في مشهد فقأ عيون الصهيونيين بالأقصى

عشرات الآلاف يكسرون الحصار ويحيون ليلة القدر والجمعة اليتيمة في الأقصى


لليلة القدر في رحاب المسجد الأقصى المبارك طعما مختلفا عن أحيائها في أي مكان آخر، ولليلة القدر في ظل انتفاضة الأقصى في عامها الرابع طعم آخر على ثرى القدس الطهور، نقول إن القدس إسلامية .. ولكن ليس دليل اصدق على اسلاميتها من تشبث أهل فلسطين بها .. تشبث يغيظ اليهود في مشهد افضل ما ينطبق عليه من تشبيه فرار كفار قريش من مكة يوم دخلها المسلمون مكبرين في حجة الوداع انزعاجا من صوت الإيمان المزلزل في كل مكان .......تلكم حالة يهود وهم يرون أمواج المسلمين البشرية المتوافدة على رحاب الأقصى من كل مكان رغم كل إجراءات العزل والحجز والفصل والقتل في محيط مدينة القدس.

الوصول إلى القدس في هذه الأيام ليس بالأمر البسيط ، فعدا عن الحدود الفاصلة الأمنية، تنتشر الحواجز الحدودية في كل مدخل ، وان تم اجتياز هذه الحواجز تصادفك دوريات حرس الحدود والشرطة الصهيونية الراجلة منها والمحمولة و.. و.. و ما إلى ذلك من إجراءات التعقيد الأمنية ، عدا عما يعرف عن معاملة هؤلاء الصهاينة لمن يلقون القبض عليه داخل القدس من سكان مدن الضفة الأخرى ...

يفترض الصهاينة بعد كل ذلك أن القدس بدأت تدخل في حالة عزلة واغتراب عن محيطها الفلسطيني ، وبالتالي فان المسجد الأقصى "جبل هيكلهم المزعوم " سيبقى وحيدا مفتقدا ما اعتاد عليه ليلة السابع والعشرين من كل رمضان من شد الرحال إليه من مختلف محافظات فلسطين ....إذ أن من يفكر في اجتياز حواجز القدس أن يفكر أولا في اجتياز الحواجز التي تحيط محافظته ومدينته وقريته ، كل ما سبق يوحي أن الصهاينة قد حققوا جزءا من أغراضهم في عزل قصري للمسجد الأقصى تمهيدا لتطبيق مخططاتهم في إقامة الهيكل المزعوم ، سيما وان ما يميز رمضان المسجد الأقصى لهذه العام و لأول مرة هو غياب صديق الأقصى الشيخ رائد صلاح ، الصوت البارز في الدفاع عن الأقصى طيلة السنوات المنصرمة والذي غيبته السجون عن فضح ممارسات العدو بحق المقدسات ، فخسر الأقصى صوته الأبرز .. ولكن هل حقق الصهاينة مرادهم ...رحلة في رحاب ليلة القدر في المسجد الأقصى لرمضان هذا العام تعطيك باروميتر الحقيقة ..

مغامرة تكللت بالنجاح :

عصر يوم الخميس السادس والعشرين من رمضان وجولة في محيط القدس ، جموع بشرية في كل مكان ، والهدف واحد ، الكل وضع نصب عينيه أن يحي ليلة القدر في المسجد الأقصى مهما كلفه ذلك من ثمن ، الرام ، ضاحية البريد ، حيث حاجز الضاحية الذي يفصل القدس عن مدن الضفة من الناحية الشمالية ، الأمواج البشرية ترتد ... أصوات تقول جميع المداخل الفرعية مغلقة .. لا مجال لدخول القدس من هذه الناحية .. مواطنون آخرون قالوا : إن من دخل حوالي الواحدة ظهرا تمكن من الإفلات من قبضة حرس الحدود والوصول إلى الأقصى .. أما بعد ساعات العصر فقد احكم الصهاينة قبضتهم بشكل كامل على مداخل الرام، تحر أوسع من قبل القلوب التواقة إلى لقاء الأقصى أفضى في نهاية المطاف إلى أن هناك مدخلا ترابيا فرعيا بين قرية عناتا والقدس يمكن الولوج منه ولكنه خطر ...بدأت سيارات النقل العمومي تحمل المواطنين باتجاه قرية عناتا ، وكل فوج من المواطنين شبانا وشيوخا ونساءا يظنون أنفسهم انهم " المجانين " الوحيدون الذي قرروا خوض هذه المغامرة ولكن يتبين لهم لاحقا أن عكاشة قد سبقهم في كل شيء .....الحد الفاصل بين عناتا والقدس .. جيبات حرس الحدود الصهيوني منتشرة على طول الشارع . ...نزلنا قبل موقعهم بعشرات الأمتار واعتلينا تلة ترابية في آخرها جنود يكمنون لمتسللين وقد احتجزوا العشرات منهم .. نزلنا إلى بيوت مجاورة ومنها إلى الشارع الرئيس .. وبشكل خاطف ركبنا سيارات الفورد والتي يحظر عليها نقل ركاب يحملون بطاقات هوية فلسطينية إلا انهم يتجاوزون القوانين دائما .. لحظات توقفت السيارة على إشارة ضوئية بجوار التلة الفرنسية والتي دكتها العديد من العمليات الاستشهادية في هذه الانتفاضة ، وقد وضع الصهاينة حاجزا لتفتيش المارين إلى الموقف المعد للصعود إلى حافلات ايغيد ، دقائق قليلة وإذ بالجموع تموج صوب باب العمود .. مشهد عظيم تجد دلالاته في الوجوم والذهول الذي أطبق على وجوه مئات الجنود الإسرائيليين الذين يحيطون بالبلدة القديمة ...كيف تمكنت هذه الجموع من الوصول إلى هنا. وبتدافع وتناسق مهيب لم يملك الجنود إلا أن يقفوا جانبا تاركين لهذا الموج البشري التوجه إلى مقصده الذي خرج لأجله: إحياء ليلة القدر في أولى القبلتين ...

حرارة لقاء الأقصى بزواره :

ومن أبواب المسجد الأقصى العشرة من الأسباط والخليل إلى الحديد والقطانين يستقبل الأقصى زواره في شوق غريب .. وبلهفة تعاتب طول غياب .. ولكن الأقصى كان منتبها إلى أن زواره بعد كل هذه الساعات الطوال في التنقل والملاحقة قد فاتهم الإفطار .. وإذ بموائد الإفطار في ساحات الأقصى تستقبل الوافدين وقد جهزها أهل الخير على قدر الحدث .. وهنا بدأت رحلة الاعتكاف ....

ليس اجمل من منظر مسجد قبة الصخرة في الليل ...الأضواء مسلطة على جدرانها الزرقاء وقبتها الذهبية ليخرج شعاع النور في كل الأرجاء ...أما المسجد الأقصى فتوحي جدرانه العتيقة بعراقة المكان ، في حين غص المصلى المرواني بالمصلين المتأهبين لأداء صلاة التراويح ...وبمساحته الممتدة على 144 دونما وضع الأقصى كل طاقته المكانية لخدمة زواره ......

تم تقسيم المكان بين الرجال والنساء ، المسجد الأقصى وساحته للرجال ، وقبة الصخرة وساحتها للنساء ، وانتشرت الفرق الكشفية المقدسية في كل مكان من اجل ضبط عشرات الآلاف في هذه البقعة الطاهرة وتنظيم ليلتهم الرمضانية ...


في عالم العبادة :
عشرون ركعة من صلاة التراويح تخللها دعاء ذو نكهة خاصة ..دعاء استغاثة من المسجد الأقصى ومريدي المسجد الأقصى الصادقين في حبهم له في ساعة رجا الجميع أن تكون ساعة استجابة ...بعدها بدأ قيام الليل .. تشكيلة إيمانية أشبه ما تكون بمحل حلويات ... حلقة علم هنا .. وموعظة هناك ...موشحات في مدح النبي هنا ... وجماعة تفطرت أقدامها من طول القيام ... عجوز متضرع إلى الرب وقد بان الكبر في وجهه .. و آخر يحدق في باب الأسباط وقد ساءه ما آل إليه وضع الأمة حين تجمعت مجموعة من صعاليك روسيا والفلاشا لتمنع جموعا إيمانية من دخول الحرم أو تعرقل توجهها ....أجواء البرد القارص لم تكن لتفت من عضد الموجودين وحل دفء الروحانيات مكانه .....ومضى الجميع من عبادة إلى أخرى حتى آن وقت السحور لتبدأ جمعية المسجد الأقصى في توزيع وجبات السحور في جو من النظام والترتيب على جميع الحضور ....إلى أن بدأت ترانيم الفجر ....بعدها تنادى الجميع بدعوة من إمام الحرم إلى المشاركة في تنظيف ساحات الحرم حتى طلوع الشمس .. الجميع قرر المشاركة ما استطاع في عملية التنظيف .. رجل يحمل مكنسة في هذه الزاوية .. وفجأة يأتي رجل طاعن في السن يرجوه أن يعطيه المكنسة التي بيده حتى لا يفوته اجر المشاركة في تنظيف الأقصى بعدما سمع من الإمام أن الفاروق عمر رضي الله عنه قد ساهم بنفسه وصحابة رسوله في تنظيف المسجد من الحجارة والنفايات لدى دخوله إياها فاتحا .....

ساعات وساعات .. حان بعدها موعد صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان .... واعتلى الخطيب المنبر ما بين وصية يوصي بها المسلمين من رحاب الأقصى بضرورة العودة إلى الدين ... إلى تعداد لإساءات اليهود إلى المسجد الأقصى ...إلى شكر له عز وجل على ما يحل بأمريكا في العراق وأفغانستان .. مبشرا بان فجر الإسلام قادم .. وان دولة الإسلام اقرب إلينا من حبل الوريد في ظل ما تمر به الأمة من مخاض عسير في هذه السنون ...

وهنا آن أوان العودة على أمل أن يمن الله علينا بلقاء الأقصى مرة أخرى ... ليبدأ التدافع عبر الأبواب في أزقة البلدة القديمة حيث أزقتها الصامدة عبر التاريخ ، وأسواقها الشعبية التي يتوق المرء إلى التجوال فيها لولا فرق الصهاينة المنتشرة في كل زقاق تتربص بالمصلين .. وكما كان المجيء كانت العودة بعد أن مكن الله عشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب من قهر الصهاينة في هذه الليلة المباركة.

عشرون ركعة من صلاة التراويح تخللها دعاء ذو نكهة خاصة ..دعاء استغاثة من المسجد الأقصى ومريدي المسجد الأقصى الصادقين في حبهم له في ساعة رجا الجميع أن تكون ساعة استجابة

امين وبااذن الله يكون رمضان الجاي يكون جميع المسلمين يزورون فلسطين والمسجد الاقصى

والله سميع مجيب

الله يوعدنا جميعا بصلاة في المسجد الأقصى

وإن شاء الله ندخل فلسطين فاتحين مرة أخرى

أشكرك أخي أقرب صاحب

ربي ينصرنا على اليهود كمان وكمان

وإنشاء الله النصر لنا لأننا أصحاب حق

أشكر خي العزيز