الاخطبوط القطري يحاول الامساك بالبيض بعد ان امسك بصالح بقلم وحيد الطوالبة

الأخطبوط القطري يحاول الإمساك بالبيض
بعد أن أمسك بصالح

الأحد 17 فبراير 2013

كتب / وحيد الطوالبة



كنت قد أشرت في مذكرات لي أثناء تغطية حرب صيف عام 1994 إلى أن ولي العهد القطري – آنذاك – الأمير الحالي حمد بن خليفة آل ثاني كان يتصل بقادة الألوية العسكرية الشمالية التابعة لعلي عبدالله صالح مباشرة من غير أن يُخبر الرئيس اليمني صالح وذلك للإطمئنان منهم مباشرة عن سير تقدم العمليات العسكرية والحربية في قواطع القتال مع الألوية الجنوبية التابعة للرئيس علي سالم البيض .. وكان هذا التجاوز لولي العهد القطري محبب للرئيس صالح لأنه كان يبحث عن انتصار على البيض وسيطرة على لجنوب ولا يمتلك رؤية لمستقبل بلاده ومستقبله السياسي

الرئيس علي سالم البيض معروف عنه أنه رجل من أشراف حضرموت ومن سادتها وأنه هاشمي وصادق ولا يجيد الثعلبة والمكر والخداع السياسي وطيب القلب لين الجانب والمعشر.

الرياض والدوحة شركاء بما جرى لليمن منذ استقلال الجنوب عن بريطانيا وما عاناه أهل الجنوب من قتل سحل وإثارة للنعرات بين القيادات الجنوبية بمال خليجي وإلى أن تحققت الوحدة اليمنية ودعم الشمال القبلي ضد الجنوب المتحرر المتعلم صاحب الثروات النفطية والتاريخ الأصيل والفطرة السليمة.

كما أن الرياض والدوحة والكويت وصدام حسين شركاء بما حدث في اليمن بعد إعلان الوحدة من تغليب لصنعاء على عدن وللشمال على الجنوب.

اليوم يعتقد البعض أن الربيع العربي قد مرَ باليمن وانتهى بمجرد خلع الرئيس صالح وتفكيك مؤسساته العسكرية والمالية والقبلية ويتناسى البعض أن الرياض والدوحة تبحث عن تفكيك الجنوب إلى دولتين والشمال إلى ثلاث دويلات حتى يعود اليمن إلى خمس يمنات كما كان عبر التاريخ.

الرياض والدوحة تتهمان البيض بأنه يتعامل مع إيران من خلال وسطاء من حزب الله ومن العاصمة اللبنانية بيروت وأن صنعاء أمسكت بعدة سفن محملة بذخائر وأسلحة وصواريخ مضادة للطائرات كان ينقلها بحارة يمنيون لافراغها على الشواطئ اليمنية .. هكذا وكأن السفن تحمل كراتين دجاج مجمد وليس أسلحة … وحقيقة الأمر أن العداء القطري – البحريني والسعودي – البحريني الشيعي يلتقيان هناك في الجنوب العربي لتمزيقه دويلتان إضعافا لشيعة البحرين وإجراءا احترازياً لعدم تولُّد جيب شيعي في حضرموت كما يعتقد أصحاب المذهب الوهابي في الرياض والدوحة .. وخوفا سعودياً من حضرموت كي لا تنجب بن لادن 2 وخلايا لتنظيم القاعدة … وكل ما سبق ليس أكثر من مبررات تختلقها الرياض والدوحة بهدف تمزيق الجنوب كمرحلة متزامنة مع تمزيق الجمهورية اليمنية شمالاً.

الرئيس علي سالم البيض أوضح في بيان له بعد قرار مجلس الأمن الذي زج بأسمه كمعيق لعملية نقل السلطة بأنه : ليس طرفاً في المبادرة الخليجية ولم يوقع عليها … لأن عملية الإطاحة كانت بعلي عبدالله صالح من خلال ثورة شبابية عليه ولم تطالب الساحات الشبابية بالجنوب العربي بالإطاحة بالبيض لأنه ليس أكثر من رمز ولا يتمتع بسلطة على أرض الواقع وبالتالي من السخرية الزج بالبيض في معركة واضحة المعالم يهدف من خلالها صنّاع الربيع العربي إلى تمزيق العالم العربي وإضعافه وهي رسالة آل سعود ووصية مؤسس دولتهم عبد العزيز : عليكم باضعاف العراق وتجويع مصر وتمزيق اليمن إن أردتم دولة سعودية آمنة مترامية الأطراف.

لهذا فإن الدور القطري الذي يلعبه أمير قطر ورئيس حكومته – الحمدين – والدور السعودي تجاه الجنوب العربي واضح لأنه دور يهدف إلى إقامة دولة حضرمية ضعيفة عسكريا ومنتجة للنفط وإقامة دولة جنوبية في عدن لا حول لها ولا قوة إلاّ من خلال الرعاية السعودية والقطرية … وهذه حلقة تأتي استكمالا للدور القطري في سوريا وليبيا ومصر وتونس … ولا غرابة إذا سمعنا قريبا أن البيض يسعى لإقامة دولة شيعية في الجنوب لأن هذا اتهام خليجي قادم سيتم إلصاقه بالبيض.

لهذا فإنني أهيب بأبناء الجنوب العربي أن يكونوا عند مستوى الحدث فما تمر به قضيتهم اليوم أخطر ألف مرة مما مرت به عامي 1990 و1994 ولهذا فلابد من إعداد جيل جديد وفورا ليكون قائدا لمرحلة ما بعد الربيع العربي – أو – مايمكن تسميته بالأخطبوط القطري السعودي

أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأا