عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-09, 02:05 PM   #12
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]المبعد العائد سامر بدر:

رحلةٌ بين التجديد الإداريّ و الإبعاد إلى غزة





رام الله – تقرير خاص :


إنّه التجديد الرابع على التوالي ، في البداية تمّ تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة خمسة أشهر ، و قبل أنْ تنقضي المدّة المحدّدة ، كان تجديدٌ آخر بانتظاره ..



يقول سامر بدر : "لم تكنْ فترة الإداري الأولى قد انتهت عندما تمّ تجديدها للمرة الثانية و من ثم الثالثة و الرابعة ... و أخيراً ... (جهّز نفسك سيتمّ إبعادك إلى غزة)" ...



يضيف : "لم يكن أمامي سوى الجلوس مذهولاً ... توقعت كل شيء منهم إلا الإبعاد خاصة أنه لم يتم إثبات أية تهمة ضدي ..." .



في الرابع عشر من تشرين أول خريف العام 2003 تم نقل سامر صبحي بدر (29 عاماً) من بلدة بيت لقيا غرب رام الله، و قد كان معتقلاً في سجن النقب الصحراوي إلى زنازين العزل في منطقة "إيرز" برفقة 17 شاباً فلسطينياً بعد أن تمت إحاطتهم علماً بأنهم سيطبق بحقهم قرار بالإبعاد إلى قطاع غزة كعقاب على شيء لم يفعلوه ... و هناك سيمكث سامر و رفاقه 59 يوماً ، ستكون الأشد مرارة كما وصفها لاحقاً ...



الاعتقال و كابوس الإداري :

بدأت قصة سامر الأخيرة ، عندما اقتحم جنود الاحتلال بلدة بيت لقيا في العاشر من تشرين أول عام 2002 ، حيث تم اعتقال سامر بدر من منزله على خلفية النشاط في حركة حماس و الانخراط في أعمال المقاومة ، و ذلك ضمن حملة اعتقالات واسعة ضمت أكثر من مائة شاب من منطقة رام الله .



تقول زوجته : "لقد كان اعتقال سامر بالنسبة لنا مصيبة ، إذا لم نتوقعه و كان الأمر مفاجئاً ، و ليلة اعتقاله سبب الجنود لنا الرعب من خلال اقتحامهم للمنزل بصورة وحشية ، دون مراعاة لحرمته ..." .. و كان سامر قد تعرض للاعتقال من قٍبَل سلطات الاحتلال لمرتين سابقتين الأولى عام 94 و استمرت ستة أشهر ، و الثانية عام 98 و امتدت خمسة أشهر .



و بمجرد اعتقاله الأخير تم نقله إلى معتقل عوفر غرب رام الله ، و هناك تم تحويله على الفور إلى الاعتقال الإداري لمدة 5 أشهر و تم نقله مباشرة إلى معتقل النقب الصحراوي .. يقول سامر : "منذ اليوم الأول لاعتقالي لم يتم توجيه أية تهمة ضدي ، حتى لم يسألني أحد سؤال واحد ، و لا حتى عن اسمي ... كنت أتلقى الحكم الإداري دون أية تهم أو تحقيق..." ، و قد خاض سامر سلسلة من عمليات التمديد في الحكم الإداري و هي السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال مع مئات المعتقلين الإداريين في السجون الصهيونية .. "في المرة الأولى تم تحويلي للاعتقال الإداري لمدة خمسة أشهر ، و من ثم تم تجديد الحكم مرة أخرى بعد أنْ اختصرت الخمسة أشهر الأولى إلى أربعة ، و أضيفت إليها أربعة أشهر جديدة مرة أخرى ، و قبل انتهاء التمديد الثاني كانت أربعة أشهر جديدة و ثالثة تنتظرني ، و قبل انتهائها بثلاثة أيامٍ كانوا قد سلّموني قراراً بتمديد الحكم للمرة الرابعة ، و بعد قليل أخبروني أنه سيتم إبعادي إلى غزة .." .



من أين أتوا بالإبعاد ؟!!


عندما تسلّم سامر كما العديد من المعتقلين في حينها قرار الإبعاد ، كانت الصدمة كبيرة ، يقول : "كنت أتوقع أن تستمر قصة تمديد الإداري نظراً لتجارب الكثير من الشباب الذين كانوا معتقلين برفقتي ، لكنني صدمت من قرار الإبعاد ، و لكنني في النهاية سلمت أمري لله .." .. التأثير الأصعب كان على العائلة التي كانت قليلاً ما تستطيع زيارته خاصة الزوجة ، "لقد تحملنا مسألة اعتقاله و قلنا إنّه أمر الله ، و سامر ليس الأول و لا الأخير ، هناك عشرات الشبان معتقلين من بلدتنا ، و لكن عندما وصلنا قرار الإبعاد كان بمثابة الصعقة للجميع ، هذا يعني أننا لن نتمكن من زيارته ، و أنه سيكون أبعد مما كان ، و أن الأمر سيطول لعامين قادمين ... لقد كان الأمر صعباً ..." .



50 يوماً زنازين "إيرز" ..


و من أجل البدء في تنفيذ قرار الإبعاد تم نقل سامر مع 17 معتقلاً آخر إلى الزنازين في منطقة إيرز شمال قطاع غزة ، يقول سامر: "في هذه الزنازين المعزولة تم احتجازنا لمدة خمسين يوماً ، تحت ظروفٍ اعتقالية صعبة للغاية ، إذ أنهم وضعونا في زنازين ضيقة جداً ، كل شابين معاً ، و لم يكن يسمح لنا بالخروج سوى ساعة واحدة في الصباح ، و أخرى في المساء ، و كانت تلك الفترة في شهر رمضان ، لا أريد الحديث عن نوعية الطعام المقدمة ... كانت سيئة نوعاً و كمّاً... كان الوضع في زنازين (إيرز) أصعب من زنازين العزل في السجون المركزية و مراكز التحقيق ، كما أن تعامل الإدارة معنا كان سيئاً للغاية ..." .



في نهاية مدة الاحتجاز تم تحويل سامر و من برفقته إلى المحكمة في نفس السجن ، و من ثم إلى ما تسميه سلطات الاحتلال "محكمة العدل العليا" ، و هناك تم إصدار قرار الإبعاد بشكلٍ نهائيّ و في اليوم ذاته تم نقل كافة الشباب إلى غزة ..



حياة جديدة .. في غزة !

و عن كيفية اندماج سامر و المبعدين معه في مجتمع غزة بعيداً عن أهلهم و أقاربهم في الضفة ، خاصة أن أغلبهم كان قد قضى فترات طويلة في الاعتقال ، يقول : "في الحقيقة لقد غمرنا إخواننا في غزة بكرمهم و لطفهم ، و شعرنا منذ اليوم الأول و كأننا في قرانا و مدننا ، و لم نكنْ نعيش مشكلة الغربة ، و لكن ظل أمر ابتعادنا عن أهلنا و عائلاتنا هاجساً من الألم لا يفارقنا ..." .



بعد نحو الشهرين استطاعت زوجة سامر ، منال بدر ، الالتحاق بزوجها : "بعد تنفيذ قرار الإبعاد ، قررت الالتحاق بزوجي في القطاع و لو على حساب ابتعادي عن أهلي و عائلتي ، و على الرغم من كوني وحيدة أهلي ، و بالفعل سافرت عبر الأردن إلى مصر و منها استطعت الوصول إلى غزة عبر العريش .." ، تضيف : "على الأقل كنا إلى جانب بعضنا و نصبّر أنفسنا لأننا كنا نؤمن أن مسألة الإبعاد لن تطول مدى العمر ، و أنه فترة و ستمر" .



عدنا إلى وظائفنا :

استطاع سامر بدر كما معظم الشبان المبعدين إلى غزة و الذين زاد عددهم خلال انتفاضة الأقصى إلى غزة عن 57 مبعداً، بدأت به سلطات الاحتلال الصهيونيّة بإبعاد 26 شاباً من بين 39 كانوا يختبئون في كنيسة المهد ، و اتخذته سياسة عقاب فيما بعد ... استطاعوا جميعاً أن يؤسسوا لأنفسهم حياة طبيعية في غزة .. "كنت في بلدتنا و قبل اعتقالي أعمل مدرّساً في إحدى مدارس البلدة ، و عندما تمّ إبعادي ، تم انتدابي من قِبَل وزارة التربية و التعليم للعمل كإداري في مديرية غزة ، و كذلك استطاعت زوجتي الالتحاق بمهنة التدريس في إحدى المدارس هناك ، و هذا الأمر ساعدنا كثيراً على الاستقرار نوعاً ما" .



يقول سامر : "كنا نحاول أن نعيش بصورة طبيعية ، و لكن في المناسبات و الأعياد كان يبدو الأمر صعباً ، كان العيد ينتهي قبل أن يبدأ ... نزور بعضنا نحن المبعدين .. و من ثم نعود كلّ إلى بيته كي نبدأ عيدنا الخاص عبر الهاتف .. كل عيد كنا نقول إنّه الأخير ... و الآن نحمد الله الذي منّ علينا بالعودة ، كانت تجربة و مرت بمرارتها الكبيرة" .



فرح يشوبه الحزن :


قرابة الساعة الثانية من الثاني عشر من آذار الماضي ، انطلق سامر بدر و زوجته من 15 مبعداً آخر في رحلة العودة التي تأخرت لأشهر عديدة ، و قد سبق هذه العودة أسبوعٌ صعبٌ مر به المبعدون و عائلاتهم : "في الأسبوع الأخير قبل عودتنا ، لم نكن نستطيع النوم و نحن نحلم بأن تتحول الأقاويل و التصريحات حول إمكانية عودة مبعدي غزة إلى حقيقة ، و ينتهي كابوس الإبعاد عنا أخيراً ... و حتى اليوم الأخير لم نكن متأكدين من صدق هذا القرار ، كنا نخاف من أن نعيش من جديد خيبة الأمل ، و بالرغم من ذلك كان الكثير منا قد أعدوا أنفسهم قبل يومين ، و كنا على تواصل مباشر مع عائلاتنا في الضفة ... كان أسبوعاً مرهقاً ، و اختباراً سيئاً لأعصابنا ... لكن في النهاية تيسرت الأمور و استطعنا العودة ..." .



و طيلة الطريق إلى الضفة ، راحت الذكريات تجتاحهم جميعاً ... "الكثير منا كانوا يعيشون الحزن جنباً إلى جنب مع الفرح ، لقد أسسنا لحياة لجديدة في غزة ، و كنا قد تعوّدنا عليها و صار لنا أصدقاء مميّزون هناك ... و فجأة صدر القرار بعودتنا ... مع كل هذه الفرحة كان شيئاً في قلوبنا حزين لفراق أصدقائنا" .



اختتم سامر حديثه : "أتمنى أن لا تعود تلك الأيام ، لم يكن الاعتقال و الإبعاد بالأمر السهل ، كان يتطلب صبراً غير اعتياديّ ، لولا الإيمان لما استطعنا الصمود .. أريد أن أشكر أهلنا في غزة ، لقد كانوا لنا نعم الدعم و الأخوة ... أتمنى أننا جميعاً و عائلاتنا نستطيع العودة إلى حياة طبيعية نعيش أفراح أهلنا و نحن بينهم ... لا بعيدين في شطر آخر من الوطن"
.[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس