العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > نفحات إيمانية

نفحات إيمانية أذكار المسلم - السيرة النبوية - علوم الأحاديث - فتاوي إسلامية - أدعية وأذكار الصباح والمساء - توعية وإرشادات - علـوم قرآنية - تفسير آيات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14-09-08, 12:52 AM   #16
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




اهلا بكم ونتابع

يحكى أن

المشورة والنصيحة

أراد قاض تزويج ابنته فاستشار جاره المجوسي بذلك!



يُحْكَي أنَ أحد القضاة أراد أن يزوج ابنته, فاستشار جاراً له مجوسياً, فقال المجوسي: سبحان الله, الناس يستفتونك وأنت تستفتيني. قال: لا بد أن تشير علي. قال: ان رئيس الفرس كسرى كان يختار المال, ورئيس الروم قيصر كان يختار الجمال, ورئيس العرب كان يختار الحسب, ورئيسكم محمد كان يختار الدين, فانظر لنفسك بمن تقتدي.

ويحكى أنه قبل معركة بدر, استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الخروج للقتال فشجعوه, حتى ان المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- قال: يا رسول الله, انا لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون, ولكن امض ونحن معك. فانشرح صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأمرهم بالخروج للقتال.. وفي الطريق الى مكان المعركة, نزل الجيش في مكان قريب من بئر بدر, فقال الحُباب بن المنذر -رضي الله عنه-: يا رسول الله, أهذا منزل أَنْزَلَكَهُ الله, فليس لنا أن نتقدم عنه ولا نتأخر, أم هو الرأي والحرب والمكيدة? فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة).. فقال الحباب: يا رسول الله, فان هذا ليس بمنزل. وأشار الحباب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعسكر الجيش عند بئر بدر, فيشرب منه المسلمون ويمنعوا منه الكفار, فرضي النبي صلى الله عليه وسلم برأيه وعمل به.

وبعد أن انتهت المعركة, وانتصر المسلمون انتصارًا رائعًا, ووقع في الأسر سبعون رجلا من المشركين, طلب النبي صلى الله عليه وسلم مشورة أصحابه, فيم يصنع بهؤلاء الأسرى? فكان رأي أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يعفو عنهم ويطلب منهم الفداء.. وكان رأي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن تُضرب أعناقهم ويقَتَلُوا, فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم رأي أبي بكر الصديق.

ويحكي القرآن أن بلقيس ملكة سبأ في عهد نبي الله سليمان -عليه السلام- كانت معروفة عند قومها بالعقل والحكمة, وكان قومها يعبدون الشمس من دون الله, فَبَعث اليها نبي الله سليمان -عليه السلام- رسالة يدعوها فيها الى الايمان بالله الواحد الذي لا شريك له, فقالت بلقيس لقومها: }يا أيها الملأ اني ألقي الي كتاب كريم, انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم, ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين, قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون{. وهكذا طلبت ملكة سبأ مشورة قومها, ثم ذهبت الى نبي الله سليمان, فشرح الله صدرها للاسلام.

قيل: من أعطي أربعاً لم يمنع أربعاً. من أعطي الشكر لم يمنع المزيد, ومن أعطي التوبة لم يمنع القبول, ومن أعطي الاستخارة لم يمنع الخيرة, ومن أعطي المشورة لم يمنع الصواب.

ويحكى أن رجلاً من أهل يثرب يعرف بالأسلمي قال: ركبني دين أثقل كاهلي, وطالبني به مستحقوه, واشتدت حاجتي الى ما لا بد منه, وضاقت علي الأرض, ولم أهتد الى ما أصنع, فشاورت من أثق به من ذوي المودة والرأي, فأشار علي بقصد المهلب بن أبي صفرة بالعراق, فقلت له: تمنعني المشقة وبعد الشقة وتيه المهلب, ثم اني عدلت عن ذلك المشير الى استشارة غيره, فلا والله ما زادني على ما ذكره الصديق الأول, فرأيت أن قبول المشورة خير من مخالفتها, فركبت ناقتي وصحبت رفقة في الطريق, وقصدت العراق, فلما وصلت دخلت على المهلب, فسلمت عليه وقلت له: أصلح الله الأمير اني قطعت اليك الدهنا, وضربت أكباد الابل من يثرب, فانه أشار علي بعض ذوي الحجى والرأي بقصدك لقضاء حاجتي, فقال: هل أتيتنا بوسيلة أو بقرابة وعشيرة, فقلت: لا. ولكني رأيتك أهلاً لقضاء حاجتي, فان قمت بها فأهل لذلك أنت, وان يحل دونها حائل لم أذم يومك, ولم أيأس من غمك, فقال المهلب لحاجبه: اذهب به وادفع اليه ما في خزانة مالنا الساعة, فأخذني معه, فوجدت في خزانته ثمانين ألف درهم, فدفعها الي, فلما رأيت ذلك لم أملك نفسي فرحاً وسروراً, ثم عاد الحاجب به اليه مسرعاً, فقال: هل ما وصلك يقوم بقضاء حاجتك? فقلت: نعم أيها الأمير وزيادة, فقال: الحمد لله على نُجْح سعيك, واجتنائك جني مشورتك, وتحقق ظن من أشار عليك بقصدنا, قال الأسلمي: فلما سمعت كلامه وقد أحرزت صلته أنشدته وأنا واقف بين يديه:

يا من على الجود صاغ الله راحته

فليس يحسن غير البذل والجود

عمت عطاياك أهل الأرض قاطبة

فأنت والجود منحوتان من عود

من استشار فباب النُجْح منفتح

لديه ما ابتغاه غير مردود

ثم عدت الى المدينة فقضيت ديني, ووسعت على أهلي, وجازيت المشيرين, وعاهدت الله تعالى ألا أترك الاستشارة في جميع أموري ما عشت.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم المشاورة لأصحابه في كل أمر يقدم عليه ما لم ينزل فيه قرآن, فاذا كان هناك وحي من الله طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم دون تأخير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد أمرًا, فشاور فيه امرأ مسلمًا وفقه الله لأرشد أموره). وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: ما رَأَيْتُ أحدًا قَطُ كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل: اذا استخار الرجل ربه واستشار صحبه وأجهد رأيه فقد قضي ما عليه, ويقضي الله تعالى في أمره ما يحب. انتهى ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-08, 12:35 AM   #17
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن



ونتابع

يحكى أن

العدل

ذهب النبي موسى إلى عين ماء ليرى بنفسه كيف يطبق عدل الله تعالى



سمع عمر حديثاً بين المرأة وابنتها فقرر أن يخطب البنت لابنه

يُحْكَى أنَ موسى عليه السلام قال: يا رب أرني عدلك, قال: اذهب الى مكان كذا, ففعل, فوجد عينا وشجرة فجلس تحتها مستخفيا فجاء فارس فشرب من العين ونسي كيسا فيه ألف دينار, فجاء صبي فأخذه, ثم جاء رجل أعمى فتوضأ من العين فتذكر الفارس كيسه, فرجع وسأل الأعمى فقال: ما وجدته فضربه فقتله, فتعجب موسى عليه السلام من ذلك, فأوحى الله تعالى اليه: اعلم أن الصبي قد أخذ حقه لأن الفارس قد أخذ من والد الصبي ألف دينار, وأما الأعمى فانه قتل أبا الفارس, فأوصلت الى كل ذي حق حقه..

ويحكى أن شقيق البلخي دخل على هارون الرشيد فقال: عظني فقال: ان الله تعالى أقامك مقام الصديق فيريد منك الصدق وأقامك مقام الفاروق فيريد منك أن تفرق بين الحق والباطل وأقامك مقام عثمان فيريد منك الحياء وأقامك مقام علي فيريد منك العمل والعلم, قال: زدني, قال: ان لله تعالى دارا يقال لها جهنم وجعلك بوابا لها تدفع الناس عنها وأعانك بالمال والسوط والسيف وقال لك أيها العبد المأمور ادفع الخلق عن هذه الدار بهذه الثلاثة فمن جاءك فقيرا فأعطه من المال ومن لم يطع فأدبه بالسوط ومن قتل بغير حق فاقتص منه بالسيف قال: زدني, قال: أنت البحر وهم الأنهار فان صفوت صفوا وان تكدرت تكدروا.

قال نافع: كنت أسمع عمر بن الخطاب كثيرا يقول: ليت شعري من هذا الذي يأتي من ولدي يملأ الأرض عدلا.. وقال بينما أنا مع عمر وهو يعس ليلا اذ سمع امرأة تقول لابنتها: اخلطي الحليب بالماء فقالت يا أماه أوليس قد نادى عمر أن لا يخلط الحليب بالماء? قالت: انه لا يرانا, قالت: ما لنا ان نطيعه في الملأ ونعصيه في الخفاء!! فلما أصبح عمر نادى أولاده عبد الله وعبيد الله وعاصما وعرض عليهم الجارية وقال: لو كان لأبيكم من حركة ما سبقه اليها أحد, فتزوجها عاصم فولدت له بنتا ثم ولدت البنت بنتا وهي أم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه..

روى البيهقي أن رجلا كان يخلط اللبن بالماء ويبيعه ثم ركب البحر ومعه قرد فأخذ الصرة التي فيها المال المجموع من ثمن اللبن والماء وصعد الى أعلى المركب وصار يلقي دينارا في البحر ودينارا في المركب وصاحبه ينظر اليه حتى ألقى نصف المال في البحر.

ويحكى أن رباح بن عبيدة قال: خرجت مع عمر بن عبد العزيز الى الصلاة فرأيت شيخا يكلمه فقلت: من هذا, قال: الخضر عليه السلام أخبرني أني أتولى على هذه الأمة وأعدل فيهم, وكان رعاة الشاة يقولون في ولايته: من هذا العبد الصالح الذي قام على الناس فقيل: من أخبركم به, قالوا: اذا كان الخليفة عادلا كفت الذئاب عن الغنم.. فلما كان بعد أيام قالوا نرى الذئب في هذا اليوم قد أكل الغنم فجاء الخبر بعد شهر بموت عمر رضي الله عنه..

ويحكى أنه لما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة خير زوجه بين فراقها أو تقيم عنده.. وكان قبل الخلافة يلبس أفخر الثياب فلما تولى الخلافة صار له قميص واحد وازار واحد قيمتهما أربعة عشر درهما وقيل له لو اتخذت حراسا لطعامك وشرابك كما يفعل الخلفاء, فقال: اللهم ان كنت تعلم أني أخاف شيئا غير يوم القيامة فلا تؤمن خوفي.. وذكر القيامة فبكى بكاء شديدا حتى أغمي عليه.. ثم ضحك فسئل عن ذلك فقال: رأيت القيامة ومناديا ينادي أين أبو بكر الصديق فجيء به فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به الى الجنة ثم عمر ثم عثمان ثم علي بن أبي طالب ثم نادى أين عمر بن عبد العزيز فوقعت على وجهي فأتى ملكان وأوقفاني بين يدي الله فحاسبني حسابا يسيرا ثم رحمني فبينما أنا مع الملكين اذ رأيت جيفة فقلت: من أنت فقال: الحجاج فقلت: ما فعل الله بك, قال: وجدته شديد العقاب ثم أنتظر ما ينتظره الموحدون.

قالت زوجته: اشتهى عمر عسلا فلما قدمته وأكل منه قال: من أين لكم هذا? قلت: أرسلت غلامي على خيل البريد فاشتراه لك فباعه وأعطاني رأس مالي ورد الباقي الى بيت المال.. ثم قال لنفسه: يا عمر, أتعبت خيل المسلمين في شهوتك.

قال: وهب بن منبه: لما أخرب بختنصر بيت المقدس وحرق التوراة ونهب الأموال وكان ملكه سبعمائة سنة, فاحتمل الأموال من بيت المقدس على مائة ألف عجلة وسبعين ألف عجلة.. وكان سليمان عليه السلام قد ابتناه من ذهب وفضة ودر وياقوت وزمرد.. وأسر بني اسرائيل والأنبياء وكان منهم العزير فرفع صوته وقال: اللهم انك خلقت السماوات والأرض بمشيئتك ثم بوأت بني اسرائيل الأرض المقدسة وسلطت عليهم عدوك وعدوهم فجاء ملك وقال: يا عزير أتريد أن تعلم سر قضاء الله تعالى, قال: نعم, قال: ان الله أرسلني اليك وأريد منك أن تصر لي من الشمس صرة وتزن لي مثقالا من الريح وتكيل لي كيلا من النور وترد لي أمس قال ومن يطيق ذلك, قال: الذي لا يسأل عما يفعل يا عزير ان كنت تسأل عن هذا فلا تعرفه فكيف لو قلت لك كم تحت الأرض من ينبوع وكم في البحر من قطرة وكم عدد أرواح الموتى وأين طريق الجنة.. قال العزير: لا علم لي بشيء من هذا فقال: اذا لم تعلم هذا وأنت تشاهده ببصرك فكيف تعلم علم الله الذي حجبه عن خلقه يا عزير سل البحار ما لأمواجها تعلو وتندفع فاذا بلغت حدها رجعت بزمام القهر.. رأيت لو اختصمت الأرض والبحار اليك ما كنت تحكم بينهما اذا قالت الأرض: أريد أن أتوسع وأمتد في البحر, وقالت البحار: أريد أن أتوسع.. قال: أقول قد جعل الله لكل واحد منكما حدا لا يتجاوزه, قال: نعم حكمت, احكم بهذا على نفسك فان الله تعالى جعل لبني آدم أجلا واحداً لابد أن يصلوا . انتهى ولنا لقاء باذن الله تعالى





توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-08, 11:20 PM   #18
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن



ونتابع

يحكى ان

صلة الرحم

تعرض أعمال الناس عشية كل خميس فلا يقبل عمل قاطع رحم


شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء معاملة أقاربه فأمره بوصل أرحامهم
يُحْكَى أنَّ عبد الله بن عبد الله بن سلول رضي الله عنه, جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ماءً, فقال له: يا رسول الله, ما أبقيتَ من شرابك فضلة أسقيها أبي, لعل الله يطهر بها قلبه? فأفضل له, فأتاه بها, فقال له عبد الله: ما هذا? فقال: هي فضلة من شراب النبي صلى الله عليه وسلم, جئتُك بها تشربُ بها لعل الله يطهر قلبك بها; فقال له أبوه, لا اريدها, فغضب وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وقال: يا رسول الله, ما أذنتَ لي في قتل أبي? فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل ترفق به وتحسنُ إليه"..
قال الله تعالى: "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حادََّ الله ورسوله".

ويحكى أنه وُجِدَ حجر حين حفر إبراهيم الخليل عليه السلام أساس البيت, مكتوب عليه بالعبرانية, أنا الله ذو بكة خلقت الرحم وشققت لها اسماً من أسمائي, فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته, أي قطعته.

عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه كعب الأحبار أنه قال: والذي فلق البحر لموسى بن عمران إن في التوراة لمكتوب: يا ابن آدم اتق ربك وبر والديك وصل رحمك, أزد في عمرك, وأيسر لك في يسيرك, وأصرف عنك عسيرك.

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " صنائع المعروف تقي مصارع السوء, وصدقة السر تطفئ غضب الرب جل وعلا, وصلة الرحم تزيد في العمر".

قال رجلٌ لرسو ل الله صلى الله عليه وسلم. " يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني , وأحسن إليهم ويسيئون إلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال معك من الله ظهيرٌ ما كنت على ذلك".

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه".

وقال ابن عابدين الحنفي: صلة الرحم واجبة ولو كانت بسلام, وتحية, وهدية, ومعاونة, ومجالسة, ومكالمة, وتلطف, وإحسان, وإن كان غائباً يصلهم بالمكتوب إليهم, فإن قدر على السير كان أفضل.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعجل الخير ثواباً صلة الرحم". وقال: صلة الرحم منهاة للولد, مثراة للمال". وقال تعالى: "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام".

وعن عائشة رضي الله عنها ترفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرحم شُجْنة من الرحمن, فقال الله: من وصلك وصلته, ومن قطعك قطعته".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق الخلق, حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة; قال: نعم, أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك? قالت: بلى يا رب; قال: فهو لك; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأوا إن شئتم: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم".

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من س¯رَّه أن يُبسط له في رزقه, وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحم¯ه".

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: "صلة الرحم, وحسن الجوار, وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار" .. وعنه أنه قال: "إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر ويدفع بهما ميتة السوء".

وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله, أخبرني بعمل يدخلني الجنة; فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعبد الله لا تشرك به شيئاً, وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصل الرحم".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة, فلا يقبل عمل قاطع رحم".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم, فقال: يا رسول الله, إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني, وأحسنُ إليهم ويسيئون إليّ, ويجهلون عليّ, وأحلم عنهم; قال: "لئن كان كما تقول كأنما تسفُّهم الملَّ, ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمتَ على ذلك".

قال النووي: (كأنما تطعمهم الرماد الحار, وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم).
وعندما نزل قوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" قال أبو طلحة رضي الله عنه: إن أحبَّ مالي إليّ بَيْرَحاء, وإنها صدقة لله تعالى, أرجو برها وذخرها عند الله تعالى, فضعها يا رسول الله حيث أراك الله; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بَخٍ! ذلك مال رابح, ذلك مال رابح, وقد سمعتُ ما قلتَ, وإني أرى أن تجعلها في الأقربين; فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله, فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه".

وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: لقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده فقلت: يا رسول الله, أخبرني بفواضل الأعمال; فقال: "يا عقبة, صِلْ من قطعك, وأعطِ من حرمك, وأعرض عمن ظلمك".

وجاء في حديث أبي سفيان لهرقل عندما قال له: فما يأمر? قال: "يأمرنا بالصلاة, والصدقة, والعفاف, والصلة". انتهى

ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-08, 12:45 AM   #19
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع معا

يحكى أن


الأولاد قال النبي: من عال ثلاث بنات كن له حجاباً من النار


البنون نعم والبنات حسنات والله تعالى يجازي على الحسنات ويحاسب على النعم

يُحْكَى أنَ معاوية بن أبي سفيان, غضب ذات يوم على ابنه يزيد, فهجره, فقال الأحنف: يا أمير المؤمنين أولادنا ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا, ونحن لهم سماء ظليلة وأرض ذليلة وبهم نصول على كل جليلة, فإن غضبوا فارضهم. وإن سألوا فاعطهم, وإن لم يسألوا فابتدئهم, ولا تنظر إليهم شزراً, فيملوا حياتك ويتمنوا وفاتك. فقال معاوية: يا غلام إذا رأيت يزيد فاقرئه السلام, واحمل إليه مائتي ألف درهم, ومائتي ثوب. فقال يزيد: من عند أمير المؤمنين? فقيل له: الأحنف. فقال يزيد بن معاوية: على به, فقال: يا أبا بحر كيف كانت القصة? فحكاها له, فشكر صنيعه, وشاطره الصلة.

ويحكى أن الكسائي دخل على الرشيد يوماً فأمر بإحضار الأمين والمأمون ولديه, قال: فلم يلبث قليلاً أن أقبلا ككوكبيْ أفق, يزينهما هداهما ووقارهما, وقد غضا أبصارهما حتى وقفا في مجلسه, فسلما عليه بالخلافة, ودعوا له بأحسن الدعاء, فاستدناهما, وأسند محمداً عن يمينه وعبد الله عن يساره, ثم أمرني أن ألقي عليهما أبواباً من النحو, فما سألتهما شيئاً إلا أحسنا الجواب عنه, فسرَه ذلك سروراً عظيماً, وقال: كيف تراهما. فقلت:

أرى قمريْ أفق وفرعين شامة

يزينهما عرق كريم ومحتد

سليليْ أمير المؤمنين وحائزيْ

مواريث ما أبقى النبي محمد

يسدان أنفاق النفاق بشيمة

يزينهما حرم وسيف مهند

ثم قلت: ما رأيت, أعز الله أمير المؤمنين, أحداً من أبناء الخلافة ومعدن الرسالة وأغصان هذه الشجرة الزلالية, آدب منهما ألسناً, ولا أحسن ألفاظاً, ولا أشد اقتداراً على الكلام روية وحفظاً منهما, أسأل الله تعالى أن يزيد بهما الإسلام تأييداً وعزاً, ويدخل بهما على أهل الشرك ذلاً وقمعاً. وأمَن الرشيد على دعائه, ثم ضمهما إليه, وجمع عليهما يديه, فلم يبسطهما حتى رأيت الدموع تنحدر على صدره, ثم أمرهما بالخروج, وقال: كأني بهما وقد دهم القضاء, ونزلت مقادير السماء, وقد تشتت أمرهما, وافترقت كلمتهما بسفك الدماء, وتهتك الستور.

ويحكى أنه كان لأعرابي امرأتان. فولدت إحداهما جارية والأخرى غلاماً, فرقصته أمه يوماً

وقالت معايرة لضرتها:

الحمد لله الحميد العالي

أنقذني العام من الجوالي

من كل شوهاء كشن باليلا

تدفع الضيم عن العيال

فسمعتها ضرتها فأقبلت ترقص ابنتها وتقول:

وما عليَ أن تكون جارية

تغسل رأسي وتكون الفاليه

وترفع الساقط من خماريه

حتى إذا بلغت ثمانية

أزرتها بنقبة يمانية

أنكحتها مروان أو معاوية

أصهار صدق ومهور غالية

قال: فسمعها مروان, فتزوجها على مائة ألف مثقال, وقال إن أمها حقيقة (جديرة) أن لا يكذب ظنها ويخان عهدها, فقال معاوية: لولا مروان سبقنا إليها لأضعفنا لها المهر ولكن لا نحرم الصلة, فبعث إليها بمائتي ألف درهم.

ويحكى أنه كان لأبي حمزة الأعرابي زوجتان فولدت إحداهما ابنة,فعز عليه,واجتنبها وصار في بيت ضرتها إلى جنبها فأحست به يوماً في بيت صاحبتها,فجعلت ترقص ابنتها الطفلة وتقول:

ما لأبي حمزة لا يأتينا يظل

في البيت الذي يلينا

غضبان ألا نلد البنينا

تا الله ما ذلك في أيدينا

بل نحن كالأرض لزارعينا

يلبث ما قد زرعوه فينا

وإنما نأخذ ما أعطينا

فعرف أبو حمزة قبح ما فعل, وراجع أمراته.

ويحكى أن أبا هريرة رضي الله عنه رأى رجلا يمشي خلف رجل, فقال: من هذا? فقال: أبي. قال: لا تدعه باسمه ولا تجلس قبله, ولا تمش أمامه.مكتوب في كتب الله عز وجل: لا تقطع ما كان أبوك يصله فيطفأ نورك قال كعب: مكتوبٌ في التوراة, اتق ربك, وبر والديك, وصل رحمك, يمد لك في عمرك, وييسِر لك يسرك, ويصرف عنك عسرك.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الولد ريحانة من الجنة ". وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قلت لسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله: هل يولد لأهل الجنة? قال: "والذي نفسي بيده إن الرجل يشتهي أن يكون له ولد, فيكون حمله ووضعه وشبابه الذي ينتهي إليه في ساعة واحدة ". وقيل: من حق الولد على والده أن يوسع عليه حاله كي لا يفسق. وقال عمر رضي الله تعالى عنه: إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبحه وتذكره. وقال رضي الله تعالى عنه: أكثروا من العيال, فإنكم لا تدرون بمن ترزقون. ودخل عمرو بن العاص على معاوية وعنده ابنته عائشة فقال: من هذه يا أمير المؤمنين? قال: هذه تفاحة القلب, فقال: انبذها عنك, فإنهن يلدن الأعداء, ويقربن البعداء ويورثن الضغائن. قال: لا تقل يا عمرو ذلك, فوالله ما مرض المرضى, ولا ندب الموتى, ولا أعان على الإخوان إلا هن. فقال عمرو: يا أمير المؤمنين إنك حببتهن إلي. وقيل لرجل: أي ولدك أحب إليك. قال: صغيرهم حتى يكبر. ومريضهم حتى يبرأ, وغائبهم حتى يحضر.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم,أنه قال: " ما نحل والد ولده خيراً من أدب حسن".
وروي عنه صلى الله عليه وسلم,أنه قال: " من عال ثلاث بنات, أو ثلاث أخوات أو ابنتين أو أختين كن له حجاباً من النار, فإن صبر عليهن حتى يزوجهن دخل الجنة.
قال أحد التابعين: البنون نعمٌ, والبنات حسنات, والله عز وجل يحاسب على النعم, ويجازي على الحسنات . انتهى نفس المصدر

ولنا لقاء باذن الله تعالى


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-08, 12:24 AM   #20
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن



ونتابع معا

يحكى أن

مكارم الأخلاق

نادى علي بن أبي طالب خادمه فلم يرد... وحين سأله عن السبب قال: لأنك لا تعاقبني

عطش المأمون ذات ليلة فلم يناد على الخادم وراح هو بنفسه فشرب

يُحْكَى أنَّ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما, قال: ورد علينا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان المدينة والياً, وكأن وجهه ورقة من ورق المصحف, فوالله ما ترك فينا فقيراً إلا أغناه, ولا مديوناً إلا أدى عنه دينه, وكان ينظر إلينا بعين أرق من الماء, ويكلمنا بكلام أحلى من الجني ولقد شهدت منه مشهداً لو كان من معاوية لذكرته, تغدينا يوماً عنده, فأقبل الفراش بصحفة, فعثر في وسادة, فوقعت الصحفة من يده, فوالله ما ردها إلا ذقن الوليد, وانكب جميع ما فيها في حجره فبقي الغلام متمثلاً واقفاً ما معه من روحه إلا ما يقيم رجليه, فقام الوليد فدخل, فغير ثيابه, وأقبل علينا تبرق أسارير جبهته, فأقبل على الفراش وقال: يا بائس ما أرانا إلا روعناك. اذهب, فأنت وأولادك أحرار لوجه الله تعالى.

ويحكى أن رجلا سأل إبراهيم بن أدهم: هل فرحت في الدنيا قط? فقال: نعم مرتين, إحداهما أني كنت قاعداً ذات يوم, فجاء إنسان فبال عليّ, والثانية: كنت جالساً فجاء إنسان فصفعني.

ويحكى أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه دعا غلاماً له, فلم يجبه, فدعاه ثانياً وثالثاً, فرآه مضطجعاً, فقال: أما تسمع يا غلام? قال: نعم. قال: فما حملك على ترك جوابي? قال: أمنت عقوبتك, فتكاسلت, فقال: اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى.

ويحكى أن أبا عثمان الحيري دعاه إنسان إلى ضيافة, فلما وافى باب الدار قال له الرجل: يا أستاذ ليس لي وجه في دخولك, فانصرف رحمك الله, فانصرف أبو عثمان, فلما وافى منزله عاد الرجل إليه, وقال: يا أستاذ ندمت.. وأخذ يعتذر له, وقال: احضر الساعة, فقام معه, فلما وافى داره قال له مثل ما قال في الأولى, ثم فعل به ذلك أربع مرات, وأبو عثمان ينصرف ويحضر, ثم قال: يا أستاذ إنما أردت بذلك اختبارك والوقوف على أخلاقك, ثم جعل يعتذر له ويمدحه, فقال أبو عثمان: لا تمدحني على خلق تجده في الكلاب, فإن الكلب إذا دعي حضر وإذا زجر انزجر.

وحكي عن القاضي يحيى بن أكثم أنه قال: كنت نائماً ذات ليلة عند الخليفة المأمون, فعطش, فامتنع أن يصيح بغلام يسقيه, وأنا نائم, فينغص علي نومي, فرأيته وقد قام يمشي على أطراف أصابعه حتى أتى موضع الماء وبينه وبين المكان الذي فيه الكيزان نحو من ثلاثمئة خطوة, فأخذ منها كوزاً, فشرب, ثم رجع يمشي على أطراف أصابعه حتى قرب من الفراش الذي أنا عليه, فخطا خطوات خائف لئلا ينبهني حتى صار إلى فراشه, ثم رأيته آخر الليل قام يبول, وكان يقوم في أول الليل وآخره, فقعد طويلاً يحاول أن أتحرك فيصيح بالغلام, فلما تحركت وثب قائماً وصاح يا غلام, وتأهب للصلاة. ثم جاءني, فقال لي كيف أصبحت يا أبا محمد, وكيف كان مبيتك? قلت: خير مبيت جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين, قال: لقد استيقظت للصلاة, فكرهت أن أصيح بالغلام, فأزعجك, فقلت يا أمير المؤمنين قد خصك الله تعالى بأخلاق الأنبياء, وأحب لك سيرتهم, فهناك الله تعالى بهذه النعمة, وأتمها عليك, فأمر لي بألف دينار, فأخذتها وانصرفت.

ويحكى أن ثلاثة إخوة من العرب خطبوا إلى عمهم ثلاث بنات له, فقال لهم: مرحباً بكم, لا أذم عهدكم, ولا أستطيع ردكم, خبروني عن مكارم الأخلاق. فقال الأكبر: الصون العرض, والجزاء بالقرض. قال الأوسط: النهوض بالثقل, والأخذ بالفضل. قال الأصغر: الوفاء بالعهد, والإنجاز للوعد. قال : أحسنتم في الجواب, ووفقتم إلى الصواب.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب معالى الأخلاق وأشرفها, ويكره سفسافها". وقال: " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا ". وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يا بني عبد المطلب! إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم, فليسعهم منكم حسن الخلق, والقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر".

وعن عائشة قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل: ما بال فلان, ولكن يقول ما بال أقوام يقولون ", حتى لا يفضح أحداً, وعنه صلى الله عليه وسلم: " ما شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق ", وعنه أيضاً صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث من كن فيه كن له, من صدق لسانه زكا عمله, ومن حسنت نيته زيد في رزقه, ومن حسن بره لأهل بيته زيد له في عمره".

وكان الحسن رضي الله عنه إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أكرم ولد آدم على الله عز وجل أعظم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منزلة عند الله, أتى بمفاتيح الدنيا فاختار ما عند الله تعالى, وكان يأكل على الأرض ويجلس على الأرض ويقول: " إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد, وأجلس كما يجلس العبد, ولا يأكل متكئاً ولا على خوان, وكان يأكل خبز الشعير غير منخول, وكان يأكل القثاء بالرطب ويقول: " برد هذا يطفئ حر هذا."

وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما: مكارم الأخلاق للمؤمن: قوة في لين, وحزم في دين, وإيمانٌ في يقين, وحرصٌ على العالم, واقتصاد في النفقة, وبذلٌ في السعة, وقناعة في الفاقة, ورحمةٌ للمجهود, وإعطاءٌ في حق, وبر في استقامة. انتهى نفس المصدر

ولنا لقاء باذن الله تعالى


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-08, 12:31 AM   #21
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع

يحكى أن

الإخلاص هزم العابد إبليس حين غضب لله.. وهزمه إبليس حين غضب لنفسه

تصدق الفقير بفطيرتين فكافأه الله بثلاثين ألف درهم

يُحْكَى أنَّه كان في بني إسرائيل رجل عابد, فجاءه قومه, وقالوا له: إن هناك قومًا يعبدون شجرة, ويشركون بالله; فغضب العابد غضبًا شديدًا, وأخذ فأسًا; ليقطع الشجرة, وفي الطريق, قابله إبليس في صورة شيخ كبير, وقال له: إلى أين أنت ذاهب? فقال العابد: أريد أن أذهب لأقطع الشجرة التي يعبدها الناس من دون الله. فقال إبليس: لن أتركك تقطعها.. وتشاجر إبليس مع العابد; فغلبه العابد, وأوقعه على الأرض. فقال إبليس: إني أعرض عليك أمرًا هو خير لك, فأنت فقير لا مال لك, فارجع عن قطع الشجرة وسأعطيك عن كل يوم دينارين, فوافق العابد.

وفي اليوم الأول, أخذ العابد دينارين, وفي اليوم الثاني أخذ دينارين, ولكن في اليوم الثالث لم يجد الدينارين; فغضب العابد, وأخذ فأسه, وقال: لابد أن أقطع الشجرة. فقابله إبليس في صورة الشيخ الكبير, وقال له: إلى أين أنت ذاهب? فقال العابد: سأقطع الشجرة.. فقال إبليس: لن تستطيع, وسأمنعك من ذلك, فتقاتلا, فغلب إبليسُ العابدَ, وألقي به على الأرض, فقال العابد:

كيف غلبتَني هذه المرة?! وقد غلبتُك في المرة السابقة! فقال إبليس: لأنك غضبتَ في المرة الأولي لله -تعالي-, وكان عملك خالصًا له; فأمَّنك الله مني, أمَّا في هذه المرة; فقد غضبت لنفسك لضياع الدينارين, فهزمتُك وغلبتُك.. قال الله تعالى: "فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين".

ويحكى أن إحدى الصحابيات هاجرت من مكة إلى المدينة, وكان اسمها أم قيس, فهاجر رجل إليها ليتزوجها, ولم يهاجر من أجل نُصْرَةِ دين الله, فقال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى; فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله; فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصِيبُها أو امرأة ينكحها (يتزوجها); فهجرته إلى ما هاجر إليه).

ويحكى أن رجلا اسمه أبو نصر الصياد كان يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد.. وفي أحد الأيام وبينما هو يمشي في الطريق مهموما مغموماً, حيث زوجته وابنه يبكيان من الجوع, مر على شيخ من علماء المسلمين وهو "أحمد بن مسكين" وقال له: أنا متعب, فقال له: اتبعني إلى البحر.. فذهبا معًا إلى البحر, وقال له: صلِ ركعتين, فصلى ثم قال له: قل بسم الله فقال: بسم الله. .. ثم رمي الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة.. قال له: بعها واشتر طعاماً لأهلك , فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين, وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منهما فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة,

فقال له الشيخ: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة!! ثم رد الفطيرة إلى الرجل
وقال له: خذها أنت وعيالك.. وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها, فنظرا إلى الفطيرتين في يده..وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا أفعل? ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها, فقال لها خذي الفطيرتين, فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً.. وعاد يحمل الهم فكيف سيطعم امرأته وابنه? وبينما هو يسير مهموما سمع رجلاً ينادي: من يدلني على أبو نصر الصياد? فدله الناس على الرجل.. فقال له إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات.. ولم أستدل عليه, خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم مال أبيك. يقول أبو نصر الصياد: وتحولت إلى أغنى الناس وصارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.. ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي.. وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع وينادي مناد أبو نصر الصياد: هلم لوزن حسناتك وسيئاتك , فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي, فرجحت السيئات, فقلت أين الأموال التي تصدقت بها ? فوضعت الأموال, فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً, ورجحت السيئات وبكيت وقلت: ما النجاة? وأسمع المنادي يقول هل بقي له من شيء? فأسمع الملك يقول: نعم بقيت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتان) في كفة الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات.

فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقي له من شيء? فأسمع الملك يقول: بقي له شيء.. فقلت: ما هو? فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع, فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات, ففرحت فأسمع المنادي يقول: هل بقي له من شيء? فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين.... وترجح وترجح وترجح كفة الحسنات. وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا.. فاستيقظت من النوم فزعا أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة .

قال على رضي الله عنه في بعض وصاياه لولده: اعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله, ولرأيت آثار ملكه وسلطانه, ولعرفت أفعاله وصفاته, ولكنه إله واحد لا يضاده في ملكه أحد.
و قال العز بن عبد السلام : "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده, لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً, ولا جلب نفع ديني, ولا دفع ضرر دنيوي".

ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-08, 12:35 AM   #22
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع معا

يحكى أن

مواعظ الآباء للأبناء

من عمر إلى ابنه: اجعل التقوى عمارة قلبك وجلاء بصرك

كتب علي إلى ابنه محمد: تفقه في الدين وعود نفسك الصبر على المكروه

يُحْكَى أنَ عمر بن الخطاب, رضي الله عنه, كتب إلى ابنه عبد الله في غَيْبة غابها: أمَا بعد, فإن مَنِ اتق الله وَقاه, ومن اتْكل عليه كفاه, ومن شكَرَ له زاده, ومن أقْرَضه جَزاه.. فاجعل التًقوى عِمارة قلبك وجَلاءَ بَصرك; فإنه لا عمَل لمن لا نِيَة له, ولا خيرَ لمن لا خَشْيَة له, ولا جديد لمن لا خلق له.

ويحكى أن علي بن أبي طالب كتب إلى وَلده الحَسن, رضي الله عنهما, فقال: من علي أمير المؤمنين الوالدِ الفان المقر للزَمان المًستَسْلم للحَدَثان, المُدْبر العُمر المُؤمل ما لا يُدْرك, السالك سبيلَ مَن قد هَلَك, غرَض الأسقام ورهينة الأيام وعبْد الدنيا وتاجر الغُرور وأسير المنَايَا وقرين الرَزايا وصريع الشهوات ونُصْب الآفات وخليفة الأموات.. أما بعد: يا بني فإن فيما تَفكرَت فيه من إدبار الدُنيا عني وإقبال الآخرة إلى وجُموح الدهر علي ما يُرَغِبني عن ذكر سواي والاهتمام بما ورائي, غيرَ أنه حين تفرد بي هم نفسي دون هم الناس فَصدَقني رأي, وصرَفني عن هواي, وصرخ بي مَحْضُ أمري, فأَفْضى بي إلى جِدٍ لا يُزْري به لَعِب وصِدْق لا يَشوبه كَذِب.. وَوَجَدْتُك يا بُني بَعضي بل وجدتُك كُلِي حتى كأن شيئاً لو أصابك لأصابني وحتى كأن الموت لو أتاك أتاني فعند ذلك عَنَاني من أمرك ما عَنَاني من أمر نَفْسي.

كتبتُ إليك كتابي هذا يا بُني, مُستظهراً به إن أنا بَقِيت لك أو فَنِيت, فإني مُوصيك بتقوى الله وعِمَارة قلبك بذكره والاعتصام بحَبْله فإنَ الله تعالى يقول: " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَارِ فَأَنقَذَكُم مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَكُمْ تَهْتَدُونَ" وأيُ سبب يا بُني أوْثق من سبب بينك وبين الله تعالى, إن أنت أخذت به.

احي قلبك بالموْعظة ونَوَره بالحكمة وأَمِنه بالزًهْد وذَلِلهُ بالموت وقَوِهِ بالغِنَى عن الناس وحَذِرْه صولةَ الدَهر وتقلُبَ الأيام والليالي. واعرض عليه أخبارَ الصين وسِرْ في ديارهم وآثارهم فانظرُ ما فعلوه وأين حلُوا, فإنك تَجِدهم قد اْنتقلوا عن دار الأحبة ونزلوا دارَ الغُرْبة وكأنك عن قليل يا بني قد صرت كأحدهم فبعْ دنياكَ بآخرتك ولا تبعْ آخرتك بدُنياك, ودَع القولَ فيما لا تَعْرِف والأمرَ فيما لا تكلف, وأْمُر بالمعروف بيَدِك ولسانك, وَانْهَ عن المنكر بيدك ولسانك, وبايِنْ مَن فعَلَه وخُض الغَمَرَاتِ للحق ولا تأخُذْك في الله لومةُ لائم, واحفظ وَصيَتي ولا تَذْهَب عنك صَفْحاً فلا خير في عِلْم لا ينفع. واعلم أنَ أمامك طريقاً ذا مسافة بعيدة ومشقة شديدة, وأنه لا غِنى لك فيه عن حُسْن الارتياد مَع بلاغك منِ الزَاد.. فإن أصَبتَ من أهلِ الفاقة مَنْ يحمل عنك زادك فيُواِفيك به في مَعارك فاغْتنِمه فإن أَمامك عَقَبَةً كَؤودا, لا يُجاوزها إلا أخفُ الناس حملا, فأَجْمل في الطلب وأحسِن المكتسب فرُب طَلَب قد جرَ إلى حَرَب, وإنما المحْرُوب من حُرِبَ دِينُه والمسلوبُ من سُلِب يقينه.. واعلم أنه لا غِنى يَعْدِل الجنَة ولا فقْرَ يَعْدِل النار. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

وكتب إلى ابنه محمد بن الحنفية: أنْ تَفَقه في الدين, وعَوِد نفسَك الصبر على المَكْروه, وكِلْ نَفْسَك في أمورك كلِها إلى الله عزَ وجلَ; فإنك تَكِلًها إلى كهف. وأخْلِص المسألة لربِك فإن بيده العَطاء والحِرمان. وأكثر الْاسْتخارة له واعلم أنَ من كانت مَطيته الليلَ والنهار, فإنه يُسار به وإن كان لا يَسير, فإنَ الله تعالى قد أبى إلا خرابَ الدنيا وعمارة الآخرة. فإن قَدرتَ أن تَزْهد فيها زُهْدَك كله فافعل ذلك.. وإن كنتَ غير قابل نَصِيحتى إياك فاعلَم عِلْماً يَقِيناً أنك لن تَبْلُغ أملك ولن تَعْدو أجلك وأنك في سَبيل مَن كان قَبْلك فأكْرم نفسَك عن كل دَنِيَة وإن ساقتك إلى الرغائب فإنك لن تَعتاض بما تَبْذُلُ من نفسك عوضاً.. وإياك أن تُوجِف بك مَطايا للطمع وتقول: متى ما أخِرت نزعتُ فإنَ هذا أهْلَك مَن هَلك قَبْلك. وأمسِك عَليك لسانك فإنَ تَلافِيكَ ما فرط من صَمْتك أيْسر عليك من إدراك ما فات من مَنْطقك, واحفَظْ ما في الوِعاء بشد الوكاء فحُسْن التَدبير مع الاقتصاد أبْقى لك من الكثير مع الفَساد والحرْفة مع العِفة خير من الغِنَى مع الفجور, والمَرْء أحفظُ لسِره ولربما سَعى فيما يَضرُه. إياك والاتكالَ على الأماني فإنها بضائع النَوكي وتثبط عن الآخرة والأولى. ومن خير حظ الدنيا القَرين الصالح, فقارنْ أهلَ الخَير تَكُن منهم, وباين أهلَ الشر تَبِنْ عنهم, ولا يَغْلبنَ عليك سوء الظن فإنه لن يَدعَ بينك وبين خليل صُلْحاً. أذك قلبك بالأدب كما تذكي النار الحطب, واعلم أن كُفْر النِعمة لُؤْم, وصُحْبة الأحمق شُؤم, ومن الكَرَم مَنْع الحُرَم, ومَن حَلُم ساد ومَن تَفَهم ازداد. أمْحض أخاك النصيحةَ حسنةًَ كانت أو قبيحةً. لا تَصرْم أخاك على ارتياب ولا تَقْطعه دون استعتاب وليس جزاء من سرك أن تَسُوءه. الرزق رِزْقان: رِزْق تَطْلبه ورِزْق يَطلبك فإن لم تأته أتاك.

واعلم يا بُني أن ما لَك من دُنياك إلا ما أصلحت به من مَثْواك, فأنْفق من خَيْرك ولا تَكن خازناً لِغَيرك, وإن جَزعْت على ما يُفلت من يديك فاجزع على ما لم يَصِل إليك. ربما أخطأ البصيرُ قَصْدَه, وأبصر الأَعمى رُشْدَه ولم يَهْلك امرؤ اقتصد, ولم يَفْتقر من زَهد. مَن ائتمن الزمانَ خانه, ومن تَعظم عليه أهانه. رأسُ الدين اليقين وتمام الإخلاص اجتناب المَعاصي وخيرُ المَقال ما صَدقَته الفِعَال. سَلْ عن الرَفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار, واحمل لِصَديقك عليك, واقْبل عذْر مَن اعتذر إليك, وأخر الشرَ ما استطعت فإنك إذا شِئْت تَعجلته. لا يكن أخوك على قَطِيعتك أقوَى منك على صِلَته, وعلى الإساءة أقوى منك على الإحسان. لا تُمَلكن المرأة من الأمر ما يًجاوز نفسها; فإنَ المرأة رَيْحانة وليست بِقَهْرمانة فإنَ ذلك أدومُ لحالها وأرخَى لبالها. واغضُض بصرَها بِستْرك واكفُفْها بحجابك, وأكرم الذين بهم تَصُول, وإذا تطاولتَ بهم تَطُول. اسأل الله أن يُلْهمك الشكر والرَشد ويُقَوِيك على العمل بكل خَيْر ويَصرف عنك كل مَحْذور برحمته.. والسلامُ عليك ورحمة الله وبركاته.انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-08, 12:11 AM   #23
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع

يُحكَى أنَّ

عن الدنيا وأحوالها أغوى الذهب رفيق النبي عيسى... فكانت نهايته مأساوية

وقف علي بن أبي طالب على قبور في الكوفة وحدث أهلها عما حدث بعدهم

يُحْكَى أنَّ عيسى عليه السلام كان معه صاحب في بعض سياحاته فأصابهما الجوع وقد انتهيا إلى قرية, فقال عيسى عليه السلام لصاحبه: انطلق فاطلب لنا طعاماً من هذه القرية, وأعطاه ما يشتري به, فذهب الرجل وقام عيسى عليه السلام يصلي, فجاء بثلاثة أرغفة, فقعد ينتظر انصراف عيسى من الصلاة فأبطأ عليه, فأكل رغيفاً وكان عيسى عليه السلام رآه حين جاء ورأى الأرغفة ثلاثة, فلما انصرف من صلاته لم يجد إلا رغيفين, فقال له: أين الرغيف الثالث. فقال الرجل: ما كانا إلا رغيفين, فأكلاهما. ثم مرا على وجوههما حتى أتيا على ظباء ترعى فدعا عيسى عليه السلام واحداً منها, فجاء فذكاه وأكلاه. فقال له عيسى: بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف الثالث? فقال: ما كانا إلا اثنين. ثم مرا على وجوههما حتى جاءا قرية فدعا عيسى ربه أن ينطق له من يخبره عن حال هذه القرية, فأنطق الله له لبنة, فسألها عيسى فأخبرته بكل ما أراد, وصاحبه يتعجب مما رأى, فقال له عيسى: بحق من أراك هذه الآية: من صاحب الرغيف الثالث? فقال: ما كانا إلا اثنين. فمرا على وجوههما حتى انتهيا إلى نهر عجاج, فأخذ عيسى صلوات الله عليه بيد الرجل ومشى به على الماء حتى جاوز النهر, فقال الرجل: سبحان الله, فقال عيسى عليه السلام: بالذي أراك هذه الآية: من صاحب الرغيف الثالث? فقال: ما كانا إلا اثنين. فمرا على وجوههما حتى أتيا قرية عظيمة خربة, وإذا قريب منها ثلاث لبنات عظام, وقيل ثلاثة أكوام من الرمل, فقال لها: كوني ذهباً بإذن الله, فكانت, فلما رآها الرجل قال:

هذا مال, فقال عيسى, نعم واحدة لي وواحدة لك وواحدة لصاحب الرغيف الثالث, فقال الرجل: أنا صاحب الرغيف الثالث, فقال عيسى عليه الصلاة والسلام: هي لك كلها, ثم فارقه عيسى, وأقام الرجل ليس معه ما يحملها عليه, فمر به ثلاثة نفر فقتلوه, فقال اثنان منهما للثالث: انطلق إلى القرية فأتنا بطعام, فانطلق فلما غاب قال أحدهما للآخر: إذا جاء قتلناه وأقتسمنا المال بيننا, فقال الآخر نعم, وأما الذي ذهب ليشتري الطعام فإنه أضمر لصاحبيه السوء, وقال أجعل لهما في الطعام سماً فإذا أكلاه ماتا وأخذ المال لنفسي, فوضع السم في الطعام وجاء فقاما إليه فقتلاه وأكلا الطعام, فماتا, فمر بهم عيسى عليه السلام وهم مصروعون حولها فقال: هكذا الدنيا تفعل بأهلها.

قبور

وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لما رجع من صفين ودخل أوائل الكوفة رأى قبراً فقال: قبر من هذا? فقالوا: قبر خباب بن الأرت, فوقف عليه وقال: رحم الله خباباً أسلم راغباً وهاجر طائعاً وعاش مجاهداً, وابتلى في جسمه آخراً ألا وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا, ثم مشى فإذا هو بقبور, فجاء حتى وقف عليها, وقال: السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع وبكم عما قليل لاحقون اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم طوبى لمن ذكر المعاد وعمل ليوم الحساب وقنع بالكفاف, ورضي عن الله تعالى ثم قال: يا أهل القبور أما الأزواج فقد نكحت, وأما الديار فقد سكنت وأما الأموال فقد قسمت وهذا ما عندنا, فما عندكم ثم التفت إلى أصحابه وقال: أما أنهم لو تكلموا لقالوا: وجدنا خير الزاد التقوى.
قال الله تعالى: "قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى". وقال تعالى:"إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة". وقال تعالى: "وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون".

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ". وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أريك الدنيا بما فيها? قلت بلى يا رسول الله, فأخذ بيدي وأتى إلى واد من أودية المدينة فإذا مزبلة فيها رؤوس الناس وعذرات وخرق بالية وعظام البهائم, فقال: يا أبا هريرة هذه الرؤوس كانت تحرص حرصكم وتأمل آمالكم وهي اليوم صارت عظاماً بلا جلد, تم هي صائرة عظماً رميماً, وهذه العذرات ألوان أطعمتهم اكتسبوها من حيث اكتسبتموها في الدنيا فأصبحت والناس يتحامونها, وهذه الخرق البالية رياشهم أصبحت والرياح تصفقها, وهذه العظام عظام دوابهم التي كانوا ينتجعون عليها أطراف البلاد. فمن كان باكياً على الدنيا فليبك قال: فما برحنا حتى اشتد بكاؤنا".

مقارنة

وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير من الليف وقد أثر الشريط في جنبه, فبكي عمر رضي الله تعالى عنه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر? فقال: تذكرت كسرى وقيصر. وما كانا فيه من سعة الدنيا, وأنت رسول الله, وقد أثر الشريط بجنبيك, فقال صلى الله عليه وسلم: هؤلاء قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهما الدنيا, ونحن قوم أخرت لنا طيباتنا قي الآخرة.

وعن الفضل بن عياض أنه قال: جُعِل الخير كله في بيت واحد, وجُعِل مفتاحه الزهد في الدنيا. وجُعِل الشر كله في بيت واحد. وجُعِل مفتاحه حب الدنيا. وقيل: إن الدنيا مثل ظل الإنسان إن طلبْتَه فر, وإن تركْتَه تَبِعَك.

انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 12:19 AM   #24
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع معا

يحكى أن

عن القضاء والقدر اتفق أعمى ومقعد أن يتعاونا فنجحا في ذلك ونجيا من الهلاك

وضع المدين ألف دينار في خشبة ورماها في البحر فوصلت إلى صاحبها

يُحْكَى أنَ أعمى ومقعداً كانا في قرية واحدة يعانيان الفقر والضر, لا قائد للأعمى ولا حامل للمقعد, وكان في القرية رجل يطعمهما قوتهما في كل يوم احتساباً لله تعالى, فلم يزالا بنعمة إلى أن هلك ذلك الرجل فلبثا أياماً واشتد جوعهما وبلغ الضر منهما جهده, فأجمع رأيهما على أن الأعمى يحمل المقعد فيدله المقعد على الطريق ببصره, فاشتغل الأعمى بحمل المقعد ويدور به ويرشده إلى الطريق وأهل القرية يتصدقون عليهما, فنجح أمرهما ولولا ذلك لهلكا..

ويحكى أن عبد الله الهروي قال: كنا مع الفضيل بن عياض على جبل أبي قيس فقال: لو أن رجلا صدق في توكله على الله ثم قال لهذا الجبل اهتز, لاهتز, فوالله لقد رأيت الجبل اهتز وتحرك, فقال له الفضيل رحمه الله تعالي: لم أعنك رحمك الله فسكن.

ويحكى أن رجلا احتاج إلى أن يقترض ألف دينار, فجاء إلى رجل من المتمولين فسأله في ذلك وقال له: تمهل علي بدينك إلى أن أسافر إلى البلد الفلاني فإن لي مالا آتيك به, وأوفيك منه, وتكون مدة الأجل بيني وبينك كذا وكذا, فقال له: هذا غرر, فأنا ما أعطيك مالي إلا أن تجعل لي كفيلا إن لم تحضر طلبته منه. فقال الرجل:

الله كفيل بمالك وشاهد على ألا أغفل عن وفائك, فإن رضيت فافعل, فداخل الرجل خشية الله تعالى, وحمله التوكل على أن دفع المال للرجل فأخذه ومضى إلى البلد الذي ذكر, فلما قرب الأجل الذي بينه وبين صاحبه جهز المال وقصد السفر في البحر فعسر عليه وجود مركب, ومضت المدة وبعدها أيام وهو لا يجد مركباً, فاغتم لذلك, وأخذ الألف دينار وجعلها في خشبة وسمر عليها ثم قال: اللهم إني جعلتك كفيلا بإيصال هذه إلى صاحبها, وقد تعذر على وجود مركب وعزمت على طرحها في البحر وتوكلت عليك في إيصالها إليه, ثم نقش على الخشبة رسالة إلى صاحبها بصورة الحال, وطرحها في البحر بيده وأقام في البلدة مدة بعد ذلك, إلى أن جاءت مركب فسافر فيها إلى صاحب المال, فابتدأه وقال: أنت سيرت الألف دينار في خشبة صفتها كيت وكيت وعليها منقوش كذا وكذا? قال: نعم, قال: قد أوصلها الله تعالى إلي, والله نعم الكفيل, فقال: فكيف وصلت إليك? قال: لما مضى الأجل المقدر بيني وبينك بقيت أترعد إلى البحر لأجدك أو أجد من يخبرني عنك, فوقفت ذات يوم إلى الشط وإذا بالخشبة قد استندت إلى ولم أر لها طالباً, فأخذها الغلام ليجعلها حطباً, فلما كسرها وجد ما فيها, فأخبرني بذلك, فقرأت ما عليها, فعلمت أن الله تعالى أملك لما توكلت عليه حق التوكل.

ذو النون

ويحكى أن

سبب بداية ذي النون المصري رحمه الله تعالى أنه رأي طيراً أعمى بعيداً عن الماء والمرعى, فبينما هو يتفكر في أمر ذلك الطائر, فإذا هو بسكرجتين برزتا من الأرض إحداهما ذهب والأخرى فضة, هذه فيها ماء والأخرى فيها قمح, فلقط القمح وشرب الماء. ثم غابا بعد ذلك فذهل النون, وانقطع إلى الله تعالى من ذلك الوقت.

وقال ابن عباس وجعفر بن محمد رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: "وكان تحته كنز لهما", إنما كان الكنز لوحاً من ذهب مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن يوقن بالقدر كيف يحزن, وعجبت لمن يوقن بالرزق كيف ينصب, وعجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح, وعجبت لمن يوقن بالحساب كيف يغفل, وعجبت لمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها, لا إله إلا الله محمد رسول الله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً".

قضاء وقدر

إن كل ما يجري في العالم من حركة وسكون وخير وشر ونفع وضر وإيمان وكفر وطاعة ومعصية, بقضاء الله وقدره, وكذلك فلا طائر يطير بجناحيه ولا حيوان يدب على بطنه ورجليه, ولا تطن بعوضة ولا تسقط ورقة إلا بقضائه وقدره وإرادته ومشيئته, كما لا يجري شيء من ذلك إلا وقد سبق علمه به. وإن كل ما قضاه الله تعالى وقدره, فهو كائن لا محالة, كما أن ما في علم الله تعالى يكون فهو كائن قريب, وما قدر الله وصوله إليك بعد الطلب فهو لا يصل إليك إلا بالطلب, والطلب أيضاً من القدر فإن تعسر شيء فبتقديره, وإن اتفق شيء فبتيسيره.. وقد اتخذ خندقاً حول المدينة حين تحزبت عليه الأحزاب يحترس به من العدو, وأقام الرماة يوم أحد ليحفظوه من خالد بن الوليد, وكان يلبس لأمة (قميص) الحرب ويهيئ الجيوش ويأمرهم وينهاهم لما فيه من مصالحهم, واسترقي وأمر بالرقية, وتداوي وأمر بالمداواة, وقال: "الذي أنزل الداء أنزل الدواء", فإن قيل: قد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من استرقى أو اكتوى فهو بريء من التوكل, قلنا: أليس قد قال: "اعقلها وتوكل". فإن قيل: فما الجمع بين ذلك? قلنا معناه من استرقى أو اكتوى متكلا على الرقية أو الكي, وأن البرء من قبلهما خاصة, فهذا يخرجه عن التوكل, وإنما يفعله كافر يضيف الحوادث إلى غير الله. وقد أمرنا بالكسب والتسبب.. ألا ترى أن الله قال لمريم عليها السلام: " وهزي إليك بجذع النخلة " فهلا أمرها بالسكون وحمل الرطب إلى فمها!! وأنشدوا في ذلك:

ألم تر أن الل¯¯¯ه قال لمريم

وهزي إليك الجذع يساقط الرطب

ولو شاء أن تجنيه من غير هزها

جنته ولكن كل شيء له س¯بب

انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى




توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-09-08, 12:47 AM   #25
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع معا

يحكى أن

المتكلمة بالقرآن

لقي عبدالله بن المبارك امرأة في موسم الحج لا تتكلم إلا بالقرآن

أخبره أبناؤها بأنها لم تتحدث منذ أربعين سنة إلا بالآيات الكريمة

يُحْكَى أنَ عبد الله بن المبارك خرج حاجًا إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام,فقابل امرأة عجوزًا في طريقه, فألقى عليها السلام, ودار بينهما حوار, إلا أن ما أخذ لُبَه هو أنها لم تنطق بكلمة واحدة ليست في القرآن الكريم, وكان جوابها عليه دائما آيات كريمة من القرآن الكريم, يحكي هو عن ذلك فيقول:

خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام وزيارة, فبينما أنا في بعض الطريق إذ أنا بسواد على الطريق, فتميَزْتُ ذاك, فإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف, فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته, فقالت: " سلام قولاً من رب رحيم ", قال: فقلت لها: يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان. قالت: " ومن يضلل الله فلا هادي له ", فعلمت أنها ضالة عن الطريق, فقلت لها: أين تريدين? قالت: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ", فعلمت أنها قد قضت حجها, وهي تريد بيت المقدس, فقلت لها:

أنت منذ كم في هذا الموضع. قالت: " ثلاث ليال سويا ", فقلت: ما أرى معك طعاماً تأكلين. قالت: " هو يطعمني ويسقين " فقلت: فبأي شيء تتوضئين? قالت: " فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً ", فقلت لها: إن معي طعاماً, فهل لك قي الأكل. قالت: " ثم أتموا الصيام إلى الليل ", فقلت: ليس هذا شهر رمضان.

قالت: " ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم ", فقلت: قد أبيح لنا الإفطار في السفر. قالت: " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ", فقلت: لم لا تكلمينني مثلما أكلمك. قالت: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ", فقلت: فمن أي الناس أنت? قالت: " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً " فقلت: قد أخطأت فاجعليني في حل, قالت: " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم "

فقلت: فهل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة, قالت: " وما تفعلوا من خير يعلمه الله " قال: فأنخت ناقتي, قالت: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " فغضضت بصري عنها وقلت لها: اركبي, فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها فقالت: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " فقلت لها: اصبري حتى أعقلها, قالت: " ففهمناها سليمان " فعقلت الناقة وقلت لها: اركبي فلما ركبت قالت: " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " قال: فأخذت بزمام الناقة, وجعلت أسعى وأصيح فقالت: " واقصد في مشيك واغضض من صوتك " فجعلت أمشي رويداً رويداً وأترنم بالشعر, فقالت:

" فاقرؤوا ما تيسر من القرآن " فقلت لها: لقد أوتيت خيراً كثيراً, قالت: " وما يذكر إلا أولو الألباب " فلما مشيت بها قليلاً قلت: ألك زوج? قالت: " يا أيها الذين آمنوأ لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " فسكت, ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة, فقلت لها: هذه القافلة فمن لك فيها? فقالت: " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " فعلمت أن لها أولاداً فقلت: وما شأنهم في الحج? قالت: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فعلمت أنهم أدلاء الركب, فقصدت بها القباب والعمارات فقلت: هذه القباب فمن لك فيها? قالت: " واتخذ الله إبراهيم خليلاً وكلم الله موسى تكليماً يا يحيى خذ الكتاب بقوة " فناديت يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فإذا أنا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا, فلما استقر بهم الجلوس قالت: " فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه " فمضى أحدهم فاشترى طعاماً فقدموه بين يدي فقالت: " كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية " فقلت: الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها, فقالوا: هذه أمنا لها منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن الكريم مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن, فسبحان القادر على ما يشاء, فقلت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

ويُحْكَى أنَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما ولي الخلافة بلغه أن أصدقة (جمع: صَدَاق) أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة درهم, وأن فاطمة رضي الله عنها كان صداقها على علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أربعمائة درهم, فأدى اجتهاد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أن لا يزيد أحد على صداق البضعة النبوية فاطمة رضي الله عنها, فصعد المنبر وحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال: أيها الناس لا تزيدوا في مهور النساء على أربعمئة درهم, فمن زاد ألقيت زيادته في بيت مال المسلمين, فهاب الناس أن يكلموه, فقامت امرأة في يدها طول, فقالت له: كيف يحل لك هذا, والله تعالى يقول: " وان آتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً " فقال عمر رضي الله عنه: امرأة أصابت ورجل أخطأ . انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-08, 12:12 AM   #26
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع معا

يحكى أن

عن التوكل على الله ذهب حاتم الأصم إلى الحج وترك أهله جياعاً لا يجدون قوت يومهم

هيأ الله أمير البلدة فمر بأهل حاتم وأغدق عليهم الأموال

يُحْكَى أنَ حاتماً الأصم كان رجلاً كثير العيال, وكان له أولاد ذكور وإناث, ولم يكن يملك حبة واحدة, وكان قدمه التوكل فجلس ذات ليلة مع أصحابه يتحدث معهم, فتعرضوا لذكر الحج, فداخل الشوق قلبه, ثم دخل على أولاده, فجلس معهم يحدثهم, ثم قال لهم: لو أذنتم لأبيكم أن يذهب إلى بيت ربه في هذا العام حاجاً, ويدعو لكم ماذا عليكم لو فعلتم? فقالت زوجته وأولاده: أنت على هذه الحالة لا تملك شيئاً ونحن على ما ترى من الفاقة, فكيف تريد ذلك ونحن بهذه الحالة? وكان له ابنة صغيرة فقالت: ماذا عليكم لو أذنتم له ولا يهمكم ذلك, دعوه يذهب حيث شاء, فإنه مناول للرزق, وليس برزاق, فذكرتهم ذلك, فقالوا: صدقت والله هذه الصغيرة يا أبانا انطلق حيث حببت, فقام من وقته وساعته وأحرم بالحج, وخرج مسافراً, وأصبح أهل بيته يدخل عليهم جيرانهم يوبخونهم كيف أذنوا له بالحج, وتأسف على فراقه أصحابه وجيرانه, فجعل أولاده يلومون تلك الصغيرة ويقولون: لو سكت ما تكلمنا, فرفعت الصغيرة طرفها إلى السماء, وقالت: إلهي وسيدي ومولاي عودت القوم بفضلك وأنك لا تضيعهم فلا تخيبهم, ولا تخجلني معهم, فبينما هم على هذه الحالة إذ خرج أمير البلدة متصيداً, فانقطع عن عسكره وأصحابه, فحصل له عطش شديد, فاجتاز ببيت الرجل الصالح حاتم الأصم, فاستسقى منهم ماء, وقرع الباب فقالوا: من أنت? قال: الأمير ببابكم يستسقيكم, فرفعت زوجة حاتم رأسها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي: سبحانك!! البارحة بتنا جياعاً, واليوم يقف الأمير على بابنا يستسقينا, ثم إنها أخذت كوزاً جديداً وملأته ماء, وقالت للمتناول منها: اعذرونا, فأخذ الأمير الكوز وشرب منه, فاستطاب الشرب من ذلك الماء فقال: هذه الدار لأمير? فقالوا: لا والله بل لعبد من عباد الله الصالحين يعرف بحاتم الأصم. فقال الأمير: لقد سمعت به, فقال الوزير: يا سيدي لقد سمعت أنه البارحة أحرم بالحج وسافر ولم يخلف لعياله شيئاً, وأخبرت أنهم البارحة باتوا جياعاً, فقال الأمير: ونحن أيضاً قد ثقلنا عليهم اليوم, وليس من المروءة أن يثقل مثلنا على مثلهم, ثم حل الأمير منطقته من وسطه ورمى بها في الدار, ثم قال لأصحابه: من أحبني, فليلق منطقته, فحل جميع أصحابه مناطقهم ورموا بها إليهم, ثم انصرفوا, وقال الوزير: السلام عليكم أهل البيت, لآتينكم الساعة بثمن هذه المناطق, فلما أنزل الأمير رجع إليهم الوزير, ودفع إليهم ثمن المناطق مالاً جزيلاً واستردها منهم, فلما رأت الصبية الصغيرة ذلك بكت بكاء شديداً, فقالوا لها: ما هذا البكاء. إنما يجب أن تفرحي, فإن الله قد وسع علينا, فقالت: يا أم. والله إنما بكائي كيف بتنا البارحة جياعاً, فنظر إلينا مخلوق نظرة واحدة, فأغنانا بعد فقرنا, فالكريم الخالق إذا نظر إلينا لا يكلنا إلى أحد طرفة عين, اللهم انظر إلى أبينا, ودبره بأحسن التدبير, هذا ما كان من أمرهم.

وأما ما كان من أمر حاتم أبيهم, فإنه لما خرج محرماً ولحق بالقوم توجع أمير الركب, فطلبوا له طبيباً, فلم يجدوا, فقال: هل عبد صالح, فدل على حاتم, فلما دخل عليه وكلمه دعا له فعوفي الأمير من وقته, فأمر له بما يركب, وما يأكل, وما يشرب, فنام تلك الليلة مفكراً في أمر عياله, فقيل له في منامه: يا حاتم من أصلح معاملته معنا أصلحنا معاملتنا معه, ثم أخبر بما كان من أمر عياله, فأكثر الثناء على الله تعالى, فلما قضى حجه ورجع تلقته أولاده, فعانق الصبية الصغيرة وبكى, ثم قال: صغار قوم كبار قوم آخرين.. إن الله لا ينظر إلى أكبركم ولكن ينظر إلى أعرفكم به, فعليكم بمعرفته والاتكال عليه فإنه من توكل على الله فهو حسبه.

ويحكى أنه كان في زمن هارون الرشيد قد حصل للناس غلاء سعر وضيق حال حتى اشتد الكرب على الناس اشتداداً عظيماً, فأمر الخليفة هارون الرشيد الناس بكثرة الدعاء والبكاء, وأمر بكسر آلات الطرب.. وفي بعض الأيام رئي عبد يصفق ويرقص ويغني, فحمل إلى الخليفة هارون الرشيد, فسأله عن فعله ذلك من دون الناس, فقال: إن سيدي عنده خزانة بر, وأنا متوكل عليه أن يطعمني منها, فلهذا أنا إذاً لا أبالي فأنا أرقص وأفرح, فعند ذلك قال الخليفة: إذا كان هذا قد توكل على مخلوق مثله, فالتوكل على الله أولى, فسلم للناس أحوالهم, وأمرهم بالتوكل على الله تعالى.

قال الله تعالى: "وتوكل على الحي الذي لا يموت". وقال تعالى: "وعلى ربهم يتوكلون". وقال تعالى: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه".

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: " يا غلام إني أعلمك كلمات: " احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت, فاسأل الله, إذا استعنت فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن تنفعك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعت على أن تضرك بشيء, لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الصحف وجفت الأقلام.

عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً".. وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود من دعاني أجبته, ومن استغاثني أغثته, ومن استنصرني نصرته, ومن توكل علي كفيته, فأنا كافي المتوكلين, وناصر المستنصرين, وغياث المستغيثين, ومجيب الداعين . انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-08, 12:05 AM   #27
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن



ونتابع معا

يحكى أن

عن الإمام العادل كتب الحسن إلى عمر بن عبدالعزيز يشرح له صفات الإمام العادل

قال مروان بن الحكم لابنه حاكم مصر: أرسل حكيماً ولا توصه

يُحْكَى أنَ عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه, لما ولي الخلافة, طلب من الحسن بن أبي الحسن البصري أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل, فكتب إليه الحسن: اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قَوام كل مائل, وقصد كل جائر, وصلاح كل فاسد, وقوة كل ضعيف, ونَصَفَة كل مظلوم, ومَفْزَع كل ملهوف. والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله, الرفيق بها الذي يرتاد لها أطيب المراعي, ويذودها عن مراتع الهلكة, ويحميها من السباع, ويُكِنُها من أذى الحر والقر. والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأب الحاني على ولده, يسعى لهم صغاراً ويعلمهم كبارا,ً يكتسب لهم في حياته ويدخر لهم بعد مماته. والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البَرَة الرفيقة بولدها,حملته كرها ووضعته كرها, وربته طفلاً تسهر بسهره وتسكن بسكونه, ترضعه تارة وتفطمه أخرى, وتفرح بعافيته وتغتم بشكايته. والإمام العادل يا أمير المؤمنين وَصِيُ اليتامى, وخازن المساكين, يربي صغيرهم ويُمَوِن كبيرهم.والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوارح, تصلح الجوارح بصلاحه وتفسد بفساده. والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده, يسمع كلام الله ويسمعهم, وينظر إلى الله ويريهم, وينقاد إلى الله ويقودهم, فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما مَلَكك الله عز وجل كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد المال وشرد العيال فأفقر أهله وفرق ماله, واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث والفواحش,فكيف إذا أتاها من يليها! وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده, فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم, واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما بعده وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه, فتزود له ولما بعده من الفزع الأكبر. واعلم يا أمير المؤمنين أن لك منزلاً غير منزلك الذي أنت فيه يطول فيه ثواؤك ويفارقك أحباؤك يسلمونك في قعره فريداً وحيداً, فتزود له ما يصحبك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه, واذكر يا أمير المؤمنين "إذا بُعْثِر ما في القبور. وحُصِل ما في الصدور", فالأسرار ظاهرة والكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها, فالآن يا أمير المؤمنين وأنت مُهِل قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل, لا تحكم يا أمير المؤمنين في عباد الله بحكم الجاهلين, ولا تسلك بهم سبيل الظالمين, ولا تسلط المستكبرين على المستضعفين, فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلَا ولا ذمة, فتبوء بأوزارهم مع أوزارك وتحمل أثقالهم مع أثقالك. ولا يغرنَك الذين يتنعمون بما فيه بؤسك ويأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيباتك في آخرتك. ولا تنظر إلى قدرتك اليوم ولكن انظر إلى قدرتك غداً وأنت مأسور في حبائل الموت وموقوف بين يدي الله في مجمع من الملائكة والنبيين والمرسلين, وقد عنت الوجوه للحي القيوم.

إني يا أمير المؤمنين وإن لم أبلغ بعظتي ما بلغه أولو النهي من قبلي, فلم آلك شفقة ونصحاً, فأَنْزِل كتابي إليك كمداوي حبيبه, يسقيه الأدوية الكريهة لما يرجو له في ذلك من العافية والصحة. والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

ويحكى أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أرسل إلى سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب فقال لهما: أشيرا علي. فقال له سالم: اجعل الناس أباً وأخاً وابناً فبر أباك واحفظ أخاك وارحم ابنك. وقال له محمد بن كعب: أحبب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك واعلم أنك لست أول خليفة.

وقال عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لأبيه عمر: يا أبت ما لك لا تَنْفَذ في الأمور, فوالله لا أبالي في الحق لو غَلَت بي وبك القدور. فقال له عمر: لا تعجل يا بني فإن الله تعالى ذم الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة, وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيَدَعُوه وتكون فتنة.

وقال المنصور لولده عبد الله المهدي: لا تُبْرِمْ أمراً حتى تفكِر فيه; فإن فكرة العاقل مرآة, تريه حسناته وسيآته. واعلم أن الخليفة لا تصلحه إلا التقوى, والسلطان لا تصلحه إلا الطاعة, والرعية لا يصلحها إلا العدل. وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة, وأنقص الناس عقلاً من ظلم مَنْ هو دونه.

وقال أبو عبيد الله كاتب المهدي: ما أحوج ذا القدرة والسلطان إلى دين يحجزه وحياء يكفه وعقل يعقله وإلى تجربة طويلة وعين حفيظة وأعراق تسري إليه وأخلاق تسهل الأمور عليه, وإلى جليس شفيق وصاحب رفيق, وإلى عين تبصر العواقب وقلب يخاف الغير. ومن لم يعرف لؤم الكبر لم يسلم من فلتات اللسان ولم يتعاظم ذنباً وإن عظم, ولا ثناء وإن سمح.

ولما انصرف مروان بن الحكم من مصر إلى الشام استعمل عبد العزيز ابنه على مصر وقال له حين ودعه: أرسل حكيماً ولا توصه. أيْ بُنَي, انظر إلى عمالك, فإن كان لهم عندكم حق غدوة فلا تؤخره إلى عشية, وإن كان لهم عشية فلا تؤخره إلى غدوة, وأعطهم حقوقهم عند محلها تستوجب بذلك الطاعة منهم. وإياك أن يظهر لرعيتك منك كذب فإنهم إن ظهر لهم منك كذب لم يصدقوك في الحق. واستشر جلساءك وأهل العلم فإن لم يستبن لك فاكتب إلي يأتك رأيي فيه إن شاء الله تعالى. وإن كان بك غضب على أحد من رعيتك فلا تؤاخذه به عند سَوْرة الغضب, واحبس عنه عقوبتك حتى يسكن غضبك ثم يكون منك ما يكون وأنت ساكن الغضب منطفئ الجمرة, فإن أول من جعل السجن كان حليماً ذا أناة. ثم انظر إلى أهل الحسب والدين والمروءة فليكونوا أصحابك وجلساءك ثم اعرف منازلهم منك على غير استرسال ولا انقباض. أقول هذا واستخلف الله عليك.

انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-08, 12:15 AM   #28
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع

يحكى أن

العفو والترغيب فيه

عفا النبي عن الكافر الذي هم بقتله وهو نائم في ظل شجرة

رفض معن بن زائدة قتل أسراه بعد أن اكلوا من طعامه

يُحْكَى أنَ النبي صلى الله عليه وسلم كان نائمًا في ظل شجرة, فإذا برجل من الكفار يهجم عليه, وهو ماسك بسيفه ويوقظه, ويقول: يا محمد, من يمنعك مني? فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم بكل ثبات وهدوء: (الله). فاضطرب الرجل وارتجف, وسقط السيف من يده, فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم السيف, وقال للرجل: (ومن يمنعك مني?). فقال الرجل: كن خير آخذ. فعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنه.

ويحكى أن امرأة يهودية وضعت السم في شاة مشوية, وجاءت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقدمتها له هو وأصحابه على سبيل الهدية, وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الهدية, لكن الله -سبحانه- عصم نبيه وحماه, فأخبره بالحقيقة. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإحضار هذه اليهودية, وسألها: (لم فعلتِ ذلك?) فقالت: أردتُ قتلك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كان الله ليسلطكِ علي). وأراد الصحابة أن يقتلوها, وقالوا: أفلا نقتلها? فقال صلى الله عليه وسلم: (لا), وعفا عنها.

ويحكى أن خادم المأمون كان يصب عليه الماء ليتوضأ, فبينما هو يصب الماء على يديه إذ سقط الإناء من يده فاغتاظ المأمون عليه فقال: يا أمير المؤمنين إن الله يقول: "والكاظمين الغيظ". قال: قد كظمت غيظي عنك. قال: "والعافين عن الناس". قال: قد عفوت عنك. قال: "والله يحب المحسنين". قال: اذهب فأنت حر.

ويحكى أن مَعْنُ بن زائ¯¯دة أراد, ذات يوم, أن يقتل مجموعة من الأس¯رى كانوا عنده, فقال له أحدهم: نحن أسراك, وبنا جوع وعطش, فلا تجمع علينا الجوع والعطش والقتل. فقال معن: أطعم¯وهم واسقوهم. فلما أكلوا وشربوا, ق¯ال أحدهم: لقد أكلنا وشربنا, فأصبحنا مثل ضيوفك, فماذا تفعل بضيوفك?! فق¯ال لهم: قد عفوتُ عنكم.

تحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم, فتقول: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده ولا امرأة, ولا خادمًا, إلا أن يجاهد في سبيل الله. وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي أن نبيًا من الأنبياء -صلوات الله وتسليماته عليهم- ضربه قومه, فأَدْمَوْه وهو يمسح الدم عن وجهه, ويقول: (رب اغفر لقومي, فإنهم لا يعلمون). وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: ادْعُ على المشركين, فقال: (إني لم أُبْعَثْ لَعَانًا, وإنما بعثتُ رحمة).

ويتجلى عفو الرسول صلى الله عليه وسلم حينما ذهب إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإسلام, ولكن أهلها رفضوا دعوته, وسلطوا عليه صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم يؤذونه صلى الله عليه وسلم هو ورفيقه زيد بن حارثة, ويقذفونهما بالحجارة حتى سال الدم من قدم النبي صلى الله عليه وسلم. فنزل جبريل -عليه السلام- ومعه ملك الجبال, واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في هدم الجبال على هؤلاء المشركين, لكن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنهم, وقال لملك الجبال: (لا, بل أرجو أن يُخْرِجُ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده, ولا يشرك به شيئًا).

وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا, جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد, والمشركون ينظرون إليه, وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم, أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش, ما تظنون أني فاعل بكم?) قالوا: خيرًا, أخ كريم, وابن أخ كريم.. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

ويحكى أن ابن خريم دخل على المهدي وقد عتب على بعض أهل الشام وأراد أن يبعث إليهم جيشاً فقال: يا أمير المؤمنين عليك بالعفو عن الذنب والتجاوز عن المسيء, فلأن تطيعك العرب طاعة محبة خير لك من أن تطيعك طاعة خوف.

ويحكى أن المهدي أمر بضرب عنق رجل فقام إليه ابن السماك فقال: إن هذا الرجل لا يجب عليه ضرب العنق, قال: فما يجب عليه? قال: تعفو عنه, فإن كان من أجر كان لك دوني, وإن كان وزر كان علي دونك.. فخلى سبيله.

ويحكى أن أبا جعفر المنصور كان قد أمر برجل أن يقتل فقال أحد جلسائه: يا أمير المؤمنين, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد بين يدي الله: ألا من كانت له عند الله يد فليتقدم, فلا يتقدم إلا من عفا عن مذنب" فأمر بإطلاقه.

ويحكى أنه وقعت دماء بين حيين من قريش فأقبل أبو سفيان فما بقي أحد واضع رأسه إلا رفعه فقال: يا معشر قريش هل لكم في الحق أو فيما هو أفضل من الحق? قالوا: وهل شيء أفضل من الحق قال: نعم العفو فتهادن القوم واصطلحوا.

قال تعالى: "وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم". وقال تعالى: "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم". وقال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله -عز وجل- على رؤوى الخلائق حتى يخيِره الله من الحور ما شاء). وقال عليه الصلاة والسلام: "أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب". وقال صلى الله عليه وسلم: (ما نَقصت صدقة من مال, وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا, وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).انتهى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-08, 12:09 AM   #29
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع

اليسر بعد العسر

قرأ الحسن دعاء الكرب وهو على منصة الجلد ففرج الله عنه

يحكى أن

رأى المعتمد رسول الله في المنام يقول له: أطلق منصوراً الجمال واحسن اليه

يُحْكَى أنَ الوليد بن عبد الملك كتب إلى صالح بن عبد الله عامله على المدينة المنورة, أن أخرج الحسن بن الحسن بن على من السجن, وكان محبوساً, واضربه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمئة سوط.. فأخرجه إلى المسجد واجتمع الناس, وصعد صالح يقرأ عليهم الكتاب ثم نزل يأمر بضربه, فبينما هو يقرأ الكتاب إذ جاء على بن الحسين, فأفرج له الناس حتى أتى إلى جنب الحسن, فقال يا ابن العم مالك? ادع الله تعالى بدعاء الكرب, يفرج الله عنك, قال: ما هو يا ابن العم? فقال: لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم, سبحان رب السماوات ورب العرش العظيم, الحمد لله رب العالمين.. ثم انصرف عنه, وأقبل الحسن يكرره, فلما فرغ صالح من قراءة الكتاب ونزل قال: أراه في سجنه مظلوماً أخرجوه وأنا أراجع أمير المؤمنين في أمره, فأطلق بعد أيام وأتاه الفرج من عند الله تعالى.

ويحكى أن الخليفة المهدي لما حبس موسي بن جعفر, رأي في المنام علياً رضي الله تعالى عنه وهو يقول: يا محمد "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم", قال الربيع, فأرسل المهدي إلي ليلا فراعني ذلك, فجئته, فإذا هو يقرأ هذه الآية, وكان حسن الصوت, فقص علي الرؤيا ثم قال: ائتني بموسي بن جعفر, فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه, وقال: يا أبا الحسن, رأيت أمير المؤمنين يقرأ علي كذا فعاهدني أن لا تخرج علي ولا على أحد من ولدي, فقال: والله ما ذاك من شأني, فقال: صدقت, ثم قال يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله بالمدينة, قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا, فما أصبح إلا على الطريق.

وقال بعض جلساء المعتمد, كنا بين يديه ليلة فخفق رأسه بالنعاس فقال: لا تبرحوا حتى أغفى سويعة, فغفا ساعة ثم أفاق جزعاً مرعوباً وقال: امضوا إلى السجن وائتوني بمنصور الجمال فجاؤوا به فقال له: كم لك في السجن? قال: سنة ونصف, قال: على ماذا? قال: أنا جمال من أهل الموصل وضاق على الكسب ببلدي فأخذت جملي وتوجهت إلى بلد غير بلدي لأعمل عليه فوجدت جماعة من الجند قد ظفروا بقوم غير مستقيمي الحال وهم مقدار عشرة أنفس وجدوهم يقطعون الطريق فدفع واحد منهم شيئاً للأعوان فأطلقوه وأمسكوني عوضه وأخذوا جملي فناشدته الله فأبوا وسجنت أنا والقوم, فأطلق بعضهم ومات بعضهم وبقيت أنا فدفع له المعتمد خمسمئة دينار وأجرى له ثلاثين ديناراً في كل شهر وقال: اجعلوه على جمالنا, ثم قال: أتدرون ما سبب فعلى هذا. قلنا: لا. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول أطلق منصوراً الجمال من السجن وأحسن إليه.

ويحكى أن سلطان صقلية أرق ذات ليلة ومنع النوم, فأرسل إلى قاعد البحر وقال له: أنفذ الآن مركبا إلى إفريقية يأتوني بأخبارها, فعمد القائد إلى مقدم مركب وأرسله فلما أصبحوا إذا بالمركب في موضعه كأنه لم يبرح, فقال الملك لقائد البحر: أليس قد فعلت ما أمرتك به? قال: نعم, قد امتثلت أمرك وأنفذت مركباً فرجع بعد ساعة وسيحدثك مقدم المركب, فأمر بإحضاره فجاء ومعه رجل فقال له الملك: ما منعك أن تذهب حيث أمرت? قال: ذهبت بالمركب فبينما أنا في جوف الليل والرجال يجدفون إذا بصوت يقول: يا الله يا الله يا غياث المستغيثين يكررها مراراً, فلما استقر صوته في أسماعنا ناديناه مراراً لبيك لبيك وهو ينادي يا الله يا الله يا غياث المستغيثين, فجدفنا بالمركب نحو الصوت فلقينا هذا الرجل غريقاً قي آخر رمق من الحياة فطلعنا به المركب وسألناه عن حاله فقال: كنا مقلعين من إفريقية فغرقت سفينتنا منذ أيام وأشرفت على الموت وما زلت أصيح حتى أتاني الغوث من ناحيتكم, فسبحان من أسهر سلطاناً وأرقه في قصره لغريق في البحر حتى استخرجه من تلك الظلمات الثلاث ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الوحدة, فسبحانه لا إله غيره ولا معبود سواه.

قال الله تعالى: "سيجعل الله بعد عسر يسرا". وقال تعالى: " وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد". وقال تعالى: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء".

قال الحسن بن على رضي الله عنهما: لما نزل قوله تعالى: " فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً ", قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أبشروا فلن يغلب عسر يسرين".

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عند تناهي الشدة يكون الفرج, وعند تضايق البلاء يكون الرخاء ". وقال على رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل عبادة أمتى انتظارها فرج الله تعالى".
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً على إبل, فأذهبني (فأركبني) معه, فقال في الطريق: يا ابن عباس "احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده أمامك. تعرف الي الله في الرخاء يعرفك في الشَدة. وإذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله. قد مضي العلم بما هو كائن. فلو جهد الخلائق أن ينفعوك بما لم يقض الله لما قدروا عليه, ولو جهدوا أن يضروك بما لم يكتب الله عليك لما قدروا عليه, فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل, فإن لم تستطع فاصبر, فإن في الصبر على ما تكرهه خيراً كثيراً, واعلم أن النصر مع الصبر, وأن الفرج مع الكرب, وأن مع العسر يسراً". انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-08, 12:25 AM   #30
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع معا

يحكى أن

الكتمان وحفظ الأسرار

رفض أنس بن مالك كشف سر المهمة التي أرسله بها النبي.. فسر ذلك أمه

كتب عبدالملك إلى الحجاج: لا تفش سرك إلا إليك

يُحْكَى أنَّ بعض ملوك العجم استشار وزيريه فقال أحدهما: لا ينبغي للملك أن يستشير منا أحدًا إلا خالياً به; فإنه أموت للسر وأحزم للرأي وأجدر بالسلامة وأعفى لبعضنا من غائلة بعض.. فإن إفشاء السر إلى رجل واحد أوثق من إفشائه إلى اثنين, وإفشاؤه إلى ثلاثة كإفشائه إلى جماعة; لأن الواحد رهن بما أفشى والثاني مطلق عنه بذلك الرهن والثالث علاوة فيه, فإذا كان السر عند واحد كان أحرى أن لا يظهره رغبة ورهبة, وإن كان عند اثنين دخلت على الملك الشبهة, واتسعت على الرجلين المعاريض, فإن عاقبهما عاقب اثنين بذنب واحد, وإن اتهمهما اتهم بريئاً بجناية مجرم, وإن عفا عنهما كان العفو عن أحدهما ولا ذنب له, وعن الآخر ولا حجة معه.

كان أنس بن مالك -رضي الله عنه- يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفي يوم من الأيام كان يلعب مع الغلمان بالمدينة, فأتى إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وألقى عليهم السلام, وكلف أنسًا بمهمة ما. وبعد أن نفذ أنس تلك المهمة عاد إلى أمه, فسألته عن سبب تأخره, فقال لها: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة, فسألته: ما حاجته? فلم يخبرها أنس وقال: إنها سِرٌّ. فسعدت به أمه وأُعجبتْ بكتمانه للسر, وقالت له: لا تخبرنَّ بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا.

ويحكى أنه عندما تُوفي زوج السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-, عرض عمر على عثمان بن عفان أن يتزوجها, فقال له عثمان: سأنظر في أمري, وبعد أيام لقى عثمانُ عمرَ, فقال له: بدا لي ألا أتزوج الآن. ثم عرض عمر على الصديق أبي بكر أن يتزوج ابنته حفصة, فلم يرد عليه أبو بكر بالقبول أو بالرفض, فغضب عمر منه.. وبعد ليالٍ, خطبها الرسول صلى الله عليه وسلم فزوَّجها له عمر, فلقيه أبو بكر فقال له: لعلك وَجَدْتَ عليّ (غضبتَ مني) حين عرضتَ عليّ حفصة فلم أَرْجِعْ إليك شيئًا? فقال له عمر:

نعم. فقال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئًا حين عرضتَها عليّ إلا أني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها (أراد الزواج منها), ولم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولو تركها لنكحتُها (تزوجتُها).

وقال الوليد بن عتبة لأبيه: إن أمير المؤمنين أسر إلى حديثاً ولا أراه يطوي عنك, أفلا أحدثك به? قال: لا يا بني إنه من كتم سره كان الخيار له, ومن أفشاه كان الخيار عليه, فلا تكن مملوكاً بعد أن كنت مالكاً.

وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف: ولا تفش سرك إلا إليك فإن لكل نصيح نصيحا فإني رأيت غواة الرجال لا يتركون أديماً صحيحا وقال الحكماء: ما كنت كاتمه من عدوك فلا تطلع عليه صديقك.

وقال عمرو بن العاص: ما استودعت رجلاً سراً فأفشاه فلمته; لأني كنت أضيق صدراً منه حين استودعته إياه حتى أفشاه.

وقال الشاعر: إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق
وقال المأمون: الملوك تحتمل كل شيء إلا ثلاثة أشياء: القدح في الملوك وإفشاء السر والتعرض للحرم. ومما قاله الحكماء في كتم السر وعدم إفشائه: من أفشى سره أفسد أمره, ومن كتم سره ملك أمره. وقيل: أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره.

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: من كتم سره كان الخيار بيده.

وقال على -رضي الله عنه-: سرك أسيرك فإذا تكلمتَ به صرتَ أسيره.

وقال الشاعر: إذا المرء أَفْ¯شَى سِرَّهُ بلسانه ولام عليه غيرَهُ فَه¯و أحمقُ

إذا ضاق صدرالمرء عن سر نفسه فصدر الذي يُسْتَوْدَعُ السِّرَّ أَضْيَقُ


قال تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون). وقال تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون). وقال تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

وقد أمر الله -تعالى- بعدم كتمان الشهادة, فقال: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه). وقال الله تعالى: (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون).

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالكتمان في قضاء الحوائج, فقال: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان, فإن كل ذي نعمة محسود).. وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة فإنه لا يخبر أحدًا بوقتها ولا بمكانها حتى يجهز الجيش ويستعد للقتال.

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من أَشَرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة, الرجل يُفْضِي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها).. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافٍ إلا المجاهرين, وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا, ثم يصبح وقد ستره الله, فيقول: يا فلان عملتُ البارحة كذا وكذا, وقد بات يستره ربه, ويصبح يكشف ستر الله عليه). وقال صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم فكتمه, ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة). وقال عليه الصلاة والسلام: (الْبَيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا, فإن صدقا وبيَّنا بُورِكَ لهما في بيعهما, وإن كتما وكذبا مُحِقت بركة بيعهما). انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
يحكى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
((((..مصرقع يحكي عن يوم زفافه...)))) هيام1 الترفيه والرياضة والفروسية 7 16-06-08 12:06 PM


الساعة الآن 06:54 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)