‏ واللا إيه؟‏..‏ إيه الحكاية‏:‏ بن لادن؟ أم المخدرات؟ كرزاي وطالبان؟ أم القواعد الجديدة؟ أم أن الحكاية ربما تكون صورة جديدة للعبة الشطرنج الكبري في قلب صحرة الشرق؟‏..‏ أم ماذا؟‏..‏ حدثنا يا أخي حدثنا‏!....‏

بسم الله الرحمن الرحيم

[SIZE="3"]اخي الكريم لاأستطيع الضافه لانكم أفدتم الموضوع ولاكنها مقارنه اضعها أنا فقط وهي

أن السكوت هنا مصالح فأمريكا تسكت عللى أكتساح البلد المسلم الشيشان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لاتسكت على اكتساح البلد المسيد أذربيجان ؟؟؟بلد أدور شفرنادزة العميل الامريكي من روسيا بعد سقوط السوفيت

كذلك تسكت رسوسيا اليوم عن مايحدث في أفغانستان الميزان مصلحة مشتركه فيقتل الاسلام وتوزيع القتل على من يزعجهم ليس الا [/

والعرب مشغولون بذبهح في فلسطين والعراق وتشتيتهم في مع العميله الاخرى أيران SIZE]