عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-09, 01:56 PM   #7
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


كلمات على وريقات
يقول الشيخ عن حجم الضرر الذي تلحقه سلطات السجون بالأسير الفلسطيني: "إن تختصر آلامك ومعاناتك وهمومك بكلمات على وريقات شيء مؤلم وموجع.. ففي أول مرة اعتقلت فيها عام 1974 أمضيت شهراً تحت التعذيب الهمجي، وفي عام 1989 أمضيت أكثر من شهر في سجن "الجلمة" الصهيوني وأنا تحت التعذيب الوحشي، حيث استخدموا معي الضرب على حائط مدبب، المحققون يتعاونون على ضربي في هذا الحائط بحيث يهترئ قميصي ولحمي ولم أكن أشعر سوى بالدماء التي كانت تسيل ساخنة على جروحي.. أيضاً هناك ثلاثة أشهر في زنازين الخليل لحقت بها أسبوعان من التحقيق في سجن "بيتاح تكفا" كان التعذيب فيها قاسياً ووحشياً، وهنا أربعة أشهر وعشرين يوماً مضت وأنا في الشبح.. تخيلوا معي.. كيف ستبدو هذه المعاناة أيام الزنازين ولكن يعلم الله ويشهد أني رغم كل ذلك كنت أستشعر بحلم الله على هؤلاء الطغاة المجرمين".



نفوس قوية وصابرة


كان الاعتقال الأخيرة أشد إيلاماً على الشيخ أبو طير، ففيه شهد الإضرابات المتتالية بجسد يمشي الى الشيخوخة، وتحاول سنوات العمر أن تقضمه عاماً بعد آخر، وخلاله أيضا تلقى الأخبار الحزينة عن عائلته الواحد تلو الآخر من صغيرته أروى التي ما استطاعت من بين إخوتها السبعة أن تتأخر ولو لمرة واحدة عن زيارته رغم مطالباته العديدة للعائلة بأن لا يتكبدوا عناء الزيارة كل أسبوعين: "أستطيع أن أؤكد من خلال تجربتي الكبيرة مع الألم والتعذيب، أن الإنسان قوي، جسدياً ونفسياً.. على سبيل المثال، عندما خضنا الإضراب الأخير في آب (أغسطس) الماضي كنا نعتقد أننا لا يمكن أن نستمر سوى أيام قليلة اذا ما اكتفينا بشرب الحليب والماء.. لكن ومن اليوم الأول للإضراب منع عنا الحليب، فاكتفينا بروح متحدية بالماء والملح، وبعد قليل سحبت جميع أكياس الملح التي حاولنا إخفاءها، وحدث أن عشنا لمدة 18 يوماً على الماء فقط.. كنا ضعاف من الخارج لا نستطيع التحرك.. لكننا من الداخل نفوس قوية وصابرة، وعلى العكس كنا جميعاً بعد الإضراب نشعر بأننا تخلصنا من الكثير من الأمراض والمتاعب الجسدية والنفسية بسبب نظافة أجسادنا من الدهون والزوائد"، يقول أبو طير.



اللجوء إلى الله والاستغفار والدعاء

ولكن هذه الروح المتحدية، تواري في طياتها نفسية حساسة، لطالما أخفت الألم عن الآخرين، ولطالما انتكست بأخبار قاسية لمن هم أحرار يعيشون الحدث وتمنح لهم فرصة البكاء والاعتراض.. يضيف الشيخ: "في إحدى المرات جاءتني أروى الى الزيارة وحيدة، وكان هذا قبل عامين تقريباً، قالت لي هل علمت بأمر زوج فلسطين (ابنته الكبرى)، قلت لها على الفور.. مات؟!، أومأت بنعم.. ويا الهي كم كانت صعبة علي تلك الأيام، وأنا أتخيل فلسطين ابنتي الكبرى التي تزوجت في غيابي، ولم يتح لي أن أعيش الفرحة إلى جانبها، وها هي تعيش الحزن في غيابي ولم يتح لي أن أكون بجانبها، بل على العكس يصلني الخبر بعد أيام، وخلال زيارة من المفترض أن تكون طاقة الفرج بالنسبة لأسير يعيش في العزل مثلي"، ومرة ثانية كان أبو طير على موعد مع الموت حتى أن كلماته هذه المرة خرجت بسخرية: "نص أهل أم طوبى صاروا في المقبرة في غيابي"، لكن الأكثر ألما كان حين وصلني خبر عن أقرب أخواتي إلى قلبي، والتي سقطت من شرفة منزلها وتوفيت على الفور.. وكذلك حين علمت بتعرض الوالد لجلطة قلبية صعبة" كل تلك الأخبار ولم ينحن أبو طير يوماً، وكان مغيثه الدائم، كما يقول: "اللجوء إلى الله والاستغفار والدعاء".



مع الشيخ "الياسين"

ومن بين عشرات الذكريات والقصص التي مرت بخاطره عن سنوات السجن الطويلة، اختار الشيخ أبو طير أن يستعيد ذكريات لقائه بالشيخ أحمد ياسين، والذي التقاه عام 1984 في سجن نفحة: "كنت في سجن عسقلان وكانت مهمتي إلقاء خطبة الجمعة كل أسبوع، وبعد إحدى الخطب ثار غضب إدارة السجن الصهيونية، وقامت بنقلي بشكل تعسفي إلى سجن "نفحة"، وعندما وصلت إلى هناك كنت الوحيد صاحب التوجه الإسلامي، وفي نهاية العام 1984 أحضروا الشيخ أحمد ياسين إلى نفحة، حيث كان قد حكم 13 عاما".



عاش الشيخ أبو طير مع الشيخ ياسين أجمل لقاءات العمر، أيام قليلة قبل أن يتم نقل الشيخ ياسين إلى عسقلان، لكن تلك الأيام ظلت في خاطره، وسجلها كأجمل أيامه داخل السجن: "بالرغم من أنها أيام صعبة جداً على الشيخ ياسين، حيث كنا في فصل الشتاء، ولم يكن يستشعر الدفء نهائياً، ويظل يرتجف طوال الوقت، إلا أني قد استمديت منه حرارة إيمان كانت تكفي أمة بأسرها"، وقبيل بدء عملية تبادل الأسرى عام 1985، أعيد الشيخ محمد أبو طير إلى سجن عسقلان، وعندما وصله خبر موافقة حكومة الاحتلال على عملية التبادل، قام الشيخ بإعداد قائمة من 130 اسما تضم الأسرى الذين يتبعون الاتجاه الإسلامي وأرسلها إلى الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة عن طريق والدته.



وأثناء انتقاله إلى عسقلان مرة أخرى أتيحت للشيخ أبو طير فرصة اللقاء بالشيخ أحمد ياسين مرة أخرى، يقول: "كان لقاء حاراً، ما زلت أذكره إلى اليوم وأبتسم، وخلال تلك الأيام تعمقت صداقتي وأخوّتي بالشيخ، واستطعت من خلال احتكاكي به أن أعمّق انتمائي لفكر الإخوان المسلمين، وأن أتمسك بتبني العمل الإسلامي من خلال هذا الفكر".



فيما بعد كانت أجمل الزيارات إلى بيت الشيخ أبو طير الذي كان أحد الذين شملتهم صفقة التبادل، تلك التي كان يقوم بها الشيخ أحمد ياسين إلى بيته في أم طوبى.. وعندما استشهد الشيخ "الياسين" يقول أبو طير:" الجميع كان يفكر في خطوات ضد إدارة السجن في "مجدو" حيث كنت معتقلاً، لكننا جميعاً كنا في حالة حزن ووجوم.. وقلنا مهما فعلنا فلن يكون بمستوى حدث استشهاد الشيخ".



حين يطلبني الواجب فإني سأهب واقفاً


وخلال سنوات أبو طير الطويلة في السجن اختبر نفسيات السجانين وضباط المخابرات الصهاينة، واكتشف كما اكتشف الكثيرون أن اليهود مجرد بشر يزهون بثوب القوة، حتى إذا ما جردتهم منه أضحوا لا شيء سوى مخلوقات فارغة المضمون والقيم والأخلاق: "ماداموا اليهود يشعرون بالقوة ما دامت نفسيتهم معربدة بصلف وغرور.. أما هم كبشر مجردين فلا يملكون أية قوة أخلاقية ولا قيمية.. في مرات كثرة أثبتنا أننا نحن بأخلاقنا وقيمنا قوة لا يوازيها قوة" ويضيف الشيخ: "أود أن يفهم العالم أن من يلقي قنبلة اف 16 بوزن 2 طن على حي سكني مليء بالأطفال والنساء من أجل أن يقتل مقاوماً فلسطينياً فهو جيش لا يملك طهر السلاح، إنهم بلا أخلاق".



قال لنا إنه يهم الآن لدراسة الواقع من وجهة نظر أخرى.. لا يحدها قضبان السجن، ولا تهديدات السجان.. وأضاف..أمامي مسيرة طويلة.. أهمها أولادي.. ومن قبلها.. أنا مجرد جندي مكرس لهذه الدعوة وعندما يطلبني الواجب فإنّي سأهب واقفاً مهما كلفني الأمر"

.


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس