[ALIGN=CENTER]عندما كنت في الرابعة من عمري
جاء اليهود في منتصف الليل لياخذوا ابي من البيت لكي يعتقلوه
صدقوني لا ادري ما هي تهمة ابي الى الان
ولكنني اعلم انه اعتقل وتعذب وحرمونا منه
عذبوه خمس وثلاثون يوما الا ان وجدناه محملا على نقالة من كثرة التعذيب
ليست له ملامح نعرفه منها كله دماء
لا يستطيع ان يتلفظ بنفس صغير ولا اريد ان اذكر نوع التعذيب لانني لن احتمل وانني احاول ان اتناسى الموضوع
لقد حرمونا منه اربع سنين
اربع سنين ذهبوا من طفولتي
وانا اتنقل من هذا السجن الى ذاك لكي المح فقط وجه ابي
لقد وضعوه اولا في سجن نابلس
فكنا نستطيع زيارته في اوقات بين الشهر والاخر
ولكن الفترة لا تزيد عن نصف ساعة
هل ساشبع من النظر الى ابي في نصف ساعة؟
كان اليهود في هذا السجن كرماء لانهم سمحوا لنا انا واخي الذي هو اكبر مني بعام فقط
بان ندخل الى داخل الزنزانة ونقبله وناخذ منه الحلوى الطيبة
انهالاشهىمنجميعالحلوى........والله
صدقوني اكتب كلماتي بدموعي والله العظيم
لقد كنت ابكي وانا صغيرة عندما ارى وجهه
المح عيناه
كنت اذهب بعيدا عنه لكي لا يرى دموعي
كنت صغيرة
ولكن الالم لا ينسى
دموعي كانت دموع امراة بلغت الثمانين من العمر
والله
كنت اكره زيارته لانني احبه
كنت احبه جدا ولا استطيع ان اراه خلف القضبان
كانت ضمته ضمة عاشق لعشيقته
كانت قبلته مليئة بالحب الذي لا يستطيع ان يعبر عنه بنصف ساعة
في الزيارة المقبلة
ذهبنا الى السجن ولكننا لم نجد ابي
لقد رحلوه الى سجن النقب
وما النقب الا صحراء تكوي الجلود وتهلك من يصل اليها
ولكن المشكلة الكبرى
كيف سنذهب الى ابي من نابلس الى النقب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
لقد اضطررنا انا وامي واخي الى ان نستيقظ في الثانية صباحا حتى نركب الباص الوحيد المؤدي الى النقب وسط البرد والشتاء في فصل الشتاء وبين الجو الحار والقاتل في الصيف
لا يوجد غير هذا الحل
حملنا الماء والطعام وركبنا في الباص وبعد ساعات طويلة وعند الظهر وصلنا
راينا الكلاب اليهود تبا ما هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟لعنة الله عليهم كلابهم الطف منهم
لقد كنا نرى ان النصف ساعة قليلة
ولكن انها جميلة بالنسبة الى الان
في النقب
ننتظر ساعات تحت الشمس
الى ان يصرحوا بدخولنا او عدم الدخول
وكنا وقتها نلعب بالحجارة الملساء الناعمة انا واخي وناخذ منها ايضا الى بيتنا للذكرى الى ان يحين موعد رؤية ابي
تبا لها من ذكرى
ولكن تفاجانا في اول زيارة لنا ان ابي خلف الاسلاك
لا استطيع ان احضنه
لا استطيع ان اقبله
لا استطيع ان اقول له حبيبي في اذنه
لقد اصبح يرسل لنا الحلوى من بين قضبان الحديد الكثيفة
اصبح يختار لنا القطع الصغيرة لكي تمر عبر القضبان
ولكنني لم استطع اخفاء دموعي لعنة الله عليها
بدات تنهمر امام ابي وامي واخي
حتى بكى الجميع
ولكنني هربت بعيدا
ركضت سريعا الى مكان بعيد
لكي امسح دموعي
فوجدت امهات يبكون واخوة يصرخون شوقا
وابا يريد ان يرى مولوده من بين القضبان
فضلت ان ارجع الى والدي لاراه حتى ولو بدموعي
فالمدة التي ساراه فيها بعد ذلك اصبحت باشهر وليست بشهر
اصبحت من خلف القضبان دون ان ارتمي في الحضن الدافئ
دون ان يقبلني ابي من شفاهي الباردة
انني اتمنى الان ان تجف دموعي لكي استطيع مواصلة الكتابة
صدقوني لو فقدت ذاكرتي يوما
لن انسى ذلك الرجل في المكان المظلم بين الدموع والصراخ
بين انين وعذاب
لن انسى صوت ذلك الحقير
عندما كان يقول
انتهت الزيارة فلينصرف الجميع
ثم ياتوا كلابا اخرين لكي ياخذوا ابي ورفاقه الى داخل السجن
وبقينا على هذا الحال اربعة سنين الا ان جاء يوم وسمعنا الباب يطرق
فذهبت امي لتفتحه فاذا بابي في وجهها
لقد جاء الرجال الى بيتنا لتهنئة ابي
ولكنني لم اخجل
بقيت في حضنه ولم اتركه بعدها
ولكنه ترك السجن ليرى بعدها السجن الاكبر الذي نحن فيه
ولكن سجننا جميعا معا عذابنا معا وفيه حبنا يخفف الام العذاب
شو رايكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حلوة؟
ولا حكي فاضي؟؟؟؟؟؟؟؟
يلا مين بدو يكمل يا جماعة؟
تعبتوني اليوم[/ALIGN]