العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > زهرة المدائن > - التراث الفلسطيني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27-07-09, 02:32 PM   #31
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]
هل كنت تتوقعين اعتقال الشيخ أم أن الأمر فاجأك؟

أم عمر: في ظل الحملة الشرسة، على كل ما هو إسلامي، وخاصة رموز الحركات الإسلامية في كل بقعة على وجه الأرض، فلم يكن الاعتقال مفاجئا لي بل المفاجئ أكثر أن الأمر تأخر جدا ..فهذا طبيعي جدا لكل شخص حمل هذا اللواء أن يتوقع إما القتل وأما النفي وأما السجن . وطبيعي جدا أن يأتي هذا الاعتقال في ظل ما يخطط للمسجد الأقصى المبارك.

وهذه سياسة مدروسة للقضاء على الإسلام فهم يعتقدون أن حبسهم أو قتلهم أو طردهم سيقضي على الإسلام لكن الله وعد برفع رايته عالية خفاقة وكلما اشتدت الأمور كلما اصلب عود الحركات أكثر.



كيف هي المعاملة لدى زيارة الشيخ في سجن (اشمورت)؟
أم عمر: الزيارة تتم كل أسبوع مرة والوضع في سجن (اشمورت) أسوأ بكثير مما هي عليه في سجن (الجلبة) الذي كانوا فيه أولا .

و عندما نزورهم في أشمورت اليوم نرى خيالهم من بعيد، ولا نسمعهم أو يسمعوننا جيدا عند الحديث، لان هناك حاجزا بيننا من ثلاث طبقات، ويدخلوننا إلى غرفة محكمة الإغلاق وصغيرة الحجم، مع حراسة شديدة ..فلا تعرف من هو المعتقل نحن أم هم.. و بسبب التقييد والتفتيش الشديد، لدى الزيارة فقد رفض الأولاد وخاصة "عمر والقعقاع" زيارة والدهم، مؤخرا لان الأمر يترك آثارا نفسية وسلبية سيئة عليهم.

عندما تزورينه ماذا تقرئين في عينيه؟
أم عمر: الإصرار..الإصرار، والثبات الثبات، وعدم التنازل حتى لو سجن عشرين عاما فنحن نذهب لنواسيه، فيواسينا.

رسالة توجهينها للشيخ؟


أم عمر: عليك بالصبر والثبات، وعدم التنازل وحتى لو سجنت العمر كله، عليك أن تنسى أولادك وزوجتك، الله خلقنا وهو يدبر أمورنا مهما كانت الظروف قاسية، أو وصل الأمر للتعذيب فلا تتنازل عن المسجد الأقصى، ومهما اشتد الليل فسيأتي بعده النهار، انظر للسابقين، وحتى في زماننا هذا ..هناك إخوة لنا يعانون الكثير مما تعانيه فلتصبر ولتحتسب.



زوجة المعتقل الدكتور سليمان أحمد اغبارية – أم أنس
= يكثر " أبو أنس" في السجن من قيام الليل وحفظ القرآن وجلسات الذكر في البيت

هل تشعرين أن أبا أنس ترك فراغا في البيت؟

أم انس: طبعا أبو أنس لم يكن يحضر إلى البيت كثيرا أصلا، لكن هذا الغياب يختلف لأنه ترك فراغا كبيرا جدا، في كثير من المواقف، وهو شيء طبيعي أن تشعر الزوجة أو الأولاد بغياب الزوج، ولكن بفضل الله الأمور تسير على أحسن وجه وفي كل زيارة له نتحدث عن أمور البيت وهو يوجه ويرشد.



هل تعودتم على غيابه في المعتقل؟


أم انس: في البداية كنا نعد الأيام والأسابيع واللحظات، لكن الأمر أصبح شيئا عاديا فالإنسان يتكيف مع الوقت والأمر، صعب وشاق، لكننا نستمد القوة من الله، ونقول :الحمد لله على كل حال.

كيف تقبل الأولاد غياب والدهم؟.




أم انس: الأولاد باستمرار دائم بالسؤال عن والدهم، و يسألونني : متى سيخرج أبي من السجن، فتكون الإجابة طبعا : متى يشاء الله، والأمر أصبح عاديا، لكن أشعر أن هناك ألما وشوقا.

ماذا تتوقعين لملف الاعتقال؟


أم انس: يبدو أن كل شيء متوقع في هذا الملف، وهنا عبارة تدور كثيرا إذا كانت القضية بأيدي المخابرات فكل شيء متوقع)، هذا العام الكامل من الاعتقال لم يكن متوقعا، ومضي واحتمال كبير أن يمضي عام وراء عام، في هذه الدولة كل شيء متوقع.



من هو أبو أنس داخل البيت؟


أم أنس: الكل يلومني على تأثري الشديد بسجن أبي أنس، ولهم أقول : لو يعرفون من هو أبو أنس لكانوا يعذرونني، فهو نعم الزوج، ولم يكن زوجا فقط، لقد كان الملجأ الذي ألجأ إليه عندما أشعر بأي ضيق، أو همّ ..كان يتفهمني جدا، ورغم غيابه الكبير عند البيت لكني اعترف بأنه كان يشاركني في كل صغيرة وكبيرة، ولو عبر الهاتف، ولم يكن يقصر في شيء وكان حريصا جدا أن تكون التربية الإسلامية للأولاد منذ نعومة أظفارهم .

وخلال الزيارة له قبل أسبوعين أخرج لي ورقة صغيرة وعليها أسئلة لكل ولد من أولادنا، وهي أسئلة صعبة بحاجة إلى بحث ودراسة وكل من يجيب على الأسئلة يأخذ مائة شيقل(الدولار 6,4 شيكل) وكان يحب أن يرفه عن أولاده، حتى لو كان مشغولا .



كان يأخذهم معه للجنة الإغاثة، وخلال الزيارات دائما يسأل عن قيام الليل، وحفظ القرآن وجلسات الذكر في البيت.

هل كنت تتوقعين الاعتقال؟
أم أنس: لأن الطريق الذي سار فيه كان صعبا، و لأنه دربُ الشرفاء والصادقين فكان يسمعني دائما :توقعي الاعتقال لأن الطريق شاق، ولأن هذه الحملة الشرسة على الحركة الإسلامية هي جزء لا يتجزأ من الحملة على الحركات الإسلامية ككل.



كيف تجدينه لدى زيارته؟


أم أنس: أنا مع أبي أنس منذ عشرين عاما، اكتشفت أنني لم أكن أعرفه بهذه الصلابة، أشعر أنه صابر وشامخ كالجبل، وأنا أستمد المعنويات العالية منه، بدل أن أصبّره فهو الذي يصبّرني، حتى قال لي ذات مرة (والله أنا في جنة الله على الأرض) ..فعلا أبو أنس قوي جدا لم أكن أعرفه بهذه الدرجة، الشعور الإيماني في السجن لم يشعر به من قبل خاصة حفظ القرآن وقراءة الكتب.



*رسالتك لأبي أنس في معتقله؟


أم أنس: أقول له إن الجندي في المعركة يلوذ جانبا ليشحذ سيفه، ويعود بهمة أكبر وشجاعة أكثر، ليكلم المشوار، وهكذا أنت، هذه فرصة لكي تستريح من عناء العمل والعطاء الذي اعتدت عليه دائما، فتعود لتعطي أكثر.

وأقول لك ما كنت تردده لي دائما عندما تشعر بتقصير تجاهي أو اتجاه البيت والأولاد :"اصبروا وصابرو ورابطوا واتقوا الله "، واعلم أنك ما دمت مع الله فلن ينساك الله، فاطمئن، فأنا عاملة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وإذا غاب عنها حفظته في ماله وعرضه".



زوج المعتقل ناصر خالد – أم محمد –

= القضية تتجه باتجاه سياسي ونتوقع كل شيء , فنحن نهيئ أنفسنا وأولادنا وبيوتنا لكل شيء والأمر في النهاية يبقى قدر الله



كيف يتجلى غياب أبي محمد عن البيت؟.


أم محمد: قليلا ما كان ناصر يوجد في البيت، كما هو الوضع عند باقي أسر رهائن الأقصى، وكما تعلمون السجن يختلف عن غياب المسافر، فهو يترك حسرة وحزنا وألما على الفراق من قبل أهل البيت، ونحن نحاول أن نسد هذه الثغرة التي تركها زوجي ناصر قدر المستطاع.



وطبيعة عمل زوجي كانت تفرض عليه الابتعاد عنا بعض الشيئ فقد كان يفرغ كل وقته في عمله داخل البلدية(أم الفحم)، ولم يكن يغلق هاتفه المحمول أبدا حتى إنه عندما يأكل الطعام، كان يأكلها على عشرين مرحلة.

طفلاك "جنى ومحمد" كيف عبرا هذه المرحلة؟



أم محمد: في البداية كان الأمر أصعب من الصعب، وبحمد الله تجاوزنا هذه المرحلة، وبالرغم من ذلك نعد اللحظات والساعات والأيام الأسابيع التي يغيبها زوجي بصبر نبتغي من وراء ذلك ثواب وجزاء الله تبارك وتعالى، وبالنسبة لمحمد الصغير وجنى فبرغم من أنهم أطفال إلا أنهم دائما يسألون عن أبيهم وهم بحاجة اليه مهما حاولنا أن نبرر لهم غياب والدهم .



ولا اخفي عليك أني استشرت عاملة اجتماعية حول كيفية التصرف مع أطفالي بنفسية صحية والآن هم يتعاملون وكأن والدهم موجود من خلال الصور المعلقة على جدران البيت ، وعندما يريدون سماع صوته فيتصلون بهاتف البلدية ليسمعوا صوت والدهم عبر التسجيل الصوتي في البلدية.

باعتقادك إلى أين تتجه القضية؟



أم محمد: أنا أقول إن القضية تتجه باتجاه سياسي ونتوقع كل شيء فنحن نهيئ نفوسنا وأولادنا وبيوتنا لكل شيء، فالأمر في النهاية يبقي قدر الله، رغم أني لم أكن أتوقع للحظة اعتقال زوجي.

ولكن في ظل الهجمة الشرسة على الحركة الإسلامية بات من الطبيعي اعتقال أبناء هذه الحركة المباركة.

من هو أبو محمد ..في عيون زوجته؟



أم محمد: ناصر خير زوج، وينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"..هو الزوج الحنون الطيب، الذي أعاننا دائما على تأدية واجبنا تجاه الله عز وجل، ثم تجاه أبنائنا، أقول، من أراد شيئا لله بارك الله له في وقته .



نعم ساعاته معنا كانت قليلة لكنها كانت ذات اثر عميق، فهو الصديق والملجأ والزوج الحنون والأب الرؤوف، وكان إذا وعد ابنتنا "جنى" بشيء، انتظرته حتى لو كانت الساعة الثانية عشرة ليلا فهي تعلم أن أباها إذا وعدها لم يخلفها.

ماذا تقولين لناصر؟



أم محمد: أولا اصبر، واثبت، فهذا طريق شائك، لكنه مأجور بإذن لله، واعلم أنني خير زوجة لك، حافظة لمالك وبيتك وأولادك، واعلم أن الحافظ هو الله جلا وعلا، سواء كنت بيننا أم كنت غائبا، وكنت على ثقة أن روحك معنا في كل لحظة.



الحاجة رقية الحاج نمر

والدة المعتقل توفيق عبد اللطيف (الصوفي)




ذنبه كله أنه أشفق على اليتيم والمسكين والأسير


تتحدث الحاجة والدة المعتقل توفيق عبد اللطيف (الصوفي) أحاسيسها ومشاعرها تجاه ابنها، فتقول:" توفيق ليس ابني فقط، فهو يقوم مقام والده المتوفى في البيت، وهو الأخ والابن والأب، وكل شيء، لأنه كان يعيش معي وإخوانه الآخرين، متزوجون، لذلك أعد الأيام التي يغيبها بالساعة وبين الزيارة والأخرى، أسأل أولادي ما هو اليوم وغدا حتى يأتي يوم الزيارة، رغم أنني لا أسمع صوته جيدا في السجن بسبب الحواجز الكثيرة التي يضعونها بيننا".

وتضيف الحاجة قائلة:" القضية غامضة ليس لها أول من آخر، ولا المحامي ولا غيره يعرفون شيئا، لا نعرف مصيره، توفيق لم يكن يطلع سره على احد، ولا يحدث شيئا، كان سكوتا، وكل واحد سار بدرب توفيق، يتوقع أن يحصل له ما حصل لتوفيق.[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:35 PM   #32
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر



محمد أبو الهيجا.. قصة الجريح.. الأسير.. الفلسطيني







رام الله-خاص
خلال حديثي معه كان يتحدث وكأنه سليم ومعافى، بل كان كلامه مفعم بالحيوية والنشاط والأمل والضحكة الدافئة التي لا تفارق وجهه الناصع بالبياض، محولا محنته إلى منحة، يقضي أوقات فراغه بقراءة القرآن والروايات والكتب السياسية والتاريخية والدينية.



بدا وكأنه هيكل عظمي.. كان ممدا على سرير الشفاء في مركز علاج وتأهيل المعاقين بمدينة رام الله..



محمد احمد يوسف أبو الهيجاء 28 عاما، من مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، كان في يوم الخامس عشر من شهر سبتمبر العام الماضي يقف على سطح منزله في البلدة القديمة عندما أصيب برصاصة من عيار ثقيل أطلقته عليه مروحية أباتشي أمريكية الصنع فاخترقت فكه السفلي واستقرت في أحشائه.



نقل أبو الهيجاء على عجل إلى مستشفى المدينة المتواضع، كان الدم يملأ المكان، وقد غطى جسده بالكامل.



الفحص الأولي اظهر للأطباء المحليين في المشفى أن النبض غير مسموع، القلب متوقف، وجسد بلا دم...أعلن الأطباء أن محمد استشهد !!!



هرج ومرج دب في أروقة المستشفى ومحيطه، شهيد جديد في الطوارئ، أحدهم يدخل إلى غرفة الطوارئ ويعرف على نفسه بأنه طبيب أردني متطوع، يعمل في المستشفى الأردني المتنقل الذي أقيم في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى.



الطبيب الأردني، الفلسطيني الأصل، يعيد مرة أخرى فحص الجثة الملقاة أمامه على أحد أسرة المستشفى، لتكون المفاجأة أن محمد لا زال على قيد الحياة، ولكن حالته في غاية الخطورة.



ولأن مستشفى جنين يفتقر إلى الأجهزة والخبرات المؤهلة للتعامل مع هذه الحالات - فالسلطة وطوال سني أوسلو العجاف أنفقت أموال شعبها على إقامة الكازينوهات وليالي صيف رام الله الغنائية- كان لا بد من نقله إلى أقرب مستشفى، والخيار مستشفى العفولة داخل الخط الأخضر والذي مكث فيه يوم واحد بعد إجراء عدة عمليات جراحية عاجلة له لينقل بعدها إلى مستشفى أخر داخل أراضي الـ 48 "رمبم " في مدينة حيفا ومنه إلى مستشفى "تل هشومير" في تل أبيب لمدة ستة أشهر



أمضى أبو الهيجا مائة يوم في المستشفيات الصهيونية، كان خلال الثمانية عشر يوماً الأولى في حالة إغماء كامل، لا يعرف أحد، ولا يتكلم مع أحد، روحه معلقة بين السماء والأرض، يفصله عن الموت جهاز الأكسيجن النافذ إلى عمق صدره، لكن مشيئة الله وإرادته أرادت لمحمد أن يعيش، وتنتعش روحه بعد ثمانية عشر يوما من الغياب.



محاكمة على السرير

الأمور في الكيان الصهيوني لها خصوصيتها.. فالصهاينة حتى وان كانوا أطباء أو جراحيين أو ممرضين، فإنهم يمثلون العقل الصهيوني المبني على الحقد والأجرام.



فبدءاً بمستشفى "العفولة" ومرورا بمستشفى "رمبم" في حيفا وانتهاء بمستشفى "تل هشومير" في تل أبيب، الأطباء والممرضين يتحولون إلى ضباط شرطة ومخابرات ومحققين في لحظة واحدة.



يقول الجريح أبو الهيجاء " مرت علي لحظات وأنا في المستشفى تمنيت لو أنني مت أو بقيت غائبا عن الوعي حتى لا اسمع الكلمات الجارحة والألفاظ النابية التي كانوا يسمعوني إياها صباح مساء".. قاتل، مجرم، إرهابي، قذر، وقح، يا ابن.. ستة شهور والكلام هو هو لم يتغير، من الطبيب إلى الممرض.. حتى أن عائلة أبو الهيجاء لحق بها الأذى والشتائم، فعندما كانت والدته وشقيقاته وهن فقط المسوح لهن بزيارته بالقدوم إلى المستشفى، يعاملن بطريقة وحشية ومذلة.



أكثر ما لفت انتباهي في قصة محمد، هو حديثه عن المحاكمة التي كان يخضع لها وهو على سرير المستشفى...



ففي أحد الأيام، حضر القاضي ومعه الادعاء العام وهو ممثل الدولة، وعدد من الحراس، جلسوا أمامه، نظر القاضي إلى ما في يديه من أوراق، وأخذ ممثل الادعاء العام يقول " سيدي القاضي، اطلب من محكمتكم إنزال أشد العقوبة بحق هذا الشخص، فهو يمثل خطرا على أمن الدولة، وعلى أمن موطني دولة (إسرائيل) "



يقول محمد "إنها مهزلة يطلقون النار علي وأنا داخل بيتي، وأرقد ستة شهور في المستشفى لا أقوى على الكلام أو حتى الأكل إلا بمساعدة الآخرين، ويقولون أنني (إرهابي)، واهدد أمن مواطني (إسرائيل) ".



إصابة وإعاقة.. وترحيل إلى رام الله

وبعد الانتهاء من علاجه العضوي نقل محمد بعد ستة شهور إلى مستشفى متخصص في رام الله يسمى "مركز أبو ريا لتأهيل المعاقين " ليكمل مشوار علاجه.



اليوم محمد يعاني من شلل نصفي، فهو غير قادر على المشي، كما أنه يجد صعوبة في الكلام بفعل الرصاصة التي أصابت فكه السفلي، كما أن أجزاء من شظايا القنبلة لا زالت عالقة في عموده الفقري، إلى جانب شلل كامل في يده اليمنى.



معاناة أبو الهيجا

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أبو الهيجا إلى الويلات على يد الاحتلال بل سبق أن أصيب برصاصة بقدمه اليمنى ومازالت الرصاصة مستقرة بقدمه حتى هذا اليوم.



كما اعتقل ست مرات على يد قوات الاحتلال قضى خلالها أكثر من ثلاثين شهرا في الأسر ناهيك عن المرات التي كان يعتقل فيها أيام قليلة ثم يتم إخلاء سبيله.



ورغم المعاناة التي يعيشها أبو الهيجا بعد أن أصبح معاقا جليس الكرسي لا يقوى على المشي، إلا أنه مفعم بالحيوية والنشاط والأمل، الأمل بمستقبل أفضل له ولشعبه، ولم تنل وإعاقته من حلمه بالحرية وكنس الاحتلال من وطنه


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:37 PM   #33
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]الاستشهاديات عرفن معنى الدخول إلى الحياة



جنين –خاص


حينما تغادر المرأة طوعاً ثوب الأنوثة وترتدي بزة الجهاد، تصبح المعاني أكثر عمقاً تضفي على الطبيعة ألواناً مبتكرة.. تعيد صياغة المشهد.. وتفرض نفسها في المعادلة عنصراً فعالاً.. حاسماً.. تلك هي حال المرأة الفلسطينية.. أم أو أخت أو بنت شهيد.. أسير.. جريح.. مطارد.. زوجة تودع زوجها الشهيد الوداع الأخير بدمعتين الأولى حباً والأخرى فخراً.. ولأنها فلسطينية.. ولأنها تعشق الحياة.. «لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون» استطاعت أن تكتشف العلاقة السرية بين الحياة والموت.. بين الفناء والبقاء.. هكذا كانت الاستشهادية الفلسطينية..



مشوار طويل :

شهدت القدس أول عملية استشهادية قامت بها امرأة فلسطينية كانت في 28 يناير2001 نفذتها وفاء إدريس من مخيم الأمعري في رام الله ، وأسفرت عن مقتل صهيوني وجرح 140 آخرين، مما أضاف تعقيدات جديدة إلى قلب الحسابات الأمنية الصهيونية التي كانت تركز على مراقبة الفلسطينيين الرجال فقط.



و أثارت تلك العملية والعمليات التي تبعتها حالة من الارتباك بين صفوف القوات والاستخبارات الصهيونية، اضطرتهم إلى فرض إجراءات أمنية جديدة وأخذ هذا العامل الجديد بعين الاعتبار.


وكانت ثاني امرأة استشهادية هي دارين أبو عيشة. ففي 27 شباط 2002، قامت هذه الطالبة التي تدرس الأدب الإنكليزي بتفجير نفسها على حاجز صهيوني في الضفة الغربية ما أسفر عن جرح ثلاثة رجال شرطة صهاينة.



وفي 29 آذار 2002، عقب انتهاء القمة العربية في بيروت وبدء الاحتلال الصهيوني عمليته البربرية في الضفة الغربية؛ قامت الطالبة آيات الأخرس (18 عاماً) من مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم بتفجير نفسها في سوق في القدس الغربية ما أسفر عن مقتل شخصين. وتبنت العملية كتائب شهداء الأقصى.



وفي أوج حملة ما عرف بالسور الواقي في نيسان 2002 " فجرت عندليب قطاقطة من بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم جسدها الطاهر في القدس الغربية موقعة ستة قتلى من الصهاينة في ذات الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول يزور الكيان الصهيوني .



ولم تمض فترة قصيرة حتى استشهدت نورا شلهوب من مخيم طولكرم على أحد الحواجز العسكرية وهي تحاول تنفيذ هجوم استشهادي .



وفي 19/5/2003 كانت الاستشهادية هبه دراغمة على موعد مع الشهادة ، حين تركت جامعتها في جنين ، وانطلقت من بيتها في طوباس إلى مغتصبة العفولة لتفجر جسدها الطاهر أمام أحد الملاهي حين طلب حارس الملهى تفتيش حقيبتها فقتلت ثلاثة من الصهاينة وجرحت العشرات .



يقول الكاتب الصهيوني أرنون غولر في "هآرتس" أن "ظاهرة الاستشهاديات قلبت الأعراف رأساً على عقب. فخلق الصلة مع الاستشهادية المحتملة، تجنيدها وتسليحها هي أمور بالغة الإشكالية. ومن يقوم بالتجنيد يكسر قاعدة اجتماعية لأنه لا يطلب إذن العائلة".



أما الاستشهادية هنادي جرادات من جنين والتي قررت في أيلول 2003 أن تقتص لما أصاب شقيقها وابن عمها أمام ناظريها على يد الجلادين الصهاينة فقد أذاقت 22 صهيونيا كؤوس المنايا في مطعم مكسيم في حيفا وقالت بالدم ما عجزت عن التعبير عنه طيلة سبعة من الشهور فصلت بين استشهاد شقيقها وهجومها الاستشهادي .

ولم يكن الفاتح من عام 2004 ليكون بأقل من سابقه حين دكت الاستشهادية ريم الرياشي أولى استشهاديات قطاع غزة حصون معبر ايرز ونفذت أول عملية استشهادية نسائية ضد جنود في موقع عسكري لتجندل أربعة منهم وتجرح عشرة آخرين.



التأصيل الشرعي :

يقول الدكتور يوسف القرضاوي : أجمع الفقهاء على أن العدو إذا دخل دارا من ديار المسلمين ،فإن الجهاد يكون فرض عين على الجميع ،فتخرج المرأة دون إذن زوجها والولد دون إذن أبيه ،وعلى هذا فمشاركة المرأة في فلسطين في العمليات الاستشهادية بعد أن اغتصب اليهود الأرض واستباحوا الحرمات ودنسوا المقدسات -قربة من أعظم القربات ، وموت المرأة في هذه العمليات شهادة في سبيل الله ولها ثواب المجاهدين – إن شاء الله -وعمله- هؤلاء الأخوات الاستشهاديات عمل مشروع ، يباركه الدين ويؤيده ،وهو من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله.

ويقول الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ..ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله وتدل الآية على أن المؤمنات بجوار المؤمنين جنبا إلى جنب شفى الفرائض الدينية والاجتماعية العامة ،مثل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وفى الفرائض الأخرى مثل الصلاة والزكاة وطاعة الله ورسوله ،حتى يستحق الجميع رحمة الله تعالى .

ويقول تعالى تعقيبا على دعوات أولى الألباب من أهل الإيمان :«فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ،بعضكم من بعض ، فالذين هاجروا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا ثوابا وأخرجوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار .من عند الله ، والله عنده حسن الثواب» ، وتبين هذه الآية أن الله لا يضيع أجر عامل عمل عملا فأحسن من الجنسين – ذكر أو أنثى - ثم قرر حقيقة في غاية الأهمية - وهى أن الرجل والمرأة بعضهم من بعض ،أي أن الرجل من المرأة ،والمرأة من الرجل ،هو يكملها ،وهى تكمله لا يستغني عنها ، فهناك تكامل بينهما لا تعارض ولا تضاد.



ثم قررت الآية ألوانا من الأعمال يثيب الله عليها من الجنسين ،من الهجرة واحتمال الأذى ،والقتال والقتل في سبيل الله، «فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا »..وهذا يشمل كل من عمل من ذكر أو أنثى كما نصت الآية.



وفى صحيح البخاري (باب غزو النساء وقتالهن )وذكر فيه ما قامت به أمهات المؤمنين ونساء الصحابة من مباشرة القتال حينا ،ومساعدة المقاتلين أحيانا ، في غزوة أحد وغيرها من ،كما ذكر حديث أم حرام بنت ملحان ،حين نام أناسا الغزوات الرسول الكريم عندها ،فرأى رؤيا أسرته ،وأخبرها بها ،قال :رأيت من أمتي يغزون البحر ملوكا على الأسرة، أو كالملوك على الأسرة، فقالت :يا رسول الله ،أدع الله أن يجعلني منهم .. فقال : أنت منهم.



وقد قرر الفقهاء أن (جهاد الدفع )-أي جهاد المقاومة للغزاة - تشارك فيه المرأة مع الرجل جنبا إلى جنب ،دون حاجة إلى إذن الرجل ، بخلاف (جهاد الطلب )وهو الذي يكون الأعداء في ديارهم ،ونحن الذين نغزوهم ونطلبهم من باب ما يسمونه اليوم (الحرب الوقائية )، فهذا الجهاد لا تخرج المرأة فيه إلا بإذن زوجها إن كانت متزوجة ،أو أبيها إن لم تكن متزوجة .. وجهاد الدفع جهاد واضطرار لا جهاد اختيار ،إذ لا يسع الأمة أن تدع كافرا غازيا يحتل أرضها ،ويذل أهلها ،وهى ساكتة تتفرج ،ولهذا أجمع الفقهاء من جميع المذاهب والمدارس الإسلامية ،أن الجهاد في هذه الحالة فرض عين على أهل البلد المغزو جميعا ،وأن مقاومة إلغازي بكل ما يقدرون عليه فريضة دينية ،وأن الحقوق الفردية هنا تسقط أمام حق الجماعة في الذود عن كيانها ،والدفاع عن حرماتها ..لهذا قال الفقهاء : تخرج المرأة لدفع العدو بغير إذن زوجها، والولد بغير إذن أبيه ، والخادم بغير إذن سيده ،والمرءوس بغير إذن رئيسه ،إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:37 PM   #34
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]أطفال أحبّوا حماس : طفل في العاشرة يصمم بطاقة عضوية في حماس لإثبات انتمائه لها



نابلس ـ خاص

لم يلغ العنف والإرهاب الصهيوني الممارس على الشعب الفلسطيني والذي أصبح الطفل أحد أهدافه، لم يلغ سمة البراءة والعفوية عند الطفل الفلسطيني وإنما جعلها أكثر عقلانية وتفتح، هذا كان انطباعي حين أخذ الطفل محمود هواش (10 أعوام) من سكان مدينة نابلس يحدثني عن حركة المقاومة الإسلامية حماس وعن مدى إعجابه بنهجها وخطابها.



كان يتحدث وكأنه ناطق رسمي باسم الحركة حتى أنه فاجأني عندما أبرز لي بطاقة العضوية والتي نعلم أن الحركة لا تصدرها هكذا بطاقات، غير أن الطفل محمود كان يريد إثبات درجة "إنتمائه" لهذه الحركة ومدى تعلقه بها.



صمم محمود بطاقته بعناية، وضع عليها رسم شعار الحركة وثبت إطارا خاصا بصورته داخلها وكتب عليها اسمه وعمره، وحين سألناه لماذا صنعتها ؟ قال بلا تردد: لأحملها.



ليس محمود سوى مثالاً لجيل جديد شهد بطولات حماس ورجالها ومن السهل جداً ملاحظة أن الحركة أخذت تتمتع بنفوذ واسع في صفوف الأطفال الذين يرتقبون فعالياتها لحمل راية أو نيل غنيمة تتمثل بوشاح الحركة الأخضر وكثيرا ما تثور بينهم الخلافات والمنازعات وصراعات للوصول إلى عصبة رأس تحمل اسم كتائب القسام وهم يقلدون استشهاديي الكتائب في صورهم واشرطتهم ووصاياهم.



يقول محمود انه قد أحب حماس ويعلل ذلك بأن أبناء حماس يدافعون عن الوطن وانه إذا خير بين حمل الهوية العسكرية عندما يكبر وبين هذه البطاقة فانه سيختار البطاقة لأنه سيكون حماس فعلا، ويشير إلى متابعته لنشاطات الحركة ومسيراتها وبأنه يتواجد عادة في تلك المسيرات وهو يفضل ارتداء اللثام خوفا من تعرف العملاء والجواسيس عليه.



وحين سألناه من يعرف من شهداء الحركة قال انه كان يعيش في طولكرم وكان يصلي في نفس المسجد الذي يرتاده الشهيدان القساميان الشقيقان علي وعامر الحضيري وبأنه بكى كثيرا يوم استشهد عامر وتوقع ردا قاسيا من حماس وهذا ما زاد ثقته وإيمانه بالحركة.



محمود كغيره من الأطفال يرسخ المفاهيم بذاكرته عبر احتفاظه بصورة ابن عمته الشهيد الطفل إيهاب الزقلة الذي سقط برصاص الاحتلال في طولكرم ويعتبر الشهداء أوفر حظا من الأحياء، يقول : الاستشهاد افضل من الموت، والشهيد الذي يدافع عن أرضه يذهب للجنة".



محمود وشقيقه التوأم محمد هما طالبان في الصف الخامس الأساسي ينظران بفخر شديد لزميلين لهما في نفس الصف، الزميلين كذلك أشقاء توأم وهما شقيقا الشهيد محمد البسطامي الطالب في جامعة النجاح ومنفذ إحدى العمليات البطولية في مستوطنة قريبة من نابلس، محمد ومحمود يجمعان أن لزميليهما كل الفخر أن شقيقهما الشهيد محمد قد قتل اليهود الذين يقتلون الأطفال ويفرضون منع التجول والذين قتلوا محمد الدرة وإيمان حجو وغيرهما من رموز الطفولة الفلسطينية ، ويريان في حماس وعملياتها حماية للشعب الفلسطيني الذي أصبح الانتماء لحماس حلما لأطفاله وهم يعدون الأيام والساعات ليكبروا ويتخلوا عن بطاقة العضوية ليحتضنوا بدلا منها زناد البندقية.
[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:39 PM   #35
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]الأسير المحرر الشيخ سعيد زعرب يحرّر شهادة عن سجون الاحتلال





خانيونس/ خاص



أكد الأسير الفلسطيني المحرر الشيخ سعيد زعرب (51 عاماً) أن الأسرى في سجون الإرهاب الصهيوني يعانون ظروفاً صعبة نتيجة الممارسات الوحشية لإدارة السجون.



ويعد الأسير المحرر زعرب نموذجاً للرجال الذين قضوا جل عمرهم في خدمة القضية الفلسطينية وأفنوا حياتهم من أجل تحقيق رسالتهم في الحرية والاستقلال حيث قضى أكثر من سبعة عشر عاماً في المعتقلات الصهيونية فأول مرة اعتقل فيها كانت في عام 1974 والثانية كانت في العام 1991 والثالثة في العام 1994 والاعتقال الأخير كان في العام 1997 على معبر رفح الحدودي عام 1997 عندما كان متوجهاً لأداء فريضة الحج .



يعدّ الشيخ من قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس الذين تمرسوا في المقاومة ووقفوا كسد منيع أمام الاحتلال الصهيوني سواء خارج المعتقل أو داخله حيث بقي لأشهر طويلة في زنازين التحقيق دون أن يستطيع المحققون الصهاينة نيل أي اعتراف منه وانشغلت الصحافة الصهيونية آنذاك في الكتابة عنه وعن رباطة جأشه وتحدثت بعد ذلك عن دوره الكبير في تربية المعتقلين على الفكر الإسلامي والمنهج الجهادي المقاوم



وقال الأسير المحرر والذي أفرج عنه بعد سبع سنوات من الأسر "إن من تركتهم خلفي يعيشون مأساة حقيقية وأوضاعاً مزرية.. ولا أبالغ حين أقول إن الكلمات تقف عاجزة عن وصف الممارسات الإجرامية واللاإنسانية لأولئك القتلة الصهاينة، كما يصعب وصف الصمود الأسطوري للمناضلين خلف قضبان الأسر، فهم، وكلما اشتد عليهم الألم تجدهم أكثر تمسكاً بالسبب الذي ألقى بهم في الأسر.. وحتى الفرحة بلقاء الأحبة والأقارب كانت ممزوجة بالغصة، فهناك أحبة وأصدقاء غادرتهم وهم تحت وطأة الألم والعذاب.



ودعا الأسير المحرر إلى "الاهتمام بقضية الأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال لأنه من خلالهم استطاع شعبنا الفلسطيني أن يواصل مقاومته ورفضه للاحتلال وبالتالي فعلى الجميع تقع مسؤولية إدراجهم في سلم أولوياته". مضيفاً "يعتقد البعض أن قضية الأسرى هي مجرد دعم مالي يحصل عليه في السجن ومساعدة لأسرته في الخارج ولكن الحقيقة إن قضيتهم أكبر من ذلك بكثير فهم أصلاً بشراً وليسوا حيوانات يريدون أن يشبعوا غرائزهم الفطرية وإنما هم أشخاص لديهم رسالة يجب أن يعملوا على تحقيقها ولن يستطيعوا ذلك طالما بقوا خلف قضبان الاحتلال الصهيوني".



وأوضح الشيخ زعرب أن الأسرى بكافة شرائحهم يرفضون أن يتم تداول قضيتهم من الناحية المادية فقط بعيداً عن القضايا الجوهرية والأساسية والتي لها علاقة بجهادهم وبمقاومتهم، وقال "إن الجزء المادي جزء لا يعني أحدا والله تعالى قد كرم الإنسان بما يعيش من حرية وطمأنينة يستطيع من خلال أداء واجباته في خدمة الدين والوطن ولن يستطيع أي منا أن يقوم بذلك داخل المعتقل لأننا أصحاب رسالة وليس السجن مكاناً لها".



ونقل الشيخ المحرر مشاعر وأحاسيس الأسرى مؤكداً "إن القليل فقط يستطيع أن يدركها ويفهم مدلولاتها لان الشعور بالبقاء خلف القضبان يخلف أحياناً شعوراً بالحرمان واليأس رغم الأهداف العظيمة التي يسجن من اجلها المجاهدون".

وبالنسبة لأداء التنظيمات حيال قضية الأسرى أكد أنها "لا ترتقي إلى المستوى المطلوب الذي يشعر فيه المعتقلون بأن هناك من يقف بجانبهم ويساندهم ولو بمحاولات لم تؤتي ثمارها المهم بعد" وأضاف "يجب أن يكون هناك عمل جاد وحقيقي لإنهاء هذه المأساة".



وقال الشيخ المحرر "إن كافة الأسرى يتابعون لحظة بلحظة التحركات التي تتابع قضيتهم حتى أنهم في كثير من الأحيان يتركون كل ما في أيديهم لمتابعة ذلك" وأضاف "كان جميع الأسرى يؤجلون الطعام والصلاة والقراءة ليستمعوا لامين عام حزب الله الشيخ حسن نصر الله عله يأتي بجديد لهم والكل يده على قلبه لعل الأمر يتعلق به أو بصديقه.



وفي رسالة وجهها الشيخ قال مخاطباً الجميع "يجب ألا تساهموا في قتل معنويات الأسرى بصمتكم فالجميع مطالب بأن يتحرك ويتحرك فقط بغض النظر عن النتائج لأن هناك رجالاً خلف الأسر يرنو بصرهم إليكم وكلهم أمل في الله عز وجل أن تمدوا أيديكم إليهم بقلبكم ولسانكم ويديكم[/align]
.


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:40 PM   #36
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]الحاج أبو عارف : حين يفقد الأب ولديه الوحيدين خلف القضبان





عارف السوقي



جنين –خاص

في شركة الأدوية حيث يعمل في جنين يقضي أبو عارف معظم يومه، يعود بعدها إلى المنزل ليطعم الطيور في حديقته

المتواضعة، أما ما تبقى من الوقت فقسم منه مخصص لأصدقاء ابنيه المعتقلين من شباب مساجد جنين فهم جزء من الذكرى لأب غيب ابنيه الوحيدين التوأمين غسان وعارف في سجون الاحتلال، وجزء آخر للتأمل في بقايا صور مع ذاكرة حبلى بالأحداث سيما في ظل الضرائب المتلاحقة التي تقدمها الأسر الفلسطينية تباعا كوقود لاستمرار انتفاضة الأقصى.



وحيدا يصارع المرض، ستيني العمر ولكن برفقة زوجته التي تقاسمه مرارة الفراق وألم داء ألم بها أيضا، مرض في القلب يلازمه داء العصر " السكري " ألم به ، ومرض في الأعصاب يلازمه الإعياء والأرق ألم بها ، إلا من تثبيت الله لأفئدة المظلومين الشاكين ظلم الظالمين، عاش في كرواتيا عقدين من الزمن تزوج خلالها أم عارف وأنجبا غسان وعارف وأختين وعادا بعد ذلك إلى جنين، فحنينه دوما لأول منزل.



حين رزقه الله بولديه غسان وعارف تلقفهما مسجد جنين الكبير يتربيان على موائد القرآن ومواعظ الإخوان، فكانت التنشئة إسلامية، وكان السجن المستقر الأخير.



ولدا بتاريخ 17-3-1979، وكانت حياتهما خالية من مظاهر الخشونة، عارف والذي لا ينادونه في السجن إلا " ابن الكرواتية " طالب في الجامعة العربية الأمريكية في جنين في قسم برمجة الكمبيوتر، وكان يعمل إضافة إلى ذلك بائعا في محل للملابس في وسط المدينة.



عام 1998 كان اعتقاله الأول على خلفية نشاطه في حماس، حيث حكم عليه بالسجن عاما كاملا مع دفع غرامة مالية مقدارها ألف شيقل ، ولكن السجن لم يفت من عضده ، فخرج أشد عودا ملتحقا بجامعته إلى أن كانت انتفاضة الأقصى………..



خلال سجنه وما تلاها تعرّف عارف إلى ناشط قسامي هو المعتقل محمد القرم من بلدة جلقموس شرقي جنين ، حيث انضم عارف إلى صفوف القسام في جنين على يديه ، وبدأ نشاطه فيها إلا أنه أصبح مطلوبا للصهاينة بعد اعتقال رفيقه محمد مما حدا به إلى ترك المنزل ،وقد وضع الصهاينة إذ ذاك اسمه على قائمة التصفية الأمر الذي سبب صدمة قوية لذويه الذين لم يتوقعوا أن يكون ابنهم على هذه الدرجة من الخطورة ….وتمكن عارف من الإفلات من الصهاينة في أكثر من موقع سيما خلال الاجتياح الكبير في نيسان 2002 حيث كان يتخفى تحت اسم أخيه كونهما توأم بعد أن يخفي هويته الشخصية ، وحتى يوم اعتقاله كاد أن يفلت من ضابط المخابرات بذات الطريقة لولا افتضاح أمره في اللحظات الأخيرة …..تعرض عارف اثر اعتقاله إلى تحقيق عسكري قاسٍ وسط انقطاع كامل في أخباره لمدة سبعة اشهر تلت اعتقاله إلى أن تمكن من الاتصال بهم …..وقد حكم عليه مؤخرا بالسجن ستة أعوام ونصف ، ويشكو الأب من حرمانه من زيارة أبنائه حيث أن منطقتي جنين ونابلس مستثنيتين حسب اللوائح العسكرية الصهيونية من زيارات الأسرى على عكس ما هو حاصل في باقي المناطق .



هذا عارف أما غسان ، فهو طالب في قسم التربية الرياضية في جامعة النجاح في نابلس في السنة الثالثة ، وهو لاعب رياضي في نادي إسلامي جنين ، إضافة إلى كونه ماهرا في مجال التصميم ، يهوى تصميم صور الشهداء وعمل البوسترات التي تنشر على شبكة الإنترنت .



وكما أخيه عارف فلم يكن هذا الاعتقال الأخير أول جولة له مع الصهاينة ، إذ سبق أن تعرض للاعتقال على خلفية نشاطه في الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح عام 1998 في ذات اليوم الذي أجريت فيه انتخابات المجلس ، حيث كان متوجها للإدلاء بصوته ، فالتقفته أيدي الشاباك على حاجز عسكري طيار ، أقامه الصهاينة بهدف إلقاء القبض على مناصري الكتلة الإسلامية كعادتهم في كل انتخابات ، وقد حكم عليه بالسجن عاما كاملا ، وقد تصادف يوم اعتقاله مع دخول والده إلى المستشفى من اجل إجراء عملية " قلب مفتوح " ، إلا أن الله سلم حينها وتمت العملية بنجاح …….



وفي 20/2 من هذا العام اقتحم الصهاينة المنزل مرة أخرى واقتادوه معتقلا ولكن إلى غياهب الاعتقال الإداري الذي لا يعرف له لون أو طعم أو رائحة ، حيث أمضى الشهور الستة الأولى في سجن النقب وعوفره ، وما أن حان موعد الإفراج حتى جاءه قرار التمديد بستة اشهر أخرى ، وكذا الحال مع كثير من أبناء هذا الشعب ، أما التهمة فليست واضحة كما مجمل المعتقلين الإداريين ، يقول والده أبو عارف "…عارف وقد اطمأننت عليه ستة أعوام ونصف ، أما غسان فإن اعتقاله الإداري يخيفني أكثر من حكم عارف فلا أعرف له أولا من آخر .." .



واليوم يقبع عارف وغسان مع بعضهما في سجن النقب ، في حين يتذاكر الأب و الأم مع بعضهما ذكريات الأبناء في المنزل يخططان مستقبل ابنيهما بعد أن يمن الله عليهما بالإفراج ، ما بين مشاريع إكمال التعليم وما بين مشاريع الزواج .. أحلام يسأل الله كل محبي غسان وعارف أن يحققها في القريب العاجل ….
[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:41 PM   #37
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


رسمي دوفش: والد البطلين..!



بقلم أسامة العيسة
عندما شددت على يد رسمي دوفش، مودعا قبل نحو أسبوعين، على أمل اللقاء لاحقا، لمتابعة قصة استشهاد ابنه طارق، لم أكن أعرف أن اللقاء التالي سيكون مؤلما إلى هذا الحد.



في لقائنا ذاك، جلست مع السيد رسمي، في أستوديو التصوير الصغير الذي يملكه في مدينة الخليل، كان أهم ما يميز الأستوديو صور ابنه طارق الذي ترك مقاعد الدراسة في جامعة البوليتكنك، لينفذ مع رفيقه فادي الدويك، عملية فدائية جريئة جدا، وذات مغزى سياسي كبير في توقيتها.



ففي الوقت الذي كان فيه مجرم الحرب اريئيل شارون يخوض حربه الشرسة ضد المواطنين الفلسطينيين في أبريل 2002 والتي عرفت إعلاميا بحملة السور الواقي، ويرتكب المجازر في جنين ونابلس وبيت لحم ورام الله ويحاصر كنيسة المد، كان طارق دوفش مع رفيقه فادي الدويك يتمكنون من دخول مستوطنة (ادورا) وهو فعل بطولي بحد ذاته، ويمكثون في المستوطنة ساعات، قبل أن يقتلوا خمسة من المستوطنين، وينجحوا بالخروج سالمين من المستوطنة، ولكن لطارق كان رأي آخر، حيث قال لرفيقه: أنا لم آت هنا كي أعود، أنا جئت لاستشهد، فخاض مواجهة قرب قرية تفوح مع مجموعات من جيش الاحتلال، حتى استشهد.



وبعد استشهاد كان قوات الاحتلال تقتحم منزل العائلة وتعتقل والده رسمي المريض وفيما بعد هدمت منزله ومنزل فادي الدويك الذي يمكث الآن في أحد المعتقلات الصهيونية.



في ذلك اليوم لم يكن لنا حديث سوى عن الشهيد طارق، الذي كانت صوره تملا المكان، صور له وهو طفل يحمل سيماء الرجولة وهو في المدرسة وأيضا وهو في جامعته، بالإضافة لصورة المنزل الجميل الذي تربي فيه طارق وهدمه المحتلون.



قال لي السيد رسمي (في ذلك اليوم 27/4/2002 ذهبنا إلى المسجد وصلينا الفجر، ولم يعد طارق ولم نقلق عليه، وبعد ساعات كانت أنباء عملية اقتحام مستوطنة ادورا تنتشر، حيث استطاع مقاومون دخول المستوطنة وتنفيذ عملية بها، ولم نكن نعرف أن طارق أحد المشاركين في تلك العملية.



وشكلت العملية إرباكا كبيرا لقوات الاحتلال التي عجزت مخابراتها عن تفسير لغز تلك العملية فاتهمت في البداية كتائب شهداء الأقصى بتنفيذها، ولكن كتائب عز الدين القسام أصدرت بيانا بعد يومين من العملية نعت فيه طارق دوفش وسردت تفاصيلها.



وناولني رسمي دوفش، باعتزاز، الوصية التي تركها ولده طارق والتي وجهها إلى فئات مختلفة.

إلى أمه التي (ما برحت وهي تنشئنا النشأة الإسلامية الصحيحة) وأبيه (الذي كان التبراس الذي يضيء لنا الطريق) توجه طارق أولا بوصيته.



قال طارق لهما (بارك الله فيكم ودمتم ذخرا للإسلام والمسلمين لقد سبقتكم، أرجو مسامحتي على أني سبقتكم إلى جنة عرضها كعرض السماوات والأرض فلا تحزنوا بل أبشروا وارفعوا رؤوسكم عاليا، حتى تلحقوا بي فأنا ما زلت أنتظركم).

والى أقاربه وجده وجدتيه كتب طارق (لا تحزنوا بل أبشروا وافرحوا وأقيموا الأفراح والأعراس، فأنا بإذن الله عز وجل في نعيم مقيم، إنها ميتة واحدة فلتكن في سبيل الله.



وأوصى طارق إخوته بطاعة الوالدين والحرص على الصلاة وحفظ كتاب الله.

وحيا طارق شباب المساجد وهم (يقومون بأسمى شيء في الوجود، تحية لكم وانتم تحافظون على بيوت الله تحية لكم وانتم تسهرون دأبا في تنشئة جيل النصر، الجيل القرآني الفريد..

وحيا طارق أيضا زملائه أبناء جامعة البوليتكنك (وانتم تحملون هم هذه الأمة وهم هذا الوطن وتقومون بإعداد أنفسكم مهندسين وعلماء وإداريين لخدمة إسلامنا العظيم).

ولم ينس طارق أيضا أن يحي أبناء الكتلة الإسلامية (وأنتم تحملون راية ربكم لتجعلوها مجلجة فوق ربوع العالمين تحية لكم وانتم تسهرون ليلكم لرفع كلمة لا إله إلا الله…

ووقع طارق وصيته (أخوكم المشتاق إلى ربه العبد الفقير طارق رسمي دوفش ابن كتائب الشهيد عز الدين القسام).



ويوم الأربعاء (10/12) كنت وصلت مدينة الخليل، بعد معاناة شاقة على حواجز الاحتلال ووقفت أمام أستوديو السيد دوفش الذي كان مغلقا، وحين سألت أحد الجيران لماذا تأخر في فتح الأستوديو، أجابني بسؤال:



-ألم تعرف، ما جرى أمس في تفوح؟

-تتكلم عن الانفجار الذي خلف شهداء..

-نعم واحدهم هو ابن رسمي وشقيق طارق الأكبر..



ووقع الخبر على رأسي كالصاعقة، كان شقيق طارق الأكبر (جهاد) 23 عاما



ورفيقه (حاتم القواسمي) في أحد المنازل في قرية تفوح عندما وقع انفجار غامض أودى بحياتهما، اما أن يكون نتيجة عملية اغتيال مدبرة، أو نتيجة خطأ ما أثناء تحضيرهما لعملية فدائية..

ولا اعرف لماذا تذكرت، أولئك الذين وقعوا على وثيقة جنيف، أناس لا ينفكون يلهثون وراء عظام الجيفة، وآخرون، يصرون على متابعة الطريق، مهما كانت التضحيات كبيرة وغالية..

سلام عليك يا جهاد دوفش ويا طارق دوفش ويا حاتم القواسمي، ويا كل الأحباء


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:42 PM   #38
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


عائلة بشكار : حلّ العيد و أبناؤها الأربعة في قيد الحديد



نابلس – تقرير خاص :


بدأت تلملم جراحها ، و ترتدي وشاح الصبر الذي تتجمّل به الأمهات الفلسطينيات مع قدوم كلّ عيد لا يحمل عن الأبناء نبأ سعيد ، أم محمد ، من مخيم عسكر حكاية غير جديدة و قصة طالما مثلت ملاحم الأحزان التي يعيشها الفلسطينيون في غمرة فرحتهم .



استقبلت زوارها الذين حضروا للتخفيف عنها من ألم فراق الأبناء خلف القضبان فإذا بها هي من يداوي جراح الزائرين و يبعث بسمة الأمل على شفاههم و هي تبدأ حديثها بذكريات البيت الذي كان يعمر بضحكات عنان و شادي و عبد الهادي و عبد الرحيم ، في قلب مخيم عسكر الجديد نشأوا و شبّوا كالغراس تعهّدتهم يداها بالرعاية و قلبها بالحنان بعد رحيل الوالد و وفاته ، تقول أم محمد : "ليست هذه أول مرة نستقبل فيها رمضان و نودّعه في انتظار العيد و نحن محرومون من لقاء بعضنا البعض" .



ما أوحش فراق الأحبة و ما أصعب البعد حين يفتح باب الذكريات على قلب الأم التي تذكر أبناءها في العيد لتجدهم جميعاً قد رحلوا و غابوا عنها و استقرّ بهم المقام في مكان بعيد .



أم محمد ربة بيت اعتقل أصغر أبنائها قبل أكثر من عامين ، عبد الرحيم يبلغ من العمر (21 عاماً) و يقبع الآن في سجن شطة بعد أن أصدرت إحدى محاكم الاحتلال عليه حكماً بالسجن لشعر سنوات بعد اتهامه بالقيام بنشاطات و فعاليات ضد الاحتلال .



أما عبد الهادي (26 عاماً) الطالب في قسم التربية الرياضية بجامعة النجاح فقد أمضى كذلك عامين في سجون الاحتلال في انتظار إنهاء محكوميته البالغة 26شهراً .



تقول أم محمد : "ما يخفّف عنا ما نحن فيه من بلاء و محنة أن عبد الرحيم و عبد الهادي ما زالا يعيشان في البيت ، فهما عازبان و ليس هناك من مسؤوليات يعيق اعتقالهما الالتزام بها و إن كانت أحكام الاحتلال عليها جائرة و ظالمة ، فأنا أعدّ الأيام التي بقيت لعبد الهادي حتى يفرج الله عنه و ثقتي بالله كبيرة أن عبد الرحيم لن يقضي محكوميته داخل السجن ففرج الله أقرب إلينا من حكم الظالمين" .



و تتضاعف معاناة عائلة بشكار باعتقال عنان (31 عاماً) منذ أكثر من سنة ، عنان متزوّج و أب لولدين و طفلتين ، عائلة بأكملها يغيب عنها الوالد إلى أن يشاء الله ، فهو يقبع الآن في سجن مجدّو و لم يصدر بحقّه بعد أيّ حكم و لا تعلم العائلة و لا أطفاله الأربعة الذين لا يتوقّفون عن السؤال عنه و إن كان سيقضي العيد بينهم أو بعيداً عنهم .. و هذا أيضاً حال الطفل صهيب الذي أبصر النور و والده شادي (28 عاماً) موقوف كذلك في سجون الاحتلال .



كلنا في الهم شرق :



و ترى أم محمد في غياب عنان و شادي عن عائلاتهم معاناة مضاعفة و هي تحتضن أحفادها من أبنائهم و تقول : "لم يرتكب هؤلاء الأطفال ذنباً كي يحرَموا فرحة العيد مع آبائهم ، و حتى أبنائي عنان و شادي و جميع أسرانا ماذا فعلوا ليزجّ بهم خلف القضبان ، لم يبحثوا هم عن الاحتلال و إنما المحتلون جاءوا يبحثون عنا ، لم يرُقْ لهم رؤيتنا نعيش حياتنا بشكلٍ طبيعي" .



أم محمد التي اعتادت أن تتحدّى قسوة الظروف في مسيرة حياتها ما زالت تتشبث بالأمل و تنظر إلى غياب أبنائها عنها بأنه ضريبة بدفعها كلّ من يطالب بحقوقه و يعمل على تحصيلها ، حيث تقول : " نحن لا نشكو أمرنا و أمر من ظلمنا إلا لله وحده ، فالشكوى لغيره ذلة و مهانة و نحن أكبر من أن نهان أو نذلّ" .



و تضيف : "لقد كان الأربعة يملأون عليّ حياتي و يشيعون جوّ الفرح و الحياة في البيت ، الآن هم ليسوا هنا و لكني بانتظار عودتهم ، و أعلم أنهم يبعثون الحياة في أيّ مكان يحلّون فيه حتى و إن كان خلف القضبان" .



معاناة أم محمد تستمر و تتواصل مع التقارير الكثيرة و الدائمة حول معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ، لكنها ما تزال تصرّ على أن أبناءها جزء من المجموع الذي يقضي زهرات شبابه و خيرة سني حياته خلف القضبان ، حيث تقول : "أسمع عن معاناة الأسرى في شطة فأقلق على عبد الرحيم ، و عن وقوع مصادمات في النقب فأخشى على شادي و عبد الهادي ، و أعلم ان أسرى مجدّو قد أضربوا عن الطعام فأبدأ بالدعاء لعنان ، غير أن أهم ما في الموضوع أنهم ليسوا وحدهم هناك" .



قلب أم محمد أصبح موزّعاً بين ثلاث سجون يقبع فيها أبناؤها الأربعة لكنها ترى أنه يتّسع لذلك الحمل الكبير حيث تضيف : "قد يحمل العيد معه آلاماً و أحزاناً لكنه يبقى مناسبة للفرح والسرور ، نحن مؤمنون و عقيدتنا قوية و سلاحنا الصبر و الثبات و نعتقد أن ما يجري لنا هو شرف كبير ، فالسجون لا تفتح أبوابها إلا ليدخلها الرجال و أنا قد أعددت أبنائي ليكونوا رجالاً" .



أغلقنا أبواب الحديث و قفلنا عائدين و في مخيّلتنا لوحة من داخل المعتقل وقّعها الأبناء بقولٍ معروف :



عيد بأيّ جال عدت يا عيد بما مضى أم الأمر فيك تجديد

أما الأحبة فالبيداء دونهم يا ليت دونك بيداً دونها بيد


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:44 PM   #39
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


الشيخ علي أبو الرب : يخطّ و أسرته صور العطاء المشرقة من أرض قباطية عاشقة القسّاميين







جنين – خاص :


كثيرون هم المعتقلون .. و لكن جلّهم لهم قضايا يحاكمون عليها باستثناء الإداريين منهم … و لكن ما بالكم بمعتقل تحتجزه قوات الاحتلال في سجونها للعام الحادي عشر على التوالي دون حجج مقنعة ، و تحت دواع مختلقة باهتة ، و السبب أن هذا المعتقل هو من النوع الحار في نظر الصهاينة … إذ توجد لدى الشاباك قناعة بأنه خطير على أمن الكيان … و ربما شكّلت دراسته سبباً في طول احتجازه … بعيداً عن الزوجة و الأبناء و الأب و الإخوة ، رهين زنازين العدو ... إنه الشيخ علي أبو الرب "أبو دجانة" من بلدة قباطية شرقي جنين "عاشقة القساميين" .

الشيخ علي أبو الرب في أواخر العقد الثالث من العمر ، يحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيماوية من الأردن ، داعية إسلاميّ متوقّد لنشر فكر الإخوان ، حفظ كتاب الله في سن مبكرة ، عاد إلى أرض جنين ليشارك في بناء لبنات الجسم الإسلامي في بلدته قباطية و في محافظة جنين عموماً إبان الانتفاضة الأولى ، حيث عمل إماماً لمسجد قباطية القديم يلهب المشاعر بكلامه الإيماني و نهجه الثوري .. سليط على العدو لا يخشى في الله لومة لائم .. صعب المراس قويّ الشكيمة … و كما يقال إن الحكم الحقيقي الذي أصدره الصهاينة بحقّه هو "الموت البطيء" و ليس مجرّد السجن فليس في مقدورهم أن يتخيّلوه حياً خارج القضبان …



بداية المشوار :

رحلة المعاناة بدأت بتاريخ 6/9/1992 .. و كان الشيخ أبو دجانة و عدد من رفاقه من أوائل القائمين على إنشاء اللبنات الأولى لكتائب القسام في المنطقة برفقة الشهيد القائد عبد القادر كميل و الشيخ نصر جرار و الشهيد المهندس يحيى عياش و الذي احتضنته قباطيه في بداية مسيرته الجهادية ، حيث عرف عنه أنه كان يعمل مدرباً للمقاومين و كلما اعتقلت مجموعة قالت إن الشيخ علي هو مدرّبها .. اعتقل الشيخ علي و خضع لتحقيق عسكري قاسٍ مدة ثلاثة أشهر في سجن جنين المركزي سجن عسقلان ، و كان الصهاينة حينها يحاولون فكّ ألغاز كثيرة حول الخطط الأولى للقسام لدخول مرحلة التفجير ، شكّل الشيخ علي ظاهرة في عالم التحقيق ، الاعترافات تصبّ نحوه من كلّ جانب ، أصابع الاتهام تشير إليه .. لكنه لم ينبس ببنت شفة ، و خرج من التحقيق كما دخل … و ما بين سجن جنين و سجن مجدّو قضى الشيخ المرحلة الأولى من اعتقاله و البالغة ثمانية أشهر ، و ما إن كادت تنقضي تلك المدة حتى أعيد إلى التحقيق و حكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات و نصف ، حرِم في فترة كبيرة منها من زيارة ذويه نتيجة نشاطاته الملحوظة داخل السجن .



طغيان و استكبار :

و لما حان موعد الإفراج في صيف عام 1996 كانت المؤامرة المخابراتية جاهزة .. اتهام بالتحقيق مع عملاء داخل السجن و حكم قاسٍ جديد بالسجن 17 عاماً إضافية ، الخبر نزل صاعقاً على الجميع و لكنه إجراء متوقّع بحق الشيخ علي ، نقل الشيخ إلى سجن كفاريونا و منه إلى العزل و منذ سنوات طويلة لم يرَ أفراد أسرته ، ابناه يكبران و لما يعرِفا والدهما بعد إلا من خلال حديث الأم : الزوجة الصابرة المرابطة .. و لكن مسلسل المعاناة ممتد إلى ما هو أكبر من ذلك : رحلة طويلة من الألم و الحرمان عصفت بكامل أسرة الشيخ أبو دجانة رسمت خيوطها و هو مغيّب بين القضبان و الأسلاك الشائكة.



عائلة داخل السجن :

فترات كثيرة مرّت على هذه الأسرة و جميع أبنائها داخل السجون يرسمون خارطة الوطن في كلّ ناحية و مرقد ، وهيب ، الأخ الذي يلي أبو دجانة معتقل منذ عام 1994 إثر قيامه بقتل مجنّدة صهيونية في مغتصبة العفولة حيث حكِم عليه بالسجن المؤبد ، و منذ اعتقاله قبل تسعة أعوام لم يسمح الصهاينة لذويه بزيارته ، فهو محتجز في قسم العزل منذ اعتقاله ، حتى المنظمات الحقوقية فشلت في لقائه ، وهيب كان قد اعتقل خلال الانتفاضة الأولى مرتين حكم عليه في المرة الأولى بالسجن لمدة ثلاثة سنوات و حكِم عليه في المرة الثانية بالسجن لمدة ستة أشهر ، كما أن الأب عبدالله أبو الرب ، و رغم تقدّمه في السن كان اعتقل مطلع العام الجاري لمدة شهر بدعوى القيام بفعاليات مناهضة للاحتلال ، و لم تفرِج عنه السلطات الصهيونية إلا بعد دفع غرامة مقدارها 2000 شيكل . كما اعتقل ابنه الآخر نذير (27 عاماً) لمدة سبعة شهور و دفع غرامة مالية مقدارها 1300 شيكل ، فيما اعتقل مجيب عدة مرات آخرها سنتين انقضتا منذ فترة وجيزة .



ابتلاء من نوع آخر :



ليس الاعتقال وحده نكبة هذه الأسرة ، فهذا البيت المعطاء يعيش على أنقاض منزل مهدّم أتت عليه متفجّرات العدو قبل تسعة أعوام و ذلك ردّاً على قيام وهيب بقتل المجنّدة الصهيونية ، بداية القرار كان إغلاق الطابق الثالث من المنزل و الذي يعود لوهيب ، إلا أن تطبيق القرار بالديناميت أتى على كل البناية ، لتغدو هذه الأسرة بلا معيل و لا بيت ..

الأب و قد أعياه المرض بعد أن أتى عليه الكبر ، فهو في العقد السادس من العمر ، أما الأم فقد لحقت بالرفيق الأعلى و هي في غربة عن أبنائها قبل نحو عام .. يكبر دجانة "الابن الأكبر للشيخ علي" و هو يتربّى في أحضان المسجد القديم في قباطيه على ذات التراتيل التي خطّها والده ، أما أبو دجانة فلم ينل السجن من عزيمته شيئاً إلا من بعض المرض الذي نال من الجسد و الذي ترفض إدارة السجن علاجه منذ سنين خلت ، فهو بحاجة ماسة إلى عملية جيوب أنفية ، و لكن لا مجيب ..



يكاد البعض في زحمة الاعتقالات أن ينسى الأصلاء الأوائل الذين اختطوا أول الدرب ، و لكن الصفحات المشرقة لا يحجبها عتمة ليل و لا قهر الزمان … و لكل من بدأ الطريق وفرة في دعاء اللاحقين به فهو المشكاة تضيء الدرب ، و نقطة البداية إذا اختلطت المسالك .


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:45 PM   #40
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]الشهيد طارق دوفش



شهيد عملية اقتحام مستوطنة "أدورا" قرب الخليل




بيت لحم – خاص:

قريباً من باب الزاوية قلب مدينة الخليل يقع أستوديو صغير للتصوير يديره رسمي دوفش ، و ما يلحظه الداخل إلى الأستوديو هو طزاجة تلك القصة التي حدثت قبل أكثر من عام و نصف ، حيث تنتشر صور مختلفة في أنحاء الأستوديو لطارق دوفش ابن رسمي ، و هو طفل صغير يحمل مسدساً من البلاستيك أو و هو منهمك في قراءة القرآن و هو لا يتجاوز السنوات العشر ، ثم صورة لطارق و هو في الجامعة.


و غالباً ما يتحدّث رسمي دوفش و الداخلون إلى الأستوديو عن طارق المعروف على نطاق واسع في الخليل باسم (بطل عملية أدورا) على اسم تلك المستوطنة التي تقع قرب قرية تفوح .


في شهر نيسان 2002 كانت قوات شارون تجتاح المناطق الفلسطينية جميعها ، و ترتكب جرائمها ، في مخيم جنين و رام الله و نابلس و في بيت لحم حيث حصار كنيسة المهد ، و في هذه الأثناء كان هناك أحد طلبة جامعة البوليتكتك في الخليل يخطّط مع زملائه لتوجيه ردٍّ موجع على جرائم المحتلين ، و كان هذا الطالب طارق دوفش .


يقول رسمي دوفش والد طارق : "في ذلك اليوم 27/4/2002 ذهبنا إلى المسجد و صلّينا الفجر ، و لم يعدْ طارق و لم نقلق عليه ، و بعد ساعات كانت أنباء عملية اقتحام مستوطنة أدورا تنتشر ، حيث استطاع مقاومون دخول المستوطنة و تنفيذ عملية بها ، و لم نكن نعرف أن طارق أحد المشاركين في تلك العملية" ..


فرح المواطنون في المناطق الفلسطينية بالعملية ، التي كانت بطولية بكلّ المقاييس ، حيث تمكّن طارق دوفش و زميله فادي الدويك من اقتحام المستوطنة و المكوث فيها لبعض الوقت دون أن يكتشفهما أحد من المستوطنين أو الحراس ، ثم قاموا بقتل عددٍ من المستوطنين و تمكّنا من الخروج من المستوطنة بسلام ، و لكن طارق كان يتوقُ إلى الشهادة ، و نقل عنه قوله : "إنني لم آتِ إلى هنا كي أعود" ..


و وقع اشتباك بعد ساعات من اقتحام المستوطنة استشهد على إثره طارق . و شكّلت العملية إرباكاً كبيراً لقوات الاحتلال التي عجَزت مخابراتها عن تفسير لغز تلك العملية ، فاتهمت في البداية كتائب شهداء الأقصى بتنفيذها ، و لكن كتائب عز الدين القسام أصدرت بياناً بعد يومين من العملية نعت فيه طارق دوفش و سردت تفاصيلها .


و في هذه الأثناء كانت قوات الاحتلال تعتقل رسمي دوفش و تنقله إلى معسكر عتصيون العسكري ثم إلى سجون أخرى و جدّدت له الاعتقال الإداري و فيما بعد هدمت منزله و منزل عائلة فادي الدويك .


و يعتزّ رسمي كثيراً بالوصية التي تركها ولده طارق و التي وجّهها إلى فئات مختلفة . إلى أمه التي "ما برحت و هي تنشئنا النشأة الإسلامية الصحيحة" ، و أبيه "الذي كان النبراس الذي يضيء لنا الطريق" ... توجّه طارق أولاً بوصيته .
قال طارق لهما : "بارك الله فيكم و دمتم ذخراً للإسلام و المسلمين ، لقد سبقتكم ، أرجو مسامحتي على أني سبقتكم إلى جنة عرضها كعرض السماوات و الأرض ، فلا تحزنوا بل أبشروا و ارفعوا رؤوسكم عالياً ، حتى تلحقوا بي ، فأنا ما زلت أنتظركم" ..


و إلى أقاربه و جدّه و جدّتيه كتب طارق : "لا تحزنوا بل أبشروا و افرحوا و أقيموا الأفراح و الأعراس ، فأنا بإذن الله عز و جلّ في نعيم مقيم ، إنها ميتة واحدة فلتكن في سبيل الله" ..


و أوصى طارق إخوته بطاعة الوالدين و الحرص على الصلاة و حفظ كتاب الله . و حيّا طارق شباب المساجد و هم "يقومون بأسمى شيء في الوجود ، تحية لكم و أنتم تحافظون على بيوت الله .. تحية لكم و أنتم تسهرون دأباً في تنشئة جيل النصر ، الجيل القرآني الفريد"..


و حيّا طارق أيضاً زملاءه أبناء جامعة البوليتكنك : "و أنتم تحمِلون همّ هذه الأمة و هم هذا الوطن و تقومون بإعداد أنفسكم مهندسين و علماء و إداريين لخدمة إسلامنا العظيم" ..


و لم ينسَ طارق أيضاً أن يحيّي أبناء الكتلة الإسلامية "و أنتم تحملون راية ربكم لتجعلوها مجلجلة فوق ربوع العالمين .. تحية لكم و أنتم تسهرون ليلكم لرفع كلمة لا إله إلا الله" ..


و وقّع طارق وصيته "أخوكم المشتاق إلى ربه العبد الفقير : طارق رسمي دوفش ابن كتائب الشهيد عز الدين القسام"...
[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:47 PM   #41
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


عائلة الشهيد القائد إسماعيل أبو شنب : تفتقد الأب الحنون في رمضان







صحيفة القدس الفلسطينية 21/11/2003 :


لا يملك المرء إلا أن يبكي من شدة التأثّر ، حينما يبصر الطفلة مسك ابنة العامين التي حرمها الاحتلال الصهيوني حضن والدها المهندس إسماعيل أبو شنب الذي اغتالته طائرات الأباتشي بقصف سيارته ، كلما سمعت رنين الهاتف تجري إليه مسرعة و تقول : "بابا .. بابا .. ردّوا على التلفون .. بابا على التلفون" ، إذ لا تستطيع بعقلها البريء أن تدرك بعد أن الشهيد لا يمكن أن يعود أو يتصل بالهاتف ، و هي لا زالت تنتظر عودة والدها الذي تأخّر عليها هذه المرة .


هكذا وصفت زوجة الشهيد إسماعيل أبو شنب أم الحسن حال صغرى بناتها ، و قالت : "كانت مسك متعلّقة بوالدها جداً و بشكلٍ غير عادي ، فقد كان - رحمه الله - يعطيها حقّ طفولتها و لم يكن يخجله أبداً أن يحملها و يقبّلها و يخرج ليشتري لها حلواها المفضّلة و لو ليلاً ، اعتادت دوماً أن تنام في حضنه ، لكنها اليوم لا تجده بيننا" .



الطفلة مسك صاحبة العيون الجميلة البريئة و التي تحمِل قسمات وجهها أجمل معاني الطفولة ، كلما سألت عن والدها تجيب أنه في الجنة الآن ظانّة أنه في زيارة سيعود منها ، الطفلة حديثة العهد بالكلام تتحدّث بكلمات متكسّرة جداً فتقول : "إن الطائرات قصفت سيارة والدها بالصواريخ ، لكنها لا تدرك معنى ذلك" .



تقول أمها : "إن مسك أكثر من يفتقده في المنزل نظراً لصغر سنّها و عطفه عليها و اعتيادها أن تجري بمجرد وصوله ليحملها و يقبّلها ، بالأمس فقط رأته في منامها بنفس المشهد حيث حلمت أنها تجري إليه مسرعة و استقبلها بضحكاته ثم حملها و قبّلها و قال لها (لا تغلبي ماما)" .


ثم بثّت بعض الدفء و الشوق في حديثها و هي تقول : "كلنا في البيت نفتقده و كلما مرّت الأيام أكثر نفتقده أكثر ، خاصة و نحن الآن في رمضان ، لقد مرّ علينا أول أيام الشهر الفضيل صعبة قاسية ، فهو أول رمضان نقضيه بدونه ، لكننا آثرنا تذكّره بالخير و الرحمة و إعداد الطعام الذي كان يحبّه و حاولنا أن نتصرّف و كأنه موجود بيننا" .



و تابعت : "اعتاد - رحمه الله - زيارة الأرحام خاصة في رمضان ، و في هذا العام قام ابني حمزة (19عاماً) و شقيقتاه الكبريان بزيارة الأرحام على درب والدهما ، نسأل الله أن يتابعوا دربه طيلة حياتهم" .



و أضافت و قد لاح على وجهها ظلّ ابتسامة : "لقد قضى العام الأخير من حياته في تجهيز منزلنا الجديد هذا و أبدى في الأيام الأخيرة استعجالاً غير عاديّ للسكن فيه حتى قبل أن يجهّز أثاثه ، لكنه لم يسكنه سوى أسبوع واحد ، و استشهد بعدها ، أسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته" .


أم الحسن بدت بابتسامتها الهادئة التي لم تفارق وجهها طوال الحديث معها نموذجاً للمرأة الفلسطينية الصابرة المرابطة ، أمّ لثمانية أبناء أكبرهم يدرس الماجستير في الهندسة في جامعات الولايات المتحدة ، تحدّثت عن زوجها فقالت بشوق و هي تستعيد ذكرياتها : "كان - رحمه الله - نموذجاً يحتذى ، فمنذ بداية زواجنا جمعتنا المودة و الرحمة ، كلانا كان يعي دوره جيّداً و يؤدّيه على أكمل وجه ، و كنا نتشاور في كلّ صغيرة و كبيرة و نتبادل الآراء في كلّ الأمور" .



ثم ابتسمت بشوقٍ و تابعت : "حتى مع أبنائه كان صديقاً ناصحاً للكبار ، حنوناً عطوفاً على الصغار ، و قد كان بطبعه - رحمه الله - يعشق الأطفال بشكلٍ غير عادي ، و كان يستمع إلى آراء أبنائه في كلّ ما يتعلّق بشؤون البيت و حين يكون رأيه مختلفاً كان يسعى لإقناعهم و دوماً كان أبناؤه في النهاية يقتنعون برأيه" .



ثم بدأ التأثّر على قسمات وجهها و خفّت ابتسامتها و هي تقول : "لطالما قام بدور من يحلّ مشاكل العائلة و يمثّلها في أفراحها و أحزانها ، لقد ترك فراغاً كبيراً في العائلة و داخل بيته خصوصاً" ، ذبلت ابتسامة أم الحسن أكثر فأكثر و هي تتابع : "لا زلت أفتقد شريك العمر حتى اليوم ، أشعر أن حياتي كلّها انقلبت ، ليس سهلاً عليّ أبداً اعتياد نموذج آخر من الحياة ، لقد كنت أوقظه من نومه كلّ صباح ، أحضّر له ملابسه و طعام إفطاره ، كنت أصل معه حتى باب المنزل عند خروجه" ، لكنها استدركت : "تمنى الشهادة طيلة حياته و نالها ، نسأل الله أن يتقبله فيمن عنده من الشهداء" .
و تابعت بلهجة حازمة : "رغم ذلك إلا أنني مطالبة بإظهار القوة و الصبر أمام أبنائي فجميعهم يفتقده لكن الأم هي مصدر قوة الأبناء لو انهارت سينهار الأبناء جميعهم" .



ثم بدأت تستذكر الماضي القريب قبيل استشهاده فقالت : "منذ قصف الاحتلال سيارة الدكتور إبراهيم المقادمة شعرت بخوف شديد عليه و قد صرّحت له بذلك فسعى إلى طمأنتي و قال (ليس لهم بي حاجة)" ... و عقّبت : "ربما كان يدرك في قرارة نفسه ، أنه ضمن المطلوبين لكنه لم يكن يرغب في أن نعيش بخوفٍ خاصة و قد كانت لديه قناعة أن الأعمار بيد الله و أن الشهادة شرف لا يعادلها شرف" .



و تابعت و قد اختفت ابتسامتها : "نفتقده كثيراً كثيراً ، يومياً نذكر اسمه مراراً ، لا نجلس إلا في المكان الذي كنا نجتمع فيه مع أبنائنا ، و أركّز على إعداد المأكولات التي كان يحبّها و كأنه سيأتي ليشاركنا كلّ أمور حياتنا ، حتى طفلتاي الصغيرتان لا تنامان إلا بعد أن أحكي لهما قصة عن والدهما و كأنها حكاية قبل النوم التي يطرب الأطفال بسماعها"
.


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:48 PM   #42
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


الفتى الأسير إبراهيم صالحة : الشتاء يعيد عائلته إلى ذكريات مؤلمة بعد منعها من زيارته

خانيونس – خاص :


جلست عائلة الأسير الفتى إبراهيم صالحة على طعام الإفطار تتذكّر تلك الليلة الشديدة البرودة من ليالي الشتاء ، عندما استأذن من والدته الخروج لينطلق بعدها إلى هدفٍ حدّده سلفاً و بنية الاستشهاد نحو مستوطنة "عتسمونة" جنوب خانيونس ليتمكّن من اقتحامها و الاشتباك مع حراسها و يصيب أربعة من جنود الاحتلال قبل أن تنفد ذخيرته و يصاب و يؤخذ أسيراً لتبدأ بعدها رحلة من المعاناة و الآلام له و لأسرته .



الأسير صالحة من سكان حي الأمل في خانيونس و عمره لم يتجاوز 16 عاماً عندما قام بتنفيذ عمليته البطولية ، استقبلتنا عائلته في منزل العائلة الصغير ، و ككل بيوت مخيمات اللجوء التي تحكي معاناة جيل بأكمله استمرت 51 عاماً من الشتات .



الفتى الأسير إبراهيم كان حاضراً في كلّ أرجاء المنزل ، صور طفولته و صوره في الأسر تنتشر على جدران المنزل و خاصة في غرفته حيث وقّع على إحدى الصور التي أرسلها من المعتقل عبارة "سأعود قريباً" ، و ما زالت الأسرة تعيش لحظات عصيبة شاردة الذهن بانتظار ما ستقدّمه الأيام القادمة و هل سيتم الإفراج عن طفلها في صفقة التبادل مع حزب الله أم سيكمل بقية ما حكمت عليه محاكم الاحتلال باثني عشر عاماً إضافة لثلاث سنوات مع وقف التنفيذ ؟!! .



والد الأسير تحدّث معنا و قد غلبت الدموع على عينيه رغم كبر سنه قائلاً : "أراد أن يستشهد و لكن الله أراد له الأسر" ، و أضاف : "إبراهيم رغم أنه لا يزال في عمر الطفولة ، إلا أنه كان استثنائياً ، في قوة بنيانه و شخصيته ، في عزيمته ، في إصراره ، عناده ، غضبه ، و جرأته التي لا حدود لها و خاصة عندما يتعلّق الأمر بقضية وطنه و شعبه الذي كثيراً ما كان يشاهد عمليات القتل و المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المواطنين العزل فكانت تؤثّر في نفسه كثيراً و يحدّث إخوته بأنه سيأتي اليوم الذي سينتقم فيه من جرائم الاحتلال" ، مشيراً إلى أنه في المحكمة رفض أن يبدي ندمه على ما قام به من عمل بطولي و قال أمام القاضي الصهيوني إن ما فعله سببه الجرائم التي يرتكبها جنودكم بحق شعبنا.



أما والدة الأسير مريم صالحة فلم تستطع منع دموعها ، و هي تعرِض لنا مجموعة من الصور أرسلها فتاها الحبيب من سجنه .. و علا صوت بكائها و هي تقبّل إحدى الصور التي يظهر فيها إبراهيم جالساً و يده مبتورة و قالت : "نور عيني ، يده انقطعت ، لم يقدّموا له العلاج بعد إصابته و قاموا بقطع يده" ، قبل أن تنخرط في موجة بكاء شديدة و هي تقول حسبي الله و نعم الوكيل .



أما الوالد فحاول أن يخفّف ما شاب الجوّ من الآلام و الأحزان بالعودة بذكرياته لتفاصيل اللحظات الأخيرة قبل اعتقال إبراهيم عندما كان طالباً في المرحلة الثانوية و تفوّقه الظاهر في المدرسة موضحاً أنه في الفترة الأخيرة بدا في حالة غضب شديد نتيجة ارتكاب الاحتلال عدة مجازر آخرها استشهاد 17 مواطناً في حي الكتيبة بعد إطلاق صاروخٍ عليهم ، ثم استشهاد خمسة عمال من عائلة الأسطل ، في ليلة الخميس الموافق 16/1/2003 و هو ما أثار في نفسه غضباً شديداً قرّر بعدها الانتقام على طريقته و حسب الهدف الذي حدّده لنفسه حيث استأذن من والدته ليدرس عند أحد أصدقائه حتى لا يثير في نفسها القلق عليه . و قال : "في اليوم التالي علمنا أنه اقتحم مغتصبة صهيونية و أصاب أربعة جنود و من ثم تم اعتقاله ، لقد سمعت بخبر العملية في الراديو لكن لم أكن أعتقد أن ابني الذي ما زال طفلاً يمكن أن يكون هو المنفّذ ، و بعد ساعات جاءني الخبر ، و الحمد لله أنا فخور به و ببطولته".



والتقطت الوالدة الحديث و هي تقول : "كانت عيناه تبرقان و كان ينظر إليّ بحدة و إمعان و كأنه يتأمّلني و لم أنتبه لذلك و لكنني بعدما سمعت بالخبر أدركت أنه كان يودّعنا" .



إبراهيم الطفل الغاضب لم يحتمل الجرائم و المجازر التي يرتكبها الاحتلال ، وجد لنفسه مكاناً في صفوف كتائب المقاومة الشعبية .. و استطاع اختراق تحصينات الاحتلال الأمنية و اقتحم مغتصبة عتسمونة و هي واحدة من مغتصبات تجمّع غوش قطيف ، و هاجم سيارة مغتصبين و أصاب من بداخلها ، و اقتحم أحد المصانع في المغتصبة و اشتبك مع مجموعة من قوات الاحتلال ، حتى نفدت ذخيرة سلاحه ، كان يحاول إلقاء القنبلة الأخيرة التي يملكها في اللحظة التي أصابه جنود الاحتلال بالعديد من الأعيرة النارية لتنفجر القنبلة بيده و يسقط على الأرض مصاباً ... كُتبت له الحياة .. ينقل بعد أسابيع من التحقيق إلى مستشفى سوروكا و منه إلى الرملة حيث لم يكن يتلقّى العلاج اللازم أثناء اعتقاله ما تسبّب في تدهور حالته الصحية .



و وصفت والدته لقاءها الأول به في السجن بعد عدة أشهر قبل أن يمنعونها من زيارته : "بعد استشهاد شقيقي محمد صالحة خلال اغتيال الشهيد القائد القسامي ياسر طه في شهر تموز الماضي حيث منعت من الزيارة بحجة أنها مرفوضة أمنياً" ، و قالت : "كنت أرغب بتمزيق قضبان السجن لأضمّه بين ذراعي و أقبّله ، حاولت تمالك نفسي و لكنني لم أستطع منع دموعي و يومها قال لا تبكي يا أمي بل افخري لقد كنت أتمنى الشهادة و لكنني هنا أسير" .



و لم يقتصر المنع الأمني على والدته و أشقائه و والده بل امتد إلى الطفل الصغير شقيقه عمر الذي لم يتجاوز السادسة من عمره و قال : "أنا ممنوع من رؤية أخي هل تصدّق ؟ هم يخافون مني و من أختي لذلك منعونا من الزيارة" .. و لكنه أكّد أنه ينتظر أخاه كلّ يوم على مائدة الإفطار في رمضان عله يوماً يدخل المنزل فجأة" .



أما الوالد فعاد و أطلق تنهيدة قوية ، و هو يطلب من زوجته التي غمرتها الدموع أن تصبر و تحتسب ، قبل أن يقول : "أعانها الله .. ابنها أسير و أحد أشقائها أسير منذ خمسة أعوام ، و شقيقها الثالث استشهد بصواريخ الأباتشي" .



و أشار إلى أن قوات الاحتلال تحتجز ابنه حالياً ، في سجن هداريم مع باقي الأطفال الأسرى ، و السجن معزول عن العالم حيث لا زيارات و لا اتصالات و كذلك المعاملة قاسية ، إضافة إلى أن قوات الاحتلال تحتجز في السجن المعتقلين الصهاينة الجنائيين ، الذين يقومون بالتحرّش و الاعتداء على أبنائنا . و تساءل : "بأيّ حق تمنعنا قوات الاحتلال من زيارة ابننا ؟ هل أشكّل أنا الرجل الكبير أو زوجتي خطراً عليهم ؟!! و حتى هؤلاء الأطفال ممنوعون" . و تابع بصوت غاضب إنه حالياً يرفع قضية في حقوق الإنسان لكي يتمكّن هو و عائلته من تكحيل عيونهم برؤية ابنهم ، و استطرد : "نأمل أن يتم الإفراج عنه في تبادل الأسرى مع حزب الله" .


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:49 PM   #43
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


الفتى "أحمد حنني" : استشهد و هو ذاهب لقيام العشر الأواخر من رمضان

تقرير خاص :


تناول طعام الإفطار مع عائلته ثم أمسك بيد والده لقيام العشر الأواخر من رمضان في المسجد ، على بعد أمتار من مدخل البيت سال دمه ليروي به تراب أرضه .

هكذا كانت قصة استشهاد الفتى أحمد مروان حنني - 14 عاماً - من قرية بيت فوريك شرق مدينة نابلس مساء يوم السبت 15/11/2003 ، لتصبح قصة تحكى بين ألسنة زملائه و جيرانه الذين لم يفارقهم مشهد استشهاده .

"كان يسير معنا و يحدثنا عن قرب العيد و ما الذي يريد أن أجلبه له في العيد ، فجأة أفلت من يدي و سقط على الأرض" ، بهذه الكلمات المليئة بالحزن و ممزوجة بالدمعة التي انهمرت على خده تكلّم مروان حنني والد أحمد .

و يضيف : "أنا لا أدري ما الذي حدث ، كنا نسير باتجاه المسجد كعادتنا في كلّ يوم لصلاة التراويح ، و لكن اليوم كنا مبكرين بسبب دخولنا في العشر الأواخر من رمضان" . و يتابع : "كانت هناك أصوات تكبير من بعيد و كان يقول الآخرون إن هناك جيباً صهيونياً دخل البلدة و هذه ظاهرة يومية تتكرّر ، فهم يومياً يدخلون إلى البلد و في كلّ وقت يريدون ، و فجأة سمعت صوت رصاصة .." ، توقّف عن الكلام قليلاً ثم أكمل بعد أن تنهّد و استنشق الهواء : "لم أدرك بأن هذه الرصاصة التي سمعتها هي من قتل فلذة كبدي" .



حلوان الشهادة :

"كأنه كان يدرك أه سيتشهد بعد لحظات ، طلب النقود من والده ثم أسرع إلى البقالة و أحضر الحلاوة ، أطعم جميع إخوانه و حضر لإطعامي فقلت له (أنا لا أريد خذها لك) ، رفض ذلك و أجبرني على أكلها من يده" .

كلمات خرجت من فم والدته التي اختلطت كلماتها بالدموع حزناً على فراق أكبر الأبناء من الذكور ، حيث إنه يعيش ضمن أسرة مكوّنة من 7 أشقاء ، ثلاث شقيقات و 4 أشقاء .

و تتابع والدته الحديث : "كان تصرّفه منذ يومين كغير العادة ، مرح و يداعب إخوانه ، و كان يساعدني كثيراً في أيّ طلب أريد ، كأنه كان يعلم أنها آخر أيامه بيننا" .



ملابس العيد تنتظر :

مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك و مع قرب حلول عيد الفطر ، أخذ أحمد يستعدّ للعيد ، أخذ النقود من والده و ذهب إلى صالون الحلاقة قبل استشهاده بيومٍ واحد و تزيّن ، ثم أخذ يناقش والديه مع أشقائه متى سيذهبون إلى السوق حتى يشتروا ملابس العيد" .

شقيقته فداء - 16 عاماً – قالت : "كان يحلم بشراء ملابس جميلة للعيد ، و كان يقول لوالدي (أنا أصبحت الآن كبيراً فيجب أن ألبس كالكبار)" . و تضيف : "كان يَعدُ أخي الصغير محمد - 5 سنوات - بأن يشتري له لعبة صغيرة عند ذهابه للمدينة" .



جاء لأرض الشهادة .. فنالها :

أحمد من مواليد السعودية حيث كان والده يعمل هناك عامل بناء ، و في عام 95 حضر مع عائلته إلى فلسطين ، أرض الجهاد و الشهادة ، فكانت نهايته البريئة طيبة و مباركة فقد نال الشهادة بأرض الشهادة .



فتى حماس :

و كان أحمد من شباب المساجد الذين يعمرونها بالإيمان و الإخلاص العظيم ، حيث كان القدوة لباقي رفاقه من الفتيان الذين كانوا يتسابقون للقيام بالأعمال الموكَلة لهم من قبل شباب المساجد .

أما أحمد فقد كان فتىً حمساوياً أحب الشهادة منذ صغره ، و كان دائماً يحكي القصص الطويلة عن مخطّطاته في المستقبل التي ستجعله أحد بناة الوطن القادم . و قد كان أحمد ممن يشاركون في دورات تحفيظ القرآن بالمسجد حيث كان يحب الجلوس ضمن هذه الحلقات و قراءة القرآن بصوته الروحاني .


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:51 PM   #44
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]في دفاتر عائلة الشيخ جمال أبو الهيجا



مزيج ألم و أمل في بوتقة جهاد و مصابرة على خطى درب الأشواك الذي اختطه قادة المقاومة





جنين – تقرير خاص :


في العاشر من هذا الشهر أفرجت قوات الاحتلال عن السيدة أسماء أبو الهيجا "أم عبد السلام" زوجة الشيخ المعتقل جمال أبو الهيجا و ذلك بعد أن قضت نحو تسعة أشهر في سجون العدو متنقلة في رحاب الاعتقال الإداري قابعة في سجن عزل الرملة لنساء بصحبة 75 معتقلة فلسطينية هن مجمل المعتقلات في سجون العدو حتى الآن ، بينهم عشر حالات لمعتقلات لديهن أطفال في سن الحضانة ، إلا أنها تميّزت عنهن كون زوجها الشيخ جمال يقبع هو الآخر في سجن شطة ، أما ابنها البكر عبد السلام قيقبع في عزل بئر السبع ، في حين يعيش بقية أطفالها على أنقاض بيت مهدّم في مخيم جنين ..

خرجت أم العبد و هي تحمل معها سجلاً حافلاً من المعاناة و المصابرة منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى حين غدا زوجها طريد العدو و تحت أعين معاونيه ، بل حتى قبل انطلاقة هذه الانتفاضة ، فمنذ متى كفّ العدو يده عن أبناء شعبنا بسبب أو دون سبب؟!! ..



ذكريات مخاض عسير :

و في زيارة إلى منزل الشيخ تذكّرت السيدة أم العبد جزءاً من معاناتها في رحلة الاعتقال فتقول : ".... كانت ليلة العاشر من شباط من هذا العام حين اقتحم الجنود منزلنا المهدّم و العواصف الهادرة في شتاء 2003 تعصف بكلّ شيء ، الثالثة فجراً .. جنود يدقون الباب بوحشية ليتقدّم ضابط المخابرات "كابتن جمال" مسؤول المخيم في الشين بيت و يطلب من جنوده انتزاع أم من بين أطفالها ، و وسط صراخ الصغار و حقد الكبار من الأبناء حيث لم يتجاوز كبيرهم الثامنة عشرة من العمر تخرج الأم مكبلة اليدين إلى معتقل سالم لتنقل بعد أربعة ساعات إلى سجن الرملة ..خمسة أيام و يبدأ الاعتقال الإداري دون توجيه أية تهمة أو محاكمة إلا من قبيل الضغط على زوجها الذي لم تستطع آلة العدو أن تنتزع منه كلمة اعتراف تدينه خلال أشهر طويلة من التحقيق المركز" .

لم يكفِ أم العبد بعدها لقسري عن أبنائها حتى غدت أسيرة الوضع الصحي المزري داخل السجون حيث تغدو المسكنات دواءاً لكلّ داء انتظاراً لرحلة الموت البطيء الذي تنبعث روائحه من كلّ مكان ، فهي مصابة بسرطان الدماغ و العديد من الأمراض المزمنة الأخرى و تحتاج إلى جلسات علاج دورية و هو ما فاقم من معاناتها في رحلتها تلك ، و نتيجة لإهمال إدارة السجن في عزل الرملة لمطالب الأسيرات قرّرت خوض رحلة الإضرابات المتلاحقة ، حيث تضيف السيدة أسماء أن هناك قراراً لدى إدارة السجن بمعاملة الأسيرات بطريقة قاسية تختلف عما هو متعارف عليه داخل السجون لقمع أي توجه نسائي نحو المشاركة في مقاومة الاحتلال في ظلّ تفاقم هذه الظاهرة في المجتمع الفلسطيني ، إذ تمتزج الضغوط النفسية الكبيرة بالمعاملة السيئة و عليه فقد خضن إضراباً عن الطعام لمدة أسبوعين تقيأت الأسيرات فيه دماً وسط تهديدات بالعزل نفّذت بحقّ عددٍ منهن و لكن إدارة السجن لم تستجب لأي من مطالبهن .



لحظات ألم و أمل :

أما حول بعض المواقف المؤثّرة التي عايشتها داخل السجن كأم ، فقد بلغت ذروتها في موقفين الأول حين سمعت بنجاح ابنتها البكر بنان في الثانوية العامة صيف هذا العام وسط غياب الأب و الأم و الأخ ، و كان سماع الخبر عبر محامية كانت تزور أم العبد في سجنها حيث تحشرجت دموع الفرح و دموع الألم في مقلة واحدة و اجتمعت قلوب العائلة في الرملة و بئر السبع و عسقلان و أنقاض بيت في مخيم جنين بعد أن غيّبت القضبان الأجساد ، و لم تكن فرحة الثانوية العامة مقتصرة على نجاح بنان إذ لم تترك أم العبد سجنها دون أن تتقدّم لامتحان شهادة الثانوية العامة داخل السجون ، فنالتها بنجاح .

أما الموقف الثاني فكان بعد ستة أشهر من اعتقالها حين سمح لها برؤية ابنها المعتقل و المحكوم بالسجن الفعلي ثمانية أعوام بعد تدخلات مكثفة من مؤسسات حقوقية ، حيث تم إحضار الابن من سجن شطة ليجتمع بأمه مدة 75 دقيقة و لمرة واحدة لم تكرّر ، و كذا حدث مع الأبناء الصغار حين سمح لهم بزيارتهم مرة واحدة لم تتكرّر ، أما طلب زيارة الزوج المغيب في زنازين العزل فقد رفضت بشكلٍ مطلق تحت حجج أمنية واهية ، حتى الرسائل لم تجد طريقها إليه في ظلّ منع تنقلات الرسائل بين السجون . لم تترك أم العبد سجنها دون أن تتقدّم لامتحان شهادة الثانوية العامة داخل السجون ، فنالتها ...



رغم أنف الشين بيت :

لقد شاءت إرادة الله أن يتم الإفراج عن هذه الأم رغم توصيات الأجهزة الأمنية الصهيونية باستمرار اعتقالها و تجديد حكمها الإداري مرة أخرى ، فيوم الإفراج رفض القاضي إخلاء سبيلها رغم أنهم أخبروها في المرة السابقة أنه لن يتم التجديد لها مرة ثالثة كونها أم ، عند ذلك أصيبت أم العبد بحالة انهيار عصبي ، حيث حاولت إدارة السجن نقلها إلى المستشفى إلا أنها رفضت ذلك بقوة و دخلت في حالة غيبوبة بعد صلاة الظهر في ذلك اليوم ، و نتيجة لتردّي حالتها الصحية تدخّل المحامي الموكل بقضيتها "سمير عبد اللطيف" و طلب إعادة النظر في قرار الاعتقال مرة أخرى ليتم تمديد الجلسة خمسة ساعات أخرى ليتخذ القرار بالإفراج في مساء ذات اليوم ، عندها انطلقت زغاريد الأسيرات و انتهت رحلة من مسيرة المعاناة المستمرة .

عادت الأم إلى ولديها و ابنتيها و قد غدت إحداهما طالبة في كلية الحقوق في الجامعة العربية الأمريكية في جنين لنستذكر ومضات من معاناة الأسرة في رحلة المطاردة التي تعرّض لها الشيخ قبل اعتقاله في أغسطس من العام الماضي ..



و مع أيام الاجتياح :

و عوداً إلى الاجتياح الكبير في نيسان 2002 و ملحمة الأيام العشرة ، فقد رفضت أسرة الشيخ مغادرة المخيم قبيل الاجتياح و قرّرت أن تواجه ذات المصير الذي يواجهه سكان المخيم رغم ما يحمله ذلك من مخاطر جمة على حياة الجميع سيما و أن الشيخ موضوع على قوائم الاغتيالات و من أبرز المطلوبين الذين تلاحقهم أجهزة العدو الأمنية ، تتذاكر أم العبد تلك الأيام قائلة : "... كنت في البيت مع جارة لي و نعيش 13 فرداً في غرفة أسفل البيت ، مضت الأيام الثلاثة الأولى دون ماء أو طعام ، إلا من بعض البسكويت و كميات قليلة من السوائل كنا قد خبأناها من أجل سدّ رمق الأطفال بها ، و مع بداية الاجتياح قامت الطائرات بقصف المنزل بالصواريخ حيث اشتعلت النيران فيه و نحن بداخله ، فاحترق في البداية مقدمة المنزل و الطابق العلوي منه و كنا في غرفة سفلية ، و قد شاءت إرادة الله أن يتدارك الجيران الموقف رغم القصف العنيف ، إذ بادر كلّ منهم إلى خلع توصيلات المياه عن سطح منزله و سكب المياه على المنزل و تنادى عشرات الشبان من أجل إطفاء الحريق و نجونا من موتٍ محقق ، و ظن الجميع حينها أن جميع من في البيت قد استشهد ، و لم يكن الشيخ حينها موجوداً في البيت ، فسلّم بأن جميع أفراد أسرته قد التحقوا بالرفيق الأعلى إلى أن جاءه خبر في اليوم الخامس للاجتياح بأن الجميع بخير ، و مع غروب شمس اليوم الرابع للاجتياح اقتحم نحو 200 جندي صهيوني المنزل و بدأوا بالتصرّف بصورة هستيرية عندما وجدوا صورة أبو العبد معلقة على الحائط ، و بدأوا بالسؤال عنه ، وضعونا في غرفة صغيرة و جلس الجنود في ساحة البيت و كانوا يسكَرون باستمرار و يغنّون طوال الوقت و هم في حالة هذيان ، بعد ذلك قدٍِموا و معهم صندوق متفجرات ، ثم بدأوا بتوصيل الأسلاك و تمديدها في محيط البيت ، و بعد ذلك طلب منا الضابط الخروج من المنزل و كان المشهد مروّعاً .. لا أحد في الشارع سوانا ، جثث الشهداء مترامية في كلّ مكان" ، في تلك اللحظة قال لها الضابط : "لقد أخرجتك لكي تري بيتك يفجّر أمام عينيك" .. تضيف أم العبد : "عند ذلك تظاهرت ببرودة أعصاب شديدة رغم أن الله يعلم ما يعتصر في القلب من ألم ، ثم فجّروا البيت و الذي لم يتبقَّ منه سوى أجزاء قليلة سفلية تصلح للسكن المؤقت" ... و مع نهاية الاجتياح بدأ شمل الأسر المشتتة يجتمع من جديد إلا أن أسرة أبو العبد كانت قد فقدت ابنها عبد السلام في هذا الاجتياح حين اعتقل مقاتلاً على أرض مخيم جنين و هو لما يتجاوز الثامنة عشرة من العمر .



مكابدة آلام مطاردة الزوج :

أيام قليلة مرت بهدوء بعد اجتياح نيسان حتى عاد الجيش الصهيوني إلى عملية بحثه عن الشيخ ، اقتحامات متكرّرة للمدينة و المخيم ، المطلوب فيها رأس الشيخ ، مكبرات الصوت تنادي من على جيبات الهمر : "كلّ من يؤوي الشيخ سيتعرّض لتدمير منزله ، جمال أبو الهيجا سلّم نفسك" ، و لم تكن الأسرة بعيدة عن تلك المعاناة وسط المداهمات الليلية المتلاحقة لمسكن تلك الأسرة ..

و في ذات يوم كان الشيخ موجوداً في المنزل يجري لقاءاً مع صحافية أمريكية ، حيث اضطر للمكوث في البيت حتى وقتٍ متأخر من الليل خرج بعده خفية دون أن يراه أحد ، عندها أخطأت عيون العدو الهدف حين ظنت أنه ما زال موجوداً بين أطفاله ، ساعات قليلة و إذ بقوات معززة من الجيش تقتحم المنزل مطلقة النار على الجدران بعد أن فجّروا الباب بقنبلة حارقة و هم متيقّنون أنه موجود ، بدأوا عمليات تحقيق ميدانية مع الأطفال ، أخذوا عاصم و عماد كلّ على حدة : أين أبوك ؟ وسط حالة من الترهيب لم تجدِ نفعاً في انتزاع أية كلمة قد تفيد الضابط المتلهف على هذا الصيد الثمين ، أحضروا ابنته بنان و قالوا لها : "إن لم تخبرينا أين أبوك سأطلق النار على أخويك أمامك" ، و لم تبدِ البنت أية ليونة معهم و قالت له : "اللي دلّك أنه أبوي في البيت .. يدلّك وين راح .." ، و كذا فعلوا مع حمزة الصغير ذو الثمانية أعوام ، بعد ذلك طلبوا من أم العبد أن تتصل بزوجها و تطلب منه أن يقوم بتسليم نفسه ، و أعطاها الجندي جهازه الخلوي .. تقول أم العبد : "ما إن حملت الجهاز حتى شغّلت طائرة في الجو محرّكها و رأيت شعاعاً ينطلق من الجهاز و بدأت الطائرة بالتحرّك ، أيقنت حينها أن المقصود هو محاولة تحديد موقعه عبر جهاز الاتصال ، فقلت له ليس لدى زوجي جهاز بلفون" .. فسخر ضاحكاً ، شخص مثل الشيخ جمال ليس لديه جهاز بلفون ، فرفضت الاتصال و باءت محاولته بالفشل .. عند ذلك قال لها الضابط سأحرِق المنزل مرة أخرى أمام عينيك أو أن تدلّينا على موقعه ، قالت له : "لا نريد البيت ، إفعل به ما تريد" … عند ذلك أضرموا فيه النيران ، و بدأ الضابط بالاستهزاء قائلاً : "اسمعي صوت الشبابيك و هي تتكسر من النار .. شيء جميل .. و لم تبدُ على أم العبد في هذه المرة أيضاً أيّ نوع من الضعف ، غادروا المكان حينها .. و حاول الجيران تدارك الموقف إلا أن النار أتت على كلّ شيء .

و تضيف أم العبد : "سنتان قضاها الشيخ و شبح الصهاينة يطارده في كلّ مكان ، كان قليل المكوث في البيت ، كنا نراه أحياناً بالصدفة في الشارع فنسلّم عليه على عجل" .
[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 02:51 PM   #45
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]يوم بترت يده :

عادت الذاكرة مرة أخرى إلى حدثٍ هام في حياة هذه الأسرة و ذلك حين بترت يد الشيخ خلال الاجتياح الذي نفّذه الصهاينة للمخيم في آذار 2002 ، حيث كان الشيخ حينها في ساحة المواجهة برفقة ابنه عبد السلام حين عالجته رصاصة من نوع دمدم من العيار الثقيل في يده نقل على إثرها على عجل إلى مستشفى الرازي حيث بترت يده و أُخرج من المشفى بسرعة حتى لا تتم مداهمته و اعتقاله فيه ، و نقل بعدها إلى مكان آمن ، وصل الخبر إلى مسامع الأسرة بأن أبا العبد قد استشهد ، و سلّمت الأسرة باستشهاده ، و مما زاد من يقين الأسرة بذلك محاولتهم الاتصال على هاتفه النقال دون أن يجيب أحد .. ساعات قليلة و إذ بأحد الأخوة يزور المنزل و يخبرهم بأن أبو العبد ما زال على قيد الحياة و لكن ؟؟؟؟ و في اتصال هاتفي عرفت الزوجة أن زوجها قد بترت يده .. و امتزجت مشاعر الحزن بالفرح .. فرحة بأنه ما زال على قيد الحياة بعد أن أبلغت بنبأ استشهاده ، و حزن على ما ألم به من مصاب .. و لكن الحمد لله على كلّ حال .. تقول أم العبد …



قناديل في درب المقاومة :

لم تكن هذه رحلة المعاناة الوحيدة على صعيد الإصابات ، فشريط الجرح غير المندمل في هذه الأسرة طويل و ممتد ، فابنها عبد السلام أصيب مرتين إصابات متوسطة ، الأولى حين بُتِر إصبعان في يده جراء المواجهات مع العدو في أزقة المخيم ، و الثانية كانت خلال الاجتياح قبل الأخير حين أصيب بشظايا قذيفة في كتفه و عموده الفقري و مؤخرة رأسه ، بعض تلك الشظايا ما زالت في جسده تشهد على جرائم العدو ، يقول أحد أصدقائه : "لقد عددت في ظهره نحو 20 شظية ، أما الابن الأصغر عاصم فلم يكن بأوفر حظاً حين أصيب هو الآخر بشظايا رصاصة دمدم في رجله ، و هكذا كان الأب و أبناؤه الثلاثة على موعد مع هذا النوع من الرصاص المتفجّر لكي لا يبقى أحد في هذه الأسرة لم يقدّم شيئاً لفلسطين" .

تقول أم العبد مازحة معلقة على ذلك : "خلال مكوثي في السجن كانت ابنتي تقوم بشكلٍ دوري بالاتصال ببرنامج للأسرى في صوت فلسطين ، و ذات مرة قال لها مقدّم البرنامج إن من يذكر المقاومة في جنين لا بدّ أن يمرّ على عائلة الشيخ جمال أبو الهيجا ، فقالت له بنان (ما قدّمنا لفلسطين حاجة)" .. عند ذلك ضحكت الأم و حولها الأسيرات في عزل السبع قائلة : "كلّ اللي قدّمناه حتى الآن و مقدمناش شيء .." ..



المحاكمات الظالمة :

و اليوم و مع دخول اعتقال الشيخ شهره السادس عشر ما زالت قضيته معلّقة بين جنبات الوضع القانوني للقضية و تصوّرات جهاز المخابرات الصهيوني حول حيثيات لائحة الاتهام ، فرغم تعرّضه لتحقيق عسكري استمر شهوراً عدة دون أن يتمكّن الشاباك من إدانته حول التهم العسكرية الموجّهة إليه ، إلا أن وجهة الشاباك ما زالت تصرّ على أنه المسئول عن الجهاز في جنين إبان فترة مطاردته و توجّه له الاتهام حول المشاركة في توجيه عددٍ من العمليات الاستشهادية في المنطقة سيما عملية صفد قبل نحو عام و نصف و التي لقي فيها عشرة صهاينة مصرعهم .

و يعمل محامي الدفاع في هذه الفترة على تأجيل النظر في القضية أملاً في حصول تغيير في موقف القضاة ، و في مطلع هذا الشهر و أثناء وجوده في محكمة سالم غربي جنين طلب القاضي أن يحكمه تسع مؤبدات ، إلا أنه رفض ذلك بحجة غياب المحامي عن جلسة المحكمة ، و كان الشيخ جمال أبو الهيجا قد وجّه كتاباً إلى الأمين العام لحزب الله مع أربعة آخرين معتقلين معه يطلب منه أن يشمل الأسرى ذوي الاحتياجات الخاصة في صفقة التبادل ، و ذلك ممن أصيبوا بإعاقات مستديمة خلال مقاومتهم للاحتلال .

و قد عرضت المحكمة الصهيونية على الشيخ صفقة تقضي بإبعاده إلى الأردن إلا أنه رفض ذلك بشكلٍ قاطع بغضّ النظر عن الحكم الذي ينتظره ، أما عبد السلام الابن البكر فيقضي حكماً بالسجن ثمانية أعوام بتهمة المشاركة في فعاليات مقاومة العدو خلال أحداث مخيم جنين ، و قد تعرّض لتحقيق قاسٍ مدة شهرين حاول الصهاينة خلالها توريطه في المشاركة في تجهيز عمليات استشهادية لكتائب القسام إلا أنهم لم يفلحوا بذلك .

و إمعاناً في زيادة معاناة هذه الأسرة و انتقاماً من الشيخ لم تسمح إدارة السجون بالجمع بين الابن و أبيه رغم أن قوانين السجون تلزم بذلك بين الأخوة أو بين الآباء و الأبناء ، فخلال الفترة الأولى من اعتقال كليهما كان الابن في سجن شطة ، و الأب في عزل بئر السبع ، إلا أنه و قبل نحو شهرٍ قامت إدارة السجن بنقل الشيخ إلى سجن شطة ، و لم تمضِ أيام قليلة على لقاء الأب بابنه حتى بادرت إدارة سجن شطة إلى نقل الابن إلى سجن بئر السبع حيث كان يقبع والده ، فأيّ ظلم أكبر من هذا ؟؟!! .



فمن هو الشيخ جمال أبو الهيجا ؟




الشيخ المجاهد جمال أبو الهيجا هو من سكان مخيم جنين للاجئين في جنين ، و يعود أصله إلى بلدة عين حوض المهجّرة على سفوح جبال الكرمل قضاء حيفا المحتلة عام 1948 .. و قد عمل الشيخ أبو الهيجا سابقاً مدرّساً في الجمهورية العربية اليمنية ، و كذلك في المملكة العربية السعودية حتى العام 1990 ، حيث عاد إلى وطنه ليشارك في انتفاضة شعبه ضد الاحتلال آنذاك ، حيث اعتقل أكثر من خمس مرات في سجون العدو ، و كذلك مرتان في سجون السلطة الفلسطينية .. ليدخل منذ عام و نصف في غياهب سجن طويل بعد عطاء شهد به الجميع في ساح الوغى .

و كان معروفاً في جنين قائداً من قادة حركة حماس و رجل الميدان فيها ، حيث حظي باحترام الفصائل كافة نظراً لدوره في تدعيم أواصر الوحدة و التعاون بين مختلف الفئات .[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للنصر , التهجير , يقاومون , فلسطينيوعكا , ويطمحون


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)