عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-09, 02:10 PM   #15
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


مجموع أحكامهم تصل إلى 700 عام :

أم بكر تعيش بين الأمل و الرجاء برؤية أبنائها المعتقلين الأربعة





نابلس – خاص :

منذ 12 عاماً لم يجتمع شمل الأخوة "بكر و عمر و معاذ و عثمان و عبادة" أبناء الشيخ سعيد بلال معاً في بيتهم ، ذلك البيت الذي كان يضجّ بضحكاتهم ، فكنت تسمع نداءً من هنا و آخر من تلك الزاوية ، و همسة من هذه الغرفة ، فهم شبابٌ تتكحل العين رؤيتهم ، فلم تتوقّع أمّ بكر أنّ هذا البيت سيفتقد يوماً إلى تلك الشقاوات أو تلك الضحكات .. فمن المستحيل أنْ يرحلوا مرة واحدة ، لكن الاحتلال لا يجعل على الأرض شيئاً مستحيلاً .



بداية الحكاية :


بدأت حكاية أم بكر من نابلس مع الاعتقالات يوم أنْ وقع ابنها "معاذ" أسيراً في سجون الاحتلال ، حيث يقضي الآن حكماً بالسجن المؤبّد 26 مرة بالإضافة إلى 25 عاماً و 24 شهراً ، و هو حالياً معتقلٌ في سجن "هدريم" .



في حين يمكث الابن الثاني "عثمان" في سجن جلبوع بعد أنْ حُكِم عليه بالسجن المؤبّد خمس مرات ، أي أنّ معاذ و عثمان لا يمكن أن يلتقيا بالوالد الشيخ أو الأم إلا بقدرة ربانيّة .



و لم تكتمل حكاية أسرة أم بكر بعد ... فعبادة الابن الأصغر له حكاية أخرى ، إذ لم يشفع له ضُعف بصره ليعتقله الجنود الصهاينة قبل نحو عامين و نصف العام و يصدر عليه حكماً بالسجن أحد عشر سنة .



و قبل نحو عامٍ و نصف ، اعتقل الجيش بِكْرها بكر و حكم عليه بالسجن أربع سنوات ، و في ذات اليوم اعتقل شقيقه عمر ، الذي أفرج عنه قبل شهرين تقريباً ، و بالتالي فقد ذاق خمستهم مرارة السجن و الاعتقال .



بين الأمل و الرجاء :

تقول الأم المكلومة بأبنائها : "الإيمان بالله ، و بقضائه و قدره ، الوصفة السحرية لتجاوز أيّ محنة ، نحن لا نملك شيئاً بيدنا ، فكلّه مقدّر و مكتوب علينا ، هم اختاروا طريقهم و ساروا فيه" ... لكن دعوات أمّ بكر لأبنائها متصلة لا تنقطع و رجاؤها بربّ العالمين كما تقول كبير : "إنْ لم يقدّر الله لي رؤيتهم في الدنيا فأنا أدْعُ الله ليل نهار أن يجمع بيننا في الآخرة .. و مهما حاول الاحتلال أن يكون سبباً في فصل جسدي عن أجسادهم فأرواحنا متصلة" .



لكنّها استدركت قائلة : "نحن بشرٌ و قدرتنا على الاحتمال و الصبر لها حدود ، و قد جاء العيد و هم بعيدون عني ، و أنا كأيّ أمّ أخرى تفتقد أبناءها ، حزينة لأنّهم ليسوا بيننا ، أقول لهم : "إنّ القلب ليجزع و إنّ العين لتدمع و إنّا على فراقكم لمحزونون .. و أملي بالله كبير أنْ يأتي العيد القادم و هم معنا حتى تكتمل الفرحة" .



و تتابع : "أنا أعيش بين الأمل و الرجاء ، فوالدهم رجلٌ كبير لا يقدِر على شظف العيش و أنا سنّي تقدّمت ، لذلك فأملي بالله أن أراهم و أسعد بضمّهم إليّ" .



محرومة من زيارتهم :

تتحدّث أم بكر و لا تفقد الأمل بل تجعلك تستمدّ قوة من كلماتها و بسماتها ، على الرغم من منعها من زيارتهم داخل السجون بعد عزلهم في زنازين منفردة . تقول عن هذا : "لم تكتفِ سلطات الاحتلال باعتقالهم ، بل تمنعني و زوجي من زيارتهم جميعاً ، فلم أرَ عثمان منذ محكمته قبل ثماني سنوات ، و معاذ لم أرَهُ أيضاً منذ أربع سنوات ، و عبادة الصغير رأيته من بعيد يوم المحكمة و كانت حالته يرثى لها و ملابسه سيئة للغاية ، و كذلك بكر أُحرَم من زيارته بحجّة المنع الأمنيّ" .



و لأنّه آخر العنقود و صغيرها كما تحبّ أنْ تصفه ، أفردت أم بكر مساحة للحديث عن عبادة ، الذي اعتقل لأول مرّة و هو في الصف التاسع الأساسي عام 1993 ، في سجون السلطة الفلسطينية لمدة أربع سنوات متواصلة ، و بعدها أفرج عنه ليلتحق طالباً في جامعة النجاح الوطنية .



تقول أم بكر : "لقد قمت بتزويجه مبكّراً بعد أنْ ضغط عليّ عثمان و معاذ و هما في السجن حتى ينجب لنا أحفاداً يملأون علينا البيت ، و يجد في الزوجة السلوى و تزيل عنه هموم الوحدة لغياب إخوانه خلف القضبان ، إلا أنّه لم يهنأ بالزواج ، فقد تمّ اعتقاله بعد زواجه بشهرٍ واحد" .



الرسائل وسيلة وحيدة للتواصل :


أم بكر التي قال لها قاضي المحكمة الصهيونيّ الذي نطق بالحكم الجائر على عبادة : "لا يحقّ لأمّ مثلك أنْ يكون لديها أبناء يكفنونها عند الموت لأنّك أنجبت خمسة (إرهابيين) ، و دولة (إسرائيل) ستحرص على حرمانك من رؤيتهم لآخر لحظة في حياتك" ، لم يسمح لها بزيارة أبنائها ، حتى الاتصالات شبه معدومة بسبب الحجز الانفرادي لمعظمهم إنْ لم يكن لجميعهم .



لذلك فالرسائل التي تصلها منهم كلّ 5 أو 6 أشهر ، أو التطمينات التي تتلقّاها من عائلاتٍ زارت أبناءها المعتقلين في ذات السجون التي يقبع بها أبناء أمّ بكر ، هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة أخبارهم.



تقول : "إدارة السجن تراقب كلّ شيء ، حتى الرسائل المكتوبة و قد تحرِمني من وصولها لي من أبنائي لأيامٍ طويلة ، كما أنّهم يؤخّرون وصول رسائلي لأبنائي كذلك" .



مرة أخرى أبلغ القاضي أم بكر : "يجب أنْ أحرق دمك على أبنائك فهم (مخرّبون)" .. قابلته بابتسامة و قالت : "هم فداء للوطن" .



أحفادي يخفّفون عني :

و لعلّ أحفاد أمّ بكر هم الوحيدون القادرون على رسم ابتسامةٍ و لو سريعة على محيّاها ، تقول عن ذلك : "رزقنا الله بأربعة أحفاد ، ثلاثة أطفال لأبني بكر ، و طفلة لابني عمر، ملأوا عليّ كلّ حياتي ، و أُسعَد جدّاً عندما أراهم ، لكنّني أحزن في ذات الوقت و أذرف الدمع دون أنْ يروها لأنهم محرومون من رؤية آبائهم و أعمامهم ، و العيش في بيتٍ هادئ و مستقرّ كبقية الأطفال" .



و لا تنظر أمّ بكر باستهجانٍ للسياسة القمعية الصهيونيّة بحقّ عائلتها ، بل تعتقد أنّ اعتقال الاحتلال لأبنائها الأربعة بعد أنْ أُفرِج عن الخامس هي سياسة تفرضها طبيعة المحتلّ الغريب الذي يشعر بالخوف في كلّ لحظة يتباهى فيها بالانتصار.



و تختم أمّ بكر كلامها قائلة : "ما يصلني عنهم أنّ معنوياتهم عالية ، و أملي أنْ يعودوا سالمين ، فأنا و هم مؤمنون بالله و كذلك مؤمنون بعدالة قضيّتنا ، و أنا على يقينٍ أنّني سأحتضنهم يومًا ما كيقيني أنّ الاحتلال في فلسطين إلى زوال"
..


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس