العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-05-05, 09:21 AM   #1
 
الصورة الرمزية sama

sama
العضوية الماسية

رقم العضوية : 2371
تاريخ التسجيل : Nov 2004
عدد المشاركات : 1,440
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ sama
 اوافق لكنها أمي ...قصص قصيرة




لكنها أمي





اميلي نصر الله ـ لبنان

لست ادري اذا كانت قصتي تعني احداً من الناس سوانا: أنا، الطفلة المفصولة عن حضنها منذ عامي الاول، وهي، الام المبعدة عني، ومنذ عشرين عاماً.

< < <

تفتح الوعي واجتهد واسعى، لاحقق حلماً واحداً ظل يراودني، في اليقظة، كما في المنام: حلم لقائها:
ـ لا.. لن تسافري الى اميركا، لن..
ـ بلى، سأذهب..
هذا الحوار المختصر يُلخّص حياتي معه، وهو ابي.
ـ أحبك، اقول له، لن تتغير العاطفة التي تشدني اليك. لكني مشتاقة الى ملاقاتها... التعرّف اليها، معانقتها، تلمُّس وجهها، تنسُّم رائحتها..
ويهبُّ عليّ شذاها مع تموّج الذكريات... هل هذا ممكن؟ وهل بوسع ابنة السنة ان تتذكر عطراً تنشّقته في حضن أمها، أم هي أشواقي اليها..!

< < <

وهو باق على موقفه. وتمرُّ الايام والسنون، ولا يخرج عن جواب تعوّد تكراره:
ـ لو ذهبت، فلن تعودي..
ـ بلى، أعود..
ـ هي ذهبت ولم ترجع..

< < <

يختصر الموضوع، بكلمات قليلة، وما جدوى النقاش؟..
منذ سنين، وأنا أسعى الى كسب ثقته ونيل رضاه. وهو يواجهني بنظرات حزينة وصمت طويل:
ـ ولكني تائقة الى فتح أبواب الحوار معك، لتبصير الواقع من زاويتي، وأنت تسدّ دوني الابواب.
ومن دون ان يرد على كلامي، ينهض، ببطء، ويغادر الغرفة، ويتركني في حيرتي.

< < <

"أشواقي اليك تتجاوز كل العقبات، وتحملني فوق اجنحتها خفيفة، واطير..
حواجز الماضي اصبحت ورائي، وأنا قادمة اليك على اجنحة البرق".
هكذا كتبت في آخر رسالة إلكترونية اليها. فردّت باختصار:
ـ وأنا كلي انتظار..

< < <

أقلعت بنا الطائرة من مطار بيروت مع الفجر. وكان شعور بالارتياح يُخالجني كلما فكرت بنهاية الرحلة، لكنّ مطرقة تأنيب الضمير لا تلبث ان تدق، تُذكرني بشعور لازم طفولتي وظل يرافقني حتى الساعة، وقد جاوزتُ العقد الثاني من عمري، وأبقى عالقة بين قطبين، وكل منهما يشدُّني باتجاهه.

< < <

وهي، تأتيني، متى تجيء، في الاحلام، او في صور لها، من ذلك المكان المجهول، تُهرّبها اليّ صديقاتها.
وهو بقي بقربي، يبذل كل جهد ليسعدني، ويحملني الى مطارح اللهو.. فوق ذراعيه ظلّ يحملني، وقد جاوزت مرحلة الطفولة، ولم يختر حبيبة سواها. وحين أرسلني الى ارقى معاهد العاصمة، همس في اذني:
ـ أقدّم لك أفضل ما في الوجود، لانك مميزة.
يغرس كلماته في سمعي، ولا أفهمها في معظم الاوقات. وظلّت القراءة في عينيه سبيلي الى معرفته: رجل وحيد، وحزين. خاب امله بالسعادة الزوجية، فحاول ان يعوّضه بسكب حنانه عليّ: طفلته الوحيدة.

< < <

لم يحدثني عنها مرة واحدة. وظل لديّ شوق الى معرفة ما جرى بينهما. وحتى الاقارب، من الجهتين، سايروا أبي في صمته وكتمانه.
وظلّ وجهها متوارياً خلف العيون الجامدة، والأفواه المختومة بخاتم الصمت.

< < <

وفيما كنتُ اتقدم في العمر والمعرفة، كانت تكبر معي الأمنية الوحيدة: لقاؤها. سماع صوتها. ملامسة حضورها. وهذا ما جعلني اُضاعف جهدي في الدراسة، ولي غاية واحدة: كتابة الرسائل اليها.
(وكانوا، في قديم الزمان، يوصدون ابواب العلم، في وجوه الفتيات، خشية ان تتعلم الواحدة كيف تكتب رسالة... ثم تراسل الشباب).

< < <

وكان أسعد أوقات حياتي، ذلك النهار، عندما حققت حلم الطفولة، وصرت "أفكّ الحرف" مثلما يقول الكبار أي صرت قادرة على الكتابة، وهكذا حرّرت رسالتي الاولى اليها:
"أمي الحبيبة:
أنا مشتاقة اليك. لماذا لا تزورينني؟ ولماذا، كل رفاقي، توصلهم أمهاتهم الى المدرسة وأنا لا؟... تعالي بسرعة لأني احبك..
ابنتك سناء".

< < <

وحين عثر هو على الرسالة، لم يؤنبني، بل اكتفى بسؤالي:
ـ كيف حصلتِ على عنوانها؟..
قلت:
ـ عنوانها معك... أنت سترسلها اليها.
ناولته الورقة، وتركت له القرار.
بعد ايام قليلة جاءني الجواب:
"ابنتي الحبيبة:
فرحت كثيراً بقراءة رسالتك الأولى اليّ. كم كبرتِ في غيابي،... سوف أبعث اليك، بصحبة أحد الاقارب، هدية جميلة. وثابري على الدرس والكتابة. احبُّك"..

< < <

مع مرور الايام، صارت الرسائل تتكدّس، وانا اخبئها في صندوق احمل مفتاحه قلادة في عنقي: "صندوق أسراري" أسمّيه. وبينما كان رفيقاتي يخفين رسائل الفتيان، عن أعين اوليائهن، قد ظلّ همي الوحيد، المحافظة على "كنزي" وإبقاءه في حرز أمين، فلا تطاله يد العابثين.
وبرغم انتقالنا، في السنوات الاخيرة، الى التواصل الإلكتروني، فقد ظلّت تلك الرسائل، السجل الثمين لعلاقة غامضة تربط بين غريبتين: الأم والابنة..

< < <

ولكن حضورها لا يقتصر على تلك الرسائل، بل تزورني في كل الاحوال والاوضاع. وفي الآونة الاخيرة لاحظت أنها صارت تأتي في احلام اليقظة، وأشعر بحضورها معي. ونجلس، مثل كل أم وابنتها، نتحاور.
وكانت تلك الاحلام رفيقتي في خلال الرحلة. وسمعتها تدافع عما آلت اليه حالنا، وبقوة:
ـ أنا لم اقرر مصيري، يا بنية، كنتُ مُجبرة. أريدك ان تعلمي... وحين لاحظت دهشتي، تابعت تصريحها:
ـ أبوك لم يشأ ان يحررني. وانا خفت ان اعود الى..
ـ لكنك تخليت عني وانا ابنتك..
ـ إنها القوانين والاحوال المفروضة على الحلقة الاضعف في المجتمع... المرأة.
ـ أولم يكن بوسعك ان تضحّي؟.. ان تبذلي قليلاً من التضحية؟..
ـ لكني مثلك، ضحيّة..!
انقطع مجرى الحلم حالما فتحت عينيّ. وانا اكره الملاحة والعتاب، خصوصاً اني احاول خلع كل الاثقال، فيما اعبر هذا المدى الشاسع الى المجهول... اليها!
وقلت لأبي، في آخر حوار بيننا:
ـ لن أغفر لك. ولن اسامح نفسي فيما لو ماتت امي قبل ان ألتقيها. أتعرّف اليها. أسمع جرس صوتها. وتغمرني بساعديها، وتهبُّ عليّ أنفاسها... حياتي هبة منكما أنت وهي، أما حريتي فهي حق إنساني، بات حقي وقد بلغت الحادية والعشرين من عمري.
تأملّني لحظات قبل ان ينهض عن كرسيه ويغادرني، كعادته، بصمت حزين.

< < <

في الماضي، كان يسألني:
ـ لنفترض انك سافرت، فمن سيموّل رحلتك؟
اليوم تخلى عن ذلك السؤال، لأنه يعلم أني أناضل من اجل استقلالي، وليس بالكلام وحده. وقد تمكنت، من خلال العمل، في الساعات الخارجة عن مواعيد الدروس، ان اجمع مالاً يكفي. واسعدني قراري الذي لم يشاركني فيه احد. فقد كانت خطوتي الاولى باتجاه الاستقلال، وتحرير جناحي من قيود الكبار.

< < <

ـ وماذا بعد؟
يهبط عليّ سؤال مفاجئ، والطائرة ترتج، إذ تصطدم بمطبّات هوائية، وهي تعبر المحيط الاطلسي غرباً. أمدّ يدي الاثنتين لأُحكم ربط الحزام، مستجيبة لنداء المضيفة، وهي الساهرة على راحة المسافرين:
"اربطوا أحزمة السلامة"..

< < <

لكن عبوري اليها هو استجابة لنداء يطلع من أعماق كياني، يأمرني: "فكّي الأحزمة... فكّي قيودك، وانطلقي".
"وها أنذا ألبّي النداء



منقولة من مجلة سيدتي


توقيع : sama
يا رب أحفظ لى من أحب

زهرة الشرق، أكبر تجمع عائلي

التعديل الأخير تم بواسطة sama ; 01-05-05 الساعة 09:24 AM
sama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-05, 03:07 AM   #2

نجم الليل22
نجم متالق بزهــرتنا

رقم العضوية : 1091
تاريخ التسجيل : Jul 2003
عدد المشاركات : 1,426
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ نجم الليل22

الاخت سما

شكرا لهذا الاختيار


نجم الليل22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-05, 11:33 AM   #3
 
الصورة الرمزية sama

sama
العضوية الماسية

رقم العضوية : 2371
تاريخ التسجيل : Nov 2004
عدد المشاركات : 1,440
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ sama
رد: لكنها أمي ...قصص قصيرة


[QUOTE]الكاتب الأصلي: Sama
[ALIGN=CENTER]لكنها أمي





اميلي نصر الله ـ لبنان

لست ادري اذا كانت قصتي تعني احداً من الناس سوانا: أنا، الطفلة المفصولة عن حضنها منذ عامي الاول، وهي، الام المبعدة عني، ومنذ عشرين عاماً.

< < <

تفتح الوعي واجتهد واسعى، لاحقق حلماً واحداً ظل يراودني، في اليقظة، كما في المنام: حلم لقائها:
ـ لا.. لن تسافري الى اميركا، لن..
ـ بلى، سأذهب..
هذا الحوار المختصر يُلخّص حياتي معه، وهو ابي.
ـ أحبك، اقول له، لن تتغير العاطفة التي تشدني اليك. لكني مشتاقة الى ملاقاتها... التعرّف اليها، معانقتها، تلمُّس وجهها، تنسُّم رائحتها..
ويهبُّ عليّ شذاها مع تموّج الذكريات... هل هذا ممكن؟ وهل بوسع ابنة السنة ان تتذكر عطراً تنشّقته في حضن أمها، أم هي أشواقي اليها..!

< < <

وهو باق على موقفه. وتمرُّ الايام والسنون، ولا يخرج عن جواب تعوّد تكراره:
ـ لو ذهبت، فلن تعودي..
ـ بلى، أعود..
ـ هي ذهبت ولم ترجع..

< < <

يختصر الموضوع، بكلمات قليلة، وما جدوى النقاش؟..
منذ سنين، وأنا أسعى الى كسب ثقته ونيل رضاه. وهو يواجهني بنظرات حزينة وصمت طويل:
ـ ولكني تائقة الى فتح أبواب الحوار معك، لتبصير الواقع من زاويتي، وأنت تسدّ دوني الابواب.
ومن دون ان يرد على كلامي، ينهض، ببطء، ويغادر الغرفة، ويتركني في حيرتي.

< < <

"أشواقي اليك تتجاوز كل العقبات، وتحملني فوق اجنحتها خفيفة، واطير..
حواجز الماضي اصبحت ورائي، وأنا قادمة اليك على اجنحة البرق".
هكذا كتبت في آخر رسالة إلكترونية اليها. فردّت باختصار:
ـ وأنا كلي انتظار..

< < <

أقلعت بنا الطائرة من مطار بيروت مع الفجر. وكان شعور بالارتياح يُخالجني كلما فكرت بنهاية الرحلة، لكنّ مطرقة تأنيب الضمير لا تلبث ان تدق، تُذكرني بشعور لازم طفولتي وظل يرافقني حتى الساعة، وقد جاوزتُ العقد الثاني من عمري، وأبقى عالقة بين قطبين، وكل منهما يشدُّني باتجاهه.

< < <

وهي، تأتيني، متى تجيء، في الاحلام، او في صور لها، من ذلك المكان المجهول، تُهرّبها اليّ صديقاتها.
وهو بقي بقربي، يبذل كل جهد ليسعدني، ويحملني الى مطارح اللهو.. فوق ذراعيه ظلّ يحملني، وقد جاوزت مرحلة الطفولة، ولم يختر حبيبة سواها. وحين أرسلني الى ارقى معاهد العاصمة، همس في اذني:
ـ أقدّم لك أفضل ما في الوجود، لانك مميزة.
يغرس كلماته في سمعي، ولا أفهمها في معظم الاوقات. وظلّت القراءة في عينيه سبيلي الى معرفته: رجل وحيد، وحزين. خاب امله بالسعادة الزوجية، فحاول ان يعوّضه بسكب حنانه عليّ: طفلته الوحيدة.

< < <

لم يحدثني عنها مرة واحدة. وظل لديّ شوق الى معرفة ما جرى بينهما. وحتى الاقارب، من الجهتين، سايروا أبي في صمته وكتمانه.
وظلّ وجهها متوارياً خلف العيون الجامدة، والأفواه المختومة بخاتم الصمت.

< < <

وفيما كنتُ اتقدم في العمر والمعرفة، كانت تكبر معي الأمنية الوحيدة: لقاؤها. سماع صوتها. ملامسة حضورها. وهذا ما جعلني اُضاعف جهدي في الدراسة، ولي غاية واحدة: كتابة الرسائل اليها.
(وكانوا، في قديم الزمان، يوصدون ابواب العلم، في وجوه الفتيات، خشية ان تتعلم الواحدة كيف تكتب رسالة... ثم تراسل الشباب).

< < <

وكان أسعد أوقات حياتي، ذلك النهار، عندما حققت حلم الطفولة، وصرت "أفكّ الحرف" مثلما يقول الكبار أي صرت قادرة على الكتابة، وهكذا حرّرت رسالتي الاولى اليها:
"أمي الحبيبة:
أنا مشتاقة اليك. لماذا لا تزورينني؟ ولماذا، كل رفاقي، توصلهم أمهاتهم الى المدرسة وأنا لا؟... تعالي بسرعة لأني احبك..
ابنتك سناء".

< < <

وحين عثر هو على الرسالة، لم يؤنبني، بل اكتفى بسؤالي:
ـ كيف حصلتِ على عنوانها؟..
قلت:
ـ عنوانها معك... أنت سترسلها اليها.
ناولته الورقة، وتركت له القرار.
بعد ايام قليلة جاءني الجواب:
"ابنتي الحبيبة:
فرحت كثيراً بقراءة رسالتك الأولى اليّ. كم كبرتِ في غيابي،... سوف أبعث اليك، بصحبة أحد الاقارب، هدية جميلة. وثابري على الدرس والكتابة. احبُّك"..

< < <

مع مرور الايام، صارت الرسائل تتكدّس، وانا اخبئها في صندوق احمل مفتاحه قلادة في عنقي: "صندوق أسراري" أسمّيه. وبينما كان رفيقاتي يخفين رسائل الفتيان، عن أعين اوليائهن، قد ظلّ همي الوحيد، المحافظة على "كنزي" وإبقاءه في حرز أمين، فلا تطاله يد العابثين.
وبرغم انتقالنا، في السنوات الاخيرة، الى التواصل الإلكتروني، فقد ظلّت تلك الرسائل، السجل الثمين لعلاقة غامضة تربط بين غريبتين: الأم والابنة..

< < <

ولكن حضورها لا يقتصر على تلك الرسائل، بل تزورني في كل الاحوال والاوضاع. وفي الآونة الاخيرة لاحظت أنها صارت تأتي في احلام اليقظة، وأشعر بحضورها معي. ونجلس، مثل كل أم وابنتها، نتحاور.
وكانت تلك الاحلام رفيقتي في خلال الرحلة. وسمعتها تدافع عما آلت اليه حالنا، وبقوة:
ـ أنا لم اقرر مصيري، يا بنية، كنتُ مُجبرة. أريدك ان تعلمي... وحين لاحظت دهشتي، تابعت تصريحها:
ـ أبوك لم يشأ ان يحررني. وانا خفت ان اعود الى..
ـ لكنك تخليت عني وانا ابنتك..
ـ إنها القوانين والاحوال المفروضة على الحلقة الاضعف في المجتمع... المرأة.
ـ أولم يكن بوسعك ان تضحّي؟.. ان تبذلي قليلاً من التضحية؟..
ـ لكني مثلك، ضحيّة..!
انقطع مجرى الحلم حالما فتحت عينيّ. وانا اكره الملاحة والعتاب، خصوصاً اني احاول خلع كل الاثقال، فيما اعبر هذا المدى الشاسع الى المجهول... اليها!
وقلت لأبي، في آخر حوار بيننا:
ـ لن أغفر لك. ولن اسامح نفسي فيما لو ماتت امي قبل ان ألتقيها. أتعرّف اليها. أسمع جرس صوتها. وتغمرني بساعديها، وتهبُّ عليّ أنفاسها... حياتي هبة منكما أنت وهي، أما حريتي فهي حق إنساني، بات حقي وقد بلغت الحادية والعشرين من عمري.
تأملّني لحظات قبل ان ينهض عن كرسيه ويغادرني، كعادته، بصمت حزين.

< < <

في الماضي، كان يسألني:
ـ لنفترض انك سافرت، فمن سيموّل رحلتك؟
اليوم تخلى عن ذلك السؤال، لأنه يعلم أني أناضل من اجل استقلالي، وليس بالكلام وحده. وقد تمكنت، من خلال العمل، في الساعات الخارجة عن مواعيد الدروس، ان اجمع مالاً يكفي. واسعدني قراري الذي لم يشاركني فيه احد. فقد كانت خطوتي الاولى باتجاه الاستقلال، وتحرير جناحي من قيود الكبار.

< < <

ـ وماذا بعد؟
يهبط عليّ سؤال مفاجئ، والطائرة ترتج، إذ تصطدم بمطبّات هوائية، وهي تعبر المحيط الاطلسي غرباً. أمدّ يدي الاثنتين لأُحكم ربط الحزام، مستجيبة لنداء المضيفة، وهي الساهرة على راحة المسافرين:
"اربطوا أحزمة السلامة"..

< < <

لكن عبوري اليها هو استجابة لنداء يطلع من أعماق كياني، يأمرني: "فكّي الأحزمة... فكّي قيودك، وانطلقي".
"وها أنذا ألبّي النداء


[/ALIGN]منقولة من مجلة سيدتي


توقيع : sama
يا رب أحفظ لى من أحب

زهرة الشرق، أكبر تجمع عائلي

sama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)