العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14-06-09, 02:02 AM   #16
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وَلَيْسَ هَذَا هُوَ اَلْخَطَأ اَلْوَحِيد اَلَّذِي وَقَعَتْ ضَحِيَّته اَلدُّكْتُورَة عَائِشَة عَبْد اَلرَّحْمَن بَلْ
هُنَاكَ أَخْطَاء أُخْرَى عَدِيدَة وَرَدَتْ فِي اَلْبَحْث اَلَّذِي نَالَتْ بِهِ دَرَجَة اَلدُّكْتُورَة فِي
اَلْآدَاب بِتَقْدِير مُمْتَاز , وَهُوَ دِرَاسَتهَا اَلنَّقْدِيَّة لِرِسَالَة اَلْغُفْرَان , وَلَيْسَ هُنَا
مَجَال مُنَاقَشَة اَلدِّرَاسَة اَلْفَاضِلَة وَنَحْنُ فِي مَقَام اَلتَّقْدِيم لِطَبْعَتِنَا اَلْجَدِيدَة
لِرِسَالَة اَلْغُفْرَان , وَلَعَلِّي أَعُود لِمُنَاقَشَتِهَا فِي مَقَام آخَر .
وَاَللَّه وَلِيّ اَلتَّوْفِيق وَمِنْهُ اَلسَّدَاد وَالْهِدَايَة .
بَيْرُوت فِي 52 حُزَيْرَان ( يُونْيُو ) 8691 .
مُحَمَّد عِزَّت نَصْر اَللَّه
بِسْمِ اَللَّه اَلرَّحْمَن اَلرَّحِيم
اَللَّهُمَّ يُسْر وَأَعَنَّ
قَدْ عِلْم اَلْجَبْر اَلَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ جِبْرِيل وَهُوَ فِي كُلّ اَلْخَيِّرَات سَبِيل , أَنَّ فِي مَسْكَنِي
حماطة مَا كَانَتْ قَطُّ أفانية , وَلَا الناكزة بِهَا غَانِيَّة تُثْمِر مِنْ مَوَدَّة مَوْلَايَ
اَلشَّيْخ اَلْجَلِيل , كَبْت اَللَّه عَدُّوهُ وَأَدُمْ رُوحه إِلَى اَلْفَضْل وَغَدَوْهُ مَا لَوْ حَمَلَتْهُ
اَلْعَالِيَة , مِنْ اَلشَّجَر لَدَنَتْ إِلَى اَلْأَرْض غُصُونهَا وَأُذَيِّل مِنْ تِلْكَ اَلثَّمَرَة حُصُونهَا
[ والحماصة ضَرْب مِنْ اَلشَّجَر يُقَال لَهَا إِذَا كَانَتْ رَطْبَة أفانية , فَإِذَا يَبِسَتْ فَهِيَ
حماطة , قَالَ اَلشَّاعِر
إِذْ أَمْ اَلْوَلِيد لَمْ تَطْعَنِي حَنَوْت لَهَا يَدَيْ بِعَصَا حماط
وَقُلْت لَهَا عَلَيْك بَنِي أقيش فَإِنَّك غَيْر مُعْجَبَة الشطاط
وَتُوصَف الحماطة بإلف اَلْحَيَّات , لَهَا , قَالَ اَلشَّاعِر
أُتِيحَ لَهَا وَكَانَ أَخَا عِيَال شُجَاع فِي الحماطة مَسَّتْكُنَّ
وَإِنَّ الحماطة اَلَّتِي فِي مَقَرِّي لِتَجِد مِنْ اَلشَّوْق حماطة , لَيْسَتْ بِالْمُصَادَفَةِ إِمَاطَة ,
والحماطة , حُرْقَة اَلْقَلْب قَالَ اَلشَّاعِر
وَهُمْ تَمْلَأ اَلْأَحْشَاء مِنْهُ
فَأَمَّنَّا الحماطة اَلْمَبْدُوء بِهَا فَهِيَ حَبَّة اَلْقَلْب قَالَ اَلشَّاعِر
رَمَتْ حماطة قَبْل غَيْر مُنْصَرِف , عَنْهَا بِأَسْهُم لِحَظّ لَمْ تَكُنْ غَرْبًا .
وَأَنَّ فِي طمري لحضبا وَكُلّ بِذَاتِيّ , لَوْ نَطَقَ لَذَكَرَ شذاتي , وَمَا هُوَ بِسَاكِن فِي
الشقاب , وَلَا يَتَشَرَّف عَلَى اَلنِّقَاب , مَا ظَهَرَ فِي شِتَاء وَلَا صَيْف , وَلَا مُرّ بِجَبَل
وَلَا خِيفَ يُضْمِر , مِنْ مَحَبَّة مَوْلَايَ اَلشَّيْخ اَلْجَلِيل , ثَبَتَ اَللَّه أَرْكَان اَلْعِلْم ,
بِحَيَاتِهِ مَا لَا تُضْمِرهُ لِلْوَلَدِ أَوْ أَكَانَ سُمّهَا , يَذْكُر أَمْ فَقَدَ عِنْدهَا اَلسُّمّ { وَلَيْسَ
هَذَا الحضب مُجَانِسًا لِلَّذِي عَنَاهُ الراجز فِي قَوْله ] . .
وَقَدْ تطويت اِنْطِوَاء الحضب .
وَقَدْ عَلِمَ أَدَامَ اَللَّه جِمَال اَلْبَرَاعَة بِسَلَامَتِهِ أَنَّ الحضب ضَرْب مِنْ اَلْحَيَّات وَأَنَّهُ
يُقَال لِحَبَّة اَلْقَلْب حضب ] .
وَإِنَّ فِي مَنْزِلِي لِأَسُودَ وَهُوَ أَعَزّ عَلَيَّ مِنْ " عنترة " عَلَى " زَبِيبَة " وَأَكْرَم عِنْدِي
مِنْ " اَلسُّلَيْك " عِنْد " اَلسُّلَكَة " وَأَحَقّ بِإِيثَارِي مِنْ " خِفَاف اَلسِّلْمِيّ بِخَبَايَا نُدْبَة
وَهُوَ أَبْدَأ مَحْجُوب لَا تُجَاب عَنْهُ الأخطية وَلَا يَجُوب , وَلَوْ قِدْر لِسَافِر إِلَى ‎ أَنْ
يَلْقَاهُ , وَلَمْ يَحِدْ عَنْ ذَلِكَ لِشَقَاء بشقاه وَإِنَّهُ إِذْ يَذْكُر لِيُؤَنِّث فِي اَلْمَنْطِق وَيَذْكُر
وَمَا يَعْلَم أَنَّهُ حَقِيقِيّ اَلتَّذْكِير , وَلَا تَأْنِيثه اَلْمُعْتَمِد بِنَكِير وَلَا أفتأ دَائِبًا
فَمَا رَضِيَ و عَلَى أَنَّهُ لَا مِدْفَع لِمَا قُضِيَ أَعْظَمه أَكْثَر مِنْ إعظام لخم " اَلْأَسْوَد بْن
اَلْمُنْذِر " وكندة " ‎ اَلْأَسْوَد بْن مُعَدّ يكرب " وَبُنِّيّ نهشل بْن دارم " ‎ اَلْأَسْوَد بْن
يُعَفِّر " ذَا اَلْمَقَال اَلْمُطْرِب , وَلَا يَبْرَح مُولَعًا بِذِكْرِهِ كإبلاع " سحيم " " بعميرة
" فِي مَحْضَره ومبداه , وَنَصِيب مَوْلَى أُمِّيَّة " بسعداه " .
وَقَدْ كَانَ مِثْله مَعَ " اَلْأَسْوَد بْن زَمْعَة " اَلْأَسْوَد بْن عَبْد يَغُوث . . وَالْأَسْوَدَيْنِ " :
اَللَّذَيْنِ ذَكَّرَهُمَا " ‎ اليشكري " فِي قَوْله
فَهَدَاهُمْ بِالْأَسْوَدَيْنِ وَأَمْر اَللَّه بُلِّغَ يُشْقِي بِهِ اَلْأَشْيَاء .
وَمَعَ " أَسْوَدَانِ ‎ " اَلَّذِي هُوَ " نبهان بْن عَمْرو بْن اَلْغَوْث بْن طيء " وَمَعَ " أَبِي
اَلْأَسْوَد " اَلَّذِي ذَكَرَهُ " اِمْرُؤ القيس " , فِي قَوْله
وَذَلِكَ مِنْ خَبَر جَاءَنِي , وَنُبِّئَتْهُ عَنْ أَبِي اَلْأَسْوَد .
وَمَا فَارَقَهُ " أَبُو اَلْأَسْوَد اَلدُّؤَلِيّ " فِي عُمْره طَرْفَة عَيْن فِي حَال اَلرَّاحَة وَلَا
اَلْأَيْن , وَقَارَنَ " سُوِيد بْن أَبَّنَ كَاهِل " يَرُدّ بِهِ عَلَى اَلْمَنَاهِل وَحَالِف " سُوِيد بْن
اَلصَّامِت " , وَمَا بَيْن اَلْمُبْتَهِج وَالشَّامِت و ساعف " سُوِيد بْن صميع " فِي أَيَّام
اَلرُّتَب وَالرَّيْع " وَسُوِيد " ‎ هَذَا هُوَ اَلَّذِي يَقُول
إِذَا طَلَبُوا مِنِّي اَلْيَمِين مَنَحَتْهُمْ يَمِينًا كَبَرْد الأتحمي اَلْمُمَزَّق
وَأَنْ أحلفوني بِالطَّلَاقِ أَتَيْتهَا عَلَى خَيْر مَا كُنَّا وَلَمْ نَتَفَرَّق
وَإِنَّ أحلفوين بالعتباق فَقْد دُرِّيّ عَبِيد غُلَامِي أَنَّهُ غَيْر مُعَتَّق
وَكَانَ يَأْلَف فِرَاش " سَوْدَة بِنْت زَمْعَة بْن قَيْس , اِمْرَأَة اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَيَعْرِف مَكَانه اَلرَّسُول وَلَا يَنْحَرِف عَنْهُ السول , وَدَخَلَ الجدث مَعَ " سَوَاده بْن عُدَيّ
" وَمَا ذَلِكَ بزول بدي , وَحَضَر , فِي نَادٍ حَضْرَة اَلْأَسْوَدَانِ اَللَّذَانِ هَمَّا الهنم
وَالْمَاء وَالْحُرَّة اَلْغَابِرَة وَالظَّلْمَاء وَإِنَّهُ لِيُنَفِّر عَنْ اَلْأَبْيَضَيْنِ , إِذَا كَانَا فِي
الرهج مَعْرَضَيْنِ , [ اَلْأَبْيَضَانِ اَللَّذَانِ يَنْفِر مِنْهُمَا , سَيْفَانِ , أَوْ سَيْف وَسِنَّانِ ,
وَيَصْبِر , عَلَيْهِمَا إِذَا وَجَدَهُمَا قَالَ الراجز
اَلْأَبْيَضَانِ أَبْرَدَا عِظَامِي وَالْمَاء وَالْفِتْ بِلَا إدام
وَيَرْتَاح إِلَيْهِمَا فِي قَوْله اَلْأُخَر .
وَلَكِنَّهُ يُمْضِي لِي اَلْحَوْل كُلّه , وَمَا لِي إِلَّا اَلْأَبْيَضَيْنِ شَرَاب
فَأَمَّا اَلْأَبْيَضَانِ اَللَّذَانِ , هُمَا شَحْم وَشَبَاب فَإِنَّمَا تَفْرَح بِهِمَا " الرباب " وَقَدْ
يَبْتَهِج بِهِمَا عِنْد غَيْرِي , فَأَمَّا أَنَا فِينَا مِنْ خَيْرِي وَكَذَلِكَ الأحامرة , وَالْأَحْمَرَانِ
, يَعْجَب لَهُمَا أَسْوَد رَانَ , فَيُتْبِعهُ حَلِيف سَتَرَ مَا نَزَلْ بِهِ حَادِث هتر ] .
وَقَدْ وَصَلَتْ اَلرِّسَالَة اَلَّتِي بِحَرِّهَا بِالْحُكْمِ مَسْجُور , وَمَنْ قَرَأَهَا مَأْجُور , إِذَا
كَانَتْ تَأْمُر , بِتَقَبُّل اَلشَّرْع , وَتَعِيب , مَنْ تَرَك أَصْلًا إِلَى فَرْع وَغَرِقَتْ فِي أَمْوَاج
بِدَعهَا اَلزَّاخِرَة وَعَجِبَتْ مِنْ أَتُسَاقُ عُقُودهَا اَلْفَاخِرَة وَمَثَلهَا شَفَّعَ وَنَفَعَ , و قُرْب
عِنْد اَللَّه وَرَفْع وَأَلْفَيْتهَا مُفَتَّحَة بِتَمْجِيد شَفَّعَ وَنَفَعَ , وَقُرْب عِنْد اَللَّه وَرَفْع ,
وَأَلْفَيْتهَا , مُفَتَّحَة , بِتَمْجِيد صَدَرَ عَنْ بَلِيغ مَجِيد , وَفِي قُدْرَة رَبّنَا , جُلْت عَظَمَته
أَنْ يَجْعَل كُلّ حَرْف مِنْهَا شَبَح نُور وَلَا يَمْتَزِج بِمَقَال اَلزُّور يَسْتَغْفِر لِمَنْ أَنْشَأَهَا
إِلَى يَوْم اَلدِّين , وَيَذْكُرهُ ذَكَر مُحِبّ خَدَّيْنِ , وَلَعَلَّهُ سُبْحَانه قَدْ نَصَبَ لِسُطُورِهَا
اَلْمُنْجِيَة مِنْ اَللَّهَب , مَعَارِج مِنْ اَلْفِضَّة أَوْ اَلذَّهَب , تُعَرِّج بِهَا اَلْمَلَائِكَة مِنْ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:02 AM   #17
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


اَلْأَرْض اَلرَّاكِدَة إِلَى اَلسَّمَاء , وَتَكْشِف سجوف اَلظَّلْمَاء , بِدَلِيل اَلْآيَة " إِلَيْهِ
يَصْعَد اَلْكَلِم اَلطَّيِّب وَالْعَمَل اَلصَّالِح , يَرْفَعهُ " .
وَهَذِهِ اَلْكَلِمَة , اَلطَّيِّبَة , كَأَنَّهَا اَلْمَعْنِيَّة بِقَوْلِهِ " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اَللَّه مَثَلًا
كَلِمَة طَيِّبَة كَشَجَرَة طَيِّبَة , أَصْلهَا ثَابِت وَفُرُوعهَا فِي اَلسَّمَاء , تُؤْتِي أُكُلهَا كُلّ
حِين بِإِذْن رَبّهَا " ‎ .
وَفِي تِلْكَ اَلسُّطُور كَلَّمَ كَثِير , كُلّه , عِنْد الباري , تُقَدِّس أَثِير , فَقَدْ غَرَسَ
لِمَوْلَايَ اَلشَّيْخ اَلْجَلِيل إِنْ شَاءَ اَللَّه بِذَلِكَ اَلثَّنَاء , شَجَر فِي اَلْجَنَّة , لذيد
اجتناء كُلّ شَجَرَة , مِنْهُ تَأْخُذ مَا بَيْن اَلْمَشْرِق إِلَى اَلْمَغْرِب بِظِلّ غاط لَيْسَتْ فِي
اَلْأَعْيُن , كَذَات أَنْوَاط , [ وَذَات أَنْوَاط كَمَا يَعْلَم شَجَرَة كَانُوا يُعَظِّمُونَهَا فِي
اَلْجَاهِلِيَّة وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ بَعْض اَلنَّاس قَالَ : " يَا رَسُول اَللَّه أَجُعِلَ لَنَا ذَات أَنْوَاط
كَمَا لَهُمْ ذَات أَنْوَاط " وَقَالَ بَعْض اَلشُّعَرَاء
لَنَا اَلْمُهَيْمِن يَكْفِينَا أَعَادِينَا كَمَا رَفَضْنَا إِلَيْهِ ذَات أَنْوَاط
وَالْوَالِدَانِ اَلْمُخَلَّدُونَ فِي ظِلَال تِلْكَ اَلشَّجَر قِيَام وَقُعُود و بِالْمَغْفِرَةِ نيلت اَلسُّعُود
, يَقُولُونَ وَاَللَّه اَلْقَادِر عَلَى كُلّ شَيْء عَزِيز , نَحْنُ وَهَذِهِ اَلشَّجَرَة صِلَة مِنْ اَللَّه
لِعَلِيّ بْن مَنْصُور , نُخَبَّأ لَهُ نَفْخ اَلصُّوَر .
وَتَجْرِي فِي أُصُول , ذَلِكَ اَلشَّجَر , أَنْهَار , تَخْتَلِج مِنْ مَاء اَلْحَيَوَان , وَالْكَوْثَر
, يَمُدّهَا فِي كُلّ أَوَان , مِنْ شُرْب مِنْهَا النغبة , فَلَا مَوْت قَدْ أَمِنَ هُنَاكَ اَلْفَوْت
, وَسَعِدَ مِنْ اَللَّبَن , متخرفات , وَلَا تُغِير بِأَنْ تَطُول اَلْأَوْقَات وجعافر مِنْ
اَلرَّحِيق اَلْمَخْتُوم عَزَّ اَلْمُقْتَدِر عَلَى كُلّ مَخْتُوم تِلْكَ الراح اَلدَّائِمَة , لَا اَلدَّمِيمَة
وَلَا اَلدَّائِمَة , بَلْ هِيَ " علقمة " مفترياب وَلَمْ يَكُنْ لِعَفْو مفتربا .
بِشَقِيّ اَلصُّدَاع , وَلَا يُؤْذِيه بِالْإِغْوَاءِ وَلَا يُخَالِط مِنْهَا الراس تدويم وَيَعْمِد إِلَيْهَا
اَلْمُعْتَرِف بِكُؤُوس مِنْ العسجد , وَأَبَارِيق خَلَقَتْ مِنْ اَلزَّبَرْجَد , يَنْظُر مِنْهَا اَلنَّاظِر
إِلَى بدي مَا حَلَمَ بِهِ أَبُو اَلْهِنْدِيّ رَحْمَة اَللَّه فَلَقَدْ آثَرَ شَرَاب اَلْفَانِيَة , وَرَغِبَ
فِي الدنية , اَلدَّانِيَة ,
[ وَلَا رَيْب أَنَّهُ يَرْوِي دِيوَانه وَهُوَ اَلْقَائِل
سَيُغْنِي أَبَا اَلْهِنْدِيّ عَنْ وَطِبّ سَالِم أَبَارِيق لَا يُعَلِّق بِهَا وَضُرّ الربد
مفدمة , قَزًّا كَأَنَّ رِقَابهَا , رِقَاب بناث اَلْمَاء , أَفْزَعَهَا اَلرَّعْد
هَكَذَا يَنْشُد عَلَى الإقواء , وَبَعْضهمْ يَنْشُد
رِقَاب بَنَات اَلْمَاء , ريعت مِنْ اَلرَّعْد
وَالرِّوَايَة اَلْأُولَى , إِنْشَاء اَلنَّحْوِيِّينَ , وَأَبُو اَلْهِنْدِيّ إِسْلَامِيّ , وَأَسِمهُ , عَبْد
اَلْمُؤْمِن بْن عَبْد اَلْقُدُّوس , وَهَذَانِ اِسْمَانِ شَرْعِيَّانِ , وَمَا اِسْتَشْهَدَ بِهَذَا اَلْبَيْت ,
إِلَّا وَقَائِله , عِنْد اَلْمُسْتَشْهِد فَصِيح فَإِنْ كَانَ أَبُو اَلْهِنْدِيّ مِمَّنْ كَتَبَ وَعُرْف حُرُوف
اَلْمُعْجَم فَقَدْ أَسَاءَ فِي الإقواء ‎ وَإِنْ كَانَ بَنِي اَلْأَبْيَات , عَلَى اَلسُّكُون , فَقَدْ صَحَّ
قَوْل " سَعِيد بْن مُسْعِدَة " فِي أَنَّ اَلطَّوِيل مِنْ اَلشِّعْر لَهُ أَرْبَعَة أَضْرَبَ " .
وَلَوْ رَأَى تِلْكَ اَلْأَبَارِيق " ‎ أَبُو زبيد " لِعِلْم أَنَّهُ كَالْعَبْدِ الماهن أَوْ اَلْعَبِيد ,
وَأَنَّهُ مَا تَشَبَّثَ بِخَيْر وَرِضَى بِقَلِيل المير وَهَزِّي يَقُولهُ .
وَأَبَارِيق مِثْل أَعْنَاق طَيْر اَلسَّمَاء , قَدْ جَيْب فَوْقهنَّ خنيف
هَيْهَاتَ ! هَذِهِ أَبَارِيق تَحَمُّلهَا أَبَارِيق وَكَأَنَّهَا فِي اَلْحَسَن اَلْأَبَارِيق [ فَالْأُولَى
هِيَ اَلْأَبَارِيق اَلْمَعْرُوفَة , وَالثَّانِيَة مِنْ قَوْلهمْ , جَارِيَة إِبْرِيق إِذَا كَانَتْ تَبْرُق
مِنْ حُسْنهَا قَالَ اَلشَّاعِر
وَغَيْدَاء إِبْرِيق كَأَنَّ رُضَابهَا جَنْي اَلنَّحْل مَمْزُوجًا بصهباء تَاجِر ,
وَالثَّالِثَة مِنْ قَوْلهمْ و سَيْف إِبْرِيق , مَأْخُوذ مِنْ اَلْبَرِيق , قَالَ " اِبْن أَحْمَر " .
تَقَلَّدَتْ إِبْرِيقًا , وَعَلَّقَتْ جَعْبَة , لِتَهْلَك حَيَّا ذَا زُهَاء , وَجَامَلَ .
وَلَوْ نَظَر إِلَيْهَا " علقمة , لِبَرْق , فَرَّقَ , وَظَنَّ أَنَّهُ قَدْ طَرَقَ , وَأَيْنَ يَرَاهَا ,
اَلْمِسْكِين , علقمة , وَلَعَلَّهُ فِي نَار لَا تُغَيِّر مَاؤُهَا لِلشَّارِبِ وَغَيْر مَاء " اِبْن
عَبَدَة " وَمَا فَرِيقه ! خَيْر وَكَسْر بِالْإِغْوَاءِ ! أَلَيْسَ هُوَ اَلْقَائِل .
كَأَنَّ إِبْرِيقهمْ ظَبْي برابيه مجلل بسبا اَلْكَتَّان مفدوم
أَبْيَض أَبْرَزه للضح رَاقَبَهُ مُقَلِّد قضب اَلرَّيْحَان مفغوم
نَظْرَة إِلَى تِلْكَ اَلْأَبَارِيق خَيْر مِنْ بِنْت الكرمة العاجلية وَمِنْ كُلّ رِيق , ضَمِنَتْهُ
هَذِهِ اَلدَّار اَلْخَادِعَة اَلَّتِي هِيَ لِكُلّ شَمَّمَ جادعة .
وَلَوْ بُصِّرَ بِهَا " عُدَيّ بْن زَيْد " لِشَغْل عَنْ اَلْمَدَام وَالصَّيْد , وَأَعْتَرِف , بِأَنَّ
أَبَارِيق مدامه , وَمَا أَدْرَكَ مِنْ شُرْب " اَلْحَيْرَة " وندامه , أَمْر هَيِّن , لَا يُعَدَّل
بِنَابِت مِنْ حمصيص , أَوْ مَا حَقَّرَ مِنْ خربصيص .
[ وَكُنْت بِمَدِينَة اَلسَّلَام , فَشَاهَدَتْ بَعْض الوراقين يَسْأَل عَنْ قَافِيَة " عُدَيّ اِبْن
زَيْد اَلَّتِي أَوَّلهَا ] .
بَكْر العاذلات فِي غلس اَلصُّبْح يُعَاتِبْنَهُ أَمَا تستفيق ?
وَدَعَا بِالصَّبُوحِ فَجْرًا , فَجَاءَتْ قينه فِي يَمِينهَا إِبْرِيق .
وَزَعَمَ الوراق أَنَّ " اِبْن حَاجِب اَلنُّعْمَان " سَأَلَ عَنْ هَذِهِ اَلْقَصِيدَة وَطَلَبَتْ فِي نُسَخ
مِنْ دِيوَان " عُدَيّ " فَلَمْ تُوجَد ثُمَّ سَمِعَتْ , بَعْد ذَلِكَ , رَجُلًا مِنْ أَهْل "
بِالْإِغْوَاءِ " يَقْرَأ هَذِهِ اَلْقَافِيَة , فِي دِيوَان " اَلْعَبَّادِيّ " .
وَلَمْ تَكُنْ فِي اَلنُّسْخَة اَلَّتِي فِي دَار اَلْعِلْم ] ‎
فَأَمَّا " : الأقيشر اَلْأَسَدِيّ " فَإِنَّهُ مِنِّي بقاشر , وَشِقِّي إِلَى يَوْم حاشر , قَالَ
وَلَعَلَّهُ سَيَنْدَمُ إِذَا تَفِرِّي الأدم .
مَا هُوَ وَمَا شَرَابه ! تقضت فِي اَلْحَانِيَة وآرابه وَلَوْ عَايَنَّ تِلْكَ اَلْأَبَارِيق لَأَيْقَنَ
أَنَّهُ فَتَنَ بِالْغُرُورِ وَسَرَّ بِغَيْر مُوجَب لِلسُّرُورِ وَكَذَلِكَ " إِيَاس بْن الأرت " , أَنْ كَانَ
عَجَب لِأَبَارِيق كَإِوَزّ اُلْطُفْ فَإِنَّ اَلْحَوَادِث بُسِّطَتْ لَهُ أَقْبِض , كَلَّفَ فَكَأَنَّهُ مَا قَالَ
كَأَنَّ أَبَارِيق المدامة بَيْنهمْ إِوَزّ بِأَعْلَى اُلْطُفْ , وَعِوَج اَلْحَنَاجِر
وَرَحِمَ اَللَّه " العجاج " فَإِنَّهُ خَلَطَ فِي رجزه العلبط والسجاج أَيْنَ بِالْإِغْوَاءِ , اَلَّذِي
ذَكَرَ فَقَالَ
قَطْف مَنْ بِالْإِغْوَاءِ مَا قَطَفَا , فَغَمَّهَا حَوْلَيْنِ , ثُمَّ استودفا , صهباء خُرْطُومًا
عَقَارًا , فرقفا فَسِنّ فِي اَلْإِبْرِيق مِنْهَا نَزْفًا ,
مِنْ رَصْف نَازِع سَيْلًا رَصْفًا


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:03 AM   #18
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


مِنْ رَصْف نَازِع سَيْلًا رَصْفًا
وَكَمْ عَلَى تِلْكَ اَلْأَنْهَار مِنْ آنِيَة , زَبَرْجَد , مَحْفُور , وَيَاقُوت خَلْق عَلَى خَلْق
اَلْفَوْر , مِنْ أَصْفَر وَأَحْمَر وَأَزْرَق , يَخَال إِنَّ لَمْس أَحْرَقَ , كَمَا قَالَ " اَلصَّنَوْبَرِيّ "
تُخَيِّلهُ سَاطِعًا , وَهَجه و فَتَأْبَى اَلدُّنُوّ إِلَى وَهَجه
وَفِي تِلْكَ اَلْأَنْهَار أَوَانٍ عَلَى هَيْئَة اَلطَّيْر اَلسَّابِحَة , وَالْغَانِيَّة , عَنْ اَلْمَاء ,
اَلسَّائِحَة , فَمِنْهَا , مَا هُوَ عَلَى صُوَر الكراكي , وَأُخَر تُشَاكِل المكاكي , وَعَلَى
خَلْق طَوَاوِيس وَبَطّ , فَبَعْض فِي اَلْجَارِيَة وَبَعْض فِي اَلشَّطّ يَنْبُع مِنْ أَفْوَاههَا شَرَاب ,
كَأَنَّهُ مِنْ اَلرِّقَّة , سَرَاب , وَلَوْ جَرَّعَ , جُرْعَة مِنْهُ " الحكمي " , لِحُكْم أَنَّهُ اَلْفَوْز
القدمي , وَشَهِدَ لَهُ كُلّ وَصَافٍ اَلْخَمْر , مِنْ مُحَدِّث , فِي اَلزَّمَن , وَعَتِيق اَلْأَمْر , أَنَّ
أَصْنَاف الأشربة , اَلْمَنْسُوبَة , إِلَى دَار اَلْفَانِيَة , كَخَمْر , " عَانَة " , و "
أذرعات " وَهِيَ مظنة للنعات , و عَزَّة وَبَيْت رَاسٍ , والفلسطية , ذَوَات الأحراس
وَمَا جَلَبَ مِنْ " بَصَرِي " فِي الوسوق تَبْغِي بِهِ اَلْمُرَابَحَة , عِنْد سُوق , وَمَا ذَخَرَهُ ,
اِبْن بِجَرَّة , وج وَاعْتَمَدَ بِهِ أَوْقَات اَلْحَجّ قَبْل أَنْ تَحْرِم عَلَى اَلنَّاس القهوات ,
وَتَحْظُر لِخَوْف اَللَّه مِنْ اَلشَّهَوَات , قَالَ ‎ " أَبُو ذؤيب " , وَلَوْ أَنَّ مَا عِنْد أَبَّنَ بِجَرَّة
عِنْدهَا
مِنْ اَلْخَمْر , لَمْ تُبَلِّل , لَهَاتِي بناطل
وَمَا أعتصر ب " صرخد " أَوْ أَرْض " شبام " لِكُلّ مَلِك غَيْر عبام , وَمَا تَرَدَّدَ ذِكْره
مَنَّ كَمَيِّت " بَابِل " , " صريفين " وَأَتَّخِذ لِلْأَشْرَافِ المنيفين وَمَا عَمِلَ مِنْ أَجْنَاس
اَلْمُسْكِرَات مفتوقات لِلشَّارِبِ وموكرات , كالجعة وَالتَّبَغ و المزر والسكركة , ذَات
اَلْوِزْر , وَمَا وُلِدَ مِنْ النخبل , لِكَرِيم يَعْتَرِف , أَوْ بَخِيل وَمَا صَنَعَ فِي أَيَّام "
آدَم " وشيث إِلَى يَوْم اَلْبَعْث , مِنْ مُعَجَّل , أَوْ مكيث و إِذْ كَانَتْ تِلْكَ اَلنُّطْفَة ,
مَلِكَة , لَا تَصْلُح أَنْ تَكُون بِرَعَايَاهَا , مُشْتَبِكَة ,
وَيُعَارِض تِلْكَ المدامة أَنْهَار مِنْ عَسَل مُصَفَّى مَا كَسَبَتْهُ اَلنَّحْل , اَلْغَادِيَة , إِلَى
اَلْأَنْوَار وَلَا هُوَ فِي موم مُتَوَارٍ , وَلَكِنْ قَالَ لَهُ اَلْعَزِيز اَلْقَادِر كُنْ فَكَانَ ,
وَبِكَرَمِهِ أُعْطِي اَلْإِمْكَان , وَهُوَ لِذَلِكَ عَسَلًا لَمْ يَكُنْ بِالنَّارِ , مبسلا , لَوْ جَعَلَهُ
اَلشَّارِب المحرور غِذَاءَهُ طُول اَلْأَبَد , مَا قُدِّرَ لَهُ عَارِض موم , وَلَا لَبْس ثَوْب
اَلْمَحْمُوم , وَذَلِكَ كُلّه بِدَلِيل قَوْله مِثْل اَلْجَنَّة , اَلَّتِي وَعَدَ اَلْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَار
مِنْ مَاء آسِن , وَأَنْهَار مِنْ لَبَن , لَمْ يَتَغَيَّر طَعْمه وَأَنْهَار مِنْ خَمْر لَذَّة لِلشَّارِبِينَ
, وَأَنْهَار مِنْ عَسَل , مُصَفِّي , وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلّ اَلثَّمَرَات , [ فَلَيْتَ شِعْرِي , عَنْ
اَلنَّمِر بْن تولب العكلي " وَهَلْ يَقْدِر لَهُ أَنْ يَذُوق ذَلِكَ الآري فَيَعْلَم أَنَّ شَهِدَ
اَلْفَانِيَة , إِذَا قِيسَ إِلَيْهِ وَجَدَ يشاكه , الشري , وَهُوَ لَمَّا وَصَفَ أَمْ حَصَّنَ , وَمَا
رَزَقَتْهُ فِي اَلدَّعَة وَالْأَمْن , ذِكْر حِوَارِي , بِسَمْن وَعَسَل مُصَفِّي , فَرَحِمَهُ اَلْخَالِق
مُتَوَفِّي , فَقَدْ كَانَ أَسْلَم وَرَدِّي حَدِيثًا مُنْفَرِد , وَحَسْبنَا بِهِ لِلْكَلِمِ مسردا , و قَالَ
اَلْمِسْكِين " ‎ اَلنَّمِر " .
أُلِمّ بِصُحْبَتِي , وَهُوَ هجوع خَيَال طَارِق مِنْ أُمّ حِصْن
لَهَا مَا تَشْتَهِي عَسَلًا , مُصَفِّي إِذَا شَاءَتْ وَحِوَارِيّ بِسَمْن
وَهُوَ أَدَامَ اَللَّه تَمْكِينه يَعْرِف حِكَايَة خَلْف اَلْأَحْمَر مَعَ أَصْحَابه , فِي هَذَيْنِ ,
اَلْبَيْتَيْنِ , [ وَمَعْنَاهَا أَنَّهُ قَالَ لَهُ لَوْ كَانَ مَوْضِع " أَمْ حِصْن " أَمْ حفص مَا كَانَ
يَقُول فِي اَلْبَيْت اَلثَّانِي ? فَسَكَتُوا فَقَالَ , حِوَارِي بلمص , يَعْنِي الفالوذ .
وَيُفَرِّع عَلَى هَذِهِ اَلْحِكَايَة , فَيَقُول , لَوْ كَانَ مَكَان أَمْ حِصْن أَمْ جُزْء وَآخِره هَمْزَة
مَا كَانَ يَقُول فِي اَلْقَافِيَة اَلثَّانِيَة ? فَأَنَّهُ يُحْتَمَل أَنْ يَقُول وَحِوَارِيّ بكشء وَمِنْ
قَوْلهمْ كشأت اَللَّحْم إِذَا شَوَيْته حتي يَبِسَ وَيُقَال كشأ اَلشِّوَاء إِذَا أَكَلَهُ , أَوْ يَقُول
بوزء مِنْ قَوْلهمْ وزأت اَللَّحْم إِذْ شَوَيْته , وَلَوْ قَالَ حَوَارِيّ بنسء لَجَازَ وَأَحْسَن مَنْ
يَتَأَوَّل فِيهِ و أَنْ يَكُون مِنْ نسأ اَللَّه فِي أَجْله , أَيّ لَهَا خُبْز مَعَ طُول حَيَاة ,
وَهَذَا أَحْسَن مِنْ أَنْ يَحْمِل عَلَى أَنَّ النسء اَللَّبَن اَلْكَثِير , اَلْمَاء , وَقَدْ قِيلَ , أَنَّ
النسيء اَلْخَمْر , وَفَسَّرُوا بَيْت " عُرْوَة بْن اَلْوَرْد " , عَلَى اَلْوَجْهَيْنِ .
سَقَوْنِي النسيء , ثُمَّ تُكَتِّفُونِي عداة اَللَّه مِنْ كَذِب وَزُور
وَلَوْ حَمْل حِوَارِي بنسء , عَلَى اَللَّبَن أَوْ اَلْخَمْر , لَجَازَ لِأَنَّهَا تَأْكُل اَلْحِوَارِيّ
بِذَلِكَ أَيّ لَهَا اَلْحِوَارِيّ مَعَ اَلْخَمْر , وَقَدْ حَدَثَ مُحَدِّث أَنَّهُ أَنَّهُ رَأْي بِسَيْل مِلْك اَلرُّوم
, وَهُوَ يَغْمِس خُبْزًا فِي خَمْر وَيُصِيب مِنْهُ وَلَوْ قِيلَ حِوَارِي بلزء , مِنْ قَوْلهمْ لزأ
إِذَا أَكَلَ لِمَا بَعْد وَتَكُون اَلْبَاء فِي ( بلزء ) بِمَعْنَى فِي
وَلَا يُمْكِن أَنْ يَكُون رَوِيّ هَذَا اَلْبَيْت أَلْفًا لِأَنَّهَا لَا تَكُون إِلَّا سَاكِنَة , وَمَا قَبْل
اَلرَّوِيّ هَا هُنَا سَاكِن , فَلَا يَجُوز ذَلِكَ .
فَإِنْ خَرَجَ إِلَى اَلْبَاء , مِنْ أُمّ حَرْب , جَازَ أَنْ يَقُول , وَحِوَارِي بصرب وَهُوَ اَللَّبَن ,
اَلْحَامِض , وَيَجُوز بِإِرْب , أَيْ بِعُضْو مِنْ شِوَاء , أَوْ قَدِيد , وَيَجُوز بكشب وَهُوَ أَكْل
اَلشِّوَاء .
فَإِنْ قَالَ مِنْ أُمّ صَمْت , جَازَ أَنْ يَقُول , وَحِوَارِي بكمت يَعْنِي جَمْع تَمْرَة كَمَيِّت وَذَلِكَ
مِنْ صِفَات اَلتَّمْر , وَيَنْشُد " لِلْأَسْوَدِ أَبَّنَ يُعَفِّر " .
وَكُنْت إِذَا مَا قَرَّبَ اَلزَّاد , مُولَعًا بِكُلّ كَمَيِّت جِلْدَة لَوْ توسف


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:04 AM   #19
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وَقَالَ اَلْآخَر
وَلَسْت أُبَالِي بَعْدَمَا أكمت مربدي مِنْ اَلتَّمْر أَنْ لَا يُمْطِر اَلْأَرْض كَوْكَب
وَيَجُوز وَحِوَارِيّ بحمت مِنْ قَوْلهمْ تَمُرّ حَمَتْ أَيّ شَدِيد اَلْحَلَاوَة
فَإِنْ أَخْرَجَهُ إِلَى اَلثَّاء فَقَالَ , مِنْ أُمّ شث قَالَ , وَحِوَارِيّ بِبَثّ وَالْبَثّ تَمَّ لَمْ
يَجُدْ كَنْزه فَهُوَ مُتَفَرِّق .
فَأَنْ أَخْرَجَهُ إِلَى اَلْجِيم فَقَالَ أَمْ لَجَّ جَاز أَنْ يَقُول , وَحِوَارِيّ بدج ولاردج إِلَى
اَلْحَاء , اَلْفُرُوج وَجَاءَ بِهِ " ‎ اَلْعَمَّانِيّ " فِي رجزه .
فَإِنْ خَرَجَ إِلَى اَلْحَاء فَاقْلِ مِنْ ام شُحّ , جَازَ أَنْ يَقُول وَحِوَارِي بِمُحّ وببح وَبَرِحَ
وبجح وبسح فَالْمُحّ مُحّ اَلْبَيْضَة . وَبَحَّ جَمْع أَبُحَّ مِنْ قَوْلهمْ كَسْر أَبُحَّ أَيّ كَثِير اَلدَّسَم
وَقَالَ وعاذلة , عَلَيَّ تَلُومنِي , وَفِي كَفّهَا كَسَرَ أَبُحَّ رذوم
وَيَجُوز أَنْ يَعْنِي بالبح القداح , أَيّ هَذِهِ اَلْمَرْأَة , أَهْلهَا أيسار كَمَا قَالَ
السمي فَرُّوا أضيافهم رِبْحًا ببح , يَعِيش بِفَضْلِهِمْ اَلْحَيّ , وَسَمَّرَ
ورح جُمِعَ أَرِحْ , وَهُوَ مِنْ صِفَات بَقَر اَلْوَحْش , أَيْ يصاد لِهَذِهِ اَلْمَرْأَة , وَيُقَال ,
لِأَظْلَاف اَلْبَقَر رح , قَالَ اَلشَّاعِر " اَلْأَعْشَى ‎ " ورح بالزماع مردفات , بِهَا تَنْضَوِ
اَلْوَغَى وَبِهَا ترود , والسح , تَمْر صَغِير , يَابِس , والجح صِغَار اَلْبِطِّيخ قَبْل أَنْ
يَنْضَج
فَإِنْ قَالَ أَمْ دخ , قَالَ حَوَارِيّ بِمُخّ , وَنَحْو ذَلِكَ
فَإِنْ قَالَ , أَمْ سَعِدَ , قَالَ حَوَارِيّ بثعد , وَهُوَ اَلرَّطْب اَلَّذِي لَانَ كُلّه .
فَإِنْ قَالَ أَمْ وَفَذّ , قَالَ حَوَارِيّ بشقذ وَهِيَ فِرَاخ الحجل
فَإِنْ قَالَ , أَمْ عَمْرو , فَإِنَّ أَشْبَه مَا يَقُول حَوَارِيّ بِتَمْر
فَإِنْ قَالَ , أَمْ كَرَز , فَإِنَّ أَشْبَه , مَا يَقُول وَحِوَارِيّ بِأُرْز وَفِيهِ لُغَات سِتّ , وَأُرْز
عَلَى وَزْن أَشُدّ , وَأُرْز عَلَى صمل , وَأُرْز عَلَى وَزْن شَغْل , وَأُرْز فِي وَزْن قُفْل ورز مِثْل
جَدّ , ورنز بِنُون وَهِيَ رَدِيئَة .
فَإِنْ قَالَ , أَمْ ضبس , قَالَ , وَحِوَارِيّ بدبس , وَالْعَرَب تُسَمَّى اَلْعَسَل , دَبَّسَا ,
وَكَذَلِكَ فَسَّرُوا قَوْل , أَبِي زبيد .
فَنَهَرَهُ , مَنْ لَقُوا حَسِبَتْهُمْ أَشْهَى إِلَيْهِ مِنْ بَارِد الدبس حَرَّكَ لِلضَّرُورَةِ .
فَإِنْ قَالَ مِنْ ‎ أَمْ قِرْش جَاز أَنْ يَقُول حَوَارِيّ بورشس وَالْوِرَش , ضَرْب مِنْ اَلْجُبْن ,
وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَوْلِدًا وَبِهِ سُمِّي , " وَرَشّ " اَلَّذِي يَرْوِي عَنْ " نَافِع " وَأَسِمهُ "
عُثْمَان بْن سَعِيد " .
وَالصَّاد , قَدْ مَضَتْ ,
فَإِنَّ اِقْلِ أَمْ غَرَض جَاز أَنْ يَقُول , حِوَارِي بِفَرْض وَالْفَرْض ضَرْب مِنْ اَلتَّمْر , قَالَ
الراجز .
إِذَا أَكَلَتْ لَبَنًا وَفَرْضًا ذَهَبَتْ طُولًا وَذَهَبَتْ عَرْضًا
وَفِي نُصْب ( طُول وَعَرْض ) اِخْتِلَاف بَيْن اَلْمِبْرَد وَسِيبَوَيْهِ فَإِنْ قَالَ مِنْ أُمّ لِقِطّ ,
جَازَ أَنْ يَقُول حَوَارِيّ بأقط , يُرِيد أقط عَلَى اَللُّغَة بِالْإِغْوَاءِ .
فَإِنْ قَالَ , مِنْ أُمّ حَظّ فَإِنَّ اَلْأَطْعِمَة , تَقُلْ فِيهَا اَلظَّاء , كَقِلَّتِهَا , فِي غَيْرهَا
لِأَنَّ اَلظَّاء قَلِيلَة , جَدًّا , وَيَجُوز أَنْ يَقُول حِوَارِي بكظ أَيْ يكظها اَلشِّبَع , أَوْ
نَحْو ذَلِكَ مِنْ اَلْأَشْيَاء , اَلَّتِي تُدْخِل عَلَى مَعْنَى اَلِاحْتِمَال .
فَإِنْ قَالَ أَمْ طَلَعَ جَازَ أَنْ يَقُول , حِوَارِي بِخَلْع وَالْخَلْع هُوَ اَللَّحْم , اَلَّذِي يُطْبَخ
وَيَحْمِلُونَهُ فِي القروف وَهِيَ أَوْعِيَة مَنْ أَدُمْ , وَيَنْشُد .
كُلِي اَللَّحْم الغريض فَإِنَّ زَادِي , لِمَنْ خَلْع تَضَمُّنه القروف .
فَإِنْ قَالَ أَمْ فَرَّعَ , جَازَ أَنْ يَقُول حَوَارِيّ بِضَرْع , لَانَ اَلضُّرُوع تُطْبَخ وَرُبَّمَا تَطْرَب
إِلَى أَكْلهَا اَلْمُلُوك .
فَإِنْ قَالَ , أَمْ مبغ , قَالَ , حِوَارِي بِصَبْغ وَالصَّبْغ مَا تَغْمِس فِيهِ اَللُّقْمَة , مِنْ
مَرَق أَوْ زَيْد أَوْ خَلّ .
فَإِنْ قَالَ أَمْ نَخَفْ قَالَ حَوَارِيّ برخف , والرخف زَبَد رَقِيق , وَالْوَاحِد رخفة , قَالَ
اَلشَّاعِر .
لَنَا غَنِمَ يُرْضِي اَلنَّزِيل , حَلِيبهَا , ورخف , يغاديه لَهَا وَذَبِيح
فَإِنْ قَالَ , أَمْ فَرَّقَ قَالَ حَوَارِيّ بِعَرَق وَالْعَرَق عَظْم عَلَيْهِ لَحْم مِنْ شِوَاء أَوْ قَدِيد
فَإِنْ قَالَ أَمْ سَبَكَ , جَازَ أَنْ يَقُول , حِوَارِي بِرَبِّك أَوْ بلبك , مِنْ قَوْلهمْ ,
رَبَكَتْ اَلطَّعَام , أَوْ لبكته , إِذَا خَلَطَتْهُ وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ رُطُوبَة , وَمِثْل أَنْ
يُخَالِطهُ لَبَن أَوْ سَمْن , أَوْ نَحْو ذَلِكَ , وَلَا يُقَال رَبَكَتْ اَلشَّعِير , بِالْحِنْطَةِ إِلَّا
أَنْ يُسْتَعَار .
فَإِنْ قَالَ , أَمْ تُخِلّ قَالَ حَوَارِيّ برخل , يُرِيد اَلْأُنْثَى مِنْ أَوْلَاد اَلضَّأْن , وَفِيهِ
أَرْبَع لغاترخل ورخل ورخل ورخل ,
فَإِنْ قَالَ , أَمْ صرم قَالَ حَوَارِيّ بطرم , والطرم اَلْعَسَل وَقَدْ يُسَمَّى اَلسَّمْن طرما
وَقَدْ مَضَّتْ اَلنُّون فِي أُمّ حِصْن .
فَإِنْ قَالَ أَمْ دو قَالَ , حَوَارِيّ بحو , وَالْجَوّ , اَلْجِدِّيّ فِيمَا حَكَى بَعْض أَهْل اَللُّغَة ,
فِي قَوْلهمْ , مَا يَعْرِف حوا مِنْ لَوْ أَيْ جِدِّيًّا , مِنْ عِنَاق
فَإِنْ قَالَ أَمْ كَرِهَ , قَالَ حَوَارِيّ , بَوَّرَهُ , يُرِيد جَمْع أوره , وَمِنْ قَوْلهمْ , كَبْش
أوره , أَيّ سَمِين
فَإِنْ قَالَ أَمْ شَرِّي , قَالَ حَوَارِيّ بأري أَيّ عَسَل
وَهَذَا فَصْل يَتَّسِع , وَإِنَّمَا عَرَضَ فِي قَوْل تَامّ , كَخَيَال طُرُق فِي اَلْمَنَام .
وَلَوْ خَالَطَ مِنَّا , مِنْ عَسَل , اَلْجِنَان , مَا خَلَقَهُ اَللَّه سُبْحَانه فِي هَذِهِ اَلدَّار ,
اَلْخَادِعَة , كَالصَّابِّ وَالْمُقِرّ , وَالسِّلَع , والجعدة , وَالشِّيح , والهبيد وَلِعَاد
ذَلِكَ كُلّه وَغَيْره , مِنْ المعقيات , بَعْد مِنْ اللذائذ اَلْمُرْتَقَيَات فَاضَ مَا كَرِهَ مِنْ
اَلصَّابّ كَأَنَّهُ المعتصر مِنْ اَلْمُصَاب , [ وَالْمُصَاب قَصَب اَلسُّكَّر ] وَأَمْسَى الحدج وَكَانَهُ
اَلْمُتَّخَذ اَلْمُتَّخَذ " بِاَلْأَهْوَازِ " إِلَّا يُكِنّ اَلسُّكَّر فَإِنَّهُ مُوَازٍ ولصارت اَلرَّاعِيَة , فِي
اَلْإِبِل , إِذَا وَجَدَتْ اَلْحَنْظَلَة مِنْ قَوْلهمْ حظل نِسَاءَهُ , إِذَا أَفْرَطَ فِي اَلْغَيْرَة ,
عَلَيْهِنَّ قَالَ , الراجز .
" وَلَا تَرَى بَعْلًا وَلَا حلائلا , كه , وَلَا كهن إِلَّا حاظلا "
وَانْقَطَعَتْ مَعَايِش , أَرْبَاب , اَلْقَصَب , فِي سَاحِل اَلْبَحْر , وَصَنَعَ مِنْ اَلْمَرّ , الفالوذ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:04 AM   #20
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


اَلْمُحْكَم بِلَا سِحْر [ أَيّ بِلَا خُدَع ] .
وَلَوْ أَنَّ " ‎ اَلْحَارِث بْن كلدة " طَعْم مِنْ ذَلِكَ الطريم , وَلِعِلْم أَنَّ اَلَّذِي وَصَفَهُ يَجْرِي
مِنْ هَذَا اَلْمَنْعُوت , مَجْرَى الدفلي , اَلشَّاقَّة , مِنْ الرعديد ومدوف , مَا يُكْرِه مِنْ
القنديد وَذَكَّرَتْ اَلْحَارِث بِقَوْلِهِ
فَمَا عَسَل بِبَارِد مَاء مُزْن عَلَى ظَلْمَاء لِشَارِبِهِ يشاب
بِأَشْهَى مَنْ لَقِيَكُمْ إِلَيْنَا فَكَيْفَ لِنَابِهِ , وَمَتَى اَلْإِبَاء
وَكَذَلِكَ اَلسَّلْوَى اَلَّتِي ذَكَرَهَا " اَلْهَزْلِيّ " هِيَ عِنْد عَسَل اَلْجِنِّيَّة كَأَنَّهَا قَار رَمْلِيّ ,
[ اَلْقَار شَجَر مَرّ يَنْبُت بِالرَّمْلِ , قَالَ " بَشَر ‎ " يَرْجُونَ اَلصَّلَاح بِذَات اَلْكَهْف , وَمَا
فِيهَا لَهُمْ سِلَع وَقَار .
وَعَنَيْت قَوْل اَلْقَائِل
فَقَاسَمَهَا بِاَللَّهِ جُهْدًا , لِأَنْتَمِ أَلَذّ مِنْ اَلسَّلْوَى إِذَا مَا نَشَرُوهَا ]
وَإِذَا مَنَّ اَللَّه تَبَارَكَ أَسِمهُ بِوُرُود تِلْكَ اَلْأَنْهَار , صَاد فِيهَا اَلْوَارِد سَمَك حلامة
لَمْ يَرَ مَثَله فِي ملاوة , لَوْ بُصِّرَ بِهِ " أَحْمَد بْن اَلْحُسَيْن " لَاحْتَقَرَ اَلْهَدِيَّة
اَلَّتِي أَهْدَيْت إِلَيْهِ فَقَالَ فِيهَا
أَقَلَّ مَا فِي أَقَلّهَا , سَمَك , فَتَلْعَب أَسْمَاك هِيَ عَلَى صُوَر اَلسَّمَك بَحْرِيَّة , وَنَهْرِيَّة ,
وَمَا يَسْكُن , مِنْهُ فِي اَلْعُيُون النبعية وَيَظْفَر بِضُرُوب اَلنَّبْت اَلْمَرْعِيَّة , إِلَّا أَنَّهُ
مِنْ اَلذَّهَب وَالْفِضَّة , صُنُوف اَلْجَوَاهِر , اَلْمُقَابَلَة , بِالنُّورِ اَلْبَاهِر , فَإِذَا مَرَّ
اَلْمُؤْمِن يَده إِلَى وَاحِدَة , مِنْ ذَلِكَ اَلسُّمْك شُرْب مِنْ فِيهَا عَذْبًا لَوْ وَقَعَتْ اَلْجُرْعَة
مِنْهُ فِي اَلْبَحْر اَلَّذِي لَا يَسْتَطِيع مَاءَهُ اَلشَّارِب , لَحَلَّتْ مِنْ أَسَافِل وغوارب , ولصار
الصمر , كَأَنَّهُ رَائِحَة خزامى , سَهْل طُلْته اَلدَّاجِنَة , بدهل , [ والدهل اَلطَّائِفَة
مِنْ اَللَّيْل ] أَوْ نَشْر مَدَام خوارة سَيَّارَة فِي القلل سوارة .
وَكَأَنِّي بِهِ ادام اَللَّه اَلْجَمَال , بِبَقَائِهِ , وَإِذَا اِسْتَحَقَّ تِلْكَ اَلرُّتْبَة بِيَقِين ,
اَلتَّوْبَة , وَقَدْ أُصْطَفَى لَهُ نَدَامَى مِنْ أُدَبَاء , اَلْفِرْدَوْس , " كَأَخِي ثُمَالَة " وأخى
دوس " وَيُونُس بْن حَبِيب , اَلضَّبِّيّ , وَابْن مُسْعِدَة , المجاشعي , فَهُمْ كَمَا جَاءَ فِي
اَلْكِتَاب اَلْعَزِيز , " وَنَزَعَنَا مَا فِي صُدُورهمْ مَنْ غَلَّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُر مُتَقَابِلِينَ لَا
يَمَسّهُمْ فِيهَا نَصُبّ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرِجِينَ " فَصَدْر أَحْمَد بْن يَحْيَى , هُنَالِكَ , قَدْ
غُسِلَ مِنْ اَلْحِقْد , عَلَى " مُحَمَّد بْن يَزِيد ‎ " , فَصَارَا يَتَصَافَيَانِ , ويتوافيان , أَبُو
بِشْر عَمْرو بْن عُثْمَان سِيبَوَيْهِ " قَدْ رحضت سُوَيْدَاء , قَبْله مِنْ الضغن , عَلَى "
عَلِيّ بْن حَمْزَة الكسائي " , صَافِي اَلطَّوِيَّة , لِعَبْد اَلْمَلِك , بْن قَرِيب " قَدْ
اِرْتَفَعَتْ خَلَّتْهُمَا , عَنْ اَلرَّيْب فَهِمَا " كأربد وَلَبِيد " أَخَوَانِ أَوْ أَبْنِي نويرة "
فِيمَا سَبَقَ مِنْ اَلْأَوَان أَوْ " صَخْر وَمُعَاوِيَة وَلَدِي عَمْرو " وَقَدْ أَخْمَدَا مَنْ الإحن كُلّ
جَمْر " اَلْمَلَائِكَة , يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ مِنْ كُلّ بَاب , سَلَام عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعَم
عَقِبَيْ اَلدَّار " . وَهُوَ أَيَّدَ اَللَّه اَلْعِلْم , بِحَيَاتِهِ , مَعَهُمْ , كَمَا قَالَ " ‎ اَلْبَكْرِيّ "
نَازَعَتْهُمْ قضب اَلرَّيْحَان , مُرْتَفِعًا وَقَهْوَة مزة , راووقها خضل
تَلَا يستفيقون مِنْهَا وَهِيَ رَاهِنَة إِلَّا بهات , وَإِنَّ عُلُوًّا إِنْ نَهَوْا
يَسْعَى بِهَا ذُو زُجَاجَات لَهُ نُطَف مقلص أَسْفَل اَلسِّرْبَال , معتمل
وَمُسْتَجِيب لِصَوْت الصنج يَسْمَعهُ إِذَا تَرْجِع فِيهِ القينة اَلْفَضْل
وَأَبُو عُبَيْدَة يُذَكِّرهُمْ بِوَقَائِع اَلْعَرَب , وَمُقَاتِل اَلْفُرْسَان , وَالْأَصْمَعِيّ , يَنْشُدهُمْ ,
مِنْ اَلشِّعْر مَا أَحْسَنَ قَائِله , كُلًّا اَلْإِحْسَان
وَتَهُشّ نُفُوسهمْ , لِلَعِب فَيَقْذِفُونَ تِلْكَ اَلْآنِيَة , فِي أَنْهَار اَلرَّحِيق , ويصفقها
الماذي اَلْمُعْتَرِض أَيّ تَصْفِيق وتفترع تِلْكَ اَلْآنِيَة , فَيَسْمَع لَهَا أَصْوَات , تُبْعَث
بِمُثُلِهَا اَلْأَمْوَات فَيَقُول اَلشَّيْخ , حَسَن اَللَّه اَلْأَيَّام بِطُول عُمْره , آه لِمَصْرَع ,
اَلْأَعْشَى مَيْمُون وَكَمْ أَعْمَل مِنْ مطبة , أُمَوَّن ! ! وَلَقَدْ وَدِدْت أَنَّهُ , مَا صَدَّتْهُ ,
قُرَيْش لِمَا تُوَجِّه إِلَى اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِنَّمَا ذَكَّرَتْهُ اَلسَّاعَة , لِمَا
تقارعت هَذِهِ اَلْآنِيَة , بِقَوْلِهِ فِي اَلْحَائِيَّة : -
وَشُمُول تَحْسَب اَلْعَيْن , إِذَا صَفَفْت جندعها , نُور اَلذَّبْح
مِثْل رِيح اَلْمِسْك ذَاكَ رِيحهَا صَبَّتْهَا اَلسَّاقِي إِذَا قِيلَ تُوحِ
مِنْ زُقَاق التجر , فِي باطية جونه حارية , ذَات رُوح
ذَات غَوْر , مَا تُبَالِي يَوْمهَا غُرَف اَلْإِبْرِيق مِنْهَا وَالْقَدَح
وَإِذَا مَا الراح فِيهَا أزبدت أَفَلَّ الإزباد عَنْهَا فمصح
وَإِذَا مكثوكها صادمه جَانِبَاهَا كَرّ فِيهَا فَسَبَحَ
فَتَرَامَتْ بِزُجَاج مَعْمَل يُخْلِف النازخ مِنْهَا مَا نزخ
وَإِذَا غَاصَتْ رَفَعْنَا زَفَّنَا طُرُق اَلْأَوْدَاج فِيهَا فأنسفح
وَلَوْ أَنَّهُ أَسْلَمَ , لَجَازَ أَنْ يَكُون فِي دَار اَلْأَحْزَان وَيُحَدِّثنَا حَدِيثه مَعَ غَرِيب
اَلْأَوْزَان مِمَّا نَظَّمَ فِي دَار اَلْأَحْزَان , وَيُحَدِّثنَا حَدِيثه مَعَ " هوذة بْن عَلِيّ "
وَعَامِر بْن اَلطُّفَيْل " , وَيَزِيد بْن مسهر " , وعلقمة , بْن علاثة , وَسَلَامَة بْن ذِي
فائش , وَغَيْرهمْ مِمَّنْ مَدَحَهُ أَوْ هَجَاهُ وَخَافَهُ فِي اَلزَّمَن أَوْ رَجَاهُ .
ثُمَّ أَنَّهُ أَدَامَ اَللَّه تَمْكِينه يَخْطُر لَهُ حَدِيث شَيْء كَانَ يُسَمَّى اَلنُّزْهَة فِي اَلدَّار
اَلْفَانِيَة فَيَرْكَب نَجِيبًا مَنْ نَجُبْ اَلْجَنَّة خَلْق مِنْ يَاقُوت وَدُرّ فِي سجسج بَعْد عَنْ اَلْحَرّ
والقر , وَمَعَهُ إِنَاء فَيَهِجْ فَيَسِير فِي اَلْجَنَّة عَلَى غَيْر مَنْهَج , وَمَعَهُ مِنْ طَعَام
اَلْخُلُود ودخر وَلِوَالِد سَعْد , أَوْ مَوْلُود , فَإِذَا رَأَى , نُجِيبهُ يملع بَيْن كُثْبَان
اَلْعَنْبَر , وَضَمِيرَانِ , وَصْل بِصُعُوبَة , وَرَفْع صَوْته مُتَمَثِّلًا بِقَوْل , " اَلْبَكْرِيّ " .
لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تَخِبْ بِنَا اَلنَّاقَة , نَحْو العذيب , فالصيبون محقبا , زكرة وَخُبْز
رُقَاق وحباقا , وَقِطْعَة مِنْ نُون
[ يَعْنِي بالحباق جرزة البقل ]
فَيَهْتِف هَاتِف أَتُشْعِرُ أَيُّهَا اَلْعَبْد اَلْمَغْفُور , لَهُ لِمَنْ هَذَا اَلشِّعْر ?
فَيَقُول اَلشَّيْخ , نَعَمْ , حَدَّثَنَا أَهْل ثِقَتنَا عَنْ أَهْل ثِقَتهمْ يَتَوَارَثُونَ ذَلِكَ كَابِرًا
عَنْ كَابِر حَتَّى يَصِلُوهُ " بِأَبِي عَمْرو بْن اَلْعَلَاء " فَيَرْوِيه لَهُمْ عَنْ أشياخ اَلْعَرَب
وحرشه اَلضَّبَاب , وَفِي اَلْبِلَاد الكلدات وَجُنَاة الكمأة , فِي مَعَانِي اَلْبَلْدَة ,
اَلَّذِينَ لَمْ يَأْكُلُوا شِيرَاز , اَلْأَلْبَان , وَلَمْ يَجْعَلُوا اَلثَّمَر فِي الثبان , أَنَّ هَذَا
اَلشِّعْر " لِمَيْمُون بْن قَيْس أَبَّنَ جندل , أَخِي بْن رَبِيعَة , بْن ضبيعة بْن قَيْس , بْن
ثَعْلَبَة , بْن عكابة , مِنْ اَللَّه عَلَيَّ بَعْدَمَا صِرْت مِنْ جَهَنَّم عَلَى شفير , وَيَئِسَتْ مِنْ
اَلْمَغْفِرَة وَالتَّكْفِير فَيَلْتَفِت , إِلَيْهِ اَلشَّيْخ , هَشًّا , بَشَّا مُرْتَاحًا و فَإِذَا هُوَ بِشَابّ
, غرانق غَبَّرَ فِي اَلنَّعِيم , المفانق , وَقَدْ صَارَ عُشَّاهُ , حَوَر , مَعْرُوفًا وانحاء
ظَهْره قَوَامًا مَوْصُوفًا , فَيَقُول أَخْبَرَنِي كَيْفَ كَانَ خَلَاصك مِنْ اَلنَّار , وَسَلَامَتك مِنْ
قَبِيح الشنار ? فَيَقُول سَحَبَتْنِي اَلزَّبَانِيَة إِلَى سَقَر , فَرَأَيْت رَجُلًا فِي عرصات
اَلْقِيَامَة يَتَلَأْلَأ وُجْهَة تَلَأْلُؤ اَلْقَمَر , وَالنَّاس يَهْتِفُونَ بِهِ مِنْ كُلّ أَوْب , يَا مُحَمَّد
, يَا مُحَمَّد اَلشَّفَاعَة اَلشَّفَاعَة ! نِمْت بِكَذَا وَنِمْت بِكَذَا فَصَرَخَتْ فِي أَيْدِي اَلزَّبَانِيَة
يَا مُحَمَّد أَغِثْنِي فَإِنَّ لِي بِك حُرْمَة ! فَقَالَ , يَا عَلِيّ بَادَرَهُ فَأَنْظُر مَا حَرَّمَتْهُ ?
فَجَاءَنِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب , صَلَوَات اَللَّه عَلَيْهِ , وَأَنَا أَعْتَلِ كَيْ أُلْقِي , فِي
اَلدَّرْك اَلْأَسْفَل , مِنْ اَلنَّار , فَزَجَرَهُمْ عَنِّي , وَقَالَ , مَا حَرَّمَتْك ? فَقُلْت أَنَا
اَلْقَائِل
أَلَّا أيهذا السائلي أَيْنَ يممت فَإِنَّ لَهَا فِي أَهْل يَثْرِب مَوْعِدَا
فَاَلَّتِي لَا أَرْثِي لَهَا مِنْ كلامة وَلَا مِنْ حفى حَتَّى تُلَاقِي مُحَمَّدًا
مَتَى مَا تُنَاجِي عِنْد بَاب أَبَّنَ هَاشِم وَتَرَاخِي وَتَقِي مِنْ فواضله نَدَى
أَجِدك , لَمْ تَسْمَع وصاة مُحَمَّد نَبِيّ اَلْإِلَه حِين أَوْصَى وَأَشْهَدَا
إِذَا أَنْتَ لَمَّ تَرْحَل بِزَاد مِنْ اَلتَّقِيّ وَأَبْصَرَتْ بَعْد اَلْمَوْت مِنْ قَدْ
نَدِمَتْ عَلَى أَنْ لَا تَكُون كَمِثْلِهِ وَأَنَّك لَمْ تَرْصُد لِمَا كَانَ أرصدا
فَإِيَّاكَ و الميتات لَا تقربنها ! وَلَا تَأْخُذْنَ سَهْمًا حَدِيدًا لتفصدا
وَلَا تَقْرُبْنَ جَارَة إِنَّ سِرّهَا عَلَيْك حَرَام فانكحن أَوْ تأبدا
نَبِيّ يَرَى مَا لَا يَرَوْنَ وَذَكَرَهُ أَغَار لِعُمْرِي فِي اَلْبِلَاد وَأَنْجِدَا
وَهُوَ أَكْمَل اَللَّه زِينَة , اَلْمَحَافِل , بِحُضُورِهِ , يَعْرِف اَلْأَقْوَال فِي هَذَا اَلْبَيْت ,
وَإِنَّمَا أُذَكِّرهَا لِأَنَّهُ قَدْ يَجُوز أَنْ يَقْرَأ هَذَا اَلْهَذَيَان , نَاشِئ , لَمْ يَبْلُغهُ حَكَى "
اَلْفِرَاء " وَحْده أَغَار فِي مَعْنَى غَار إِذَا أَتَى , اَلْغَوْر , وَإِذَا صَحَّ هَذَا اَلْبَيْت , "
لِلْأَعْشَى " فَلَمْ يُرَدْ بِالْإِغَارَةِ إِلَّا ضِدّ الإنجاد , وَرُوِيَ عَنْ " اَلْأَصْمَعِيّ " رِوَايَتَانِ
إِحْدَاهُمَا أَنْ أَغَار فِي مَعْنَى , عَدَا عَدُوًّا شَدِيدًا , وَأَنْشُد فِي كِتَاب اَلْأَجْنَاس .
فَعَدّ طُلَّابهَا , وَتَسَلٍّ عَنْهَا بِنَاجِيَة إِذَا زَجَرَتْ تَغَيُّر
وَالْأُخْرَى أَنَّهُ كَانَ يُقَدِّم وَيُؤَخِّر فَيَقُول
لِعُمْرَيْ غَار فِي اَلْبِلَاد وَأَنْجِدَا
فَيَجِيء بِهِ عَلَى الزحاف و كَانَ " سَعِيد بْن مُسْعِدَة " , يَقُول , غَار لِعُمْرِي فِي


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:06 AM   #21
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


اَلْبِلَاد وَأَنْجِدَا
فَيَخْرِمهُ فِي اَلنِّصْف اَلثَّانِي
وَيَقُول " اَلْأَعْشَى " قُلْت لَعَلِّي وَقَدْ كُنْت أومن بِاَللَّهِ وَبِالْحِسَابِ , وَأُصَدِّق بِالْبَعْثِ
وَأَنَا فِي اَلْجَاهِلِيَّة اَلْجُهَلَاء , فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلِي , فَمَا أَيُبْلِي , عَلَى هَيْكَل , بِنَاهٍ
وَصُلْب فِيهِ وَصَارَا
يَتَرَاوَح مِنْ صَلَوَات اَلْمَلِيك صُوَرًا سُجُودًا وَطَوْرًا جؤارا
بِأَعْظَم مِنْك تُقَى فِي اَلْحِسَاب إِذَا اَلنَّسَمَات نَفَضْنَ الغبارا
فَذَهَبَ عَلَيَّ إِلَى اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ يَا رَسُول اَللَّه , هَذَا أَعَسَى
قَيْس " , قَدْ رُوِيَ مَدْحه فِيك , وَشَهِدَ أَنَّك نَبِيّ مُرْسَل فَقَالَ هَلَّا جَاءَنِي فِي اَلدَّار
اَلسَّابِقَة ? فَقَالَ عَلَيَّ : قَدْ جَاءَ وَلَكِنْ صَدَّتْهُ قُرَيْش وَحُبّه لِلْخَمْرِ فَشَفَعَ لِي فَأَدْخَلَتْ
اَلْجَنَّة , عَلَى أَنْ لَا أَشْرَب فِيهَا خَمْرًا , فَقَرَّتْ عَيْنَايَ بِذَلِكَ , وَإِنَّ لِي منادح فِي
اَلْعَسَل وَمَاء اَلْحَيَوَان وَكَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَتُبْ مِنْ اَلْخَمْر فِي اَلدَّار اَلسَّاخِرَة , لَمْ
يَسُقْهَا فِي اَلْآخِرَة .
وَيَنْظُر اَلشَّيْخ فِي رِيَاض اَلْجَنَّة فَيَرَى قَصْرَيْنِ منيفين فَيَقُول فِي نَفْسه , لأبلغن
هَذَيْنِ اَلْقَصْرَيْنِ , فَأَسَالَ لِمَنْ هُمَا ? فَإِذَا قَرُبَ إِلَيْهِمَا رَأْي , عَلَى أَحَدهمَا مَكْتُوبًا
هَذَا اَلْقَصْر , لِزُهَيْر بْن أَبِي سَلْمَى المزني " وَعَلَى اَلْآخَر , هَذَا اَلْقَصْر , لِعَبِيد
بْن اَلْأَبْرَص اَلْأَسَدِيّ " , فَيَعْجَب مِنْ ذَلِكَ وَيَقُول هَذَانِ , مَاتَا فِي اَلْجَاهِلِيَّة , وَلَكِنَّ
رَحْمَة رَبّنَا , وَسِعَتْ كُلّ شَيْء وَسَوْفَ أَلْتَمِس لِقَاء هَذَيْنِ اَلرَّجُلَيْنِ , فَأَسْأَلهُمَا بِمَ
غَفَرَ لَهُمَا , فَيَبْتَدِئ بِزُهَيْر فَيَجِدهُ , شَابًّا , كَالزَّهْرَةِ , اَلْجِنِّيَّة , قَدْ وَهَبَ بُلْه
قَصْر مَنْ وَنِيَّة , كَأَنَّهُ مَا لَبِسَ جِلْبَاب هَرَم , وَلَا تَأَفُّف مِنْ البرم , وَكَأَنَّهُ لَمْ يُقِلّ
, فِي اَلْمِيمِيَّة .
سَمَّتْ تَكَالِيف اَلْحَيَاة , وَمَنْ يَعِشْ ثَمَانِينَ حَوْلًا , لَا أَبَا لَك يَسْأَم
وَلَمْ يُقِلّ فِي اَلْأُخْرَى
أَلَمْ تَرْنِي عَمَرَتْ تِسْعِينَ حُجَّة
وَعَشْرًا تِبَاعًا عِشْتهَا وثمانيا ?
فَيَقُول جِير جِير , ! أَنْتَ أَبُو كَعْب وَيُجِير ? فَيَقُول ? نَعَمْ فَيَقُول ادام اَللَّه عِزَّة
, بِمَ غَفَرَ لَكَبَّ وَقَدْ كُنْت فِي زَمَان اَلْفَتْرَة , وَالنَّاس همل , لَا يُحْسِن مِنْهُمْ اَلْعَمَل
? فَيَقُول : كَانَتْ نَفْسِي , مِنْ اَلْبَاطِل , نُفُورًا , فَصَادَفْت مَلِكًا غَفُورًا , وَكُنْت
مُؤْمِنًا بِاَللَّهِ اَلْعَظِيم وَرَأَيْت فِيمَا يَرَى اَلنَّائِم حَبْلًا نَزَلَ مِنْ اَلسَّمَاء فَمَنْ تُعَلِّق
بِهَا مِنْ سُكَّان اَلْأَرْض , سَلَّمَ , فَعَلِمَتْ أَنَّهُ أَمْر مِنْ أَمْر اَللَّه فَأَوْصَيْت بُنِّيّ وَقُلْت
لَهُمْ عِنْد اَلْمَوْت , إِنْ قَامَ قَائِم , يَدْعُوكُمْ إِلَى عِبَادَة اَللَّه فَأَطِيعُوهُ , وَلَوْ
أَدْرَكَتْ مُحَمَّدًا لَكُنْت أَوَّل اَلْمُؤْمِنِينَ , وَقُلْت فِي اَلْمِيمِيَّة وَالْجَاهِلِيَّة , عَلَى السكنة
والسفة ضَارِب بالجران : ‎
فَلَا تَكْتُمْنَ اَللَّه مَا فِي نُفُوسكُمْ
لِيُخْفِيَ , وَمِنْهَا يَكْتُم اَللَّه يَعْلَم
يُؤَخِّر , فَيُوضَع فِي كِتَاب , فَيَدَّخِر
لِيَوْم اَلْحِسَاب , أَوْ يُعَجِّل فَيَنْقِم
فَيَقُول : ألست اَلْقَائِل
وَقَدْ أَغْدُو عَلَى ثبة كِرَام , نشاوي واجدين لِمَا نَشَاء يَجْرُونَ اَلْبُرُود وَقَدْ تَمَشَّتْ
حَمِيَا اَلْكَأْس فِيهِمْ , وَالْغِنَاء
أفأطلقت لَك اَلْخَمْر كَغَيْرِك مِنْ أَصْحَاب اَلْخُلُود ? أَمْ حَرَّمَتْ عَلَيْك مِثْلَمَا حَرَمَتْ عَلَى
" أَعْشَى قَيْس " فَيَقُول زُهَيْر : أَنَّ أَخَا بَكْر أَدْرَكَ مُحَمَّدًا , فَوَجَبَتْ عَلَيْهِ اَلْحُجَّة ,
لِأَنَّهُ بَعَثَ بِتَحْرِيم اَلْخَمْر وَحَظْر مَا قَبَّحَ مِنْ أَمْر , وَهَلَكْت أَنَا وَالْخَمْر , كَغَيْرِهَا
مِنْ اَلْأَشْيَاء يَشْرَبهَا أَتْبَاع اَلْأَنْبِيَاء فَلَا حُجَّة عَلَيَّ
فَيَدْعُوهُ اَلشَّيْخ إِلَى اَلْمُنَادَمَة فَيَجِدهُ مِنْ ظراف اَلنُّدَمَاء فَيَسْأَلهُ عَنْ أَخْبَار
اَلْقُدَمَاء .
وَمَعَ اَلْمُنْصِف باطية مِنْ اَلزُّمُرُّد , فِيهَا مِنْ اَلرَّحِيق , اَلْمَخْتُوم شَيْء يَمْزُج
بِزَنْجَبِيل , اَلْمَاء أَخَذَ مِنْ سَلْسَبِيل فَيَقُول زَاد اَللَّه فِي أَنْفَاسه أَيْنَ هَذِهِ الباطية
, مِنْ اَلَّتِي ذَكَرَهَا السروي فِي قَوْله
وَلَنَا باطية مَمْلُوءَة , جونه يَتْبَعهَا برذينها فَإِذَا مَنَّا حاردت أَوْ بكأت , فِي
عَنْ خَاتَم أُخْرَى طِينهَا .
ثُمَّ يَنْصَرِف إِلَى " عَبِيد " فَإِذَا هُوَ قَدْ أَعْطَى بَقَاء اَلتَّأْيِيد , فَيَقُول , اَلسَّلَام
عَلَيْك يَا أَخَا بَنِي أَسَد فَيَقُول وَعَلَيْك اَلسَّلَام وَأَهْل اَلْجَنَّة أَذْكِيَاء , لَا يُخَالِطهُمْ
اَلْأَغْبِيَاء , لَعَلَّك تُرِيد أَنْ تَسْأَلنِي بْن غَفَرَ لِي ? فَيَقُول أَجْل وَأَنَّ فِي ذَلِكَ لعجبا !
أألفيت حَكَمًا لِلْمَغْفِرَةِ مُوجِبًا وَلَمْ يَكُنْ عَنْ اَلرَّحْمَة مُحَجَّبًا ? فَيَقُول عَبِيد , أَخْبَرَك
أَنِّي دَخَلْت اَلْهَاوِيَة وَكُنْت قُلْت فِي أَيَّام اَلْحَيَاة .
مَنْ يَسْأَل اَلنَّاس يَحْرِمُوهُ وَسَائِل اَللَّه لَا يَخِيب
وَسَارَ هَذَا اَلْبَيْت فِي آفَاق , اَلْبِلَاد , فَلَمْ يَزَلْ , يَنْشُد وَيَخِفّ عَنِّي اَلْعَذَاب , حىت
أَطْلَقَتْ , مِنْ اَلْقُيُود وَالْأَصْفَاد , ثُمَّ كَرَّرَ إِلَى أَنْ شَمَلَتْنِي اَلرَّحْمَة , بِبِرْكَة ذَلِكَ
اَلْبَيْت , وَإِنَّ رَبّنَا لِغَفُور رَحِيم .
فَإِذَا سَمِعَ اَلشَّيْخ ثَبَتَ اَللَّه وَطْأَته , وَمَا قَالَ ذَاكَ اَلرَّجُلَانِ طَمَع فِي سَلَامه كَثِير
مِنْ أَصْنَاف اَلشُّعَرَاء .
فَيَقُول لِعَبِيد , أَلُكْ عِلْم بِعُدَيّ بْن زَيْد اَلْعَبَّادِيّ ? فَيَقُول , هَذَا مَنْزِله , قَرِيبًا
, مِنْك فَيَقِف عَلَيْهِ فَيَقُول , كَيْفَ كَانَتْ سَلَامَتك , عَلَى اَلصِّرَاط وَمُخَلِّصك مِنْ بَعْد
اَلْإِفْرَاط ? فَيَقُول إِنِّي كُنْت عَلَى دِين اَلْمَسِيح , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَتْبَاع , اَلْأَنْبِيَاء ,
قَبْل أَنْ يَبْعَث مُحَمَّد فَلَا بَأْس عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا اَلتَّبِعَة , عَلَى مَنْ سَجَدَ لِلْأَصْنَامِ وَعَدَ
فِي اَلْجَهَلَة , مِنْ اَلْأَنَام , فَيَقُول اَلشَّيْخ " يَا أَبَا سوادة , أَلَّا تُنْشِدنِي
اَلصَّادِيَّة فَإِنَّهَا بَدِيعَة مِنْ أَشْعَار اَلْعَرَب , ? فَيَنْبَعِث مُنْشِدًا . , أَبْلَغَ خَلِيلَيْ عَبْد
هِنْد فَلَا زِلْت قَرِيبًا مِنْ سَوَاد اَلْخُصُوص
مُوَازِي اَلْقُرَّة . أَوْ دُونهَا غَيْر بَعِيد مِنْ غمير اَللُّصُوص
تَجْنِي لَك الكمأة ربعية بالخب تَنْدَى فِي أُصُول القصيص
تفنصك اَلْخَيْل , وَتَصْطَادك اَلطَّيْر وَلَا تنكع لَهْو القنيص
تَأْكُل مَا شِئْت وَتَعْتَلِهَا , حَمْرَاء مُلَخَّص كَلَوْن اَلْفُصُوص
غَيَّبَتْ عَنِّي عَبْد فِي سَاعَة اَلشَّرّ وجنبتب أَوَان اَلْعَوِيص
لَا تَنْسَيْنَ ذَكَرِي عَلَى لَذَّة اَلْكَأْس وطوف بالخذوف النحوص
إِنَّك ذُو عَهْد , وَذُو مُصَدِّق مُخَالِفًا هَدْي اَلْكَذُوب اللموص
يَا عَبْد هَلْ تُذَكِّرنِي سَاعَة فِي مَوْكِب أَوْ رَائِدًا للقنيص
يَوْمًا مَعَ اَلرَّكْب , إِذَا أوفضوا نَرْفَع فِيهِمْ مِنْ نجاء القلوص
قَدْ يُدْرِك صَدْرك فِي رِيبَة يَذْكُر مِنِّي تَلَفِيّ أَوْ حلوص
يَا نَفْس أَبْقِي , وَأَتَّقِي شَتْم ذِي اَلْأَغْرَاض أَنَّ اَلْحُلْم مَا إِنْ ينوص
يَا لَيْتَ شِعْرِي وَأَنَّ ذُو عُجَّة مَتَى أَرَى شُرْبًا حَوَالَيْ أَصِيص
بَيْت جلوف بَارِد ظَلَّهُ فِيهِ ظِبَاء ودواخيل خُوص والربوب
اَلْمَكْفُوف أردانه يَمْشِي رُوَيْدًا كتوقي الرهيص ينفح مَنْ يَنْفُخ
مَنَّ أردانه اَلْمِسْك وَالْعَنْبَر والغلوى وَلَبَنِيّ قفوص
وَالْمُشْرِف اَلْمَشْمُول نُسْقِي بِهِ أَخْضَر مطموثا بِمَاء الخريص
ذَلِكَ خَيْر مِنْ فيوج عَلَى اَلْبَاب وَقَيْدَيْنِ وَغِلّ قروص أَوْ مُرْتَقِي
نيق عَلَى نقنق أُدَبِّر عُود ذِي إكاف فَمُوصٍ لَا يُثَمِّن اَلْبَيْع
وَلَا يَحْمِل الردف وَلَا يُعْطِي بِهِ قَلْب خُوص أَوْ مِنْ نُسُور , حَوْل , مَوْتِي مَعًا , يَأْكُلْنَ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:08 AM   #22
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


لَحْمًا مِنْ طَرِيّ القريص .
فَيَقُول اَلشَّيْخ أَحْسَنْت وَاَللَّه أَحْسَنْت لَوْ كُنْت اَلْمَاء اَلرَّاكِد لَمَا أَسَنَّتْ , نُوقِد
عِلْم أَدِيب مِنْ أُدَبَاء اَلْإِسْلَام , قَصِيدَة , عَلَى هَذَا اَلْوَزْن , وَهُوَ اَلْمَعْرُوف بِأَبِي
بَكْر بْن بِدُرَيْد قَالَ
يَسْعَد ذَوَّبَ اَلْجَدّ وَيُشْقِي اَلْحَرِيص لَيْسَ لِخَلْق عَنْ قَضَاء مَحِيص وَيَقُول فِيهَا
أَيْنَ مُلُوك اَلْأَرْض مِنْ حِمْيَر أَكْرَم مَنْ نَصَّتْ إِلَيْهِمْ , فلوص ?
" جيفر اَلْوَهَّاب " أَوْ دي بِهِ دَهْر عَلَى هَدْم اَلْمَعَالِي حَرِيص
إِلَّا أَنَّك يَا أَبَا سوادة أَحْرَزَتْ فَضِيلَة اَلسَّبْق
وَمَا كُنْت أَخْتَار لَك أَنْ تَقُول يَا لَيْتَ شِعْرِي يوان ذُو عُجَّة
لِأَنَّك لَا تَخْلُو مِنْ أَحَد أَمْرَيْنِ
إِمَّا أَنْ تَكُون قَدْ وَصَلَتْ هَمْزَة اَلْقَطْع وَذَلِكَ رَدِيء عَلَى أَنَّهُمْ قَدْ أَنْشَدُوا :
أَنَّ لَمْ أُقَاتِل بِالْإِغْوَاءِ بُرْقُعًا , وفتخات فِي اَلْيَدَيْنِ أَرْبَعًا وَيَزِيد مَا فَعَلَتْ مِنْ
إِسْقَاط اَلْهَمْزَة بُعْدًا أَنَّك حَذَقْت اَلْأَلِف اَلَّتِي بَعْد اَلنُّون , فَإِذَا حَذَفَتْ , اَلْهَمْزَة
مِنْ أَوَّل اَلْكَلِمَة بَقِيَتْ عَلَى حَرْف وَاحِد , وَذَلِكَ بِهَا إِحْلَال .
وَإِمَّا أَنْ تَكُون حَقَّقَتْ اَلْهَمْزَة , فَجَعَلَتْهَا بَيْن بَيْن , ثُمَّ اِجْتَرَأَتْ عَلَى
تَصْبِيرهَا أَلِفًا خَالِصَة , وَحِسّك بِهَذَا نَقْضًا لِلْعَادَةِ وَمِثْل ذَلِكَ قَوْل اَلْقَائِل
يقولبون مَهْلًا لَيْسَ لِلشَّيْخِ عيل فَهَا أَنَا قَدْ أعيلت وَأَنَّ رقوب وَلَوْ قَلَّتْ
يَا لَيْتَ شِعْرِي أَنَا ذُو عجه
فَحَذَفَتْ اَلْوَاو , لَكَانَ عِنْدِي أُحْسِن وَأُشْبِه فَيَقُول عُدَيّ اِبْن زَيْد , إِنَّمَا قُلْت كَمَا
سَمِعَتْ أَهْل زَمَنِيّ يَقُولُونَ , وَحَدَّثَتْ لَكُمْ فِي اَلْإِسْلَام , أَشْيَاء لَيْسَ لَنَا بِهَا عِلْم ,
فَيَقُول اَلشَّيْخ , لَا أَرَاك تَفَهُّم مَا أُرِيدهُ , مِنْ اَلْأَغْرَاض , وَلَقَدْ هَمَمْت أَنْ أَسْأَلك
عَنْ بَيْتك اَلَّذِي اِسْتَشْهَدَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَهُوَ قَوْلك .
أَرْوَاح مُوَدِّع , أَوْ بكور أَنْتَ فَأَنْظُر لِأَيّ حَال , تَصِير
فَإِنَّهُ يَزْعُم أَنَّ ( أَنْتَ ) يَجُوز بِأَنْ يَرْتَفِع بِفِعْل مُضْمَر , يُفَسِّرهُ قَوْلك , فَانْظُرْ
وَأَنَا أَسْتَبْعِد هَذَا اَلْمَذْهَب , وَلَا أُضْنِك أَرَدْته , فَيَقُول عُدَيّ , بْن زَيْد , دَعْنِي مِنْ
هَذِهِ اَلْأَبَاطِيل , وَلَكِنِّي , كُنْت فِي اَلدَّار , اَلْفَانِيَة , صَاحِب , قَنْص , وَلَعَلَّهُ قَدْ
بَلَّغَك قَوْلِي , وَلَقَدْ , أغدوا , بِطَرَف زَانَهُ , وَجْه , منزوف , وَخَدّ كَالْمُسِنِّ ذِي
قَلِيل مشنق , قَائِده يَسُرّ فِي اَلْكَفّ نَهْد ذِي عسن
مُدْمَج كَالْقَدَحِ , لَا عَيْب بِهِ , فَيَرَى فِيهِ وَلَا صَدْع أَبَّنَ رمه الباري فَسِوَى دَاره
غَمْر كَفَّيْهِ وَتَخْلِيق اَلسُّفُن أَيّ ثَغْر , مَا يُخَفِّف يَنْدُب لَهُ وَمَتَى يُخِلّ مِنْ
القود يَصُنَّ كَرَبِيب اَلْبَيْت , جُلّه , طَاعَة اَلْعَضّ , وتسحير اَللَّبَن
فَبَلَغَنَا صُنْعه , حَقّ شَتَّا نَاعِم اَلْبَال لجوجا فِي اَلسُّنَن
فَإِذَا جَالَ حِمَار مُوحِش وَنَعَام نَافِر بَعْد عَنْ
شاءنا ذُو ميعة يُبْطِنَا خَمْر اَلْأَرْض وَتَقْدِيم الجنن
يَدْأَب اَلشَّدّ بسح مُرْسَل , كَاحْتِفَال اَلْغَيْث بِالْمُرِّ اليفن
أَنْسَلّ الذرعان غَرْب خذم وَعُلَا الربرب أَزَّمَ لَمْ يَدِنْ
فَاَلَّذِي يُمْسِكهُ يَحْمَدهُ تئق كَالسَّيِّدِ مُمْتَدّ الرسن
وَإِذَا نَحْنُ لَدَيْنَا أَرْبَع يَهْتَدِي اَلسَّائِل عَنَّا بالدخن
وَقُولِي فِي اَلْقَافِيَة
وَمُجَوِّد قَدْ أسجهر تناوير كَلَوْن العهون فِي الأعلاق
عَنْ خَرِيف سَقَاهُ نَوْء مِنْ اَلدَّلْو وَلَمْ نُوَارِ اَلْعِرَاقِيّ
لَمْ يَعُبّهُ إِلَّا الأداحي فَقَدَ وَبَرَّ بَعْض بِالْإِغْوَاءِ فِي اَلْأَفَّاق
وإران اَلثِّيرَان حَوْل نعاج مطفلات , يَحُمْنَ بالأرواق
قَدْ تبطنته بِكَفَّيْ خَرَاج مِنْ اَلْخَيْل فَاضِل فِي اَلسِّبَاق يَسُرّ فِي
القياد نَهْد ذفيف اَلْعَدُوّ عبل اَلشَّوَى أَمِين اَلْعِرَاق
لِمَ يُقِيل حُرّ المقيظ وَلَمْ يُلْجِم لطوف وَلَا فَسَاد نزاق
غَيْر تَيْسِيره لِغُرَبَاء أَنْ كَانَتْ وَحَرْب أَنْ قَلَّصَتْ عَنْ سَاق
وَلَهُ اَلنَّعْجَة المري تُجَاه اَلرَّكْب عَدْلًا بِالْإِغْوَاءِ الخراق
والخدب اَلْعَارِي اَلزَّوَائِد ملحفان دَانِي اَلدِّمَاغ للآماق
فَهَلْ لَك أَنْ نَرْكَب فَرَسَيْنِ مِنْ خَيْل اَلْجَنَّة , فَنَبْعَثهُمَا عَلَى صيرانها وَخَيْطَانِ نعامها
وَأَسْرَاب ظِبَائِهَا وعانات حَمَّرَهَا , فَإِنَّ للقيص لَذَّة قَدْ تنغضت لَك بِهَا ? فَيَقُول
اَلشَّيْخ إِنَّمَا أَنَا صَاحِب قَلَّمَ وَسَلَّمَ لَمْ أَكُنْ صَاحِب خَيْل , وَلَا مِمَّنْ تيسحب طَوِيل ,
اَلذَّيْل , وَزُرْتُك , إِلَى مَنْزِلك بِالْإِغْوَاءِ بِسَلَامَتِك , مِنْ اَلْجَحِيم , وَتَنَعُّمك بِعَفْو
اَلرَّحِيم وَمَا يُؤَمِّننِي إِذَا رَكِبَتْ ظَرْفًا زعلا رَتَعَ فِي رِيَاض اَلْجَنَّة فَاضَ مِنْ اَلْأَشِر
مستسعلا وَأَنَا كَمَا قَالَ , اَلْقَائِل
لَمْ يَرْكَبُوا اَلْخَيْل , إِلَّا بَعْدَمَا , كَبُرُوا
فَهُمْ ثِقَال , عَلَى أكنافها , عُنْف
أَنْ يَلْحَقُونِي مَا لَحِقَ , " جلما " صَاحِب " اَلْمُتَجَرِّدَة " لِمَا حَمَلَ عَلَى اَلْيَحْمُوم ,
وَالتَّعَرُّض لَمَّا لَمْ تَسْبِق بِهِ اَلْعَادَة مِنْ الموم وَقَدْ بَلَّغَك مَا لَقِيَ وَلَّى , " وهير "
لِمَا وَقَصَّ عَنْ العتد , ذِي المير , فَسَلَكَ فِي طَرِيق وَعَبَّ , وَمَا أَنْتَفِع بِبُكَاء , " ‎
عكب " وَكَذَلِكَ وَلَدَك ‎ " علقمة " حَلَتْ فِي اَلْعَاجِلَة , بِهِ اَلنِّقْمَة , لِمَا رَكِبَ لِلصَّيْدِ
فَأَصْبَحَ كَجَدِّهِ " زِيدَ " ‎ وَقُلْت فِيهِ
أَنْعَمَ صَبَاحًا , عَلْقَم بْن عُدَيّ , أثويت اَلْيَوْم لَمْ تَرْحَل !
وَإِنِّي لأحار يَا مَعْشَر اَلْعَرَب فِي هَذِهِ اَلْأَوْزَان , اَلَّتِي نُقِلّهَا عَنْكُمْ اَلثِّقَات
وَتَدَاوَلْتهَا اَلطَّبَقَات وَمِنْ كَلِمَتك اَلَّتِي عَلَى اَلرَّاء وَأَوَّلهَا .
وَقَدْ آنَ تَصْحُو أَوْ تَقْصُر وَقَدْ أَتَى لِمَا عَهِدَتْ عَصْر عَنْ مبرفات بِالْبَرَّيْنِ وَتَبْدُو
بِالْأَكُفِّ اللامعات سُور بَيْض , عَلَيْهِنَّ الدمقس وَبِالْأَعْنَاقِ , مِنْ تَحْت الأكفة دُرّ
وَيَجُوز أَنْ يَقْذِفنِي اَلسَّابِح عَلَى صُخُور زُمُرُّد فَيَكْسِر لِي عَضُدًا أَوْ سَاقًا فَأَصِير ضِحْكَة


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:09 AM   #23
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


فِي أَهْل اَلْجِنَان .
فَيَتَبَسَّم عُدَيّ وَيَقُول وَيَحُكّ ! أَمَا عَلِمَتْ أَنَّ اَلْجَنَّة لَا يَرْهَب لَدَيْهَا اَلسَّقَم تَنْزِل
بِسَاكِنِهَا اَلنِّقَم ‎ ? فَيَرْكَبَانِ سَابِحِينَ مِنْ خَيْل , اَلْجَنَّة , مُرَكَّب , كُلّ وَاحِد ,
مِنْهُمَا , لَوْ عَدَلَ بِمَمَالِك اَلْعَاجِلَة , اَلْكَائِنَة , مِنْ أَوَّلهَا إِلَى آخِرهَا لَرَجَّحَ بِهَا
وَزَادَ فِي اَلْقِيمَة عَلَيْهَا فَإِذَا نَظَرَ إِلَى صَوَارٍ , تَرْتَع , فِي دقاري اَلْفِرْدَوْس [
والدقاري اَلرِّيَاض ] صَوْب مَوْلَايَ اَلشَّيْخ اَلْمُطَّرِد . [ وَهُوَ اَلرُّمْح اَلْقَصِير ] لأخنس
ذيال , قَدْ رَتَعَ هُنَاكَ طَوِيل أَيَّام وَلَيَالٍ , فَإِذَا لَمْ يَبْقَ بَيْن اَلسِّنَان و بَيْنه ,
إِلَّا قَدْ ظَفِرَ , قَالَ أَمْسك رَحِمَك اَللَّه فَإِنِّي لَسْت مِنْ وَحْش اَلْجَنَّة , اَلَّتِي أَنْشَأَهَا
اَللَّه سُبْحَانه وَلَمْ تَكُنْ فِي اَلدَّار اَلزَّائِلَة , وَلَكِنِّي كُنْت فِي محلة اَلْغُرُور أرود
فِي بَعْض القفار فَمَرَّ بِي رَكِبَ مُؤْمِنُونَ قَدْ كَرَيّ زَادَهُمْ , فَصَرَعُونِي وَاسْتَعَانُوا فِي
اَلْخُلُود فَيَكُفّ عَنْهُ مَوْلَايَ اَلشَّيْخ اَلْجَلِيل .
وَيَعْمِد لِعِجْل , وَحْشِيّ , مَا اَلتَّلَف عِنْده بمخشي فَإِذَا صَارَ الخرص مِنْهُ بِقَدْر أُنْمُلَة
قَالَ , أَمْسَكَ يَا عَبْد اَللَّه , فَإِنَّ اَللَّه أَنْعَمَ عَلَيَّ وَرَفَعَ عَنِّي اَلْبُؤْس وَذَلِكَ أَنِّي
صَادَنِي صَائِد بِمِخْلَب وَكَانَ إهابي لَهُ كَالسَّلْبِ فَبَاعَهُ , فِي بَعْض اَلْأَمْصَار , وَصَرَّاهُ
لِلِسَانِيَّة صَارَ , فَأَتَّخِذ مِنْهُ غَرْب , شُفِيَ بِمِائَة اَلْكَرْب وَتَطَهُّر بنزيعه , اَلصَّالِحُونَ
فَشَمَلَتْنِي بَرَكَة مِنْ أُولَئِكَ فَدَخَلَتْ اَلْجَنَّة أُرْزَق فِيهَا بِغَيْر حِسَاب فَيَقُول اَلشَّيْخ ,
فَيَنْبَغِي أَنْ تَتَمَيَّزْنَ فَمَا كَانَ مِنْكُنَّ دَخْل , اَلْفَانِيَة فَمَا يَجِب أَظُنّ يَخْتَلِط بِوُحُوش
الجية , فَيَقُول , ذَلِكَ اَلْوَحْشِيّ لَقَدْ نَصَحَتْنَا نُصْح اَلشَّفِيق و سَوْفَ نَتَمَثَّل مَا أَمَرَّتْ
وَيَنْصَرِف مَوْلَايَ اَلشَّيْخ اَلْجَلِيل وَصَاحِبه عُدَيّ , فَإِذَا هُمَا بَرْجَل يحتلب نَاقَة , فِي
إِنَاء مَنْ ذَهَبَ فَيَقُولَانِ مِنْ اَلرَّجُل ? فَيَقُول أَبُو ذؤيب اَلْهَزْلِيّ , فَيَقُولَانِ حَيِيَتْ
وَسَعِدَتْ لَا شَقِيَتْ فِي عَيْشك , وَلَا بَعُدَتْ أَتُحْلَبُ مه أَنْهَار لَبَن ? ‎ كَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ الغبن
فَيَقُول وَإِنِّي ذَكَرْت قَوْلِي فِي اَلدَّهْر اَلْأَوَّل
وَأَنَّ حَدِيثًا مِنْك لَوْ تَعْلَمِينَهُ .
نَجْنِي اَلنَّحْل فِي أَلْبَان عَوَّذَ , مطافل مطافيل أَبْكَار , حَدِيث نِتَاجهَا تشاب بِمَاء
مِثْل مَاء اَلْمَفَاصِل فَقَيَّضَ اَللَّه , بِقُدْرَتِهِ لِي هَذِهِ اَلنَّاقَة , عائذا مطفلا وَكَانَ
بِالنِّعَمِ مُتَكَفِّلًا , فَقُمْت بِالْإِغْوَاءِ عَلَى اَلْعَادَة , وَأُرِيد أَنْ أشوب ذَلِكَ بِضَرْب نَحْل
تَبِعْنَ فِي اَلْجَنَّة طَرِيقَة اَلْفَحْل .
فَإِذَا أمتلأ إِنَاؤُهُ مِنْ اَلرُّسُل كَوَّنَ الباري , جُلْت , عَظَمَته , خَلِيَّة مِنْ اَلْجَوْهَر ,
رَتَعَ ثولها فِي اَلزَّهْر , فأجتني ذَلِكَ أَبُو ذؤيب وَمَرَج حَلِيبه بِلَا رَيْب , أَلَّا
تَشْرَبَانِ ? فَيُجَرِّعَانِ , مِنْ ذَلِكَ المحلب جَرَّعَا لَوْ فَرَّقَتْ عَلَى أَهْل سَقَر لفازوا
بِالْخُلْدِ شَرْعًا , فَيَقُول عَدِّي , وَالْحَمْد لِلَّهِ اَلَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ
لَوْلَا أَنَّ هُدَانَا اَللَّه لَقَدْ جَاءَتْ رُسُل رَبّنَا بِالْحَقِّ , وَنُودُوا أَنَّ تِلْكُمْ اَلْجَنَّة ,
أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " ‎ ? ‎
وَيَقُول أَدَامَ تَمْكِينه لِعَدِّي جِئْت بِشَيْئَيْنِ فِي شِعْرك , وَدِدْت أَنَّك لَمْ تَأْتِ بِهِمَا ,
أَحَدهمَا قَوْلك .
فَصَافٍ بِفَرْي جُلّه , عَنْ سراته يبذ اَلرِّهَان فَارِهًا مُتَشَبِّعًا
وَالْآخِر قَوْلك
فَلَيْتَ دَفَعَتْ اَلْهَمّ عَنِّي سَاعَة . فَنُمْسِي عَلَى مَا خُيِّلَتْ نَاعِمَيْ بَال فَيَقُول عُدَيّ
بعباديته يَا مكبور لَقَدْ رُزِقَتْ مَا يُكَبّ أَنَّ أَنْ يَشْغَلك عَنْ القريض إِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ
تَكُون كَمَا قِيلَ لَك " كَلُّوا وَأَشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " , قَوْله [ يَا
مكبور يُرِيد يَا مَجْبُور فَجَعَلَ اَلْجِيم كَافًا , وَهِيَ لُغَة , رَدِيئَة , يَسْتَعْمِلهَا , أَهْل
اَلْيَمَن , وَجَاءَ فِي بَعْض اَلْأَحَادِيث , أَنَّ اَلْحَارِث بْن هَانِئ بْن أَبِي شَمَّرَ بْن جِبِلَّة
اَلْكَنَدِيّ أستلحم يَوْم ساباط فَنَادَى يَا حِكْر يَا حِكْر , يُرِيد يَا حَجَر بْن عُدَيّ
الأدبر , فَعَطَفَ عَلَيْهِ فاستنقذه وَيُكَبّ فِي مَعْنَى يَجِب ] فَيَقُول زَاد اَللَّه فِي
أَنْفَاسه إِنِّي سَأَلْت رَبِّي عِزّ سُلْطَانه , أَلَّا يَحْرِمنِي إِلَى ذَلِكَ , " وَلَهُ اَلْحَمْد فِي
اَلسَّمَوَات وَالْأَرْض , وَعَشِيًّا وَحِين تَظْهَرُونَ " .
وَيَمْضِي فِي نُزْهَته , تِلْكَ بِشَابَّيْنِ , يَتَحَادَثَانِ , كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا عَلَى بَاب قَصْر ,
مِنْ دُرّ قَدْ أَعْفَى , مِنْ اَلْبُؤْس وَالضُّرّ , فَيُسَلِّم عَلَيْهِمَا وَيَقُول , مَنْ أَنْتُمَا رَحِمَكُمَا
اَللَّه وَقَدْ فَعَلَ ? فَيَقُولَانِ نَحْنُ اَلنَّابِغَتَانِ نَابِغَة بُنِيَ جعدة , وَنَابِغَة بُنِّيّ ذُبْيَان
, فَيَقُول ثَبَّتَ اَللَّه وَطْئِهِ أَمَّا نَابِغَة بْن جعدة , فَقَدْ اِسْتَوْجَبَ مَا هُوَ فِيهِ
بِالْحَنِيفِيَّةِ , وَأَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا أمامة , فَمَا أَدْرِي مَا هيانك ? [ أَيْ مَا جِهَتك ]
فَيَقُول اَلذُّبْيَانِيّ إِنِّي كُنْت مَقَرًّا , بِاَللَّهِ , وَحَجَجْت اَلْبَيْت فِي اَلْجَاهِلِيَّة , أَلَمْ
تَسْمَع قَوْلِي


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:11 AM   #24
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


تَسْمَع قَوْلِي
فَلَا لَعَمْر اَلَّذِي قَدْ زُرْته حُجَجًا وَمَا هريق عَلَى اَلْأَنْصَاب مِنْ جَسَد
وَالْمُؤْمِن العائذات اَلطَّيْر تَمْسَحهَا ركبان مَكَّة , بَيْن الغيل , وَالسَّنَد ,
وَقُولِي
حَلَفَتْ فَلَمْ أَتْرُك لِنَفْسِك , رِيبَة وَهَلْ يَأْثَمْنَ ذُو إمة , وَهُوَ طَائِع
بِمُصْطَحِبَات مَنَّ لِصَافٍ وَنَبْرَة يُرِدْنَ اَلْآلَات , سِيَرهنَّ تُدَافِع
وَلَمْ أُدْرِك اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَتَقُوم اَلْحُجَّة عَلَيَّ بِخِلَافَة , وَأَنَّ اَللَّه
تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ , عَزَّ مَلِكًا وَجَلَّ , يَغْفِر مَا عَظُمَ بِمَا قَلَّ , فَيَقُول لَا زَالَ قَوْله
عَالِيًا , يَا أَبَا سوادة , وَيَا أَبَا أمامة , وَيَا أَبَا لَيْلَى , اِجْعَلُوهَا سَاعَة
مُنَادَمَة , فَإِنَّ مِنْ قَوْل شَيْخنَا اَلْعَبَّادِيّ , أَيُّهَا اَلْقَلْب , تُعَلِّل , بَدَّدْنَ إِنَّ هَمِّي فِي
سَمَاع وَأُذُن وَشَرَاب خسرواني إِذَا ذَاقَهُ اَلشَّيْخ تُغْنِي وأرجحن
وَقَالَ
وَسَمَاع يَأْذَن اَلشَّيْخ لَهُ وَحَدِيث مِثْل ماذي , مُشَار
فَكَيْفَ لَنَا بِأَبِي بَصِير ? فَلَا تُتِمّ اَلْكَلِمَة , إِلَّا وَأَبُو بَصِير , قَدْ خمسهم ,
فَيُسَبِّحُونَ اَللَّه وَيُقَدِّسُونَهُ , وَيَحْمَدُونَهُ عَلَى أَنَّ جَمْع بَيْنهمْ وَيَتْلُو جُمَل اَللَّه
بِبَقَائِهِ هَذِهِ اَلْآيَة , " وَهُوَ عَلَى جَمْعهمْ إِذَا يَشَاء قَدِير " .
فَإِذَا أَكَلُوا مِنْ طَيِّبَات اَلْجَنَّة , وَشَرِبُوا مِنْ شَرَابهَا اَلَّذِي خَزَنَهُ اَللَّه لِعِبَادَة
اَلْمُتَّقِينَ , قَالَ كت اَللَّه أَنْف مبغضه يَا أَبَا أمامة إِنَّك لِحَصِيف اَلرَّأْي لَبِيب فَكَيْفَ
حَسُنَ لَك لبك أَنْ تَقُول لِلنُّعْمَانِ بْن اَلْمُنْذِر .
زَعَمَ اَلْهُمَام بِأَنَّ فاها بَارِد عَذْب إِذَا مَا ذُقْته قُلْت ازدد
رعم اَلْهُمَام , وَلَمْ أَذُقْهُ بِأَنَّهُ يُشْفَى بِبَرْد لثاتها اَلْعَطَش اَلصَّدَى
ثُمَّ أُسَمِّر بِك اَلْقَوْل , حَتَّى أَنْكَرَهُ عَلَيْك خَاصَّة وَعَامَّة ? ‎ .
فَيَقُول اَلنَّابِغَة بِذَكَاء , وَفَهْم , لَقَدْ ظَلَمَنِي مَنْ عَابَ عَلَيَّ , وَلَوْ أَنْصَفَ لِعِلْم
أَنَّنِي اِحْتَرَزْت أَشَدّ اِحْتِرَاز , وَذَلِكَ أَنَّ اَلنُّعْمَان كَانَ مُسْتَهْتِرًا بِتِلْكَ اَلْمَرْأَة
فَأَمَرَنِي أَنْ أُذَكِّرهَا فِي شِعْرِي , فَأَدْرَتْ ذَلِكَ فِي خَلَدِي , فَقُلْت , أَنَّ وَصِفَتهَا , وَصْفًا
, مُطْلَقًا , جَازَ , أَنْ يَكُون بِغَيْرِهَا مُعَلِّقًا , وَخَشِيَتْ أَنْ أَذْكُر أَسِمهَا فِي اَلنُّظُم
فَلَا يَكُون ذَلِكَ مُوَافِقًا لِلْمَلِكِ , لِأَنَّ اَلْمُلُوك يَأْنَفُونَ مِنْ تَسْمِيَة نِسَائِهِمْ , فَرَأَيْت
أَنْ أُسْنِد اَلصِّفَة إِلَيْهِ فَأَقُول زَعْم اَلْهُمَام إِذْ كُنْت لَوْ تَرَكْت ذِكْره لَظَنَّ اَلسَّامِع ,
أَنَّ صِفَتِي عَلَى اَلْمُشَاهَدَة وَالْأَبْيَات اَلَّتِي جَاءَتْ بَعْد دَاخِله فِي وَصْف اَلْهُمَام , فَمَنْ
تَأَمُّل اَلْمَعْنَى , وَجَدَهُ غَيْر مُخْتَلّ وَكَيْفَ وَيُنْشِدُونَ ,
وَإِذَا نَظَرَتْ رَأَيْت أقمر مُشْرِقًا
وَمَا بَعْده ? فَيَقُول أَرْغَمَ اَللَّه أَنْف , شانئه , نَنْشُد وَإِذَا نَظَرَتْ , وَإِذَا لَمَسَتْ ,
وَإِذَا طَعَنَتْ وَإِذَا نَزَعَتْ , عَلَى اَلْخِطَاب , فَيَقُول اَلنَّابِغَة , قَدْ يُسَوِّغ هَذَا , وَلَكِنَّ
اَلْأَجْوَد أَنْ تَجْعَلُوهُ إِخْبَارًا عَنْ اَلْمُكَلِّم لِأَنَّ قَوْلِي , زُعِمَ اَلْهُمَام , يُؤَدِّي مَعْنَى
قَوْلنَا قَالَ اَلْهُمَام فَهَذَا أَسْلَم إِذْ كَانَ اَلْمَلِك إِنَّمَا يَحْكِي عَنْ نَفْسه , وَإِذَا
جَعَلْتُمُوهُ عَلَى اَلْخِطَاب , قُبْح , إِنْ نَسَبْتُمُوهُ إِلَيَّ فَهُوَ مندية , وَإِنْ نَسَبْتُمُوهُ إِلَى
اَلنُّعْمَان , فَهُوَ إزراء وَتَنْقُص فَيَقُول أَيْدٍ اَللَّه اَلْفَضْل , بِزِيَادَة مُدَّته لِلَّهِ دَرْك
يَا كَوْكَب بُنِيَ مَرَّة , وَلَقَدْ صَحَّفَ عَلَيْك , أَهْل اَلْعِلْم , مِنْ اَلرُّوَاة وَكَيْفَ لِي بِأَبَوَيْ
عَمْرو اَلْمَازِنِيّ وَالشَّيْبَانِيّ وَأَبِي عُبَيْدَة وَعَبْد اَلْمَلِك وَغَيْرهمْ مِنْ اَلنَّقْلَة لِأَسْأَلهُمْ
كَيْفَ يَرْوُونَ وَأَنْتِ شَاهِد , لِتَعَلُّم , إِنِّي غَيْر المتخرص وَلَا الولاغ ? فَلَا يُقِرّ هَذَا
اَلْقَوْل فِي حذنة , أَبِي أمامة , إِلَّا وَالرُّوَاة أَجْمَعُونَ قَدْ أَحْضُرهُمْ اَللَّه اَلْقَادِر ,
مِنْ غَيْر مَشَقَّة , نَالَتْهُمْ , وَلَا كَلَفَّة فِي ذَلِكَ أَصَابَتْهُمْ , فَيُسَلِّمُونَ بِلُطْف وَرِفْق ,
فَيَقُول , ‎ أَعْلَى اَللَّه قَوْله , مِنْ هَذِهِ اَلشُّخُوص , الفردوسية ? فَيَقُولُونَ نَحْنُ
الرواه اَلَّذِينَ شِئْت إِحْضَارهمْ آنِفًا فَيَقُول لَا إِلَه إِلَّا اَللَّه مَكَّنُونَا مُدَوَّنًا ,
وَسُبْحَان اَللَّه بَاعِثًا وَارِثًا وَتَبَارَكَ اَللَّه قَادِرًا لَا غَادِرًا ! ! كَيْفَ تَرْوُونَ أَيُّهَا
المرحومون قَوْل اَلنَّابِغَة فِي اَلدَّالِيَة وَإِذَا نَظَرَتْ وَإِذَا لَمَسَتْ , وَإِذَا طَعَنَتْ وَإِذَا
نَزَعَتْ أبفتح اَلتَّاء , أَمْ بِضَمِّهَا , فَيَقُولُونَ بِفَتْحِهَا فَيَقُول هَذَا شَيْخنَا أَبُو أمامة
يَخْتَار اَلضَّمّ , وَيُخْبِر أَنَّهُ حَكَاهُ عَنْ اَلنُّعْمَان , فَيَقُولُونَ :
هُوَ كَمَا جَاءَ فِي اَلْكِتَاب اَلْكَرِيم " وَالْأَمْر إِلَيْك فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ " فَيَقُول
ثَبَّتَ اَللَّه كَلَّمْته عَلَى اَلتَّوْفِيق مَضَى اَلْكَلَام فِي هَذَا يَا أَبَا أَمَامه , فَأَنْشَدْنَا
كَلِمَتك اَلَّتِي أَوَّلهَا :
أَلَمَّا عَلَى الممطورة المتأبده أَقَامَتْ بِهَا اَلْمُرَبَّع المتجرده
مضمخة بِالْمِسْكِ مخضوبة اَلشَّوَى بَدْر وَيَاقُوت , لَهَا , مُتَقَلِّده
كَأَنَّ ثَنَايَاهَا , وَمَا ذُقْت طَعْمهَا مجاجة نَحْل فِي كَمَيِّت مِبْرَده
لِيُقَرِّر بِهَا اَلنُّعْمَان عَيْنًا , فَإِنَّهَا لَهُ نِعْمَة , فِي كُلّ يَوْم , مُجَدِّدَة , فَيَقُول أَبُو
أَمَامه مَا أَذْكُر أَنِّي سَلَكْت هَذَا القري , قَطُّ , فَيَقُول مَوْلَايَ اَلشَّيْخ , زَيَّنَ اَللَّه ,
أَيَّامه بِبَقَائِهِ , إِنَّ ذَلِكَ , لِعَجَب , فَمِنْ اَلَّذِي تُطَوِّع , فَنَسَبَهَا إِلَيْك ? أَنَّهَا لَمْ
تُنْسَب إِلَيَّ عَلَى سَبِيل اَلتَّطَوُّع , وَلَكِنْ عَلَى مَعْنَى اَلْغَلَط , وَالتَّوَهُّم , وَلَعَلَّهَا لِرَجُل
مِنْ بَنِي ثَعْلَبَة , بْن سَعْد , فَيَقُول , نَابِغَة , بُنِيَ جعدة , صَحِبَنِي شَابّ فِي
اَلْجَاهِلِيَّة وَنَحْنُ نُرِيد اَلْحَيْرَة , فَأَنْشَدَنِي هَذِهِ اَلْقَصِيدَة لِنَفْسِهِ وَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ
ثَعْلَبَة بْن عكابة وَصَادَفَ قُدُومه شكاة مِنْ اَلنُّعْمَان , فَلَمْ يَصِل إِلَيْهِ , فَيُوَلَّ
نَابِغَة بَنِي ذُبْيَان , مَا أَجْدَرَ ذَلِكَ أَنْ يَكُون !
وَيَقُول اَلشَّيْخ كُتُب اَللَّه , لَهُ مَثُوبَة , اَلْمُتَّقِينَ , لِنَابِعَة بُنِيَ جعدة , يَا أَبَا
لَيْلَى , اُنْشُدْنَا كَلِمَتك اَلَّتِي عَلَى اَلشِّين , اَلَّتِي يَقُول , فِيهَا وَلَقَدْ أغدوا بِشُرْب
أَنْف , قَبْل أَنْ يَظْهَر فِي اَلْأَرْض ربش مَعَنَا زق إِلَى سهمة تَسْقِ
الآكال مِنْ رَطْب وَهَشّ فَنَزَلْنَا بمليع مُقْفِر مَسَّهُ طَلّ , مِنْ الدجن
وَرَشّ وَلَدَيْنَا قينة مُسْمِعه ضَخْمَة اَلْأَرْدَاف مِنْ غَيْر نَفْش
وَإِذَا نَحْنُ بإجل نَافِر , وَنَعَام خَيْطه , مِثْل اَلْحَبَش فَحَمَلْنَا
مَا هُنَا يُنْصِفنَا فَوْق يعبوب مِنْ اَلْخَيْل أَجَشّ ثُمَّ قُلْنَا دُونك
اَلصَّيْد , بِهِ تُدْرِك اَلْمَحْبُوب مِنَّا وَتَعِشْ فَأَتَانًا بشبوب ناشط
وظليم مَعَهُ أَمْ خشش فأشتوينا مَنْ طَيِّب , غَيْر مَمْنُون وَأَبَنَّا بغبش
فَيَقُول نَابِغَة , بُنِيَ جعدة , مَا جلعت اَلشِّين قَطُّ رُوَيْدًا , وَفِي هَذَا اَلشِّعْر أَلْفَاظ
لَمْ أَسْمَع بِهَا قَطُّ , ربش وَسَهْمه وخشش .
فَيَقُول مَوْلَايَ اَلشَّيْخ اَلْأَدِيب اَلْمُغْرَم بِالْعِلْمِ , يَا أَبَا لَيْلَى لَقَدْ طَالَ عَهْدك
بِأَلْفَاظ اَلْفُصَحَاء وَشَغْلك شَرَاب مَا جَاءَتْك , بِمِثْلِهِ بَابِل وَلَا أذرعات , وثناتك
لُحُوم اَلطَّيْر الراتعة , فِي رِيَاض اَلْجَنَّة , فَنَسِيَتْ , مَا كُنْت عَرَفْت , وَلَا مُلَامَة ,
إِذَا نَسِيَتْ ذَلِكَ , وَإِنَّ أَصْحَاب اَلْجَنَّة , اَلْيَوْم , فِي شَغْل فَاكِهَة وَلَهُمْ مَا يَدْعُونَ "
.


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:12 AM   #25
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


أَمَّا ربش فَمِنْ قَوْلهمْ , أَرْض ربشاء , إِذَا ظَهَرَتْ فِيهَا قِطَع مِنْ اَلنَّبَات , وَكَأَنَّهَا
مَقْلُوبَة عَنْ برشاء , وَأَمَّا السهمة فَشَبِيهَة بِالسُّفْرَةِ , تَتَّخِذ مِنْ اَلْخُوص , وَأَمَّا
خشش فَإِنَّ أَبَا عَمْرو اَلشَّيْبَانِيّ ذِكْر فِي كِتَاب اَلْخَاء , أَنَّ الخشش وَلَد اَلظَّبْيَة .
فَكَيْفَ تُنْشِد قَوْلك .
وَلَيْسَ بِمَعْرُوف لَنَا أَنْ نَرُدّهَا صِحَاحًا , وَلَا مُسْتَنْكِرًا , أَنْ تعقوا أَتَقَوَّل وَلَا
مُسْتَنْكِرًا أَمْ مُسْتَنْكِر ? فَيَقُول الجعدي , بَلْ مُسْتَنْكِرًا فَيَقُول اَلشَّيْخ فَإِنَّ اُنْشُدْ
مُسْتَنْكِر مَا تَصْنَع بِهِ ? فَيَقُول , أَزْجُرهُ وأزبره نُطْق بِأَمْر لَا يُخْبِرهُ .
فَيَقُول اَلشَّيْخ طُول اَللَّه لَهُ أَمَد اَلْبَقَاء أَنَا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , مَا أَرَى
سِيبَوَيْهِ إِلَّا وَهُمْ فِي هَذَا اَلْبَيْت , لِأَنَّ أَبَا لَيْلَى أُدْرِكَ جَاهِلِيَّة , وَإِسْلَامًا ,
وَغُذِّيَ بِالْفَصَاحَةِ غُلَامًا .
وَيَنْثَنِي إِلَى أَعْشَى قِيسَ فَيَقُول يَا أَبَا بَصِير أَنْشَدْنَا قَوْلك
أَمِنَ قَتْله بالأنقاء دَارٍ غَيْر مَحْلُوله
أَنَاة يَنْزِل القوسي مِنْهَا مَنْظَر هَوْله وَمَا صهباء مَنْ
عانه فِي الذارع مَحْمُولَة تَوَلَّى , كَرَمهَا أصهب يَسْقِيه
وَيَغْدُو لَهُ ثوت فِي اَلْخَرَس أَعْوَامًا وَجَاءَتْ وَهِيَ مَقْتُولَة
بِمَاء المزنة اَلْغَرَّاء رَاحَتْ وَهِيَ مَشْمُولَة
بِأَشْهَى مِنْك لِلظَّمْآنِ لَوْ أَنَّك مَبْذُولَة
فَيَقُول أَعْشَى قِيسَ مَا هَذِهِ مِمَّا صَدَرَ عَنِّي , وَإِنَّك مُنْذُ اَلْيَوْم لِمُولَع بالمنحولات .
وَيَمُرّ رَفّ , مِنْ إِوَزّ اَلْجَنَّة , فَلَا يَلْبَث , أَنْ يَنْزِل , عَلَى تِلْكَ اَلرَّوْضَة , وَيَقِف
وُقُوف مُنْتَظِر لِأَمْر , وَمِنْ شَأْن طَيْر اَلْجَنَّة أَنْ يَتَكَلَّم فَيَقُول , مَا شَأْنكُمْ ? فَيُقِلْنَ
أَلْهَمَنَا أَنْ نَسْقُط فِي هَذِهِ اَلرَّوْضَة فَنُغْنِي لِمَنْ فِيهَا مِنْ شُرْب , فَيَقُول عَلَى بَرَكَة
اَللَّه اَلْقَدِير فَيَنْتَفِضْنَ فَيَصِرْنَ جَوَارِي كَوَاعِب يَرْفُلْنَ فِي وَشْي اَلْجَنَّة , وَبِأَيّهنَّ
المزاهر , وَأَنْوَاع مَا يَلْتَمِس بِهِ اَلْمَلَاهِي , فَيَعْجَب وَحَقّ لَهُ اَلْعَجَب وَلَيْسَ ذَلِكَ
بِبَدِيع مِنْ قُدْرَة اَللَّه جَلَّتْ عَظَمَته وَعَزَّتْ كَلَّمَتْهُ , وَسَبَغَتْ عَلَى اَلْعَالَم نَعَّمَتْهُ وَوَسِعَتْ
كُلّ شَيْء , رَحِمَتْهُ , وَوَقَعَتْ بِالْكَافِرِ نِقْمَته فَيَقُول لِإِحْدَاهُنَّ عَلَى سَبِيل اَلِامْتِحَان ,
أعملي قَوْل أَبِي أمامة , وَهُوَ هَذَا اَلْقَاعِد أَمْن آل مية رائح , أَوْ مغتد ,
عِجْلَانِ ذَا زَاد وَغَيْر مُزَوَّد ? .
ثَقِيلًا أَوَّل فَتَصْنَعهُ فَتَجِيء بِهِ مُطْرِبًا , وَفِي أَعْضَاء اَلسَّامِع مُتَسَرِّبًا , وَلَوْ نَحْت
صَنَم مِنْ أَحْجَار بِهِ مُطْرِبًا , وَفِي أَعْضَاء اَلسَّامِع , مُتَسَرِّبًا , وَلَوْ نَحْت صَنَم , مِنْ
أَحْجَار أَوْ دُفّ أُشِرْ , عِنْد , اَلنَّجَّار , ثُمَّ سَمِعَ ذَلِكَ اَلصَّوْت لِرَقْص , وَإِنْ كَانَ
مُتَعَالِيًا هَبَطَ وَلَمْ يُرَاعِ , أَنْ يوقص فَيَرُدّ عَلَيْهِ , أَوْرَدَ اَللَّه قَلْبه المحاب ,
زول تَعْجِز عَنْهُ اَلْحِيَل وَالْحَوْل فَيَقُول هَلُمَّ خَفِيف اَلثَّقِيل اَلْأَوَّل ! فَتَنْبَعِث فِيهِ
بِنَغَم لَوْ سَمِعَهُ الغريض لَأَقَرَّ أَنَّ مَا تَرَنَّمَ بِهِ مَرِيض , فَإِذَا أَجَادَتْهُ , وَأَعْطَتْهُ
اَلْمَهَرَة وَزَادَتْهُ قَالَ عَلَيْك بِالثَّقِيلِ اَلثَّانِي , مَا بَيْن مثالثك وَالْمَثَانِي فَتَأْبَى
بِهِ عَلَى قُرْبِي , لَوْ سَمِعَهُ عَبْد اَللَّه بْن جَعْفَر لِقَرْن أَغَانِي , بديح إِلَى هَدِير ذِي
المشفر فَإِذَا رَأَى ذَلِكَ قَالَ سُبْحَان اَللَّه ‎ ! كُلّ مَا كَشَفَتْ اَلْقُدْرَة بَدَتْ لَهَا عَجَائِب
لَا تَثْبُت لَهَا النجائب , فصيري إِلَى خَفِيف اَلثَّقِيل اَلثَّانِي , فَإِنَّك لِمَجِيدَة ,
مُحْسِنَة تَطْرُد بِغَنَائِك اَلسُّنَّة , فَإِذَا فَعَلَتْ , مَا أَمَرَّ بِهِ أَتَتْ بِالْإِغْوَاءِ , وَقَالَتْ
, لِلْأَنْفُسِ أَلَّا تَمْرَحِينَ ? ثُمَّ يَقْتَرِح , عَلَيْهَا , اَلرَّمْل وَخَفِيفه , وَأَخَاهُ اَلْهَزَج
وذفيفه , وَهَذِهِ اَلْأَلْحَان اَلثَّمَانِيَة , لِلْأُذُنِ ثَمِّنِيهَا المانية .
فَإِذَا تَيَقَّنَ لَهَا حذاقة , وَعَرَفَ مِنْهَا بِالْعُودِ , لِبَاقَة , هَلَّلَ وَكَبُرَ , وَأَطَالَ حَمَد
رَبّه , وَأَعْتَبِر , وَقَالَ وَيْحك ‎ ! , أَلَمْ تَكُونِي , اَلسَّاعَة إِوَزَّة , طَائِرَة , وَاَللَّه
خُلُقك مَهْدِيَّة , لَا حَائِرَة , ? فَمِنْ أَيْنَ لَك كُلّ هَذَا اَلْعِلْم , وَكَأَنَّك لجذل اَلنَّفْس
خلم ? لَوْ نَشَأَتْ بَيْن مَعْبَد , وَأَبَنَّ سريج , لَمَا هَجَتْ اَلسَّامِع بِهَذَا الهيج , فَكَيْفَ
نَفَضْت بَلَه إِوَزّ وَهَزَزْت إِلَى اَلطَّرَب أَشَدّ اَلْهَزّ ? فَتَقُول وَمَا اَلَّذِي رَأَيْت إِوَزّ وَهَزَزْت


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:26 AM   #26
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


إِلَى اَلطَّرَب اشد اَلْهَزّ ? فَتَقُول , وَمَا اَلَّذِي رَأَيْت , مِنْ قُدْرَة بَارِئك ? إِنَّك عَلَى
سَيْف بِحُرّ لَا يُدْرِك لَهُ عَبَّرَ , سُبْحَان مَنْ يُحْيِي اَلْعِظَام , وَهِيَ رَمِيم .
فَبَيِّنًا هُمْ كَذَلِكَ , إِذْ مَرَّ شَابّ فِي يَده محجن يَاقُوت مِلْكه , بِالْحُكْمِ اَلْمَوْقُوت
فَيُسَلِّم عَلَيْهِمْ فَيَقُولُونَ مَنْ أَنْتَ ‎ ? فَيَقُول أَنَا لَبِيد , بْن رَبِيعَة , بْن كِلَاب ,
فَيَقُولُونَ أَكْرَمَتْ وَأَكْرَمَتْ لَوْ قُلْت لَبِيد وَسَكَتّ , لَشَهَرَتْ بِاسْمِك وَإِنَّ صَمْت فَمَا بَالك
فِي مَغْفِرَة رَبّك ? فَيَقُول أَنَا بِحَمْد اَللَّه فِي عَيْش قَصْر أَنْ يَصِفهُ اَلْوَاصِفُونَ وَلَدِي
نواصف وناصفون , لَا هَرَم , وَلَا بَرَمَ , فَيَقُول اَلشَّيْخ تَبَارَكَ المك اَلْقُدُّوس وَمَنْ
لَا تُدْرِك يَقِينه الحدوس كَأَنَّك لَمْ تَقُلْ , فِي اَلدَّار اَلْفَانِيَة
وَلَقَدْ سَئِمَتْ مِنْ اَلْحَيَاة وَطُولهَا , وَسُؤَال هَذَا اَلنَّاس , كَيْفَ لَبِيد وَلَمْ تَفِهِ
بِقَوْلِك .
فَمَتَى أَهْلَكَ فَلَا أحفله بِجَلِيّ اَلْآن مِنْ اَلْعَيْش بِجُلّ !
مَنْ حَيَاة قَدْ مَلِلْنَا طُولهَا وَجَدِير طُول عَيْش أَنْ يُمَلّ ? .
فَأَنْشَدْنَا مِيمِيَّتُك اَلْمُعَلَّقَة فَيَقُول هَيْهَاتَ ! إِنِّي تَرَكْت
اَلشِّعْر فِي اَلدَّار اَلْخَادِعَة وَلَنْ أَعُود إِلَيْهِ فِي اَلدَّار اَلْآخِرَة وَقَدْ عَوَّضَتْ مَا هُوَ
خَيْر وَأَبَرّ .
فَيَقُول أَخْبَرَنِي عَنْ قَوْلك : -
تَرَاك أَمْكِنَة إِذَا لَمْ أَرْضَهَا , أَوْ يَرْتَبِط بَعْض اَلنُّفُوس حَمَّامهَا هَلْ أَرَدْت بِبَعْض مَعْنَى
كُلّ ? فَيَقُول لَبِيد كُلًّا إِنَّمَا أَرْدَتْ نَفْسِي وَهَذَا كَمَا تَقُول لِلرَّجُلِ , إِذَا ذَهَبَ مَالِك
وَأَعْطَاك بَعْض اَلنَّاس مَالًا وَأَنْتَ تَعْنِي نَفْسك فِي اَلْحَقِيقَة وَظَاهِر اَلْكَلَام وَاقِع عَلَى
كُلّ إِنْسَان وَعَلَى كُلّ فِرْقَة تَكُون بَعْضًا لِلنَّاسِ , فَيَقُول لَا فَتِئَ خَصْمه مُفْحِمًا
أَخْبَرَنِي عَنْ قَوْلك أَوْ يَرْتَبِط هَلْ مَقْصِدك إِذَا لَمْ أَرْضَهَا , أَوْ يَرْتَبِط فَيَكُون , لَمْ
يَرْتَبِط ? أَمْ غَرَضك أَتْرُك اَلْمَنَازِل , إِذَا لَمْ أَرْضَهَا , فَيَكُون يَرْتَبِط كَالْمَحْمُولِ عَلَى
قَوْلك , تَرَاك أمكنية ? فَيَقُول لَبِيد , اَلْوَجْه اَلْأَوَّل أَرَدْت
فَيَقُول أَعْظَم اَللَّه حَظّه فِي اَلثَّوَاب فَمَا مغزاك فِي قَوْلك , وَصَبُوح صَافِيَة , وَجَذْب
كرينه , بموتر , تأتاله , إِبْهَامهَا ? فَإِنَّ اَلنَّاس يَرْوُونَ هَذَا اَلْبَيْت عَلَى وَجْهَيْنِ
, مِنْهُمْ مَنْ يَنْشُدهُ تأتاله يَجْعَلهُ تَفْتَعِلهُ مِنْ آل اَلشَّيْء يُؤَوِّلهُ , إِذَا سَاسَهُ وَمِنْهُمْ
مَنْ يَنْشُد تأتاله مِنْ اَلْإِتْيَان فَيَقُول لَبِيد , . كُلًّا اَلْوَجْهَيْنِ يَحْتَمِلهُ اَلْبَيْت فَيَقُول
أَرْغَمَ اَللَّه حَاسِده , إِنَّ أَبَا عَلِيّ اَلْفَارِسِيّ كَانَ يَدَّعِي فِي هَذَا اَلْبَيْت أَنَّهُ مِثْل
قَوْلهمْ أستحيت عَلَى مَذْهَب اَلْخَلِيل وَسِيبَوَيْهِ لِأَنَّهُمَا يَرَيَانِ أَنَّ قَوْلهمْ أستحيت إِنَّمَا
جَاءَ عَلَى قَوْلهمْ أستحاي كَمَا أَنَّ اِسْتَقَمْت عَلَى أستقام وَهَذَا مَذْهَب ظَرِيف لِأَنَّهُ
يَعْتَقِد أَنْ تَأْتِي مَأْخُوذَة مَنْ أَوَى , كَأَنَّهُ بَنِي مِنْهَا أَفْتَعِل فَقِيلَ ائتاي فَأَعْلَتْ
اَلْوَاو كَمَا تُعْلَ فِي قَوْلنَا , اعتان مِنْ اَلْعَوْن , واقتال مِنْ اَلْقَوْل , ثُمَّ قِيلَ
ائتيت فَحَذَفَتْ اَلْأَلْف كَمَا يُقَال ثُمَّ قِيلَ فِي اَلْمُسْتَقْبَل , بِالْحَذْفِ كَمَا قِيلَ ,
يَسْتَحِي فَيَقُول لَبِيد , مُعْتَرِض لعنن لَمْ يُعِنَّهُ , اَلْأَمْر أَيْسَر مِمَّا ‎ ظَنَّ هَذَا اَلْمُتَكَلِّف
.
وَيَقُول لَبِيد , سُبْحَان اَللَّه يَا أَبَا بَصِير ! بَعْد إِقْرَارَاك بِمَا تَعْلَم غَفَرَ لَك
وَحَصَلَتْ فِي جَنَّة عَدْن ? فَيَقُول مَوْلَايَ اَلشَّيْخ , مُتَكَلِّمًا , عَنْ اَلْأَعْشَى , كَأَنَّك يَا
أَبَا عَقِيل تَعْنِي قَوْله .
وَأَشْرَب بِالرِّيفِ حَتَّى يُقَال قَدْ طَالَ بِالرِّيفِ مَا قَدْ دجن
صريفية طَيِّبَا طَعْمهَا تُصَفِّق مَا بَيْن كُوب وَدِنَّ
وَأَقْرَرْت عَيْنِي مِنْ اَلْغَانِيَات إِمَّا نِكَاحًا وَإِمَّا أَزِن
وَقَوْله
فَبِتّ بِالْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْلهَا وَسَيِّد تيبا ومستادها
وَقَوْله
فَظَلِلْت أَرْعَاهَا وَظَلَّ يُحَوِّطهَا حَتَّى دَنَوْت إِذَا اَلظَّلَام دَنَا لَهَا
فَرَمَيْت غَفْلَة عَيْنه عَنْ شَاته فَأَصَبْت حَبَّة قَلْبهَا وَطِحَالهَا
وَنَحْو ذَلِكَ مِمَّا رُوِيَ عَنْهُ , فَلَا يَخْلُو مِنْ أَحَد أَمْرَيْنِ إِمَّا أَنْ يَكُون قَالَهُ , تَحْسِينًا
لِلْكَلَامِ عَلَى مَذْهَب اَلشُّعَرَاء , وَإِمَّا أَنْ يَكُون فِعْله فَغَفَرَ لَهُ " قُلْ يَا عِبَادِي
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَة اَللَّه إِنَّ اَللَّه يَغْفِر اَلذُّنُوب جَمِيعًا أَنَّهُ
هُوَ اَلْغَفُور اَلرَّحِيم " , إِنَّ اَللَّه لَا يَغْفِر أَنْ يُشْرِك بِهِ وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ
يَشَاء وَمَنْ يُشْرِك بِاَللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ظِلَالًا بَعِيدًا .
وَيَقُول رَفْع اَللَّه صَوْته لِنَابِغَة بُنِيَ جعدة " يَا أَبَا لَيْلَى إِنِّي لِأَسْتَحْسِن قَوْلك .
طَيِّبَة اَلنَّشْر وَالْبَدَاهَة وَالْعِلَّات عِنْد اَلرُّقَاد والنسم
كَأَنَّ فاها إِذَا تَنَبَّهَ مِنْ طَيِّب مشيم وَحَسَن مُبْتَسِم
يَسُنّ بالضرو مَنَّ براقش أَوْ هيلان أَوْ ضَامِر مِنْ العتم
رَكَّزَ فِي اَلسَّام وَالزَّبِيب أقاحي كَثَيِّب تَعْلُ و بالرهم
بِمَاء مُزْن دومة قَدْ جَرَّدَ فِي لَيْل شَمَال شبم
شَجَّتْ بِهِ قرقف مِنْ الراح إسفنط عَقَار قَلِيلَة اَلنَّدَم
أُلْقِيَ فِيهَا فَلِجَان مِنْ مِسْك دا رين وَفَلَّجَ مِنْ فِلْفِل ضرم
رَدَّتْ إِلَى ‎ أُكَلِّف اَلْمَنَاكِب مَرْسُوم مُقِيم فِي اَلطِّين مُحْتَدِم
جُون كَجَوْز اَلْحِمَار جَرَّدَهُ اَلْبَيْطَار لَا بِالْإِغْوَاءِ وَلَا هَزَمَ
تُهْدِر فِيهِ وساورنه كَمَا رَجَعَ هَدْر مِنْ مُصَعِّب قطم
أَيْنَ طَيَّبَ هَذِهِ اَلْمَوْصُوفَة , مِنْ طِيب مَنْ تُشَاهِدهُ مِنْ اَلْأَتْرَاب اَلْعَرَب ? كُلًّا وَاَللَّه !
أَيْنَ اَلْأَهْل مِنْ اَلْغَرْب ? وَأَيْنَ فوها اَلْمُذَكِّر مَا وَلُبّ , إِلَيْهَا اَلْمُنْكَر ? إِنَّهَا
لِتَفَضُّل عَلَى تِلْكَ فَضْل اَلدُّرَّة اَلْمُخْتَزَنَة عَلَى اَلْحَصَاة اَلْمُلْقَاة , وَالْخَيِّرَات ,
اَلْمُلْتَمِسَة عَلَى اَلْأَعْرَاض المتقاة .
مَا سَامَك أَيُّهَا اَلرَّجُل وزبينك ? مَا حَسُنَ فِي اَلْعَاجِلَة حَبِيبك وَإِنَّ ثَغْرًا يَفْتَقِر ,
إِلَيَّ قَضِيب البشام , ليجشم حَلِيفه بَعْض الإجشام ! لَوْلَا أَنَّهُ ضُرِّي بِالْحِبْرِ , مَا
أَفْتَقِر إِلَى ضرو مَطْلُوب أَوْ غُصْن مِنْ العتم مجلوب , وَمَا اَلْمَاء اَلَّذِي وَصَفْته مِنْ
دومة وَغَيْره يُنَافِي اَللَّوْمَة ? أَلَيْسَ هُوَ إِنْ أَقَامَ أَجُنَّ , وَلَا يَدُوم لِلْمَاكِثِ إِذَا
دجن ? وَأَنْ فَقَدْ بَرُدَ اَلشَّمَال . , رَجَعَ كَغَيْرِهِ , مِنْ السمل , تُلْقِي الغسر فَهِيَ
الهابة وَتُشْبِه اَلْغِرَاء اَلشَّابَّة وَالْغَرَّاء الهاجرة ذَات اَلسَّرَاب .
وَمَا قرقفك هَذِهِ المشجونة وَلَوْ أَنَّهَا لِلشَّرْبَةِ مَحْجُوبَة ? قَرَّبَتْ مَنْ حَاجَّتْك فَلَا تُنَطْ
لَا كَانَتْ الفيهج وَلَا الإسفنط ? طَالَمَا ثَمِلَتْ فِي رُفْقَتك فَنَدِمَتْ وَأَنْفَقَتْ مَا تَمْلِك
فَعَدِمَتْ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:27 AM   #27
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


مَا عَقَارك وَمَا فَلِجَاك ? ذَلَّتْ عَنْ مُقْلَتك دجاك ! وَلَوْ دَخْل مِسْك , دَارَيْنِ , جَنَّة
رَبّنَا اَلْمَوْهُوبَة لِغَيْر الممارين , لِعَدّ فِي تُرَابهَا , الذفر , كصيق اَلْمَقْتُول ,
أَوْ دَنَس قَدَم مبتول
زَعَمَتْ أَنَّهَا تَطِيب بِالْفِلْفِلِ وَشَبَّهَهَا غَيْرك بِنَسِيم اَلْقَرَنْفُل ! إِنَّ فِي هَذِهِ اَلْمَنْزِلَة
لنشرا , لَا يَزِيد عَلَى نَشْر اَلْفَانِيَة عَشْرًا وَلَكِنْ يَشُفّ , بِعَدَد لَا يُدْرِك لَيْسَ
وَرَاءَهُ مترك .
نَزَاهَة لِهَذِهِ اَلْقَهْوَة أَنْ تُدَّخَر فِي أُكَلِّف مَنَاكِب , مِنْ حَفِظَهُ عِنْد الناكب ! أَصْبَحَ
بِطِينِهَا مَرْسُومًا , وضعب فِيهِ اَلْمُتَرَبِّص وسوما فَهُوَ جُون كَجَوْز اَلْحِمَار , لَا سِلْم
دخرا لِلْخِمَارِ ! لَيْسَ بناقس وَلَكِنْ منقوس ذَمّه المتحنف , وَمِنْ فَنَاؤُهُ اَلْقَوْس تُهْدِر
فِي فِيهِ الصهباء المعتصرة وَهِيَ فِي قُرْب نِتَاج كالسقاب اَلْمَوْضُوعَة بِغَيْر بخداج
فَإِذَا وَصَلَتْ سَنَّ البازل , بَطَل اَلْهَدِير , وَأَدَرَّهَا , فِي اَلْكَأْس مُدِير .
وَيَخْطُر لَهُ , جَعَلَ اَللَّه اَلْإِحْسَان إِلَيْهِ مربوبا , وَوَدَّهُ فِي اَلْأَفْئِدَة مشبوبا ,
غَنَاء القيان بِالْفُسْطَاطِ وَمَدِينَة اَلسَّلَام , وَيُذَكِّر , ترجيعهن بِمِيمِيَّة , المخبل
اَلسَّعْدِيّ فَتَنْدَفِع تِلْكَ اَلْجَوَارِي اَلَّتِي نَقَلَتْهُنَّ اَلْقُدْرَة مِنْ خَلْق اَلطَّيْر , اللاقطة
إِلَى خَلْق حَوَر بِغَيْر مُتَسَاقِطَة تَلُحْنَ قَوْل المخبل اَلسَّعْدِيّ .
ذَكَرَ الرباب , وَذَكَّرَهَا سَقَم وَصَبًّا وَلَيْسَ لِمَنْ صِبَا عَزْم
وَإِذَا أَلَمَّ خَيَالهَا طَرَفَتْ عَيْنِي فَمَاء شُؤُونهَا سجم
كَاللُّؤْلُؤِ اَلْمَسْجُور تُوبِعَ فِي سِلْك اَلنِّظَام فَخَانَهُ اَلنُّظُم
فَلَا يَمُرّ حَرْف وَلَا حَرَكَة , إِلَّا وَيُوقِع مسرة لَوْ عَدَلَتْ بمسرات أَهْل اَلْعَاجِلَة مُنْذُ
خَلْق اَللَّه آدَم إِلَى أَنَّ طَوَى ذُرِّيَّته مِنْ اَلْأَرْض لَكَانَتْ الذائدة عَلَى ذَلِكَ زِيَادَة
اللج اَلْمُتَمَوِّج عَلَى دَمْعَة اَلطِّفْل , والهضب اَلشَّامِخ عَلَى الهباءة , المنتفضه مِنْ
اَلْكِفْل .
وَيَقُول لِنُدَمَائِهِ أَلَّا تَسْمَعُونَ إِلَى قَوْل اَلسَّعْدِيّ : -
وَتَقُول عاذلتي وَلَيْسَ لَهَا بِغَدٍ وَلَامًا بَعْده عِلْم
وَإِنَّ الثواء , هُوَ اَلْخُلُود وَإِنَّ اَلْمَرْء يكرب يَوْمه اَلْعَدَم
وَلَئِنْ بُنِيَتْ لِي المشقر فِي عَنْقَاء تُقَصِّر دُونهَا العصم
لِتُنَقِّبْنَ عَنِّي اَلْمَنِيَّة إِنَّ اَللَّه لَيْسَ كَحِكْمَة حِكَم
فَيَقُول أَنَّهُ اَلْمِسْكِين قَالَ هَذِهِ اَلْأَبْيَات وَبَنُو آدَم فِي دَار اَلْمِحَن , و اَلْبَلَاء .
يَقْبِضُونَ مِنْ اَلشَّدَائِد عَلَى اَلسَّلَام وَالْوَالِدَة تَخَاف اَلْمَنِيَّة , عَلَى اَلْوَلَد , وَلَا
يَزَال رُعْبهَا فِي اَلْخُلْد , وَالْفَقْر , يَرْهَب وَيُتَّقَى وَالْمَال يُطْلَب وَيُسْتَبْقَى والسغب
مَوْجُود الظماء , والكمه مَعْرُوف والكماء , وَلَمْ يكفف لِلْغَيْرِ عَنَان , وَلَا سَكَنَتْ
بالغفو اَلْجِنَان , ف ‎ " اَلْحَمْد لِلَّهِ اَلَّذِي أَذْهَب عَنَّا اَلْحُزْن أَنَّ رَبّنَا لِغَفُور شَكُور ,
اَلَّذِي أَحَلْنَا دَار اَلْمُقَامَة مِنْ فَضْله , لَا يَمَسّنَا فِيهَا نَصُبّ , وَلَا يَمَسّنَا فِيهَا
لغوب " ‎ .
فَتَبَارَكَ اَللَّه اَلْقُدُّوس ! نَقَلَ هَؤُلَاءِ اَلْمُسْمِعَات , مِنْ ذِي رَبَّات اَلْأَجْنِحَة , إِلَى
زِيّ رَبَاب الأكفال , المترجحة , ثُمَّ أَلْهَمَهُنَّ بِالْحِكْمَةِ حِفْظ أَشْعَار لَمْ تُمَرِّر قَبْل
بِمَسَامِعِهِنَّ , فَجِئْنَ بِهَا مُتْقَنَة , مَحْمُولَة عَلَى اَلطَّرَائِق , مُلَحَّنَة مُصِيبَة فِي لَحْن
اَلْغِنَاء مُنَزَّهَة , عَنْ لَحْن الهجناء وَلَقَدْ كَانَتْ اَلْجَارِيَة فِي اَلدَّار اَلْعَاجِلَة , إِذَا
تَفَرَّسَتْ فِيهَا اَلنَّجَابَة , وَأَحْضَرَتْ لَهَا اَلْمُلَحَّنَة , لِتُلْقِيَ إِلَيْهَا مَا تَعْرِف مِنْ ثَقِيل
وَخَفِيف , وَتَأْخُذهَا بِمَأْخَذ غَيْر ذفيف , تُقِيم مَعَهَا اَلشَّهْر , كَرِيتَا , قَبْل أَنْ تُلَقِّن
كَذِبًا حنبريتا , بَيْتًا مِنْ اَلْغَزَل أَوْ بَيْتَيْنِ ثُمَّ تُعْطَى اَلْمِائَة أَوْ اَلْمِائَتَيْنِ
فَسُبْحَان اَلْقَادِر عَلَى كُلّ عَزِيز وَالْمُمَيِّز لِفَضْلِهِ كُلّ مزيز .
وَيَقُول نَابِغَة بُنِيَ جعدة وَهُوَ جَالِس يَسْتَمِع يَا أَبَا بَصِير
أهذه الرباب اَلَّتِي ذَكَرَهَا اَلسَّعْدِيّ , هِيَ ربابك اَلَّتِي ذَكَرْتهَا فِي قَوْلك :
بِعَاصِي اَلْعَوَاذِل اَلدِّيك حَتَّى مَلَأَتْ كُوب الرباب لَهُ فَاسْتَدَارَا
إِذَا اِنْكَبَّ أَزْهَرَ بَيْن اَلسُّقَاة , تراموا بِهِ غَرْبًا , أَوْ نضارا ?
فَيَقُول أَبُو بَصِير , قَدْ طَالَ عُمْرك يَا أَبَا لَيْلَى وَأَحْسُبك , أَصَابَك , الفند ,
فَبَقِيَتْ , عَلَى فَنِدّك إِلَى اَلْيَوْم , ! أَمَا عَلِمَتْ أَنَّ اَللَّوَاتِي , يُسَمِّينَ بالرباب
أَكْثَر مِنْ أَنْ يُحْصِينَ ? ‎ أفتظن أَنَّ الرباب هَذِهِ هِيَ اَلَّتِي ذَكَرَهَا اَلْقَائِل
مَا بَال قَوْمك يَا رَبَاب خزرا , كَأَنَّهُمْ غضاب
غَارُوا عَلَيْك , وَكَيْفَ ذَاكَ وَدُونك اَلْخَرْق اليباب ?
أَوْ اَلَّتِي ذَكَرَهَا اِمْرُؤ فِي قَوْله
دَار لِهِنْد وَالرَّبَابَة وفرتني وَلَمِيس قَبْل حَوَادِث اَلْأَيَّام
وَلَعَلَّ أُمّهَا أَمْ الرباب , اَلْمَذْكُورَة , فِي قَوْله
وَجَارَتهَا أَمْ الرباب بمأسل


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:27 AM   #28
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وَجَارَتهَا أَمْ الرباب بمأسل
فَيَقُول نَابِغَة بُنِيَ جعدة , أتكلمني بِمِثْل هَذَا اَلْكَلَام يَا خَلِيع بَنِي طَبِيعَة , وَقَدْ
مُتّ كَافِرًا , وَأَقْرَرْت عَلَى نَفْسك بِالْفَاحِشَةِ , وَأَنَا لَقِيَتْ اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْته كَلِمَتِي , اَلَّتِي أَقُول فِيهَا
بَلَغْنَا اَلسَّمَاء , مَجْدنَا وَسَنَاءَنَا , وَإِنَّا لِنَبْغِيَ فَوْق ذَلِكَ مَظْهَرًا !
فَقَالَ , إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا لَيْلَى , ? فَقُلْت : إِلَى اَلْجَنَّة بِك يَا رَسُول اَللَّه !
فَقَالَ لَا يُفَضِّض اَللَّه فاك
أَغُرّك أَنَّ عَدّك بَعْض اَلْجُهَّال رَابِع اَلشُّعَرَاء اَلْأَرْبَعَة ? وَكَذَّبَ مفضلك وَإِنِّي لِأَطْوَل
مِنْك نَفْسًا , وَأَكْثَر تَصَرُّفًا وَلَقَدْ بَلَّغَتْ بِعَدَد اَلْبُيُوت مَا لَمْ يَبْلُغهُ أَحَد مِنْ اَلْعَرَب
قَبَلِيّ , وَأَنْتَ لَاهٍ بغفارتك , تَفْتَرِي , عَلَى كرائم , قَوْمك وَإِنْ صَدَقَتْ فَخِزْيًا لَك
لمقارك ! وَلَقَدْ وُفِّقَتْ الهزانية , فِي تخليتك عَاشَرَتْ مِنْك النابح , عَشِيّ فَطَافَ
الأحوية , عَلَى اَلْعِظَام المنتبذة , وَحَرَصَ عَلَى بِالْإِغْوَاءِ , اَلْأَجْدَاث اَلْمُنْفَرِدَة .
فَيَغْضَب أَبُو بَصِير , فَيَقُول , أَتَقُولُ هَذَا وَأَنَّ بَيْتًا مِمَّا بَنَيْت لِيُعَدِّل بِمِائَة مِنْ
بِنَائِك ? وَإِنْ أَسْهَبَتْ فَإِنَّ اَلْمُسْهِب كحاطب اَللَّيْل ,
وَإِنِّي لفي اَلْجُرْثُومَة مِنْ ربعية اَلْفَرَس وَإِنَّك لِمَنْ بُنِيَ جعدة , وَهَلْ جعدة , إِلَّا
رَائِدَة ظليم نُفُور ? أتعيرني , مَدْح اَلْمُلُوك ? وَلَوْ قَدَرَتْ يَا جَاهِل , عَلَى ذَلِكَ
لَهَجَرَتْ إِلَيْهِ أَهْلك , وَوَلَدك , وَلَكِنَّك خُلِقْت جبابا هُدَانَا , لَا تدلج فِي اَلظَّلْمَاء
اَلدَّاجِيَة وَلَا تَهْجُر فِي الوديقة الصاخدة , ذَكَرَتْ لِي طَلَاق الهزانية , وَلَعَلَّهَا
بَانَتْ عَنِّي مسرة اَلْكَمَد وَالطَّلَاق لَيْسَ بِمُنْكِر لِلسُّوقِ وَلَا لِلْمُلُوكِ .
فَيَقُول الجعدي , أَسْكُت يَا ضَلَّ يَا بْن ضَلَّ , فَأُقَسِّم أَنَّ دُخُولك اَلْجَنَّة مِنْ اَلْمُنْكَرَات
وَلَكِنْ الأقضية , جَرَتْ كَمَا شَاءَ اَللَّه ! لَحِقَك أَنْ تَكُون فِي اَلدَّرْك اَلْأَسْفَل مِنْ
اَلنَّار , وَلَقَدْ صُلِّيَ بِهَا مَنْ هُوَ خَيْر مِنْك , وَلَوْ جَاز اَلْغَلَط عَلَى رَبّ اَلْعِزَّة , لَقُلْت
إِنَّك غَلَط بِك ! ألست اَلْقَائِل
فَدَخَلَتْ إِذْ نَامَ اَلرَّقِيب فَبِتّ دُون ثِيَابهَا
حَتَّى إِذَا مَا أسترسلت لِلنَّوْمِ بَعْد لُعَابهَا
قِسْمَتهَا نِصْفَيْنِ كُلّ مُسْوَدّ يَرْمِي بِهَا
فَثَنَيْت جَيِّد غريرة وَلِسَمْت بِطُنّ حقابها
كَالْحَقَّةِ اَلصَّفْرَاء صاك عَبِيرهَا بملابها
وَإِذَا لَهَا تامورة مَرْفُوعَة لِشَرَابِهَا
وَاسْتَقْلَلْت بِبُنِّيّ جعدة وَلِيَوْم مِنْ أَيَّامهَا يُرَجِّح
بِمَسَاعِي قَوْمك , وزعمتني جبابا وَكَذَّبَتْ ! لِأَنَّا أَشْجَع مِنْك وَمِنْ أَبِيك وَأَصُبّ عَلَى
إدلاج اَلْمُظْلِمَة ذَات الأريز وَأَشَدّ إِيغَالًا فِي الهاجرة أَمْ الصخدان .
وَيَثِب نَابِغَة بُنِيَ جعدة , عَلَى أَبِي بَصِير فَيَضْرِبهُ بِكُوز مِنْ ذَهَب , فَيَقُول , أَصْلَحَ
اَللَّه بِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ , لَا عَرْبَدَة فِي اَلْجِنَان إِنَّمَا يَعْرِف ذَلِكَ اَلْفَانِيَة بَيْن
اَلسَّفَلَة والهجاج وَإِنَّك يَا أَبَا لَيْلَى لمتنزع وَقَدْ رُوِيَ فِي اَلْحَدِيث أَنَّ رَجُلًا صَاحَ
بِالْبَصْرَةِ يَا آل قَيْس ! فَجَاءَ اَلنَّابِغَة الجعدي بِعَصِيَّة لَهُ فَأَخَذَهُ شَرْط أَبِي مُوسَى
اَلْأَشْعَرِيّ فَجَلَدَهُ اَلنَّابِغَة الجعدي , بِعَصِيَّة لَهُ فَأَخَذَهُ شَرْط أَبِي مُوسَى اَلْأَشْعَرِيّ
فَجَلَدَهُ لِأَنَّ اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ ‎ " مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاء اَلْجَاهِلِيَّة
فَلَيْسَ مِنَّا " وَلَوْ لَا أَنْ فِي اَلْكِتَاب اَلْكَرِيم , لَا يُصَدِّعُونَ عَنْهَا وَلَا يَنْزِفُونَ " .
لظنناك أَصَابَك نَزْف فِي عَقْلك , فَأَمَّا أَبُو بَصِير , فَمَا شَرِبَ
إِلَّا اَللَّبَن وَالْعَسَل وَإِنَّهُ لِوَقُور فِي اَلْمَجْلِس لَا يَخِفّ عِنْد
حَلّ الحبوة وَإِنَّمَا مَثَله مَعَنَا مِثْل أَبِي نُوَاسِ فِي قَوْله
أَيُّهَا العاذلان فِي الراح لَوْمًا لَا أَذُوق اَلْمَدَام إِلَّا شميما
نالتي بِالْعِتَابِ فِيهَا إِمَام لَا أَرَى لِي خِلَافه , مُسْتَقِيمًا
فَاصْرِفَاهَا إِلَى سِوَايَ , فَإِنِّي لَسْت , إِلَّا عَلَى اَلْحَدِيث نَدِيمًا
فَكَأَنِّي وَمَا أَحْسَنَ مِنْهَا , قعدي يَحْسُن اَلتَّحْكِيم لَمْ يُطِقْ حَمْله اَلسِّلَاح إِلَى اَلْحَرْب
, فَأُوصِي المطيق , أَلَّا يُقِيمَا
فَيَقُول نَابِغَة بُنِيَ جعدة , قَدْ كَانَ اَلنَّاس فِي أَيَّام اَلْخَادِعَة يَظْهَر عَنْهُمْ اَلسَّفَه
بِشُرْب اَللَّبَن , لَا سِيَّمَا إِذَا كَانُوا أَرِقَّاء لِئَامًا كَمَا قَالَ الراجز : -
يَا اِبْن هُشَام أَهَّلَك اَلنَّاس اَللَّبَن فَكُلّهمْ يَغْدُو بِسَيْف وقون
وَقَالَ آخَر : - 00
مَا دَهْر ضَبَّة فَاعْلَمْ نَحْت أثلتنا وَأَنَّمَا هَاجَ مِنْ جُهَّالهَا اَللَّبَن
وَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ مَتَى يَخَاف شَرّ بَنِي فُلَان ? قَالَ : إِذَا ألبنوا فَيُرِيد بَلَغَهُ اَللَّه
إِرَادَته أَنْ يُصْلِح بَيْن اَلنُّدَمَاء فَيَقُول يَجِب أَنْ يُحَذِّر مَنْ مَلِك يُعَبِّر فَيَرَى هَذَا
اَلْمَجْلِس وَيَرْفَع حَدِيثه إِلَى اَلْجَبَّار اَلْأَعْظَم , فَلَا يَجْرِ ذَلِكَ إِلَّا إِلَى مَا تَكْرَهَانِ
وأستغنى رَبّنَا أَنْ تَرْفَع اَلْأَخْبَار إِلَيْهِ , وَلَكِنْ جَرَى ذَلِكَ مَجْرَى اَلْحَفَظَة فِي اَلدَّار
اَلْعَاجِلَة , أَمَّا عَلِمْتُمَا أَنَّ آدَم خَرَجَ مِنْ اَلْجَنَّة , بِذَنْب حَقِير فَغَيْر آمَن مِنْ وَلَد
أَنْ يُقَدِّر لَهُ مَثَل , ذَلِكَ
فَسَأَلَتْك يَا أَبَا بَصِير بِاَللَّهِ هَلْ يهجس لَك تُمَنِّي اَلْمَدَام ? فَيَقُول كُلًّا وَاَللَّه !
إِنَّهَا عِنْدِي لِمِثْل اَلْمَقَرّ لَا يُخْطِر ذِكْرهَا بِالْخُلْدِ , فَالْحَمْد لِلَّهِ اَلَّذِي سَقَانِي ,
عَنْهَا السلوانة فَمَا أَحْفُل بِأُمّ زَنْبَق , أُخْرَى اَلدَّهْر .
وَيَنْهَض نَابِغَة بُنِيَ جعدة , مُغْضِبًا فَيُكْرِه جَنْبه اَللَّه اَلْمَكَارِه اِنْصِرَافه عَلَى تِلْكَ
اَلْحَال , فَيَقُول : يَا أَبَا لَيْلَى إِنَّ اَللَّه جَلَتْ قُدْرَته مِنْ عَلَيْنَا بِهَؤُلَاءِ اَلْحَوَر
اَلْعَيْن اَللَّوَاتِي حَوَّلَهُنَّ عَنْ خَلْق , اَلْإِوَزّ فَاخْتَرْ لَك وَاحِدَة , مِنْهُنَّ فَلْتَذْهَبْ مَعَك
إِلَى مَنْزِلك تلاحنك مأرق اللحان , وَتُسْمِعك ضُرُوب اَلْأَلْحَان , فَيَقُول لَبِيد بْن
رَبِيعَة , إِنْ أَخَذَ أَبُو لَيْلَى قينة , وَأَخَذَ غَيْره مَثَلهَا أَلَيْسَ يَنْتَشِر خَبَرهَا فِي
اَلْجَنَّة , فَلَا يُؤْمِن أَنْ يُسَمَّى فَاعِلُو ذَلِكَ ‎ أَزْوَاج اَلْإِوَزّ ? .
فَتَضْرِب اَلْجَمَاعَة عَنْ اِقْتِسَام أُولَئِكَ القيان


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:28 AM   #29
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وَيَمُرّ حَسَّان بْن ثَابِت , فَقُولُون أَهْلًا أَبَا عَبْد اَلرَّحْمَن , أَلَّا تُحَدِّث مَعَنَا سَاعَة
? فَإِذَا جَلَسَ إِلَيْهِمْ قَالُوا , أَيْنَ هَذِهِ المشروبة مِنْ سبيئتك اَلَّتِي ذَكَّرَتْهَا فِي
قَوْلك
كَأَنِّي سبيئة مِنْ بَيْت رَأْس يَكُون مِزَاجهَا عَسَل وَمَاء
عَلَى أَنْيَابهَا أَوْ طَعْم عَضّ مِنْ اَلتُّفَّاح هصره اجتناء
إِذَا مَا الأشربات ذَكَرْنَ يَوْمًا فَهُنَّ لِطِيب الراح اَلْفِدَاء
وَيْحك ! مَا اِسْتَحْيَيْت أَنَّ تَذَكُّر مِثْل هَذَا فِي مَدَحَتْك رَسُول اَللَّه صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَيَقُول : أَنَّهُ كَانَ أسجح خُلُقًا مِمَّا تَظُنُّونَ وَلَمْ أَقُلْ إِلَّا خَيْرًا , لَمْ أَذْكُر
أَنِّي شَرِبَتْ خَمْرًا , وَلَا رَكِبَتْ مِمَّا حَظَرَ أَمْرًا , وَإِنَّمَا وَصَفَتْ رِيق اِمْرَأَة يَجُوز أَنْ
يَكُون حَلَا لِي وَيُمْكِن أَنْ أَقُولهُ عَلَى اَلظَّنّ وَقَدْ شَفَّعَ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِي
أَبِي بَصِير بَعْد مَا تَهَكَّمَ فِي مَوَاطِن كَثِيرَة وَزَعَمَ أَنَّهُ مِسْتَر , مُفْتَرِيًا أَوْ لَيْسَ
بِمُفْتَرٍ وَمَا سَمِعَ بِأَكْرَم مِنْهُ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ أفكت فَجَلَدَنِي مَعَ مُسَطَّح ثُمَّ
وُهِبَ لِي أُخْت مَارِيَة فَوُلِدَتْ لِي عَبْد اَلرَّحْمَن وَهِيَ خَالَة وَلَده إِبْرَاهِيم .
وَهُوَ , زَيَّنَ اَللَّه اَلْآدَاب بِبَقَائِهِ , يَخْطُر فِي ضَمِيره أَشْيَاء يُرِيد أَنْ يُذَكِّرهَا
لِحَسَّان وَغَيْره ثُمَّ يَخَاف أَنْ يَكُونُوا لَمَّا طَلَبَ غَيْر مُحْسِنِينَ فَيَضْرِب عَنْهَا إِكْرَامًا
لِلْجَلِيسِ مِثْل قَوْل حَسَّان .
يَكُون مِزَاجهَا عَسَل وَمَاء .
يَعْرِض لَهُ أَنْ يَقُول كَيْفَ قُلْت يَا أَبَا عَبْد اَلرَّحْمَن أَيُكَوِّنُ مِزَاجهَا عَسَل وَمَاء أَمَّا
مِزَاجهَا عَسَلًا وَمَاء , أَمَّا مِزَاجهَا عَسَل وَمَاء عَلَى اَلِابْتِدَاء وَالْخَبَر ? وَقَوْله
فَمَنْ يَهْجُو رَسُول اَللَّه مِنْكُمْ وَيَمْدَحهُ وَيَنْصُرهُ سَوَاء يَذْهَب بَعْضهمْ إِلَى أَنَّ مِنْ مَحْذُوفَة
مِنْ قَوْلك وَيَمْدَحهُ وَيَنْصُرهُ عَلَى أَنَّ مَا بَعَّدَهُمَا صِلَة لَهَا وَقَالَ قَوْم حُذِفَتْ عَلَى أَنَّهَا
نَكِرَة وَجَعْل مَا بَعْدهَا وَصَفًّا لَهَا , فَأُقِيمَتْ اَلصِّفَة مَقَام اَلْمَوْصُوف
وَيَقُول قَائِل مِنْ اَلْقَوْم , كَيْفَ جُبْنك يَا أَبَا عَبْد اَلرَّحْمَن ? فَيَقُول إِلَيَّ يُقَال هَذَا
وَقَوْمِيّ أَشْجَع اَلْعَرَب ? أَرَادَ سِتَّة مِنْهُمْ أَنْ يَمِيلُوا عَلَى أَهْل اَلْمَوْسِم بِأَسْيَافِهِمْ ,
وَأَجَارُوا اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عَلَى أَنْ يُحَارِبُوا مَعَهُ كُلّ عَنُود ,
وَفَرَّ مِنْهُمْ رَبِيعَة وَمُضِرّ وَجَمِيع اَلْعَرَب , عَنْ قَوْس اَلْعَدَاوَة وَأَضْمَرُوا لَهُمْ ضغن اَلشَّنَآن
وَإِنَّ ظَهَرَ مِنِّي تُحْرِز فِي بَعْض اَلْمُوَاطِن فَإِنَّمَا ذَلِكَ عَلَى طَرِيقَة اَلْحَزْم كَمَا جَاءَ فِي
اَلْكِتَاب , اَلْكَرِيم " وَمَنْ يُولِهِمْ يَوْمئِذٍ دبرة إِلَّا متحرفا لِقَتَّال أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى
فِئَة , فَقَدْ بَاءَ بغب مِنْ اَللَّه وَمَأْوَاهُ جَهَنَّم وَبِئْسَ اَلْمَصِير " .
وَيَفْتَرِق أَهْل ذَلِكَ اَلْمَجْلِس , بَعْد أَنْ أَقَامُوا فِيهِ , كَعُمْر اَلدُّنْيَا أَضْعَافًا ,
كَثِيرَة , فَبَيِّنًا هُوَ يَطُوف فِي رِيَاض اَلْجَنَّة , لَقِيَهُ خَمْسَة , نَفَر عَلَى خَمْس أَيَنِقُّ ,
فَيَقُول مَا رَأَيْت أَحْسَن مِنْ عُيُونكُمْ فِي أَهْل اَلْجِنَان ! فَمَنْ أَنْتُمْ خُلْد عَلَيْكُمْ اَلنَّعِيم
? فَيَقُولُونَ نَحْنُ عوران قِيسَ , تَمِيم بْن مُقْبِل , العجلاني وَعَمْرو بْن أَحْمَد
اَلْبَاهِلِيّ والشماخ , مَعْقِل بْن ضِرَار , وَأَحَد بَنِي ثَعْلَبَة بْن سَعْد بْن ذُبْيَان ,
وَرَاعِي اَلْإِبِل , عَبِيد , بْن اَلْحَصِين اَلنُّمَيْرِيّ , وَحَمِيد اِبْن ثَوْر اَلْهِلَالِيّ .
فَيَقُول للشماخ بْن ضِرَار , لَقَدْ كَانَ فِي نَفْسِي , أَشْيَاء مِنْ قَصَدَتْك اَلَّتِي عَلَى
اَلزَّاي وَكَلَّمَتْك اَلَّتِي عَلَى اَلْجِيم , فأنشدنيها لَا زِلْت مُخَلَّدًا كَرِيمًا .
فَيَقُول لَقَدْ شَغَلَنِي عَنْهُمَا اَلنَّعِيم اَلدَّائِم , فَمَا أَذْكُر مِنْهُمَا بَيْتًا وَاحِدًا ,
فَيَقُول , لِفَرْط حُبّه اَلْأَدَب , وَإِيثَاره تَشْيِيد اَلْفَضْل , لَقَدْ غَفَلْت أَيُّهَا اَلْمُؤْمِن
وَأَضَعْت ! أَمَا عَلِمَتْ أَنَّ كَلِمَتَيْك أَنْفَع لَك مِنْ اِبْنَتَيْك ? ذَكَّرَتْ بِهِمَا فِي اَلْمُوَاطِن ,
وَشَهَرَتْ عِنْد رَاكِب اِبْنَته عَقْرَب , لَعَلَّ تِلْكَ شَانَتْهُ , وَمَا زَانَتْهُ وَأَصَابَهَا فِي
اَلْجَاهِلِيَّة سباء , وَمَا وَفَّرَ لِأَجْلِهَا الحباء , وَإِنْ شِئْت أَنْ أَنْشُدك قَصِيدَتَيْك فَإِنَّ
ذَلِكَ لَيْسَ بِمُتَعَذِّر عَلَيَّ , فَيَقُول أَنْشَدَنِي ضفت , عَلَيْك نِعْمَة اَللَّه فَيَنْشُدهُ
عَفًّا مِنْ سُلَيْمِيّ بِطُنّ فو فعالز فَذَاكَ الغضا فَالْمُشْرِفَات النواشز
فَيَجِدهُ بِهَا غَيْر عَلِيم , وَيَسْأَلهُ عَنْ أَشْيَاء مِنْهَا , فَيُصَادِفهُ بِهَا غَيْر بَصِير فَيَقُول
شَغَلَتْنِي لذائذ اَلْخُلُود , عَنْ تَعَهُّد هَذِهِ اَلْمُنْكَرَات , " إِنَّ اَلْمُتَّقِينَ فِي ظِلَال
وَعُيُون , وَفَوَاكِه مِمَّا يَشْتَهُونَ كَلُّوا وَأَشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " إِنَّمَا
كُنْت أَسُقْ , هَذِهِ اَلْأُمُور وَأَنَا آمِل أَنْ أَفْقَرَ بِهَا نَاقَة أَوْ أَعْطَى كَيْل , عِيَالِي سَنَة
, كَمَا قَالَ , الراجز .


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:29 AM   #30
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


لَوْ شَاكَ مِنْ رَأْسك عَظْم يَابِس لَآنَ مِنْك جُمَل حمارسي
سِوَى عَلَيْك اَلْكَيْل شَيْخ بَائِس مِثْل اَلْحَصَى يَعْجَب مِنْهُ اَللَّامِس
وَأَنَا اَلْآن فِي تَفَضُّل اَللَّه أَغْتَرِف فِي مرافد العسجد مِنْ أَنْهَار اَللَّبَن , فَتَارَة
أَلْبَان اَلْإِبِل , وَتَارَة أَلْبَان اَلْبَقَر , وَإِنْ شِئْت لَبَن اَلضَّأْن فَإِنَّهُ كَثِير جَمّ ,
وَكَذَلِكَ لَبَن المعيز , وَأَنْ أَحْبَبْت وَرْدًا , مِنْ رُسُل , الأراوي , فَرَبّ نَهْر مِنْهُ
كَأَنَّهُ دِجْلَة أَوْ فُرَات وَلَقَدْ أَرَانِي فِي دَار الشقوة , أَجْهَدَ أخلاف شِيَاه لجبات لَا
يَمْتَلِئ مِنْهُنَّ القعب .
فَيَقُول لَا زَالَ مَقُولًا لِلْخَيْرِ , فَأَيْنَ عَمْرو بْن أَحْمَد ? فَيَقُول عَمْرو , هَا أَنَا ذَا
فَيَقُول أَنْشَدَنِي قَوْلك
بَانَ اَلشَّبَاب واخلف اَلْعُمْر وَتَغَيُّر اَلْإِخْوَان وَالدَّهْر
وَقَدْ اِخْتَلَفَ اَلنَّاس فِي تَفْسِير اَلْعُمْر , فَقِيلَ إِنَّك أَرَدْت اَلْبَقَاء , وَقِيلَ إِنَّك أَرَدْت
اَلْوَاحِد مِنْ عَمْرو اَلْأَسْنَان , وَهُوَ اَللَّحْم اَلَّذِي بَيَّنَهَا فَيَقُول عَمْرو مُتَمَثِّلًا
خُذَا وَجْه هرشى أَوْ كُلَاهَا فَإِنَّهُ كُلًّا جَانِبِيّ هرشى لَهُنَّ اَلطَّرِيق
وَلَمْ تَتْرُك فِي أَهْوَال اَلْقِيَامَة غَبَّرَا لِلْإِنْشَادِ أُمًّا سَمِعَتْ اَلْآيَة " يَوْم تَرَوْنَهَا
تَذْهَل كُلّ مُرْضِعَة عَمَّا أَرْضَعَتْ , وَتَضَع كُلّ ذَات حَمْل حَمْلهَا , وَتَرَى اَلنَّاس سُكَارَى وَمَا
هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَاب اَللَّه شَدِيد " وَقَدْ شَهِدَتْ اَلْمَوْقِف فَالْعَجَب لَك إِذْ بَقِيَ مَعَك
شَيْء مِنْ رِوَايَتك ! فَيَقُول اَلشَّيْخ , إِنِّي كُنْت أُخْلِص , اَلدُّعَاء , فِي أَعْقَاب ,
اَلصَّلَوَات , قَبْل أَنْ أَنْتَقِل مِنْ تِلْكَ اَلدَّار , أَنْ يُمْتِعنِي اَللَّه , بِأَبِي , فِي
الدينا وَالْآخِرَة , فَأَجَابَنِي إِلَى مَا سَأَلَتْ وَهُوَ اَلْحَمِيد اَلْمَجِيد
وَلَقَدْ يَعِبْنِي قَوْلك
وَلَقَدْ غَدَوْت وَمَا يُفْزِعنِي خَوْف أحاذره وَلَا ذُعْر
رؤد اَلشَّبَاب كَأَنِّي غُصْن بِحَرَام مَكَّة نَاعِم نَضُرّ
كَشَرَاب قِيلَ , عَنْ مصيته وَلِكُلّ أَمْر وَاقِع قَدْر
مَدّ اَلنَّهَار لَهُ وَطَالَ عَلَيْهِ اَللَّيْل واستنعت بِهِ اَلْخَمْر
وَمُسَفِّه دَهْمَاء دَاجِنَة ركدت وَأَسْبَلَ دُونهَا اَلسِّتْر
وَجَرَادَتَانِ تُغْنِيَانِهِمْ وَتَلَأْلَأَ اَلْمَرْجَان والشذر
وَمُجَلْجِل دَانَ زَبَرْجَدَة حَدَب كَمَا يَتَحَدَّب اَلدُّبُر
ونان حنانان بَيْنهمَا وَتَر أَجَشّ غَنَاؤُهُ زَمْر
وَبَعِيرهمْ ساج بِجَرَّتِهِ لَمْ يُؤْذِهِ غرث وَلَا نَفَر
فَإِذَا تَجَرَّدَ شَقَّ بازله وَإِذَا أصاخ فَإِنَّهُ بِكَرّ
خَلَوِيّ طَرِيق الديدبون فَقَدْ وَلَّى اَلصِّبَا وَتَفَاوَتَ النجر
فَمَا أَرَدْت بِقَوْلِك كَشَرَاب قِيلَ ? اَلْوَاحِد مِنْ الأقيال ? أَمْ قِيلَ أَبَّنَ عتر , مَنْ عَادَ
? فَيَقُول عَمْرو . اَلْوَجْهَيْنِ ليتصوران فَيَقُول اَلشَّيْخ بِغِلِّهِ اَللَّه اَلْأَمَانِي مِمَّا يَدُلّ
عَلَى أَنَّ اَلْمُرَاد قِيلَ بْن عتر قَوْلك , وَجَرَادَتَانِ تُغْنِيَانِهِمْ لِأَنَّ اَلْجَرَادَتَيْنِ فِيمَا
قِيلَ , مُغَنِّيَتَانِ غَنَّتَا لِوَفْد عَاد عِنْد اَلْجَرّ هَمِّي , بِمَكَّة , فَشَغَلُوا عَنْ اَلطَّوَاف
بِالْبَيْتِ وَسُؤَال اَللَّه , سُبْحَانه وَتَعَالَى , فِيمَا قَصَدُوا لَهُ فَهَلَكَتْ عَاد وَهُمْ سامدون
وَلَقَدْ وُجِدَتْ فِي بَعْض كُتُب , اَلْأَغَانِي صَوْتًا يُقَال , غَنَّتْهُ اَلْجَرَادَتَانِ فتفكنت لِذَلِكَ
اَلصَّوْت
أَقْفَرَ مِنْ أَهْله اَلْمُصَيِّف فَبَطَّنَ عردة فالغريف
هَلْ تَبْلُغنِي دِيَار قَوْمِي مهرية , سَيْرهَا تلقيف
يَا أُمّ عُثْمَان نوليني هَلْ يَنْفَع النائل اَلطَّفِيف
وَهَذَا شِعْر عَلَى قري
أَقْفَرَ مَنْ أَهَّلَهُ ملحوب
وَمِنْ اَلَّذِي نَقَلَ إِلَى اَلْمُغَنِّينَ فِي عَصْر هَارُون وَبَعْده أَنَّ هَذَا اَلشِّعْر غَنَّتْهُ
اَلْجَرَادَتَانِ ? إِنَّ ذَلِكَ لِبَعِيد فِي اَلْمَعْقُول , وَمَا أَجْدَرَهُ أَنْ يَكُون مكذوبا !
وَقَوْلك وَمُسِفَّة دَهْمَاء دَاجِنَة مَا أَرَدْت بِهِ ? .
وَقَوْلك , وَمُجَلْجِل دَانَ زَبَرْجَده ? .
فَيَقُول اِبْن أَحْمَر , أَمَّا ذِكْر اَلْجَرَادَتَيْنِ فَلَا يَدُلّ عَلَى أَنِّي خَصَّصْت قِيل بْن عتر ,
وَأَنْ كَانَ فِي اَلْوَفْد اَلَّذِي غَنَّتْهُ اَلْجَرَادَتَانِ لِأَنَّ اَلْعَرَب صَارَتْ تُسَمِّي كُلّ قينة جَرَادَة
حَمْلًا عَلَى أَنَّ قينة فِي اَلدَّهْر اَلْأَوَّل كَانَتْ تُدْعَى اَلْجَرَادَة قَالَ اَلشَّاعِر
تُغْنِينَا اَلْجَرَاد وَنَحْنُ شُرْب , نَعْل الراح خالصها المشور وَأُمًّا اَلْمُسِفَّة اَلدَّهْمَاء
فَإِنَّهَا اَلْقَدْر , وَأُمًّا اَلْمُجَلْجِل اَلدَّانِي زَبَرْجَده فَهُوَ اَلْعُود , وَزَبَرْجَده مَا حَسُنَ
مِنْهُ أَمَا تَسْمَع اَلْقَائِل يُسَمِّي , مَا تُلَوِّن مِنْ السحباب زبرجا ? وَمَنْ رَوَى مُجَلْجِل
بِكَسْر اَلْجِيم , أَرَادَ اَلسَّحَاب .
فَيَعْجَب اَلشَّيْخ مِنْ هَذِهِ اَلْمَقَالَة , كَأَنَّك أَيُّهَا اَلرَّجُل وَأَنْتَ عَرَبِيّ صَمِيم يَسْتَشْهِد
بِأَلْفَاظِك وقريضك تَزْعُم أَنَّ اَلزَّبَرْجَد , مِنْ الزبرج , فَهَذَا يُقَوِّي مَا اِدَّعَاهُ صَاحِب
اَلْعَيْن , مِنْ أَنَّ اَلدَّالّ , زَائِدَة فِي قَوْلهمْ صلخدم وَأَهْل اَلْبَصْرَة يَنْفِرُونَ مِنْ ذَلِكَ
فَيُلْهِم اَللَّه اَلْقَادِر اِبْن أَحْمَر عِلْم اَلتَّصْرِيف لِيَرَى اَلشَّيْخ بُرْهَان اَلْقُدْرَة ,
فَيَقُول اِبْن أَحْمَر , وَمَاذَا اَلَّذِي أَنْكَرَتْ , أَنْ يَكُون الزبرج مَنْ لَفْظ اَلزَّبَرْجَد ?
كَأَنَّ فِعْلًا صَرْف مِنْ اَلزَّبَرْجَد , فَلَمْ يُمْكِن أَنْ يُجَاء بِحُرُوفِهِ كُلّهَا , إِذَا كَانَتْ
اَلْأَفْعَال لَا يَكُون فِيهَا خَمْسَة أَحْرُف مِنْ اَلْأُصُول فَقِيلَ يزبرج , ثُمَّ بُنِيَ مِنْ ذَلِكَ
اَلْفِعْل أُسَمِّ فَقِيلَ , زبرج أَلَّا تَرَى أَنَّهُمْ إِذَا صَغَّرُوا , فرزدقا قَالُوا فريزد ,
وَإِذَا جَمَعُوهُ قَالُوا , فرازد ? وَلَيْسَ ذَلِكَ بِدَلِيل عَلَى أَنَّ اَلْقَاف زَائِدَة فَيَقُول ,
خَلَّى اَللَّه أَلْفَاظه فِي دِيوَان اَلْأَدَب : كَأَنَّك زَعَمْت أَنَّ فِعْلًا أُخِذَ مِنْ اَلزَّبَرْجَد ثُمَّ
بُنِيَ مِنْهُ الزبرج فَقَدْ لَزِمَك عَلَى هَذَا , أَنْ تَكُون اَلْأَفْعَال , قَبْل اَلْأَسْمَاء ,
فَيَقُول اِبْن أَحْمَر , لَا يَلْزَمنِي , ذَلِكَ , لِأَنِّي جَعَلْت زَبَرْجَد أَصْلًا , فَيَجُوز أَنْ
يُحَدِّث مِنْهُ فَرَوَّعَ , لَيْسَ , حُكْمًا كَحُكْم اَلْأُصُول أَلَّا تَرَى أَنَّهُمْ يَقُولُونَ , إِنَّ اَلْفِعْل
مُشْتَقّ مِنْ اَلْمَصْدَر ? فَهَذَا أَصْل ثُمَّ يَقُولُونَ اَلصِّفَة اَلْجَارِيَة عَلَى اَلْفِعْل , يَعْنُونَ
اَلضَّارِب وَالْكَرِيم وَمَا كَانَ نَحْوهمَا , فَلَيْسَ قَوْلهمْ هَذِهِ اَلْمَقَالَة , بِدَلِيل عَلَى أَنَّ
اَلصِّفَة مُشْتَقَّة مِنْ اَلْفِعْل , إِذَا كَانَتْ أَسَمَا وَحَقّ اَلْأَسْمَاء أَنْ تَكُون قَبْل اَلْأَفْعَال ,
وَإِنَّمَا يُرَاد أَنَّهُ يَنْطِق بِالْفِعْلِ , مِنْهَا كَثِيرًا , وَلِمُدَّعٍ أَنْ يَقُول اَلْفِعْل مُشْتَقّ
مِنْ اَلْمَصْدَر فَهُوَ فَرْع عَلَيْهِ و اَلصِّفَة فَرْع آخَر , فَيَجُوز أَنْ يَتَقَدَّم أَحَد اَلْفَرْعَيْنِ
عَلَى صَاحِبه
ثُمَّ يَذْكُر لَهُ أَشْيَاء مِنْ شِعْره , فَيَجِدهُ عَنْ اَلْجَوَاب مستعجما إِنَّ نُطْق نَطَقَ مُحْجِمًا
فَيَقُول : أَيّكُمْ تَمِيم بْن أَبِي ? فَيَقُول رَجُل مِنْهُمْ هَا أَنَا ذَا , فَيَقُول أَخْبَرَنِي عَنْ
قَوْلك


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المعري-فيلسوف , الحمداني , الشعراء-حسين


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لوحة -حسين يعقوب الحمداني حسين الحمداني أشعار وقصائد 12 25-01-23 02:35 PM
نصوص شعرية * حسين يعقوب الحمداني حسين الحمداني أشعار وقصائد 18 22-11-22 12:38 AM
مِنأ -حسين يعقوب الحمداني حسين الحمداني أشعار وقصائد 9 22-11-22 12:37 AM
ال-دي-أن-أي -حسين يعقوب الحمداني حسين الحمداني أشعار وقصائد 18 17-01-22 07:03 PM
كتب ليث الحمداني -هكذا كان العراق حسين الحمداني حدائق بابل 16 02-03-16 02:22 AM


الساعة الآن 06:11 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)