لما كنت انا في الثانوية العامة
والامتحانات على الابواب
يعني احنا كنا في العطلة اللي بتسبق الامتحانات
في اواخر العطلة
ومش باقي للامتحانات الوزارية الا تقريبا خمس ايام
اجتاحوا اليهود مدينة نابلس اجتياح مش طبيعي
لدرجة انو النملة ما كانت تقدر تخرج على الشارع
والرجال في البيوت
وكل الناس في بيوتها
والقذائف والصواريخ عم تشتي فوق روسنا
واليهود بالشوارع متل المجانين
وعم يعتقلوا الشباب ويضربوهم بشكل جنوني
المهم
كان كل مركز عملياتهم في منطقتنا
وفي شارعنا احنا بالذات
واليهود مش عم يخلونا نتنفس
والاكل بدا يخلص من البيوت
وقطعوا عنا المياه والهرباء
وطبعا الاكل اللي في الثلاجات تلف
من رابع او خامس يوم
وكانت الدنيا برد كتير
والاولاد الصغار مش قادرين يتحملوا العطش
ولا الجوع
وكل الاولاد الصغار كانوا يبكوا من جوعهم
والباقي كانوا يبكوا من الخوف
والجيران الصواريخ عم تهد البيت فوق راسهم
واضطروا انهم يجوا عنا
يعني كنا بمصيبتنا صرنا بستين مصيبة
المهم اجا وقت الامتحانات واليهود مش مخلصين الحملة العسكرية هدي
وباول امتحان رحت بالسرقة على المدرسة
اللي كانوا اليهود محاصرينها اصلا
في من البنات قدروا انهم يدخلوا وفي نسبة تانية منهم ما قدروا
المهم لحسن حظي اني قدرت ادخل
وتاني امتحان دخلت بنفس الطريقة
والتالت والرابع
طبعا واحنا داخل قاعات الامتحان كانوا اليهود عم يرموا علينا قنابل مسيلة للدموع
ورائحتها لا تحتمل ومن كتر ما هي فعالة
كانت تسبب حالات اغماء
المهم
القصة مش هون
القصة انو واحنا مروحين على بيوتنا
اليهود هجموا علينا
وفي بنات اعتقلوا وفي بنات انضربوا وتبهدلو واللي صار فيهم لا يذكر
اما انا فكانت قصتي غير
كنا انا وصاحبتي ماشين بطريقنا
وهي تهدي فيي لاني انا جبانة جدا جدا
لقينا اليهود عم يحاصرونا انا وهي في الجيبات والدبابة
يا عيني على قلبك يا لما
انا مش عارفة انا كيف عايشة لحد هلا
المهم
انا صرت ابكي كتير
وصاحبتي تحكيلي هو هدا وقتك يخرب بيتك رح نموت
واحنا انحشرنا عند حيط كبيرة
اليهود صاروا يقربوا علينا بالدبابة وبدهم يدهسونا
والله لو عملوها
بجوز اطلع احلى صحن حمص
ههههههههههههه
المهم
انا بطل فيي قلب
وخلص
صرت اتشاهد على روحي
وبعدين الدبابة رجعت لورا عشان تيجي علينا بسرعة وتخبطنا
وصاحبتي في هدا الوقت لقتها فرصة انو نهرب
المهم مسكتني من ايدي وصارت تركض
وانا اصلا ما بعرف اركض
وبوقتها بالذات بطلت اعرف امشي من الرعبة
بس صاحبتي صارت تصرخ فيي وتحكيلي يا لما رح نموت اركضي حاولي من شاني
المهم انا ما رديت عليها
الا لما لقيت الرصاص عم يشتي علينا
ولييييييييييييييييي
ساعتها ما بعرف بجد كيف مشيت بهالسرعة
ومن كتر ما ركضنا
كل اليهود اللي يشوفونا يفكرونا عاملين شي
ويصيروا يضربو رصاص علينا
بس الله سترها
وبالاخر وصلت على الدار
بس بعديها طبعا صار معي انهيار نفسي حاد جدا جدا وصرت اجبن من الاول بكتير
رح كمللكم بعدين
يلا احكوا انتو
