قصة الشهيد "جميل العلي" كيف استشهد ولماذا..

البطاقة الشخصية:

الاسم: جميل محسن العلي

تاريخ الميلاد: 1955م

المنطقة: المنامة

المهنة:

تاريخ الاستشهاد:1980

السابق للشهادة

تصاعد العمل الرسالي الجماهيري وتوج بتأسيس الصندوق الحسيني الاجتماعي في عام 1973م وبدأ نشاطه باقامة الاحتفالات في مدن وقرى البحرين واصدار الكتب وانشاء الهيئات والقاء المحاضرات استقطب هذا الجو الرسالي شهيدنا جميل العلي فنزع لباس الهامشية وتجلبب رداء المسؤولية منخرطا في الصندوق الحسيني الاجتماعي ومنتميا للحركة الرسالية الفتية.


حياة الشهيد العائلية والاجتماعية:

كان شهيدنا البطل الابن الأكبر في العائلة التي كانت ضعيفة الحال بسبب مرض الأب مما جعل الشهيد يلتحق للعمل في الشركات بعد انهائه للمرحلة الاعدادية مباشرة ليعيل العائلة، أما مسقط رأسه فقد كان في وسط المنامة اكثر مناطقها حيوية ونشاطا اسلاميا في عام 1957م.


مسيرته الجهادية:

1975 هو العام الذي أحدث في شخصية الشهيد تبدلات جذرية حيث انتمى للحركة الرسالية، فبدأ نشاطه باستقطاب الشباب للصندوق الحسيني الاجتماعي واقامة الرحلات والسفرات للخارج، وكانت له جولات ضد الشيوعيين في انتخابات المجلس التأسيسي الذي سمي فيما بعد بالوطني في عام 1974م.

وبعد حل المجلس عام 75 بمرسوم أميري الذي كان له فائدة في الانفتاح الثقافي قاد الشهيد تظاهرات في وسط المنامة ا على هذا الالغاء وحرض بعض الكتاب للكتابة كما ادخل قصائد في العزاء تتناول ا على الإلغاء ايضا وبالذات في مأتم انصار الهدى.

ولأن الرسالي لا يعترف بمكان ووقت معين لتأدية المسؤولية فقد كان الشهيد يحمل قضيته على عاتقه معارضا ومحرضا على الثورة وال اينما ذهب ففي الوظائف المهنية التي عمل فيها كان يرفع لواء المعارضة للأجانب حيث ان الشهيد تنقل في شركات أجنبية كثيرة عاملة في البحرين وقد تزعم اضرابا في داخل شركة البا ا على التساهل بسلامة العمال في صناعة الألمنيوم، اذ تصدر من المصهر غازات سامة تصيب العمال، مما ادى الى وفاة بعضهم ونتيجة لهذا الاضراب فصل من الشركة، وكان يعلم انه قد يفصل وفصله يعني المعاناة المؤلمة للعائلة اذ تبقى لأشهر بدون معيل الا انه لم يتراجع عن موقفه، وقد فصل اكثر من مرة من الشركات التي يعمل فيها. بسبب ه وصودرت حقوقه.

كان للشهيد دور كبير في استقطاب الكثير من الشباب الى الحركة الرسالية والعمل الثوري، فقد كان يغزو التجمعات لتمتعه بالروح الاجتماعية فيبث الوعي الرسالي اذا كان التجمع دينيا او السياسي اذا كان التجمع غير اسلامي.

وبرزت في الشهيد صفة القيادية في علاقته مع أصدقائه حيث يمارس دور الأخ الأكبر للشباب المحيطين به ويؤثر في شخصياتهم ونفوسهم ويلاحظ ذلك من نقل بعض الافراد المهاجرين للعمل الرسالي لشخصية الشهيد بين جوانحهم ومحاولاتهم الاقتداء بثوريته وصموده.

وقد تمتع الشهيد بقوة عضلية لممارسته رياضة حمل الاثقال الى جانب الجسارة والجرأة النفسية الأمر الذي جعله يميل الى طابع المواجهة الصدامية مع السلطة ويصبح فتيل صاعق التفجير والتسخين للساحة، فحينما استشهد السيد محمد باقر الصدر في العراق سنة 1980م حمل هو راية ال في البحرين بجمع الناس للتظاهرات وتحفيزهم على مواجهة القوات الخليفية معتبرا النظام مشاركا في قتل الشهيد الصدر.

وينقل احد المشاركين في المظاهرات ان الشهيد سحب رجل المباحث من سيارة الامن رغم وجود الحرس المسلح، وضربه ضربا مبرحا أدى به الى أن يبقى في المستشفى ثلاثة أشهر.


رحلة العذاب والشهادة:

اثر مساهمته في اشعال التظاهرات التي اجتاحت البحرين ا على استشهاد السيد الصدر ومواجهته لرجال المباحث، اقدمت السلطة الخليفية على اعتقال الشهيد جميل العلي في جمادي الثاني من سنة 1980، فأقتيد الى سجن القلعة وأدخل الى مدير السجن الذي كان من العائلة المالكة، وقبل ان يصبح في موقع المدان أمسك زمام المبادرة واصبح المدعي والمدير هو المتهم والقى عليه حديثا شديدا بينما كان المدير يستهزأ بالشهيد فانتفض من كرسيه ورفع المدير وضربه الى ان جاء الحرس للامساك به، الا انه دخل في صراع معهم الى ان تمكنوا أخيرا من المسك به وتقييده بالسلاسل، لقد نقل الشهيد عنفه وصموده معه الى السجن، فكان يأبى أن يضرب حينما يرى نفسه قادرا على الرد، فيرد الضربة بمثلها، الأمر الذي جعل المحققين يصرون على اخضاعه وأخذ المعلومات منه ولكن دون جدوى، اذ ظل يزأر ويكبر تكبيرات العزة لمدة سبعة عشر يوماً متواصلة دون انقطاع، حرم خلالها من النوم وضرب بالسوط وعلق لمدى طويلة، وخرز بالمثقاب الكهربائي في رجله، وكوي بالمكواة الكهربائية في صدره وظهره، وكسرت يده وهشمت أسنانه وحرقت لحيته بالولاعة وعذب بطريقة الفروج فانهار قواه الجسدية، فبدأ يقذف دما لاصابته بالنزيف الداخلي الا ان روحه بقت كالجبل الأشم تجابه العواصف والقواصف رغم محاولات الجلادين تحطيم معنوياته بوسائل التعذيب النفسي.

اضطرت السلطة الى ادخاله في مستشفى السلمانية الجديد في المنامة في قسم «العناية المركزة»، بسبب النزيف الذي أصابه في الدماغ، وأمام غرفته وضع المباحث حارسين بلباس مدني كانا يسمحان للطبيب والممرض للدخول، وفي فترة العلاج فقط مع ان حالته تحتاج الى عناية مركزة.

أثرت حالة الشهيد في مشاعر وأحاسيس الطبيب والممرض فنقلا اسمه وخبر حالته الخطيرة الى الأطباء والممرضين، فانتشر الخبر في المستشفى ووصل الى منطقته فذهب والداه الى زيارته الا ان المباحث نفوا وجود شخصا بهذا الاسم فعاد الوالدان يجران اذيال الحسرة والقلق، تفاقمت حالة الشهيد الصحية وبعد 48 ساعة ومع اشراقة الشمس اشرقت روحه الطاهرة الى الآخرة هاجرت حياة المعاناة والألم.


جثمان يقود التظاهرات:

طالما أشتاق الشهيد الى تكتيل الجماهير في مظاهرات ال وعمل على ذلك حتى بذل نفسه رخيصة، وباستشهاده تصور النظام إن عهد التظاهرات قد ولى برحيل الشهيد، الا ان مجريات الاحداث سارت على خلاف ما توقعه النظام، فما أن وصل خبر استشهاده بذات طريقة وصول خبر رقوده في المسشتفى عند غروب الشمس أبان وقت صلاة المغرب وحيث كان والده مع المصلين يؤدون صلاة المغرب في المسجد حتى اتفق الجميع على الذهاب الى المستشفى لأخذ جثمانه من الثلاجة، فخرجت الجموع بزعامة والده مشيا على الأقدام لمسافة كيلومتر ونصف، وسارت المسيرة ككرة الثلج كلما مرت بجمع سحبته معها، تعالت هتافات التنديد ضد السلطة الى ان وصلت المسيرة الى المستشفى لأخذ الجثمان فكان هناك حارسان لمنع أخذ الجثمان، فالتحم المتظاهرون مع الحارسين وضربا ضربا حتى لفظ احدهما انفاسه وبات الآخر على خطر الموت وأمسك المتظاهرون بجثمان الشهيد ورفعوه عاليا يجوبون به شوارع وأزقة العاصمة، فأزدادت التظاهرات تضخما فاقت كل المظاهرات التي حدثت سابقا عشرات المرات، ثم عاد المتظاهرون الى مسجد مؤمن الذي سمي فيما بعد باسم الشهيد تخليدا للشهيد جميل العلي، وبدأت الشعارات والخطابات الثورية تشق عنان السماء ثم قرأت الفاتحة والقرآن.

الى الصباح وكل الجموع تنصت بترقب وحذر شديدين واحتراسا وضعوا المتاريس على باب المسجد والشوارع المؤدية اليه لمنع رجال الأمن والشرطة من أخذ جثمانه، ومع اشراقة الشمس اشرق جسده بالغسل في المسجد خلاف المعتاد اذ كان الأموات يغسلون في المقبرة نفسها، ثم حملوا جثمانه الطاهر وطافوا به شوارع المنامة ومروا على سكرتارية دار الحكومة التي يجتمع فيها رئيس الوزارء خليفة بن سلمان مع الوزارء كل يوم الأحد من الاسبوع فصادف ذلك يوم التظاهرات وما ان اوشكت المسيرة تضع اوزارها في المقبرة حتى شنت السلطة هجوماً بقنابل المسيلة للدموع والهروات والطائرات الهيلوكبتر والرصاص البلاستيكي، ولكن المسيرة لم تعبء بذلك وواصلت مسيرتها الى المقبرة، وأثناء مراسم الدفن حوصرت المقبرة من قبل شرطة الشغب والقيت من الخارج آلاف القنابل المسيلة للدموع في داخل المقبرة، ولكن الشرطة لم تجرؤ على مداهمة المقبرة، فرجع المتظاهرون الى المسجد واستمرت المراسم لمدة ثلاث أيام في سائر البحرين رغم انتشار الشرطة والمباحث في الشوارع والممرات. ومحاولة منها لتهدئة الوضع أقدمت السلطة على الافراج عن السيدة صديقة الموسوي بعد استشهاد جميل العلي مباشرة.

بين 1975و1980م، خمسة سنوات قصيرة من عمر الزمن ولكنها في حياة الشهيد كانت حافلة بالجهاد والتضحية والعمل الدؤوب وخوض غمار المواجهة والتحدي ضد السلطة الظالمة، مسجلا أول حالة استشهاد في البحرين ومحلقا في سماء الجهاد والثورة كرمز يقتدى به ونور يحتذى به في الظلمات فسلام عليك من قابض على الجمر وسابق للشهادة.

عن الثورة الرسالية - العدد (13) السنة الثالثة ربيع الثاني 1404هـ - يناير 1984


اللهم ارحم شهدائنا الابرار، و انتقم من كل الظالمين..



فطوم الاميره

أختِ فطوم ...



اللهم ارحم شهدائنا الابرار، و انتقم من كل الظالمين..


اللهم ارحم شهدائنا الابرار، و انتقم من كل الظالمين..



اللهم ارحم شهدائنا الابرار، و انتقم من كل الظالمين..





اللهم آآآآآآآمين .,

أختي الغالية فطومة


بارك الله فيك دائما

اللهم ارحم شهدائنا الابرار في كل مكان وأدخلهم فسيح جناتك

ألهم آمين


تقبلي العطرة


أختك همسة