العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > أوراق ثقافية

أوراق ثقافية دروس اللغة العربية - نصوص أدبية - مقالات أدبية - حكم عالمية [أنا البحر في أحشاءه الدر كامن - فهل سألوا الغواص عن صدفاتي]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-03-09, 01:16 PM   #61
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


وزعم أن ابن الأعرابي في أصل هذا المثل أن جند ملك من ملوك الفرس غَزَوْهم، وكان عندهم أن جنود النلك لا يموتون، فشدَّ فارس خَصَاف على رجل منهم فطعنه فخر صريعاً، فرجع إلى أصحابه فقال‏:‏ ويلكم القومُ أمثالكم يموتون كما نموت، فتعالوا نقارعهم، فشَدُّوا عليهم وهزموهم، فضرب بفارس خصاف المثل لإقدامه عليهم‏.‏
قال ابن دريد‏:‏ خضاف بالضاد المعجمة اسم فرس، وفارسه أحد فرسان العرب المشهورين، هذا قولُه، وغيره يروى بالصاد، وأما قولهم‏:‏
972- أَجْرَأُ مِنْ خَاصِي خَصَافِ‏.‏
فإنه رجل من بَاهِلة، وكان له فرس اسمه أيضاً خصاف، فَطلبه بعض الملوك للفِحْلَة فخصاه قال أبو الندى‏:‏ هو حَمَلُ بن يزيد ‏(‏سماه المجد حمل بن زيد‏)‏ ابن ذُهْل بن ثعلبة، خَصَى خصاف بحضرة ذلك الملك، وفيه يقول الشاعر‏:‏
تاللّه لو ألقى خصاف عشية * لكنت على الأملاك فارس أشأما
أي فارس شؤم‏.‏
973- أَجْرَأُ مِنَ الْمَاشِي بِتَرْج‏.‏
تَرْج‏:‏ مأسَدَة مثل حَلْية وخَفَّان ‏(‏حلية‏:‏ مأسدة بناحية اليمن، وخفان‏:‏ قرب القادسية‏.‏‏)‏
974- أَجْرأُ مِنْ خَاصِي الأَسَدِ‏.‏
يقال‏:‏ إن حراثا كان يَحْرث، فأتاه أسد فقال‏:‏ ما الذي ذَلَّل لك هذا الثور حتى يُطِيعك‏؟‏ قال‏:‏ إني خَصَيْته، قال‏:‏ وما الخِصاء‏؟‏ قال‏:‏ ادْنُ مني أُرِكَه، فدنا منه الأسد مُنْقَادا ليعلم ذلك، فشدوه وَثَاقاً وخَصَاه، فقيل‏:‏ أجرأ من خاصي الأسد‏.‏
975- أَجْرَى مِنَ الأَيْهَمَيْنِ‏.‏
قالوا‏:‏ هما السيل والجمل الهائج‏.‏ ويقال أيضاً‏:‏
976- أَجْرَى مِنَ السَّيْلِ تَحْتَ اللَّيْل‏.‏
977- أَجْوَدُ مِنْ حَاتِمٍ‏.‏
هو حاتم بن عبد الله بن سَعْد بن الحَشْرَج، كان جواداً شجاعاً شاعراً مُظَفراً، إذا قاتل غَلَب، وإذا غنم نهب، وإذا سُئل وهب، وإذا ضَرَب بالقِداح سَبَق، وإذا أسَرَ أطلق، وإذا أثْرى أنفق، وكان أقسم باللّه لا يقتل واحدَ أمه‏.‏
ومن حديثه أنه خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة، فلما كان بأرض عنزة ناداه أسيرٌ لهم‏:‏ يا أبا سَفَّانة، أكَلَنِي الإسار والقمل، فقال‏:‏ ويحك‏!‏ ما أنا في بلاد قومي، وما معي شيء وقد أسَأْتَنِي إذ نَوَّهْتَ باسمي ومالَكَ مَتْرَك، ثم ساوم به العَنَزِيين، ‏[‏ص 183‏]‏ واشتراه منهم، فخلاَّه وأقام مكانه في قِدِّه حتى أتى بفدائه، فأدَّاه إليهم‏.‏
ومن حديثه أن ماويَّةَ امرأةَ حاتم حدَّثت أن الناس أصابتهم سَنَة فأذهبت الخُفَّ والظلف، فبتنا ذاتَ لَيلةٍ بأشدِّ الجوع، فأخذ حاتم عديًّا وأخذْتُ سفَّانة فعلَّلْنَاهما حتى ناما، ثم أخذ يُعَللني بالحديث لأنام، فرققت له لما به من الجَهْد، فأمسكت عن كلامه لينام ويظن أني نائمة، فقال لي‏:‏ أنِمْتِ‏؟‏ مراراً، فلم أجبه، فسكت ونظر من وراء الخِباء فإذا شيء قد أقبل فرفَع رأسَه، فإذا امرأة تقول‏:‏ يا أبا سَفَّانة أتيتُكَ من عند صِبْية جِياع، فقال‏:‏ أحضريني صبيانَكِ فواللّه لأشْبِعَنَّهم، قالت‏:‏ فقمتُ مُسْرِعة، فقلت‏:‏ بماذا يا حاتم‏؟‏ فوالله ما نام صِبْيَانك من الجوع إلا بالتعليل، فقام إلى فَرَسه فذبَحه، ثم أجَّجَ نارا ودفع إليها شَفْرة، وقال‏:‏ اشْتَوِي وكُلِي وأطْعِمِي ولدك، وقال لي‏:‏ أيْقِظِي صبيتَكَ، فأيقظتهما ثم قال‏:‏ واللّه إن هذا للؤم أنْ تأكُلُوا وأهلُ الصِّرْمِ ‏(‏الصرم - بالكسر - جماعة البيوت‏)‏ حالُهم كحالكم، فجعل يأتي الصِّرْمِ بيتا بيتا ويقول‏:‏ عليكم النار، فاجتمعوا وأكلوا، وتَقَنَّع بكسائه وقَعَد ناحيةً حتى لم يوجد من الفرس على الأرض قليل ولا كثير، ولم يَذُقْ منه شيئاً‏.‏
وزعم الطائيون أن حاتما أخذ الجودَ عن أمِّهِ غنية بنت عفيف الطائية، وكانت لا تليق شيئاً سَخَاء وجودا‏.‏
978- أَجْوَدُ مِنْ كَعْبِ بْنِ مَامَةَ‏.‏
هو إيادي، ومن حديثه أنه خرج في رَكْب فيهم رجل من النَّمِر بن قاسط في شهر نَاجِر فَضَلُّوا فتصافَنُوا ماءهم، وهو أن يُطْرَح في القَعْبِ حَصَاة ثم يُصَب فيه من الماء بقدر ما يغمر الْحَصَاة، وتلك الحصاة هي المَقْلة، فيشرب كل إنسان بقدر واحد، فقعدوا للشرب، فلما دار القَعْبُ فانتهى إلى كعبٍ أَبْصَرَ النمريَّ يحدِّد النظر إليه، فآثره بمائه، وقال للساقي‏:‏ اسْقِ أخاكَ النمري، فشرب النمري نصيبَ كعب ذلك اليوم من الماء، ثم نزلوا من غدهم المنزلَ الآخر، فتصافَنُوا بقية مائهم، فنظر إليه النمري كنَظَره أمسه، فقال كعبَ كقوله أمس، وارتحل القوم وقالوا‏:‏ يا كعب ارْتَحِلْ، فلم يكن به قوة للنهوض، وكانوا قد قربوا من الماء، فقيل له‏:‏ رِدْ كعبُ إنك وَرَّاد، فعجز عن الجواب، فلما يئسوا منه خَيَّلوا عليه بثوب يمنعه من السبع أن يأكله، وتركوه مكانه، ففَاظَ، فقال أبوه مامةُ يرثيه‏:‏
ما كان من سُوقَةٍ أَسْقَى على ظَمَإِ * خمراً بماء إذا ناجُودُها بَرَدَا ‏[‏ص 184‏]‏
مِنَ ابن مَامَةَ كعبٍ حين عَىَّ به * زَوُّ المنيةِ إلا حرة وَقَدَا
أوفى على الماء كعبٌ ثم قيل له‏:‏ رِدْ كعبُ إِنَّكَ وَرَّادٌ فما وَرَدَا
زو المنية‏:‏ قدرها، وعَىَّ به‏:‏ أي عيت به الأحداث إلا أن تقتله عَطشا‏.‏
979- أَجْسَرُ مِنْ قَاتِلِ عُقْبَةَ‏.‏
قال أبو عمرو القعيني‏:‏ هو عُقْبة بن سلم من بني هُنَاءة من أهل اليمن صاحب دار عُقْبة بالبصرة، وكان أبو جعفر وَجَّهه إلى البحرين، وأهل البحرين ربيعة، فقتل ربيعة قتلا فاحشاً، قال‏:‏ فانْضَمَّ إليه رجل من عبد القيس، فلم يزل معه سنين، وعزل عُقْبة فرجَعَ إلى بغداد، ورحل العَبْدِي معه، فكان عقبة واقفاً على باب المهدي بعد موت أبي جعفر، فشدَّ عليه العبدِيُّ بسكين فوجأه في بطنه فمات عقبة، وأُخِذَ العبديُّ فأدخل على المهدي، فقال‏:‏ ما حملك على ما فعلت‏؟‏ فقال‏:‏ إنه قَتَلَ قومي، وقد ظَفِرْتُ به غير مرة، إلا أني أَحْبَبْتُ أن يكون أمره ظاهراً حتى يعلم الناس أني أدركْتُ ثأري منه، فقال المهدي‏:‏ إن مثلك لأهل أن يستَبقى، ولكن أكره أن يجترئ الناس على القُوَّاد فأمر به فضُرِبت عنقه، ويقال‏:‏ إن الوَجْأة وقعت في شرجة منطقة عقبة، قال‏:‏ فجعل المهديُّ يسائل العبدي، والعبدي يبكي، إلى أن دخلَ داخل فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين مات عقبة، فضحك العبدي، فقال له المهدي‏:‏ مِمَّ كنت تبكي‏؟‏ قال‏:‏ من خوف أن يعيش‏.‏ فلما مات أيقنتُ أني أدركت ثأري‏.‏
980- أَجْبَنُ مِنْ صَافِرِ‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ الصَّافِرُ كلُّ ما يصفر من الطير، والصفير لا يكون في سباع الطير وإنما يكون في خَشَاشها وما يُصَاد منها، وذكر محمد بن حبيب أنه طائر يتعلَّق من الشجر برجليه، وينكِّس رأسَه خوفا من أن ينام فيؤخذ، فيصفر منكوساً طول ليلته وذكر ابن الأعرابي أنهم أرادوا بالصافر المصفورَ به، فقلبوه أي إذ صُفِرَ به هرب‏.‏
ويقولون في مثل آخر ‏"‏جبان ما يلوي على الصفير‏"‏ وأرادوا بالمصفور به التُّنَوِّطَ، وهو طائر يحمله جُبْنه على أن ينسج لنفسه عُشًّا، كأنه كِيسٌ مدلى من الشجر ضيق الفم واسع الأسفل، فيحترز فيه خوفا من أن يقع عليه جارحٌ، وبه يضرب المثل في الحِذْق، فيقال ‏"‏أَصْنَعُ من تُنَوِّط‏"‏ وذكر أبو عبيدة أن الصافر هو الذي يصفر بالمرأة المريبة، وإنما يجبن لأنه وَجل مخافة أن يظهر عليه، ‏[‏ص 185‏]‏ وأنشد بيتي الكميت على هذا، وهو قوله‏:‏
أرجْوُ لكم أن تكونوا في مودتكم* وقد ذكرتُ القصة بتمامها والبيتين عند قولهم ‏"‏قد قلينا صفيركم‏"‏ في حرف القاف‏.‏
981- أَجْبَنُ مِنْ صِفْرِدٍ‏.‏
زعم أبو عبيدة أن هذا المثل مولد، والصفرد‏:‏ طائر من خَشَاش الطير، وقد ذكره الشاعر في شعره فقال‏:‏
تَرَاهُ كاللَّيْثِ لدى أَمْنِهِ * وفي الْوَغَى أَجبَنُ من صِفْرِدِ
982 أَجْبَنُ مِنْ كَرْوَانٍ‏.‏
هو أيضا من خَشَاش الطير، قال الشاعر‏:‏
مِنَ آل أبي مُوسي تَرَى القومَ حَوْلَه * كأنَّهُمُ الكَرْوَانُ أَبْصَرْن بازيا
983- أَجْبَنُ مِنْ لَيْلٍ
الليل‏:‏ اسمُ فرخِ الكروان‏.‏
ويقال أيضا‏:‏
984- أَجْبَنُ مِنْ نَهَارٍ‏.‏
النهار‏:‏ اسم لفرخ الْحُبَاري‏.‏
985- أَجَبَنُ مِنْ ثُرْمُلَةٍ‏.‏
هي اسم للثَّعْلبة‏.‏
986- أَجْبَنُ مِنَ الرُّبَّاحِ‏.‏
وهو القِرْدُ‏.‏
987- أَجْبَنُ مِنْ هِجْرِسٍ‏.‏
زعم محمد بن حبيب أنه الثعلب، قال‏:‏ ويقال‏:‏ إنه ولد الثعلب، قال‏:‏ ويراد به ههنا القِرْدُ، وذلك أنه لا ينام إل وفي يده حَجَر مخافَةَ الذئب أن يأكله، قال‏:‏ وتحدَّثَ رجلٌ من أهل مكة أنه إذا كان الليل رأيتَ القرود تجتمع في موضع واحد، ثم تبيت مستطيلة الواحدُ منها في أثر الآخر، وفي يد كل واحد حجر، لئلا ينام فيأكله الذئب فإن نام واحدٌ سقط من يده الحجَرُ ففزعَتْ كلها، فيتحول الآخر فيصير قُدَّامها فيكون ذلك دأبَهَا طولَ الليل، فتصبح من الموضع الذي باتت فيه على أَمْيَالٍ جُبْنا منها وخَوَرا في طباعها‏.‏
988- أَجْرَأُ مِنْ قَسْوَرَة‏.‏
هو الأسد، فَعْولة من القَسْر، وقولهم‏:‏
989- أَجْرَأُ مِنْ ذِي لِبَدٍ‏.‏
هو الأسد أيضا، ولِبْدَتُه‏:‏ ما تلبد على منكبيه من الشعر‏.‏
990- أَجْوَلُ مِنْ قُطْرُبٍ‏.‏
قالوا‏:‏ هو دُوَيْبَة تَجُول الليلَ كلَّه لا تنام، ويقال فيه أيضا‏:‏ أَسْهَر من قطرب، وفي الحديث ‏"‏لا أعرفن أحدكم جِيفَةَ ليل قُطْرُبَ نهارٍ‏"‏‏.‏ ‏[‏ص 186‏]‏
991- أَجْوَعُ مِنْ كَلْبَةِ حَوْمَلَ‏.‏
هذه امرأة من العرب، كانت تُجِيعُ كلبةً لها وهي تحرسها، فكانت تَرْبطها بالليل للحراسة وتطردها بالنهار، وتقول‏:‏ الْتَمِسِي لنفسك لا مُلْتَمَسَ لك، فلما طال ذلك عليها أكلت


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:17 PM   #62
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


ذَنَبها من الجوع، قال الشاعر، وهو الكميت، يذكر بني أمية ويذكر أن رِعايتهم للأمة كرعاية حَوْمَل لكلبتها‏:‏
كما رضيَتْ جُوعاً وسوءَ رِعاية * لكَلْبتها في سالِفِ الدهر حَوْمَلُ
نُبَاحاً إذا ما الليلُ أَظْلَمَ دونَهَا * وغنما وتَجْوِيعاً، ضلاَلٌ مضلل
992- أَجْوَعُ مِنْ زُرْعَةَ‏.‏
هي كلبة كلنت لبني ربيعة الجوع، أماتوها جوعا ونُوعاً ‏(‏النوع - بضم النون - العطش‏)‏‏.‏
993- أَجْوَعُ مِنْ لَعْوَةٍ‏.‏
قالوا‏:‏ هي الكلبة الحريصة، والجمع لِعَاء، ويقال‏:‏ نعوذ بالله من لَعْوَة الجوع ولَوْعَته، أي حِدَّته، واللَّعْوُ‏:‏ الحريص الجشِع‏.‏
994- أَجْوَعُ مِنْ ذِئْبٍ‏.‏
لأنه دهرَه جائع، ويقولون في الدعاء على العدو ‏"‏رماه اللّه بداء الذئب‏"‏ أي بالجوع، هذا قول محمد بن حبيب، وقال غيره‏:‏ معناه بالموت، وذلك أن الذئب لا يُصِيبه من العلل إلا علة الموت، ولذلك يقولون في مثل آخر ‏"‏أَصَحُّ من الذئب‏"‏ والأسد والذئب يختلفان في الجوع والصبر عليه، لأن الأسد شديدُ النَّهَم رغيبٌ حريصٌ وهو مع ذلك يتحمل أن يبقى أياما فلا يأكل شيئا‏.‏
والذئب وإن كان أَقْفَرَ منزلا وأقل خِصْبا وأكثر كدًّا وإخفاقا فلا بد له من شيء يُلْقيه في جَوْفه، فإن لم يجد شيئا استعان بإدخال النسيم في جوفه، وجَوْفُ الذئب يذيبُ العظم، وكذلك جوف الكلب، ولا يذيبان نَوَى التمر وهو أضعف من العظم‏.‏
995- أَجْوَعُ مِنْ قُرَادٍ‏.‏
لأنه يُلْزِق ظهره بالأرض سنةً وبطنه سنة لا يأكل شيئا حتى يجد إبلا‏.‏
996- أَجَلُّ مِنَ الْحَرْشِ‏.‏
يضرب مثلا لمن يخاف شئيا، فيبتلى بأشد منه‏.‏
وأصله أن ضبا قال لحسله‏:‏ يا بني اتَّقِ الحرش، فقال‏:‏ يا أبتِ وما الحرش‏؟‏ قال‏:‏ أن يأتي الرجل فيمسح يده على جُحْرِكَ، ويفعل ويفعل، ثم إن جحره هُدِم بالمِرْدَاة فقال الحِسْل‏:‏ يا أبت أهذا الحِرْش‏؟‏ فقال‏:‏ ‏[‏ص 187‏]‏ يا بني هذا أَجلُّ من الحرش‏.‏
وفي كلام بعضهم ‏"‏رُبَّ ثدي منكم قد افترشه، ونَهْب قد احْتَوَشه، وضبٍّ قد احْتَرَشَه‏"‏‏.‏
997- أَجَنُّ مِنْ دُقَّةَ‏.‏
هو دُقَّة بن عَباية بن أسماء بن خارجة، ذكر هذا المثل محمد بن حبيب، ولم يذكر له شيئا‏.‏
998- أَجْبَنُ مِنْ نَعَامَة‏.‏
وذلك أنها إذا خافت من شيء لا ترجع إليه بعد ذلك الخوف‏.‏
999- أَجْشَعُ مِنْ أَسْرَى الدُّخَان‏.‏
ذكر أبو عبيدة أنهم الذين كانوا قَطَعوا على لَطِيمة كسرى، وكانوا من تميم، وذكر ابن الأعرابي أنهم كانوا من بني حَنْظلة خاصة وأن كسرى كَتَب إلى المُكَعْبر مرْدان به عامله على البحرين‏:‏ أَنِ ادْعُهم إلى المُشَقَّر وأظهر أنك تدعوهم إلى الطعام، فتقدم المُكَعْبَر في اتخاذ طعام على ظهر الحِصْن بحَطَب رَطْب، فارتفع منه دخان عظيم، وبعث إليهم يَعْرِض الطعام عليهم، فاغتروا بالدخان، وجاءوا فدخلوا الحصن، فأصفق البابَ عليهم، فغبروا هناك يُستعملون في مِهَن البناء وغيره، فجاء الإسلام وقد بقي البعض منهم، فأخرجهم العَلاَء بن الحَضْرَمي في أيام أبي بكر رضي اللّه عنه، فسار بهم المثل فقيل فيمن قتل منهم‏:‏ ليس بأول من قتله الدخان، وأَجْشَع من أسرى الدخان، وأجشع من الوافدين على الدخان، وأجشع من وَفْدِ تميم، وقال الشاعر في ذلك‏:‏
إذا ما مات مَيْتٌ من تميم * فَسَرَّكَ أن يعيشَ فجِيء بزاد
بِخُبْزٍ أو بسَمْن أو بِتَمْر * أو الشيء المُلَفَّفِ في البِجَاد
تَرَاهُ يطوف في الآفاق حِرْصاً * ليأكل رأسَ لقمانَ بن عاد
ومازح معاوية الأحنف فما رُئي مازحان أوقَرَ منهما، فقال له‏:‏ يا أَحْنَفُ ما الشيء المُلَفَّفُ في البِجاد‏؟‏ فقال الأحنف‏:‏ السَّخِينة يا أمير المؤمنين، أراد معاوية قول الشاعر‏:‏
أو الشيء المُلَفَّفُ في البِجاد* وهو الوَطْب من اللبن، وأراد الأحْنَفُ بقوله ‏"‏السخينة‏"‏ قولَ عبد الله بن الزِّبَعْرَي‏:‏
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أن سَتَغْلِب رَبَّهَا * ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ
وذلك أن قريشاً كانت تُعَيَّر بأكل السخينة، وهي حِساء من دقيق يُتَّخذ عند غلاء السعر‏.‏ ‏[‏ص 188‏]‏
1000- أَجْهَلُ مِنْ فَرَاشَةٍ‏.‏
لأنها تطلب النار فتُلْقِي نفسها فيها‏.‏
1001- أَجْمَعُ مِنْ نَمْلَةٍ‏.‏
ويقال‏:‏ أجمع من ذَرَّة، قال الشاعر في الذرة وجَمْعها‏:‏
تجمع للوارث جَمْعاً كما * تجمَعُ في قَرْيَتِهَا الذَّرَّهْ
1002- أَجْرَدُ من صَخْرَةٍ، وَمِنْ صَلْعَةٍ‏.‏
ويروى من صُلَّعَة، وهي الصخرة الملساء، والصلعة‏:‏ ما يبرق من رأس الأصلع وقيل‏:‏ دخلت امرأة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان حاسِرَ الرأسِ، وكان أصلع، فدُهِشت المرأة، فقالت‏:‏ أبا غفر حفص الله لك، وأرادت أن تقول‏:‏ أبا حَفْصٍ غَفَر الله لك، فقال عمر رضي الله تعالى عنه‏:‏ ما تقولين‏؟‏ فقالت‏:‏ صلعت من فرقتك، وأرادت أن تقول‏:‏ فَرِقْتُ من صَلْعتك‏.‏ قال الشيباني‏:‏ قولهم ‏"‏أجرد من جراد‏"‏ أرادوا به رَمْلة من رمال نجد لا تنبت شيئا، وأجرد‏:‏ معناه أملس، قال أبو الندى‏:‏
سميت جراداً لانجرادها‏.‏
1003- أَجْمَلُ مِنْ ذِي العِمَامَةِ‏.‏
هذا مثل من أمثال أهل مكة، وذو العِمامةَ‏:‏ سعيد بن العاص بن أمية، وكان في الجاهلية إذا لبس عمامةً لا يلبس قرشيٌّ عمامة على لَوْنها، وإذا خرج لم تبق امرأة إلا بَرَزَتْ للنظر إليه من جماله، ولما أفْضَتِ الخلافة إلى عبد الملك بن مروان خطب بنتَ سعيد هذا إلى أخيها عَمْرو بن سعيد الأشدق، فأجابه عمرو بقوله‏:‏
فَتَاةٌ أبوها ذو العِمَامة، وابنُهُ * أخوها، فما أكْفَاُؤها بكثير
وزعم بعض أصحاب المعاني أن هذا اللقب إنما لزم سعيدَ بن العاص كنايةً عن السيادة، قال‏:‏ وذلك لأن العرب تقول ‏"‏فلان مُعَمَّم‏"‏ يريدون أن كل جناية يجنيها من تلك القبيلة والعشيرة فهي مَعْصُوبة برأسه، فإلى مثل هذا المعنى ذهبوا في تسميتهم سعيد بن العاص ذا العصابة وذا العمامة‏.‏
1004- أَجْوَدُ مِنْ هَرِمٍ‏.‏
هو هَرِمُ بن سِنان بن أبي حارثة المُرِّئُ وقد سار بذكر جوده المثل، قال زُهَيْر بن أبي سُلْمى فيه‏:‏
إنَّ البَخيلَ مَلُومٌ حيث كان ولـ * ـكِنَّ ‏(‏ولكن‏)‏ الجوادَ على عِلاَّتِهِ هَرِم
هُوَ الجواد الَّذِي يُعْطيكَ نائلَه * عَفْواً، ويُظْلَم أحْيَانا فَيَظَّلِمُ ‏[‏ص 189‏]‏
ووفَدَت ابنةُ هرم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لها‏:‏ ما كان الذي أعطى أبوك زهيرا حتى قابله من المديح بما قد سار فيه‏؟‏ فقالت‏:‏ قد أعطاه خَيْلاً تنضى، وإبلا تَتْوَى، وثيابا تَبْلَى، ومالاً يفنى، فقال عمر رضي اللّه تعالى عنه‏:‏ لكن ما أعطاكم زُهَير لا يُبْلِيه الدهر، ولا يفنيه العصر، ويروى أنها قالت‏:‏ ما أعطى هَرِمٌ زهيراً قد نسى، قال‏:‏ لكن ما أعطاكم زهير لا يُنْسَى‏.‏
1005- أَجْوَدُ مِنَ الْجَوَادِ الْمُبِرِّ‏.‏
هذا مثل يضربونه في الخيل، لا في الناس‏.‏
1006- أَجْرَأُ مِنْ أُسَامَةَ‏.‏
هو اسم الأسد، معرفة لا تدخله الألف واللام، وقال‏:‏ ‏(‏هو زهير بن أبي سلمى المزني‏)‏
وَلأَنْتَ أشْجَعُ مِنْ أسَامَةَ إذ * دُعِيَتْ نَزَالِ وَلج في الذُّعْرِ
1007- أَجْرَأُ مِنْ لَيْثٍ بِخَفَّانَ‏.‏
خَفّان‏:‏ مأسَدَة معروفة، وكذلك خَفِيَّة وحَلْية، وقال‏:‏
فَتًى هو أحْيى من فَتَاةٍ حَيِيَّةٍ * وأشْجَعُ من لَيْثٍ بخَفَّانَ خَادِرِ
1008- أجْهَلُ مِنْ حِمَارٍ‏.‏
يعني حمار بن سويلك ‏(‏كذا، وفي القاموس ‏"‏بن مالك‏"‏‏)‏ الذي يقال له‏:‏ أكْفَر من حمار‏.‏
1009- أَجْهَلُ مِنْ عَقْرَبٍ‏.‏
لأنها تمشي بين أرجل الناس ولا تكاد تبصر‏.‏
1010- أَجْهَلُ مِنْ رَاعِي ضَأْنٍ‏.‏
وحديثه في باب الحاء مذكور‏.‏
1011- أَجْفَى مِنَ الدَّهْرِ‏.‏
1012- أَجْدَى مِنَ الغَيْثِ فِي أَوَانِهِ‏.‏
معناه أنفع، يقال‏:‏ ما يُجْدِي عنك هذا، أي ما ينفع وما يُغْنِي‏.‏ والْجَدَاء ممدودا‏:‏ النفعُ، وبناء أفعل من الأفعال شاذ، حقه أشَدُّ جَدَاء‏.‏
1013- أَجْرَدُ مِنَ الْجَرَادِ‏.‏
لم يُورِد حمزة في هذا شيئاً‏.‏
قلت‏:‏ يجوز أن يراد به آكَلُ من الجراد، يقال‏:‏ أرض مَجْرُودة، إذا أكل نَبْتها، ويجوز أن يراد أشأم من الجراد، من قولهم‏:‏ رجل جارود، أي مَشْؤم، والجارود‏:‏ رجل سمى به لأنه فَرَّ بإبله إلى أخواله بني شيبان، وبإبله داء، ففَشَا ذلك ‏[‏ص 190‏]‏ الداء في إبل أخواله فأهلكها، وفيه قال الشاعر‏:‏
كما جَرَدَ الجارودُ بكْرَ بن وَائِلٍ* وهو الجارود العبدي، يُعَد من الصحابة واسمه بشر بن عمرو من عبد القيس، ووَجْهٌ ثالث، وهو أن يراد أقْشَر من الجراد، يقال‏:‏ جَرَدْتُ الشيء


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:18 PM   #63
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


قشرته، وكلُّ مقشورٍ مجرودٌ، والجراد يَقْشر ما يقع عليه من النبات، والأصلُ في الكل الجراد المعروف‏.‏
1014- أَجْهَلُ مِنْ قَاضِي جُبَّلَ‏.‏
يقال‏:‏ إن جُبَّل مدينة من طسوج كسكر، وهذا القاضي قَضَى لخَصْم جاءه وَحْده، ثم نقَضَ حكمه لما جاءه الخصم الآخر، وفيه يقول محمد بن عبد الملك الزيات‏:‏
قَضَى لمخَاصِم يوما، فَلَمَّا * أتاه خَصْمُه نَقَصَ القَضَاءَ
دَنَا منك العَدُو وغِبْتَ عنه * فَقَال بحُكْمِهِ ما كان شَاءَ
1015- أَجْوَرُ مِنْ قَاضِي سَدُومَ‏.‏
قالوا‏:‏ سَدُوم - بفتح السين - مدينة من مدائن قوم لوط عليه الصلاة والسلام، قال الأزهري‏:‏ قال أبو حاتم في كتابه الذي صنفه في المفسد والمذال‏:‏ إنما هو سذوم بالذال المعجمة، والدال خطأ، قال الأزهري‏:‏ وهذا عندي هو الصحيح‏.‏ قال الطبري‏:‏ هو ملك من بَقَايا اليونانية غَشُوم، كان بمدينة سرمين من أرض قنسرين‏.‏
*3* المولدون‏.‏
جَعَلَ بَطْنَهُ طبْلاً وقَفاهُ اصْطَبْلا‏.‏
جَزَاءُ مُقَبِّلِ الأسْتِ الضُّرَاطُ‏.‏
جَنَّةٌ تَرْعاها خَنَازِيرُ‏.‏
جَهْل يَعُولِني خَيْرٌ مِنْ عَقْلٍ أَعُولُهُ‏.‏
جاءَ بالدُّنْيا يَسُوقُها‏.‏
جاهُهُ جاهُ كَلْبٍ مَمْطُورٍ في مَقْصُورَةِ الجَامِعِ‏.‏
جَدَّةٌ تَقْضِي العِدَّةَ‏.‏
يضرب للشيخ يتصابى‏.‏
جَوَاهِرُ الأخْلاقِ يَتَصَفَّحُها المُعاشِرُ‏.‏
جاء العِيَانُ فَأَلوى بِالأسانِيدِ‏.‏
جهْلُكَ أَشَدُّ لَكَ مِنْ فَقْرِكَ‏.‏
الجَمَلُ فِي شْيءٍ والجمَّالُ فِي شْيءٍ‏.‏
الجُل خَيْرٌ مِنَ الفَرَسِ‏.‏
الجَالِبُ مَرْزُوقٌ والمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ‏.‏
الجَدِيَةُ رِبْحٌ بِلاَ رَأْسِ مَالٍ‏.‏ ‏[‏ص 191‏]‏
الْجَهُل مَوْتُ الأحْيَاء‏.‏
الجِرَارُ لاَ تُشْتَرى أَوْ تُلْطَمَ‏.‏
واجْلِسْ حَيْثُ يُؤْخَذُ بِيَدِكَ وَتُبَرُّ لاَ حَيْثُ يُؤْخَذُ بِرِجْلِكَ وتُجَر‏.‏
اجلِسْ حَيْثُ تُجْلَسُ‏.‏
أُجلِسْتَ عِنْدِي فاتَّكِئْ‏.‏
أَجْرَأُ النَّاسِ عَلَى الأسَدِ أَكْثَرُهُمْ لَهُ رُؤْيَة‏.‏
جاء عَلَى نَاقَةِ الحذَّاء‏.‏
يعنون النعل التي تُلْبَسُ‏.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:19 PM   #64
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


• الباب السادس فيما أوله حاء‏
o ما جاء على أفعل من هذا الباب‏
 المولدون‏
الباب السادس فيما أوله حاء‏.‏
1016- حَرِّكْ لَهَا حُوَارَهَا تَحِنُّ‏.‏
الحُوَار‏:‏ ولدُ الناقة، والجمع القليل أحْوِرَة، والكثير حُوَران وحِيرَان، ولا يزال حُوَارا حتى يُفْصَل، فإذا فُصِل عن أمه فهو فَصِيل‏.‏
ومعنى المثل ذكِّرْهُ بعض أشجانه يَهِج له وهذا المثل قاله عمرو بن العاص لمعاوية حين أراد أن يستنصر أهلَ الشام‏.‏
1017- حَالَ الْجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ‏.‏
الجَرِيض‏:‏ الغُصَّة، من الْجَرَضِ وهو الريق يُغَصّ به، يقال‏:‏ جَرِض بريقه تَجْرَضُ، وهو أن يبتلع ريقَه على هم وحزن، يقال‏:‏ مات فلان جَرِيضا، أي مغموما‏.‏ والقَرِيض‏:‏ الشِّعْرُ، وأصله جِرَّةُ البعيرِ‏.‏ وحال‏:‏ مَنَع‏.‏
يضرب للأمر يقدر عليه أخيراً حين لا ينفع‏.‏
وأصل المثل أن رجلا كان له ابن نَبَغ في الشعر، فنهاه أبوه عن ذلك، فجاش به صَدْرُه، ومَرِض حتى أشرف على الهلاك فأذِن له أبوه في قول الشعر، فقال هذا القول‏.‏
1018- حَنَّ قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا‏.‏
القِدْحُ‏:‏ أحَدُ قِداح المَيْسر، وإذا كان أحَدُ القداح من غير جوهر إخوته ثم أجالَه المُفِيض خرج له صَوْت يخالف أصواتها، فيعرف به أنه ليس من جملة القداح ‏.‏
يضرب للرجل يفتخر بقبيلة ليس هو منها، أو يمتدح بما لا يوجد فيه‏.‏
وتمثل عمر رضي الله عنه به حين قال الوليد بن عُقْبة بن أبي مُعَيْط‏:‏ أُقْتَلُ من ‏[‏ص 192‏]‏ بين قريش‏؟‏ فقال عمر رضي اللّه عنه‏:‏ حَنَّ قِدْحٌ ليس منها، والهاء في منها راجعة إلى القداح‏.‏
1019- حَيَّاكَ مَنْ خَلاَ فُوهُ‏.‏
أي نحن في شغل عنك، وأصله أن رجلا كان يأكل، فمرَّ به آخَرُ فحَيَّاه بتحية فلم يقدر على الإجابة، فقال هذه المقالة‏.‏
يضرب في قلة عناية الرجل بشأن صاحبه‏.‏
1020- حَتْفَهَا تَحْمِلُ ضَأْنٌ بِأَظْلاَفِهَا‏.‏
يضرب لمن يوقع نفسه في هلكة‏.‏
وأصله أن رجلا وجَد شاة، ولم يكن معه ما يَذْبَحها به، فضربَتْ بأظلافها الأرض فظهر سكين، فذبحها به‏.‏
وهذا المثل لحريث بن حَسَّان الشيباني تمثل به بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لقيلة التميمية، وكان حريث حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله إِقْطَاع الدهناء، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلمت فيه قَيْلَة، فعندها قال حريث‏:‏ كنت أنا وأنت كما قيل‏:‏ حَتْفَها تحمل ضأن بأظلافها‏.‏
1021- حَدِّثْ حَدِيثَيْنِ امْرَأَةً، فَإِنْ لَمْ تَفْهَمْ فَأَرْبَعَةً‏.‏
أي زِدْ، ويروى فأرْبِعْ، أي كُفَّ، وأراد بالحديثين حديثاً واحداً تكرره مرتين فكأنك حدثتها بحديثين، والمعنى كرر لها الحديثَ لأنها أضعفُ فَهْما، فإن لم تَفْهم فاجعلهما أربعةً، وقال أبو سعيد‏:‏ فإن لم تَفْهم بعد الأربعة فالمربعة، يعني العصا‏.‏
يضرب في سوء السمع والإجابة‏.‏
1022- حَلَبَتْ حَلْبَتَهَا ثُمَّ أَقْلَعَتْ‏.‏
يضرب لمن يفعل الفعل مرة ثم يمسك ويروى ‏"‏جلبت‏"‏ بالجيم، وقد مر قبل‏.‏
1023- حَلأَتْ حَالِئَةٌ عَنْ كُوعِهَا‏.‏
الحالئة‏:‏ المرأة تحلأ الأديم، أي تقشره يقال‏:‏ حلأَت الجلد، إذا أزلت تِحْلِئَه وهو قُشُوره ووَسَخه، والمرأة الصَّنَاع ربما استعجلت فحَلآَت عن كوعها، و ‏"‏عن‏"‏ من صلة المعنى، كأنه قال‏:‏ قَشَرَتِ اللحم عن كوعها‏.‏
يضرب لمن يتعاطى ما لا يحسنه، ولمن يرفق بنفسه شفقة عليها‏.‏
1024- حَلَبْتُهَا بِالسَّاعِدِ الأَشَدِّ‏.‏
أي أخذتها بالقوة إذ لم يتأتَّ بالرفق‏.‏
1025- حَنَّتْ وَلاَتَ هَنَّتْ وَأَنَّى لَكِ مَقْرُوعٌ‏.‏
هَنَّت‏:‏ من الهنين وهو الحنين، يقال‏:‏ ‏[‏ص 193‏]‏ هَنَّ يَهِنُّ بمعنى حَنَّ يَحنُّ، وقد يكون بمعنى بكى، وقال‏:‏ لمَّا رأى الدارَ خَلاَءً هَنَّا* ولات‏:‏ مَفْصُولة من هنَّتْ، أي لاتَ حينَ هَنَّتْ، فحذف ‏"‏حين‏"‏ لكثرة ما يستعمل لات معه، وللعلم به، ويروى ‏"‏ولا تَهَنَّتْ‏"‏ أراد تَهَنأت فلَيَّن الهمزة‏.‏
كانت الهَيْجُمَانة بنت العنبر بن عمرو بن تميم تَعْشَق عَبْشَمْس بن سعد، وكان يلقب بمقروع، فأراد أن يُغِير على قبيلة الهَيْجُمَانة، وعلمت بذلك الهَيْجُمَانة، فأخبرت أباها، فقال مازن بن مالك بن عمرو‏:‏ حنَّتْ ولاتَ هَنَّت أي اشتاقت، وليس وقت اشتياقها، ثم رجع من الغَيْبَة إلى الخِطاب فقال‏:‏ وأنى لَكِ نقروع، أي من أين تظفرين به‏؟‏‏.‏
يضرب لمن يَحِنُّ إلى مطلوبه قبل أوانه وحكى المفضل بن محمد الضبي أن عَبْشَمْس بن سعد، وكان اسمه عبد العزى، كان وَسِيمَ الوجه حَسَنَ الخلقة، فسمي بعبشمس، وعبء الشمس‏:‏ ضوءها، فحذف الهمزة، وهو ابن سعد بن زيد مَنَاة بن تميم شُغِفَ بحب الهَيْجُمَانة، فمنع عنها وقُوتِل، فجاء الحارث بن كعب بن سعد ليذُبَّ عن عمرو، فضرب على رجله فشلَّت، فسمى الأعرج، فسار عبشمس إليهم وسألهم أن يعطوه حقه من رجل الأعرج، فتأبَّى عليه بنو عنبر بن عمرو بن تميم، فقال عبشمس لقومه‏:‏ إن خَرَج إليكم مازن بن مالك بن عمرو مترجلا قد لبس ثيابه وتزيَّنَ فظُنُّوا به شراً، وإن جاءكم أَشْعَثَ الرأس خبيثَ النفس فإني أرجو أن يعطوكم حقكم، فلما أَمْسَوْا راح إليهم مازن مترجِّلا قد لبس ثيابه وتزيَّنَ لهم، فارتابوا به، فدسَّ عبشمس بعض أصحابه إليهم ليسترقَ السمعَ ويتجسس ما يقولون، فسمع رجلا من الرعاء يقول‏:‏
لا نَعْقِلُ الرِّجْلَ ولا نَدِيَها * حَتَّى ترى دَاهيةً تُنْسِيَها
فلما عاد الرجل إلى عبشمس وخبره بما سمع قال عبشمس‏:‏ إذا جنَّ عليكم الليل بَرِّزُوا رجالكم، وأقيموا ناحيةً، ففعلوا وتركوا خيامهم، فنادى مازن وأقبل إلى القبة‏:‏ ألا لا حَيَّ بالقرى، فإذا الرجال قد جاءوا وعليهم السلاح حتى أحاطوا بالقبة فاكتنفوها، فإذا القبة خالية من بني سعد، فلما علم عبشمس بذلك جمع بني سعد فغَزَاهم فلما كان بعَقْوَتِهِم نزل في لية ذات ظلمة ورعد وبرق، وأقام حتى يغير عليهم صُبْحاً وكان يدور على قومه ويَحُوطهم من دبيب ‏[‏ص 194‏]‏ الليل، وكانت الهَيْجُمَانة عاركا، والعارك لا تخالط أهلها، وأضاء البرقُ فرأت ساقَيْ مقروع، فأتَتْ أباها تحت الليل، فقال‏:‏ إني رأيتُ ساقي عبشمس في البرق فعرفته، فأرسل العنبر في بني عمرو فجمعهم، فلما أتوه خبرهم بما سمع من الهَيْجُمَانة، فقال مازن‏:‏ حنت ولات هنت وأنى لَكِ مقروع، ثم قال مازن للعنبر‏:‏ ما كنت حقيقاً أن تجمعنا لعشق جارية، ثم تفرقوا عنه، فقال لها العنبر عند ذلك‏:‏ أيْ بنية اصدقي فإنه ليس للكذوب رأي، فأرسلها مثلاً، قالت‏:‏ يا أبتاه ثَكِلْتُكَ إن لم أكن صدقتك، فانْجُ ولا إخالُكَ ناجياً، فأرسلتها مثلا، فنجا العنبر من تحت الليل، وصَبَّحهم بنو سعد فأدركوهم وقتلوا منهم ناساً كثيراً، ثم إن عبشمس تبعَ العنبر حتى أدركه وهو على فرسه وعليه أداته يَسُوق إبله، فلما لحقة قال له‏:‏ يا عنبر، دَعْ أهلَكَ فإن لنا وإن لك، فأجابه العنبر وقال‏:‏ لكن مَنْ تقدم منعته، ومن تأخر عَقَرْته، فدنا منه عبشمس، فلما رأته الهَيْجُمَانة نزعت خِمارها، وكشفت عن وجهها، وقالت‏:‏ يا مَقْرُوع نَشَدْتُكَ الرحِمَ لما وهبته لي، لقد خِفْتُكَ على هذه منذ اليوم، وتضرعت إلى عبشمس، فوهبه لها‏.‏
1026- حَسْبُكَ مِنْ شَرِّ سَمَاعُهُ‏.‏
أي اكْتَفِ من الشر بسماعه ولا تُعَاينه، ويجوز أن يريد يَكْفِيك سَمَاعُ الشر، وإن لم تُقْدِمْ عليه ولم تنسب إليه‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ أخبرني هشام بن الكلبي أن المثل لأم الربيع بن زياد العبسي، وذلك أن ابنها الربيع كان أَخَذَ من قيس بن زهير ابن جَذِيمة دِرْعاً، فعرض قيس لأم الربيع وهي على راحلتها في مَسِيرٍ لها، فأراد أن يذهب بها ليرتهنها بالدرع، فقالت له‏:‏ أين عَزَبَ عنك عَقْلُك يا قيس‏؟‏ أترى بني زياد مُصَالحيك وقد ذهبتَ بأمهم يميناً وشمالاً، وقال الناس ما قالوا


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:19 PM   #65
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


وشاءوا‏؟‏ وإن حسْبَك من شر سماعه، فذهبت كلمتها مثلا، تقول‏:‏ كَفَى بالمَقَالة عاراً وإن كان باطلا‏.‏
يضرب عند العار والمقالة السيئة، وما يخاف منها‏.‏
وقال بعض النساء الشواعر‏:‏ ‏(‏هي عاتكة بنت عبد المطلب، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏التبريزي 2/256‏)‏‏)‏
سَائِلْ بنا فِي قَوْمِنَا * وَلْيَكْفِ مِنْ شَرٍّ سَمَاعُهْ
وكان المفضل فيما حكى عنه يذكر هذا الحديث ويسمي أم الربيع ويقول‏:‏ هي فاطمة بنت الخُرْشُب من بني أنمار بن بَغيض‏.‏ ‏[‏ص 195‏]‏
1027- حِفْظاً مِنْ كَالِئِكَ‏.‏
أي احفظ نفسك ممن يحفظك، كما قيل‏:‏ محترسٌ من مثلِهِ وَهُوَ حارسُ‏.‏
1028- حَدِيثُ خُرَافَةَ‏.‏
هو رجل من عُذْرة استهوته الجن كما توعم العرب مدةً‏.‏ ثم لما رجع أخبر بما رأى منهم، فكذبوه حتى قالوا لما لا يمكن‏:‏ حديث خرافة، وعن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه قال‏:‏ خرافة حق، يعني ما تحدَّث به عن الجِنِّ حَقّ‏.‏
1029- احْلُبْ حَلَباً لَكَ شَطْرُهُ‏.‏
يضرب في الحثِّ على الطَّلَب والمساواة في المطلوب‏.‏
1030- حَذْوَ القُذَّةِ بِالْقُذَّةِ‏.‏
أي مِثْلاً بمثل‏.‏
يضرب في التسوية بين الشيئين‏.‏
ومثله ‏"‏حَذْوَ النَّعْلِ بالنعل‏"‏ والقُذَّة‏:‏ لعلها من القَذِّ وهو القطع، يعني به قَطْعَ الريشة المقذوذة على قدر صاحبتها في التسوية وهي فُعْلَة بمعنى مفعولة كاللُّقْمَة والغُرْفة، والتقدير حذياً حَذْوَ، ومن رفع أراد‏:‏ هُمَا حَذْوُ القذة‏.‏
1031- حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ‏.‏
أي أُعْرِضُ عن الخَنَا بحلمي، وإن سمعته بأذني‏.‏
1032- حُورٌ فِي مَحَارَةٍ‏.‏
أي نقصان من ‏"‏حَارَ يَحُور حُؤُراً‏"‏ إذا رجع، ثم يخفف فيقال‏:‏ حُور، ومنه‏:‏
في بئر لا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ* وروى شمر عن ابن الأعرابي‏:‏ حَوْرٌ في مَحَارة، بفتح الحاء، ولعله ذهب إلى الحديث ‏"‏نعوذ باللّه من الْحَوْر بعد الكور‏"‏‏.‏
1033- حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ‏.‏
هذا مستعار من حَلَبَ أَشْطرُ الناقة، وذلك إذا حلب خِلْفَين من أخلافها، ثم يحلبها الثانية خِلْفَيْن أيضا، ونصب ‏"‏أَشْطُرَه‏"‏ على البدل، فكأنه قال‏:‏ حلَبَ أَشْطُرَ الدهر، والمعنى أنه اخْتَبَر الدهْرَ شطرى خيره وشره، فعرف ما فيه‏.‏ يضرب فيمن جَرَّبَ الدهر‏.‏
1034- حَسْبُكَ مِنْ غِنًى شِبَعٌ وَرِيٌّ‏.‏
أي اقْنَعْ من الغنى بما يُشْبِعك ويُرْوِيك وجُدْ بما فَضَلَ، وهذا المثل لامرئ القيس يذكر مِعْزىً كانت له فيقول‏:‏ ‏[‏ص 196‏]‏
إذا ما لم تكُنْ إبِلٌ فمِعْزىً * كأنَّ قُرُونَ جِلَّتِهَا الْعِصِيُّ
فَتَمْلأُ بيتَنَا أَقِطاً وسَمْناً * وحَسْبُك مِنْ غِنىً شِبَعٌ وَرِيُّ
قال أبو عبيد‏:‏ وهذا يحتمل معنيين أحدهما يقول‏:‏ أعْطِ كلَّ ما كان لك وراء الشبع والري، والآخر‏:‏ القَنَاعة باليسير، يقول‏:‏ اكْتَفِ به ولا تطلب ما سوى ذلك، والأول الوَجْهُ لقوله في شعر له آخر، وهو‏:‏
وَلَوْ أنما أَسْعَى لأدْنى معيشةٍ * كفاني، ولم أطلب، قليلً من المال
ولكنَّمَا أَسْعَى لمجدٍ مُؤَثَّلٍ * وقد يُدْرِكُ المجدَ المؤثَّلَ أَمْثَالِي
وَمَا المرءُ ما دامَتْ حُشَاشَةُ نَفْسِه * بمُدْرِكِ أَطْرَاف الخُطُوبِ وَلاَآلِ
فقد أخبر ببُعْد همته وقدره في نفسه‏.‏
1035- حَسْبُكَ مِنَ القِلاَدَةِ مَا أحَاك بِالعُنُقِ‏.‏
أي اكْتَفِ بالقليل من الكثير‏.‏
1036- حَبْلَكِ عَلَى غَارِبِكِ‏.‏
الغاربُ‏:‏ أعلى السَّنام، وهذا كناية عن الطلاق، أي اذْهَبي حيثُ شئت، وأصله أن الناقة إذا رَعَتْ وعليها الخِطامُ ألقى على غاربها، لأنها إذا رأت الخِطامَ لم يَهْنئها شيءٌ‏.‏
1037- حبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي ويُصِمُّ‏.‏
أي يُخْفي عليك مساويه، ويُصِمُّكَ عن سماع العذل فيه‏.‏
1038 حَدَثُ مِنْ فِيك كَحَدَثٍ مِنْ فَرْجِك
يعني أن الكلام القبيحَ مثلُ الحَدَثِ، تمثل بن ابنُ عباس وعائشة رضي الله عنهما‏.‏
1039- حَبِيبٌ إِلَى عَبْدٍ مَنْ كدَّهُ‏.‏
يعني أن مَنْ أهانه وأتعبه فهو أَحَبُّ إليه من غيره، لأن سجاياه مَجْبُولة على احتمال الذل‏.‏
1040- حَسَنُ فِي كُلِّ عَيْنٍ مَا تَوَدّ‏.‏
هذا قريب من قولهم ‏"‏حبك الشيء يعمي ويصم‏"‏‏.‏
1041- حَتَنَى لاَ خَيْرَ فِي سَهْمٍ زلخ‏.‏
قال الليث‏:‏ الزَّلْخُ رفْعُ اليدِ في الرمي إلى أقصى ما تقدر عليه، تريد بُعْدَ الغَلْوَة، وأنشد‏:‏ مِنْ مائَةٍ زَلْخٍ بِمِرِّيخٍ غال*
وَحَتَنَى‏:‏ فَعَلَى من الاحْتِتَان، وهو التساوي، يقال‏:‏ وقع النبل حَتَنَى، إذا وَقَعَتْ متساوية، ويروى ‏"‏حَتَنَى لا خَيْرَ في سَهْم زلج‏"‏ يقال‏:‏ سَهْم زالج، إذا كان يتزلج عن ‏[‏ص 197‏]‏ القوس، ومعنى زلج خَفَّ عن الأرض، ويقال‏:‏ السهم الزالج الذي إذا رمى به الرامي قَصُر عن الهَدَف وأصاب الصخرة إصابة صلبة ثم ارتفع إلى القرطاس فأصابه، وهذا لا يُعَدُّ مُقَرْطِساً، فيقال لصاحبه ‏"‏الحَتَنَى‏"‏ أي أَعِدِ الرمي فإنه لا خير في سهم زلج، فالحَتَنَى يجوز أن يكون في موضع رفع خبر المبتدأ‏:‏ أي هذا حَتَنَى، ويجوز أن يكون في موضع نصب‏:‏ أي قد احْتَتَنَّا احتتانا، أي قد استوينا في الرمي فلا فَضْل لك عليَّ فأعِدِ الرمي‏.‏ يضرب في التساوي وترك التفاوت‏.‏
1042- حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّة‏.‏
الحِرَّة‏:‏ مأخوذة من الحرارة، وهي العطش، والقِرَّة‏:‏ البرد، ويقال‏:‏ كسر الحرة لمكان القرة، قالوا‏:‏ وأشد العَطَش ما يكون في يوم بارد‏.‏
يضرب لمن يُضْمِرُ حِقْدا وغَيْظا ويُظْهر مُخَالصة‏.‏
1043- الحَرْبُ خُدْعَة‏.‏
يروى بفتح الخاء وضمها، واختار ثعلب الفتحة، وقال‏:‏ ذُكِرَ لي أنها لغة النبي صلى اللّه عليه وسلم، وهي فَعْلَة من الخَدْع، يعني أن المحارب إذا خَدَع مَنْ يُحَاربه مرة واحدة وانخدع له ظَفِرَ به وهَزَمه، والخُدْعَة بالضم معناها أنه يخدع فيها القِرْنَ، وروى الكسائي خُدَعَة - بضم الخاء وفتح الدال - جعله نعتا للحَرْب‏:‏ أي أنها تَخْدَع الرجالَ، مثله هُمَزَة ولُمَزَة ولُعَنَة، لذي يَهْمز ويَلْمِز ويَلْعَن، وهذا قياس‏.‏
1044- الحَدِيثُ ذُو شُجُون‏.‏
أي ذو طُرُقٍ، الواحدُ شَجْنٌ بسكون الجيم، والشواجن‏:‏ أودية كثيرة الشجر، الواحدةُ شَاجِنة، وأصلُ هذه الكلمة الاتصالُ والالتفاف، ومنه الشجنة، والِشَّجْنَةُ‏:‏ الشجرة الملتفة الأغصان‏.‏
يضرب هذا المثل في الحديث يُتَذَكر به غيره‏.‏
وقد نظم الشيخ أبو بكر علي بن الحسين القهستاني هذا المثَلَ ومثلاً آخر في بيت واحد، وأحسن ما شاء، وهو‏:‏
تَذَكَّرَ نَجْداً والحديثُ شُجونُ * فَجُنَّ اشْتِيَاقاً والجُنُوُنُ فُنُونُ
وأول من قال هذا المثل ضَبَّة بن أدّ ابن طابخة بن إلياس بن مُضَر، وكان له ابنان يقال لأحدهما سَعْد وللآخر سعيد، فنقرت إبل لضبة تحت الليل، فَوَجَّه ابنيه في طَلَبها، فتفرقا فوجَدَها سَعْد، فردَّها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب، ‏[‏ص 198‏]‏ وكان على الغلام بُرْدَانِ فسأله الحارث إياهما، فأبى عليه، فقتله وأخذ بُرْدَيْه، فكان ضبة إذا أمسى فرأى تحت الليل سَوَادا قال‏:‏ أسَعْد أم سعيد‏؟‏ فذهب قوله مثلا يضرب في النجاح والخيبة، فمكث ضبة بذلك ما شاء الله أن يمكث، ثم إنه حجَّ فوافى عُكَاظ فلقي بها الحارث بن كعب ورأى عليه بُرْدَىْ ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له‏:‏ هل أنت مُخْبِرِي ما هذان البردان اللذان عليك‏؟‏ قال‏:‏ بلى لقيتُ غلاما وهما عليه فسألتهُ إياهما فأبى علي فقتلته وأخذتُ بُرْدَيه هذين، فقال ضبة‏:‏ بسيفك هذا‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فقال‏:‏ فأعْطِنِيه أنظر إليه فإني أظنه صارما، فأعطاه الحارث سيفه، فلما أخَذَه من يده هَزَّهُ، وقال‏:‏ الحديثُ ذو شجون، ثم ضربه بِهِ حتى قتله، فقيل له‏:‏ يا ضبة أفي الشهر الحرام‏؟‏ فقال‏:‏ سَبَقَ السيف العذل، فهو أول مَنْ سار عنه هذه الأمثال الثلاثة‏.‏ قال الفرزدق
لاتأمنَنَّ الحربَ إنَّ اسْتِعَارَها * كَضَبَّةَ إذ قال‏:‏ الْحَدِيثُ شُجُونُ‏.‏
1045- حُوْتاً تُمَاقِسُ‏.‏
الْمُمَاقَسَة‏:‏ مُفَاعلة من المَقْسِ، يقال‏:‏ مَقَسَه في الماء ومَقَلَه وكذلك قَمَسَه، إذا غَطَّه
يضرب للرجل الداهي يُعَارضه مثله، وينشد‏:‏
فإن تَكُ سَبَّاحاً فإنِّي لَسَابِحٌ * وإن تَكُ غَوَّاصاً فَحُوتاً تُمَاقِسُ‏.‏
1046- حَدَسَ لَهُمْ بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ‏.‏
يقال‏:‏ حَدَسَ بالشاة، إذا أضجعها على جنبها ليذبحها، قال اللَّحْياني‏:‏ معنا ذَبَحَ لهم شاة مهزولة تُطْفئ النار ولا تَنْضَج، وقيل‏:‏ تطفئ الرَّضْفَة من سِمَنها، ويقال‏:‏ حَدَس إذا جاء يَحْدِسُ حَدْساً، والمعنى جادلهم بكذا، وروى أبو زيد ‏"‏حَدَسَهم بمُطْفِئة الرَّضْفِ‏"‏‏.‏
1047- حَرَامَهُ يَرْكَبُ مَنْ لاَ حَلاَلَ لَهُ‏.‏
ذكر المُفَضَّل بن محمد الضبي أن جُبَيْلة ابن عبد الله أخا بني قُرَيْع بن عَوْفٍ أغار على إبل جرية بن أوس بن عامر يوم مَسْلوق فأطرد إبلَه غير ناقة كانت فيها مما يُحَرِّمُ أهلُ الجاهلية ركوبها، وكان في الإبل فرس لجرية يقال له العمود، وكان مربوطا، ففزع فذهب، وكان لجرية ابنُ أختٍ يَرْعَى إبله، فبلغ الخبر خاله والقوم قد سبقوا بالإبل غير تلك الناقة الحرام، فقال جرية‏:‏ رُدَّ على تلك الناقة لأركَبهَا في أثر القوم، فقال له الغلام‏:‏ إنها حرام، فقال جرية‏:‏ حَرَامَه يركَبُ مَنْ لا حلاَلَ له‏.‏ ‏[‏ص 199‏]‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:20 PM   #66
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


يضرب لمن اضطر إلى ما يكرهه‏.‏
1048- الحُسْنُ أَحْمَرُ‏.‏
قالوا‏:‏ معناه من قولهم ‏"‏موت أحمر‏"‏ أي شديد، ومنه ‏"‏كنا إذا احْمَرَّ البأسُ اتَّقَيْنَا برسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏"‏ أي اشتد‏.‏ ومعنى المثل مَنْ طلبَ الجمالَ احتمَلَ المشقَّةَ‏.‏ وقال أبو السمح‏:‏ إذا خَضَبَت المرأةُ يديها وصَبَغَتْ ثوبها قيل لها هذا، يريد أن الحسن في الحمرة‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ الأحمر الأبيض، والعرب تْسَمِّي المَوَاليَ من عجم الفرس والروم ‏"‏الْحُمْرَ‏"‏ لغلبة البياض على ألوانهم، وكانت عائشة رضي الله عنها تسمى ‏"‏الْحُمَيْرَاءَ‏"‏ لغلبة البياض على لونها‏.‏
1049- حانِيَةٌ مُخْتَضِبَةٌ‏.‏
وذلك أن امرأة مات زوجُها ولها ولد، فزعمت أنها تحنو على ولدها ولا تتزوج، وكانت في ذلك تَخْضِبُ يديها، فقيل لها هذا القول‏.‏
تضربه لمن يَريبُكَ أمرُه‏.‏
1050- حَمِيمُ الَمْرءِ وَاصِلُهُ‏.‏
يقال‏:‏ إن أول مَنْ قال ذلك الخنابس ابن المقنع، وكان سيداً في زمانه، وإن رجلا من قومه يقال له كلاب بن فارع، وكان في غنم له يَحْمِيها، فوقَع فيها لَيْث ضارٍ، وجعل يحطمها، فَانْبَرَى كلاب يَذُبُّ عنها، فحمل عليه الأسدُ فخبطَه بمخالبه خبطة، فانكَبَّ كلاب وجَثَم عليه الأسد، فوافق ذلك من حاله رجلان‏:‏ الخنابر بن مرة، وآخر يقال له حَوْشَب، وكان الخنابر حميمَ كلاب، فاستغاث بهما كلاب، فحاد عنه قريبُه وخَذَله، وأعانه حَوْشَب فحمل على الأسد وهو يقول‏:‏
أعَنْتُهُ إذْ خَذَلَ الخنابِرُ * وقَدْ عَلاَه مُكْفَهِرٌّ خَادِرُ
هرامس جَهْمٌ لَهُ زَمَاجِرُ * وَنَابه حَرْداً عليه كَاشِرُ
ابْرُزْ فإنِّي ذو حُسَام حَاسِرُ * إني بهذَا إنْ قتلت ثابر
فعارضه الأسدُ وأمكن سيفَه من حِضْنَيْهِ، فمر بين الأضلاع والكتفين، فخرَّ صريعا، وقام كلاب إلى حوشب وقال‏:‏ أنت حَمِيمي دون الخنابر، وانطلق كلاب بحَوْشب حتى أتى قومه وهو آخذ بيد حَوْشب يقول‏:‏ هذا حميمي دون الخنابر، ثم هلك كلاب بعد ذلك، فاختصم الخنابر وحَوْشَب في تركته، فقال حَوْشَب‏:‏ أنا حميمه وقريبه، فلقد خذلتَه ونصرتُه، وقطعتَه ووصلتهُ، وصَمِمْتُ عنه وأجَبْتُه، ‏[‏ص 200‏]‏ واحتكَما إلى الخنابس فقال‏:‏ وما كان من نُصْرَتك إياه‏؟‏ فقال‏:‏
أجَبْتُ كِلاَباً حينَ عَرّد إلْفُه * وخَلاَّه مَكْبُوباً عَلَى الوَجْهِ خنْبَرُ
فلمَّا دعاني مُسْتغيثا أجَبْتُه * عليه عَبُوس مكفَهِرٌّ غَضَنْفَرُ
مَشَيْتُ إليه مَشْىَ ذي العِز إذْ غَدَا * وأقْبَلَ مختالَ الْخُطَا يَتَبَخْتَرُ
فلمَّا دنا من غَرْب سَيْفِي حَبَوْتُه * بأبْيَضَ مَصْقُولِ الطَّرَائِقِ يَزْهَرُ
فقطَّعَ ما بَيْنَ الضُّلُوعِ وحِضْنُهُ * إلى حضْنِهِ الثَّاني صَفِيحٌ مُذَكَّرُ
فخَرَّ صَرِيعاً فِي التراب مُعَفَّراً * وقَدْ زَارَ منه الأرْضَ أنفٌ وَمِشْفَرُ
فشهد القومُ أن الرجل قال‏:‏ هذا حميمي دون الخنابر، فقال الخنابس عند ذلك‏:‏ حميمُ المرء وَاصِلهُ، وقضى لحَوْشَب بتركته، وسارت كلمته مثلا‏.‏
1051- حُبَّ إِلَى عَبْدٍ مَحْكِدُهُ‏.‏
الْمَحْكِدُ‏:‏ الأصل، وهي لغة عقيل، وأما كِلاَب فيقولون‏:‏ مَحْقِد، ويروى ‏"‏حبيبٌ إلى عبدِ سوءٍ محكده‏"‏‏.‏
يضرب لمن يحرص على ما يَشِينه‏.‏
وقيل‏:‏ معناه أن الشاذَّ يحب أصله وقومه حتى عبد السوء يحب أصله‏.‏
1052- احْمِلِ العَبْدَ عَلَى فَرَسٍ، فإِنْ هَلَكَ هَلَكَ وإِنْ عَاشَ فَلَكَ‏.‏
يضرب هذا لكل ما هَانَ عليك أن تخاطر به‏.‏
1053- حَدَّثَنِي فَاهُ إِلىَ فيَّ‏.‏
وذلك إذا حَدَّثَكَ وليس بينكا شيء، والتقدير‏:‏ حدثني جاعلا فاهُ إلى فيَّ، يعني مُشَافِها‏.‏
1054- حَوِّلْهَا مِنْ ظَهْرِكَ إِلىَ بَطْنِكَ‏.‏
الهاء للخُطَّة‏:‏ أي حَوِّلها إلى قرينك فتنجو‏.‏
1055- أَحُشُّكَ وَتَرُوثُنِي‏.‏
أراد تروث على، فحذف الحرف وأوصل الفعل‏.‏
يضرب لمن يَكْفُر إحسانك إليه‏.‏
ويروى أي عيسى عليه السلام عَلَفَ حماراً وأنه رَمَحه، فقال‏:‏ أعطيناه ما أشبهنا وأعطانا ما أشبهه‏.‏
ويروى ‏"‏أحُسُّك‏"‏ بالسين غير المعجمة‏.‏
1056- أَحْلَبْتَ نَاقَتَكَ أَمْ أَجْلَبْت‏.‏
يقال ‏"‏أَحْلَبَ الرجلُ‏"‏ إذا نتجت إبله إناثا فيحلب ألبانها، و ‏"‏أجْلَبَ‏"‏ إذا نتجت إبله ذكورا فيجلب أولادها للبيع، والعرب تقول في الدعاء على الإنسان‏:‏ لا أحْلَبْتَ ولا ‏[‏ص 201‏]‏ أجْلَبْتَ، ودعا رجل على رجلٍ فقال‏:‏ إن كنت كاذِباً فخلَبْتَ قاعدا وشرِبْت باردا، أي حلبت شاة لا ناقة، وشربت باردا على غير ثقل‏.‏
1057- أَحاديثُ الضَّبُعِ اسْتُها‏.‏
وذلك أن الضبع يزعمون أنها تَتَمَرَّغ في التراب ثم تُقْعِي فتتغنى بما لا يفهمه أحد، فتلك أحاديث استها‏.‏ يضرب للمُخَلِّطِ في حديثه‏.‏
1058- أَحَبُّ أَهْلِ الكَلْبِ إِلَيْهِ الظاعِنُ‏.‏
وذلك أنه إذا سافر ربما عَطِبت راحلته فصارت طعاما للكلب‏.‏
يضرب للقليل الحِفَاظ كالكلب يخرج مع كل ظاعن ثم يرجع‏.‏
1059- أحَبُّ أَهْلِ الكَلْبِ إِلَيْهِ خانِقُهُ‏.‏
يضرب للئيم، أي إذا أذْلَلْتَه يُكْرِمك وإن أكرمته تمرَّدَ‏.‏
1060- حَلَّقَتْ بِهِ عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ‏.‏
يضرب لما يئس منه، قال الشاعر‏:‏
إذا مَا ابْنُ عَبْدِ اللّهِ خَلَّى مَكَانَهُ * فقد حَلَّقَتْ بالجُودِ عَنْقَاءُ مُغْرِبُ
العنقاء‏:‏ طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم، وأغرب‏:‏ أي صار غريباً، وإنما وُصِف هذا الطائر بالمُغْرِب لبعده عن الناس، ولم يؤنِّثُوا صفته لأن العنقاء اسمٌ يقع على الذكر والأنثى كالدابة والحية، ويقال‏:‏ عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ على الصفة ومُغْرِبِ على الإضافة كما يقال مَسْجدُ الجامِعِ وكتابُ الكامِلِ‏.‏
1061- حِدَأَ حِدَأَ وَرَاءَكِ بُنْدُقَهُ‏.‏
قال الشَّرْقّي بن القطامي‏:‏ حِدَأ بن نَمِرَة بن سعد العشيرة وهو بالكوفة، وبُنْدُقَة بن مَظَّةَ وهو سُفْيان بن سَلْهم بن الحكَم بن سعد العشيرة وهم باليمن، أغارت حِدَأ على بُنْدُقة فنالت منهم، ثم أغارت بندقة عليهم فأبادتهم قال ابن الكلبي‏:‏ فكانت تغزو بها‏.‏
يضرب لمن يَتَبَاصَرُ بالشيء فيقع عليه من هو أبصر منه‏.‏
وقال أبو عبيدة‏:‏ يراد بذلك هذا الحِدَأ الذي يَطِير، وعلى ما قال البندقة ما يرمى به‏.‏
يضرب في التحذير‏.‏
1062- حَيْثُ ما ساءَكَ فالْعُكْلِىُّ فِيِهِ‏.‏
يقال‏:‏ إن الزَّبْرِقَانَ بن بدر كانت أمه عُكْلِية، وكان الزبرقان في أخواله يَرْعَة ضَئينا، فقال خاله يوماً‏:‏ لأْنُظَرَّن إلى ابن أختي إذا راح مُمْسِيا أعِنْده خير أم لا‏؟‏ فلما راح مُظْلِما أدخل خالُه يدَيْه في يَدَيْ ‏[‏ص 202‏]‏ مِدْرَعَتِهِ فمدَّهما، ثم قام في وجهه، فقال الزبرقان‏:‏ مَنْ هذا‏؟‏ تَنَحَّ، فأبى أن يتنحى، فرماه فأقْصَدَه، فقال‏:‏ قَتَلْتَني، فدنا منه الزبرقان فإذا هو خاله، فقال هذا القول، فذهب مثلا‏.‏
1063- حَلَّ بِوَادٍ ضَبُّهُ مَكُون‏.‏
المَكْنُ‏:‏ بَيْضُ الضِّبَاب، والمَكُون‏:‏ الضبة الكثيرة البيض‏.‏
يضرب لمن نَزَلَ برجل متموِّل يتصرَّفُ ويتقلَّب في نَعْمَائه‏.‏
1064- حَمْداً إِذَا اسْتَغْنَيْتَ كَانَ أَكَرَمَ‏.‏
يعني إذا سألتَ إنساناً شيئا فبذَله لك واستغنيت فاحمدهُ، واشكر له، فإن حَمْدَك إياه أقربُ إلى الدليل على كرمك‏.‏
1065- حَدُّ إِكامٍ وانْصِرَاد وغَسَمْ‏.‏
الإكامُ‏:‏ جمع أكَمَة، وهي الرَّبْوَة الصغيرة، وانصراد‏:‏ أي وجْدَان البرد، قلت‏:‏ الانْصِرَادُ لفظه ما رأيته مستعملا إلا ههنا، واللّه أعلم بصحته‏.‏ والغَسَمُ‏:‏ الظُّلمة‏.‏
هذا رجل يشكو امرأته وأنه في بلية منها، وحد الإكَامِ‏:‏ طرفها، وهو غير مَقَرٍّ لمن يسكنه‏.‏
يضرب لمن ابتلى بشيء فيه كل شر، ولا يستطيع مفارقته‏.‏
1066- حَنْظَلَةُ الجِرَاحِ لَيْسَتْ لِلَّعِبِ‏.‏
هذا مثل قولهم ‏"‏فلان لا يلعب بحنظلته‏"‏ إذا كان مَنِيعاً‏.‏
1067- حَوْبَكَ هَلْ يُعتَمُ بِالسَّمارِ‏.‏
حَوْبَكَ‏:‏ من قولهم حوب، وهي كلمة تُزْجَرُ بها الإبل، فكأنه قال‏:‏ أزْجُرُكَ زَجْراً، وأعتم‏:‏ أبطأ‏.‏ والسَّمار‏:‏ اللبن الكثير الماء، يقول‏:‏ إذا كان قِرَاكَ سَمَاراً فما هذا الإعتام‏.‏
يضرب لمن يَمْطُل ثم يُعْطِي القليل‏.‏
1068- أَحْبَضَ وَهْوَ يَدَّعِيهِ مَخْطاً‏.‏
يقال‏:‏ حَبَضَ السهمُ يَحْبِض، إذا وقع بين يدي الرامي، وأحْبَضَه صاحبه، والمَخْطُ‏:‏ أن ينفذ من الرمية‏.‏ يضرب لرجل يسيء وهو يَرَى أنه يُحْسِن‏.‏
ونصب مَخْطا على أنه المفعول الثاني، أي يَزْعُمُه مخطا‏.‏
1069- حَجَا بِبَيْتٍ يَبْتَغِي زادَ السَّفَرِ‏.‏
يقال‏:‏ حَجَا بالمكانِ يَحْجُو حَجْواً، إذا أقام به، فهو حَجٍ وحَجِيٌّ، أي مقيم ببيت لا يبرحه ويطلب أن يُزَوَّد‏.‏ يضرب لمن يطلبُ ما لا يحتاج إليه‏.‏ ‏[‏ص 203‏]‏
1070- حَيْضَةُ حَسْنَاءَ لَيسَتْ تُمْلَكُ‏.‏
يعني أن الحسناء لا تُلاَم على حيضتها لأنها لا تملكها‏.‏
يضرب للكثير المحاسن والمناقب تحصل منه زَلة، أي كما أن حيضتها لا تُعَدُّ عيبا فكذلك هذه‏.‏
1071- أحْمَقُ يَمْطَخُ الماء‏.‏
أي يَلْعَقُ الماء‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ المَطْخ‏:‏ اللَّعْقُ، وهذا كما يقال ‏"‏أحْمَقُ من لاعِقِ الماء‏"‏‏.‏
1072- احْتَلِبْ فَرْوَهْ‏.‏
زعموا أن رجلا قال لعبدٍ له‏:‏ احْتَلِب فَرْوَهْ، لناقة له تدعى فروه، فقال‏:‏ ليس لها لبن، فقال‏:‏ احْتَلِبْ فَرْوَهْ، يوهم القومَ أنه يأمره أن يَرْوَى من لبن الناقة، أي فَارْوَ مِنْهُ، فلما وقف على ‏"‏فَارْوَ‏"‏ زاد هاء للسكت، كما يقال اغْزُهْ وارْمِهْ‏.‏
يضرب للمُسيء الذي يرى أنه محسن‏.‏
1073- حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ‏.‏
وهذا لا يكون، لأن السهم لا يَرْجع على فُوقه أبدا، إنما يمضي قُدُماً‏.‏
يضرب لما يستحيل كونُه، ومثلُه‏:‏
1074- حَتَّى يَرْجِعَ الدَّرُّ فِي الضَّرْعِ ‏.‏
وهذا أيضاً لا يمكن‏.‏
1075- حَيْنٌ وَمَنْ يَمْلِكُ أقْدَارَ الْحَيْنِ‏؟‏
أي‏:‏ هذا حَيْن ومَنْ يملك ما قُدِّرَ منه، يضرب عند دُنُوّ الهلاك‏.‏
1076- حَافِظْ عَلَى الصَّدِيقِ وَلَوْ فِي الحَرِيق‏.‏
يضرب في الحثِّ على رعاية العهد‏.‏
1077- أحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُعَارُ‏.‏
قالوا‏:‏ المُعَار من العارية، والمعنى لا شَفَقَة لك على العارية، لآنها ليست لك، واحتجوا بالبَيْت الذي قبله، وهو من قول بِشْر ابن أبي خازم يصف الفرسَ‏:‏
كأن حَفِيفَ مَنْخِرِه إذا ما * كَتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعَارُ
وَجَدْنَا في كتاب بني تميم * أحَقُّ الخيلِ بالرَّكْضِ المُعَارُ
قالوا‏:‏ والكِير إذا كان عارية كان أشدَّ لكده، وقال من رد هذا القول‏:‏ المُعَار المُسَمَّنُ، يقال ‏"‏أعَرْتُ الفرَسَ إعارة‏:‏ إذا سَمَّنْته، واحتج بقول الشاعر‏:‏
أعِيُروا خَيْلَكم ثم ارْكُضُوها * أحَقُّ الْخَيْلِ بالركض المُعَارُ


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:21 PM   #67
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


واحتج أيضاً بأن أبا عُبَيدة كان يَزْعُم أن قوله *وجدنا في كتاب بني تميم* ليس ‏[‏ص 204‏]‏ لبشر، وإنما هو للطِّرِمَّاح، وكان أبو سعيد الضرير يروى ‏"‏المُغَار‏"‏ بالغين المعجمة - أي المضَمَّر من قولهم ‏"‏أَغَرْتُ الحبْلَ‏"‏ إذا فَتَلْته قلت‏:‏ يجوز أن يكون ‏"‏المعار‏"‏ بالعين المهملة من قولهم ‏"‏عارَ الفَرَسُ يَعيرُ‏"‏ إذا انْفَلتَ وذهب ههنا وههنا، وأعاره صاحبُه إذا حمله على ذلك، فهو يقول‏:‏ أحق الخيل بأن يُرْكَضَ ما كان مُعَارا لأن صاحبَه لم يُشْفق عليه، فغيرُه أحق بأن لا يشفق عليه‏.‏
وقال أبو عبيدة‏:‏ مَنْ جعل المعار من العارية فقد أخطأ‏.‏
1078- احْتَرِسْ مِنَ العَيْنِ فَوَالَلّهِ لَهِي أنَمُّ عَلَيْكَ مِنَ اللِّسانِ‏.‏
قاله خالد بن صَفْوَان، قال الشاعر‏:‏ ‏(‏الأبيات للعباس بن الأحنف، والذي أحفظه في عجز أولها ‏"‏وجزى اللّه كل خير لساني‏"‏‏.‏‏)‏
لا جَزَى اللّه دَمْعَ عينيَ خَيْراً * بل جَزَى اللّه كُلَّ خَيْرٍ لِسَانِي
نَمَّ طَرْفِي فليس يَكْتُم شيئا * وَوَجَدْتُ اللسانَ ذا كتمانِ
كنْتُ مثلَ الكِتابِ أخْفَاهُ طَيٌّ * فاستدَلُّوا عليه بالعُنْوَانِ
1079- حُلَّ عَنْكَ فَاظْعَنْ‏.‏
حُلَّ‏:‏ أمر من الحَلِّ، أي حُلَّ حبوتك وارتحل‏.‏
يضرب عند قرب البلاء وطلب الحيلة‏.‏
1080- أَحَادِيثُ الصُّمِّ إِذَا سَكِرُوا‏.‏
يضرب لمن يعتذر بالباطل، ويخلط ويكثر‏.‏
1081- أَحَادِيثُ طَسْمٍ وَأَحْلاَمُها‏.‏
يضرب لمن يخبرك بما لا أَصْلَ له‏.‏
1082- حَالَ الأَجَلُ دُونَ الأَمَلِ‏.‏
هذا قريب من قولهم ‏"‏حال الْجَرِيض دون القَريض‏"‏‏.‏
1083- حَبَّذَا وَطْأَةُ المَيْلِ‏.‏
أصله للرجل يميل عن دابته فيقال له‏:‏ اعْتَدِلْ، فيقول‏:‏ حبذا وَطْأة الميل، يعني أن مركبه جيد، فيعقر دابته وهو لا يشعر‏.‏
يضرب في الرجل يَعُقُّ من ينصحه‏.‏
1084- حَوَّلَهَا مِنْ عَجُزٍ إِلَي غَارِبٍ‏.‏
قال أبو زيد‏:‏ إنما يقال هذا إذا أردْتَ أن تطلبَ إلى رجلٍ حاجةً أو تخصُّه بخير، فصرفت ذلك إلى أخيه أو أبيه أو ابنه أو قريب له‏.‏
1085- حِينَ تَقْلِينَ تَدْرِينَ‏.‏
أصل هذا أن رجلا دخَلَ إلى قَحْبة وتمتَّع بها وأعطاها جذرها ‏(‏هكذا في الأصول كلها، ولعل الأصل ‏"‏جعلها‏"‏‏)‏ وسرق مِقْلًى لها ‏[‏ص 205‏]‏ فلما أراد الانصرافَ قالت له‏:‏ قد غَبَنْتُكَ، لأني كنتُ إلى ذلك العمل أَحْوَجَ منك وأخذتُ دراهمك، فقال لها‏:‏ حينَ تَقْلِينَ تدرين‏.‏ يضرب للمَغْبُون يظن أنه الغابن غيره‏.‏
1086- أَحْمَقُ بِلْغٌ‏.‏
أي يَبْلُغ ما يريد مع حُمْقه، ويروى بَلْغ - بفتح الباء - أي بالغ مُرَاده، قال اليَشْكُري‏:‏ ‏(‏البيت للحارث بن حلزة اليشكري‏)‏
‏[‏فَهَدَاهُمْ بالأَسْوَدَيْنِ و‏]‏ أَمْرُ الْـ * ـلهِ ‏(‏الله‏)‏ بَلْغٌ تَشْقَي به الأشْقِيَاءُ أيّ بالغ‏.‏
1087- الْحَزْمُ حِفْظُ ما كُلِّفْتَ، وَتَرْكَ ما كُفِيتَ‏.‏
هذا من كلام أكْثَمَ بن صيفي، وقريب من هذا قوله صلى اللّه عليه وسلم ‏"‏من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه‏"‏‏.‏
1088- حَبِيبٌ جَاء عَلَى فاقَةٍ‏.‏
يضرب للشيء يأتيك على حاجة منك إليه ومُوَافقة‏.‏
1089- حِمْلُ الدُّهَيْمِ وَمَا تَزْبِي‏.‏
الدُّهَيْم‏:‏ اسم ناقة عمرو بن الزَّبان التي حُمِلَ عليها رؤوسُ أولاده إليه، ثم سميت الداهية بها، والزَّبْىُ‏:‏ الحَمْل، يقال‏:‏ زَبَاه وَازْدَبَاه، إذا حمله‏.‏
يضرب للداهية العظيمة إذا تفاقَمَتْ‏.‏
1090- الْحُمَّى أَضْرَعَتْنِي لَكَ‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ يضرب هذا في الذل عند الحاجة تنزل‏.‏
ويروى ‏"‏الحمى أضرعتني للنوم‏"‏ قال المفضل‏:‏ أول من قال ذلك رجل من كَلْب يقال له مرير، ويروى مرين، وكان له أَخَوَانِ أكبر منه يقال لهما مرارة ومرَّة، وكان مرير لصاً مُغيراً، وكان يقال له الذئب، وإن مرارة خرج يتصيّد في جبل لهم فاختطفه الجن، وبلغ أهلَه خَبَرُه فانطلق مُرَّة في أثره حتى إذا كان بذلك المكان اخْتُطِف، وكان مرير غائباً، فلما قدم بلغه الخبر، فأقسم لا يشرب خمراً ولا يمس رأسَه غسْلٌ حتى يطلب بأخويه، فتنكَّب قوسَه وأخذ أسْهُما ثم انطلق إلى ذلك الجبل الذي هلك فيه أخَوَاه، فمكث فيه سبعة أيام لا يرى شيئاً، حتى إذا كان في اليومِ الثامن إذا هو بظَليم، فرماه فأصابه واسْتَقَلَّ الظَّليمُ حتى وقع في أسفل الجبل، فلما وَجَبَت الشمسُ بصر بشخص قائم على صَخْرة ينادي‏:‏
يا أيها الرامي الظَّليمِ الأْسَودِ * تَبَّتْ مَرَامِيكَ التي لم تَرْشُدِ ‏[‏ص 206‏]‏
فأجابه مرير‏:‏
يا أيها الهاتِفُ فَوْقَ الصَّخْرَهْ * كم عَبْرَةٍ هَيَّجْتَها وَعَبْرَهْ
بقتلكم مرارة ومُرَّهْ * فَرَّقْتَ جمعاً وتركْتَ حَسْرَهْ
فتوارى الجني عنه هويّاً من الليل، وأصابت مريراً حُمَّى فغلبته عيناه، فأتاه الجني فاحتمله، وقال له‏:‏ ما أَنَامَكَ وقد كنتَ حَذِراً‏؟‏ فقال‏:‏ الحمى أضْرَعَتْنِي للنوم، فذهبت مثلا‏.‏ وقال مرير‏:‏
أَلاَ مَنْ مُبْلِغٌ فتيانَ قَوْمِي * بما لاَقَيْتُ بعدهُمُ جميعا
غزوْتُ الجنَّ أطلُبهم بثأرِي * لأسْقِيَهُمْ به سمّاً نَقِيعاَ
فَيَعْرِضُ لي ظَليمٌ بعد سبع * فأرْمِيهِ فأتْرُكُهُ صَرِيعاَ
في أبيات أخر يطول ذكرها ‏(‏ويروى أن عمر بن معد يكرب الزبيدي قال هذا المثل لأمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب‏.‏‏)‏
1091- حَوْلَ الصِّلِّيَانِ الزَّمْزَمَةُ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:21 PM   #68
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


قال أبو زياد‏:‏ الصِّلِّيان من الطريفة ينبتُ صُعُدا، وأضخمه أعجازه على قدر نبت الحلي، وهو يُخْتَلَى للخيل التي لا تفارق الحي، والزَّمْزَمَة‏:‏ الصوت، يعني صوت الفرس إذا رآه‏.‏
يضرب للرجل يُخْدَم لثروته‏.‏
ويروى ‏"‏حَوْلَ الصُّلْبَان الزمزمة‏"‏ جمع صَليب، والزمزمة‏:‏ صوتُ عابِدِيها، قال الليث‏:‏ الزمزمة أن يتكلف العِلْجُ الكلامَ عند الأكل وهو مُطْبِقٌ فمه‏.‏
يضرب لمن يَحُوم حول الشيء لا يظهر مَرَامه‏.‏
1092- الحَرْبُ غَشُوم‏.‏
لأنها تَنَال مَنْ لم يكن له فيها جناية، وربما سلم الجاني‏.‏
1093- الْحَذَرُ قَبْلَ إِرْسَالِ السَّهْمِ‏.‏
تزعم العربُ أن الغراب أراد ابنُهُ أن يطير، فرأى رجلا قد فَوَّقَ سَهْما ليرميه، فطار، فقال أبوهُ‏:‏ اتَّئِدْ حتى تعلم ما يريد الرجل، فقال له‏:‏ يا أبتِ الحذر قبلَ إرسال السهم‏.‏
1094- حِلْسٌ كَشَفَ نَفْسَهُ‏.‏
الحِلْسُ‏:‏ كِساء رقيق يكون تحت بَرْذَعة البعير، وهو يستره، وهذا حِلْسٌ يُعَزِّي نفسَه‏.‏
يضرب لمن يقوم بالأمر يَصْنَعُه فيضيعه‏.‏ ‏[‏ص 207‏]‏
1095- احْفَظْ ما فِي الوِعَاءِ بِشَدِّ الوِكاءِ‏.‏
يضرب في الحث على أخذ الأمر بالحزم‏.‏
1096- حَزَّت حازَّةٌ عن كُوعِها‏.‏
يضرب في اشتغال القوم بأمرهم عن غيره‏.‏
1097- احْسُ فَذُقْ‏.‏
يضرب في الشَّماتة، أي كنت تنهى عن هذا فأنت جَنَيْته فاحْسُه وذُقْه‏.‏
وإنما قدم الحَسْوَ على الذَّوْق وهو متأخر عنه في الرتبة إشارة إلى أن ما بعد هذا أشد، يعني احْسُ الحاضر من الشر، وذُقِ المنتظر بعده‏.‏
1098- أَحَشَفَاً وَسُوءَ كِيلَةٍ‏.‏
الكِيلَة‏:‏ فِعْلَة من الكَيْل، وهي تدلّ على الهيئة والحالة نحو الرِّكْبة والْجِلْسَة‏؟‏ والحَشَفُ‏:‏ أَرْدَأ التمر، أي أتجمَعُ حشَفَا وسوء كيل‏.‏
يضرب لمن يجمع بين خَصْلتين مكروهتين‏.‏
1099- حَالَ صَبُوحُهُمْ دُونَ غَبُوقِهِمْ‏.‏
يضرب للأمر يسعى فيه، فلا ينقطع ولا يتم‏.‏
1100- الحقُّ أَبْلَجُ وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ‏.‏
يعني أن الحق واضح، يقال‏:‏ صُبْح أَبْلَج، أي مُشْرِق، ومنه قوله‏:‏
حَتَّى بَدَتْ أَعْنَاقُ صُبْح أَبْلَجَا* وفي صفة النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏"‏أبلج الوجه‏"‏ أي مُشْرِقُه‏.‏ والباطل لجلج‏:‏ أي مُلْتَبِس، قال المبرد‏:‏ قوله لجلج أي يَتَرَدَّد فيه صاحبُه ولا يصيب منه مخرجاً‏.‏
1101- الحَفِيظَةُ تًحَلِّلُ الأَحْقَادَ‏.‏
الحَفِيظَة والحِفْظَةُ‏:‏ الغضب والحميَّةُ، والحفائظ‏:‏ جمع حَفِيظة‏.‏ ومعنى المثل‏:‏ إذا رأيتَ حميمَك يُظْلَم حميتَ له، وإن كان في قلبك عليه حِقْد‏.‏
1102- الحَرِيصُ يَصِيدُكَ لا الْجَوَادُ‏.‏
أراد يصيد لك، يقول‏:‏ إن الذي له هَوًى وحِرْص على شأنك هو الذي يقوم به لا القويّ عليه ولا هَوَى له فيك‏.‏
يضرب لمن يستغني عن الوَصِيَّة لشدة عنايته بك‏.‏
1103- حَدِّثْ عَنْ مَعْنٍ وَلاَ حَرَج‏.‏
يَعْنُونَ مَعْنَ بن زائدة بن عبد اللّه الشيباني، وكان من أَجْواد العرب‏.‏
1104- حَلَفَ بالسَّماءِ والطَّارِقِ‏.‏
قال الأصمعي‏:‏ يراد بالسماء المطر، وبالطارق النجم، لأنه يَطْرُق أي يطلع ليلا، والطروق لا يكون إلا بالليل‏.‏ ‏[‏ص 208‏]‏
1105- حلَفَ بالسَّمَرِ وَالقَمَرِ‏.‏
قال الأصمعي‏:‏ السمر الظُّلْمة، وإنما سميت سمراً لأنهم كانوا يجتمعون في الظلمة فيسمرون، ثم كثر ذلك حتى سميت سَمَراً‏.‏
1106- الْحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ بالنَّاسِ‏.‏
هذا يروى عن أكْثَمَ بن صَيْفي التميمي‏.‏
1107- الْحُرُّ حُرٌّ وَإِنْ مَسَّهُ الضُّرُّ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:22 PM   #69
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


وهذا أيضاً يروى عنه في كلام له‏.‏
1108- الْحَامِلُ عَلَى الكَرَّازِ‏.‏
هذا مثل يضرب لمن يُرْمَى باللؤم‏.‏ يعني أنه رَاعٍ يحمل زادَه على الكَبْش وأول من قاله مُخَالس بن مُزَاحم الكَلْبي لقاصر بن سَلَمة الْجُذَامي، وكانا بباب النعمان ابن المنذر، وكان بينهما عداوة، فأتى قَاصِر إلى ابن فَرْتَنَى - وهو عمرو بن هند أخو النعمان بن المنذر - وقال‏:‏ إن مُخَاِلساً هَجَاك وقال في هِجائه‏:‏
لقد كان مَنْ سَمَّى أباك ابنَ فَرْتَنَى * به عارفاً بالنَّعْت قبل التَّجَارِبِ
فسماه من عِرْفَانِهِ جَرْوَ جَيْأَلٍ * خليلة قشع خَامِلِ الرجل سَاغِبِ
أبا مُنْذِرٍ أَنَّى يقودُ ابنُ فَرْتَنَى * كَرَادِيسَ جمهور كثير الكتائب
وما ثبتت في مُلْتَقَى الخيلِ ساعةً * له قَدَمٌ عند اهتزاز القَوَاضِبِ
فلما سمع عمرو ذلك أتى النعمان فشكا مُخَالسا، وأنشده الأبيات، فأرسل النعمان إلى مُخَالس، فلما دخل عليه قال‏:‏ لا أمَّ لك‏!‏ أتهجو امرأً هو ميتاً خير منك حياً، وهو سقيماً خير منك صحيحاً، وهو غائباً خير منك شاهداً، فبرحمة ماء المُزْنِ، وحَقِّ أبي قابوس لئن لاح لي أن ذلك كان منك لأنْزِعَنَّ غَلْصَمَتَكَ من قَفَاك ولأطعِمَنَّكَ لحمك، قال مُخَالس‏:‏ أبيتَ اللَّعْن‏!‏ كلا والذي رفع ذِرْوَتَك بأعمادها، وأمات حُسَّادك بأكمادها، ما بُلِّغْتَ غيرَ أقاويل الوُشَاة، ونمائم العصاة، وما هَجَوْتُ أحداً، ولا أهجو امرأً ذكرت أبداً، وإني أعوذ بجَدِّك الكريم، وعِزِّ بيتك القديم، أن ينالني منك عِقَاب، أو يُفَاجِئني منك عذاب، قبل الفحص والبيان، عن أساطير أهل البهتان، فدعا النعمان قَاصِراً فسأله، فقال قاصر‏:‏ أبيتَ اللعن‏!‏ وحَقِّكَ لقد هَجَاه، وما أرْوَانِيها سِوَاه، فقال مخالس‏:‏ لا يأخذَنَّ أيها الملِكُ منك قولُ امرئ آفك، ولا تُورِدْنِي سبيلَ المهالك، واستدلل على كذبك بقوله إني أرْوَيْتُه مع ما تعرف من عَدَاوته، فعرف النعمانُ صدقه، فأخرجهما، فلما خرجا قال ‏[‏ص 209‏]‏ مُخَالس لقاصر‏:‏ شَقِيَ جَدُّك، وسَفَل خَدُّك، بطل كَيْدُك، ولاح للقوم جُرْمُك، وطاش عني سَهْمُك، ولأنْتَ أضْيَقُ جُحْراً من نقَّاز، وأقلُّ قرًى من الحامل على الكَزَّاز، فأرسلها مثلاً‏.‏
1109- أَحْمَقُ ما يَجْأَى مَرْغَهُ‏.‏
المَرْغُ‏:‏ اللَّعَاب، ويَجْأَى‏:‏ يَحْبِسُ، قال أبو زيد‏:‏ أي لا يَمْسَح لُعَابه ولا مُخَاطه، بل يَدَعُه يسيل حتى يراه الناس‏.‏
يضرب لمن لا يَكْتُم سره‏.‏
1110- حَرُّ الشَّمْسِ يُلْجِئُ إِلىَ مَجْلِسِ سُوءٍ‏.‏
يضرب عند الرضا بالدنيء الحقير، وبالنزول في مكان لا يَلِيق بك‏.‏
1111- أحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَّا‏.‏
أي أحْبِبْهُ حُبّاً هَوْناً، أي سَهْلا يسيراً، و ‏"‏ما‏"‏ تأكيد، ويجوز أن يكون للابهام، أي حُبّاً مبهما لا يكثر ولا يظهر، كما تقول‏:‏ اعْطِنِي شيئاً ما، أي شيئاً يَقَعُ عليه اسم العطاء وإنْ كان قليلا‏.‏ والمعنى لا تُطْلعه على جميع أسْرَارِك، فلعله يتغير يوماً عن مودتك، وقال النَّمِرُ بن تَولَب‏:‏
أحْبِبْ حَبِيبَكَ حُبّاً رُوَيْداً * فَقَدْ لا يَعُولُكَ أن تصرما
وأبغِضْ بَغِيضَكَ بُغْضاً رُوَيْداً * إذا أنْت حَاوَلْتَ أن تحكما
ويروى ‏"‏فليس يعولك‏"‏ أي فليس يَغْلبك ويفوتك صَرْمُه، وقوله ‏"‏أن تحكما‏"‏ أي أن تكون حكيما‏.‏ والغرض من جميع هذا كله النهيُ عن الإفراط في الحب والبغض، والأمر بالاعتدال في المعنيين‏.‏
1112- حَتَّامَ تَكْرَعُ ولاَ تَنْقَعُ‏.‏
يقال‏:‏ كَرَعَ في الماء وكَرِعَ أيضاً، إذا وَرَدَ الماء فتناوله بفيه من موضعه من غير أن يشرب بكفيه ولا بإناء، ونقَع‏:‏ معناه رَوِىَ وأرْوَى أيضاً، يتعدى ولا يتعدى‏.‏ يضرب للحريص في جمع الشيء‏.‏
1113- حَظِيِّينَ بَناتٍ صَلِفِينَ كَنَّاتٍ‏.‏
الحَظِىُّ‏:‏ الذي له حُظْوة ومَكَانة عند صاحبه، يقال‏:‏ حَظِيَ فلان عند الأمير، إذا وَجَد منزلة ورتبة، والصَّلِف‏:‏ ضده، وأصل الصَّلَف قلة الخير، يقال‏:‏ امرأة صَلِفة، إذا لم تَحْظ عند زوجها، والكَنَّة‏:‏ امرأة الابن وامرأة الأخ أيضاً، ونصب ‏"‏حظيين‏"‏ و ‏"‏صلفين‏"‏ على إضمار فعل، كأنه قال‏:‏ وجدوا أو أصْبَحُوا، ونصب ‏"‏بنات‏"‏ و ‏"‏كَنَّات‏"‏ على التمييز، كما تقول‏:‏ راحوا كرِيمِينَ آباء حَسَنِينَ وُجُوها‏.‏ ‏[‏ص 210‏]‏
يضرب هذا المثل في أمر يَعْسُر طلب بعضه ويتيسر وجود بعضه‏.‏
1114- حَال صَبُوحُهُمْ عَلَى غَبُوقِهِمْ‏.‏
يقال‏:‏ حال الماءُ على الأرض حولا، أي انْصَبَّ، وأحَلْتُه أنا‏:‏ صببته، قال لبيد‏:‏
كأن دُمُوعَه غَرْبا سَنَاةٍ * يُحِيلُونَ السِّجَالَ على السِّجَالِ
ومعنى المثل على ما قالوا‏:‏ افتقروا فقلّ لبنُهم، فصار صَبُوحهم وغَبُوقهم واحداً‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:23 PM   #70
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


وللحديث بقية


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 03:34 AM   #71
 
الصورة الرمزية رماح

رماح
العضوية الفضية

رقم العضوية : 7426
تاريخ التسجيل : May 2007
عدد المشاركات : 802
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ رماح
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


ونعم الكتاب
شكرا لكم


رماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام , أجمع , الميدانى , الامثال , الفضل , كتاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احذر اخي المسلم / اختي المسلمة !!! الجارف نفحات إيمانية 6 06-07-09 07:11 PM
جابر بن حيان شخصية صنعت تاريخا لميس صلاح شخصيات وحكايات 3 15-01-08 09:39 PM
مفهوم الشعر في كتاب طبقات فحول الشعراء أحزان ليل أوراق ثقافية 6 10-06-03 09:35 PM


الساعة الآن 02:41 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)