نظرة متمردة نحو النكبة

عندما تدلق الاستشهادية "هبة دراغمة" قارورة عطرها لتدع عبق العطور للقصور الفارهة التي تتمطى في الأفق العربي، ولتفجر جسدها الغض بالدناميت فتتطاير خصال شعرها في فضاء فلسطين لتمتزج خلايا جسدها ودمها الوردي مع تربة الأرض المباركة التي احتضنت خطوات الأنبياء وعانقت سنابك خيل الصحابة .. عندما صنعت "هبة" هذه الملحمة .. قالت عبر ضفاف جراحها للرجال القاعدين في مقاهي الوطن العربي .. عذراً لقد اختلست قوامتكم لأني لا أستطيع الإنتظار ... وقالت عبر عنفوان نتف جسدها الممزق والمنثور في العفولة لكل المراهنين على خرائط التيه وصانعيها : الفلسطينيون رغم مضي عقود على النكبة باقون وجذورهم تضرب في الأعماق حتى نواة الأرض .. لن يرحلوا .. لن يموتوا .. ولن يندثروا مثلما تلاشت قبائل الهنود الحمر ... أما الغزاة .. عابرون ومعزولون في الأفق كسحابة صيفية .

دماء "هبة" رسالة عاجلة لرامسفيلد الذي يصف المنطقة العربية بأنها عبارة عن أراضي عقارية يتخللها بعض الخرائب..

الرسالة تقول : هذه الارض وما حولها من كعبة الله السمراء حتى صخرة بيت المقدس ومن مياه النيل حتى ضفاف الفرات وأبعد من ذلك هي مهابط الوحي ومهد الرسالات وهي المحضن الأول للحضارات الأولى على وجه الأرض حينما كانت بلاد رامسفيلد موطناً للوحوش البرية والطيور الغريبة .

و"هبة" ليست نبتة برية ، فمعها آيات ومعها أم نضال الخنساء الفلسطينية وهن سلائل الشعب الرافض للخنوع رغم تواطؤ العالم من حوله بانحيازه للحملة الصهيونية بوصم جهاده بتهمة الإرهاب وبرغم تخاذل بقايا القبائل في الصحاري العربية .

هذا الشعب الذي أنتج خلال سنتين حوالي 150 استشهادياً والغيب ما زال يلد المفاجآت لبني صهيون . وسيرته الذاتية تؤكد أن الرحم الفلسطيني لن يصل الى حالة العقم مهما ارتفعت درجة التحدي .. والروح الفلسطينية خضراء لن تيبس مثل أوراق غابات الزيتون التي تتمطى على سفوح الطور.

وهذه الأرض المباركة مشروع بقاء لا يعرف الموت أو الفناء ما بقيت الحياة وهي موطننا حتى قيام الساعة ، أما هم فراحلون مثلهم مثل بقية الغزوات التي مرت عابرة ولن يبقى منهم إلا كما بقي من الروم والإغريق .. شيئاً من فخار تحت طبقات الأرض وربما بعض المقابر الدارسة على بعض السفوح .

هذه الكلمات ليست جزءً من حلم جميل .. بل هي الحقيقة التي يدركها حتى الأطفال .. فما زلت أسال طفلي الصغير .. من أي بلدٍ أنت يا ولدي؟ فيقول بتلقائية بالغة : من قرية الشيخ مونس في يافا ، مع أنه لم يرها وقد ولد في منافي الأرض .

أمي وأبي هجّرا من بلدتهما عروسين في مقتبل العمر وأنا قد احتل الشيب مساحات من رأسي في المهجر إلا أن طفلي يصر على القول : هل سنعود يا أبي إلى الشيخ مونس قرية جدي .. فأقول له : إن شاء الله يا ولدي .

وللحلم بقية .. ولكن على صهوة الحقيقة ما دام التاريخ الفلسطيني ينجب مثل هبة .



بقلم / الأستاذ عبد الرحمن فرحانة

"هبة" ليست نبتة برية ، فمعها آيات ومعها أم نضال الخنساء الفلسطينية وهن سلائل الشعب الرافض للخنوع رغم تواطؤ العالم من حوله بانحيازه للحملة الصهيونية بوصم جهاده بتهمة الإرهاب وبرغم تخاذل بقايا القبائل في الصحاري العربية .


هبه وامثالهاا هم من سيحررون ارض فلسطين وكل الاراضي العربيه
والاسلاميه المحتله

والله ينصرهم

ومقال جميل جدا

لك

اللهم انصر الاسلام والمسلمين في كل مكان وابيد الشرك والمشركين يا رب العالمين
اللهم حرر سائر بلاد المسلمين من الكفر والمدنسين
اللهم ارحم شهدائنا الابرار وفك اسر المأسورين في سجون اليهود والطغاة اعداء الدين
ولك اخوي المهاجر وانشالله ترجع انت وابنك وكلنا لارض فلسطين الاسلامية العربيه
امين يا رب العالمين