|
حواء وآدم الحياة الزوجية - العلاقات الرومانسية للمتزوجين - فن الحب في العلاقات الزوجية - نصائح للسعادة بين المتزوجين - نصائح للمقبلين على الزواج |
|
أدوات الموضوع |
07-01-10, 07:32 PM | #1 | ||
عضوية متميزة
رقم العضوية : 179
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 346
عدد النقاط : 10
|
بكم تبيع ابنتك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن التعليق على بعض الكتاب العمالقة في تاريخ أدبنا العربي أو إعادة صياغة كتاباتهم يفقدهم ويفقدها قيمتها، ذلك أن الكتابة نتاج عقل وقلب وجوارح مميزة، وهي لا تأتي عفو الخاطر فكلما زادت روعتها زادت الأحزان والتجارب والأفراح التي صاغتها، وفي هذا يقول الكاتب راجي الراعي: إنك لا تستطيع أن تلد الرائعة إذا لم يختل توازنك، الأ ترى المرأة كيف تتمزق أحشاؤها لتلد جنينها؟ ولا يملك أمثالنا من المتأخرين أمام تفرد المفكروالفكر سوى استلهام نصوصهم وتقديمها كما هي لتذكير النفس والقراء، وإعادتها غضة كما كانت كأن الزمن لم يمر عليهم وعليها.. وفي ظل ازدياد نسب العنوسة في بلادنا وأزمات الزواج والمهور والطلاق، كان لا بد من الوقوف عند مثال لأب خطب لابنته وجهزها وحملها الى زوجها فقير المال غني الحال، وهي القصة الرائعة التي نقلها الرافعي من وحي قلمه في شاعرية منثورة بعنوان (قصة زواج وفلسفة المهر) والتي تذكرنا بأعظم مسؤوليات الأب، وأجمل أحلام الحب، وأعظم مشاريع الاستقرار الزوجي، وأنجح وسائل التصدي لعادات المجتمع والقيل والقال. لو سمعنا عن أب يخطب لابنته لوجدنا الخبر في وسائل الاعلام تحت باب الطرائف والغرائب ولذهب بنا الظن أن الأب مجنون أو يبيع ابنته، أو ان ابنته كما نقول 'بايرة' قد فاتها قطار الزواج، أو بها عيب صريح، أو أن الخطيب 'دلدول' ضعيف الشخصية! فهل كان فقيه المدينة سعيد بن المسيب ذلك الأب التاجر أو المختل؟ وهل كانت ابنته سلعة معطوبة يزاود عليها بالخسارة؟ وهل كان تلميذه عبد الله بن أبي وداعة ذلك الرجل المهزوز الذي يقبل جوائز الترضية لأنها أفضل من العدم؟ أما الأب سعيد فقيه المدينة فشهد له عبد الله بن عمر قائلا 'لو رأى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسرّه' ويذكر عنه الرافعي في معرض القصة أنه حج أكثر من ثلاثين حجة ولم تفته التكبيرة الأولى في المسجد أربعين عاما وما كان الا في الصف الأول. الأب سعيد بن المسيب الذي عُرضت عليه صفقة تجمع المال والجاه والسلطة بمصاهرة الخليفة عبد الملك بن مروان بتزويج ابنته لابنه الوليد ولي العهد فرفض كل المغريات، ولم يكتفِ بأن يكون موقفه شخصيا وقراره فرديا، بل أراد أن يذكر بسنة الرسول في الزواج ويعممها على طلابه ومريديه، فذكر في مجلسه حديث الرسول أن 'خير النساء أحسنهن وجوها وأرخصهن مهورا' فسأله من استهجن قراره في رفض خطبة ابنته للوليد 'يا أبا محمد كيف يأتي أن تكون المرأة الحسناء رخيصة المهر وحسنها هو يغليها على الناس، تكثر رغبتهم فيها فيتنافسون عليها؟' فكان فهم سعيد الأب والرجل والفقيه سباقا يؤكد إنسانية المرأة وإنسانية الزواج فرد عليه' أهم يساومون في بهيمة لا تعقل وليس لها من أمرها شيء الا انها بضاعة من مطامع وليها يغليها على مطامع الناس؟ إن خير النساء من كانت على جمال وجهها في أخلاق كجمال وجهها، وكان عقلها جمالا ثالثا، فهذه إن أصابت الرجل الكفء (و الكفاءة هنا مربط الفرس) يسّرت عليه، ثم يسّرت، ثم يسّرت' أيها الفتيات، أتسمعن ما قاله فقيه المدينة 'يسّرت، ثم يسّرت، ثم يسّرت' إن اليسران يغلبان العسر، فكيف إذا كان اليسر ثلاثا؟ أي حب وأي استقرار وطموحات تنتظر أسرة تبدأ حياتها باليسر، ويسير اليسر مؤكدا في ركابها، و تتأمل تحقق وعد الله 'ثلاثة حق على الله عونهم ومنهم الناكح يريد العفاف' ويكمل الأب نظريته المتفردة في المرأة 'إنها تعتبر نفسها إنسانا يريد إنسانا، لا متاعا يطلب شاريا...مهرها الصحيح ليس الذي تأخذه قبل أن تُحمل الى دار زوجها، ولكنه الذي تجده منه بعد أن تُحمل الى داره، مهرها معاملتها، تأخذ منه يوما فيوما، فلا تزال بذلك عروسا على زوجها، أما الصداق من الذهب والفضة، فهو صداق العروس الداخلة على الجسم لا على النفس، أفلا تراه كالجسم يهلك ويبلى؟ أفلا ترى هذه الغالية إن لم تجد النفس في زوجها قد تكون عروس اليوم ومطلقة الغد؟' كم من رجال دفعوا مهورا واشتروا نساء وأقاموا أعراسا أسطورية كألف ليلة وليلة كان ختامها طلاقا أو خيانة أو اعتداءات متكررة؟ هل المهر رمز تقدير ورغبة أم مكيال ووزن وسعر؟ كم من النساء يقمن كل سنة احتفالا بذكرى الزواج في محاولة مستميتة لإحياء ذكرى العرس والعروس والعريس وشهر العسل وإشعال شرارة الحب الخافتة؟ ولا يكتفي سعيد بالقول دون الفعل لأن الصالحين قدوات وقادة يقولون ويفعلون، وما أن ينتهي حتى يأتيه تلميذه الفقير الأرمل الذي جمع بين ضيق الحياة وكسرة القلب بوفاة زوجته، فيحس سعيد بالآمه فينصحه بالزواج فيرد عليه تلميذه 'يرحمك الله، أين نحن من الدنيا اليوم، ومن يزوجني وما أملك الا درهمين أو ثلاثة؟' فيرد سعيد: أنا.... ويعلق الرافعي 'أنا..أنا..أنا.. دوى الجو بهذه الكلمة في أذن طالب العلم الفقير فأحس كأن الملائكة تنشد نشيدا يطن لحنه: أنا..أنا..أنا' ولكن آباءنا اليوم إذا أتاهم الخاطب كان حالهم كوصف الشاعر: فإذا أتيت الى فلان خاطبا متفائلا بالقدر والمقدار أعطاك من طرف اللسان مرارة تربو على صبارة الصبار وتجيء أسئلة على أشداقه تلقى عليك كوابل الإعصار من أنت؟ ما أصل القبيلة؟ من أنا ماذا جمعت لديك من أخبار؟ كيف الرواتب والوظيفة هل ترى وفّرت، ما قدر الحساب الجاري؟ سيارة الأستاذ ما نوعها أمن الوكالة أم من السمسار؟ في أي حي تسكنون أملككم أم تسكنون البيت بالإيجار؟ أيها الأباء كم من الشباب من يوزن بالذهب ولا يزنهم عقلا ومروءة؟ كم من الشباب ينتظرون منكم أن تكونوا كفقيه المدينة فتقولوا أنا لها، أنا أزوّجك ولو كان المهر المادي المنظور حبات تمر،كم من الأباء يفهم بناته بنظرة أو تلميح حيي وهي تقول له دون كلام: يا أبت زوجني فلان، كما كما قالت ابنة شعيب لأبيها عندما أعجبتها شهامة موسى عليه السلام 'يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين'، كم من الأباء يستطيع أن يضرب بالقيل والقال عرض الحائط فيسعد نفسه وابنته والخاطب والمجتمع الذي كسب أسرة متحابة وقدوة يحتذى بها ولم يتوقف سعيد عند الخطبة بل أتم الفضل فجهز ابنته وأخذها الى دار زوجها وطرق الباب، فنادى ابن أبي وداعة وهو لم يفق بعد من حلم 'أنا' أنا التي زوجها بها سعيد بن المسيب ابنته ، 'أنا' التي مزقت ظلمة الحاجة والترمل والوحشة 'من بالباب؟' فرد الشيخ: سعيد ففكر ابن أبي وداعة: سعيد؟ من سعيد؟ أهو أبو عثمان؟ أبو علي؟ أبو الحسن؟ فكر في كل رجل يعرفه اسمه سعيد الا ابن المسيب، فهذا الرجل لم يطرق باب أحد، ولم ير منذ أربعين سنة الا بين داره والمسجد' بين داره والمسجد..لماذا غير طريقه أيها الأباء وهو الذي كان بإمكانه أن يصاهر الخلفاء؟ فخرج ابن ابي وداعة فرآه وخر قلبه الى سابع أرض وظنه رجع عن قوله وقال مكسورا: يا أبا محمد لو أرسلت إلي لأتيتك، ما تأمرني؟' فرد سعيد: إنك كنت رجلا عزبا فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك' أما البنت فلم تكن عمشاء ولا عوراء ولا عرجاء ولا مريضة ولقد شهد لها زوجها فقال 'فدخلت بها فإذا هي من أجمل الناس وأحفظهم لكتاب الله وأعرفهم بحق الزوج، لقد كانت المسألة تعيي الفقهاء فأسألها عنها فأجد عندها منها علما' أيها الأباء، من منكم يقول أنا لها؟ أيها الفتيات من تقبل أن تتزوج من مثل ابن ابي وداعة على درهمين أو ثلاثة؟ أيها الشباب، من منكم يستحق أن يُخطب ويُزوّج ويُضحّى من أجله كابن أبي وداعة؟ وكم نساوي جميعا في سوق الزواج والمهور والقدوات؟ د.ديمة طارق طهبوب
توقيع : أبو الطيب
مشـــــيناها خطـــــــــى كتبــــت عليـــــــــــــنا
|
||
08-01-10, 02:37 PM | #2 | ||
عضوية متميزة
رقم العضوية : 13341
تاريخ التسجيل : Nov 2009
عدد المشاركات : 253
عدد النقاط : 10
|
رد: بكم تبيع ابنتك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله على المقال الجميل بجد كلام كله عبرة وفائدة شكرا جزيلا أستاذ أبو الطيب على المقال
توقيع : الحسناء
|
||
21-01-10, 12:06 PM | #3 | ||
فخر زهرة الشرق
رقم العضوية : 334
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 2,424
عدد النقاط : 177
|
رد: بكم تبيع ابنتك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي على الموضوع الخطير جدا الله يعطيك ألف عافية أستاذ أبو طيب |
||
15-02-10, 03:19 PM | #4 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: بكم تبيع ابنتك؟
[align=center]موضوع جميل ويستحق التقدير والاحترام والشكر[/align]
|
||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ابنتك؟ , تبيع |
|
|
زهرة الشرق - الحياة الزوجية - صور وغرائب - التغذية والصحة - ديكورات منزلية - العناية بالبشرة - أزياء نسائية - كمبيوتر - أطباق ومأكولات - ريجيم ورشاقة - أسرار الحياة الزوجية - العناية بالبشرة
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)