عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-10, 10:02 PM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة علاقة اليهود بالأنبياء


[COLOR="Blue"]علاقة اليهود بالانبياء و الرسل ...

--------------------------------------------------------------------------------

اليهود في القرآن

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {لتجدنّ أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا}، وقال الله سبحانه وتعالى وهو يخاطب النبي(ص) ليتحدث مع اليهود: {قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين* ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين* قل إن الموت الذي تفرّون منه فإنه ملاقيكم ثم تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}.
في هذا المجال، نحتاج إلى أن نتفهم موقف المسلمين من اليهود من الناحية المبدئية والفكرية والعملية، لأن تطورات الأوضاع السياسية بين المسلمين واليهود جعلت من المسألة اليهودية في الواقع العربي والإسلامي مسألة سياسية تنطلق بعيداً عن الوعي الديني، فأصبح المسلمون في تطوّرات الأوضاع السابقة أو اللاحقة يتحدثون عن المسألة اليهودية في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، أو الصراع الإسلامي ـ اليهودي، كما لو كانت من الأمور التي تدخل في التعقيدات السياسية بين المسلمين وبين أي فريق في العالم.
وربما نجد أنّ بعض المسلمين يتحدثون عن ضرورة إقامة علاقات يهودية إسلامية على مستوى الحوار، وعلى مستويات أخرى..
وقد نلاحظ أن بعض المسلمين الذين يصلّون ويصومون ويحجّون في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل أو تلك التي تقع خارج دائرة سيطرتها، يتعاملون معها بشكل طبيعي على المستوى التجاري أو على المستوى المخابراتي، وربما على المستوى العسكري، كما لو كان هذا الأمر لا علاقة له بالمسألة الدينية العقائدية.
مفاهيم مشتركة بين الأديان
وعندما أثار القرآن مسألة اليهود إنما أثارها من ناحيتين:
الناحية الأولى: مسألة الانتماء للدين اليهودي الذي تمثله التوراة التي أنزلها الله على نبيّه موسى(ع)، وهذه النقطة نختلف فيها عن اليهود بعض الاختلاف، حيث يرى المسلمون أن اليهودية أو الموسوية تمثل في خط الرسالة مرحلة موسى(ع)، وتنتهي عندما بدأت مرحلة عيسى(ع)، كما أن مرحلة عيسى(ع) تنتهي عندما تبدأ مرحلة النبي محمد(ص) ليكون رسول الله خاتم النبيين.
ومفاد هذه النقطة أن اليهودية لا تمتد إلى آخر الزمن، وأن النصرانية لا تمتد إلى آخر الزمن، بل تمتد لمرحلة زمنية محدودة، وهذه لا تشكل عقدة أساسية في العلاقات اليهودية ـ الإسلامية، كما أنها لا تشكل عقدة مع النصارى فيما هي المشكلة الإسلامية ـ النصرانية، باعتبار أن الإسلام جاء مصدقاً لما بين يديه من التوراة والإنجيل، وقد تحدث القرآن عن كثير من المفاهيم الرسالية التي جاءت في التوراة وجاءت في الإنجيل، ودعا أهل التوراة أن يحكموا بما أنزل الله بالتوراة من دون تحريف، وأن يحكم أهل الانجيل بما أنزل الله، وأن يحكم أهل القرآن بما أنزل الله، للتدليل على أننا لو تعمّقنا بالتوراة الصحيحة، لرأينا أن التوراة لا تختلف عما طرحه الإسلام، لأن التوراة جاءت لتبشِّر بالنبي(ص).
وهكذا فإن الإنجيل لا يختلف في عمق مفاهيمه الحقيقية عن الإسلام، ولذلك ركّز القرآن على المفاهيم الأساسية التي توحد الرسالة، واعتبر أن الرسالات بأجمعها تجمع عنوان الإسلام، فالإسلام في معناه العام هو خضوع الإنسان وانقياده لله. وبذلك تحدث إبراهيم وإسحاق ويعقوب وعيسى وموسى(ع) وكلهم قالوا نحن مسلمون، باعتبار أنهم منقادون لله ومستسلمون وخاضعون له، ولكن الفرق بين الرسالات هو في التفاصيل التي تختلف بين مرحلة وأخرى، وبين موقع وآخر.[/COLOR]
اليهود: انغلاق على الذاتالناحية الثانية: هي أن اليهود اتخذوا موقفاً سلبياً من موسى(ع) ورسالته ـ كما من الرسل الذين جاءوا من بعده ـ وهو الذي انطلق برسالته من أجل أن ينقذهم من واقع طغيان الفرعون عليهم، ولكنهم عندما خرجوا من البحر ووجدوا قوماً يعكفون على عبادة أصنام لهم، بدأوا يربكون حركة موسى(ع)، وقالوا يا موسى لو أنّ لنا آلهة كما لهم آلهة، أي كانوا يريدون أصناماً يعبدونها مثل هؤلاء القوم.
وهكذا فعلوا في مواقف كثيرة، حيث عقّدوا حركة موسى(ع) في رسالته وأربكوا كل أوضاعه وخطواته، وكانوا من الذين يقفون ضده في كثير من الحالات وقالوا {فاذهب أنت وربّك فقاتلا إنا ههنا قاعدون}.
كان هذا موقف بني إسرائيل من دعوة موسى(ع) لهم، ليمتد ذلك الموقف في كل تحركاتهم وبالشكل الذي جعلهم ينغلقون فيه على أنفسهم ويعيشون حياتهم مع الشعوب الأخرى بعيداً عن حركة الرسالة، بل تعاطوا بروح عدوانية مع كل رسالة جديدة، ومع كل رسول جديد، وراحوا ينقضون المواثيق التي يعقدونها مع هذه الجماعة أو تلك، ويعملون على الدسّ والتحريف
.
ضمن هذه الأجواء تُثار بعض المسائل التي تتصل بتفضيل الله لبني إسرائيل، ويتمّ الاستشهاد بهذه الآية: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضّلتكم على العالمين} على أن المراد بالتفضيل هنا ليس تفضيل القيمة، بمعنى جعلتكم أفضل من الآخرين من ناحية القيمة، ولكن بمعنى أني أعطيتكم من النعم ومن المواقع ومن الفرص ما لم أعطه لأحدٍ غيركم {وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين}، وهذا ما تؤيده هذه الآية: {قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين* ولا يتمنونه أبداً ـ لأنهم يعلمون أنّ ما بعد الموت سيحاسبون على الجرائم التي اقترفوها في حياتهم ـ بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين}.
النـزعـة العـدوانيـة
لقد بدأ اليهود تاريخهم بنـزعة عدوانية، وتابعوا ذلك مع الأنبياء الذين جاؤوا بعد موسى(ع) وبلغ العداء ذروته في الموقف من نبوّة عيسى(ع) وعاد يتصاعد مجدداً في موقفهم من نبوة محمد(ص)، علماً أنهم كانوا من المبشرين بنبوّته. حيث إنهم حاربوه وواجهوه بكافة أنواع الدسائس، وأربكوا الواقع الاجتماعي والاقتصادي داخل المدينة.
يقول القرآن إن المشكلة مع اليهود هي في الشخصية اليهودية العنصرية العدوانية التي يتعاملون من خلالها مع الشعوب من موقع القلب المغلق، {وقالوا قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم}، ذلك أنهم يعيشون عقدة متأصلة ضد الشعوب، فيعملون في المناطق الخفية من الواقع الاقتصادي، والواقع السياسي، والواقع الثقافي والاجتماعي، ليمسكوا بمفاصل العالم ومواقع النفوذ فيه ليسيطروا على كل المقدّرات.
لقد أراد الله للمسلمين أن يتحسّسوا هذه العداوة، بمعنى أن يشعروا أنهم أعداء، وما يستلزم ذلك من التزام الحذر في طريقة التعامل والمقاطعة والاستعداد للمواجهة، ولكنّ الملاحظ أن المسلمين لم يتعاملوا مع اليهود في كل تاريخهم منذ عهد النبي(ص) وحتى الآن معاملة عدوانية، بالرغم من كل الكيد اليهودي للمسلمين من الداخل، ولتحقيق ذلك وظّفوا بعضاً ممن يملكون بعض المواقع الثقافية، ومع ذلك لم يسجل أية حالة اضطهاد لليهود في المناطق الإسلامية.
فالتنبيه القرآني {لتجدنّ أشد الناس عداوة} ليس المقصود منه أن تكونوا عدوانيين تجاههم، لكن كونوا حذرين ولا تنخدعوا بالكلام المعسول وبالأساليب المضللة.

نقـض العهـد
.


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس