أستاذي الفاضل حباىالزهرة حفظك الله

بالنسبة لما فعلناه فهو ان نضالنا سلمي بالدرجة الأولى

لأنه يتناسب مع ظروفنا وواقعنا ..فالحرب دمرت جيشنا ومقدراتنا

وتم اجتياح واحتلال الجنوب وتوزيع ثرواته بين امراء الحرب في السلطة والمعارضة

ولم تكن انطلاقة الثورة تلك الا بعد ارهاصات سبقتها ومحاولات

وكان اولها حركتين ذاتا طابعين مختلفين تماما برزتا في بريطانيا ..

الأولى


حركة موج التي انشئت

بقيادة عبدالرحمن الجفري القيادي البارز في ((حزب الرابطة))- الجنوبي الذي تم تحويل اسمه في اول ايام الوحدة الى ((رابطة ابناء اليمن))!!بعد قدوم عبد الرحمن الجفري الى صنعاء من المملكة العربية السعودية التي قضى فيها فترة طويلة من حياته كمنفى قسري ..
والذي اصبح بعدها فجأة نائبا لرئيس الجمهورية الجنوبية المستعادة ((علي سالم البِيض ))!!
الذي اعلن العودة الى الحدود السابقة بين الجنوب والشمال سنة 1994 والذي كان وجوده مع الرئيس ((البيض)) باقتراح من بعض اجهزة الدول الاقليمية التي كانت تدعم الطرف الجنوبي آنذاك!!
((رغم العداء الشديد السابق بين كل من حزب الرابطة ((رأي)) والحزب الاشتراكي اليمني))!!

وبعد خروج القيادات الجنوبية من الجنوب الى الخارج تم اعلان حركة موج التي كانت تضم اشخاصا من الجمهورية العربية اليمنية والذين كانوايعملون كمخبرين لدى اجهزة استخباراتها وكانوا ينتمون الى الحزب الاشتراكي اليمني وكانت الحركة تسير وفق اجندة اقليمية محددة ((من قبل البعض الذين ينتمون اليها)) ..
وبعد انتهاء الغرض منها تم تجميد اعمالها واقفال مكاتبها لتتحول بشكل دراماتيكي عن مطالب الدولة المستقلة الى مطالب العودة الى تطبيق وثيقة العهد والأتفاق واصلاح مسار الوحدة!!
((وهي المعاهدة التي وقعت من قبل الرئيس الجنوبي علي سالم البيض ورئيس الاحتلال اليمني علي عبد الله صالح في العاصمة عمّان بالأردن)) والتي انقلب عليها رئيس الأحتلال بعد شهر واحد فقط من التوقيع عليها ليعلن من ساحة السبعين في صنعاء في 27 ابريل 1994م الحرب على الجنوب وغزوه واحتلاله!!
فحشد للحرب المفتيين لاهدار دماء شعب الجنوب العربي في كارثة تاريخية اسلامية لم يشهد لها التاريخ مثيلا من ناحية استخدام الدين من قبل دول خدمة للسياسة والأغراض الدنيوية الدنيئة ضد دولة مسلمة شقيقة!!

وماهي الا فترة وجيزة من اغلاق مكاتب حركة موج حتى تم تشكيل ((حركة تقرير المصير لدولة الجنوب العربي "حتم"))والتي كانت تختلف كلية عن حركة موج فقد كانت اهداف حركة((حتم )) وبرنامجها الداخلي ومبادئها جنوبية خالصة حيث اعلنت الكفاح المسلح لتحقيق الأستقلال واستعادة دولة الجنوب العربي على كامل ترابه ..فانتشرت ((في بعض المناطق داخل الجنوب)) وقامت بتنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد الاحتلال اليمني وسقط الكثير من الشهداء وزج بمجاميع كبيرة من المنضوين تحت لواء حركة ((حتم)) في سجون الأحتلال اليمني..ولكن بسبب ضغوط اقليمية ودولية كبيرة تم تجميد نشاط هذه الحركة التي استمرت حتى السابع من يوليو سنة 2004م!!



ليبزغ((في ظلمة السماء الحالكة والملبدة بالغيوم)) وفي نفس اليوم الذي جمدت فيه حركة حتم نجم عملاق تلألأ ساطعا وهو ((التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج")) الذي اعلن عنه في7-7-2004 والذي انبثق من رحم المعاناة ألجنوبيه..فكان واضح الأهداف والمبادئ وله أجنده جنوبيه خالصة وهو يحمل مشروع الاستقلال لدولة الجنوب عبر ((النضال السلمي الحضاري)) والذي أعاد إلى قلوبنا بارقة الأمل من جديد بعد أن انعدم في ظل الصمت الرهيب المحلي والعالمي.



حيث قام التجمع بتكوين فروع له في كثير من الدول العربية والغربية وأعاد القضية ألجنوبيه إلى الواجهة واوصلها إلى كل من المجتمع الأقليمي والاسره الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والبرلمانات الاوروبية وعلى مستوى الداخل ظل تجمع تاج يعمل بصمت في بناء قواعده الشعبية في كل محافظات ومديريات ومراكز وأحياء وقرى الجنوب إلى أن بدأ الحراك الجنوبي السلمي بفصائله المتعددة وكان أعضاء تاج الأكثر حراكاً وفعالية في أوساط الحراك السلمي كفصيل أساسي وفعال من فصائل الحراك دون أن يعلنوا عن أنفسهم حرصاً من القيادة التنفيذية على سلامة أعضاء التجمع حتى عام 2008 حينها تم الإعلان عن تواجد التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" في كل مناطق الجنوب استجابة لضغوط أعضاء وقيادات الداخل على القيادة التنفيذية من اجل الإعلان عن تواجد التجمع في الداخل علنا.


كما أن التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج كان السباق في الدعوة الى المشروع النبيل والسامي التصالح والتسامح ((الجنوبي- الجنوبي)) وتوحيد الصف الجنوبي وترسيخ الوحدة الوطنية الجنوبية مما اكسبه حب وثقة الجماهير الجنوبية وتزايد شعبيته كل يوم في كل مناطق الجنوب من ناحية الانخراط الجماعي في التجمع وازدياد المؤيدين والمناصرين له.

إدراك نظام الاحتلال خطورة (تاج)

أن تألق تاج على الساحة الجنوبيه وازدياد أعضائه ومؤيديه ومناصريه بالشكل الملحوظ للعيان جعل نظام الاحتلال يدرك خطورة تجمع تاج عليه من كل النواحي..
أولاً- نضال التجمع الدؤوب دون كلل اوملل من اجل الاستقلال وفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية
ثانيا- انتشاره السريع في كل محافظات ومديريات ومراكز وأحياء وقرى الجنوب ((كانتشار النار في الهشيم ))وازدياد شعبيته التي لم يتوقعها نظام الاحتلال مقارنة مع من سبقه من المعارضتين السابقتين.
ثالثا-خطورة تاج في الدعوة والتنسيق والعمل مع باقي فصائل الحراك لإنجاح مشروع التصالح والتسامح وإعادة رص الصف الجنوبي وترسيخ الوحدة الوطنيه الجنوبية وإنهاء حالة الفرقه والتشرذم التي كانت بين أبناء الجنوب والتي خطط لها ونفذها نظام صنعاء عبر من توغلوا في مفاصل السلطة في الجنوب لأكثر من أربعه عقود من الزمان كانت السبب في الفرقة والتشرذم بين الجنوبيون لتهيّء متكأ لنظام الاحتلال يتكيء عليه.


الحملة الإعلامية الشرسة من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية وأذنابه لضرب مشروع (تاج)

أن ازدياد زخم التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) وازدياد خطورته على نظام الاحتلال للجنوب العربي جعل نظام دولة الاحتلال ((دولة القبيلة- أي دولة العصابه اليمنية -او دولة العسكر الغزاة ))يشنون حملة إعلاميه شرسة تمارس أقذر وأحقر الأساليب المجرده من ادنى القيم الاخلاقيه والانسانيه الموجهة للشعب الجنوبي والثورة الجنوبيه ومسيرة الاستقلال.. وصبت جام غضبها في هذه الحملة ضد التجمع الديمقراطي الجنوبي العملاق (تاج) حتى ان نظام الاحتلال سخر لهذه الحملة الملايين من الدولارات ومليارات من الريالات لوأد القضية ألجنوبيه من خلال شراء بعض ذوي الذمم الرخيصة والأنفس الضعيفة الذين لم يستطيعون مقاومة أنفسهم أمام حفنه من المال لضرب مشروع تاج وكل الجنوبيون الأحرار ..المشروع السامي والنبيل الذي هو ((الاستقلال وفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية)) مستخدمين المتزحلقين على جماجم ودماء الجنوبيون.
حيث أن سلطات الاحتلال ركزت على ضرب التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج في الخارج ظنا منها انها إذا تمكنت من ضرب التجمع في الخارج فأن معنى ذلك انها تستطيع وأد القضية الجنوبية!
متناسيين حجم وثقل التجمع في الداخل وان خساساتهم وأساليبهم المكشوفة لن تزيد تاج إلاّ قوة وعزيمه على مواصلة النضال وتزيد التجمع شعبية ومناصره.
وان المتزحلقون أصحاب المشاريع القزمه التي لا ترتقي إلى سقف القضية الجنوبية مثل مشروع إصلاح مسار الوحدة أو محاربة الفساد أو مشروع الفدرالية أو العوده إلى وثيقة العهد والوفاق المبرمه في الأردن والتي انتهت بانتهاء الوحدة((عند اعلان الحرب على الجنوب)) والتي رفضها شعب الجنوب وسيرفض أي مشروع من هذا القبيل ..كل ذلك ما هو إلا مضيعة للوقت ولن يجدي نفعا لان مسيرة الاستقلال ليست مسيرة تاج وحده بل هو هدف كل الجنوبيون ولن يثنيهم عن مواصلة نضالهم أي قوة في الأرض