العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > زهرة المدائن

زهرة المدائن مدن فلسطينية - تاريخ القدس - تراث فلسطين - شهداء فلسطين - الفلكلور الفلسطيني - أغاني فلسطينية - أخبار العالم - أخبار السياسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-05-03, 10:48 AM   #1

أقرب صاحب
محرر في زهرة الشرق

رقم العضوية : 287
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 1,248
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أقرب صاحب
ولكنكم تستعجلون


يتطلع الناس بشغف لمعرفة حقيقة ما يجري في الأرض المباركة، ولا شك أن الاحاطة بالواقع ومعرفة الابعاد يساعد الناس كثيراً على الصبر والصمود. انظر إلى قوله تعالى في سورة الكهف : " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً " . وقد تيسّر للناس في هذه الأيّام أن يستمعوا إلى وجهات نظر كثيرة، وعلى وجه الخصوص عبر القنوات الفضائية العربية. وقد لا تكون الحقيقة فيما يُعلن. وقد لا يكون من المناسب هنا أن نطرح وجهة نظر تزعم أنها أقرب إلى الصواب. لذا أرى أن الناس يحتاجون الآن إلى أن يتبصّروا الأمور على ضوء نور القرآن الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. نعم هم يحتاجون إلى علم فوق علم البشر، وإلى نور ليس فيه ظلمة. هم بحاجة اليوم إلى البعد الغيبي بالإضافة إلى بُعد عالم الشهادة.

يقول الله تعالى في سورة الأعراف : " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق، وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها، وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا، ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين " . جاءت هذه الآية في سياق الحديث عن بني إسرائيل، وواضح أنها تتحدث عن قانون لله لا يتخلف في عالم الاجتماع البشري، فقد شاء الله الحق أن يصرف المتكبرين عن الإيمان بآياته، أو التأثر بها، أو التفاعل معها. ويرجع ذلك إلى صفة (الكِبر) والتي تعني الاستعلاء على عباد الله وإستذلالهم، والتي تعني أيضاً رفض الخضوع للحق، وهي صفة تجعل المتكبر ينظر إلى الناس بازدراء واحتقار، وواضح أنّ هذه الصفة تتجلى اليوم في اليهود، بل لا نجدها في شعب أخر غيرهم على وجه البسيطة. ويرجع ذلك إلى أسباب منها، تربيتهم على أساس من مبادئ العهد القديم. تصرح الآية الكريمة أنّ الكبر يؤدي إلى الانصراف عن الإيمان، وعن الاعتبار، مهما تجلت الآيات والبراهين، كما وتصرّح بأن الكبر يؤدي إلى انحراف الفطرة بحيث تصبح النفس كارهة للسير في طريق الحق (سبيل الرشد )، ولا يكون ذلك عن جهل أو خطأ، بل عن هوى نتج عن انحراف الفطرة، ونتج عن ممارسات المتكبّر وتكذيبه للحق واحتقاره للناس. ويبلغ الانحراف مداه عندما نرى المتكبر يدرك أن سبيله هو سبيل الغي، وعلى الرغم من ذلك يتخذه سبيلاً له، يلازمه ولا ينفك عنه. من هنا قد يحار كثير من أهل الفهم في تصرفات الإسرائيليين، والتي تتناقض مع مصالحهم المستقبليّة، و تتناقض مع احتمالات قبولهم في المحيط العربي والإسلامي، بل وتشكل خطراً عليهم في مستقبلهم غير القريب، نظراً للتحولات الحتميّة التي لا بد أن تقلب الموازين في المنطقة، بل في العالم كله، وهذا قانون من قوانين التاريخ والاجتماعي البشري.

إن من يتدبر الآية السالفة الذكر، يدرك أن انحراف فطرتهم الناتجة عن الكبر، واحتقارالحق، وتكذيب الرسالات، والغفلة عن قانون الله في خلقه، هو الذي يدفعهم إلى طريق الغي ، الذي سلكوه مرّات عديدة عبر تاريخهم الحافل بالمذابح. نعم من يقرأ تاريخ هؤلاء يجد أنهم عاجزون عن فهم حقائق التاريخ، وفي كلّ مرّة يدفعون الثمن غاليا. كيف لا ورب العالمين يقول في كتابه العزيز: " وإذ تأذّن ربك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب.." أمّا نحن فلا ينقصنا الفهم، ولا ينقصنا الإيمان بحقنا، ولا تنقصنا الموارد والثروات، ولا تنقصنا الجرأة والشجاعة، ولا أسباب القوة والاتحاد. وإنما ينقصنا الإرادة الجازمة في التغيير الحقيقي والجوهري، تغيير كل ما نراه سلبياً وضارا. ومن يدرس ويراقب واقع المجتمعات العربية والإسلامية بعيداً عن روح الإحباط يلاحظ أن التغيير قادم، مع إدراكنا أننا ندفع ثمن كل تردد وتأخير. وما إسرائيل إلا عارض من عوارض مرض الإرادة لدينا. وفي الوقت الذي يزول فيه المرض يزول العارض، ولكنكم تستعجلون


توقيع : أقرب صاحب
زهرة الشرق

أقرب صاحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-03, 10:40 PM   #2
 
الصورة الرمزية حياة

حياة
المراقبة العامة

رقم العضوية : 540
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 16,580
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حياة

يدرك أن انحراف فطرتهم الناتجة عن الكبر، واحتقارالحق، وتكذيب الرسالات، والغفلة عن قانون الله في خلقه، هو الذي يدفعهم إلى طريق الغي ، الذي سلكوه مرّات عديدة عبر تاريخهم الحافل بالمذابح. نعم من يقرأ تاريخ هؤلاء يجد أنهم عاجزون عن فهم حقائق التاريخ، وفي كلّ مرّة يدفعون الثمن غاليا. كيف لا ورب العالمين يقول في كتابه العزيز: " وإذ تأذّن ربك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب.." أمّا نحن فلا ينقصنا الفهم، ولا ينقصنا الإيمان بحقنا، ولا تنقصنا الموارد والثروات، ولا تنقصنا الجرأة والشجاعة، ولا أسباب القوة والاتحاد. وإنما ينقصنا الإرادة الجازمة في التغيير الحقيقي والجوهري، تغيير كل ما نراه سلبياً وضارا. ومن يدرس ويراقب واقع المجتمعات العربية والإسلامية بعيداً عن روح الإحباط يلاحظ أن التغيير قادم، مع إدراكنا أننا ندفع ثمن كل تردد وتأخير. وما إسرائيل إلا عارض من عوارض مرض الإرادة لدينا. وفي الوقت الذي يزول فيه المرض يزول العارض، ولكنكم تستعجلون


كلام رائع وانا اتفق معه

واؤيد هذه الفقره تماما

لك اخي اقرب صاحب

لك


حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)