عرض مشاركة واحدة
قديم 14-01-14, 06:17 PM   #2
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: هل ولد يسوع المسيح في كربلاء؟


هذه القرائن هي التي تأخذ باعناقنا للتصديق بمزاعم من يقول ان المقدسة مريم ذهبت للعراق . فلا مناص من ذلك ابدا خصوصا وان الإناجيل كلها اضطربت حول مكان ولادة يسوع.

نحن لا ننكر أن الرب أعطى للأنبياء كرامات كثيرة . منها انهم مشوا على الماء وطاروا في الهواء عيسى بن مريم سار على الماء . إيليا طار في الهواء . سليمان سخّر الرب له الريح . محمد حمله البراق وطار من مكة إلى القدس في ثواني .. كذلك مريم القديسة التي امتلكت مزايا لم تملكها امرأة قبلها الرب أعطاها ايضا من هذه الكرامات انها انتقلت إلى المكان الأكثر امنا لتضع وليدها يسوع وليس ذلك على الرب بعزيز. ان الكتب المقدسة تذكر ان من هو أدنى مرتبة من القديسة مريم قد جاء بالمعجزات وساروا على الماء وطاروا في الهواء فما يمنع ان تكون مريم ايضا اكراما لابنها المقدس يسوع قد منحها الرب كرامة ما .. الجميع يعلم ان الكتب المقدسة ليست كتب تفاصيل، وإنما كلام النبي هو المفسر لذلك، ووجدنا في ملاحق الكتاب المقدس ان مريم المقدسة كانت تطير مع الملائكة .. مريم التي خدمها أعظم ملك في الكون (( جبريل الأمين)) يصعب عليه حملها إلى هناك لتضع طفلها؟

هناك نصوص أخرى صحيح انها مشوشة ولكن بالرجوع إلى اصولها تتضح لربما بعض معالم الجريمة التي قام بها بعض اليهود وقسم كبير من المترجمين.

نص ميخا الذي يؤكد أن اسم بيت لحم هو (افراتة) يقول هذا النص (( الآن تتجيشين يا بنت الجيوش. قد أقام علينا مترسة. يضربون السبط بقضيب على خده. أما أنت يا بيت لحم افراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، مُنذ أيام الأزل)).(8) طبعا آباء المسيحية يزعمون أن هذا النص يتعلق بولادة يسوع في بيت لحم .. وهذا كذب واضح فاضح حيث ان هناك نصا آخر يُفسر لنا من هو الذي سوف يخرج من بيت لحم حيث يقول هذا النص : (( وداود هو ابن ذلك الأفراتي من بيت يهوذا الذي اسمه يسّي)). (9)

هنا يعترف الآباء بأنه حصل تلاعب من قبل المترجمين فيقولون : إنّ ناسخ إنجيل متى (2:6) يحذف عبارة أفراتة من نبؤة ميخا (5: 1) ويستبدلها بعبارة : أرض يهوذا . وهذه العبارة غير موجودة في النص الأصلي لميخا. هنا الناسخ لا يتورع عن قلب معنى نبؤة ميخا رأسا على عقب لتخدم اغراضا معينة .لقد افتعل نسّاخ متى ثلاثة تحويرات فاضحة في نبؤة ميخا التي تتالف من سطر واحد فقط، وحذفوا عبارة أساسية في النص العبري الاصلي، وهي عبارة أفراتة واستبدلوها بعبارة ارض يهوذا . وكذلك قاموا بترجمة مغلوطة جدا وهي ابعاد الإسم الحقيقي لهذا المقروع بالقضيب على خده فأبدلوا كلمة (سبط ) بكلمة قاضي وإن كان ذلك في عرفهم صحيح لأن اسباط إسرائيل هم القضاة ولكن لا يجوز اطلاقا التلاعب بالمعنى لإخفاء حقيقة مثيرة مفادها أن الأرض التي ولد عليها يسوع هي ارض تتجيش فيها الجيوش في افراته وهناك يقتلون السبط ويقرعون خده بالقضيب . ثم يخرج من هذه الأرض شخص يكون قاهرا لإسرائيل متسلطا عليها وهذا الشخص ليس طارئا بل ( ومخارجه منذ القديم ، مُنذ أيام الأزل). (10)

لقد تأثر يسوع جدا عندما سمع بمقتل حفيد نبي سيأتي بعده ، ولذلك طلب من الرب ان تعبر عنه كأس الموت لكي يبقى مواسيا لحفيد هذا المقتول ثم يأتي معه ليأخذ بثار المقتول من الامم التي وقفت تساند قاتله .
[/b]

المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــــــ

1- علماء آثار غربيون يؤكدون أنّ بيت لحم التي يؤمها المسيحيون القريبة من أورشليم لم تكن موجودة أيام السيّد المسيح. السيّد المسيح ولد في بيت لحم التي تقع آنذاك، داخل اراضي فينيقيا- لبنان شرق شمال جبل كرمل (أرض كنعان) والتي تقع فيها قبور ورفات وعظام اجداد وآباء يسوع المسيح حيث قبور النبي عمران ابو مريم ومريم ويوسف. وتاريخياً كان الجليل الأعلى يتبع قضاء صور اللبناني . أما بيت لحم اليهودية التي يحجّ اليها المسيحيون فقد بنيت عام 339 ميلادية.

2- راجع النسخة الكاثوليكية الجديدة، دار المشرق، بيروت، طبعة 1989- تفسير سفر يشوع 15 : 19، الحاشية رقم 2، ص452، العمود الاول.

3- مؤلف الكتاب الدكتور النووي الأب يوسف يمين اللبناني.

4- وهذا ما يذهب إليه متى و لوقا في إنجيله 2: 7 ((فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ)).فهما يؤكدان على ان يسوع ولد في فندق وليس مغارة.

5- يقول ميشال كسَنل الأستاذ في المعهد الكاثوليكي في باريس، في موضوع تحديد مكان ولادة المسيح: ((أما أين ولد يسوع المسيح؟ فعلماء اليوم يتردّدون محتارين بين بيت لحم اليهودية (المعروفة اليوم) وبين الجليل)). انظر (مجلة عالم الكتاب المقدس– البيبليا عدد 109 ، آذار- نيسان، 1998، ص 6). وفي هذا الموضوع بالذات، تقول المؤرخة وعالمة الآثارالايطالية ماريّا تيريزا بتروتزي : من المستحيل ان نعرف اليوم، بشكل دقيق ومحدد، اين ولد السيد المسيح! هل ولد فعلا في احدى المغاور الصغيرة في بيت لحم ام في مزود في زوايا احدى المضافات. إن مغاور بيت لحم – ومنها مغارة المهد الحالية – كانت تستعمل كمقابر للأهالي في القرون المسيحية الثلاثة الأولى. انظر كتاب بيت لحم، مطابع الفرنسيسكان، اورشليم، الترجمة الفرنسية، 1985، ص 83

6- سفر التثنية 22: 21 ((يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ)).

7- إنجيل متى 2: 16(( هيرودُس أرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وتخومها ، من ابن سنتين فما دون )) .

8- سفر ميخا 5 : 2 .

9- في سفر صموئيل الأول 17: 12.

10- شارل بيرّو في كتابه أحداث طفولة يسوع، دفاتر الإنجيل، العدد 18، منشورات سَيرف، 1976، ص 31، العمود الأول، المقطع الأخير[/font]
[/size]


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس