عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-08, 02:49 PM   #4
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: حوار مع احمد فؤاد نجم


سامي كليب: ذكرت أيضا فيما كتبت اسم أحمد حمروش، المعروف إنه أحمد حمروش كان إلى جانب الرئيس جمال عبد الناصر كان أحد الضباط الأحرار وكلفه الرئيس عبد الناصر ببعض المهمات وكان مشرفا أيضا على جريدة آنذاك تقول إنه عرضت عليه قصيدة في البداية تحمس لها جدا وفيما بعد بس عرف إنه ممنوعة فاتصل ومنعها كمان، شو هي كانت القصيدة؟

أحمد فؤاد نجم: ده صحيح، كانت ممنوع من السفر.. ممنوع من السفر ما لما رحت المطار كان بدعوة من جاك لونغ وزير الثقافة الفرنسي أنا وإمام وبعدين منعونا وندهوا علينا أحمد فؤاد نجم، قام محمد عيسى مطلوبين لمقابلة السيد اللواء قائد أمن المطار، إيه قال أنتم ممنوعين من السفر، قلت له مَن اللي منعنا؟ قال لي المدعي العام الاشتراكي فإمام قال له الله قال له غريبة إحنا المفروض اللي يمنعنا المدعي العام الرأسمالي مش.. الاشتراكي يمنعنا ليه؟ فكتبت ممنوع من السفر ممنوع من الغناء ممنوع من الكلام ممنوع من الاستياء ممنوع من الابتسام.. وكل يوم في حبِّك تزيد الممنوعات وكل يوم بأحبك أكثر من اللي فات.. حبيبتي يا مدينة.. حبيبتي يا سفينة متشوقة وحزينة.. متشوقة وسجينة.. مخبر في كل عقدة.. عسكر في كل ميناء يمنعني لو أغيب عليكِ أو أطير إليكِ وأستجير بحضنكِ أو أنام في حِجركِ الوسيع وقلبكِ الرضيع أعود كما الرضيع بحرقة الفطام.. حبيبتي يا مدينة متزوقة وحزينة في كل حارة حسرة وفي كل قصر زينة.. ممنوع من إني أصبح بعشقكِ أو أبات.. ممنوع من المناقشة ممنوع من السُكات.. وكل يوم في حبك تزيد الممنوعات وكل يوم بأحبِّك أكثر من اللي فات.. هو لما شافوها بقى أحمد حمروش طار بها قال ده أستاذ عظيم وبعدين قالوا له لا.

سامي كليب: دائما في قصائد الحب تكون للمدينة ولمصر ولقضية.. أحببت كم مرة بحياتك؟

أحمد فؤاد نجم: الحب بتاعنا.. بتاع..

سامي كليب: حب النسوان.

أحمد فؤاد نجم: حبيت من قلبي.. من قلبي كده جامد، حبيت مرتين.

سامي كليب: طيب تزوجت أربع مرات يعني فيه اثنين ما حبيتهم؟

أحمد فؤاد نجم: لا، ستة.

سامي كليب: ست مرات؟

أحمد فؤاد نجم: ست مرات تزوجت بس ماحبتش الستة..

سامي كليب: يعني أربعة ما حبيتهم؟

أحمد فؤاد نجم: لا الستة ما حبتهمش لأن..

سامي كليب: نحمد الست أم زينب مش موجودة.

أحمد فؤاد نجم: آه ما هو وإلا كنت اتدمرنا أنا وأنت، فلا اللي حبيتهم ما تزوجتهمش.

سامي كليب: اثنين حبيتهم ما تزوجتهمش؟

أحمد فؤاد نجم: آه.

سامي كليب: أول واحدة اللي كانت بنت خالتك؟

أحمد فؤاد نجم: إكرام بنت عمي.

سامي كليب: بنت عمك.

أحمد فؤاد نجم: آه.

سامي كليب: والثانية؟

أحمد فؤاد نجم: وعفاف بنت عمتي برضه.

سامي كليب: طيب شو بيعني لك حب النساء؟ زي حب القضية؟ زي حب النضال؟ زي حب مصر؟

أحمد فؤاد نجم: لا أصل ده بيبقى إيه في الوقود بتاعه بيبقى جسدي يعني إنما حب القضية ده حاجة على طول أنت حاجة في دماغك في دمك إنما الحب حب النسوان ده بيبقى آني يعني يأخذ فترته ويمشي.

سامي كليب: لعل الحب الحقيقي كرَّسه أحمد فؤاد نجم لشعره ولعل الصداقة الحقيقية أو الأخوَّة النابضة بكل مشاعر الإنسانية والنضال والكفاح كرَّسها لرفيق العمر الشيخ إمام، لكن ظروف الحياة من جهة وطول العِشرة من جهة ثانية وزارعي الخلافات والشِقاقات من جهة ثالثة دفعت شيخ إمام وأحمد فؤاد نجم للخلاف، خلاف ربما لا أحد يعرف سره غيرهما، فهل كانت رحلة باريس بينهما هي فقط الشَعرة التي قسمت ظهر البعير؟

أحمد فؤاد نجم: أما رحنا باريس بدؤوا، بدأ هو يتعامل على أساس إنه عبد الوهاب والحكاية مش كده خالص، هو حتى قال لي الله هو أنا مش زي عبد الوهاب قلت له لا أنت جزمتك بعبد الوهاب بس وأنت كده، إنما لما تروح عند عبد الوهاب في حتته ولا هتبقى حاجة قد كده ولا تبان، ده.. وبعدين قال لي هي جوازة نصارى؟ قلت له لا أبدا، قال لي لا أنا عايز أستريح، قلت له حقك يا حبيبي، بس أوعى يا إمام تهاجم تجربتنا، إن دي الشوكة اللي واقفة في زورهم، زي ما يكون دليته على كده بقى.. في.. وإحنا في باريس نزل فيّ شتيمة وحشة، يقول لك أنا ما أعرفش شخص بالاسم ده، أنا بييجي لي شعراء كثير جائز هو جاء لي من ضمنهم، أنا ما أعرفش شخص اسمه أحمد فؤاد نجم يعني شوف وصَّلوه لِفين، هو كان رجل طيب.

سامي كليب: مَن وصَّله؟

أحمد فؤاد نجم: المثقفون العرب.

سامي كليب: يعني في الواقع أنا سمعت منك على ما أعتقد قضية إنه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لعب في الموضوع.

أحمد فؤاد نجم: آه، طبعا.

سامي كليب: طب، كيف؟

أحمد فؤاد نجم: أنا فوجئت.. يعني كان قبلها قبل الحكاية دي تقريبا كان بأسبوعين كان ياسر عرفات اتصل بيّ من تونس في.. عند.. في بيت طاهر عبد الحكيم في باريس وقال لي أنتم مش هاتيجوا تستجموا عندي شوية ولا إيه قلت له لا إحنا مش طالعين نستجم يا أبو عمار إحنا طالعين نشتغل دي فرصة، فقال لي الله هو أنا مش لي حق فيكم، قلت له أنت لك كلنا مش حق فيّ، بس يا أبو عمار أنت بقى لك 25 سنة بتنزل مصر في ضيافة وزير الداخلية اللي معتقلنا ما سألتوش عن الحق ده ليه؟ جاي تسألني دلوقتي، فقال لي مش عارف إيه والآخر كلمني كرئيس بقى، قال لي أفهم إنك أنت أفهم من كده إنك بترفض دعوتي؟ فإديته واحدة إسكندراني بقى قلت له افهم زي ما أنت عايز يلا بالسلامة روح، بعد مباشرة ما افترقنا، لا إحنا كنا نائمين في الفندق سوى صحيت ما لقيتش الشيخ إمام ولا محمد، فين همَّا؟ قالوا لي مشوا، قالوا لي يلا أنت كمان انتهت الإقامة بتاعتك وهمَّا سافروا راحوا تونس أخذوا الواد صادق المزين وأنا سابوني في الجزائر لوحدي، اللي أنقذني هناك طاهر وتار وجاب وزير الإعلام وشده قال له إزاي تسيب الراجل ده؟ يروح فين دلوقتي؟ فطلعوا لي تذكرة وروحت على الشام، أنا طبعا مش.. اللي حصل ده هو برضه حصل.. اللي بيقولوا اللي ييجي في الريش بقشيش هو أنا اتوجعت يعني وجعني إمام لأني بأحبه، مش بأحبه ده كمان جزء مني وأنا جزء منه، وجعني لأنه كان قاسي جدا، إنما ده انتهى وفضلت تجربتنا وهتفضل موجودة في أيدي الناس.

سامي كليب: بتفكر في ها الأيام؟

أحمد فؤاد نجم: يا سلام؟ عايش فيها على طول، أنا لما بأعمل أنا أول مرة عملت أمسية هنا في ساقية الصاوي فالناس كانوا بيرصدوا إيه؟ إن الناس فوق بعضها في.. أنا كنت بأشوف حاجة ثانية ما حدش آخذ باله منها، العيال الصغيرة 50% من الحضور عيال صغيرين حتى واحد فيهم قال لي إيه؟ عايزين بقرة حاحا يا عم أحمد، عنده بتاع خمس سنين، قلت له تعالى.. تعالى قمت رحت شايله أنت اسمك إيه؟ قال.. قلت له أنت.. قال لي ما هو بابا كان عنده الشغل بتاعكم بنسمعه دائما، بابا دلوقتي قاعد، أنا دلوقتي.. هو ده لبكره ده المستقبل النهارده أنا بأبقى فرحان وسعيد جدا لما بيقابلوني الشباب في الشارع ويأخذوني بالحضن ويسألوني ويحققوا معي، هو ده بكره بتاع مصر.

[مقطوعة غنائية]

سامي كليب: حين كنا نصور هذه الحلقة لم يكن الشاعر المصري الشعبي الملتزم أحمد فؤاد نجم قد زار بعد قبر الرجل الذي صار جزءا من حياته وذاكرته والباقي محفورا في قلبه رغم العَتَب والخصام وفي خلال الحديث عن الشيخ المناضل بالصوت واللحن والذي نظر للحياة بعِزَّة وأنفة وكفاح بعدما حرمه الله نعمة النظر حمل أحمد فؤاد نجم شيئا من زرع الأرض وذهب إلى قبر الصديق يقول له ما لم يقله ربما مذ دبَّ الخلاف بين الرجلين.

أحمد فؤاد نجم: والله أنت بقلبك يا إمام صاحي وميت، السلام عليكم دار قوم مؤمنين، أنتم السابقون ونحن اللاحقون، أبو صلاح هنلاقي حد يحط لنا الصبَّار ولاَّ لا؟ السلام عليكم يا إمام، السلام عليكم يا علي {(1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ (2) الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)} آمين، الله يرحمك يا إمام، أهُم ضحكوا عليه وقالوا له سيب نجم وهنديك فلوس وأنا اللي دفنته، حسبنا الله ونعم الوكيل.

سامي كليب: الغريب في هذا القبر الذي يحتضن بترابه واحدا من أهم رموز الغناء الشعبي المناضل والملتزم أنه خالٍ من أي لوحة تُذكِّر على الأقل بأن ثمة رجلا دُفن هنا كان له عند المناضلين والفقراء والمكافحين شيئا يشبه الحب أو يشبه الأرض أو زرعها الطيب، شيخ إمام ملحن ومنشد لحَّن وأنشد أشعار أحمد فؤاد نجم، عاش فقيرا ومات فقيرا.

[مقطوعة غنائية]

سامي كليب: عاش الشيخ إمام خلف القضبان أو في سجن الحياة، عاش يحلم بالحياة وبغدٍ أفضل وبتحرير فلسطين وربما بتحرير العراق لو عاش وانتهى حلمه حفنة من تراب، أما رفيق دربه الشاعر الشعبي الفذ أحمد فؤاد نجم فهو كتب في إهداء كتاب مذكراته قائلا، أُهدي كتابي إلى بناتي عفاف ونواره وزينب، قد لا تلاقي بناتي في حياتي والدهم ما تعجب به ولكن لن تجد ما تخجل منه، هذا اعتقادي الذي دافعت عنه بمنتهى الرضا، هل ينتهي حلم أحمد فؤاد نجم بأفضل ما انتهى إليه حلم رفيق دربه؟


--------------------------------------------------------------------------------

المصدر: الجزيرة


يتبع


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس