الحوثيون ينقلون المعركة إلى تعز والقبائل تعلن مساندتها للشرعية
«الأنباء» - اياد أﺣﻤﺪ
فيما بدأت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حصارها وهجومها بالدبابات والأسلحة الثقيلة على اللواء 35 الموالي للشرعية بمحافظة تعز وسط اليمن، أعلنت في المقابل أكدت المقاومة الشعبية بالمدينة انها حشدت مقاتليها للتصدي لهؤلاء الانقلابيين.
وقال قائد اللجان الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي ان المقاومة الشعبية والقبائل على استعداد تام لصد ميليشيات الحوثي ومنعها من احتلال محافظة تعز.
وتواصلت المواجهات والقصف العنيف بين القوات المتمردة واللواء 35 بمنطقة المطار القديم غرب مدينة تعز منذ ظهر امس الاول ومازالت مستمرة في ظل استمرار الحشد الشعبي ومسلحي القبائل من كل مديريات تعز لحماية المدينة.
وأكدت المصادر ان اللواء 35، مسنودا بالمقاومة الشعبية، تمكنوا امس من دحر الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح وكبدوهم خسائر كبيرة في محيط اللواء واستعادوا مواقع جولة المرور والثلاثين والستين حول اللواء وانتقلت المعركة بالأسلحة الثقيلة إلى موقع للدفاع الجوي حول السجن المركزي، حيث هاجم الحوثيون الموقع والسجن المركزي، الا ان القوات الموالية للشرعية والمقاومة الشعبية تصدت لهم وتدور حاليا مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة.
وأكدت مصادر محلية لـ «الأنباء»: ان المقاومة ومسلحي القبائل اعترضت امس تعزيزات للحوثيين باتجاه مدينة تعز وأعطبت مدرعة وطاقما واندلعت مواجهات سقط فيها قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي بمنطقه السياني محافظة اب شرق محافظة تعز وتم تدمير ما تبقى منه في مفرق ماوية فجر امس الجمعة على مدخل تعز.
وأكدت المصادر ان عشر ناقلات جند وأسلحة ثقيلة تحركت فجر امس من العاصمة صنعاء ومحافظة ذمار تعزيزات جديدة للحوثيين بتعز، مشيرة إلى ان المقاومة في اب وتعز حشدت مسلحيها استعدادا لصدها من جديد.
تطهير عدن
وفي محافظة عدن استمرت المعارك في عدة مديريات فيما شهدت اخرى هدوءا نسبيا امس الاول وأكدت مصادر محلية ان المعارك انتقلت امس الى مديرية البريقة شرق عدن، فيما واصلت المقاومة تطهير عدد من الجبهات وخاصة المعلا وكريتر وخور مكسر التي حققت فيها تقدما كبيرا وشهدت منطقة عمران بالبريقة معارك طاحنة بين اللجان الشعبية والمتمردين الحوثيين.. وبدأت المعركة عند وصول أرتال عسكرية تابعة للحوثيين تحاول اقتحام عدن من منفذ عمران، فتحركت المقاومة والجيش الموالي للشرعية للتصدي لها ونصبت الكمائن واندلعت مواجهات عنيفة تمكنت فيها المقاومة من التصدي للمتمردين وإيقاف زحفهم، ودمرت دبابتين تابعتين للميليشيات واعتقلت عددا منهم أثناء الهجوم، واجبرت الماليشيات على التراجع إلى الوراء عدة كيلو مترات ومنعت المقاومة أيضا ميليشيات الحوثي من التحرك باتجاه مضيق باب المندب.
واندلعت مواجهات عنيفة بمديرية دار سعد بين المقاومة والميليشيات التي حاولت امس اقتحام المديرية مجددا من جولة الكراع وجولة السفينة المدخل الشمالي للعاصمة عدن بعد أسبوع من تطهير اللجان الشعبية للمديرية من الميليشيات بمساندة عاصفة الحزم.
وفي محافظة البيضاء جنوب العاصمة صنعاء اكد مصدر محلي بمديرية الزاهر لـ «الأنباء»: مقتل وجرح عدد من ميليشيات الحوثي وأسر عدد آخرين جراء هجوم للمقاومة الشعبية استهدف احد مواقع المتمردين اول من امس الخميس وأكدت المصادر ذاتها مصرع 8 حوثيين في هجوم آخر شنه رجال القبائل على موقع للحوثيين بمنطقة المناسح بقيفة رداع الخميس.
وفي السياق اكدت مصادر محلية ان الحوثيين اقتحموا مدرسة ثانوية الخنساء للبنات في جبل الفريد بمدينة البيضاء التي يحيط بها عشرات المنازل والمساكن وحولوها الى موقع وثكنة عسكرية لهم.
خلافات تعصف بقيادات الحوثي
وأكدت مصادر مطلعة وجود انقسامات بين قيادات جماعة الحوثي العسكرية، حيث احتدم الخلاف بين زكريا الشامي نائب رئيس هيئة الأركان من جهة، وجلال الرويشان وزير الداخلية المعينين من قبل الحوثيين ورئيس هيئة الأركان المقال خيران من جهة اخرى، بعد أن وجدا أنهما لا يمارسان أي مهام ولا يمتلكان أي صلاحيات واستحواذ الشامي على كافة المهام والصلاحيات، وتصاعدت الخلافات أيضا بين القيادات الميدانية للحرب في اكثر من جبهة وذلك نتيجة الإحباط وقصف عاصفة الحزم لمواقعهم وأسلحتهم وعدم تلقيهم إمدادات وتعزيزات جديدة وأكدت مصادر مطلعة ان عددا من هذه القيادات بدأ يفر من المناطق التي تدير فيها المعارك وخاصة في عدن وأبين والضالع جنوب اليمن.
وفي محافظة مارب شرق اليمن أكدت مصادر محلية وقبلية ان مواجهات شرسة اندلعت في اكثر من منطقة وان الحوثيين يفرون من وسط المعارك جراء صمود القبائل ومطاردتهم للميليشيات في المناطق التي تمكنوا من التسلل إليها.
4 آلاف جندي من اللواء 135 بحضرموت ينشقون عن صالح
أعلن العقيد يحيى أبو عوجة، قائد اللواء 135 في حضرموت، انشقاقه عن ميليشيات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وولاءه للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، كما أعلن انضمام 4000 جندي للشرعية.
وتوقع قائد اللواء 135 إعلان ألوية أخرى انشقاقها عن قوات صالح.
بدوره، أعلن اللواء 123 مشاة في محافظة المهرة تأييده لشرعية الرئيس هادي.
وفي بيان نشر موقع «حضارم.نت» نسخة منه، أكدت قيادة اللواء أنها ستتصدى بكل قوة وحزم لما سمته عصابات الانقلاب والتخريب الحوثية، فضلا عن تأييدها لعملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية لإعادة الشرعية.
كما أعلنت القاعدة الجوية في المهرة تأييدها أيضا لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأيد العقيد م. ثابت قاسم عبدالله قائد القاعدة الجوية «عاصفة الحزم»، التي قال إنها «جاءت لإنقاذ الشعب اليمني والشرعية الدستورية من العصابات والميليشيات الخارجة على القانون والشرعية الدستورية»، وذلك في رسالة له.
خطبة الجمعة في الحرم المكي: عاصفة الحزم ضرورة شرعية
قال إمام الحرم المكي، الشيخ د.عبدالرحمن السديس، إن عاصفة الحزم قرار تاريخي جاء في وقته، وهي درء للمفاسد وتحقيق للمصالح العليا، وتحقيق للأمن والاستقرار للجار الشقيق اليمن.
وأضاف خلال خطبة الجمعة امس، أن أمن بلاد الحرمين خط أحمر ولا يمكن تجاوزه، والمملكة بادرت مبادرة تاريخية سيكتب التاريخ لنصرة المظلوم في اليمن. واليمن بلد عزيز وغال على جميع المسلمين، وإن قرار مد يد العون لإخواننا في اليمن ليس مستغربا على المملكة.
وأوضح أن «عاصفة الحزم ضرورة شرعية تبنتها المملكة من موقف تاريخي فيه نصرة للمظلوم، وإن وحدة الصف والقوة والتحالف وجمع العقيدة والتوحيد وزرع الثقة بالنفس دلالات النصر».
خطة سلام إيرانية للأمم المتحدة بشأن اليمن
عواصم ـ وكالات: قدم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف امس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يحدد فيها خطة سلام من أربع نقاط بشأن اليمن.
وقال ظريف في رسالته إلى كي مون إن الخطة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية واستئناف حوار وطني واسع وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وجاء في الرسالة التي حصلت «رويترز» على نسخة منها: «يتعين على المجتمع الدولي أن يشارك بشكل أكثر فعالية في إعلان وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية لشعب اليمن واستعادة السلام والاستقرار إلى هذا البلد من خلال الحوار والمصالحة الوطنية دون أي شروط مسبقة».
من جهة اخرى قال مسؤول أوروبي امس ان الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على اتصال بجميع الاطراف الفاعلة حول الازمة اليمنية لاسيما دول الخليج العربية.
واوضح المسؤول الأوروبي الذي فضل عدم نشر اسمه للصحافيين ان «الممثلة العليا على اتصال باليمنيين ودول مجلس التعاون الخليجي حول الوضع في اليمن» مشيرا الى اهتمام الكتلة الأوروبية بتلك القضية ووقوفها وراء أي مبادرة تصدر عن الامم المتحدة في هذا الشأن.
واضاف ان مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي حول اليمن «قد تحولت إلى قرار من مجلس الأمن اعتمد قبل يومين بدعم من 14 عضوا».
كما اكد ان الحكومة اليمنية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه خالد بحاح هي «الحكومة الشرعية» للدولة، معربا عن دعم الاتحاد الاوروبي لهادي وبحاح والبقاء على اتصال دائم معهما.