عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-11, 06:20 PM   #1
 
الصورة الرمزية رماح

رماح
العضوية الفضية

رقم العضوية : 7426
تاريخ التسجيل : May 2007
عدد المشاركات : 802
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ رماح
مشاركة سيف الدولة الحمداني في مواجهة صليبية القرن العاشر


http://www.youtube.com/watch?v=RDGa6...eature=related



[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]

سيف الدولة الحمداني في مواجهة صليبية القرن العاشر

سيف الدولة الحمداني في مواجهة
صليبية القرن العاشر

الحالة السياسية في الشرق الاسلامي :
الحديث عن فعالية دولة الحمدانيين في حلب وفرض العودة إلى التاريخ بهدف فهم الحالة السياسية التي كانت تعيشها الدولة العباسية في مطلع القرن الرابع الهجري والتي كان من إفرازاتها نشأة الدويلات المستقلة حيث كانت الدولة الحمدانية في طليعتها .
فبسقوط الدولة الاموية سنة 132هـ , وانتقال الحكم إلى العباسيين .. تسلم المسؤولية عدد من الخلفاء اتسمت سياستهم بالقوة والعنف فأمسكوا بمقاليد السلطة معتمدين بذلك على :
- تأييد العامة من المسلمين الذين كانوا يتوقعون حكما جديدا اكثر وعيا وعدلا وحكمة .
- تجانس الجيش وتماسكه والذي كان يضمر الولاء للقادة الجدد .
- قيادات كانت تمتاز بالحنكة والمرونة والدهاء .
وبفعل هذه المعطيات استطاع الخلفاء (السفاح , والمنصور .. والرشيد.. والمامون ..) أن يجهضوا كل الانتفاضات التي انطلقت من الحجاز والشام وغيرها بأساليب قاسية بل وحشية بحيث جعلت كل ثائر يتريث قبل الاقدام على اية خطوة سلبية .. وعلى هذا الأساس :
- كانت بغداد العاصمة تمثل المركز الذي ترتبط به كل حواضر العالم الاسلامي باستثناء الأندلس التي بقيت أموية الحكم والانتماء.
- وكانت الدولة المركزية في بغداد تتولى مسؤولية حماية الثغور الاسلامية من اعتداءات الروم البيزنطيين .
ومات المأمون وخلفه المعتصم الذي استعان بعناصر من الاتراك والديلم , وجعل منهم قادة جيشه ومنحهم امتيازات وصلاحيات اتسعت فيما بعد لتحولهم الى مراكز قوى جديدة سيطرت على سلطات الخلافة وجعلت من الخلفاء ألعوبة فإذا ما تم الرضا عنهم عززوا من مكانتهم أما إذا وقفوا في وجه أطماعهم فالويل كل الويل لهم إذ ينتهي الأمر بهم إلى سمل للعيون وتقطيع للاعضاء ليكونوا بالتالي عبرة لمن يأتي بعدهم .. ومما زاد الحالة سوءا أن الخلفاء أنفسهم تركوا مسؤوليات الحكم إلى حياة اللهو والمجون التي سجلتها كتب التاريخ بإسهاب .

نتائج الحالة السياسية :
ضعف سلطة الخلافة وطغيان القادة الاتراك وتنافس هؤلاء القادة على مراكز الوزارة وما يستتبع ذلك من نزاعات وحروب ..كل ذلك أدى إلى إهمال ما يجري خارج إطار العاصمة العباسية , مما ولد نتائج سلبية قضت على تماسك الدولة وتوازنها . من هذه النتائج :
أولا : ان بعض الولاة في الأمصار رأوا اأن المصلحة تقضي بتدبير شؤونهم بأنفسهم , فأعلنوا استقلالهم بولاياتهم وانطلقوا يوسعون دائرة نفوذهم على حساب السلطة المركزية في بغداد ... وبذلك كانت ولادة الدولة الطولونية ثم الاخشيدية ثم الفاطمية ..
ثانيا : ان الروم البيزنطيين تحولوا من سياسة الدفاع إلى الهجوم , فاندفعوا يغيرون على الثغور الاسلامية فيسلبون وينهبون ويقتلون ويسبون ويهدمون ويحرقون المزروعات ... ففي سنة 313 كتب ملك الروم الى أهل القرى والمدن الحدودية يأمرهم بحمل الخراج إليه فرفضوا فسار اليهم وأخرب البلاد, ودخل "ملطية" فأخربها وسبى منها ونهب .. ولما رأى أهل ملطية ما حل بقراهم قصدوا بغداد مستغيثين فلم يغاثوا وعادوا بغير فائدة .

نشأة الدولة الحمدانية :
في هذا الجو السياسي المكفهر ولدت الدولة الحمدانية على يد " أبي الهيجاء الحمداني " الذي عينه الخليفة المكتفي واليا على الموصل وذلك سنة 293هـ .
ولكن أبا الهيجاء لم يول حكم الموصل عنايته الكلية بل اهتم بمشاكل وهموم الخلافة العباسية فشارك بحروب ضد الخوارج والقرامطة وبعض الطامحين الى مواقع السلطة في الحكم العباسي .. لذلك اضطر أن يقضي معظم وقته في بغداد ويترك ابنه الحسن نائبا عنه في إمارة الموصل الذي اعتبر الباني الفعلي للدولة الحمدانية حيث اتخذ لنفسه لقب " ناصر الدولة"
أثناء إقامة ناصر الدولة وأخيه علي ( سيف الدولة ) في الموصل كان الخلاف على اشده بين الخلفاء والقادة الاتراك وبين الاتراك انفسهم ايضا وكان هؤلاء يستنجدون بناصر الدولة وأخيه بين الحين والآخر مما جعلهما ينغمسان في دوامة الصراع الذي يستهلك القوى دون جدوى .
ولعل هذا الواقع أثار في نفس سيف الدولة حالة من الاشمئزاز والملل فآثر الانسحاب من ساحة الصراع في بغداد وأقام في مدينة "نصيبين" يرعى شؤون الناس ويعيش همومهم وفي الوقت ذاته يراقب الاوضاع السياسية عن كثب ويتحين الفرص لتحقيق طموحاته .

سيف الدولة في حلب :
في هذه الأثناء كانت مدينة حلب ( شمالي سورية وعلى الحدود المتاخمة للدولة البيزنطية ) تعيش حالة من الاضطراب والفوضى لعدة اسباب:
- تعاقب على حكم حلب في تلك الفترة القصيرة عدد من الحكام ( اتراك وأخشيديون ..) كان همهم الوحيد استنزاف خيرات البلاد وجمع الثروات.
- كانت المنطقة هناك تتعرض بين حين وآخر لغارات مدمرة من الروم البيزنطيين مما اثار شعورا قويا عند الناس بالحاجة الى قائد وحاكم قوي يسيطر على الوضع بحكمة ووعي .
- كان زعماء حلب متعددي الولاءات فأحدث ذلك في نفوسهم حسدا وحقدا على بعضهم البعض وتجسد ذلك في نزاعات وخلافات كادت ان تتحول الى معارك دموية .
هذا الواقع السيء دفع ببعض العقلاء من الزعماء الى البحث عن رجل قدير وحكيم وشجاع يحكم الساحة ويدرأ عنها الاخطار ولعل شهرة سيف الدولة دفعت هؤلاء للاتصال به ودعوته لتسلم حكم حلب.
واستجاب سيف الدولة لهذه الدعوة ودخل حلب دون مقاومة سنة 333هـ .
وهناك عاش الاهداف الحقيقية للدولة البيزنطية التي عرفت في تلك الفترة حالة من القوة والاستقرار ترافقت مع ظهور روح صليبية توسعية دعاها المؤرخون باسم " صليبية القرن العاشر الميلادي " فأخذوا يتحفزون لغزو واسع للبلاد الاسلامية وإعادة أمجاد هرقل والرومان الى الشرق.
انطلاقا من وعي وفهم ما يجري في الساحة وما يخطط لها وضع سيف الدولة خططه التي ركزت على ميدانين: [/grade]


رماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس