العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21-12-08, 06:47 PM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
بدر شاكر السياب


بدر شاكر السياب



ولد الشاعر بدر شاكر السياب عام 1926 في قرية جيكور على الفرات، قرب مدينة البصرة جنوب العراق.

تنقل بين جيكور وأبي الخصيب والبصرة ثم بغداد لاستكمال تعليمه وتحصيله الدراسي ليتخرج من دار المعلمين في بغداد في منتصف الأربعينات، حيث كانت بغداد تعيش كباقي العواصم العربية انعكاسات الصراعات العالمية أثناء الحرب الثانية.

دخل السياب معترك الحياة السياسية وعانى منها الكثير فقد دخل السجن مرات وطرد من الوظيفة ونفي خارج البلاد.

صدرت مجموعته الأولى "أزهار ذابلة" عام 1947 في القاهرة وكان كتب في منفاه أجمل قصائده ومناجاته الشعرية غريب على الخليج وصهرت هذه المرحلة شعره ليتبلور فيها صوته وتكتمل أداته ويكتب ذروة نصه الشعري الذي صار يتميز به بعد رحيله.

زار بيروت عام 1960 لطبع ديوان له، وقد ساهم في هذه الفترة في الحركة الشعرية والثقافية المتمثلة بصدور مجلة شعر وحوار والآداب.

وفي هذه الفترة بالذات تدهورت صحته وصار يتنقل بين بيروت وباريس ولندن وراء العلاج وكان جمسه يهزل أكثر وأكثر حتى انكسر عظم ساقه لهشاشتها.

شكلت هذه السنوات الأخيرة بين 1960 - 1964 مأساة السياب الصحية والاجتماعية حيث عانى من الموت يحمله بين ضلوعه في المنافي وليس لديه إلا صوته ومناجاته الشعرية ممزوجة بدم الرئة المصابة، حتى مات مسلولا في يوم 24/12/1964 في المستشفى الأميري في الكويت.

أسس السياب لحداثتنا شعرا وكتب قصائد لا ماضي لها في الشعر العربي المعاصر مختطا بذلك مسارا في القصيدة العربية الحديثة سار عليه الكثيرون من بعده.

يمتاز شعر السياب بالمناجاة الغنائية العميقة والصورة البارعة التي تمتزج فيها اللغة بالرؤية وبالإيقاع في مدى شعري ممتد بين روعة الأداء وعمق الدلالة وتشابك إيماءاتها.

صدرت له المجموعات الشعرية التالية "أزهار وأساطير" و"المعبد الغريق" و"منزل القنان" و"أنشودة المطر" و"شناشيل ابنة الجلبي".

وهذه ثلاثةقصائد من اروع ما كتب :




((النهر والموت))

ديــوان شــعر ملــؤه غـزل بيــن العــذارى بــات ينتقــل
أنفاســي الحــرَّى تهيـم عـلى صفحاتـــه والحـــب والأمــل
وســـتلتقي أنفاســهن بهــا وتــرف فــي جنباتــه القبــل
ديــوان شــعر ملــؤه غـزل بيــن العــذارى بــات ينتقــل
وإذا رأيـن النــوح والشـكـوى كــل تقــول: مـن التـي يهـوى?
وسـترتمي نظراتهن على الـصـ ـفحــات بين سطــوره نشــوى
ولربمـــا قرأتـــه فــاتنتي فمضـت تقـول: مـن التـي يهوى?
ديــوان شــعري* رب عـذراء أذكرتهــــا بحبيبهـــا النـــائي
فتحسســـت شـــفة مقبلــة وشـــتيت أنفـــاس وأصــداء
ديــوان شــعري رب عـذراء أذكرتهـــا بحبيبهـــا النـــائي
قــد بــت من حسـد أقـول لـه يــا ليــت مـن تهـواك تهـواني
ألــك الكــؤوس ولـي ثمالتهـا ولـــك الخــلود وإننــي فــان
يــا ليتنــي أصبحـت ديـواني لأفــر مــن صــدر إلـى ثـان
ســأبيت فــي نـوح وتسـهيد وتبيــت تحــت وســائد الغيــد
أولســت منــي? أننــي نكـد مــا بــال حـظك غـير منكـود?
زاحــمت قلبــي فـي محبتـه وخــرت منهــا غــير معمــود
أأبيــت فــي نـوح وتسـهيد وتبيــت تحــت وســائد الغيــد?




((المسيح بعد الصلب))


بعدما أنزلوني ، سمعت الرياح
في نواح طويل تسف النحيل
و الخطى وهي تنأى . إذن فالجراح
و الصليب الذي سمروني عليه طوال الأصيل
لم تمتني . و أنصت : كان العويل
يعبر السهل بيني و بين المدينه
مثل حبل يشد السفينه
وهي تهوي إلى القاع . كان النواح
مثل خيط من النور بين الصباح
.و الدجى ، في سماء الشتاء الحزينه
.ثم تغفو ، على ما تحس ، المدينه

حينما يزهر التوت و البرتقال
حين تمتد جيكور حتى حدود الخيال
حين تخضر عشباً يغني شذاها
،و الشموس التي أرضعتها سناها
،حين يخضر حتى دجاها
.يلمس الدفء قلبي ، فيجري دمي في ثراها
قلبي الشمس إذا تنبض الشمس نورا
،قلبي الأرض ، تنبض قمحا ، و زهرا ، وماء نميرا
قلبي الماء ، قلبي هو السنبل
.موته البعث ، يحيا بمن يأكل
في العجين الذي يستدير
ويدحى كنهد صغير ، كثدي الحياه
.مت بالنار : أحرقت ظلماء طيني ن فظل الإله
.كنت بدء ، وفي البدء كان الفقير
،مت ، كي يؤكل الخبز باسمي، لكي يزرعوني مع الموسم
كم حياة سأحيا : ففي كل حفره
،صرت مستقبلا ، صرت بذره
صرت جيلا من الناس ، في كل قلب دمي
.قطرة منه أو بعض قطره

..هكذا عدت ، فاصفر لما رآني يهوذا
فقد كنت صره
كان ظلا ، قد اسود مني ، وتمثال فكره
جمدت فيه واستلت الروح منها
خاف أن تفضح الموت في ماء عينيه
عيناه صخره)
(راح فيها يواري عن الناس قبره
.خاف من دفئها ، من محال عليه ، فخبر عنها
- " أنت ؟ أم ذاك ظلي قد ابيض وارفض نورا؟
.أنت من عالم الموت تسعى ؟ هو الموت مره
" هكذا قال آباؤنا ، هكذا علمونا ، فهل كان زورا ؟
.ذاك ما ظن لما رآني ، وقالته نظره

قدم تعو ، قدم ، قدم
القبر يكاد بوقع خطاها ينهدم
أترى جاءوا ؟ من غيرهم ؟
قدم .. قدم .. قدم
،ألقيت الصخر على صدري
.أو ما صلبوني أمس ؟ .. فها أنا في قبر
فليأتوا - إني في قبري
من يدري أني .. ؟ من يدري ؟
ورفاق يهوذا ؟ من سيصدق ما زعموا ؟
..قدم
.قدم

: ها أنا الآن عريان في قبري المظلم
،كنت بالأمس ألتف كالظن ، البرعم
،تحت أكفاني الثلج ، يخضل زهر الدم
كنت كالظل بين الدجى و النهار
.ثم فجرت نفسي كنوزا فعريتها كالثمار
حين فصلت جيبي قماطا وكمي دثار
حين دفأت يوما بلحمي عظام الصغار
حين عريت جرحي ، وضمدت جرحا سواه
.حطم السور بيني و بين الإله

فاجأ الجند حتى جراحي ودقات قلبي
فاجأوا كل ما ليس موتا و إن كان في مقبره
فاجأوني كما فاجأ النخلة المثمره
.سرب جوعى من الطير في قرية مقفره

أعين البندقيات يأكل دربي
شرع تحلم النار فيها بصلبي
إن تكن من حديد ونار ، فأحداق شعبي
من ضياء السموات ، من ذكريا وحب
تحمل العبء عني فيندى صليبي ، فما أصغره
.ذلك الموت ، موتي ، وما أكبره

بعد أن سمروني و ألقيت عيني نحو المدينه
: كدت لا أعرف السهل و السور و المقبره
،كان شئ ، مدى ما ترى العين
،كالغابة المزهره
.كان ، في كل مرمى ، صليب و أم حزينه
قدس الرب
.هذا مخاض المدينه





((شناشيل ابنة الجلبي))
و أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور

من خلل السحاب كأنه النغم

تسرب من ثقوب المعزف - ارتعشت له الظلم

وقد غنى - صباحا قبل

فيم أعد ؟ طفلا كنت أبتسم

لليلي أو نهاري أثقلت أغصانه

النشوى عيون الحور

وكنا - جدنا الهدار يضحك أو يغني

في ظلال الجوسق القص

وفلاحيه ينتظرون : " غيثك يا اله"

و أختي في غابة اللعب

يصيدون الأرانب و الفراش

و (أحمد) الناطور

نحدق في ظلال الجوسق السمراء في النهر

ونرفع للسحاب عيوننا : سيسل بالقطر

وأرعدت السماء فرن قاع النهر

و ارتعشت ذرى السعف

و أشعلهن ومض البرق أزرق ثم أخضر ثم تنطفئ

وفتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب

عاد منه النهر يضحك وهو ممتلئ

تكلله الفقائع، عاد أخضر

عاد أسمر، غص بالأنغام واللهف

وتحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه

تراقصت الفقائع وتفجر- انه الرطب

تساقط في يد العذراء وهي تهز في لهفه

بجذع النخلة الفرعاء تاج

وليدك الأنوار لا الذهب،

سيصلب منه حب الآخرين ،سيبرئ الأعمى

ويبعث من قرار القبر ميتا هده التعب

من السفر الطويل إلى ظلام الموت

يكسو عظمه اللحما ويوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب


و أبرقت السماء … فلاح، حيث تعرج النهر

وطاف معلقا من دون يلثم الماءا

شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر

(عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا

و آسية الجملية كحل الأحداق

منها الوجد و السهر


يا مطرا يا حلبي

عبر بنات الجلبي

يا مطرا يا شاشا

عبر بنات الباشا

يا مطر من ذهب


تقطعت الدروب، مقص هذا الهاطل المدار

قطعها و واراها،

و طوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار

كغرقي من سفينة سندباد

كقصة خضراء أرجأها و خلاها

إلى الغد (أحمد) الناطور

وهو يدير في الغرفة

كوؤس الشاي، يلمس بندقيته

ويسعل ثم يعبر طرفه الشرفه

ويخترق الظلام

وصاح ( يا جدي) أخي الثرثار

" أنمكث في ظلام الجوسق المبتل ننتظر؟

متى يتوقف المطر؟


و أرعدت السماء، فطار منها ثمة انفجرا

شناشيل ابنة الجلبي …

ثم تلوح في الأفق

ذرى قوس السحاب . وحيث كان يسارق النظرا

شناشيل الجميلة لا تصيب العين الا حمرة الشفق


ثلاثون انقضت، وكبرت : كم حب وكم وجد

توهج في فؤادي

غير أني كلما صفقت يدا الرعد

مددت الطرف أرقب : ربما ائتلق الشناشيل

فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة إلى وعدي

ولم أرها هواء كل أشواقي ، أباطيل

و نبت دونتا ثمر ولا ورد


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-08, 06:51 PM   #2
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

االكبير
انه الكبير في الشعر والهامة والألم والساقية والعطش
انة الكبير في جيكور والشناشيل والعيون ,والمطر
بدر شاكرالسياب

اسمه ينهال من قصيد بدر البدر فرح وحزن وضوع وليل خسوف وكسوف وقمر
شاكر اسم علم لا يضم
السياب لم يترك على وجة ماء او خرير في نفس وبحر وعلى اسطح الهواء السياب


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-08, 12:09 PM   #3
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: بدر شاكر السياب


[align=center]موضوع رائع جدا
وليس غريب عليك هذا الابداع في مواضيعك
نشكر قلمك ومااختاره لنا من شخصية
تعرفنا به عن قرب
.
.[/align]


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-08, 10:09 PM   #4
 
الصورة الرمزية زيـــاد

زيـــاد
أمل الزهرة

رقم العضوية : 1664
تاريخ التسجيل : Apr 2004
عدد المشاركات : 4,838
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ زيـــاد
رد: بدر شاكر السياب


اخي حسين

حقا

بدر شاكر السياب من الشخصيات المميزة في الادب العربي

اشكرك للمجهود الكبير الذي تقوم به


توقيع : زيـــاد
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قاعـه الـدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لهـا
وليس يكسف إلا الشمس والقمر

زيـــاد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 03:59 AM   #5
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب


[QUOTE=هيام1;430645][SIZE="4"][COLOR="Indigo"][align=center]موضوع رائع جدا
وليس غريب عليك هذا الابداع في مواضيعك
نشكر قلمك ومااختاره لنا من شخصية
تعرفنا به عن قرب
.
شكرا للحضور الدائم والمتابعة
هيام

كتبت اصفة انا بقلمي المتواضع

انه البدر شاكر السياب
انه السياب في بدر شاكر
انه سياب في شاكر
انه شاكر في سياب
انه شعر انه اقحوان انه الم كتب على ساق انه الم في ترياق
انه جدول من حنان انه شاعر قبل قلمة
انه شاعر قبل اسطرة
انه البصرة انه جيكور هو الجرف هو النذور
هو عشتار هو بابل
هو الياذة شعر ملحمة فكر
انه بدر شاكر السياب


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 04:00 AM   #6
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيـــاد مشاهدة المشاركة
اخي حسين

حقا

بدر شاكر السياب من الشخصيات المميزة في الادب العربي

اشكرك للمجهود الكبير الذي تقوم به

اشكر حضوركم الكريم

كتبت اصفة انا بقلمي المتواضع

انه البدر شاكر السياب
انه السياب في بدر شاكر
انه سياب في شاكر
انه شاكر في سياب
انه شعر انه اقحوان انه الم كتب على ساق انه الم في ترياق
انه جدول من حنان انه شاعر قبل قلمة
انه شاعر قبل اسطرة
انه البصرة انه جيكور هو الجرف هو النذور
هو عشتار هو بابل
هو الياذة شعر ملحمة فكر
انه بدر شاكر السياب


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 04:02 AM   #7
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب


--------------------------------------------------------------------------------




مرحى غيلان

بابا بابا
ينساب صوتك في الظلام إليّ كالمطر الغضير
ينساب من خلل النعاس و أنت ترقد في السرير
من أي رؤيا جاء ؟ أي سماوة ؟ أي انطلاق
و أظل أسبح في رشاش منه أسبح في عبير
فكأن أودية العراق
فتحت نوافذ من رؤاك على سهادي كلّ واد
وهبته عشتار الأزاهر و الثمار كأنّ روحي
في تربة الظلماء حبة حنطة و صداك ماء
أعلنت بعثي يا سماء
هذا خلودي في الحياة تكنّ معناه الدماء
بابا كأنّ يد المسيح
فيها كأن جماجم الموتى تبرعم في الضريح
تموز عاد بكل سنبلة تعابث كل ريح
بابا بابا
أنا في قرار بويب أرقد في فراش من رماله
من طينه المعطور و الدم من عروقي في زلاله
ينثال كي يهب الحياة لكل أعراق النخيل
أنا بعل أخطر في الجليل
على المياه أنث في الورقات روحي و الثمار
و الماء يهمس بالخرير يصل حولي بالمحار
و أنا بويب أذوب في فرحي و أرقد في قراراي
بابا بابا
يا سلم الأنغام أيّة رغبة هي في قرارك
سيزيف يرفعها فتسقط للحضيض مع انهيارك
يا سلم الدم و الزمان من المياه إلى السماء
غيلان يصعد فيه نحوي من تراب أبي و جدي
و يداه تلتمسان ثم يدي و تحتضنان خدّي
فأرى ابتدائي في اتنهائي
بابا بابا
جيكور من شفتيك تولد من دمائك في دمائي
فتحيل أعمدة المدينة
أشجار توت في الربيع و من شوارعها الحزينة
تتفجر الأنهار أسمع من شوارعها الحزينة
ورق البراعم و هو يكبر أو يمص ندى الصباح
و النسغ في الشجرات يهمس و السنابل في الرياح
تعد الرّحى بطعامهنّ
كأنّ أوردة السماء
تتنفّس الدم في عروقي و الكواكب في دمائي
يا ظلي الممتد حين أموت يا ميلاد عمري من جديد
الأرض ( يا قفصا من الدم و الأظافر و الحديد
حيث المسيح يظل ليس يموت أو يحيا كظلّ
كيد بلا عصب كهيكل ميت كضحى الجليد
النور و الظلماء فيه متاهتان بلا حدود
عشتار فيها دون بعل
و الموت يركض في شوارعها و يهتف يا نيام
هبوا فقد ولد الظلام
و أنا المسيح أنا السلام
و النار تصرخ يا ورود تفتحي ولد الربيع
و أنا الفرات و يا شموع
رشي ضريح البعل بالدم و الهباب و بالشحوب
و الشمس تعمل في الدروب
بردانة أنا و السماء تنوء بالسحب الجليد
بابا بابا
من أيّ شيء شمس جاء دفؤك أي نجم في السماء
ينسلّ للقفص الحديد فيورق الغد في دمائي ؟


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 04:07 AM   #8
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب


غريب على الخليج

--------------------------------------------------------------------------------




غريب على الخليج

الريح تلهث بالهجيرة كالجثام، على الأصيل
و على القلوع تظل تطوى أو تنشّر للرحيل
زحم الخليج بهنّ مكتدحون جوّابو بحار
من كل حاف نصف عاري
و على الرمال ، على الخليج
جلس الغريب، يسرّح البصر المحيّر في الخليج
و يهدّ أعمدة الضياء بما يصعّد من نشيج
أعلي من العبّاب يهدر رغوه و من الضجيج"
صوت تفجّر في قرارة نفسي الثكلى : عراق
كالمدّ يصعد ، كالسحابة ، كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي عراق
و الموج يعول بي عراق ، عراق ، ليس سوى عراق ‍‍
البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون
و البحر دونك يا عراق
بالأمس حين مررت بالمقهى ، سمعتك يا عراق
وكنت دورة أسطوانه
هي دورة الأفلاك في عمري، تكوّر لي زمانه
في لحظتين من الأمان ، و إن تكن فقدت مكانه
هي وجه أمي في الظلام
وصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أنام
و هي النخيل أخاف منه إذا ادلهمّ مع الغروب
فاكتظّ بالأشباح تخطف كلّ طفل لا يؤوب
من الدروب
وهي المفليّة العجوز وما توشوش عن حزام
وكيف شقّ القبر عنه أمام عفراء الجميلة
فاحتازها .. إلا جديله
زهراء أنت .. أتذكرين
تنّورنا الوهّاج تزحمه أكف المصطلين ؟
وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين ؟
ووراء باب كالقضاء
قد أوصدته على النساء
أبد تطاع بما تشاء، لأنها أيدي الرجال
كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال
أفتذكرين ؟ أتذكرين ؟
سعداء كنا قانعين
بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء
حشد من الحيوات و الأزمان، كنا عنفوانه
كنا مداريه اللذين ينام بينهما كيانه
أفليس ذاك سوى هباء ؟
حلم ودورة أسطوانه ؟
ان كان هذا كلّ ما يبقى فأين هو العزاء ؟
أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه
يا أنتما - مصباح روحي أنتما - و أتى المساء
و الليل أطبق ، فلتشعّا في دجاه فلا أتيه
لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء
الملتقى بك و العراق على يديّ .. هو اللقاء
شوق يخضّ دمي إليه ، كأن كل دمي اشتهاء
جوع إليه .. كجوع كلّ دم الغريق إلى الهواء
شوق الجنين إذا اشرأبّ من الظلام إلى الولاده
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام
حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
واحسرتاه ، متى أنام
فأحسّ أن على الوساده
من ليلك الصيفي طلاّ فيه عطرك يا عراق ؟
بين القرى المتهيّبات خطاي و المدن الغريبة
غنيت تربتك الحبيبة
وحملتها فأنا المسيح يجرّ في المنفى صليبه ،
فسمعت وقع خطى الجياع تسير ، تدمي من عثار
فتذر في عيني ، منك ومن مناسمها ، غبار
ما زلت اضرب مترب القدمين أشعث ، في الدروب
تحت الشموس الأجنبيه
متخافق الأطمار ، أبسط بالسؤال يدا نديّه
صفراء من ذل و حمى : ذل شحاذ غريب
بين العيون الأجنبيه
بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو ( خطيّه)
و الموت أهون من خطّيه
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه
قطرات ماء ..معدنيّه
فلتنطفئ ، يا أنت ، يا قطرات ، يا دم ، يا .. نقود
يا ريح ، يا إبرا تخيط لي الشراع ، متى أعود
إلى العراق ؟ متى أعود ؟
يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود
بي الخليج ، ويا كواكبه الكبيرة .. يا نقود
ليت السفائن لا تقاظي راكبيها من سفار
أو ليت أن الأرض كالأفق العريض ، بلا بحار
ما زلت أحسب يا نقود ، أعدكنّ و استزيد ،
ما زلت أنقض ، يا نقود ، بكنّ من مدد اغترابي
ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي و بابي
في الضفّة الأخرى هناك . فحدثيني يا نقود
متى أعود ، متى أعود ؟
أتراه يأزف ، قبل موتي ، ذلك اليوم السعيد ؟
سأفيق في ذاك الصباح ، و في السماء من السحاب
كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب
و أزيح بالثؤباء بقيا من نعاسي كالحجاب
من الحرير ، يشف عما لا يبين وما يبين
عما نسيت وكدت لا أنسى ، وشكّ في يقين
ويضئ لي _ وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي-
ما كنت ابحث عنه في عتمات نفسي من جواب
لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب ؟
اليوم _ و اندفق السرور عليّ يفجأني- أعود
واحسرتاه .. فلن أعود إلى العراق
وهل يعود
من كان تعوزه النقود ؟ وكيف تدّخر النقود
و أنت تأكل إذ تجوع ؟ و أنت تنفق ما تجود
به الكرام ، على الطعام ؟
لبكينّ على العراق
فما لديك سوى الدموع
وسوى انتظارك ، دون جدوى ، للرياح وللقلوع


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 04:09 AM   #9
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب


قصيدة إلى العراق الثائر

--------------------------------------------------------------------------------




قصيدة إلى العراق الثائر

عملاء قاسم يطلقون النار آه على الربيع
سيذوب ما جمعوه من مال حرام كالجليد
ليعود ماء منه تطفح كل ساقية يعيد
ألق الحياة إلى الغصون اليابسات فتستعيد
ما لص منها في الشتاء القاسمي فلا يضيع
يا للعراق
يا للعراق أكاد ألمح عبر زاخرة البحار
في كل منعطف و درب أو طريق أو زقاق
عبر الموانئ و الدروب
فيه الوجوه الضاحكات تقول قد هرب التتار
و الله عاد إلى الجوامع بعد أن طلع النهار
طلع النهار فلا غروب
يا حفصة ابتسمي فثغرك زهرة بين السهوب
أخذت من العملاء ثأرك كف شعبي حين ثار
فهوى إلى سقر عدو الشعب فانطلقت قلوب
كانت تخاف فلا تحن إلى أخ عبر الحدود
كانت على مهل تذوب
كانت إذا مال الغروب
رفعت إلى الله الدعاء ألا أغثنا من ثمود
من ذلك المجنون يعشق كل أحمر فالدماء
تجري و ألسنة اللهيب تمد يعجبه الدمار
أحرقه بالنيران تهبط كالجحيم من السماء
و اصرعه صرعا بالرّصاص فإنّه شبح الوباء
**
هرع الطبيب إليّ آه لعلّه عرف الدواء
للداء في جسدي فجاء
هرع الطبيب إليّ و هو يقول ماذا في العراق
الجيش ثار و مات قاسم أيّ بشرى بالشّفاء
و لكدت من فرحي أقوم أسير أعدو دون داء
مرحى له أي انطلاق
مرحى لجيش الأمة العربية انتزع الوثاق
يا أخوتي بالله بالدم بالعروبة بالرجاء
هبّوا فقد صرع الطغاة و بدّد الليل الضياء
فلتحرسوها ثورة عربيّة صعق الرّفاق
منها وخر الظالمون
لأن تموز استفاق
من بعد ما سرق العميل سناه فانبعث العراق



حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 04:10 AM   #10
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب



هرم المغني

بالأمس كنت إذا كتبت قصيدة فرح الدم
فأغمغم
و أهيم ما بين الجداول و الأزاهير و النخيل
أشدو بها أترنّم
زاد لروحي منذ سقسقة الصباح إلى الأصيل
زاد و لكن عنه قد صدفت تجوع و لا تريد
ما ينعش الآمال فيها
هي حشرجات الروح أكتبها قصائد لا أفيد
منها سوى الهزء المرير على ملامح قارئيها
**
هرم المغنّي هدّ منه الداء فارتبك الغناء
بالأمس كان إذا ترنّم يسمك اللّيل الطروب
بنجومه المترنحات فلا تخر على الدروب
و اليوم يهتف ألف آه لا يهز من المساء
سعف النخيل و لا يرجح زورق العرس المحلّى
بعيون أرام و دفلى
و درابك ارتعدت حناجرها فأرعدت الهواء
**
هرم المغني فاسموه ذلك تسعدوه
و لتوهموه بأن من أبد شباب من لحون
و موى ترقرق مقلتاه له و ينفح منه فوه
هو مائت أفتبخلون
عليه حتى بالحطام من الأزاهير و الغصون
أصغوا إليه لتسمعوه
يرثي الشباب و لا كلام سوى نشيج بالعيون
سلم على إذا مررت
أتى و سلّم صدّقوه
هرم المغنّي فارحموه


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 04:12 AM   #11
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب




القصيدة و العنقاء

جنازتي في الغرفة الجديدة
تهتف بي أن أكتب القصيدة
فأكتب
ما في دمي و أشطب
حتى تلين الفكرة العنيدة
و غرفتي الجديدة
واسعة أوسع لي من قبري
إذا اعتراني تعب
من يقظة فالنوم منها أعذب
ينبع حتى من عيون الصّخر
حتى من المدفأة الوحيدة
تقوم في الزاوية البعيدة
**
و ترفع الجنازة اليابسة المهدّمه
من رأسها ترنو إلى الجدران
و السفق و المرآه و القناني
ما للزوايا مظلمة
كأنهنّ الأرض للأنسان
تريد أن تحطّمه
بالمال و الخمور و الغواني
و الكذب في القلب و في اللسان
تريد أن تعيده
للغاية البليده
وصفحة المرآة ما لها تطلّ خاوية
ما أثمرت بغانية
بالشفة المرجان
تنيرها كالشفق العينان
و بالهنود العرية
كهذه المرآه
ستصبح الأرض بلا حياة
و في الليالي الداجية
في ذلك السكون فيه
إلا الرياح العاوية
سيفرغ الله من الأموات
و يسحب الموت و يغفو فيه
مثل دثار الليالي الشاتيه
**
و هكذا الشاعر حين يكتب القصيدة
فلا يراها بالخلود تنبض
سيهدم الذي بنى يقوّض
أحجارها ثم يملّ الصمت السكون
و حين تأتي فكرة جديدة
يسحبها مثلّ دثار يحجب العيونا
فلا ترى إن شاء أن يكونا
فليهدم الماضي فالأشياء ليس تنهض
إلا على رمادها المحترق
منتثرا في الأفق
وتولد القصيدة


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 04:16 AM   #12
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب




الليلة الأخيرة

و في صباح يا مدينة الضباب
و الشمس أمنيّة مصدورة تدير رأسها الثقيل
من خلل السحاب
سيحمل المسافر العليل
ما ترك الداء له من جسمه المذاب
و يهجر الدخان و الحديد
و يهجر الأسفلت و الحجر
لعله يلمح في درام من نهر
يلمح وجه الله فيها وجهه الجديد
في عالم النقود و الخمور و السّهر
**
ربّ صباح بعد شهر بعد ما الطبيب
يراه من يعلم ماذا خبّأ القدر
سيحمل الحقيبة المليئة
بألف ألف رائع عجيب
بالحلى و الحجر
باللّعب الخبيئة
يفجأ غيلان بها يا طول ما انتظر
يا طول ما بكى و نام تملأ الدموع
برنّة الأجراس أو بصيحة الذئاب
عوالم الحلم له و تنشر القلوع
يجوب فيها سندباد عالم الخطر
هنالك فارس النحاس يرقب العباب
و يشرع السهم ليرمي كل من عبر
**
أن يكتب الله لي العود إلى العراق
فسوف ألثم الثرى أعانق الشجر
أصيح بالبشر
يا أرج الجنّة يا إخوة يا رفاق
ألحسن البصري جاب أرض واق واق
ولندن الحديد و الصّخر
فما رأى أحسن عيشا منه في العراق
ما أطول الليل و أقسى مدية السّهر
ومدية النوم بلا قمر
صديئة تحزّ عينيّ إلى السّحر
**
و زوجتي لا تطفيء السراج قد يعود
في ظلمة الليل من السّفر
و تشعل النيران في موقدنا برود
هو المساء و هو يهوى الدفء و السّمر
**
و تنطفيء مدفأتي فأضرم اللهيب
و أذكر العراق ليت القمر الحبيب
من أفق العراق يرتمي عليّ آه يا قمر
أما لثمت وجه غيلان ؟ أنا الغريب
يكفيه لو لثمت غيلان ؟ أن انتثر
منك ضياء عبر شبّاك الأب الكئيب
ومسّ منه الثّغر و الشّعر
أحسّ منه أنّ غيلان ( شذى و طيب
من كفّه الليّنة انتشر (
عابث شعري صاح آه جاء
أبي و عاد من مدينة الحجر
وشدّ بالرداء
ما أطول الليل و أقسى مدينة السّهر
و مدينة النوم بلا قمر


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 04:19 AM   #13
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب



قالوا لأيوب

قالوا لأيوب جفاك الآله
فقال لا يجفو
من شدّ بالإيمان لا قبضتاه
ترخى و لا أجفانه تغفو
قالوا له و الداء من ذا رماه
في جسمك الواهي و من ثبّته
قال هو التفكير عما جناه
قابيل و الشاري سدى جنّته
سيهزم الداء غدا أغفو
ثمّ تفيق العين من غفوة
فأسحب الساق إلى خلوة
أسأل فيها الله أن يعفو
عكّازتي في الماء أرميها
و أطرق الباب على أهلي
إن فتحوا الباب فيا ويلي
من صرخة من فرحة مست حوافيها
دوامة الحزن و أأيوب ذاك
أم أن أمنيّه
يقذفها قلبي فألفيها
ماثلة في ناظري حيّة
غيلان يا غيلان عانق اباك
ياربّ لا شكوى و لا من عتاب
ألست أنت الصانع الجسما
فمن يلوم الزارع التمّا
من حوله الزرع فشاء الخراب
لزهرة و الماء للثانية
هيهات تشكو نفسي الراضية
إني لأدري أن يوم الشفاء
يلمح في الغيب
سيترع الأحزان من قلبي
و يترع الدراء فأرمي الدواء
أرمي العصا أعدو إلى دارنا
و أقطف الأزهار في دربي
ألم منها باقة ناضرة
أرفعها للزوجة الصابرة
و بينها ما ظلّ من قلبي


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 04:23 AM   #14
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب


شاكر السياب (24 ديسمبر 1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية جيكور جنوب شرق البصرة. درس الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية وتخرج منها في 1 أكتوبر 1938م. ثم أكمل الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و 1943م. ثم انتقل إلى بغداد فدخل جامعتها دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م، والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الإنجليزية. ومن خلال تلك الدراسة أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل تفرعاته.


] سيرته الأدبية
اتسم شعره في الفترة الأولى بالرومانسية وبدا تأثره بجيل علي محمود طه من خلال تشكيل القصيد العمودي وتنويع القافية ومنذ 1947 انساق وراء السياسة وبدا ذلك واضحا في ديوانه أعاصير الذي حافظ فيه السياب على الشكل العمودي وبدأ فيه اهتمامه بقضايا الانسانية وقد تواصل هذا النفس مع مزجه يثقافته الإنجليزية متأثرا بإليوت في أزهار وأساطير وظهرت محاولاته الأولى في الشعر الحر وقد ذهبت فئة من النقاد إلى أن قصيدته "هل كان حبا" هي أول نص في الشكل الجديد للشعر العربي ومازال الجدل قائما حتى الآن في خصوص الريادة بينه وبين نازك الملائكة.وفي أول الخمسينات كرس السياب كل شعره لهذا النمط الجديد واتخذ المطولات الشعرية وسيلة للكتابة فكانت "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" وفيها تلتقي القضايا الاجتماعية بالشعر الذاتي. مع بداية الستينات نشر السياب ديوانه "أنشودة المطر" الذي انتزع به الاعتراف نهائيا للشعر الحر من القراء وصار هو الشكل الأكثر ملائمة لشعراء الأجيال الصاعدة وأخذ السيات موقع الريادة بفضل تدفقه الشعري وتمكنه من جميع الأغراض وكذلك للنفس الأسطوري الذي أدخله على الشعر العربي بإيقاظ أساطير بابل واليونان القديمة كما صنع رموزا خاصة بشعره مثل المطر، تموز، عشتار، جيكور قريته التي خلدها. وتخللت سنوات الشهرة صراعات السياب مع المرض ولكن لم تنقص مردوديته الشعرية وبدأت ملامح جديدة تظهر في شعره وتغيرت رموزه من تموز والمطر في "أنشودة المطر" إلى السراب والمراثي في مجموعته "المعبد الغريق" ولاحقا توغل السياب في ذكرياته الخاصة وصار شعره ملتصقا بسيرته الذاتية في "منزل الأقنان" و"شناشيل ابنة الجلبي" . سافر السياب في هذه الفترة الأخيرة من حياته كثيرا للتداوي وكذلك لحضور بعض المؤتمرات الأدبية وكتب في رحلاته هذه بوفرة ربما لاحساسه الدفين باقتراب النهاية. توفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت، عن 38 عام ونقل جثمانه إلى البصرة و دفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير.


دواوينه
أزهار ذابلة 1947م.
أعاصير 1948
أزهار وأساطير 1950م.
فجر السلام 1951
حفار القبور 1952م. قصيدة مطولة
المومس العمياء 1954م. قصيدة مطولة
الأسلحة والأطفال 1955م. قصيدة مطولة
أسمعه يبكي
أنشودة المطر 1960.
المعبد الغريق 1962م.
منزل الأقنان 1963م.
شناشيل ابنة الجلبي 1964م.

نشر ديوان إقبال عام 1965م، وله قصيدة بين الروح والجسد في ألف بيت تقريبا ضاع معظمها. وقد جمعت دار العودة ديوان بدر شاكر السياب 1971م، وقدم له المفكر العربي المعروف الأستاذ ناجي علوش. وله من الكتب مختارات من الشعر العالمي الحديث، ومختارات من الأدب البصري الحديث. ولم مجموعة مقالات سياسية سماها "كنت شيوعيا".


شناشيل ابنة الجلبي

و أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور من خلل السحاب كأنه النغم

تسرب من ثقوب المعزف - ارتعشت له الظلم وقد غنى - صباحا قبل فيم أعد ؟ طفلا كنت أبتسم لليلي أو نهاري أثقلت أغصانه النشوى عيون الحور وكنا - جدنا الهدار يضحك أو يغني في ظلال الجوسق القص وفلاحيه ينتظرون : " غيثك يا اله" و أختي في غابة اللعب يصيدون الأرانب و الفراش و (أحمد) الناطور نحدق في ظلال الجوسق السمراء في النهر ونرفع للسحاب عيوننا : سيسل بالقطر وأرعدت السماء فرن قاع النهر و ارتعشت ذرى السعف و أشعلهن ومض البرق أزرق ثم أخضر ثم تنطفئ وفتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب عاد منه النهر يضحك وهو ممتلئ تكلله الفقائع، عاد أخضر عاد أسمر، غص بالأنغام واللهف وتحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه تراقصت الفقائع وتفجر- انه الرطب تساقط في يد العذراء وهي تهز في لهفه بجذع النخلة الفرعاء تاج وليدك الأنوار لا الذهب، سيصلب منه حب الآخرين ،سيبرئ الأعمى ويبعث من قرار القبر ميتا هده التعب من السفر الطويل إلى ظلام الموت يكسو عظمه اللحما ويوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب

و أبرقت السماء … فلاح، حيث تعرج النهر وطاف معلقا من دون يلثم الماءا شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر (عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا و آسية الجملية كحل الأحداق منها الوجد و السهر

يا مطرا يا حلبي عبر بنات الجلبي يا مطرا يا شاشا عبر بنات الباشا يا مطر من ذهب

تقطعت الدروب، مقص هذا الهاطل المدار قطعها و واراها، و طوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار كغرقي من سفينة سندباد كقصة خضراء أرجأها و خلاها إلى الغد (أحمد) الناطور وهو يدير في الغرفة كوؤس الشاي، يلمس بندقيته ويسعل ثم يعبر طرفه الشرفه ويخترق الظلام وصاح ( يا جدي) أخي الثرثار " أنمكث في ظلام الجوسق المبتل ننتظر؟ متى يتوقف المطر؟

و أرعدت السماء، فطار منها ثمة انفجرا شناشيل ابنة الجلبي … ثم تلوح في الأفق ذرى قوس السحاب . وحيث كان يسارق النظرا شناشيل الجميلة لا تصيب العين الا حمرة الشفق

ثلاثون انقضت، وكبرت : كم حب وكم وجد توهج في فؤادي غير أني كلما صفقت يدا الرعد مددت الطرف أرقب : ربما ائتلق الشناشيل فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة إلى وعدي ولم أرها هواء كل أشواقي ، أباطيل و نبت دونتا ثمر ولا ورد

لندن 24 - 2 - 1962 من ديوان شناشيل ابنة الجلبي الطبعة الثانية دار الطليعة -بيروت حزيران 1965


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-08, 04:26 AM   #15
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: بدر شاكر السياب


أنشودة المطر - للسيّاب

عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...



وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،

دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،

وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛

فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء

كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !

كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...

وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،

وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر

أُنْشُودَةُ المَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر...

مَطَر...

تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال

تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .

كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :

بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ

فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال

قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -

لا بدَّ أنْ تَعُودْ

وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ

في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ

تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛

كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك

وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .

مَطَر ...

مَطَر ...

أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟

وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟

وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟

بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،

كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !

وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر

وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ

سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،

كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق

فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .

أصيح بالخليج : " يا خليجْ

يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجعُ الصَّدَى

كأنَّـه النشيجْ :

" يَا خَلِيجْ

يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "



أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ

ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،

حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ

لم تترك الرياحُ من ثمودْ

في الوادِ من أثرْ .

أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين

يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،

عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :

" مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

وفي العِرَاقِ جُوعْ

وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ

لتشبعَ الغِرْبَان والجراد

وتطحن الشّوان والحَجَر

رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ

مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ

ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء

تَغِيمُ في الشِّتَاء

وَيَهْطُل المَطَر ،

وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ

مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .

مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر

حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة

وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ

فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد

أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ

في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !

مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "



أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...

يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجعُ الصَّدَى

كأنَّـهُ النشيجْ :

" يا خليجْ

يا واهبَ المحارِ والردى . "

وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،

عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار

وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق

من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

من لُجَّـة الخليج والقرار ،

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ

من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .

وأسمعُ الصَّدَى

يرنُّ في الخليج

" مطر .

مطر ..

مطر ...

في كلِّ قطرةٍ من المطرْ

حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد

أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ

في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "



وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..



المصدر : عن ديوانه " أنشودة المطر " ، ضمن مجموعته الكاملة المجلد الأول ص 474 . دار العودة - بيروت - 1



حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السياب , شاكر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غزو ناطحات السحاب في دبي sad_girl صور وغرائب وحوادث 5 11-07-08 08:37 PM
لمار حينما يعانق الذهب السحاب ( اطول ناطحة سحاب في جده) عبورهـ المواضيع المكررة والمخالفة 1 01-08-07 08:31 AM
جيتكم شاكر ومقدر وعضو ان شاء الله أبوريــــوف التعارف والترحيب 16 29-09-03 07:25 AM
............ كانت تعانق السحاب ........... BesTDarkmaN همسات وخواطر 16 11-08-02 12:27 AM


الساعة الآن 07:26 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)