العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة المتخصصة }{}< > الكمبيوتر والتقنية

الكمبيوتر والتقنية تحميل برامج كمبيوتر - YouTube - برامج حماية - تصميمات - برمجة مواقع - نغمات وشعارات جوالات - إتصالات - سيارات - جديد تقنية المعلومات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29-04-03, 03:36 AM   #1
 
الصورة الرمزية حياة

حياة
المراقبة العامة

رقم العضوية : 540
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 16,580
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حياة
خزفيات بيكاسيو





كان ذلك عندما بدأت حياة بيكاسو الفنية تتصل بفن " الخزف " لأول مرة على أثر زيارته صدفة لبلدة "فالورى" عام 1946 ومشاهدة معرضها الخزفي السنوي. تلك التي تقع على ربوة عالية بالقرب من "كان" وتبعد حوالى كيلو مترين من البحر المتوسط ، واسم البلدة يعنى "وادى الذهب" فهي محاطة بغابات الصنوبر وحدائق الزيتون، حيث ينمو البنفسج والياسمين، والزهور، بالإضافة إلي شهرتها في صناعة الروائح العطرية.

لقد عاشت بلدة "فالوروى" في العصر الروماني على إنتاجها الخزفي الذي كان يتمثل في الأواني المصنوعة من الطين المتيسر وجوده في الأراضي المحيطة بها ، كذلك بعض أدوات المطبخ التي كانت ردئية الصنع ولا تتحمل الاستعمال أو الطبخ.

وقد استمرت في إنتاجها هذا إلي أن ضمت ورشها إلي المصانع الخزفية التي لم يتبق منها غير ورشة واحدة مزودة بفرن كهربائي تملكها امرأة تدعى "سوزان" وزوجها "جورج راميه" وقد تعرف بيكاسيو على ورشة الزوجين، اذ دعته العائلة لتشكيل بعض القطع من الطين عندما شاهداه يتأمل الإنتاج ويختبر الطين بإعجاب شديد \. ولقد قام الفنان بيكاسو فعلا لأول مرة بتشكيل ثلاث قطع خزفية قبل مغادرته الورشة. أبدعها على سبيل التسلية. كانت هذه هي البداية ….

وبعدها أجرى بيكاسو دراسات حافلة بالتفاصيل للتصميم أناء خزفي على هيئة (ثور) ومن الواضح انه كان يفكر تفكيرا جاد لمتطلبات (البنية الخزفية) وهي متطلبات معقدة وقد ساعده فيها فيما بعد (آل راميه – وكيميائي الخزف جول آغار) ولم يشكل بيكاسو خزفا على الدولاب بنفسه أبدا بل ترك صناعة خزفياته لحرفي ( مادورا ) إلا انه وضع تصاميم خاصة بعدد كبير من الأواني التي تم صنعها بمساعدة (آل راميه) وفريقهم بالإضافة إلى التزين الإشكال النموذجية سواء تقليدية الشكل أم تنويعات.

أسباب التحول إلى فن الخزف



في العام 1947 باشر بيكاسو محاولة فنية جديدة لإنتاج الخزف في الوقت الذي اتجهت فيه ممارست الفنون التصويرية على هذا الجانب من الأطلسي نحو التجريد باطراد وعلى نطاق يتزايد اتساعه أخذ مشروع خزفيات بيكاسو في الاتجاه المضاد نحو ماهو مادي ونحو نطاق صغير مسارا وهدفا لحرفة الخزف القديمة وان الفنان البالغ من العمر آن ذاك 66 عاما اتخذ الخزف وسيطا فنيا بقوة إبداعية تساوي تلك التي انكب عليها في أي حملة من الحملات الفنية السابقة.

كان اتخاذه هذه النقلة حركة استراتيجية حيث كان يعيش مرحلة من حياته بدأ يشعر فيها أن نظرة الجمهور إلى فنه بدأت تتبلور وتتحول إلى عقيدة جامدة وكان الدواء المضاد لهذا الركود النقدي هو الاندفاع في اتجاه جديد كليا.

هناك أسباب كثيرة تفسر لماذا ظهر هذا الاتجاه الذي اتخذه بيكاسو نحو فن الخزف و خصوصا الخزف المنزلي ... هو أن الخزفيات بيكاسو تم إبداعها على خلفية من ستارة المسرح العائلي فقد كانت هناك ثلاثة أجيال إن صح التعبير من أطفال بيكاسو متباعدة الأعمار بحوالي 30 عاما متواجدة كلها على شاطي الازور بالأخص الطفلان (كلودا) و (وبالوما) وهما طفلا زوجته فرانسوا المولودين في العامين 1947 - 1949 على التوالي، ولا شك أن منتج بيكاسو الواسع من الأطباق والصحاف والسلطانيات والمزهريات والأباريق والجرار تؤلف نوعا من الخزف الذي ينتسب إلى غرفة تخزين أواني المائدة والمؤن Art of the Pantry المدموغ بهذا الطابع العائلي على المستوي الشخصي والثقافي معا حيث أن أغلب أعمال بيكاسو الخزفية يمتلكها أفراد عائلته.
الخزف وبيكاسو:




كان فن الخزف والمواد الأولية المستخدمة فيه من عالم مجهول بالنسبة لبيكاسيو في تلك الفترة. الا أن أسرة الزوجين أوحت إليه بأن يتسع بفنه ويدخل في تجربة جديدة مع الطين والحريق والطلاء الزجاجي والألوان.

ومعروف أن بيكاسو في حياته "متواضع"، لذا كان على اتصال بصغار الخزافين بالورشة وبالورش المجاورة ، يشاهد إنتاج أصحابها وأسلوب عملهم الذي تميز بالبساطة و البدائية مما أعاد إلى ذاكرته أيام طفولته في " مالقا " والورش التي كان يزورها والإنتاج الفخاري الأسباني البدائي والمنتج بنفس الأسلوب والطريقة.

في بادئ الأمر قام بيكاسو بزخرفة الأطباق الصغيرة والكبيرة الحجم البيضاوية والمستديرة بأشكال لها علاقة بإنتاجه التصويرى ـ ولكنه بطريقة تتفق و أسلوب معالجة الطين حيث ظهرت ثقته بنفسه في التنفيذ وسرعته التي تتناسب تماما مع الخامة المستخدمة ، فكانت فرشاته السريعة والمختزلة تخرج لنا أشكالا مكونة من خطوة قليلة تعبر عما يجول بخاطره، من عناصر طبيعية أو حيوانية .. فقد صور أنواعا من الطبيعة الصامتة على الأطباق ، تمثل شرائح السمك والبيض وأدوات الزجاج مستغلاً في ذلك مساحة الشكل الفخاري كله حتى حافته، مستعينا بظلال وأضواء وخطوط قوية تحدد العناصر فتبدو وكأنها مجسمة على السطح الفخاري ، هذا الأسلوب اتبعه بيكاسو في زخرفة أشكاله الفخارية مما أصبح من العلامات المميزة لفن الخزف.

وقد أظهر بيكاسو تفوقه في أسلوب معالجة الشكل البيضاوي المسطح والمجسم منه رغم معرفته لطبيعة الطين المستخدم. وقد عاونه في ذلك ما كان عليه من سعة خيال وذكاء وقدرات ابتكاريه عالية، فإلي جانب الأشكال المسطحة كان يذهب إلي الورشة ويبدأ في إعادة تشكيل الإنتاج الفخاري المجهز للتجفيف والحريق ، فيعيد تشكيلة وزخرفته، مثال ذلك ما كانت توحي به الأواني الفخارية من أشكال جديدة فيخلق منها بلمساته الحساسة أشكالا تمثل نساء مجسمات في أوضاع مختلفة أو يحول تلك الإشكال إلي زهريات وأوان ، وفي أشكال أخرى نجده يحورها إلي طائر بمنقار مفتوح أو حمامة أو إلي عنقاء أو ماعز.

ورغم الفترة القصيرة التي كان يقضيها بيكاسو في ورشة الخزف " بفالوروى " فقد كان يزور الورشة بعد الظهر حيث قام بأكبر وأعظم انتاج للخزف خلال عام واحد من إقامته ، فأنتج أكثر من ألفى قطعة خزفية منذ أكتوبر عام 1947 حتى أكتوبر عام 1948 عرض منها حوالي 150 قطعة في معرض باريس لأول مرة في نوفمبر 1948 ووجد فيها العالم وجها جديداً لبيكاسو في خامة وبأسلوب جديد.

ورغم قلة صفة الخزف كفن فيما تناول بيكاسو به ، فأنه قد تمكن من حلق وتحويل هذا لافن ورفعه إلي مستوى فنون التصوير والنحت والعمارة.

اكتشف بيكاسو أن الإنتاج الخزفي قد استنفذه واستهلك حماسه – وفي الوقت نفسه لم يستنفذ كل طاقته وقدراته فعزم على أن يعيش في "فالوروى" نفسها حتى يصبح بالقرب من ورشته و إنتاجه الجديد الذي جذبه بسحره وشدة حتى عشقه ، فقد استطاعت عائلة "راميه" أن تعثر له على أستوديو في مصنع مهجور للتقطير ومنزل ابيض مقام على ربوه عاليه.

فالوري قرية الخزف


تعترف قرية "فالوروى" بجميل بيكاسو في شهرتها والنجاح الذي حققته لهذه القرية. فقد أعاد بيكاسو وضعها وعلى الخريطة . و التناقض بين شهرة بيكاسو كفنان ومبدع وبين خزفه "الفخار" الذي ظل بيكاسو يمارسه في تلك الورشة المتواضعة، قد ساعدت على شهرة "فالوروى" فأصبحت القرية مشهورة ليس بماضيها فقط ولكن بما أنتجه "بيكاسو" من خزفيات وملصقاتها السياحية والدعاية الكبيرة التي ترتبت على خزفها المعروض للبيع للجماهير . فقد أصبح بيكاسو علامة تجارية معروفة وورشته ذات طابع مثير يشد انتباه السياح. وتحولت صور إنتاجه إلي بطاقات بريدية ، وقد وصلت الدعاية لفن بيكاسو الخزفي إلي جانب حب وتقدير أهل البلدة له لدرجة لم يسبق لها مثيل إلي حد أن بعض أصحاب المخابز شكلوا خبزهم على شكل يدى بيكاسو بأصابعه الخمسة " مفرطحة ".

وقد انتخب بيكاسو عام 1950 مواطن لبلده "فالوروى" مما دعا بيكاسو إلي إهداء المجلس المحلى نسخة بررونزية من تمثاله "الراعي" وهو يحتضن حملا بين ذراعية. وقد وضع التمثال في ركن من ميدان الكنيسة قريبا من نصب الحرب الكبير . وقد حاول أحد الأمريكيين شراء التمثال بأربعة ملايين فرنك رفعها إلي عشرة ملايين ولكن "بيكاسو" لم يوافق على بيعه.

وربما كان هذا التمثال ممثلا للراعى والحمل أو لراع فقير في طريقة إلي السوق، أو لبيكاسو شخصيا على أنه رجل المسالم الذي يحمل الحياة بين يدية.

هكذا وجد بيكاسو في أرض "فالوروى" أرضا خصبة يستطيع فيها أن يخضع كل شئ لفنه وخياله. فقد كان يقضى غالبية وقته بي العمال الذين اعتبروه صديقا لهم. فقد كان في عمله وفي كل حركاته نجده جريئا وقو يا وصارما يبدو كالشباب عندما يقوم بتشكيل نماذجه من الطين مرحا سعيدا بما ينتجه . أما اللعب بالطين فقد كان مصدر الهامة الحقيقي و الباعث لأفكاره كجزء ضروري وأساسي في عملية خلقه وابتكاره.


تجديد بيكاسو :

ان فكرة البحث عن أرض فنية جديدة ، ابتداع أسلوب فني جديد للتعبير من شأنه أن يستحوذ على تفكير أي فنان ، وقد سيطرت بالفعل على تفكير بيكاسو خامة الطين والمنتجات الخزفية ـ تلك التي وجد فيها ما يجمع بين فنون الرسم و النحت والتصوير، بالإضافة إلي ما فيها من نفع واستعمال وقدرة على الانتشار ـ لقد وجد بيكاسو في الخزف علاقة كيبرة بالحياة اليومية و إمكانية نشرة ميسورة . فالأشكال الخزفية الممثلة في "السلاطين والقدور والأواني الكبيرة والأطباق" لم يعد ينتجها كتحف نادرة بل أصبحت أشياء مستخدمة في الحياة اليومية أو للزينة أو كأدوات منزلية. ويفضل بيكاسو اختلفت النظرة إلي الخزف من اعتباره مجرد حرفة خزف إلي اعتباره يجمع بين النحت الملون والتصوير والاستعمال.

بيكاسو والحضارات القديمة :


لم يختلف خزف بيكاسو عن تصويره ونحته الذي أعتمد على دراساته للفنون والحضارات القديمة وتنقيبه الدائم فيها ، فهو متعدد المصادر والثقافات، وقد نرى ذلك واضحا فأوانيه التي تشتهر بالفوهتان المندمجتان في فوهة واحدة قصيرة بصفة خاصة تلك الأواني التي أخذها عن خزف أمريكا الجنوبية ـ بيرو ـ المكسيك ـ البابلو).

كذلك تأثره بالصورة و الرسوم الإغريقية وما عليها من زخارف توحي بأساطير الإغريق القدامى وما عليها من رسوم حيوانات خرافية، كما استخدم الأحمر الطوبي والأسود التي استعملهما الإغريق من قبل.

كما اهتم بيكاسو بإظهار ملامح بشرية في أوضاع أمامية وجانبية مطوقا الأجسام من جميع نواحيها في وقت واحد في مساحة واحدة بغية تسجيل النظرة السريعة الخاطفة للأجسام المتحركة، فترى صور الفتيات بأنوفهن وآذانهن وبعيونهن تملأ فراغ الوجه الجانبي، اذ وجد في العين أميز خصائص البشر، مثله كمثل اليابانيين في اعتقادهم في العين، فصوروها على جانبي مقدم السفن والمراكب مبصره هادية حارسة ، وكمثل الفراعنة عندما صورها بجلاء، واسعة لتنقذ منهما الروح عندما تعود إلي جسم صاحبها، كذلك رأى بيكاسو أن الإنسان لا يستطيع أن يبدع ويبتكر بغير العين.

وأخيرا نجد بيكاسو ينفرد في هذا العصر بقدرته على تقنين نوع الحياة التي يشتهيها لنفسه، كما استطاع أن يبعث في خزفه ولوحاته رسوما وصورا من وحي صنوف تلك الحياة. وتجده يتبدل ويتغير من حياة ليبدأ أخرى. مما قد يدل على أن فن بيكاسو استطاع أن يربط بين القديم والمعاصر له ومزح بينهما بشكل حدد له معالم مدرسة جديدة في الخزف تفرعت عنها مدارس متعددة.


حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)