المتطرف ليس له إلا أن يشعر بالنقص وفقدان الثقة
قدر المتطرّف أن يشعر بالنقص وفقدان الثقة. لا يستطيع المتطرّف ان يستمد الثقة من قدراته الذاتية أو من نفسه التي تنكّر لها ، ولكنه يجدها في الالتصاق المتشنج بالكيان لذي احتضنه. يجد المتطرف في هذا الالتحام ما يحفزًه على الولاء الاعمى الذي يشبه التدين ، كما انه يجد فيه نبع الخير والقوة ، وبرغم أن المتطرّف يهدف ، بهذا الولاء الاعمى ، في الدرجة الاولى أن يحافظ على بقائه إلا أنه قادر على أن يعدّ نفسه جندياً يحمي القضية المقدسة التي اعتنقها. والمتطرف على استعداد للتضحية بحياته لكي يثبت لنفسه وللآخرين أن هذا بالفعل هو دوره ، أن يضحي بحياته ، ليثبت اهميته.
من الغنيّ عن الذكر أن المتطرف مؤمن أن القضية التي اعتنقها قضية مثالية أبدية ، صخرة تبقى صامدة على مرّ العصور. ومع هذا فشعوره بالثقة مستمد من التحاق المتشنج بالقضية ، لا من كون القضية سامية بالفعل. من هنا لا نستطيع أن نعدّ المتطرّف إنساناً متمسكاً بالمباديء: إنه يعتنق قضية ما لا بسبب عدالتها أو سموّها ، ولكن لحاجته الملحة الى شيء يتمسك به. يعدّ المتطرف أي قضية يعتنقها قضية
مقدسة
من كتاب المؤمن الصادق ..ايريك هوفر
توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.
زهرة الشرق
|